الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني

الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤

سورة الروم

١ ـ (وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ) (١)

عن أبي عبداللّه عليه‌السلام قال عن الآية : « (وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ) عند قيام القائم عليه‌السلام» (٢).

وفي الآية أيضاً عن الصادق عليه‌السلام قال : «في قبورهم بقيام القائم عليه‌السلام» (٣).

_________________

١ ـ (٥ / الروم / ٣٠).

٢ ـ تأويل الآيات : ١ / ٤٣٤ : عن كتاب محمّد بن العبّاس.

٣ ـ دلائل الإمامة : ص ٢٤٨.

١٠١

سورة لقمان

١ ـ (وَأَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) (١)

عن الإمام موسى بن جعفر قال : «النعمة الظاهرة : الإمام الظاهر ، والباطنة : الإمام الغائب».

فقلت له : ويكون في الأئمّة من يغيب؟ قال : «نعم يغيب عن أبصار النّاس شخصه ، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منّا ، يسهّل اللّه له كلّ عسير ويذلّل اللّه له كلّ صعبٌ ، ويظهر له كلّ كنوز الأرض ، ويقرّب له كلّ بعيد ، ويبير به كلّ جبّار عنيد ، ويهلك على يده كلّ شيطان مريد ، ذلك ابن سيّدة الإماء ، الَّذي تخفى على النّاس وولادته ، ولا يحلّ لهم تسميته ، حتى يظهره اللّه عزّوجلّ فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً» (٢).

_________________

١ ـ (٢٠ / لقمان / ٣١).

٢ ـ كمال الدين : ص ٣٦٩ باب : (٣٤) ح ٦ ، وكفاية الأثر : ص ٢٦٦.

١٠٢

سورة السجدة

١ ـ (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِنَ العَذَابِ الأَدنَى دُونَ العَذَابِ الأَكبَرِ لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ) (١)

عن المفضل بن عمر قال : سألت أباعبداللّه عليه‌السلام عن قول اللّه عزّوجلّ : ( ولنذيقنهم .. ) قال : «الأدنى : غلاء السعر ، والأكبر : المهديّ عليه‌السلام بالسيف» (٢). وعن الباقر والصادق عليهما‌السلام قالا : «أنّ العذاب الأدنى الدابة والدجّال» (٣).

ونحوه في تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأيل الآيات (٤) ومختصر البصائر (٥).

وفي كشف البيان للشيباني كما في المحجّة (٦) عن الصادق عليه‌السلام : «أنّ الأدنى القحط والجدب ، والأكبر خروج القائم المهديّ عليه‌السلام بالسيف في آخر الزمان».

٢ ـ (أَوَلَم يَرَوا أَنَّا نَسُوقُ المَآءَ إِلَى الأَرضِ الجُرُزِ فَنُخرِجُ بِهِ زِرعاً تَأكُلُ مِنهُ أَنعَامُهُم وَأَنفُسُهُم أَفَلاَ يُبصِرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الفَتحُ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * قُل يَومَ الفَتحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُم وَلاَ هُم يُنظَرُونَ * فَأَعرِض عَنهُم وَانتَظِر إِنَّهُم مُنتَظِرُونَ) (٧)

عن أبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام قال : « (يوم الفتح) يوم تفتح الدنيا على القائم

_________________

١ ـ (٢١ / السجدة / ٣٢).

٢ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٤٤٤ : عن تفسير محمّد بن العبّاس ، والمحجّة : ص ١٧٣ نقلاً عن تفسير النقاش

٣ ـ مجمع البيان : ٤ / ٣٣٢.

٤ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٤٤٤ ح ٧.

٥ ـ مختصر البصائر : ص ٢١٠.

٦ ـ المحجّة البيضاء : ص ١٧٣.

٧ ـ (٢٧ ـ ٣٠ / السجدة / ٣٢).

١٠٣

عليه‌السلام ، لا ينفع أحداً تقرّب بالإيمان مالم يكن قبل ذلك مؤمناً ، وبهذا الفتح موقناً ، فذلك الَّذي ينفعه إِيمانه ، ويعظم عنداللّه قدره وشأنه وتزخرف له يوم القيامة والبعث جنانه ، وتحجب عنه نيرانه ، وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين ولذريّته الطيّبين عليهم‌السلام» (١).

وفي مختصر البصائر (٢) : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث طويل قال فيه : «وتخرج لهم الأرض كنوزها ويقول القائم عليه‌السلام : كلوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية ، فالمسلمون يومئذ أهل صواب .. فلا يقبل اللّه يومئذ إلّا دينه الحقّ ، ألا للّه الدين الخالص ، فيومئذ تأويل هذه الآية».

_________________

١ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٤٤٥.

٢ ـ مختصر البصائر : ص ١٩٥.

١٠٤

سورة الأحزاب

١ ـ (وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ) (١)

عن الحسين عليه‌السلام قال : «لمّا أنزل اللّه تبارك وتعالى هذه الآية .. سألت رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن تأويلها؟ فقال : ما عنى بها غيركم وأنتم أولوا الأرحام فإذا مت فأبوك عليّ وبمكاني ، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به ، فإذا مضى الحسن فأنت أولى به.

فقلت يا رسول اللّه ومَن بعدي أولى بي؟ فقال : ابنك عليّ أولى بك من بعدك ، فإذا مضى فابنه محمّد ـ وعدهم عليهم‌السلام إلى آخرهم ـ فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك ، فهذه الأئمّة التسعة من صلبك أعطاهم اللّه علمي وفهمي ، طينتهم من طينتي ، ما لقوم يؤذوني فيهم لأنا لهم اللّه شفاعتي» (٢).

٢ ـ (هُنَا لِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنُونَ وَزُلزِلُوا زِلزَالاً شَدِيداً) (٣)

عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث طويل يقول فيه : «أما إنّه سيأتي على الناس زمان يكون الحقّ فيه مستوراً ، والباطل ظاهراً مشهوراً ، وذلك إذا كان أولى النّاس بهم أعداهم له ، واقترب الوعد الحقّ ، وعظم الإلحاد ، وظهر الفساد ، (هنالك .. شديداً) ونحلهم الكفّار أسماء الأشرار ، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من أقرب النّاس إليه ثمّ يتيح الفرج لأوليائه ، ويظهر صاحب الأمر على أعدائه» (٤).

_________________

١ ـ (٦ / الأحزاب / ٣٣ ، و ٧٥ / الأنفال / ٨).

٢ ـ كفاية الأثر : ص ١٧٥.

٣ ـ (١١ / الأحزاب / ٣٣).

٤ ـ الإحتجاج : ١ / ٢٥١.

١٠٥

٣ ـ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً) (١)

عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «دخلت على رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت اُمّ سلمة وقد نزلت عليه هذه الآية ، فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه الآية فيك وفي سبطي والأئمّة من ولدك.

فقلت يا رسول اللّه وكم الأئمّة بعدك؟ قال : أنت يا عليّ ، ثمّ ابناك الحسن والحسين ، وبعد الحسين عليّ ابنه ـ وعدهم كلّهم عليهم‌السلام ـ والحجّة من ولد الحسين ، هكذا أساميهم مكتوبة على ساق العرش ، فسألت اللّه تعالى عن ذلك فقال : يا محمّد هم الأئمّة بعدك مطهّرون معصومون ، وأعدائهم ملعونون» (٢).

٤ ـ (مَلعُونِينَ أَينَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقتِيلاً *

سُنَّةَ اللّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّهِ تَبدِيلاً) (٣)

في شرح نهج البلاغة (٤) في ذكر خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام قال عنها المولّف : «ذكرها جماعة من أصحاب السير وهي متداولة منقولة مستفيضة ، خطب بها عليّ عليه‌السلام بعد انقضاء أمر النهروان منها : «فانظروا أهل بيت نبيّكم ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن استنصروكم فانصروهم ، فليُفرِّجنّ اللّه الفتنة برجل منّا أهل البيت ، بأبي ابن خَيرَة الإماء ، لا يعطيهم إِلّا السيف هرجاً هرجاً ، موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر حتّى تقول قريش : لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ، يغريه اللّه ببني أميّة حتّى يجعلهم حطاماً ورفاتاً (مَلعُونِينَ أَينَمَا ثُقِفُوا .. تَبدِيلاً) ».

_________________

١ ـ (٣٣ / الأحزاب / ٣٣).

٢ ـ كفاية الأثر : ص ١٥٦ ، والصراط المستقيم : ٢ / ١٥٠ قال : وأسند عليّ بن محمّد القمي ...

٣ ـ (٦٢ / الأحزاب / ٣٣).

٤ ـ شرح النهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٧ / ٥٨.

١٠٦

سورة سبأ

١ ـ (وَجَعَلنَا بَينَهُم وَبينَ القُرَى الَّتِي بَارَكنَا فِيهَا قُرَىً ظاهِرَةً وَقَدَّرنَا فِيهَا السَّيرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) (١)

عن محمّد بن صالح الهمداني قال : كتبت إلى صاحب الزمان عليه‌السلام أنّ أهل بيتي يؤذونني يقرِّعونني بالحديث الّذي روي عن آبائك أنّهم قالوا : «خدّامنا وقوّامنا شرار خلق اللّه» فكتب : «ويحكم ، ما تقرؤون ما قال اللّه : (بَينَهُم وَبينَ القُرَى الَّتِي بَارَكنَا فِيهَا قُرَىً ظاهِرَةً) ونحن واللّه القرى الَّتي بارك اللّه فيها وأنتم القرى الظاهرة» (٢).

وعن الصادق عليه‌السلام في حديث له تقدّم بعضه ذيل الآية : ٩٧ / آل عمران ، قال فيه وتلا هذه الآية : (سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) قال : «مع قائمنا أهل البيت» (٣).

٢ ـ (وَلَو تَرَى إِذ فَزِعُوا فَلاَ فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُم التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَقَد كَفَرُوا بِهِ مِن قَبلُ وَيَقذِفُونَ بِالغَيبِ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَينَهُم وَبَينَ مَا يَشتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِاَشيَاعِهِم مِن قَبلُ إِنَّهُم كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) (٤)

عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له عن فتنة السفياني بالشّام والعراق والحجاز

_________________

١ ـ (١٨ / سبأ / ٣٤).

٢ ـ كمال الدين : ٤٨٣ باب : (٤٥) ح ٢ ، وكتاب الغيبة للطوسي : ٣٤٥ ح ٢٩٥.

٣ ـ علل الشرايع : ص ٩١ باب : (٨١) ح ٥.

٤ ـ (٥١ ـ ٥٤ / سبأ / ٣٤).

١٠٧

جاء فيه : « ثمّ يخرجون (أي جنود السفياني) متوجهين إلى مكّة حتّى إذا كانوا بالبيداء بعث اللّه سبحانه جبرئيل .. فيضربها .. ضربة يخسف اللّه بهم فذلك قوله .. (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) فلا ينفلت منهم إلّا رجلان أحدهما بشير والآخر نذير .. » (١).

وفي مجمع البيان (٢) قال : وروى أصحابنا في أحاديث المهديّ عن أبي عبداللّه وأبي جعفر عليهما‌السلام مثله.

وفي الملاحم (٣) بسنده عن عبد العزيز بن رفيع .. عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسئل عن الآية ، فقال : « يبعث جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم .. » قال ابن رفيع : فذكرت ذلك لأبي جعفر محمّد بن عليّ فقال : «هي بيداء المدينة» وبهذا المعني أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ذكر الآيات.

وفي الفتن (٤) عن عليّ عليه‌السلام قال : «إذا نزل جيش في طلب الَّذين خرجوا إلى مكّة فنزلوا البيداء خسف بهم ويُباد بهم ، وهو قوله عزّوجلّ : (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب) من تحت أقدامهم ، ويخرج رجل من الجيش في طلب ناقة له ثمّ يرجع إلى النّاس فلا يجد منهم أحداً ولا يحسّ بهم ، وهو الَّذي يحدّث النّاس بخبرهم».

وفي مختصر (٥) عن رضي الدين ابن طاووس عن كتاب خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام وذكر فيها توجه السفياني نحو المدينة ومكّة ، وقال : «ويبعث [السفياني] خيلاً في طلب رجل من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكّة ، أميرهم رجل من غطفان ، حتّى إذا توسطوا الصفائح البيض بالبيداء يخسف بهم ، فلا ينجوا منهم أحد إلّا رجل واحد يحوّل اللّه وجهه في قفاه لينذرهم وليكون آية لمن خلفه فيومئذ تأويل هذه الآية : (وَلَو تَرَى إِذ فَزِعُوا

_________________

١ ـ تفسير الطبري : ٢٢ / ٧٣.

٢ ـ مجمع البيان : ٤ / ٣٩٨.

٣ ـ الملاحم لابن المنادي : ص ١٨٣.

٤ ـ كتاب الفتن لنعيم بن حماد : ٢ / ٣٢٩.

٥ ـ مختصر البصائر : ص ١٩٩.

١٠٨

فَلاَ فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ) ».

وفي الغيبة (١) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : « المهديّ أقبل ، جعدٌ ، بخدّه خال ، يكون مبدؤه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني .. بالشام فينقاد له أهل الشام إلّا طوائف من المقيمين على الحقّ يعصمهم اللّه من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار حتّى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف اللّه به وذلك قول اللّه عزّوجلّ .. ».

وفي كتاب سليم (٢) في حديث طويل لأمير المؤمنين عليه‌السلام في كتابه إلى معاوية يقول فيها : «وأنّ رجلاً من ولدك ، مشوم ملعون ، جلف جاف ، منكوس القلب ، فظ غليظ ، قد نزع اللّه من قلبه الرأفة والرحمة .. فيبعث جيشاً إلى المدينة .. ويهرب منهم رجلٌ زكيّ نقيّ ، الَّذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، وإنّي لأعرف إسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته وهو من ولد ابني الحسين .. وهو الثائر بدم أبيه فيهرب إلى مكّة .. ثمّ يسير ذلك الجيش إلى مكّة .. فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف اللّه بهم ، قال اللّه عزّوجلّ : (وَلَو تَرَى إِذ فَزِعُوا فَلاَ فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ) من تحت أقدامهم فلا يبقى من ذلك الجيش أحدٌ غير رجل واحد يقلب اللّه وجهه من قبل قفاه .. ويبعث اللّه للمهديّ أقواماً يُجمعون من الأرض قزعاً كقزع الخريف .. فيدخل المهديّ الكعبة ويبكي ويتضرّع».

وعن عليّ عليه‌السلام في حديث يصف فيه جيش السفياني وأعمالهم الشنيعة بالشام والمدينة قال فيه : «فعند ذلك يشتدّ غضب اللّه عليهم فيخسف بهم الأرض وذلك قوله : (وَلَو تَرَى) أي من تحت أقدامهم» (٣).

وفي خبر آخر : «أنّهم يخرجون المدينة حتى لا يبقى رائح ولا سارح».

_________________

١ ـ الغيبة للنعماني : ص ٣٠٤ باب : (١٨) ح ١٤.

٢ ـ كتاب سليم : ص ١٩٧.

٣ ـ البدء والتاريخ : ٢ / ١٧٧.

١٠٩

وفي مجمع البيان (١) عن زين العابدين عليه‌السلام والحسن المثنى أنّهما قالا : «هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم».

ونحوه في تفسير النقاش كما في عقد الدر (٢).

وفي تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأويل الآيات (٣) عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام أنّه قال : «يخرج القائم عليه‌السلام فيسير حتّى يمرّ بمرّ ، فيبلغه أنّ عامله قد قتل ، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة لايزيد على ذلك شيئاً ، ثمّ ينطلق فيدعوا النّاس ، حتّى ينتهي إلى البيداء ، فيخرج جيشان للسفياني فيأمر اللّه عزّوجلّ الأرض أن تأخذ بأقدامهم ، وهو قوله عزّوجلّ : (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب * وقالوا آمنّا به) يعني بقيام القائم (وقد كفروا به من قبل) يعني بقيام آل محمّد عليهم‌السلام (ويقذفون بالغيب من مكان بعيد * من مكان قريب * .. مريب) ».

وفي تفسير القمي (٤) عن الباقر عليه‌السلام في حديث له قال فيه : « فإذا جاء القائم إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني فيأمر اللّه الأرض فتأخذ أقدامهم .. » وذكر نحو ما تقدّم.

وفيه أيضاً (٥) عن الباقر عليه‌السلام : « (ولو ترى إذ فزعوا) من الصوت وذلك الصوت من السماء ، (وأخذوا من مكان قريب) من تحت أقدامهم خسف بهم».

وفي تفسير العيّاشي (٦) في حديث طويل للإمام الباقر عليه‌السلام وذكر نحو ما تقدّم عن تفسير محمّد بن العبّاس وقال : « فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر اللّه الأرض فتأخذهم من تحت أقدامهم .. ».

_________________

١ ـ مجمع البيان : ٤ / ٣٩٧.

٢ ـ عقد الدر : ص ٧٦.

٣ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٤٧٨ ح ١٢.

٤ ـ تفسير القمي : ٢ / ٢٠٥.

٥ ـ تفسير القمي : ٢ / ٢٠٥.

٦ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ١٩٥ ح ١٧٢٩.

١١٠

سورة ص

١ ـ (إِصبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ * وَاذكُر عَبدَنَا دَاوُودَ) (١)

في القراءات للسياري (٢) وعنه بسند محمّد بن العبّاس إليه كما في تأويل الآيات (٣) عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : « فاصبر على ما يقولون يا محمّد من تكذيبهم إيّاك ، فإنّي منتقم منهم برجل منك ، وهو قائمي الَّذي سلّطته على دماء الظلمة ، واذكر عبدنا داود .. ».

٢ ـ (قَالَ فَاخرُج مِنهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) (٤)

عن أبي الحسن الهادي عليه‌السلام قال : «إنّه مرجوم باللعن ، مطرود من مواضع الخير ، لا يذكره مؤمن إلّا لعنه ، وإنّ في علم اللّه السابق أنّه إذا خرج القائم عليه‌السلام لا يبقى مؤمن في زمانه إلّا رجمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوماً باللعن» (٥).

٣ ـ (قُل مَا أَسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ *

إِن هُوَ إِلَّا ذِكرٌ لِلعَالَمِينَ وَلَتَعلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ) (٦)

عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في حديث له وتلا الآيتين الأوليّين فقال : «هو أمير المؤمنين عليه‌السلام (ولتعلمنّ نبأه بعد حين) عند خروج القائم عليه‌السلام» (٧).

_________________

١ ـ (١٧ / ص / ٣٨).

٢ ـ كتاب القراءات للسيّاري : ص ٤٩.

٣ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٥٣ ح ١.

٤ ـ (٧٧ / ص / ٣٨).

٥ ـ معاني الأخبار للصدوق : ص ١٣٩.

٦ ـ (٨٨ / ص / ٣٨).

٧ ـ الكافي : ٨ / ٢٨٧.

١١١

سورة الزمر

١ ـ (وَأَشرَقَتِ الأَرضُ بِنُورِ رَبِّهَا)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، وصار الليل والنهار واحداً ، وذهبت الظلمة ، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة ، يولد في كلّ سنة غلام لا يولد له جارية ، يكسوه الثوب فيطول عليه كلّما طال ، ويتلوّن عليه أيّ لون شاء» (١).

_________________

١ ـ كتاب الغيبة للطوسي : ص ٤٦٥ ح ٤٨٤ ، والإرشاد : ص ٣٦٣ ، ودلائل الإمامة : ص ٢٤١ و ٢٦٠ ، وتفسير القمي : ٢ / ٢٥٣.

١١٢

سورة غافر

١ ـ (قَالُوا رَبَّنَا أَمَّتَنَا اثنَتَينِ وَأَحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنَا بِذُنُوبِنَا

فَهَل إِلَى خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ) (١)

في بحار الأنوار (٢) قال : روى السائل عن السيّد المرتضى رضي اللّهُ عنهُ عن خبر رواه النعماني في كتاب التسلّي ، عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «إذا احتضر الكافر حضره رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ صلوات اللّه عليه وجبرئيل وملك الموت ، فيدنوا إليه عليّ عليه‌السلام فيقول : يا رسول اللّه إنّ هذا كان يبغضنا أهل البيت .. فاذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النّار .. حتّى يقوم قائمنا أهل البيت فيبعثه اللّه فيضرب عنقه وذلك قوله : (ربّنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) الآية».

٢ ـ (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشهَادُ) (٣)

عن الصادق عليه‌السلام وسئل عن الآية فقال : «ذلك واللّه في الرجعة ، أما علمت أنّ أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا ، والأئمّة بعدهم قتلوا ولم يُنصروا ، ذلك في الرجعة» (٤).

وفي فرات (٥) وتأويل الآيات (٦) ، عن تفسير محمّد بن العبّاس عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «أوّل من ينفض رأسه من التراب الحسين بن عليّ في خمسة وتسعين (خ : وسبعين) ألفاً وهو قول اللّه : (إنّا لننصر .. الأشهاد يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) ».

_________________

١ ـ (١١ / غافر / ٤٠).

٢ ـ بحار الأنوار : ٤٥ / ٣١٢.

٣ ـ (٥١ / غافر / ٤٠).

٤ ـ تفسير القمي / ٢ / ٢٥٨.

٥ ـ تفسير فرات الكوفي : ص ٥٣٧ ح ٦٨٩.

٦ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٧٦٢.

١١٣

سورة فصّلت

١ ـ (فَأَخَذَتهُم صَاعِقَةُ العَذَابِ الهُونِ) (١)

جاء في تأويل الآيات (٢) في حديث للإمام الصادق أنّه قال : «هو السيف إذا قام القائم عليه‌السلام».

٢ ـ (اِدفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (٣)

في تأويل الآيات (٤) عن تفسير محمّد بن العبّاس ، عن الصّادق عليه‌السلام أنّه قال : «لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اُمرت بالتقيّة .. ثمّ اُمر بها عليّ .. ثمّ الأئمّة .. فإذا قام قائمنا سقطت التقية وجرّد السيف ولم يأخذ من النّاس ولم يعطهم إلّا بالسيف».

٣ ـ (سَنُرِيهِم آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ) (٥)

عن أبي بصير قال : سئل الباقر عليه‌السلام عن هذه الآية؟ فقال عليه‌السلام : «يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاص الآفاق عليهم ، فيرون قدرة اللّه في أنفسهم وفي الآفاق ، وقوله : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ) يعني بذلك خروج القائم

_________________

١ ـ (١٧ / فصّلت / ٤١).

٢ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٨٠٤ سورة الشمس ح ١.

٣ ـ (٣٤ / فصّلت / ٤١).

٤ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٥٣٩.

٥ ـ (٥٣ / فصّلت / ٤١).

١١٤

هو الحقّ من عند اللّه عزّوجلّ يراه هذا الخلق لا بدّ منه» (١).

وورد أيضاً عن الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام كما في تأويل الآيات (٢) عن تفسير محمّد بن العبّاس ، والكافي (٣) ، والإرشاد (٤).

_________________

١ ـ الغيبة للنعماني : ص ٢٦٩ باب : (١٤) ح ٤٠.

٢ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٥٤١.

٣ ـ الكافي : ٨ / ٣٨١ ح (٥٧٥) ، وأيضاً : ٨ / ١٦٦ ح (١٨١).

٤ ـ الإرشاد : ص ٣٥٩.

١١٥

سورة الشورى

١ ـ (حم * عسق) (١)

في تأويل الآيات (٢) عن الإمام الباقر عليه‌السلام قال : « (حم) حميم ، و «عين» عذاب و «سين» سنون كسني يوسف عليه‌السلام و «قاف» قذف ومسخ يكون في آخر الزمان بالسفياني وأصحابه ، وناس من كلب ثلاثون ألف يخرجون معه ، وذلك حين يخرج القائم عليه‌السلام بمكّة وهو مهديّ هذه الأمّة».

وفيه أيضاً (٣) عن الإمام الباقر عليه‌السلام : « (حمعسق) عدد سني القائم عليه‌السلام».

٢ ـ (وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَستَعجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِهَا

وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشفِقُونَ مِنهَا وَيَعلَمُونَ أَنَّهَا الحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ

لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ) (٤)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «أي الساعة قيام القائم عليه‌السلام قريب» (٥).

وأيضاً عن الإمام الصادق عليه‌السلام في قوله : (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ) قال : «يقولون متى ولد ، ومَن رآه ، وأين هو ، ومتى يظهر؟ كلّ ذلك شكاً في قضائه وقدرته اولئك الَّذين خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة» (٦).

_________________

١ ـ (١ ـ ٢ / الشورى / ٤٢).

٢ ـ تأويل الآيات : ص ٥٢٨.

٣ ـ تأويل الآيات : ١ / ٥٤٢ ، وتفسير القمي : ٢ / ٢٦٧.

٤ ـ (١٧ ـ ١٨ / الشورى / ٤٢).

٥ ـ ينابيع المودّة : ص ٤٢٨.

٦ ـ الهداية الكبرى للخصيبي : ص ٣٩٢.

١١٦

٣ ـ (اَللّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ * مَن كَانَ يُرِيدُ

حَرثَ الآخِرَةِ نَزِد لَهُ فِي حَرثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرثَ الدُّنيَا نُؤتِهِ مِنهَا وَمَالَهُ

فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ) (١)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «يرزق اللّه المودّة في القربى مَن يشاء من عباده وهي حرث الآخرة ، يستوفي اللّه نصيب من يريد المودّة في القربى ، ومن يريد حرث الدنيا المحض الَّتي ليست فيها المودّة ليس له في قيام القائم عليه‌السلام من نصيب من فيضه وبركاته» (٢).

وأيضاً عن الإمام الصادق عليه‌السلام في الآية : (من كان يريد حرث الآخرة) قال : «معرفة أمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمّة» (نزد له في حرثه) قال : «نزيده منها يستوفي نصيبه من دولتهم» (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) قال : «ليس له في دولة الحقّ مع القائم نصيب» (٣).

٤ ـ (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَاُلئِكَ مَا عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ) (٤)

عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام في الآية ، قال : «يعني القائم وأصحابه والقائم إذا قام انتصر من بني أميّة ومن المكذبين والنصاب» (٥).

٥ ـ (خَاشِعِينَ مِنَ الذُلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرَفٍ خَفِيٍّ) (٦)

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «يعني إلى القائم عليه‌السلام» (٧)

_________________

١ ـ (١٩ ـ ٢٠ / الشورى / ٤٢).

٢ ـ ينابيع المودّة : ص ٤٢٧ ، وغاية المرام : ص ٧٤٩.

٣ ـ الكافي : ١ / ٤٣٥.

٤ ـ (٤١ / الشورى / ٤٢).

٥ ـ تفسير الفرات الكوفي : ص ١٥٠ ، وتفسير القمي : ٢ / ٢٧٨ ، وتأويل الآيات : ٢ / ٥٤٩.

٦ ـ (٤٥ / الشورى / ٤٢).

٧ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٥٥٠ ح ٣٠.

١١٧

سورة الزخرف

١ ـ (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ) (١)

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في الآية : «جعل الإمامة في عقب الحسين عليه‌السلام يخرج من صلبه تسعة من الأئمّة ، ومنهم مهديّ هذه الأمّة» ثمّ قال : «لو أنّ رجلاً ضعن بين الركن والمقام ثمّ لفي اللّه مبغضاً لأهل بيتي دخل النّار» (٢).

وعن زين العابدين عليه‌السلام في حديث له قال : «وفينا نزلت هذه الآية(وجعلها كلمة باقية في عقبه) والإمامة في عقب الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما‌السلام إلى يوم القيامة ، وإنّ للقائم منّا غيبتين ، إحداهما أطول من الأخرى يطول أمدها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلّا من قوي يقينه وصحّت معرفته ولم يجد في نفسه حرجاً ممّا قضينا وسلّم لنا أهل البيت» (٣).

وعن جابر الجعفي قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام : يا ابن رسول اللّه إنّ قوماً يقولون : إنّ اللّه تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسن والحسين؟ قال عليه‌السلام : «كذبوا واللّه أو لم يسمعوا اللّه تعالى ذكره يقول : (وجعلها كلمة باقية في عقبه) فهل جعلها إلّا في عقب الحسين» ثمّ قال : «يا جابر إنّ الأئمّة هم الَّذين نصّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم بالإمامة ، وهم الَّذين قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا أسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش بالنور إثنا عشر إسماً : عليّ وسبطاه وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن

_________________

١ ـ (٢٨ / الزخرف / ٤٣).

٢ ـ كفاية الأثر : ص ٨٦.

٣ ـ كمال الدين : ١ / ٣٢٣ باب : (٣١) ح ٨.

١١٨

والحجّة القائم ، فهذه الأئمّة من أهل بيت الصفوة والطهارة ، واللّه ما يدعيه أحدٌ غيرنا إلّا حشره اللّه تعالى مع إبليس وجنوده» ثمّ تنفّس عليه‌السلام وقال : «لا رعى اللّه هذه الأمّة فإنّها لم ترع حقّ نبيّها ، أما واللّه لو تركوا الحقّ على أهله لما اختلف في اللّه تعالى اثنان ... يا جابر مثل الإمام مثل الكعبة إذ يؤتي ولا يأتي» (١).

وعن الباقر عليه‌السلام في الآية الكريمة ، قال : « في عقب الحسين عليه‌السلام فلم يزل هذا الأمر منذ أفضى إلى الحسين عليه‌السلام ينتقل من ولد إلى ولد .. » (٢).

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام في حديث له ، وذكر المهديّ ثمّ ذكر هذه الآية ، فقال : « يعني بذلك الإمامة جعلها اللّه تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة .. » (٣).

٢ ـ (هَل يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغتَةً وَهُم لاَ يَشعُرُونَ) (٤)

عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الآية؟ فقال عليه‌السلام : «هي ساعة القائم تأتيهم بغتة» (٥).

وعن الإمام الباقر عليه‌السلام وقد سأله الكميت : متى يقوم الحقّ فيكم ، متى يقوم مهديّكم؟ قال عليه‌السلام : «لقد سئل رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك ، فقال : إنّما مثله كمثل السّاعة لا تأتيكم إلّا بغتة»(٦).

_________________

١ ـ كفاية الأثر : ص ٢٤٦.

٢ ـ الإمامة والتبصرة : ص ٤٩ باب : (٥) ح ٣٢ ، وعلل الشرايع : ١ / ٧٠٢ باب : (١٥٦) ح ٦ وكمال الدين : ص ٤١٥ باب : (٤٠) ح ٤.

٣ ـ كمال الدين : ٢ / ٣٥٨ باب : (٣٣) ح ٥٧.

٤ ـ (٦٦ / الزخرف / ٤٣).

٥ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٥٧١.

٦ ـ كفاية الأثر : ص ٢٤٨.

١١٩

سورة الدخان

١ ـ (حم * وَالكِتَابِ المُبِينِ * إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ *

فِيهَا يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكِيمٍ) (١)

عن الباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام : «إنّ اللّه أنزل القرآن في ليلة القدر إلى البيت المعمور جملة واحدة ، ثمّ أنزل من البيت المعمور على رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في طول ثلاث وعشرين سنة ، (فِيهَا يفرق) يعني في ليلة القدر (كلّ أمرٍ حَكِيم) أي يقدّر اللّه كلّ أمر من الحقّ والباطل وما يكون في تلك السنة ، وله فيه البداء والمشيئة ، يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والأمراض ، ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء ويلقيه رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ويلقيه أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الأئمّة حتّى ينتهي ذلك إلى صاحب الزمان عليه‌السلام ، ويشترط له ما فيه البداء والمشيّة والتقديم والتأخير» (٢).

_________________

١ ـ (١ ـ ٤ / الدخان / ٤٤).

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٢٩٠ ، ومجمع البيان : ٥ / ٦١ باختصار.

١٢٠