بحار الأنوار - ج ٣٠

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣٠

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٠٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

__________________

ومنها : ما جاء عن سعيد بن المسيب ، أن عمر بن الخطاب قضى في الأصابع من الإبهام بثلاثة عشر ، وفي التي تليها باثني عشر ، وفي الوسطى بعشرة ، وفي التي تليها بتسع ، وفي الخنصر بست!! وقد حكي عنه أقوال أخر. كما أوردها الشافعي في كتابه الأم ١ ـ ٥٨ و ١٣٤ وهامشه ٧ ـ ١٤٠ ، وفي كتابه الرسالة : ١١٣ ، وانظر السنن الكبرى للبيهقي ٨ ـ ٩٣ وغيرها. هذا مع ما أورده حفاظهم ومحدثيهم في صحاحهم ومسانيدهم من أن رسول الله ٦ قال : في الأصابع عشر عشر.

ومنها : ما جاء في السنن للدارقطني ـ كتاب الصوم ـ باب القبلة للصائم ـ عن سعيد بن المسيب : أن عمر خرج على أصحابه ، فقال : ما ترون في شيء صنعت اليوم؟ أصبحت صائما فمرت بي جارية فأعجبتني فأصبت منها .. فعظم القوم عليه ما صنع ـ وعلي عليه‌السلام ساكت ـ فقال : ما تقول؟ قال : أتيت حلالا ، ويوم مكان يوم. قال : أنت خيرهم فتوى. ورواه ابن سعد أيضا في طبقاته ٣ ـ ١٠٢ ـ القسم الثاني ـ.

ومنها : ما أورده مسلم في صحيحه ١ ـ ٢٤٢ ، وأبو داود في سننه ٢ ـ ٢٨ ، ومالك في الموطإ ١ ـ ١٤٧ ، وابن ماجة في سننه ١ ـ ١٨٨ ، والترمذي في صحيحه ١ ـ ١٠٦ ، والنسائي في سننه ٣ ـ ١٨٤ ، والبيهقي في سننه ٣ ـ ٢٩٤ وغيرهم ، واللفظ لابن ماجة عن عبيد الله ، قال : خرج عمر يوم عيد فأرسل إلى أبي واقد الليثي : بأي شيء كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ في مثل هذا اليوم؟. فقال : ب « ق » و « اقتربت ».

ومنها : جهله بليلة القدر ، وعده العلم بها تكلفا ، كما جاء في مسند عمر : ٨٧ ، ومستدرك الحاكم ١ ـ ٤٣٨ ، وسنن البيهقي ٤ ـ ٣١٣ ، وتفسير ابن كثير ٤ ـ ٥٣٣ ، والدر المنثور ٦ ـ ٣٧٤ ، وفتح الباري ٤ ـ ٢١١ ، وغيرها.

ومنها : ما رآه في دية الجنين وسؤاله من المغيرة بن شعبة ( أزنى ثقيف وأكذبها ) ومحمد بن مسلم وغيرهما عن ذلك ، وقال : إن كدنا أن نقضي في مثل هذا برأينا .. كما جاء في صحيح البخاري ـ كتاب الديات ـ باب جنين المرأة ، وصحيح مسلم ٢ ـ ٤١ ، وسنن أبي داود ٢ ـ ٢٥٥ و ٢٥٦ ، ومسند أحمد ابن حنبل ٤ ـ ٢٤٤ ، ٢٥٣ ، وسنن البيهقي ٨ ـ ١١٤ ، وتذكرة الحفاظ ١ ـ ٧ ، والإصابة ٢ ـ ٢٥٩ ، وتهذيب التهذيب ٣ ـ ٣٦ ، وغيرها. ولا نعلم هل كان الخليفة يعلم ويخالف ، أم لم يعلم وحكم بهواه ، كما هو الأقوى .. ونعم ما قال الشاعر : فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ....

ومنها : ما نص عليه سعيد بن المسيب على أن عمر بن الخطاب كان يقول : الدية للعاقلة ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئا .. حتى أخبره الضحاك بن سفيان أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبي من ديته .. وجاءت الرواية بألفاظ أخر أوردها جمع من الحفاظ ، كأبي داود في سننه ٢ ـ ٢٢ ، وأحمد بن حنبل في سننه ٣ ـ ٤٥٢ ، والترمذي في صحيحه ١ ـ ٢٦٥ ، وابن ماجة

٧٠١

__________________

في سننه ٢ ـ ١٤٢ ، والبيهقي في سننه الكبرى ٨ ـ ١٣٤ ، والخطيب البغدادي في تاريخه ٨ ـ ٣٤٣ ، والشافعي في كتابه الأم ٦ ـ ٧٧ ، والرسالة له : ١١٣ ، واختلاف الحديث ـ هامش كتاب الأم ٧ ـ ٢٠ ... وغيرهم.

هذا والخليفة كان ناسيا أو جاهلا بقوله تعالى : « فدية مسلمة إلى أهله ». وغيرها من الآيات مع جهله بالسنة المطهرة.

ومنها : جهله بمعنى الكلالة .. وهي قصة مضحكة مبكية سبقت من الخليفة الأول مفصلا ، وتضاربت أقوالهم جدا ، أطبق على ذكرها الحفاظ وأهل المسانيد والسنن ، فقد جاء في السنن الكبرى ٦ ـ ٢٢٤ : أن عمر قال : أتى علي زمان لا أدري ما الكلالة ، وإذا الكلالة من لا أب له ولا ولد. وقال في تفسير القرطبي ٥ ـ ٧٧ : إن أبا بكر وعمر قالا : إن الكلالة من لا ولد له خاصة ، ثم رجعا عنه.

وروى مسلم في صحيحه ـ كتاب الفرائض ـ ٢ ـ ٣ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ١ ـ ٤٨ ، وابن ماجة في سننه ٢ ـ ١٦٣ ، والجصاص في أحكام القرآن ٢ ـ ١٠٦ ، والبيهقي ـ أيضا ـ في سننه ٨ ـ ١٥٠ ، والقرطبي في تفسيره ٦ ـ ٢٩ ، والسيوطي في الدر المنثور ٢ ـ ٢٥١ ، وغيرهم ، وبألفاظ مختلفة والمعنى واحد في خطبة لعمر وفيها : .. ثم إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة ، ما راجعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة ، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه .. حتى طعن بإصبعه في صدري وقال : يا عمر! ألا يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء. وإني إن عشت أقض فيها [ يقضي ] بقضية بقضاء بها من يقرأ القرآن ومن لم يقرأ القرآن!!.

وقريب منه في تفسير ابن كثير ١ ـ ٥٩٤ ، وتفسير الطبري ٦ ـ ٦٠ ، وتفسير السيوطي ٢ ـ ٢٤٩ ، وقد جاء في كنز العمال ٦ ـ ٢٠ قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لحفصة حين سألتها عنه : أبوك ذكر لك هذا ، ما أرى أباك يعلمها أبدا ، فكان عمر يقول ما أراني أعلمها أبدا ، وقال فيه : أخرجه ابن راهويه وابن مردويه وهو صحيح. ولاحظ : كتاب السبعة من السلف : ٨٥.

وها هو يقول ـ كما حدثنا مرة بن شرحبيل ـ : ثلاث لأن يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينهن أحب إلي من الدنيا وما فيها : الكلالة ، والربا ، والخلافة!!. كما أورده ابن ماجة في سننه ٢ ـ ١٦٤ ، وابن جرير في تفسيره ٦ ـ ٣٠ ، والجصاص في أحكام القرآن ٢ ـ ١٠٥ ، والحاكم في المستدرك ٢ ـ ٣٠٤ ، والقرطبي في تفسيره ٦ ـ ٢٩ ، والسيوطي في الدر المنثور ٢ ـ ٢٥٠ ... وغيرهم.

وأورده البيهقي في السنن الكبرى ٦ ـ ٢٢٥ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ٢ ـ ٣٠٤ ، وذكره الذهبي في تلخيصه للمستدرك وأقر تصحيح الحاكم له ، وابن كثير في تفسيره ١ ـ ٥٩٥ ، وذكر تصحيح الحاكم وأقره عليه.

٧٠٢

وسيأتي بعضها في أبواب علم أمير المؤمنين عليه‌السلام (١).

ومن أعجب العجب أن أتباعه ـ مع نقلهم تلك الروايات ـ يدعون تقدمه في العلم والفضل ، مع أنه ليس أمرا يمكن أن يدعى فيه البداهة ، ولم يقم دليل من العقل والنقل على أنه يجب أن يكون عمر من العلماء ، وإنما يعلم علم مثله وجهله بما يؤثر عنه ويظهر من فتاواه وأحكامه وسائر أخباره ، ولم يكن عمر في أيام كفره من المشتغلين بتحصيل العلوم ومدارسة المسائل ، بل كان تارة من رعاة الإبل ، وتارة حطابا ، وأحيانا مبرطسا وأجيرا لوليد بن المغيرة ونحوه (٢) في الأسفار لخدمة الإبل وغيرها ، ولم يكن من أحبار اليهود وأساقفة النصارى وعلماء المشركين ، وفي الإسلام أيضا لم يكن من المشتغلين بمدارسة المسائل ، وأكثر

__________________

وعن ابن عباس قال : كنت آخر الناس عهدا بعمر ، فسمعته يقول : القول ما قلت. قلت : وما قلت؟. قال : الكلالة من لا ولد له.

وجاء في تفسير ابن كثير ١ ـ ٥٩٥ : قال ابن عباس : كنت آخر الناس عهدا بعمر بن الخطاب ، قال : اختلفت أنا وأبو بكر في الكلالة والقول ما قلت!.

وقال العلامة الأميني في غديره ٧ ـ ١٠٤ : أخرج أئمة الحديث بإسناد صحيح رجاله ثقات ، عن الشعبي قال : سئل أبو بكر عن الكلالة ، قال : إني سأقول فيها برأي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه ، أراه ما خلا الولد والوالد. فلما استخلف عمر قال : إني لأستحيي الله أن أرد شيئا قاله أبو بكر!!. أخرجه سعد بن منصور وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وغيرهم ، وأورده الدارمي في سننه ٢ ـ ٣٦٥ ، والطبري في تفسيره ٦ ـ ٣٠ ، والبيهقي في سننه ٦ ـ ٢٢٣ ، وحكى عنهم السيوطي في الجامع الكبير ـ كما في ترتيبه ـ ٦ ـ ٢٠ ، وذكره ابن كثير في تفسيره ١ ـ ٢٦٠ ، والخازن في تفسيره ١ ـ ٣٦٧ ، وابن القيم في أعلام الموقعين : ٢٩ ، وغيرهم. وجاء في كنز العمال ٦ ـ ٢٠ بزيادة قوله (ص) لحفصة سألها عنه : أبوك ذكر لك هذا ، ما أرى أباك يعلمها أبدا ، فكان عمر يقول : ما أراني أعلمها أبدا وقد قال رسول الله ٦ ما قال. قال في الكنز : أخرجه ابن راهويه وابن مردويه وهو صحيح.

وقد فصل القول فيها وعلق عليها وأجاد شيخنا الأميني رحمه‌الله في غديره ٦ ـ ١٢٧ ـ ١٣١ ، والسيد الفيروزآبادي في السبعة من السلف : ٨٥ ، وغيرهما من أعلامنا رضوان الله عليهم.

(١) بحار الأنوار ٤٠ ـ ١٤٩ ـ ١٥٤ و ٢٢٥ ـ ٢٣٦ ، وغيرهما.

(٢) في (س) : ونحو ـ بلا ضمير ـ.

٧٠٣

اشتغاله كان بالبرطسة (١) والصفق بالأسواق (٢) ، وقد حصروا مروياته ـ مع طول صحبته ، واهتمام أتباعه برواية ما يؤثر عنه ـ في خمسمائة وتسعة وثلاثين ، منها ستة وعشرون من المتفق عليه ، وأربعة وثلاثون من إفراد البخاري ، وأحد وعشرون من إفراد مسلم ، وقد رووا عن أبي هريرة في أقل من السنتين من الصحبة خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا ، وعن ابن عمر ألفين وستمائة وثلاثين ، وعن عائشة وأنس قريبا من ذلك (٣) ، وليس في مروياته مسألة دقيقة يستنبط منها علمه وفضله ، وكذلك ما حكي عنه من أخباره وسيره ، ولم ينقلوا عنه مناظرة لعالم من

__________________

(١) جاء في حاشية ( ك‍ ) ما يلي : وفي النهاية : كان عمر في الجاهلية مبرشطا .. هو الساعي بين البائع والمشتري ، شبه الدلال ، ويروى بالسين المهملة بمعناه. محمد خليل الموسوي.

انظر : نهاية ابن الأثير ١ ـ ١١٩. وفيه : مبرطشا ـ بتقديم الطاء المهملة على الشين المعجمة ـ.

أقول : كونه ممتهنا للبرطشة جاء في النهاية ١ ـ ٧٨ ، وقاموس اللغة ٢ ـ ٢٦٢ ، وتاج العروس ٤ ـ ٧٢١. وقال الأخير : هو الذي يكتري للناس الإبل والحمير ويأخذ عليها جعلا.

(٢) حسب عمر قوله في أكثر من مورد : خفي علي هذا من أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ألهاني عنه الصفق بالأسواق. كما أورده مسلم في صحيحه ٢ ـ ٢٣٤ كتاب الآداب ، والبخاري في صحيحه ٣ ـ ٨٣٧ [ طبعة الهند ] ، وأحمد بن حنبل في المسند ٣ ـ ١٩ ، والدارمي في سننه ٢ ـ ٢٧٤ ، وأبو داود في سننه ٢ ـ ٣٤٠ ، وغيرهم.

وجاء صفقه بالأسواق في مشكل الآثار ١ ـ ٤٩٩.

وانظر مخاطبة أبي بن كعب عمر ـ بعد ما جهل القراءة القرآنية ـ : أقرأنيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإنك لتبيع القرظ بالبقيع. قال : صدقت ، وإن شئت قلت : شهدنا وغبتم ، ونصرنا وخذلتم ، وآوينا وطردتم .. إلى آخره.

كما في تفسير الطبري ١ ـ ٧ ، ومستدرك الحاكم ٣ ـ ٣٠٥ ، وتفسير القرطبي ٨ ـ ٢٣٨ ، وتفسير ابن كثير ٢ ـ ٣٨٣ ، وتفسير الزمخشري ٢ ـ ٤٦ ، والدر المنثور ٣ ـ ٢٦٩ ، وكنز العمال ١ ـ ٢٨٧ ، وتفسير الشوكاني ٢ ـ ٣٧٩ ، وتفسير روح المعاني ١ ـ ٨ ـ طبع المنيرية ـ ، وغيرها.

وقال لعمر مرة : إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق.

كما في سنن البيهقي ٧ ـ ٦٩ ، وتفسير القرطبي ١٤ ـ ١٢٦ ، وكنز العمال ١ ـ ٢٧٩ ، وغيرها.

(٣) شيخ المضيرة أبو هريرة لمحمود أبي رية : ١٢٤ ، أسماء الصحابة لابن حزم : ٢٧٥ وما بعدها ، السنة قبل التدوين : ٤١١ ـ ٤٨٠ ، البارع الفصيح في شرح الجامع الصحيح ١ ـ ٩ وما بعدها ، وغيرها.

٧٠٤

علماء الملل ولا لعلماء الإسلام غلب عليهم فيها ، بل كتبهم مشحونة بعثراته وزلاته ، واعترافه بالجهل ـ كما أفصح عنه قول أمير المؤمنين عليه‌السلام (١) ـ : ويكثر العثار (٢) والاعتذار منها (٣)

__________________

(١) في الخطبة الشقشقية في نهج البلاغة ـ محمد عبده ـ ١ ـ ٣٣ ، وطبعة صبحي الصالح : ٤٨.

وكفى بقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاهدا على ما ذكره ، حيث أخرج الهيثمي عن أبي سعيد الخدري في المجمع ٢ ـ ٦٢ ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يصلي فمر أعرابي بحلوبة له فأشار إليه النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فلم يفهم ، فناداه عمر : يا أعرابي! وراءك ، فلما سلم النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : من المتكلم؟. قالوا : عمر. قال : ما لهذا فقه. قال رواه الطبراني في الأوسط.

(٢) في المصدر زيادة : فيها ، بعد : العثار.

(٣) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من تولى من أمر المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين. مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ٥ ـ ٢١١ عن عدة مصادر.

وهذه خيانة تصدق على من جلس مجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى من تولى عنهم ، ومن رضي بهم أو أقرهم .. فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا.

فها هو خليفتهم ـ كما رواه جمع من حفاظهم ـ قد خطب الناس [ في الجابية ] ، فقال : من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ، ومن أراد أن يسأل عن الحلال والحرام فليأت معاذ بن جبل ، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإني له خازن. وفي لفظ : فإن الله تعالى جعلني خازنا وقاسما .. أوردها أبو عبيدة في الأموال : ٢٢٣ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٦ ـ ٢١٠ ، والحاكم في المستدرك ٣ ـ ٢٧١ ، وابن عبد البر في العقد الفريد ٢ ـ ١٣٢ ، وابن الجوزي في سيرة عمر : ٨٧ ... وغيرهم.

فهذا خليفة الله ورسوله (ص) على أمته في شرعه ودينه وكتابه وسنته وفرائضه وعلومه فاقد لهاتيك العلوم بإقراره! وما هو إلا خازن مال ، فعلام يا ترى هذه الخلافة ، وأمامه رجل قال : سلوني قبل أن تفقدوني (*) ... أكثر من مرة ، وما عرف له جهل بمسألة ولا حكم ولا واقعة ، وها هو عمر يقول ـ كما في سيرته لابن الجوزي : ١٠٠ ، ١٠٢ ، ١٦١ ـ : ليس جهل أبغض إلى الله ولا أعم ضرا من جهل إمام وخرقه. وها هو يقول : تفقهوا قبل أن تسودوا .. صحيح البخاري ـ كتاب العلم ـ باب الاغتباط بالعلم والحكمة ١ ـ ٣٨ ، وسنن الدارمي في المقدمة : ٢٦.

__________________

(*) انظر مصادر الحديث في الغدير ٦ ـ ١٩٣ ـ ١٩٥.

٧٠٥
٧٠٦

الفهرس

[ الجزء ٣٠ ]

باب [١٦] باب آخر فيما كتب عليه‌السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا ............ ٧

باب [١٧] احتجاج الحسين عليه‌السلام على عمر وهو على المنبر........................ ٤٧

باب [١٨] في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وغصب الخلافة ، وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ............................................................. ٥٣

باب [١٩] ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت...... ١٢١

باب [٢٠] كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم...... ١٤٥

باب [٢١] باب آخر في ذكر أهل التابوت في النار.............................. ٤٠٥

باب [٢٢] باب تفصيل مطاعن أبي بكر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الأخبار من كتبهم ٤١١

الطعن الأول : عدم تولية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي بكر شيئا من الأعمال وعزله عن تبليغ سورة براءة ٤١١

الطعن الثاني : التخلف عن جيش أسامة........................................ ٤٢٧

الطعن الثالث : ما جرى منه في أمر فدك ...................................... ٤٤٣

الطعن الرابع : كون بيعة أبي بكر فلتة.......................................... ٤٤٣

الطعن الخامس ترك الخليفة لإقامة الحد ......................................... ٤٧١

الطعن السادس : قوله : أقيلوني إن لي شيطانا يعتريني............................ ٤٩٥

الطعن السابع : جهل الخليفة بكثير من أحكام أحواله............................ ٥٠٦

خاتمة في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله.............................. ٥١٧

باب [٢٣] تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الأخبار من صحاحهم ، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه........................................................................... ٥٢٩

٧٠٧

الطعن الاول : قولته : إنه ليهجر.............................................. ٥٢٩

الطعن الثاني : التخلف عن جيش اسامه........................................ ٥٨٢

الطعن الثالث : جهله بوفاة رسول الله (ص) .................................... ٥٨٢

الطعن الرابع : تحريمه الخليفة للمتعتين.......................................... ٥٩٤

الطعن الخامس : تعطيل الحدود الشرعية........................................ ٦٣٩

الطعن السادس : منعه للمغالاة في صداق النساء ................................. ٦٥٥

الطعن السابع : تجسس الخليفة وتسوره الدار.................................... ٦٦١

الطعن الثامن : تركه الصلاة لفقد الماء.......................................... ٦٦٥

الطعن التاسع : أمره برجم الحامل ............................................. ٦٧٥

الطعن العاشر : أمره برجم الجنونة ............................................. ٦٨٠

الطعن الحادي عشر : جهله بأبسط الأمر....................................... ٦٨٧

الطعن الثاني عشر : جهله بحرمة الحجر الأسود.................................. ٦٨٨

الطعن الثالث عشر : موارد من جهله وهداية الغيرله............................. ٦٩١

الفهرس .................................................................... ٧٠٧

٧٠٨