بحار الأنوار - ج ٣٠

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣٠

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٠٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

من (١) توعد عدوك ، وقد يجوز أن يكون طلب ذلك لقومه وقد سألوه أن يرغب إلى الله فيه ، فقال ليطمئن قلبي إلى إجابتك لي وإلى إزاحة علة قومي ، ولم يرد ليطمئن قلبي إلى أنك تقدر أن تحيي الموتى ، لأن قلبه قد كان (٢) بذلك مطمئنا ، وأي شيء يريد أبو بكر من التفصيل (٣) أكثر من قوله : إن هذا الأمر لا يصلح إلا لهذا الحي من قريش ، وأي فرق بين ما يقال عند الموت وبين ما يقال قبله إذا كان محفوظا معلوما لم يرفع حكمه ولم ينسخ.

وبعد ، فظاهر الكلام لا يقتضي هذا التخصيص ونحن مع الإطلاق والظاهر ، وأي حق يجوز أن يكون للأنصار في الإمامة غير أن يتولاها رجل منهم حتى يجوز أن يكون الحق الذي تمنى أن يسأل عنه غير الإمامة؟ وهل هذا إلا تعسف وتكلف؟! وأي شبهة تبقى بعد قول أبي بكر : ليتني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر حق فكنا لا ننازعه أهله؟ ومعلوم أن التنازع بينهم لم يقع إلا (٤) في الإمامة نفسها لا في حق آخر من حقوقها.

فأما قوله : إنا قد بينا أنه لم يكن منه في بيت فاطمة عليها‌السلام ما يوجب أن يتمنى أنه (٥) لم يفعله ، فقد بينا فساد ظنه فيما تقدم (٦).

فأما قوله : إن من اشتد التكليف عليه قد يتمنى خلافه .. فليس بصحيح ، لأن ولاية أبي بكر إذا كانت هي التي اقتضاها الدين والنظر للمسلمين في تلك الحال ، وما عداها كان مفسدة ومؤديا إلى الفتنة ، فالتمني بخلافها لا يكون إلا قبيحا.

__________________

(١) لا توجد : من ، في المصدر.

(٢) لا يوجد في الشافي : قد كان. وفيه : مطمئن.

(٣) في المصدر : التفضيل.

(٤) في المصدر : التنازع لم يقع بينهم إلا ..

(٥) في الشافي : أن ـ بدون ضمير ـ.

(٦) في المصدر : فساد ما ظنه في هذا الباب ، ومضى الكلام فيه مستقصى.

١٤١

١٠ ـ كتاب الاستدراك (١) : قال : ذكر عيسى بن مهران في كتاب الوفاة ، بإسناده عن الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدثنا مصبح العجلي ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : : لما ثقل أبي أرسلني إلى علي عليه‌السلام فدعوته ، فأتاه ، فقال : يا أبا الحسن! إني كنت ممن شغب عليك ، وأنا كنت أولهم ، وأنا صاحبك ، فأحب أن تجعلني في حل.

فقال : نعم ، على أن تدخل عليك رجلين فتشهدهما على ذلك. قال : فحول وجهه إلى (٢) الحائط ، فمكث طويلا ثم قال : يا أبا الحسن! ما تقول؟.

قال : هو ما أقول لك. قال : فحول وجهه .. فمكث طويلا ثم قام فخرج.

قال : قلت : يا أبت! قد أنصفك ، ما عليك لو أشهدت له رجلين!.

قال : يا بني إنما أراد أن لا يستغفر لي رجلان من بعدي ..

بيان : يقال شغب عليه ـ كمنع وفرح ـ : هيج الشر عليه (٣).

١١ ـ الكافية في إبطال توبة الخاطئة (٤) : عن سليم ، عن محمد بن أبي بكر ، قال : لما حضر أبا بكر أمره جعل يدعو بالويل والثبور ، وكان عمر عنده ، فقال لنا : اكتموا هذا الأمر على أبيكم ، فإنه يهذي ، وأنتم قوم معروفون لكم عند

__________________

(١) لم يطبع ، وعبر عنه ب : المستدرك ، وقال في أول البحار ١ ـ ٢٩ : وأما المستدرك فعندنا منه نسخة قديمة نظن أنها بخط المؤلف ، واسمه الكامل : المستدرك المختار في مناقب وصي المختار ، للشيخ أبي الحسين يحيى بن الحسن بن علي بن محمد بن بطريق الحلي الأسدي المتوفى سنة ٦٠٦ ه‍ أو سنة ٦٠٠ ، جمع فيه الفضائل والمناقب التي لم يذكرها في العمدة ، أخرج فيه قريبا من ستمائة حديث من كتب العامة ، وعبر عنه في رياض العلماء ب : المستطرف ، توجد منه نسخة خطية في مكتبة راجه فيض آباد ـ في الهند ـ. وانظر : الذريعة ٢١ ـ ٥.

(٢) في (س) : على ، بدلا من : إلى.

(٣) كما جاء في القاموس ١ ـ ٨٩ ، وصحاح اللغة ١ ـ ١٥٧ ، وغيرهما.

(٤) ويقال لها : الكافئة ، أو المسألة الكافئة ( الكافية ) للشيخ السعيد أبي عبد الله المفيد : ٤٦ برقم :٥٦ ، تحت عنوان استدراك.

١٤٢

الوجع الهذيان. فقالت عائشة : صدقت ، فخرج عمر فقبض أبو بكر.

١٢ ـ وعن (١) هشام بن عروة ، عن عبد الله بن عمر ، قال : قيل لعمر : ألا تستخلف؟. فقال : إن أستخلف فقد استخلف من (٢) هو خير مني ، أبو بكر ، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني أبو بكر (٣) ، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأثنوا عليه ، فقال ـ راغبا راهبا ـ : وددت (٤) أني كفافا لا علي ولا لي.

١٣ ـ وعن (٥) شعبة ، عن عاصم بن عبد الله بن عباس بن ربيعة (٦) ، قال : رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة (٧) من الأرض ، فقال : ليتني ( كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ) ، ليت أمي لم تلدني.

١٤ ـ وعن (٨) سفيان ، عن عاصم ، قال : حدثني أبان بن عثمان ، قال : آخر كلمة قالها عمر حتى قضى : ويل أمي إن لم يغفر لي ربي! ويل أمي إن لم يغفر لي ربي!.

١٥ ـ وعن (٩) عمرو (١٠) بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، قال : قال عمر

__________________

(١) نفس المصدر والصفحة ، برقم : ٥٧.

(٢) لا توجد : من في (س).

(٣) من قوله : وإن أترك .. إلى هنا لا يوجد في المصدر ، وهو الظاهر لتكرره.

(٤) قد تقرأ في (س) : وردت ، رددت .. فلاحظ.

(٥) المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة : ٤٦ ، برقم : ٥٨.

(٦) جاء السند في ( ك‍ ) هكذا : عن شعبة ، عن عاصم ، عن عبد الله بن ربيعة ، وجاء في حاشيتها : ابن عباس ، ولم يعلم على محلها. والصحيح ـ كما في تهذيب التهذيب ٥ ـ ٤٢ و ٢٣٧ ـ : عن عاصم ابن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة.

(٧) في ( ك‍ ) : نبتة.

(٨) نفس المصدر السالف والصفحة ، برقم : ٥٩.

(٩) نفس المصدر ، الصفحة : ٤٧ ، برقم : ٦٠.

(١٠) في (س) : عمر ، بدلا من : عمرو. وهو غلط.

١٤٣

حين حضره الموت ـ : لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت بها من النار.

١٦ ـ وعن (١) شعبة ، عن سماك اليماني ، عن ابن عباس ، قال : أتيت على عمر فقال : وددت (٢) أني أنجو منها كفافا لا أجر ولا وزر.

١٧ ـ وعن (٣) حصين بن عبد الرحمن ، عن عمر بن ميمون ، قال : جاء شاب إلى عمر فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من القدم في الإسلام وصحبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قد علمت ، ثم وليت فعدلت ، ثم شهادة. فقال : يا ابن أخي! وددت (٤) أن ذلك كفافا لا علي ولا لي.

١٨ ـ وعن (٥) ابن أبي إياس ، عن سليمان بن حنان (٦) ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، قال : دخلت على عمر ـ حين طعن ـ ، فقلت : أبشر يا أمير المؤمنين! أسلمت حين كفر الناس ، وقبض صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك ، وقتلت شهيدا.

فقال عمر : أعد علي قولك .. فأعدته عليه.

فقال : إن المغرور من غررتموه ، والذي لا إله غيره لو كان لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع (٧).

__________________

(١) كما في الكافئة : ٤٧ ، برقم : ٦١.

(٢) جاء في (س) : وردت ، ولا معنى لها.

(٣) المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة : ٤٧ ، برقم : ٦٢.

(٤) جاء في (س) : وردت ، ولا معنى لها.

(٥) كما في استدراكات الكافئة في إبطال توبة الخاطئة : ٤٧ ، برقم : ٦٣.

(٦) جاء في ( ك‍ ) نسخة بدل : حنين.

(٧) قال في مجمع البحرين ٤ ـ ٣٦٨ : .. وفي الدعاء : أعوذ بك من هول المطلع ـ بتشديد الطاء المهملة والبناء للمفعول ـ : أمر الآخرة وموقف القيامة الذي يحصل الاطلاع عليه بعد الموت.

١٤٤

[٢٠] باب

كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم

وفضل التبري منهم ولعنهم

١ ـ ير (١) : أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام ، قال : قلت له : أسألك (٢) عن فلان وفلان؟. قال : فعليهما لعنة الله بلعناته كلها ، ماتا ـ والله كافرين مشركين (٣) بالله العظيم ..

٢ ـ فس (٤) : أبي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : إن صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت ، فقال لها عمر (٥) : غطي

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٢٨٩ ـ ٢٩٠ حديث ٢ باب ٣ ، تحت عنوان : إن الأئمة عليهم‌السلام يحيون الموتى ويبرءون الأكمه والأبرص بإذن الله. بتفصيل في السند.

(٢) زيادة جاءت في المصدر ، وهي : قلت له : أسألك ـ جعلت فداك ـ عن ثلاث خصال انف عني فيه التقية ، قال : فقال : ذلك لك. قلت : أسألك ..

(٣) في البصائر : والله هما كافران مشركان.

(٤) تفسير علي بن إبراهيم القمي ١ ـ ١٨٨ باختلاف يسير أشرنا له.

(٥) في المصدر : فقال لها الثاني .. ، بدلا من : عمر.

١٤٥

قرطك ، فإن قرابتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تنفعك شيئا ، فقالت له : هل رأيت لي قرطا يا ابن اللخناء؟!. ثم دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته بذلك فبكت ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس.

فقال : ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟! لو قد (١) قمت المقام المحمود لشفعت في علوجكم (٢) ، لا يسألني اليوم أحد من أبواه .. إلا أخبرته ، فقام إليه رجل فقال : من أبي يا رسول الله (٣)؟. فقال : أبوك غير الذي تدعى له ، أبوك فلان بن فلان ، فقام آخر فقال : من أبي يا رسول الله؟. قال (٤) : أبوك الذي تدعى له.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع ، لا يسألني عن أبيه؟!. فقام إليه عمر فقال (٥) : أعوذ بالله يا رسول الله (٦) من غضب الله وغضب رسوله ، اعف عني عفا الله عنك ، فأنزل الله (٧) : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) ... ـ إلى قوله ـ ( ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ ) (٨).

__________________

(١) لا توجد : قد ، في (س) ، وفي المصدر : قربت ، بدلا من : قمت.

(٢) في ( ك‍ ) نسخة بدل مشوشة ، لعلها حاء وكم.

أقول : ويأتي في بيان المصنف ـ رحمه‌الله نفي البعد عن كونها : حاء وحكم. وفي التفسير : في أحوجكم.

(٣) لا يوجد في المصدر : يا رسول الله.

(٤) في التفسير : فقال.

(٥) في المصدر : فقام إليه الثاني وقال له.

(٦) يا رسول الله ، لم تجئ في المصدر.

(٧) في المصدر زيادة : تعالى.

(٨) المائدة : ١٠١ ـ ١٠٢.

١٤٦

بيان :

قوله : غطي قرطك .. في بعض النسخ ، قطي ـ بالقاف ـ .. أي اقطعي (١) وبالغين أظهر ، والقرط ـ بالضم ـ الذي يعلق في شحمة الأذن (٢).

وفي النهاية : فيه (٣) : يا ابن اللخناء! .. هي التي لم تختن ، وقيل : اللخن : النتن من لخن السقاء يلخن (٤).

ولعل المراد بالعلوج عبيدهم الذين أسلموا من كفار العجم ، وفيه بعض التصحيفات لا يعرف لها معنى ، ولا يبعد أن يكون في حاء وحكم.

قال في النهاية (٥) : فيه شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي حتى حكم وحاء .. هما قبيلتان جافيتان من وراء رمل (٦) يبرين.

وقال في موضع آخر (٧) : هما حيان من اليمن من وراء الرمل (٨) يبرين .. قال أبو موسى : يجوز أن يكون حا من الحوة ، وقد حذفت لامه ، ويجوز أن يكون من حوى يحوي ، ويجوز أن يكون مقصورا غير ممدود.

وقال الجوهري (٩) : يبرين اسم موضع .. يقال : رمل يبرين (١٠).

__________________

(١) كما جاء في مجمع البحرين ٤ ـ ٢٧٠ ، والصحاح ٣ ـ ١١٥٣ ، وتاج العروس ٥ ـ ٢٠٧.

(٢) صرح به في الصحاح ٣ ـ ١١٥١ ، وتاج العروس ٥ ـ ٢٠٢ ، ولسان العرب ٧ ـ ٣٧٤ ، وغيرها.

(٣) أي في حديث ابن عمر.

(٤) النهاية ٤ ـ ٢٤٤. وقال في تاج العروس ٩ ـ ٣٣٢ بعد كلام : وقولهم يا ابن اللخناء! قيل معناه : يا دني الأصل ويا لئيم الأم ، أشار إليه الراغب.

(٥) النهاية ١ ـ ٤٢١.

(٦) في (س) : رحل.

(٧) نهاية ابن الأثير ١ ـ ٤٦٦.

(٨) في (س) : رحل.

(٩) الصحاح ٥ ـ ٢٠٧٨ باختلاف في اللفظ ، ولا يوجد في (س) من : قال الجوهري .. إلى : يبرين.

(١٠) إلى هنا كلام ابن الأثير في النهاية.

١٤٧

٣ ـ فس (١) : ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ) (٢). قال علي بن إبراهيم : إنها نزلت لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة ومرض عبد الله بن أبي ـ وكان ابنه عبد الله بن عبد الله مؤمنا فجاء إلى النبي (٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وأبوه يجود بنفسه ـ فقال : يا رسول الله! بأبي أنت وأمي إنك إن لم تأت أبي (٤) كان ذلك عارا علينا ، فدخل عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ والمنافقون عنده ـ فقال ابنه عبد الله بن عبد الله : يا رسول الله! استغفر له (٥) ، فاستغفر له ، فقال عمر (٦) : ألم ينهك الله يا رسول الله أن تصلي عليهم أو تستغفر لهم؟! فأعرض عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأعاد (٧) عليه.

فقال له : ويلك! إني خيرت (٨) فاخترت ، إن الله يقول : ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ) (٩) فلما مات عبد الله جاء ابنه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله! إن رأيت أن تحضر (١٠) جنازته ، فحضره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقام على قبره ، فقال له عمر (١١) : يا رسول الله! ألم ينهك الله أن تصلي ( عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً )؟!

__________________

(١) تفسير القمي علي بن إبراهيم ١ ـ ٣٠٢.

(٢) التوبة : ٨٠.

(٣) في المصدر : إلى رسول الله ..

(٤) نسخة في (س) : لم تأت أبي عائدا ..

(٥) استغفر الله له ، نسخة في (س).

(٦) في التفسير : الثاني ، بدلا من : عمر ، ولعله بدلت الكلمة خوفا.

(٧) في المصدر : فأعاد .. وهو الظاهر.

(٨) في ( ك‍ ) : خرت ، وفي حاشيتها نسخة بدل : خبرت فأخبرت ، ووضع تحتها : نهج.

(٩) التوبة : ٨٠.

(١٠) جاءت نسخة في حاشية ( ك‍ ) : أي في أن تحضر ..

(١١) في المصدر : الثاني ، بدلا من : عمر.

١٤٨

وأن تقوم على قبره؟.

فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويلك! وهل تدري ما قلت! إنما قلت : اللهم احش قبره نارا ، وجوفه نارا ، وأصله النار ، فبدا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لم يكن يحب.

٤ ـ فس (١) : قال علي بن إبراهيم في قوله : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٢) قال : ـ يعني (٣) يحملون آثامهم يعني الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه‌السلام وآثام كل من اقتدى بهم ، وهو قول الصادق صلوات الله عليه : والله ما أهريقت محجمة من دم ، ولا قرعت عصا بعصا ، ولا غصب فرج حرام ، ولا أخذ مال من غير حله ، إلا ووزر ذلك في أعناقهما (٤) من غير أن ينقص من أوزار العالمين شيء (٥) ..

٥ ـ فس (٦) : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ ). قال : الأول ( يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) (٧) (٨). قال أبو جعفر عليه‌السلام يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول عليا (٩) : ( يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) (١٠) يعني الثاني : ( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي ) يعني الولاية

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم القمي ١ ـ ٣٨٣.

(٢) النحل : ٢٥.

(٣) خط على كلمة : قال في ( ك‍ ) ولا توجد كلمة : يعني ، في المصدر.

(٤) نسخة في ( ك‍ ) : أعناقهم.

(٥) في المصدر : العاملين بشيء ، وهو الظاهر.

(٦) تفسير القمي ٢ ـ ١١٣.

(٧) وضع رمز نسخة بدل على : يقول ، في ( ك‍ ).

(٨) الفرقان : ٢٧.

(٩) في المصدر : عليا وليا.

(١٠) الفرقان : ٢٨.

١٤٩

( وَكانَ الشَّيْطانُ ) وهو الثاني (١) ( لِلْإِنْسانِ خَذُولاً ) (٢).

٦ ـ فس (٣) : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن بسطام بن مرة ، عن إسحاق بن حسان ، عن الهيثم بن واقد (٤) ، عن علي بن الحسين العبدي ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، أنه سأل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن قول الله : ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) (٥) ، فقال : الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم ، وورثا الحكم ، وأمرا [ أمر ] الناس بطاعتهما.

ثم قال : « ( إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) » ، فمصير العباد إلى الله ، والدليل على ذلك الوالدان ، ثم عطف القول (٦) على ابن حنتمة (٧) وصاحبه ، فقال في الخاص : ( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ). (٨) يقول في الوصية وتعدل عمن أمرت بطاعته ( فَلا تُطِعْهُما ) ولا تسمع قولهما ، ثم عطف القول على الوالدين وقال (٩) : ( وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً ) (١٠) يقول : عرف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما ، وذلك قوله : ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ) (١١) فقال : إلى الله ثم إلينا ، فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين ، فإن رضاهما رضا الله ، وسخطهما سخط الله ..

__________________

(١) في ( ك‍ ) زيادة كان ، بعد لفظ الثاني.

(٢) الفرقان : ٢٩.

(٣) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ١٤٨ ـ ١٤٩ ، في تفسير سورة العنكبوت.

(٤) في المصدر : راقد.

(٥) لقمان : ١٤.

(٦) في تفسير القمي زيادة لفظ : الله ، قبل كلمة : القول.

(٧) في المصدر : ابن فلانة ، ولعله من فعل مخرج الكتاب.

(٨) لقمان : ١٥.

(٩) في المصدر : فقال ، وهي نسخة في ( ك‍ ).

(١٠) لقمان : ١٥.

(١١) لقمان : ١٥.

١٥٠

بيان :

قوله عليه‌السلام : والدليل على ذلك الوالدان .. إذ الظاهر ذكوريتهما ، لكون التغليب مجازا ، والحقيقة أولى مع الإمكان. ويحتمل أن يكون الغرض عدم بعد التأويل ، فإن التجوز في الوالدية يعارضه عدم التجوز في الذكورية ، ويحتمل أن يكون ( ذلك ) راجعا إلى كون مصير العباد إلى الله أو كيفيته ، لكنه بعيد (١).

وابن حنتمة : عمر ، لأن أمه حنتمة بنت ذي الرمحين ، كما ذكر في القاموس (٢).

قوله عليه‌السلام : فقال في الخاص .. أي الخطاب مخصوص بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأما خطاب ( صاحبهما ) فإن كان إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ففي المصاحبة توسع ، وإن كان إلى غيره كخطاب ( اشكر ) فلا توسع.

وفي الكافي : فقال في الخاص والعام (٣) .. أي مخاطبا للرسول وسائر الناس ، أو بحسب ظهر الآية الخطاب عام وبحسب بطنها خاص ، أو المعنى أن بحسب بطنهما أيضا الخطاب إلى الرسول (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمعنى عدم الاشتراك في الوصية ، وإلى الناس بمعنى عدم العدول عمن أمروا بطاعته ، فيكون ما ذكره بعد على اللف والنشر المرتب.

وأما تطبيق المعنى على سابق الآية وهو قوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ

__________________

(١) ما احتمله رحمه‌الله أخيرا هو الظاهر من الكلام .. أي أن الدليل على مصير العباد إلى الله الوالدان فإنهما يدلان الناس إلى ذلك.

(٢) القاموس ٤ ـ ١٠٣ ، ومثله في لسان العرب ١٣ ـ ١٦٢ ، وتاج العروس ٨ ـ ٢٦٥ ، وقال في مجمع البحرين ٦ ـ ٥٣ : وهي ـ أي حنتمة ـ من المشهورات المستعلنات بالزنا ، هي وسارة والرباب ممن كن يغنين بهجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد جاء في الحديث : ابن حنتم وصاحبه .. يعني بهما أبا بكر وعمر.

أقول : الظاهر ابن حنتمة ـ بالتاء المطوقة في آخره ـ.

(٣) الكافي ١ ـ ٤٢٨ باب ١٠٨ حديث ٧٩ كتاب الحجة.

(٤) في (س) : الخطاب للرسول.

١٥١

بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ ) (١) فيحتمل وجوها :

الأول : أن يكون ( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ ) معترضة لبيان أشدية حق الوالدين في العلم على حق الوالدين في النسب.

الثاني : أن يكون المراد بالوالدين أو للمعنى الحقيقي (٢) وبهما ثانيا المعنى المجازي بتقدير عطف أو فعل ثانيا.

الثالث : أن يكون ظهر الآية للوالدين حقيقة وبطنها للوالدين مجازا بتوسط أن العلة للحياة الحقيقية أولى بالرعاية من العلة للحياة الظاهرية ، والله يعلم.

٧ ـ فس (٣) : قال علي بن إبراهيم في قوله : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) (٤) فإنها كناية عن الذين غصبوا آل محمد حقهم : ( يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ) (٥) يعني في أمير المؤمنين عليه‌السلام : ( وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ). (٦) وهما رجلان ، والسادة والكبراء هما أول من بدأ بظلمهم وغصبهم. قوله : ( فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ). أي طريق الجنة ، والسبيل : أمير المؤمنين عليه‌السلام. ثم يقولون : ( رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ) (٧).

أقول :

قد مر (٨) في باب أن الإمامة (٩) المعروضة هي الولاية بأسانيد جمة أن الإنسان

__________________

(١) لقمان : ١٤.

(٢) كذا ، والصحيح أن يقال : أولا المعنى الحقيقي ، كما لعله يظهر من ( ك‍ ).

(٣) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ١٩٧.

(٤) الأحزاب : ٦٦.

(٥) الأحزاب : ٦٦.

(٦) الأحزاب : ٦٧.

(٧) الأحزاب : ٦٨.

(٨) بحار الأنوار ٢٣ ـ ٢٧٣ ـ ٣٨٣ ، الباب السادس عشر ، وفيه ثلاثون حديثا.

(٩) كذا في المطبوع ، والصحيح أن الأمانة هي المعروضة على الجبال ، وإن فسرت بالإمامة في بعض الروايات.

١٥٢

في قوله تعالى : ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (١) هو أبو بكر.

٨ ـ فس (٢) : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن حسان ، عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ) (٣) قال : نزلت في زريق (٤) وحبتر.

بيان :

زريق (٥) وحبتر : كنايتان ، والعرب تتشاءم بزرقة العين ، والحبتر : الثعلب (٦) ، والثاني بالأول أنسب.

٩ ـ فس (٧) : ( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ ) (٨) يعني فلانا وفلانا ، ( قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (٩).

١٠ ـ فس (١٠) : ( وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ) (١١) وهم الأولان (١٢) وبنو أمية ..

ثم ذكر من كان من بعدهم ممن غصب آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حقهم ، فقال :

__________________

(١) الأحزاب : ٧٢.

(٢) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٢٠٧.

(٣) فاطر : ٨.

(٤) في (س) : رزيق ـ بتقديم الراء المهملة على الزاء المعجمة ـ وهو غلط.

(٥) في (س) : رزيق ـ بتقديم الراء المهملة على الزاء المعجمة ـ وهو غلط.

(٦) نص عليه في القاموس ٢ ـ ٣ ، وتاج العروس ٣ ـ ١٢١ ، وقال في لسان العرب ٤ ـ ١٦٢ : الحبتر :من أسماء الثعالب.

(٧) تفسير القمي ٢ ـ ٢٢٢.

(٨) الصافات : ٢٧ ـ ٢٨.

(٩) الصافات : ٢٩.

(١٠) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٢٤٢ ـ ٢٤٣.

(١١) سورة ص : ٥٥.

(١٢) في المصدر : وهم زريق وحبتر و ...

١٥٣

( وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) (١) (٢) وهم بنو السباع فيقولون (٣) بنو أمية : ( لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ ) (٤) فيقولون بنو فلان : ( بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا ) (٥) وبدأتم بظلم آل محمد ( فَبِئْسَ الْقَرارُ ) (٦) ثم يقول بنو أمية : ( رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ ) (٧) يعنون الأولين ، ثم يقول أعداء آل محمد في النار : ( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) (٨) في الدنيا ، وهم شيعة أمير المؤمنين عليه‌السلام ( أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) (٩) ثم قال : ( إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) (١٠) فيما بينهم ، وذلك قول الصادق عليه‌السلام : والله إنكم لفي الجنة تحبرون ، وفي النار تطلبون.

بيان :

بنو السباع .. كناية عن بني العباس.

وقال الطبرسي (١١) رحمه‌الله : ( وَآخَرُ ) أي وضرب (١٢) آخر .. من شكل هذا العذاب وجنسه. ( أَزْواجٌ ). أي ألوان وأنواع متشابهة في الشدة .. ( هذا فَوْجٌ ). هاهنا حذف ، أي يقال : هذا فوج ، وهم قادة الضلال (١٣) إذا دخلوا

__________________

(١) سورة ص : ٥٨.

(٢) سورة ص : ٥٩.

(٣) في المصدر : ويقولون.

(٤) سورة ص : ٥٩.

(٥) سورة ص : ٦٠.

(٦) سورة ص : ٦٠.

(٧) سورة ص : ٦١.

(٨) سورة ص : ٦٢.

(٩) سورة ص : ٦٣.

(١٠) سورة ص : ٦٤.

(١١) في مجمع البيان ٨ ـ ٤٨٣.

(١٢) في المصدر : وضروب.

(١٣) في المجمع : الضلالة.

١٥٤

النار ، ثم يدخل الأتباع فتقول (١) الخزنة للقادة : هذا فوج .. أي قطعة (٢) من الناس ، وهم الأتباع. ( مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) في النار دخلوها كما دخلتم.

( لا مَرْحَباً بِهِمْ .. ) قال البيضاوي (٣) : دعاء من المتبوعين على أتباعهم ، أو صفة لفوج ، أو حال .. أي مقولا فيهم لا مرحبا .. أي ما أتوا رحبا وسعة.

( أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) ... أي مالت ، فلا تراهم (٤).

والحبرة ـ بالفتح ـ : النعمة وسعة العيش (٥).

١١ ـ فس (٦) : ( قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ) (٧) نزلت في أبي فلان.

١٢ ـ فس (٨) : ( إِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ) (٩) نزلت في فلان وفلان.

١٣ ـ فس (١٠) : ( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) (١١) قال العالم عليه‌السلام : من الجن ، إبليس الذي أشار (١٢) على قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الندوة ، وأضل الناس بالمعاصي ، وجاء بعد

__________________

(١) في المجمع : فيقول.

(٢) في المصدر : قطع.

(٣) تفسير البيضاوي ١ ـ ٣١٥.

(٤) في (س) : نراهم.

(٥) كما صرح به في مجمع البحرين ٣ ـ ٢٥٦ ، ولسان العرب ٤ ـ ١٥٨ ، وتاج العروس ٣ ـ ١١٨.

(٦) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٢٤٦.

(٧) الزمر : ٨.

(٨) تفسير القمي ٢ ـ ٢٥٠.

(٩) الزمر : ٤٥ ، وفي المصدر : إلى قوله : إذا هم يستبشرون ، فإنها نزلت في فلان وفلان.

(١٠) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٢٦٥.

(١١) فصلت : ٢٩.

(١٢) في المصدر : دبر ، بدل : أشار على ..

١٥٥

وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي بكر (١) فبايعه ، ومن الإنس ، فلان (٢) ( نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) (٣).

بيان :

لا يبعد أن يكون المعنى أن مصداق الآية في تلك المادة إبليس وفلان ، لأن قوله تعالى : ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) ... (٤) شامل للمخالفين ، والآية تدل على أن كل صنف من الكفار لهم مضل من الجن ومضل من الإنس ، والمضل من الجن مشترك ، والمضل من الإنس في المخالفين هو (٥) الثاني ، لأنه كان أقوى وأدخل في ذلك من غيره ، وهذا الكلام يجري في أكثر أخبار هذا الباب وغيره ، ومعه لا نحتاج إلى تخصيص الآيات وصرفها عن ظواهرها ، والله يعلم.

١٤ ـ فس (٦) : جعفر بن أحمد ، عن عبد الكريم بن عبد الرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : نزلت هاتان الآيتان هكذا ، قول الله : حتى إذا جاءانا (٧) ـ يعني فلانا وفلانا ـ يقول أحدهما لصاحبه حين يراه : ( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) (٨) فقال الله لنبيه : قل لفلان وفلان وأتباعهما : ( لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ ) آل محمد حقهم ( أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ ) ، ثم قال الله (٩) لنبيه : ( أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ

__________________

(١) في التفسير : إلى فلان. ولعله من فعل المخرج للكتاب.

(٢) وضع على : فلان ، رمز نسخة بدل في (س) ، وفيها نسخة أخرى : دلام ، بدلا من : فلان.

(٣) فصلت : ٢٩.

(٤) فصلت : ٢٩.

(٥) في ( ك‍ ) : وهو.

(٦) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٢٨٦. وانظر : تفسير البرهان ٤ ـ ١٤٢ ـ ١٤٦.

(٧) الزخرف : ٣٨.

(٨) الزخرف : ٣٨.

(٩) وضع على لفظ الجلالة في (س) رمز نسخة بدل.

١٥٦

فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) (١) يعني من فلان وفلان (٢) ، ثم أوحى الله إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ) في علي ( إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٣) يعني إنك على ولاية علي ، وعلي هو الصراط المستقيم.

توضيح :

قرأ عليه‌السلام : جاءانا ـ على التثنية ـ كما هو قراءة عاصم برواية أبي بكر وغيره (٤) ، وفسرهما [ بفلان وفلان ] ، وفسرهما المفسرون بالشيطان ومن أغواه.

والمشرقان : المشرق والمغرب على التغليب.

( فَبِئْسَ الْقَرِينُ ). أي أنت إلي اليوم ،و روى ابن عباس أنهما يكونان مشدودين في سلسلة واحدة لزيادة العقوبة، فيقول الله تعالى لهم (٥) : ( لَنْ يَنْفَعَكُمُ ) (٦) .. أي لا يخفف الاشتراك عنكم شيئا من العذاب لأن لكل من الكفار والشياطين الحظ الأوفر من العذاب (٧).

١٥ ـ فس (٨) : ( وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ ) (٩) يعني الثاني عن (١٠) أمير المؤمنين عليه‌السلام ( إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) (١١).

__________________

(١) الزخرف : ٤٠ ـ ٤١.

(٢) في ( ك‍ ) زيادة : وأتباعهما ـ بعد فلان ـ.

(٣) الزخرف : ٤٣.

(٤) كما في الكشف عن وجوه القراءات السبع ٢ ـ ٢٥٨ ، وحجة القراءات : ٦٥٠ ، وكتاب السبعة في القراءات : ٥٨٦.

(٥) لا توجد : لهم ، في (س).

(٦) الزخرف : ٣٩.

(٧) صرح بما ذكره رحمه‌الله في مجمع البيان ٩ ـ ٤٨ ، وجاء بعضه في تفسير ابن عباس : ٤١٣.

(٨) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٢٨٧.

(٩) الزخرف : ٦٢.

(١٠) في المصدر : يعني فلانا لا يصدنك عن ..

(١١) الزخرف : ٦٢.

١٥٧

١٦ ـ فس (١) : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) (٢) نزلت في أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ولاية (٤) الأئمة ( أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) (٥) .. أي أبطل (٦) ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الجهاد والنصرة.

١٧ ـ فس (٧) : ( وَقالَ قَرِينُهُ ) أي شيطانه وهو الثاني (٨) ( هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ ) (٩).

١٨ ـ فس (١٠) : ( مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ) (١١) : قال : المناع : الثاني ، والخير : ولاية (١٢) أمير المؤمنين عليه‌السلام وحقوق آل محمد عليهم‌السلام ، ولما كتب الأول كتاب فدك يردها على فاطمة عليها‌السلام منعه (١٣) الثاني ، فهو ( مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ) (١٤) ، ( الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ) (١٥) قال : هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الإمامة والخمس.

__________________

(١) تفسير القمي ٢ ـ ٣٠٠.

(٢) سورة محمد (ص) : ١.

(٣) لا يوجد في المصدر : أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٤) في تفسير القمي : عن ولاية ..

(٥) سورة محمد (ص) : ١.

(٦) في (س) : بطل.

(٧) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٣٢٤.

(٨) في المصدر : وهو حبتر.

(٩) سورة ق : ٢٣.

(١٠) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٣٢٦.

(١١) سورة ق : ٢٥.

(١٢) في ( ك‍ ) : هو ولاية : وهي نسخة في (س).

(١٣) في المصدر : شقه ، بدلا من : منعه.

(١٤) سورة ق : ٢٥.

(١٥) سورة ق : ٢٦.

١٥٨

قوله (١) : ( قالَ قَرِينُهُ ) (٢) .. أي شيطانه وهو الثاني (٣) : ( رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ ) (٤) يعني الأول (٥) ( وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ) (٦) (٧) فيقول الله لهما : ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ ) (٨) .. أي ما فعلتم لا تبدل (٩) حسنات ، ما وعدته لا أخلفه.

بيان :

ما وعدته .. استئناف ، والمعنى لا تبدل سيئاتكم حسنات كما تبدل للذين يستحقون ذلك من الشيعة ، بل توفون جزاء سيئاتكم ، والوعد (١٠) بمعنى الإيعاد.

وقال الطبرسي رحمه‌الله (١١) : المعنى أن الذي قدمته لكم في دار الدنيا من أني أعاقب من جحدني وكذب رسلي وخالف أمري (١٢) لا يبدل بغيره ، ولا يكون خلافه.

١٩ ـ فس (١٣) : قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى (١٤) : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ

__________________

(١) في التفسير : وأما قوله.

(٢) سورة ق : ٢٣.

(٣) في المصدر : وهو حبتر.

(٤) سورة ق : ٢٧.

(٥) في تفسير القمي : يعني زريقا.

(٦) وضع في ( ك‍ ) على : كان ، رمز نسخة بدل ، وعليه فلا تكون هذه الجملة بآية.

(٧) سورة ق : ٢٧.

(٨) سورة ق : ٢٨ ـ ٢٩.

(٩) في المصدر : لا يبدل.

(١٠) كذا ، والظاهر : الوعيد.

(١١) مجمع البيان ٩ ـ ١٤٧.

(١٢) في المصدر : وخالفني في أمري.

(١٣) تفسير القمي ٢ ـ ٣٥٧ ـ ٣٥٨.

(١٤) لا توجد كلمة : تعالى في المصدر.

١٥٩

تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) (١) قال : نزلت في الثاني ، لأنه (٢) مر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنزل الله جل ثناؤه : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ ) (٣) فجاء الثاني (٤) إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له رسول الله (٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيتك تكتب عن اليهود ، وقد نهى الله عن ذلك؟. فقال : يا رسول الله! كتبت عنه ما في التوراة من صفتك ، وأقبل يقرأ ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو غضبان ، فقال له رجل من الأنصار : ويلك! أما ترى غضب النبي عليك. فقال : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، إني إنما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك!.

فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فلان! لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به ، وهو قوله : ( اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً ) (٦) .. أي حجابا بينهم وبين الكفار ، وأيمانهم إقرارا (٧) باللسان فزعا (٨) من السيف ودفع (٩) الجزية.

بيان :

لعله عليه‌السلام قرأ إيمانهم ـ بالكسر ـ.

__________________

(١) المجادلة : ١٤.

(٢) وضع على : لأنه ، في مطبوع البحار رمز نسخة بدل.

(٣) المجادلة : ١٤.

(٤) لا يوجد : الثاني ، في المصدر.

(٥) في المصدر : النبي ، بدلا من رسول الله.

(٦) المجادلة : ١٦.

(٧) في ( ك‍ ) : كان إقرارا.

(٨) نسخة في ( ك‍ ) : فرقا. وجاء في المصدر : وخوفا.

(٩) في التفسير : ورفع.

١٦٠