الزّواج الموفّق

الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي

الزّواج الموفّق

المؤلف:

الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي


الموضوع : علم‌النفس والتربية والاجتماع
الناشر: نور السجّاد
المطبعة: سرور
الطبعة: ٤
ISBN: 964-7163-97-5
الصفحات: ١٧٥

فقال له زياد : يا جويبر مرحبا بك إطمئن حتى أعود إليك. ثم انطلق زياد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : بأبي أنت وأمّي إنّ جويبراً أتاني برسالتك وقال : أنّ رسول الله يقول لك : زوّج جويبر إبنتك الدلفاء ، فلم ألن له في القول ورأيت لقاءك ، ونحن لا نزوج إلاّ أكفاءنا من الأنصار.

فقال له رسول الله : يا زياد جويبر مؤمن والمؤمن كفؤ المؤمنة والمسلم كفؤ المسلمة ، فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه.

قال : فرجع زياد إلى منزله ودخل على إبنته فقال لها : ما سمعه من رسول الله.

فقالت له : إنّك إن عصيت رسول الله كفرت. فزوّج جويبر إبنته الدلفاء فخرج زياد فأخذه بيده جويبر ثم أخرجه إلى قومه فزوّجه لى سنة الله وسنة رسول الله وضمن صداقه.

قال : فجهّزها زياد وهيأها ، ثم أرسلوا إلى جويبر فقالوا له : ألك منزل فيسوقها إليك ؟

فقال : والله ما لي من منزل.

قال : فهيّؤا لها منزلاً وهيّؤا فيه فراشاً ومتاعاً وكسوا جويبر ثوبين و أدخلت الدلفاء في بيتها وأدخل جويبر عليها مغتمّاً ، فلما رأها نظر إلى بيت ومتاع وريح طيبة ، قام إلى زاوية البيت فلم يزل تالياً للقرآن

٢١

وراكعاً وساجداً حتى سمع النداء ، فخرج. فلما كانت الليلة التالية فعل مثل ذلك ، وأخفوا ذلك من زياد ، فلما كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك وأخبر بذلك أبوها ، فانطلق الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : بأبى أنت وأمي يا رسول الله ، أمرتني بتزويج جويبر ، ولا والله ما كان من مناكحنا ولكن طاعتك أوجبت علي تزويجه.

فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فما الذي أنكرتم منه ؟

فقال إنّا هيّأنا له بيتاً ومتاعاً وأدخلت بنتي البيت وأدخل معها مغتمّاً فما كلمها ولا نظر إليها ولا دنا منها ، بل قام إلى زاوية البيت فلم يزل تالياً للقرآن راكعاً وساجداً حتى سمع النداء وخرج وفعل مثل ذلك في الليلة الثانية ومثل ذلك في الليلة الثالثة ، فلم يدنوا منها ولم يكلمها إلى أن جئتك وما نراه يريد النساء. فانظر في أمرنا.

فانصرف زياد ، وبعث رسول الله إلى جوبير فقال له : أما تقرب النساء ؟ فقال له : جوبير بلى يا رسول الله إنّي لشبق منهم إلى نساء.

فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :قد خبّرت بخلاف ما وصفت به نفسك وقد ذكر لي أنّهم هيوأ لك بيتاً وفرشاً ومتاعاً وأدخلت عليك فتاة حسناء عطرة وأتيت مغتمّاً فلم تنظر إليها ولم تكلمها ولم تدنوا منها ، فما دهاك إذاً ؟

فقال له جويبر يا رسول الله : أدخلت بيتاً واسعاً ورأيت فراشاً ومتاعاً وفتاة حسناء عطرة ، فذكرت حالي التي كنت عليها وغربتي

٢٢

وحاجتي ووضيعتي وكينونتي مع الغرباء والمساكين فأحببت إذ ولاّني الله ذلك أن أشكره على ما أعطانى ، وأتقرب إليه بحقيقة الشكر ، فنهضت إلى جانب البيت ، فلم أزل في الصلاة تالياً للقرآن راكعاً وساجداً أشكر الله تعالى حتى سمعت النداء ، فخرجت فلما أصبحت رأيت أن أصوم ذلك اليوم ففعلت ذلك ثلاثة أيام ولياليها ورأيت ذلك في جنب ما أعطاني الله عزوجل يسيراً ولكنيّ سأرضيه الليلة إن شاء الله تعالى ، فأرسل رسول الله إلى زياد فأتاه فأعلمه بما قال جويبر. فطابت أنفسهم.

قال : ووفى لهم جويبر بما قال.

ثم إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج في غزوة له ومعه جويبر فاستشهد رحمه الله فما كان في الأنصار أيّم أنفق منها بعد جويبر. ١

لفت نظر

لا بأس أن نلفت نظر القارىء الكريم إلى بعض النقاط التالية منها :

١. أن على الآباء وهكذا على كل مسلم يشعر بالأخوة الإسلامية وخصوصاً على كل من يهمّه الأمر ، أن يسعى لزواج الشّبان ولا يتساهلون في هذا الموضوع المهم وهذا مما أضر عليه النبى الكريم طيلة حياته خصوصاً في المدينة المنورة بحيث كان دائما يحث على الزواج ويطلب من الشبان أن يتزوجوا.

__________________

١. ذرايع البيان ، ج ١ ، ص ٢٢٩.

٢٣

٢. وعلى الآباء أن يتركوا الأفكار الجاهلية ، من تزويج بناتهم لفئة خاصة أو قبيلة خاصة ، بل إذا جاء من يرضون دينه وتقواه وأخلاقه ، يفسحوا له المجال ولا يردوه بالحجج الواهية ، لأن في ذلك فتنة وفساد كبير كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه.

٣. من الأفضل إنّ المسلمين وخصوصاً والد الزّوج والزّوجة إذا كان بمقدورهم أن يمدّوا الشاب المؤمن ما أمكنهم من المال لتهيئة البيت وأثاثه ومتاعه وهذا كما فعله زياد بن لبيد حينما سمع من جويبر أنه لم يكن ذا مال.

٤. وعلى الشاب الذي إذا رأى تتابع نعم الله عليه أن يزيد في شكره ، كما قال الله : لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدُ . ١

الإمام الباقر وزواج منجح

قال أبوحمزة الثمالي : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام قال له رجل : إنّي خطبت إلى مولاك فلان بن أبي رافع إبنته فلانة فردّني ورغب عني وازدراني لدمامتي وحاجتي وغربتي.

فقال أبو جعفر : إذهب فأنت رسولي إليه ، فقل له : يقول لك محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زوج منجح بن رياح مولاي بنتك فلانة ولا ترده. ٢

__________________

١.سورة إبراهيم ، الآية ٧.

٢. ذرايع البيان ، ج ١ ، ص ٢٢٩.

٢٤

بذل المال لزواح الشباب

ومن دلائل إهتمام النبي والعترة الطاهرة على هذا البناء المقدس أنهم لم يكتفوا فقط بالحديث والكلام والترغيب على ذلك ، بل بذلوا الأموال في سبيل هذا الأمر وحرّضوا الشباب بإعطاءهم المال ولو قليلاً على الزواج.

قال الصادق عليه‌السلام : جاء رجل إلى أبي عليه‌السلام فقال له : هل لك من زوجة ؟ قال : لا.

فقال أبي : ما أحبّ أن لي الدنيا وما فيها وإنّي بت ليلة وليست لي زوجة. ثم قال : الركعتان يصليها رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره ، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير. ثم قال : تزوّج بهذه. ١

* * *

__________________

١. وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ٧.

٢٥
٢٦

٣

الزّواج مع من ...؟!

نرى كثيراً من الشّبان المؤمنين على خوف وقلق من أمر الزواج ، لأسباب منها : إن بعضهم لمّا كان غير عارف بشرائط الزوجية تراه يرفض ذلك. ومنهم يريد الزواج مع بنات الأغنياء ومنهم يرغب أن تكون له زوجة حسناء وهكذا يرغب الآخر أن تكون زوجته ذات علم وكمال. ولمّا لم يصل إلى مطلوبه يعرض عن الحياة الزّوجية.

وفي الحقيقة كل ذلك لم يكن له أي دخل في موضوع الزّواج وإنّما المهمّ في ذلك ما يلي :

١. المؤمنة التقية

إن أول شرط يجب أن يراعيه الزّوج لإنتخاب الزّوجة وبالعكس هو الإيمان والتقوى ، فلو أن شابّاً لم يكن متّقياً يخاف الله وهكذا

٢٧

الزّوجة إذا لم تكن مؤمنة ولا تخاف الله فأي ضمان على أنّهما لا يخون الآخر ولا يظلم أحدهما الآخر ، فالخوف من الله والتقوى هو السبب الوحيد بأن الزوج لا يظلم ولايخون زوجته وكذا الزوجة. ولذلك تقول إذا أراد الزوج أن تكون عنده زوجة تحفظه وتحفظ أمواله وتحفظ أولاده وتحفظ ماء وجهه ، فعليه أن يراعي الإيمان والتقوى عند إنتخاب الزّوجة.

وهذا مّما أشار إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لزياد بن لبيد قائلاً : يا زياد ، جويبر مؤمن والمؤمن كفؤ المؤمنة والمسلم كفؤ المسلمة ، فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه. ١

عليكم بذات الدين

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله من تزوّج إمرأة لا يتزوّجها إلاّ لجمالها لم ير فيها ما يحبّ ومن تزوّجها لمالها لا يتزوّجها إلاّ له وكلّه إليه ، فعليكم بذات الدين. ٢

وعنه قال : حدثني جابر بن عبد الله أن النّبي قال : من تزوّج إمرأة لمالها وكّله الله إليه ومن تزوّجها لجمالها رأى فيها ما يكره ، ومن تزوّجها لدينها جمع الله له ذلك. ٣

وفي الخرايج : أن رجلاً إستشار الحسين بن علي عليه‌السلام في تزويج

__________________

١. ذرايع البيان ، ج ١ ، ص ٢٢٩.

٢. تهذيب الأحكام ، ج ٢ ، ص ٢٢٦.

٣. نفس المصدر.

٢٨

إمرأة ، فقال : لا أحب ذلك وكانت كثيرة المال وكان الرجل أيضاً مكثراً ، فخالف الحسين عليه‌السلام وتزوّج بها ، فلم يلبث الرجل حتى إفتقر ، فقال له الحسين عليه‌السلام : قد أشرت عليك ، الآن فخل سبيلها ، فإنّ الله يعوّضك خيراً منها ثم قال : عليك بفلانة ، فتزوّجها فما مضى سنة حتى كثر ماله وولدت له ورأى منها ما يحب. ١

٢. أن تكون وليدة

والأمر الآخر الذي يجب مراعات ذلك أنّ من أراد الزواج فليتزوج بامرأة وليدة ويترك التي لا تلد وإن كانت حسناء.

قال الصادق عليه‌السلام : جاء رجل إلى رسول الله ، فقال : يا نبيّ الله إنّ لي إبنة عم قد رضيت جمالها وحسنها ودينها ولكنها عاقر.

فقال : لا تزوّجها ، إن يوسف بن يعقوب لقى أخاه فقال : يا أخي كيف استطعت أن تزوج النساء بعدي ؟

فقال : إنّ أبي أمرني فقال : إن استطعت أن تكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل.

قال : وجاء رجل من الغد إلى النبي فقال له مثل ذلك ؛ تزوّج سوداء ولوداً فإنّي مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.

قال : فقلت لأبي عبد الله ما السوداء ؟

قال : القبيحة. ٢

__________________

١. الخرائج والجرائح ، ج ١، ص ٢٤٨.

٢. وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ٣٣.

٢٩

وعن إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة ، وقد هممت أن أتزوّج.

فقال لي : أنظر أين تضع ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك ، فإن كنت لابد فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق ، واعلم أنهنّ كما قال :

ألا إنّ النساء خلقن شتّى

فمنهنّ الغنيمة والغرام

ومنهنّ الهلال إذا تجلّى

لصاحبه ومنهنّ الظّلام

فمن يظفر بصالحهنّ يسعد

ومن يعثر فليس له انتقام

وهنّ ثلاث : فامرأة بكر ولود ، ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ، ولا تعين الدهر عليه.

وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير.

وامرأة صخّابه ولاّجة همّازة تسقل الكثير ولا تقبل اليسير. ١

٣. المعينة لزوجها

إنّ من حسنات الدهر أن يظفر الإنسان بالزّوجة الصالحة كي يعيش في ظلها عيشة راضية ويسعد بذلك في الدنيا والآخرة. وقد مر عليك قول الصادق عليه‌السلام لإبراهيم الكرخي ، بأن أحسنها المرأة البكر الولود الودود التى تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته. ٢

__________________

١. وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ١٤.

٢. نفس المصدر.

٣٠

وكما مرّ عليك في قصة زواج جويبر وما قاله النّبي له يوماً وقد نظر إليه برحمة ورقّة قائلاً له : يا جويبر لو تزوجت إمرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك. ١

٤. القرشيات

ومن جملة توصيات المعصومين عليهم‌السلام هو الزّواج مع القرشيات ، والعلة في ذلك ، وجود الصفات الجميلة فيهن كإكرام الزّوج والرحمة والعطف بالأولاد وغير ذلك كما ستقرأ ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ روى الكليني بسنده عن الحارث الأعور قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : خير نساءكم قريش ، ألطفهنّ بأزواجهنّ وأرحمهنّ بأولادهنّ ، المجون لزوجها ، الحصان على غيره.

قلنا : وما المجون ؟

قال : التي لا تمنع. ٢

٥. الأبكار من النساء

ومن جملة ما وصّى به المعصومون عليهم‌السلام التزويج مع الأبكار والعلّة في ذلك هو ما روي عن الصادق عليه‌السلام عن النبي قال : تزوّجوا مع الأبكار فإنهنّ أطيب شيء أفواهاً. ٣

__________________

١. ذرايع البيان ، ج ١ ، ص ٢٢٩.

٢. الكافي ، ج ٥ ، ص ٣٢٩.

٣. وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ٣٤.

٣١

وفي حديث آخر قال : وأنشفه أرحاماً وأدرّ شيء أخلافاً ، وأفتح شيء أرحاماً ، أما علمت أنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط يظل محبنطئاً على باب الجنة فيقول الله عزوجل : أدخل.

فيقول لا أدخل حتى يدخل أبواي قبلي.

فيقول الله تبارك وتعالى لملك من الملائكة : إئتني بأبويه فيأمر بهما إلى الجنة فيقول هذا بفضل رحمتي لك. ١

* * *

__________________

١. نفس المصدر.

٣٢

٤

صفات الزوجة الصالحة

لقد وصفت الزوجة الصالحة في عدد من الأحاديث مما يوجب التنبه على ذلك ليكون الإنتخاب والإصطفاء على أحسن ما يكون ومما يحصل منها :

١. المحافظة على حقوق الزوج

من صفات المرأة الصالحة أن إذا رأت زوجها مهموماً أو قلقاً لأمر مّا ، سعت لتخفيف الهمّ والثقل الذي حلّ بالزوج ، لأن لكلام الزّوجة في هذا الوقت أثراً بالغاً في تخفيف آلامه وسكونه.

جاء رجل إلى رسول الله فقال : إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقتني ، و إذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت لي : ما يهمّك إن كنت تهتمّ لرزقك ، فقد تكفّل لك به غيرك ، وإن كنت تهتمّ لأمر آخرتك فزادك الله هماً.

٣٣

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ لله عمّالاً وهذه من عمّاله ، له نصف أجر الشهيد. ١

٢. العفيفة العزيزة في أهلها

وعن أبي حمزة عن جابر بن عبد الله ، قال سمعته يقول : كنا عند النبي فقال : إن خير نساءكم الولود الودود ، العفيفة العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها ، الحصان على غيره التي تسمع قوله وتطيع أمره ، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها ولم تبذل كتبذل الرجل. ٢

٣. خلعت مع زوجها درع الحياء

وعن الصادق عليه‌السلام قال : إنّ خير نساءكم التي إذا خلعت مع زوجها خلعت له درع الحياء وإذا لبست ، لبست معه درع الحياء. ٣

٤. الهيّنة الليّنة

وعن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين : خير نساءكم الخمس.

قيل : وما الخمس ؟

قال : الهيّنة الليّنة المؤاتية ، التي إذا غضبت زوجها لم تكتحل

__________________

١. وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ١٦.

٢. الكافي ، ج ٥ ، ص ٣٢٤.

٣. نفس المصدر.

٣٤

بغمض حتى يرضى ، وإذا غاب عنها زوجها ، حفظته في غيبته ، فتلك عامل من عمّال الله وعامل الله لا يخيب. ١

٥. الطيبة الريح

وروي ع أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : خير نساءكم الطّيبة الريح ، الطّيبة الطبيخ ، التي إذا أنفقت ، أنفقت بمعروف وإن أمسكت ، أمسكت بمعروف ، فتلك عامل من عمال الله لا يخيب ولا يندم. ٢

* * *

__________________

١. الكافي ، ج ٥ ، ص ٣٢٥.

٢. نفس المصدر.

٣٥
٣٦



٥

الزواج المنهي

جاء التصريح في عدة روايات عن النّبي وأمير المؤمنين والإمام الباقر وهكذا عن الإمام الصادق عليهم‌السلام بالإبتعاد من بعض النساء منها :

١. المرأة المجنونة

روى الكليني في الكافي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سأله بعض أصحابنا عن الرجل المسلم تعجبه المرأة الحسناء أيصلح له أن يتزوجها وهي مجنونة ؟ قال : لا. ١

٢. الحمقاء

وعنه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : زوّجوا الأحمق ولا تزوّجوا الحمقاء ، فإن الأحمق ينجب والحمقاء لا تنجب. ٢

__________________

١. الكافي ، ج ٥ ، ص ٣٥٤.

٢. نفس المصدر.

٣٧

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إياكم وتزويج الحمقاء ، فإنّ صحبتها بلاء وولدها ضياع. ١

٣. الناصبية

روى الفضيل بن اليسار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال له الفضيل : أتزوّج الناصبية ؟ قال : لا ولا كرامة. ٢

٤. شرار النساء

ونهى النبي والعترة الطاهرة عن الزّواج والعقد على شرار النساء التي طلقن الحياء والعفة والكرامة الإنسانية التي تميل إلى الشهوات واللذات الخارجة عن الحدود الشرعية والإسلامية والتي تستحل ما حرّم الله ولا تبالي عمّا ترتكب من الذنوب. فحذّرنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من العقد على هذه المرأة الشريرة قائلاً :

شرار نساءكم المقفرة ، الدّنسة ، اللّجوجة ، العاصية ، الذّليلة في قومها ، العزيزة في نفسها ، الحصان على زوجها ، الهلوك على غيره. ٣

وعن أصبغ بن نباته ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سمعته يقول : يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الأزمنة ، نسوة كاشفات عاريات متبرّجات ، من الدين خارجات ، في الفتن

__________________

١. نفس المصدر.

٢. نفس المصدر ، ص ٣٤٨.

٣. وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ١٨.

٣٨

داخلات ، مائلات إلى الشهوات ، مسرعات إلى اللذات ، مستحلاّت المحرّمات ، في جهنم داخلات. ١

٥. خضراء الدمن

وأمر أيضا بالإبتعاد عن الفتاة التي لم تكن صالحة وإن كانت حسناء فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن ذلك وقام يوماً خطيباً فقال : أيّها النّاس إياكم وخضراء الدّمن.

قيل يا رسول الله : وما خضراء الدّمن ؟

قال : المرأة الحسناء في منبت السوء. ٢

* * *

__________________

١. نفس المصدر ، ص ١٩.

٢. الكافي ، ج ٥ ، ص ٣٣٢.

٣٩
٤٠