بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عليكم بآل محمد عليهم‌السلام ، فإنهم القادة إلى الجنة ، والدعاة إليها يوم القيامة ، عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فو الله لقد سلمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين مرارا جمة مع نبينا ، كل ذلك يأمرنا به ويؤكده علينا ، فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه؟! وقد حسد قابيل هابيل (١) فقتله ، وكفارا قد ارتدت أمة موسى بن عمران عليهما‌السلام ، فأمر هذه الأمة [ كأمر ] (٢) بني إسرائيل ، فأين يذهب بكم أيها الناس؟! ويحكم ما أنا (٣) وأبو فلان وفلان؟! أجهلتم أم تجاهلتم ، أم حسدتم (٤) أم تحاسدتم؟ والله لترتدن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف ، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة ، ويشهد الشاهد على الكافر (٥) بالنجاة.

ألا وإني أظهرت أمري ، وسلمت لنبيي ، وتبعت (٦) مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة عليا أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ، وإمام ( الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ).

بيان : عال : أي افتقر (٧).

وطاش السهم : أي زال ومال عن الهدف (٨).

وقال في النهاية : في حديث سلمان : وإن أبيتم نابذناكم على سواء ، أي :

__________________

(١) في المصدر : هابيل قابيل.

(٢) في مطبوع البحار : كما أمر ، والمثبت من المصدر.

(٣) في المصدر : ما لنا.

(٤) في ( ك‍ ) : أتجاهلتم؟ أحسدتم؟.

(٥) في مطبوع البحار : والكافرين.

(٦) في المصدر : واتبعت.

(٧) انظر : مجمع البحرين ٥ ـ ٤٣٢ ، الصحاح ٥ ـ ١٧٧٩ ، القاموس ٤ ـ ٢٢.

(٨) صرح بذلك في لسان العرب ٦ ـ ٣١٣ ، وانظر : مجمع البحرين ٤ ـ ١٤٠ ، الصحاح ٣ ١٠٠٩.

٨١

كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستو (١) في العلم بالمنابذة منا ومنكم ، بأن نظهر لهم العزم على قتالهم ، ونخبرهم به إخبارا مكشوفا (٢).

وقوله : وكفارا ، حال عن فاعل ارتدت.

٢ ـ ج (٣) : عن محمد ويحيى ابني عبد الله بن الحسن ، عن أبيهما ، عن جدهما ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : لما خطب أبو بكر قام (٤) أبي بن كعب ، وكان يوم الجمعة أول يوم من شهر رمضان.

فقال : يا معاشر (٥) المهاجرين الذين اتبعوا مرضاة الله وأثنى الله عليهم في القرآن ، ويا معاشر (٦) الأنصار ( الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ ) وأثنى الله عليهم في القرآن ، تناسيتم أم نسيتم ، أم بدلتم أم غيرتم ، أم خذلتم أم عجزتم؟!.

ألستم تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قام فينا مقاما أقام فيه عليا ، فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه (٧) ـ يعني عليا ـ ومن كنت نبيه فهذا

__________________

(١) في المصدر : طريق مستقيم مستو.

(٢) النهاية ٥ ـ ٧ ، وانظر : مجمع البحرين ٣ ـ ١٨٩ ، لسان العرب ٣ ـ ٥١٢.

(٣) الاحتجاج ١ ـ ١١٢ ـ ١١٥ [ طبعة النجف : ١ ـ ١٥٣ ـ ١٥٧ ].

(٤) في الاحتجاج : قام إليه.

(٥) في المصدر : وقال يا معشر.

(٦) في المصدر : ويا معشر.

(٧) انظر مصادر الحديث عن طرق العامة مستوفيا في : إحقاق الحق ٢ ـ ٤٢٦ ـ ٤٦٥ ، ٣ ـ ٣٢٢ ٣٢٧ ، ٤ ـ ٤٠٨ ـ ٤١٠ ، ٦ ـ ٢٢٩ ـ ٣٠٤ ، ١٦ ـ ٥٥٩ ـ ٥٨٨ ، ٢١ ـ ١ ـ ٩٣.

وانظر : الغدير ١ ـ ١٦٢ و ٣٩٨ ، وغيرها.

ومنه ما رواه في الينابيع باب ٤٤ عن المناقب بسنده عن ابن عباس قال : قال النبي (ص) في حديث طويل ، وجاء فيه : وأنت مولى من أنا مولاه ، وإني مولى كل مؤمن ومؤمنة.

وجاء أيضا في باب ٥٦ منه عن كتاب كنز الدقائق للشيخ عبد الرءوف المناوي المصري ، عن الديلمي بلفظه.

وجاء عن أحمد والترمذي بلفظ آخر.

وعن أبي داود والطيالسي : يا علي أنت ولي كل مؤمن بعدي ... ، وغيرها.

٨٢

أميره (١)؟!.

ألستم تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، طاعتك واجبة على من بعدي كطاعتي في حياتي ، إلا أنه (٢) لا نبي بعدي (٣)؟!.

ألستم تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أوصيكم بأهل بيتي خيرا ، فقدموهم ولا تتقدموهم (٤) ، وأمروهم ولا تتأمروا (٥) عليهم؟!.

ألستم تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أهل بيتي منار الهدى والدالون على الله؟!.

ألستم (٦) تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام : أنت الهادي لمن ضل (٧)؟!.

__________________

(١) رواه جمع ، وجاء في الينابيع باب ٥٦ عن كتاب مودة القربى ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله (ص) : أن الله سبحانه قال للأرواح : أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم.

(٢) في المصدر : غير أنه.

(٣) جاءت مصادره في الغدير ١ ـ ٢٩٧ ، وقد ذكرنا جملة منها سابقا باختلافات يسيرة.

وانظر : ما رواه في ينابيع المودة باب ٤٢ وباب ٥٦ عن المناقب في حديث طويل ، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، والحمويني في فرائد السمطين ، والنسائي في خصائصه ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، والمغازلي في فضائله ، والخوارزمي في مناقبه.

وانظر الروايات الواردة في ذيل قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ».

(٤) في المصدر : ولا تقدموهم.

(٥) في المصدر : ولا تأمروا.

(٦) في المصدر : أولستم.

(٧) جاء في الغدير ٤ ـ ٦٥ مع حذف : لمن ضل.

وانظر : مسند أحمد ابن حنبل ٦ ـ ١٢٦ ، تفسير الطبري ١٣ ـ ١٠٨ ، معجم شيوخ ابن الأعرابي : ٢ ـ الورقة ١٨٣ و ٢٠٣ و ٢٣٤ ، المعجم الوسيط والصغير للطبراني ١ ـ ٢٦١ ، معرفة الصحابة لأبي نعيم ١ ـ ٢١ ، تاريخ بغداد للخطيب ١٢ ـ ٣٧٢ ، المناقب لابن المغازلي ، ترجمة أمير المؤمنين من

٨٣

ألستم تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : علي المحيي لسنتي ومعلم أمتي ، والقائم بحجتي ، وخير من أخلف (١) من بعدي ، وسيد أهل بيتي ، أحب (٢) الناس إلي ، طاعته كطاعتي على أمتي؟!.

ألستم تعلمون أنه لم يول على علي أحدا منكم ، وولاه في كل غيبته عليكم؟!.

ألستم تعلمون أنه كان منزلهما في أسفارهما واحدا ، وارتحالهما وأمرهما (٣) واحدا (٤)؟!.

ألستم تعلمون أنه قال : إذا غبت فخلفت فيكم (٥) عليا فقد خلفت فيكم رجلا كنفسي؟!.

ألستم تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل موته قد جمعنا في بيت ابنته فاطمة عليها‌السلام فقال لنا :

إن الله أوحى إلى موسى بن عمران عليه‌السلام أن اتخذ أخا من أهلك فاجعله نبيا ، واجعل أهله لك ولدا ، أطهرهم من الآفات ، وأخلصهم من الريب ، فاتخذ موسى هارون أخا ، وولده أئمة لبني إسرائيل من بعده ، يحل (٦) لهم في مساجدهم ما يحل لموسى.

__________________

تاريخ دمشق لابن عساكر ٢ ـ ٤١٥ ، زاد المسير لابن الجوزي ٤ ـ ٣٠٧ ، المناقب للخوارزمي : ١٤٥ ، تفسير الفخر الرازي ٥ ـ ٢٧٢ ، وغيرهم كثير.

(١) خ. ل : أخلفت.

(٢) في المصدر : وأحب.

(٣) ليس في المصدر : وأمرهما ، وفي ( ك‍ ) : وارتحالهما واحدا وأمرهما ..

(٤) هذه الفقرة جاءت في المصدر بعد فقرة : علي المحيي لسنتي ...

وانظر مصادر هذا الحديث في : إحقاق الحق ٤ ـ ٢٠٥ ، ٥ ـ ٥٨٠ ، ١٦ ـ ٣٧٠.

(٥) في الاحتجاج : عليكم ، بدلا من : فيكم.

(٦) في المصدر : الذين يحل.

٨٤

وإن الله (١) أوحى إلي أن اتخذ عليا أخا ، كموسى (٢) اتخذ هارون أخا ، واتخذ ولده ولدا ، فقد طهرتهم كما طهرت ولد هارون ، إلا أني ختمت (٣) بك النبيين فلا نبي بعدك ، فهم الأئمة الهادية؟!.

أفما تبصرون؟! أفما تفهمون؟! أما (٤) تسمعون؟! ضربت (٥) عليكم الشبهات.

فكان مثلكم كمثل رجل في سفر ، فأصابه عطش شديد حتى خشي أن يهلك ، فلقي رجلا هاديا في الطريق فسأله عن الماء ، فقال له : أمامك عينان : أحدها (٦) مالحة والأخرى عذبة ، فإن أصبت المالحة ضللت ، وإن أصبت العذبة هديت ورويت.

فهذا مثلكم أيتها الأمة المهملة ـ كما زعمتم ـ ، وايم الله ما أهملتم ، لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام ، لو أطعتموه ما اختلفتم ، ولا تدابرتم ، ولا تقاتلتم ، ولا برئ بعضكم من بعض.

فو الله! إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم ، وإنكم بعده (٧) لناقضوا (٨) عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنكم على عترته لمختلفون.

إن (٩) سئل هذا عن غير من (١٠) يعلم أفتى برأيه ، فقد أبعدتم وتجاريتم

__________________

(١) في المصدر : إن الله تعالى.

(٢) في المصدر : كما أن موسى.

(٣) في الاحتجاج : قد ختمت.

(٤) في المصدر : أفما.

(٥) في المصدر ـ طبعة إيران ـ : ضرب.

(٦) في المصدر : إحداهما.

(٧) لا يوجد في المصدر : لمختلفون في أحكامكم وإنكم بعده.

(٨) في المصدر : لناقضون.

(٩) في المصدر : وإن.

(١٠) خ. ل : ما ، وكذا في المصدر.

٨٥

وزعمتم الاختلاف رحمة (١) ، هيهات! أبى الكتاب ذلك عليكم (٢) ، يقول الله تبارك وتعالى (٣) : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) (٤) ، ثم أخبرنا باختلافكم فقال (٥) : ( وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) (٦) ، أي : للرحمة (٧) ، وهم : آل محمد.

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يا علي! أنت وشيعتك على الفطرة والناس [ منها ] (٨) براء.

فهلا قبلتم من نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! كيف وهو [ خبركم بانتكاصتكم ] (٩) عن وصيه عليه‌السلام (١٠) وأمينه ووزيره وأخيه ووليه دونكم أجمعين (١١).

أطهركم قلبا ، وأعلمكم علما ، وأقدمكم سلما (١٢) ، وأعظمكم غناء عن رسول الله (١٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أعطاه تراثه ، وأوصاه بعداته ، واستخلفه على

__________________

(١) في المصدر : وتخارستم وزعمتم أن الخلاف رحمة.

(٢) في (س) : عليهم.

(٣) في المصدر : تعالى جده.

(٤) آل عمران : ١٠٥.

(٥) في المصدر : فقال سبحانه.

(٦) هود : ١١٨ ـ ١١٩.

(٧) في مطبوع البحار : الرحمة ، والمثبت من المصدر.

(٨) في مطبوع البحار : منهم ، والمثبت من المصدر.

(٩) في مطبوع البحار : خيركم بانتكاصكم ، والمثبت من المصدر ، والانتكاص بمعنى الرجوع.

(١٠) في المصدر : علي بن أبي طالب ، بدلا من : عليه‌السلام.

(١١) وضعت في المطبوع على كلمة : دونكم أجمعين ، علامة نسخة بدل.

(١٢) في المصدر : وأطهركم قلبا وأقدمكم سلما.

(١٣) في المصدر : وعيا من رسول الله.

٨٦

أمته ، وضع عنده سره (١) ، فهو وليه دونكم أجمعين ، وأحق به منكم على التعيين (٢) ، سيد الوصيين ، وأفضل (٣) المتقين ، وأطوع الأمة لرب العالمين ، سلمتم عليه بخلافة المؤمنين (٤) في حياة سيد النبيين وخاتم المرسلين (٥).

فقد أعذر من أنذر ، وأدى النصيحة من وعظ ، وبصر من عمى ، فقد سمعتم كما سمعنا ، ورأيتم كما رأينا ، وشهدتم كما شهدنا.

فقام (٦) عبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل فقالوا : يا أبي! أصابك خبل أم بك جنة؟!.

__________________

(١) في المصدر : فاستخلفه أمته ووضع عنده سره.

(٢) في المصدر : منكم أكتعين.

(٣) في المصدر : ووصي خاتم المرسلين ، أفضل.

(٤) في المصدر : بإمرة المؤمنين.

(٥) يعبر عنه بحديث التهنئة ، جاء في عشرات المصادر من العامة كما نص عليها العلامة الأميني في الغدير ١ ـ ٢٧٠ ـ ٢٧٣ ، وغيره.

وقد ذكره الطبري في كتاب الولاية ، والدارقطني ، كما أخرج عنه ابن حجر في الفصل الخامس من الباب الأول من صواعقه : ٢٦ ، والحافظ أبو سعيد النيسابوري في كتابه شرف المصطفى وروضة الصفا ١ ـ ١٧٣ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ٤ ـ ٢٨١ ، والطبري في تفسيره ٣ ـ ٤٢٨ ، وسر العالمين ٩ ، والتفسير الكبير ٣ ـ ٦٣٦ ، والرياض النضرة ٢ ـ ١٦٩ ، وفرائد السمطين في الباب ١٣ ، والبداية والنهاية ٥ ـ ٢٠٩ ، والخطط للمقريزي ٢ ـ ٢٢٣ ، والفصول المهمة ٢٥ ، وكنز العمال ٦ ـ ٣٩٧ ، ووفاء الوفاء ٢ ـ ١٧٣ ، وغيرها.

قال الغزالي في سر العالمين : ولكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته عليه‌السلام في يوم غدير خم باتفاق الجميع ، وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر :

بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

فهذا تسليم ورضى وتحكيم ، ثم بعد هذا غلب الهواء بحب الرئاسة ، وحمل عود الخلافة ، وعقود النبوة ، وخفقات الهواء ، في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار ، سقاهم كأس الهواء ، فعادوا إلى الخلاف الأول ، فنبذوا الحق وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ، فبئس ما يشترون.

(٦) في المصدر : فقام إليه.

٨٧

فقال : بل الخبل فيكم ، كنت (١) عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما ، فألفيته يكلم رجلا أسمع كلامه ولا أرى وجهه (٢).

فقال فيما يخاطبه : ما أنصحه لك ولأمتك ، وأعلمه بسنتك.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفترى أمتي تنقاد له من بعدي؟

قال : يا محمد! تتبعه (٣) من أمتك أبرارها ، وتخالف (٤) عليه من أمتك فجارها ، وكذلك أوصياء النبيين من قبلك ، يا محمد! إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون ـ وكان أعلم بني إسرائيل وأخوفهم لله وأطوعهم له وأمره (٥) الله عز وجل أن يتخذه وصيا كما اتخذت عليا وصيا ، وكما أمرت بذلك ، فحسده بنو إسرائيل سبط موسى خاصة ، فلعنوه وشتموه وعنفوه ووضعوا له (٦) ، فإن أخذت أمتك سنن بني إسرائيل كذبوا وصيك ، وجحدوا أمره (٧) ، وابتزوا خلافته ، وغالطوه في علمه.

فقلت : يا رسول الله! من هذا؟.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا ملك من ملائكة الله (٨) ربي عز وجل ، ينبئني أن أمتي تختلف (٩) على وصيي علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وإني أوصيك يا أبي بوصية إن حفظتها لم تزل بخير ، يا أبي عليك بعلي ، فإنه الهادي المهدي ، الناصح لأمتي ، المحيي لسنتي ، وهو إمامكم بعدي ،

__________________

(١) في المصدر : والله كنت.

(٢) في المصدر : شخصه.

(٣) في المصدر : يتبعه.

(٤) في المصدر : ويخالف.

(٥) في المصدر : فأمره.

(٦) في (س) : منه ، بدلا من : له.

(٧) في المصدر : إمرته.

(٨) لا يوجد لفظ الجلالة في المصدر.

(٩) في المصدر : تتخلف.

٨٨

فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه ، يا أبي ومن غير وبدل (١) لقيني ناكثا لبيعتي ، عاصيا أمري ، جاحدا لنبوتي ، لا أشفع له عند ربي ، ولا أسقيه من حوضي.

فقامت إليه رجال من الأنصار فقالوا : اقعد ـ رحمك الله ـ يا أبي ، فقد أديت ما سمعت (٢) [ و ] (٣) وفيت بعهدك.

٣ ـ شف (٤) : الحسن بن محمد بن الفرزدق ، عن (٥) محمد بن أبي هارون ، عن مخول (٦) بن إبراهيم ، عن عيسى بن عبد الله بن الحسن (٧) ، عن أبيه ، عن جده (٨) .. مثله ، مع اختصار.

وقد أوردته في باب النصوص على أمير المؤمنين عليه‌السلام (٩).

بيان :

قال الجوهري : أغنيت عنك مغنى فلان .. أي (١٠) : أجزأت عنك مجزأة ، ويقال ما يغني عنك هذا .. أي : ما يجدي (١١) عنك وما ينفعك .. ، والغناء

__________________

(١) في المصدر : أو بدل.

(٢) في المصدر : ما سمعت الذي معك.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) كشف اليقين ( اليقين ) لأبي القاسم علي بن موسى بن طاوس : ١٧٠ ـ ١٧٢.

(٥) في المصدر : عن الفزاري قال حدثنا.

(٦) في المصدر : المقري العلاف قال حدثنا محول.

(٧) في المصدر : قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن.

(٨) في المصدر : من جده.

(٩) بحار الأنوار ٣٨ ـ ١٢٣ ـ ١٢٥ حديث ٧١.

واستدراكا لهذا الباب راجع :

الاحتجاج ١ ـ ٧٦ ـ ٧٩ و ٨٤ ـ ٨٦ ، كشف اليقين ٧٤ ـ ٧٦ و ٩٤ ـ ٩٥ و ١٠٨ ـ ١١٣ و ١٧٢ ـ ١٧٣ و ١٨٣ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ ـ ٥٣ ـ ٥٤ ، وغيرها.

(١٠) في المصدر : إذا ، بدلا من : أي.

(١١) في المصدر : يجزي ، بدلا من : يجدي.

٨٩

بالفتح .. النفع (١).

قوله : وبصر ـ على بناء التفعيل ـ معطوف على وعظ.

ويقال : وضع منه فلان أي : حط من درجته (٢).

__________________

(١) الصحاح ٦ ـ ٢٤٤٩ ، ولاحظ : لسان العرب ١٥ ـ ١٣٨ ، القاموس ٤ ـ ٣٧١.

(٢) كما جاء في مجمع البحرين ٤ ـ ٤٠٥ ، والقاموس ٣ ـ ٩٤ ، وتاج العروس ٦ ـ ٥٤٣ ، وغيرها.

٩٠

٩ ـ باب

ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة

وفيه بعض أحوال أبي قحافة

١ ـ ج (١) : روي عن الباقر عليه‌السلام : أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر : اكتب إلى أسامة (٢) يقدم عليك ، فإن في قدومه قطع الشنعة عنا (٣).

فكتب أبو بكر إليه : من أبي بكر خليفة رسول الله إلى أسامة بن زيد ، أما بعد : فانظر إذا أتاك كتابي فأقبل إلي أنت ومن معك ، فإن المسلمين قد اجتمعوا [ علي ] (٤) وولوني أمرهم ، فلا تتخلفن فتعصي ويأتيك مني ما تكره ، والسلام.

قال : فكتب إليه أسامة (٥) جواب كتابه : من أسامة بن زيد عامل رسول الله (ص) على غزوة الشام ، أما بعد ، فقد أتاني [ منك ] (٦) كتاب ينقض أوله آخره

__________________

(١) الاحتجاج ١ ـ ٨٧ [ طبعة النجف : ١ ـ ١١٤ ـ ١١٥ ].

(٢) في المصدر : أسامة بن زيد.

(٣) في المصدر : الشنيعة عنا.

(٤) زيادة من المصدر.

(٥) في المصدر : فكتب أسامة إليه.

(٦) في مطبوع البحار : لك ، والمثبت من المصدر.

٩١

ذكرت في أوله أنك خليفة رسول الله ، وذكرت في آخره أن المسلمين اجتمعوا (١) عليك فولوك أمورهم ورضوا بك (٢).

واعلم ، أني ومن (٣) معي من جماعة المسلمين والمهاجرين ، فلا والله ما رضينا بك (٤) ولا وليناك أمرنا ، وانظر أن تدفع الحق إلى أهله ، وتخليهم وإياه ، فإنهم أحق به منك.

فقد علمت ما كان من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام يوم غدير خم (٥) ، فما طال العهد فتنسى.

انظر بمركزك ، ولا تخلف (٦) فتعصي الله ورسوله وتعصي [ من ] (٧) استخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليك وعلى صاحبك ، ولم يعزلني حتى قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنك وصاحبك رجعتما وعصيتما ، فأقمتما في المدينة بغير إذني (٨).

قال : فهم (٩) أبو بكر أن يخلعها من عنقه ، قال : فقال له عمر : لا تفعل قميص قمصك الله لا تخلعه فتندم ، ولكن ألح على أسامة بالكتب ، ومر فلانا وفلانا وفلانا يكتبون إلى (١٠) أسامة أن لا يفرق جماعة المسلمين ، وأن يدخل يده (١١)

__________________

(١) في المصدر قد اجتمعوا.

(٢) في المصدر : أمرهم ورضوك.

(٣) في مطبوع البحار : واعلم أني أنا ومن.

(٤) في المصدر : ما رضيناك.

(٥) في المصدر : يوم الغدير.

(٦) في المصدر : انظر مركزك ولا تخالف.

(٧) في مطبوع البحار : ما ، والمثبت من المصدر.

(٨) في المصدر : إذن.

(٩) في المصدر : فأراد ، بدلا من : قال : فهم.

(١٠) في المصدر : ولكن ألح عليه بالكتب والرسائل ، ومر فلانا وفلانا أن يكتبوا إلى.

(١١) في المصدر : معهم ، بدلا من : يده.

٩٢

فيما صنعوا.

قال : فكتب إليه أبو بكر ، وكتب إليه أناس (١) من المنافقين : أن ارض بما اجتمعنا عليه ، وإياك أن تشمل (٢) المسلمين فتنة من قبلك ، فإنهم حديثو عهد بالكفر.

فلما (٣) وردت الكتب على أسامة انصرف بمن معه حتى دخل المدينة ، فلما رأى اجتماع الناس (٤) على أبي بكر انطلق إلى علي بن أبي طالب فقال (٥) : ما هذا؟

فقال له (٦) علي : هذا ما ترى! قال له أسامة : فهل بايعته؟

فقال : نعم.

فقال له أسامة : طائعا أو كارها (٧)؟

قال : لا ، بل كارها قال : فانطلق أسامة فدخل على أبي بكر ، فقال (٨) : السلام عليك يا خليفة المسلمين.

قال : فرد (٩) أبو بكر وقال : السلام عليك أيها الأمير.

بيان : انظر بمركزك ، أي : إلى مركزك ومحلك الذي أقامك فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عسكري ، وأمرك أن تكون فيهم ، أو من كونك رعية لأمير

__________________

(١) في المصدر : الناس.

(٢) في المصدر : أن تشتمل.

(٣) في المصدر : قال فلما.

(٤) في المصدر : الخلق.

(٥) في الاحتجاج : فقال له.

(٦) في المصدر : قال له.

(٧) في المصدر : فقال نعم يا أسامة ، فقال طائعا أو كرها.

(٨) في المصدر : وقال له.

(٩) في المصدر : فرد عليه.

٩٣

المؤمنين عليه‌السلام ، أو انظر في أمرك ، في مركزك ومقامك (١).

. ٢ ـ جا (٢) : علي بن محمد البصري ، عن (٣) أحمد بن إبراهيم ، عن (٤) زكريا بن يحيى ، عن (٥) عبد الجبار ، عن سفيان ، عن الوليد بن كثير ، عن ابن الصياد ، عن سعيد بن المسيب قال : لما قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ارتجت مكة بنعيه.

فقال أبو قحافة : ما هذا؟

قالوا : قبض رسول الله.

قال : فمن ولي الناس بعده؟

قالوا : ابنك.

قال : فهل رضيت بنو عبد شمس وبنو المغيرة؟

قالوا : نعم.

قال : لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله ، ما أعجب هذا الأمر يتنازعون (٦) النبوة ويسلمون (٧) الخلافة ، ( إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ )

بيان : أي : ما أعجب منازعة بني عبد شمس وبني المغيرة في النبوة الحقة وتسليمهم الخلافة الباطلة.

( إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ) ، أي : هذا الأمر لشيء من ريب الزمان يراد بنا فلا مرد

__________________

(١) قال في لسان العرب ٥ ـ ٣٥٥ : مركز الجند : الموضع الذي أمروا أن يلزموه وأمروا أن لا يبرحوه ، ومركز الرجل : موضعه ، يقال : أخل فلان بمركزه.

ولاحظ أيضا : مجمع البحرين ٤ ـ ٢١.

(٢) أمالي المفيد ـ المجالس ـ : ٩٠ ـ ٩١.

(٣) في المصدر : قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمد البصري البزاز ، قال حدثنا أبو بشر.

(٤) في المصدر : قال حدثنا ، وفي ( ك‍ ) ورد لفظ : ابن ، بدلا من لفظ : عن.

(٥) في المصدر : الساجي قال حدثنا.

(٦) خ. ل : تنازعون ، وكذا في المصدر.

(٧) خ. ل : تسلمون ، وكذا في المصدر.

٩٤

له ، أو إن تولي أمر الخلافة شيء يتمنى ، أو يريده كل أحد ، أو إن دينكم يطلب ليؤخذ منكم كما قيل في الآية (١) ، والأخير هنا أبعد.

٣ ـ ج (٢) : روي (٣) أن أبا قحافة كان بالطائف لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبويع لأبي بكر ، فكتب إلى أبيه (٤) كتابا عنوانه : من خليفة رسول الله إلى أبي قحافة ، أما بعد ، فإن الناس قد تراضوا بي ، فأنا (٥) اليوم خليفة الله ، فلو قدمت علينا لكان أحسن بك.

فلما (٦) قرأ أبو قحافة الكتاب قال للرسول : ما منعهم (٧) من علي؟

قال الرسول (٨) : هو حدث السن ، وقد أكثر القتل في قريش وغيرها ، وأبو بكر أسن منه.

قال أبو قحافة : إن كان الأمر في ذلك بالسن فأنا أحق من أبي بكر ، لقد ظلموا عليا حقه ، ولقد بايع (٩) له النبي وأمرنا ببيعته.

ثم كتب إليه : من أبي قحافة إلى أبي بكر (١٠) أما بعد ، فقد أتاني كتابك ، فوجدته كتاب أحمق ينقض بعضه بعضا ، مرة تقول : خليفة الله ، ومرة تقول : خليفة رسول الله ، ومرة (١١) تراضى بي الناس ، وهو أمر ملتبس ، فلا تدخلن

__________________

(١) سورة ص : ٦ « إن هذا لشيء يراد ».

(٢) الاحتجاج ١ ـ ٨٧ ـ ٨٨ [ طبعة النجف : ١ ـ ١١٥ ].

(٣) في المصدر : وروي.

(٤) في المصدر : فكتب ابنه إليه.

(٥) في المصدر : فإني.

(٦) في المصدر : فلو قدمت علينا كان أقر لعينك ، قال فلما.

(٧) في المصدر : ما منعكم.

(٨) لا يوجد في المصدر : الرسول.

(٩) في الاحتجاج : وقد بايع.

(١٠) في المصدر : إلى ابنه أبي بكر.

(١١) في المصدر : خليفة رسول الله ومرة تقول خليفة الله ومرة تقول ..

٩٥

في أمر يصعب عليك الخروج منه غدا ، ويكون عقباك منه إلى الندامة (١) ، وملامة النفس اللوامة ، لدى الحساب يوم (٢) القيامة ، فإن للأمور مداخل ومخارج ، وأنت تعرف من هو أولى منك بها (٣) ، فراقب الله كأنك تراه ، ولا تدعن صاحبها ، فإن تركها اليوم أخف عليك وأسلم لك ..

٤ ـ شف (٤) : من كتاب البهار للحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن رئاب (٥) ، عن فضيل الرسان والحسن بن السكن (٦) ، عمن أخبره ، عن أبي أمامة قال : لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتب أبو بكر إلى أسامة بن زيد : من أبي بكر خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) إلى أسامة بن زيد ، أما بعد ، فإن المسلمين اجتمعوا علي لما أن قبض رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا أتاك كتابي هذا فأقبل.

قال : فكتب إليه (٨) أسامة بن زيد : أما بعد ، فإنه جاءني كتاب لك ينقض آخره أوله ، كتبت إلي : من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته ، ثم أخبرتني أن المسلمين اجتمعوا عليك.

قال : فلما قدم عليه قال له : يا أبا بكر! أما تذكر رسول الله صلى الله

__________________

(١) في المصدر : إلى النار والندامة.

(٢) في المصدر : بيوم.

(٣) في المصدر : بها منك.

(٤) كشف اليقين ـ اليقين ـ : ٩٥.

(٥) في المصدر : فيما نذكره عن الحسين بن سعيد عن كتابه ـ كتاب البهار في إنكار أسامة بن زيد لأبي بكر ، بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهم أن يسلموا على علي بإمرة المؤمنين ـ نذكر ما نحتاج إليه بلفظه المعتمد عليه ونترك ما لا ضرورة إليه ، فنقول : عن رجال الحسين ما هذا لفظه : محمد ابن أبي عمير ، عن علي بن الزيات.

(٦) في المصدر : سكن العرار.

(٧) في المصدر : صلى الله عليه وعلى أهل بيته.

(٨) لا يوجد في المصدر : إليه.

٩٦

عليه وآله حين أمرنا أن (١) نسلم على علي بإمرة المؤمنين ، فقلت : أمن الله ومن رسوله؟! فقال لك : نعم ، ثم قام عمر فقال : أمن الله ومن رسوله؟! فقال : نعم ، ثم قام (٢) القوم فسلموا عليه ، فكنت أصغركم سنا ، فقمت فسلمت بإمرة المؤمنين؟!

فقال : إن الله لم يكن ليجمع (٣) لهم النبوة والخلافة.

__________________

(١) في المصدر : فلما قدم عليه وعلى أهل بيته حين أمرنا أن .. والظاهر وجود سقط في المصدر.

(٢) في (س) : قال ، بدلا من : قام.

(٣) في المصدر : يجمع.

٩٧
٩٨

١٠ ـ باب

إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب

١ ـ ج (١) : عن عامر الشعبي ، عن عروة بن الزبير ، عن الزبير (٢) بن العوام قال : لما قال المنافقون : إن أبا بكر تقدم عليا وهو يقول : أنا أولى بالمكان منه.

قام أبو بكر خطيبا فقال : صبرا على من ليس يئول إلى دين ، ولا يحتجب برعاية ، ولا يرعوي (٣) لولاية ، أظهر الإيمان ذلة ، وأسر (٤) النفاق علة (٥) ، هؤلاء عصبة الشيطان ، وجمع الطغيان ..

تزعمون (٦) أني أقول : إني أفضل من علي ، وكيف أقول ذلك؟ وما لي سابقته ولا قرابته ولا خصوصيته ، وحد الله وأنا ملحده ، وعبده (٧) قبل أن أعبده ، ووالى

__________________

(١) الاحتجاج ١ ـ ٨٨ [ طبعة النجف : ١ ـ ١١٥ ـ ١١٦ ].

(٢) لا يوجد في المصدر : عن الزبير ، وهو الظاهر.

(٣) أي : لا ينزجر عن القبيح.

(٤) خ. ل : أسس.

(٥) في المصدر : غلة.

(٦) احتجاج : يزعمون.

(٧) في المصدر : عبده علي.

٩٩

الرسول وأنا عدوه ، وسبقني بساعات لو تقطعت (١) لم ألحق ثناءه (٢) ، ولم أقطع غباره.

إن (٣) علي بن أبي طالب فاز ـ والله ـ من الله بمحبته (٤) ، ومن الرسول بقربة (٥) ، ومن الإيمان برتبة ، لو جهد الأولون والآخرون ـ إلا النبيين ـ لم يبلغوا درجته ، ولم يسلكوا منهجه.

بذل لله (٦) مهجته ، ولابن عمه مودته ، كاشف الكرب ، ودافع (٧) الريب ، وقاطع السبب إلا سبب الرشاد ، وقامع الشرك ، ومظهر ما تحت سويداء حبة النفاق ، مجنة هذا (٨) العالم ، لحق قبل أن يلاحق ، وبرز قبل أن يسابق ، جمع العلم والحلم والفهم ، فكأن جميع الخيرات كانت (٩) لقلبه كنوزا ، لا يدخر منها مثقال ذرة إلا أنفقه في بابه.

فمن ذا يأمل (١٠) أن ينال درجته وقد جعله الله ورسوله للمؤمنين وليا ، وللنبي

__________________

(١) في المصدر : انقطعت.

(٢) خ. ل : شاره ، وفي نسخة : شأوه ، وكذا في المصدر ، وقد تعرض المصنف قدس‌سره إلى ذلك في بيانه.

(٣) في الاحتجاج : وإن.

(٤) في نسخة : محبة ، وفي المصدر بمحبة.

(٥) في المصدر : بقرابة.

(٦) في المصدر : في الله.

(٧) خ. ل : دامغ ، وكذا في المصدر.

(٨) في المصدر : محنة لهذا .. : قال في الصحاح ٥ ـ ٢٠٩٤ : المجنة ـ أيضا ـ : الموضع الذي يستتر فيه انتهى.

أقول : يكون المعنى أن أمير المؤمنين عليه‌السلام مجنة هذا العالم ، أي كل ما في العالم مستتر في نفس أمير المؤمنين عليه‌السلام.

(٩) لا يوجد في المصدر : كانت.

(١٠) في المصدر : يؤمل.

١٠٠