بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

غير ذلك من غصب حق فاطمة عليها‌السلام وما جرى من المشاجرات بينه عليه‌السلام وبينهم كما مر وسيأتي ، وأشباه ذلك إيذاء له عليه‌السلام وإعلان لبغضه وعداوته وشتم له.

وسيأتي (١) أخبار متواترة من طرق الخاص والعام تدل على كفر من سبه ونفاق من أبغضه وعاداه ، وأنه عدو الله وعدو رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا ريب أن الهم بدفع أحد عن (٢) مقامه اللائق به وحطه عن درجته وإتيان ما ينافي احترامه من أشنع المعاداة ، مع أنه قال عمر : إذن نضرب عنقك ، وكذبه عليه‌السلام في دعوى المؤاخاة ..

ولا ريب ذو مسكة من العقل في أن الكافر والمنافق ومن يحذو حذوهما لا يصلحان لخلافة سيد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٥٥ ـ وقد روى في المشكاة (٣) ـ الذي هو من أصولهم المتداولة اليوم ـ عن زر بن حبيش (٤) قال : قال لي (٥) علي رضي الله عنه : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد إلي النبي الأمي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦) أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق (٧).

٥٦ ـ وروى ـ أيضا (٨) ـ بأسانيد ، عن أم سلمة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يحب عليا عليه‌السلام منافق ولا يبغضه مؤمن.

__________________

(١) كذا ، وانظر : بحار الأنوار ٣٩ ـ ٢٤٦ ـ ٣٣٢.

(٢) في (س) : من ، بدلا من : عن.

(٣) مشكاة المصابيح ٣ ـ ٢٤٢ حديث ٦٠٧٩ [ الأولى : ٥٦٣ ] ، وانظر لمزيد الاطلاع : الغدير ٣ ـ ١٨٣.

(٤) في ( ك‍ ) : زرين جيش ، وهو سهو.

(٥) لا توجد : لي ، في المشكاة.

(٦) في المشكاة : .. لعهد النبي (ص) إلي ـ بتقديم وتأخير ـ.

(٧) جاء في ( ك‍ ) : منافق ، بدلا من : كافر ، على أنه نسخة.

(٨) في المشكاة ٣ ـ ٢٤٥ حديث ٦٠٩١ [ الأولى : ٥٦٤ ] ، وانظر : الغدير ٣ ـ ١٨٥.

٦٤١

قال : رواه أحمد (١) والترمذي (٢) عنها (٣) رض الله عنها أيضا قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سب عليا عليه‌السلام فقد سبني (٤) ، قال :رواه أحمد (٥).

٥٧ ـ وروى ابن شيرويه الديلمي ـ وهو من مشاهير محدثيهم ـ في كتاب الفردوس (٦) في باب الميم ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سب عليا عليه‌السلام فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله أدخله نار جهنم ، وله عذاب عظيم.

٥٨ ـ وعن سلمان (٧) ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي! محبك محبي ومبغضك مبغضي.

٥٩ ـ وعن علي عليه‌السلام (٨) ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي! ما يبغضك من الرجال إلا منافق ومن حملته أمه وهي حائض.

٦٠ ـ وروى أيضا (٩) في باب الثاء ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من كن فيه فليس مني ولا أنا منه : من أبغض عليا

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ٦ ـ ٢٩٢.

(٢) سنن الترمذي ٥ ـ ٦٤٣ باب ٢١ ، كتاب المناقب ، حديث ٣٧٣٦.

(٣) أي عن أم سلمة أم المؤمنين.

(٤) الرواية جاءت بمضامين مختلفة وأسانيد متظافرة ، انظرها في الغدير ١٠ ـ ٣٧١ وما بعدها ، وغيره.

(٥) مسند أحمد بن حنبل ٦ ـ ٣٢٣.

(٦) الفردوس ٥ ـ ٤١٠ حديث ٨٣١٩ [ ٥ ـ ٣١٩ ، حديث ٨٣١٣ ] ولاحظ ذيل الحديث وما يتلوه ، وقد حكاه في الغدير ٢ ـ ٣٠٠ ، و ١٠ ـ ٢٧٩ باختلاف وجملة أسانيد ، فلاحظ. وراجع مستدرك الحاكم ٣ ـ ١٢١ ، والجامع الصغير للسيوطي ٢ ـ ٦٠٨ ، حديث ٨٧٣٦.

(٧) الفردوس ٣ ـ ٥٤٢ ، حديث ٥٦٨٩ [ ولم نجده في الطبعة الأخرى للفردوس ] ، وانظر ذيل ٥٤٢ حيث ذكر له مصادر جمة.

(٨) كما في الفردوس ٥ ـ ٣١٦ ، حديث ٨٣٠٤ [ طبعة أخرى : ٥ ـ ٤٠٨ ، حديث ٨٣٣١٣ ].

(٩) في الفردوس ٢ ـ ٨٥ ، حديث ٢٤٥٩ [ طبعة أخرى ٢ ـ ١٣٤ ، حديث ٢٢٧٨ ] ، وانظر : كنز العمال ١١ ـ ٦٢٣ ، حديث ٣٣٠٣١ ، وما يتلوه من الأحاديث كلها في هذا الباب.

٦٤٢

ونصب لأهل بيتي ، ومن قال : الإيمان كلام.

٦١ ـ وروى في جامع الأصول (١) ، عن أبي سلمة (٢) ، قال : إنا (٣) كنا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الأنصار ـ ببغضهم علي بن أبي طالب [ عليه‌السلام ] ،. قال : أخرجه الترمذي (٤).

٦٢ ـ وعن (٥) أبي سعيد ، قال (٦) : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يحب عليا [ عليه‌السلام ] منافق ولا يبغضه مؤمن ، قال : أخرجه الترمذي (٧).

وعن زر بن حبيش (٨) ، قال : سمعت عليا [ عليه‌السلام ] يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق (٩).

قال : أخرجه مسلم (١٠) والترمذي (١١) والنسائي (١٢).

__________________

(١) جامع الأصول ٨ ـ ٦٥٦ ، حديث ٦٤٩٩.

(٢) كذا ، والصحيح : أم سلمة ، كما في المصدر ، وهي رواية للرواية التالية التي رواها المصنف ـ طاب ثراه ـ عن أبي سعيد ، وقد وقع هنا خلط بين السندين ، فراجع.

(٣) في المصدر : أن ، بدلا من : إنا.

(٤) صحيح الترمذي في كتاب المناقب منه ٥ ـ ٦٣٥ ، حديث ٣٧١٨ باب ٢١ ، وقد ذكر له العلامة الأميني ـ رحمه‌الله ـ في الغدير ٣ ـ ١٨٢ جملة مصادر.

(٥) جامع الأصول ٨ ـ ٦٥٦ ، حديث ٦٤٩٨ ، وانظر بقية روايات الباب ، وهناك جملة من المصادر جاءت في الغدير ٩ ـ ٢٦٧.

(٦) في المصدر : أم سلمة ـ رض‌الله‌عنها ـ قالت .. كما مر في تعليقة رقم (٢).

(٧) صحيح الترمذي ٥ ـ ٦٣٥ ، حديث ٣٧١٩ ، باب ٢١ ، كتاب المناقب ، وانظر ما سبقها وما يلحقها من الروايات.

(٨) في جامع الأصول : زر بن حبيس ـ بالسين المهملة ـ.

(٩) جامع الأصول ٨ ـ ٦٥٦ ، حديث ٦٥٠٠.

(١٠) صحيح مسلم ١ ـ ٨٦ ، حديث ٧٨ و ١٣١ ، كتاب الإيمان ، باب ٣٣.

(١١) صحيح الترمذي ٥ ـ ٦٤٣ ، حديث ٣٧٣٧ ، من كتاب المناقب.

(١٢) سنن النسائي ٨ ـ ١١٧ ، كتاب الإيمان ، باب علامة المنافق ، وذكرها وغيرها العلامة الأميني في غديره ٣ ـ ١٨٣ وغيره.

٦٤٣

٦٣ ـ وقال ابن عبد البر في الإستيعاب (١) ـ وهو من كتبهم المعتبرة المتداولة التي عليها اعتمادهم ـ روت طائفة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال لعلي عليه‌السلام (٢) : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (٣).

٦٤ ـ قال (٤) : وكان علي عليه‌السلام يقول : والله إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق (٥).

٦٥ ـ وقال (٦) : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله (٧).

٦٦ ـ وقال (٨) : روى عمار الدهني ، عن الزبير (٩) ، عن جابر ، قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن أبي طالب (١٠) ، ثم قال ـ بعد ذكر أخبار كثيرة

__________________

(١) الاستيعاب المطبوع بهامش الإصابة ٣ ـ ٣٧.

(٢) في المصدر : الترضية ، بدلا من التسليم.

(٣) جاء في مصادر جمة ، كما في كنز العمال ١١ ـ ٥٩٨ ، حديث ٣٢٨٧٨ ، وصفحة : ٦٢٢ من ذلك المجلد ، حديث ٣٣٠٢٨ ، وصحيح الترمذي ٥ ـ ٦٤٣ ، حديث ٣٧٣٦ ، ولاحظ بقية روايات الباب ، ومجمع الزوائد ٩ ـ ١٣٣ ، وما سبقها ويلحقها من روايات ، وحلية الأولياء ١ ـ ٩٨ و ٤ ـ ٩٥ و ٧ ـ ١٩٥ في فضائل علي عليه‌السلام ، وانظر مصادر أخرى في الغدير ١٠ ـ ٢٧٨ وغيره.

(٤) ابن عبد البر في الاستيعاب المطبوع على هامش الإصابة ٣ ـ ٣٧.

(٥) وانظر : صحيح البخاري ٥ ـ ٢٢ ، باب مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وصحيح مسلم ٤ ـ ١٨٧٠ ، حديث ٢٤٠٤ ، وكتاب ٤٤ ، باب ٤ ، حديث ٣٠ وما بعده ، وصحيح الترمذي ٥ ـ ٦٣٢ ، حديث ٣٧١٢ وما يليه ، وسنن سعيد بن منصور ٢ ـ ١٧٨ ، حديث ٢٤٧٢.

(٦) الاستيعاب المطبوع بهامش الإصابة ٣ ـ ٤٦.

(٧) وجاء بهذا المضمون في الجامع الصغير للسيوطي ٢ ـ ٥٥٤ ، حديث ٨٣١٩ ، وذكر له في الغدير ٣ ـ ٣٥ مصادر أخر.

(٨) في الاستيعاب ٣ ـ ٤٦ المطبوع على هامش الإصابة.

(٩) في المصدر : روى عمار الذهبي ، عن ابن الزبير.

(١٠) وصرح به في مجمع الزوائد ٩ ـ ١٣٢ ، ومستدرك الحاكم ٣ ـ ١٢٩ ، ولاحظ ما بعده من الروايات ، وفصلها ومصادرها في الغدير ٣ ـ ١٨٣.

٦٤٤

أخرى في فضائله عليه‌السلام ـ : ولهذه الأخبار طرق صحاح قد ذكرناها في موضعها (١).

٦٧ ـ روى ابن أبي الحديد في شرح النهج (٢) ، عن شيخه أبي القاسم البلخي ، أنه قال : قد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب عند المحدثين فيها أن (٣) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام (٤) : لا يبغضك إلا منافق ولا يحبك إلا مؤمن (٥).

أقول : سنورد في المجلد التاسع في أبواب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ومناقبه (٦) تلك الأخبار وغيرها مما يدل على ما نحن بصدده من طريق الخاصة والعامة ، وإنما أوردت هاهنا قليلا منها من كتبهم المعتبرة المتداولة لئلا يحتاج الناظر في هذا المجلد إلى الرجوع إلى غيره ، وكفى في ذلك مما (٧) ذكروه متواترا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال يوم غدير خم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (٨)

الثالث : إنه عليه‌السلام صرح في كثير من الروايات السالفة بأن الخلافة

__________________

(١) قال في الاستيعاب المطبوع بهامش الإصابة ٣ ـ ٥١ : .. وفضائله لا يحيط بها كتاب ، وقد أكثر الناس في جمعها ، وقال قبل ذلك : ٤٨ : .. وخطبه ومواعظه ووصاياه لعماله ـ إذا كان يخرجهم إلى أعماله ـ كثيرة مشهورة لم أر التعرض لذكرها لئلا يطول الكتاب .. وهي حسان كلها .. إلى آخره.

(٢) شرح النهج ٤ ـ ٨٣ بتصرف.

(٣) في المصدر : لا ريب فيها عند المحدثين على أن ..

(٤) لا توجد : لعلي عليه‌السلام ، في شرح النهج ، ولكن السياق دال عليه.

(٥) انظر : الغدير ١٠ ـ ٢٧٨ ، وقال في النهاية ١ ـ ١٦١ : وفيه : أن داود سأل سليمان عليهما‌السلام ويبتار علمه .. أي يختبره ويمتحنه ، ومنه الحديث : كنا نبور أولادنا بحب علي رضي الله عنه.

(٦) بحار الأنوار ٣٧ ـ ٢٩٠ ـ إلى آخر المجلد ـ ، والمجلد الثامن والثلاثون طرا.

(٧) إن مادة الكفاية تستعمل بالباء كقوله تعالى : « كفى بالله شهيدا » ، وتستعمل ب : من ، كقولهم :كفاك من رجل .. أي حسبك ، لاحظ القاموس ٤ ـ ٣٨٣.

(٨) وانظر كنز العمال ١٣ ـ ١٠٤ ، حديث ٣٦٣٤٠ وما يتلوه من أحاديث ، وقد مرت مصادر حديث الغدير مفصلا ، وذكر بعضها العلامة الأميني في الغدير ١ ـ ١٨٦ ، ١٩٣ ، ٢٠٤ ، و ٣ ـ ٢٥ ، فراجع.

٦٤٥

كانت حقا له ، وإنه كان مظلوما فيها ، فلو كان عليه‌السلام يرى إمامتهم حقا وخلافتهم صحيحة ومع ذلك يتألم ويتظلم ويقول إنما طلبت حقا لي وأنتم تحولون بيني وبينه ، ويصرح بأنه لو كان له أعوان لقاتلهم ولم يقعد عن طلب حقه ، لزمه إنكار الحق والرد على الله وعلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والحسد (١) عليهم ب ( ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) ، والجمهور ـ مع علو درجتهم في النصب ـ لا يمكنهم التزام ذلك ، فبعد ثبوت التألم والتظلم لا تبقى لأحد شبهة في أنه عليه‌السلام كان معتقدا لبطلان خلافتهم ، وقد تواترت الأخبار بيننا وبينهم في أنه عليه‌السلام لم يفارق الحق ولم يفارقه ـ كما سيأتي في أبواب فضائله عليه‌السلام (٢) ـ وقد اعترف ابن أبي الحديد (٣) وغيره بصحة هذا الخبر بل تواتره.

وقال الشهرستاني (٤) في جواب استدلال العلامة رحمه الله بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم أدر الحق معه حيث ما دار (٥) .. وغيره مما سبق ما هذا لفظه : إن هذا شيء لا يرتاب فيه حتى يحتاج إلى دليل.

وحديث الثقلين أيضا متواتر كما ستعرف في بابه (٦) ، وهو كاف في هذا الباب.

وهل كان غصبهم الخلافة وصرفها عن أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

(١) لعلها تقرأ في (س) : الحقد.

(٢) بحار الأنوار ٣٨ ـ ٢٦ ـ ٤٠.

(٣) في شرحه على نهج البلاغة ٢ ـ ٢٩٧.

(٤) شرح كشف الحق :.

(٥) نهج الحق وكشف الصدق ١ ـ ٢٢٤ ، وعد له مصادر في الغدير ١٠ ـ ٤٨.

وقال الشهرستاني في الملل والنحل : ٢٧ : .. وبالجملة كان علي رضي‌الله‌عنه مع الحق والحق معه.

وانظر : أسد الغابة ٤ ـ ٢٠ ، السيرة النبوية لابن هشام ٢ ـ ١٠٠ ، تاريخ الطبري ٢ ـ ١٩٧ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ ـ ٥٦١ و ٣ ـ ٢٣٦ ، الفصول المهمة : ٣٨ ، وغيرها.

(٦) بحار الأنوار ٢٣ ـ ١٠٤ ـ ١٦٦ ، و ٥ ـ ٦٨ ، وانظر : إحقاق الحق ٤ ـ ٤٣٦ ـ ٤٤٣ ، ٦ ـ ٣٤١ ٣٤٤ ، و ٧ ـ ٤٧٢ ، و ٩ ـ ٣٠٩ ـ ٣٧٥ ، وغيرها.

٦٤٦

قبل دفنه ، وهمهم بإحراق بيتهم ، وسوقهم لأمير المؤمنين عليه‌السلام بأعنف العنف إلى البيعة ، وتكذيبه في شهادته ، ودعوى المؤاخاة ، وتهديده بالقتل وإيذاءه في جميع المواطن ، وغصب حق فاطمة عليها‌السلام وتكذيبها وقتل ولدها ، وقتل الحسن والحسين صلوات الله عليهما .. من مقتضيات وصية نبيهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهم؟!!.

ولعمري ما أظن عاقلا يرتاب بعد التأمل فيما جرى في ذلك الزمان في أن القول بخلافتهم وخلافته عليه‌السلام متناقضان ، وكيف يرضى عاقل بإمامة إمامين يحكم كل منهما بضلال الآخر؟!.

وقد روى محمد بن جرير الطبري في تاريخه (١) : أن عمر بن الخطاب كان يقول يوم السقيفة : أيها الناس! بايعوا خليفة الله ، فإن من بات ليلة بغير إمام كان عاصيا ، ولا ريب في تخلفه عليه‌السلام عن بيعتهم مدة طويلة كما عرفت.

حكاية ظريفة تناسب المقام :

روى في كتاب الصراط المستقيم (٢) وغيره أن ابن الجوزي قال يوما على منبره : سلوني قبل أن تفقدوني ، فسألته امرأة عما روي أن عليا عليه‌السلام سار في ليلة إلى سلمان فجهزه ورجع؟ فقال : روي ذلك ، قالت : فعثمان ثم (٣) ثلاثة أيام منبوذا في المزابل (٤) وعلي عليه‌السلام حاضر؟. قال : نعم. قالت : فقد لزم الخطأ لأحدهما. فقال : إن كنت خرجت من بيتك بغير إذن زوجك (٥) فعليك لعنة الله ، وإلا فعليه. فقالت : خرجت عائشة إلى حرب علي عليه‌السلام بإذن النبي

__________________

(١) بحثنا في تاريخ الطبري أكثر من مرة وفي غالب الموارد المحتملة وفي عدة طبعات فلم نجدها ، فلاحظ.

(٢) الصراط المستقيم ١ ـ ٢١٨ ، الباب السابع ، الفصل التاسع عشر.

(٣) في المصدر : تم ، والمعنى واحد.

(٤) في الصراط المستقيم : مزابل البقيع.

(٥) في المصدر : بعلك ، بدلا من : زوجك.

٦٤٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله أو لا؟ فانقطع ولم يحر جوابا.

حكاية أخرى :

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج (١) : حدثني يحيى بن سعيد بن علي الحنبلي المعروف بابن عالية (٢) ، قال : كنت حاضرا عند إسماعيل بن علي الحنبلي الفقيه ـ وكان مقدم الحنابلة ببغداد (٣) ـ إذ دخل رجل من الحنابلة قد كان له دين على بعض أهل الكوفة ، فانحدر إليه يطالبه فيه (٤) ، واتفق أن حضر يوم زيارة الغدير (٥) ـ والحنبلي المذكور بالكوفة (٦) ـ ويجتمع بمشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام من الخلائق جموع عظيمة تتجاوز حد الإحصاء.

قال ابن عالية : فجعل الشيخ إسماعيل يسائل ذلك الرجل ما فعلت ..؟ ما رأيت ..؟ هل وصل مالك إليك ..؟ هل بقي (٧) منه بقية عند غريمك ..؟ و ذلك الرجل يجاوبه ، حتى قال له : يا سيدي لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير ، وما يجري عند قبر علي بن أبي طالب من الفضائح والأقوال الشنيعة ، وسب الصحابة جهارا (٨) من غير مراقبة ولا خيفة.

فقال له إسماعيل : أي ذنب لهم ، والله ما جرأهم (٩) على ذلك ولا فتح لهم هذا الباب إلا صاحب ذلك القبر. فقال ذلك الرجل : ومن هو صاحب القبر؟.

__________________

(١) في شرح النهج ٩ ـ ٣٠٧ ـ ٣٠٩ ، باختصار واختلاف.

(٢) في المصدر زيادة : من ساكن قطفتا بالجانب الغربي من بغداد ، وأحد الشهود المعدلين بها.

(٣) في شرح النهج : المعروف بغلام بن المنى ، وكان الفخر إسماعيل بن علي مقدم الحنابلة ببغداد في الفقه والخلاف .. وهناك سقط كثير.

(٤) في المصدر : يطالبه به ، وهي نسخة على ( ك‍ ).

(٥) في المصدر : إن حضرت زيارة يوم الغدير.

(٦) في النهج زيادة : وهذه الزيارة هي اليوم الثامن عشر من ذي الحجة.

(٧) لا توجد : بقي ، في (س). وفي المصدر : هل بقي لك منه.

(٨) في المصدر : جهارا بأصوات مرتفعة.

(٩) في ( ك‍ ) : جزاهم ، ولا معنى لها.

٦٤٨

قال : علي بن أبي طالب. قال : يا سيدي! هو الذي سن لهم ذلك وعلمهم إياه وطرقهم إليه؟!. قال : نعم والله. قال : يا سيدي! فإن كان محقا فما لنا نتولى فلانا وفلانا ، وإن كان مبطلا فما لنا نتولاه! ينبغي أن نبرأ إما منه أو منهما.

قال ابن عالية : فقام إسماعيل مسرعا فلبس نعليه وقال : لعن الله إسماعيل الفاعل بن الفاعل (١) إن كان يعرف جواب هذه المسألة ، ودخل دار حرمه ، وقمنا نحن فانصرفنا.

الرابع : أن إيذاءه وغصب حقه عليه‌السلام على الوجه الذي يكشف تظلماته عنه لا ريب في أنه تخلف عن أهل البيت الذين أذهب الله (٢) عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، والروايات من الجانبين متواطئة على أن المتخلف عنهم هالك (٣) ، وأنهم سفينة النجاة ، (٤) وسيأتي في بابه نقلا من كتبهم المعتبرة كالمشكاة وفضائل السمعاني وغيرهما.

٦٨ ـ وقال العلامة قدس‌سره في كشف الحق (٥) : روى الزمخشري (٦) وكان من أشد الناس عنادا لأهل البيت (ع) وهو الثقة المأمون عند الجمهور بإسناده قال (٧) : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] : فاطمة مهجة قلبي وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها أمناء ربي ، وحبل ممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ، ومن تخلف عنهم هوى (٨) ..

__________________

(١) لا توجد في شرح النهج : بن الفاعل.

(٢) لا يوجد لفظ الجلالة في (س).

(٣) بحار الأنوار ١٠ ـ ١٠١ و ١٠٤ ، و ٢٣ ـ ١٠٤ ـ ١٦٦ باب ٧.

(٤) بحار الأنوار ٧٧ ـ ٢٧٦ ، وقد تقدم في المجلد الثالث والعشرين باب ٧ : ١٠٤ ـ ١٠٦.

(٥) نهج الحق وكشف الصدق : ٢٢٧.

(٦) في مناقبه : ٢١٣ ، وهو مخطوط.

(٧) في المصدر : قال بإسناده ـ بتقديم وتأخير ـ.

(٨) نقل الحديث عن جملة مصادر من عدة من أئمتهم في إحقاق الحق ٤ ـ ٢٨٨ و ٩ ـ ١٩٨ ، وجاء في ينابيع المودة : ٨٢ ، ومقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي : ٥٩ ، وغيرها.

٦٤٩

تتميم :

ينبغي أن يعلم أن من أقوى الحجج على خلفائهم الثلاثة إنكار أئمتنا عليهم‌السلام لهم ، وقولهم فيهم بأنهم على الباطل ، لاعتراف جمهور علماء أهل الخلاف بفضلهم وعلو درجتهم ، ولو وجدوا سبيلا إلى القدح فيهم والطعن عليهم لسارعوا إلى ذلك مكافاة الطعن (١) الشيعة في أئمتهم ، وذلك من فضل الله تعالى على أئمتنا صلوات الله عليهم ، حيث أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، حتى أن الناصب المعاند اللغوي الشهرستاني قال في مفتتح شرح كتاب كشف الحق (٢) بعد ما بالغ في ذم المصنف قدس الله روحه ـ : ومن الغرائب أن ذلك الرجل وأمثاله ينسبون مذهبهم إلى الأئمة الاثني عشر رضوان الله عليهم أجمعين وهم صدور إيوان الاصطفاء ، وبدور سماء الاجتباء ، ومفاتيح أبواب الكرم ، ومجاريح (٣) هواطل (٤) النعم ، وليوث غياض (٥) البسالة ، وغيوث رياض الأيالة (٦) ، وسباق مضامير السماحة ، وخزان نفوذ (٧) الرجاحة ، والأعلام الشوامخ في الإرشاد والهداية ، والجبال الرواسخ في الفهم والدراية ..

__________________

(١) كذا ، والظاهر : لطعن ..

(٢) كما حكاه في إحقاق الحق ١ ـ ٢٧ ـ ٢٨ ، ثم أجابه قدس‌سره بما لا مزيد عليه.

(٣) في الإحقاق : مجاديح.

أقول : المجاديح .. جمع المجداح ، ومجاديح السماء : أنواؤها ، كما في القاموس ١ ـ ٢١٧ ، وفي الصحاح ١ ـ ٣٥٨ : والمجدح ـ أيضا ـ نجم يقال له الدبران ، لأنه يطلع آخرا ، ويسمى : حادي النجوم ، وانظر : القاموس مادة ( جدح ) ٦ ـ ٣٣٥ ـ دار الهداية ـ فقد فصل في معناه والأول أولى.

(٤) الهطل : تتابع المطر كما في القاموس ٤ ـ ٦٩ ، والصحاح ٥ ـ ١٨٥٠ ، وجمعه : الهواطل.

(٥) قال في مجمع البحرين ٤ ـ ٢٢٠ : الغيضة : الأجمة ، وهي مغيض ماء يجتمع فيه الشجر ، والجمع :غياض وأغياض.

(٦) الأيالة : السياسة ، كما في مجمع البحرين ٥ ـ ٣١٥.

(٧) في ( ك‍ ) : نقود.

٦٥٠

ثم ذكر (١). أبياتا أنشدها في مدحهم ، ثم ذكر أن الأئمة عليهم‌السلام كانوا يثنون على الصحابة ، واستشهد برواية نقلها من كتاب كشف الغمة ، وزعم أن الباقر عليه‌السلام سمى فيها أبا بكر : صديقا (٢).

٦٩ ـ وقال صاحب إحقاق الحق رحمه الله تعالى : إن الحكاية عن كشف الغمة افتراء على صاحبه ، وليس فيه من الرواية عين ولا أثر .. (٣).

ثم نقل عن الكتاب المذكور قول الصادق عليه‌السلام : ولدني أبو بكر مرتين (٤). ، وزاد فيه لفظا : الصديق.

__________________

(١) شرح كتاب كشف الحق. ونقله عنه في إحقاق الحق ١ ـ ٢٧ ـ ٢٩ ، والأبيات هي :

شم المعاطس من أولاد فاطمة

علوا رواسي طود العز والشرف

فاقوا العرانين في نشر الندى كرما

بسمح كف خلا من هجنة السرف

تلقاهم في غداة الروح إذ رجفت

أكتاف أكفائهم من رهبة التلف

مثل الليوث إلى الأهوال سارعة

حماسة النفس لا ميلا إلى الصلف

بنو علي وصي المصطفى حقا

أخلاف صدق نموا من أشرف السلف

ولا نطيل بشرح الأبيات ، فراجعها في مظانها.

(٢) هو ما ذكره في كشف الغمة ٢ ـ ٣٦٠ ، عن ابن الجوزي ، والرواية عامية ، وقد رويت عن عروة ابن عبد الله ـ وهو مهمل رجاليا ـ قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام عن حلية السيوف ، فقال : لا بأس به ، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه ، قلت : فتقول الصديق؟! قال : فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال : نعم الصديق ، نعم الصديق ، نعم الصديق ، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا ولا في الآخرة!!.

وهي كما ترى قاصرة سندا ودلالة وإسنادا ، ولا نعلم كيف أنكرها صاحب إحقاق الحق ، ولعله افتراء في النسبة إلى صاحب كشف الغمة. وانظر إحقاق الحق ١ ـ ٢٧ ـ ٢٩.

(٣) قال في إحقاق الحق ١ ـ ٦٤ ما نصه : وأما ما ذكر ـ من أن ما ذكر صاحب كتاب كشف الغمة فيه إنما ذكره نقلا عن كتب الشيعة لا عن كتب السنة ـ فهو أول أكاذيبه الصريحة ، ومفترياته الفضيحة التي حاول بها ترويج مذهبه الفاسد ، وتصحيح مطلبه الكاسد : « ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ».

(٤) قال في كشف الغمة ٢ ـ ٣٧٨ نقلا عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي ـ وهو من أعلام العامة ـ قال في ترجمة الإمام الصادق عليه‌السلام : .. وأمه أم فروة ، واسمها : قريبة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق ، وأمها : أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، ولذلك قال جعفر عليه‌السلام : ولقد ولدني أبو بكر مرتين. وانظر : إحقاق الحق ١ ـ ٦٤ و ٦٦ ـ ٦٧. فلفظ الصديق من الحافظ لا الصادق عليه‌السلام.

٦٥١

ولا يرتاب عاقل في أن القول بأن أئمتنا سلام الله عليهم كانوا يرون خلافتهم حقا من الخرافات الواهية التي لا يقبلها ولا يصغي إليها من له أدنى حظ من العقل والإنصاف ، ولو أمكن القول بذلك لأمكن إنكار جميع المتواترات والضروريات ، ولجاز لليهودي أن يدعي أن عيسى عليه‌السلام لم يدع النبوة بل كان يأمر الناس بالتهود ، وللنصراني أن يقول مثل ذلك في نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبعد ثبوت كون أهل البيت عليهم‌السلام ذاهبين إلى بطلان خلافتهم ، وإلى أنهم كانوا ضالين مضلين ، ثبت بطلان خلافتهم بالإجماع منا ومن الجمهور ، إذ لم يقل أحد من الفريقين بضلال أهل البيت عليهم‌السلام سيما في مسألة الإمامة ، وإذا ثبت بطلانهم ثبت خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام بالإجماع أيضا منا ومنهم ، بل باتفاق جميع المسلمين.

وأما ما حكي من القول بخلافة العباس فقد صرح جماعة من أهل السير بأنه مما وضعه الجاحظ تقربا إلى العباسيين ولم يقل به أحد قبل زمانهم ، ومع ذلك فقد انقرض القائلون به ولم يبق منهم أحد ، فتحقق الإجماع على ما ادعيناه بعدهم.

ويدل على بطلانه ـ أيضا ـ ما وعده الله على لسان رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بقاء الحق إلى يوم الدين (١) ، كما هو المسلم بيننا وبين المخالفين.

__________________

(١) في قوله عز اسمه : « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون » الحجر : ٩.

٦٥٢

الفهرس [ الجزء :٢٩ ]

الباب الخامس احتجاج أمير المؤمنين عليه‌السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة............ ٣

الباب السادس منازعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه العباس في الميراث............... ٦٧

الباب السابع نوادر الاحتجاج على أبي بكر...................................... ٧٧

الباب الثامن احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم..................... ٧٩

الباب التاسع ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة ٩١

الباب العاشر إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب................ ٩٩

الباب الحادي العشر نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام بأمر المنافقين..................................................................... ١٠٥

فصل : نورد فيه خطبة خطبتهاسيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها. ٢١٥

فصل : في الكلام على ما يستفاد من أخبار الباب والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد ٣٣٥

الأولى : في عصمة الزهراء سلام الله عليها................................... ٣٣٥

الثانية : أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك.............................. ٣٤٢

الثالثة : فدك نحلة للزهراء عليها‌السلام ظلمت بمنعها................................ ٣٤٦

الرابعة : بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء....................... ٣٥١

الباب الثاني عشر العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه‌السلام فدك لما ولي الناس..... ٣٩٥

الباب الثالث عشر علة قعوده عليه‌السلام عن قتال من تأمر عليه من الأولين ، وقيامه إلى قتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين ، وعلة إمهال الله من تقدم عليه ، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم‌السلام ٤١٧

٦٥٣

الباب الرابع عشر العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه‌السلام........................ ٤٧٩

الباب الخامس عشر شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين ٤٩٧

الخطبة الشقشقية............................................................ ٤٩٩

شكايته من الغاصبين......................................................... ٥٤٩

حكاية ظريفة تناسب المقام.................................................... ٦٤٧

حكاية أخرى............................................................... ٦٤٨

تتميم....................................................................... ٦٥٠

الفهرس ..................................................................... ٦٥٣

٦٥٤
٦٥٥

عن الصادق عليه‌السلام قال من جالس لنا عائبا أو مدح لنا قاليا أو واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو والى لنا عدوا أو عادى لنا وليا فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم

بحار الأنوار ٢٧ / ٥٢ ـ ٥٣ حديث (٤)

وصفحة ٥٥ / باب ١٣ ـ حديث (٧)

وأمالي الشيخ الصدوق ٣٤ ـ ٣٥

٦٥٦