بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١
٢

٥ ـ باب (١)

احتجاج أمير المؤمنين عليه‌السلام

على أبي بكر وغيره في أمر البيعة

١ ـ ل (٢) : القطان ، عن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحسني ، عن محمد بن حفص الخثعمي ، عن الحسن بن عبد الواحد ، عن أحمد بن محمد الثعلبي ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن حفص بن منصور ، عن أبي سعيد (٣) الوراق ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ـ عليهم‌السلام قال :

لما كان من أمر أبي بكر ـ وبيعة الناس له ، وفعلهم بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ ما كان ، لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه انقباضا ، فكبر

__________________

(١) الأبواب لم ترقم في المتن ، وجاء في حاشية (س) : الباب الخامس ، وكذا بقية الأبواب جاء ترقيمها في حاشية (س).

(٢) الخصال : ٥٤٨ ـ ٥٥٣ حديث ٣٠ باختلاف أشرنا إلى غالبه.

ولا يخفى أن شيخنا المؤلف العلامة المجلسي قدس‌سره ذكر في أول بحاره بناءه على اختزال واختصار بعض الأسانيد ، أو تقطيع بعض المتون ، من دون مساس بجوهر المعنى أو حاق الموضوع ، فتدبر.

(٣) في المصدر : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الواحد ، قال :حدثنا أحمد بن التغلبي ، قال : حدثني أحمد بن عبد الحميد ، قال : حدثني حفص بن منصور العطار ، قال : حدثنا أبو سعيد ...

٣

ذلك على أبي بكر ، فأحب لقاءه واستخراج ما عنده ، والمعذرة إليه مما (١) اجتمع الناس عليه ، وتقليدهم إياه أمر الأمة وقلة رغبته في ذلك وزهده فيه.

أتاه في وقت غفلة وطلب منه الخلوة ، وقال له : والله يا أبا الحسن ما كان هذا الأمر مواطاة مني ، ولا رغبة فيما وقعت فيه ، ولا حرصا عليه ، ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج (٢) إليه الأمة ، ولا قوة لي بمال (٣) ، ولا كثرة العشيرة ، ولا استئثار به (٤) دون غيري ، فما لك تضمر علي ما لم أستحقه منك ، وتظهر لي الكراهة فيما صرت إليه ، وتنظر إلي بعين السآمة مني؟!

قال : فقال له عليه‌السلام : فما حملك عليه إذ (٥) لم ترغب فيه ، ولا حرصت عليه ، ولا وثقت بنفسك في القيام به وبما يحتاج (٦) منك فيه؟!

فقال أبو بكر : حديث سمعته من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : إن الله لا يجمع أمتي على ضلال (٧) ، ولما رأيت اجتماعهم اتبعت حديث النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وأحلت أن يكون اجتماعهم على خلاف الهدى ، فأعطيتهم (٨) قود الإجابة ، ولو علمت أن أحدا يتخلف لامتنعت!

قال : فقال علي عليه‌السلام : أما ما ذكرت من حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن الله لا يجمع أمتي على ضلال ، أفكنت من الأمة أو لم أكن؟!

قال : بلى.

قال : وكذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان وعمار وأبي ذر والمقداد

__________________

(١) في المصدر : لما.

(٢) خ. ل : يحتاج.

(٣) في المصدر : لمال.

(٤) خ. ل : ولا ابتزاز له ، كذا في ( ك‍ ) والمصدر.

(٥) في المصدر : إذا.

(٦) خ. ل : تحتاج.

(٧) جاء بطرق متعددة ومضامين مختلفة ، أدرجها ومصادرها شيخنا الأميني في الغدير ١٠ ـ ٣٤٩.

وستأتي بعض مصادره قريبا.

(٨) في المصدر : وأعطيتهم.

٤

وابن عبادة ومن معه من الأنصار؟

قال : كل من الأمة.

فقال علي عليه‌السلام : فكيف تحتج بحديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمثال هؤلاء قد تخلفوا عنك ، وليس للأمة فيهم طعن ، ولا في صحبة الرسول ونصيحته منهم تقصير؟!

قال : ما علمت بتخلفهم إلا من بعد إبرام الأمر ، وخفت إن دفعت عني الأمر أن يتفاقم (١) إلى أن يرجع الناس مرتدين عن الدين ، وكان ممارستكم إلى أن أجبتم أهون مؤنة على الدين وأبقى له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفارا ، وعلمت أنك لست بدوني في الإبقاء عليهم وعلى أديانهم!.

قال علي عليه‌السلام : أجل ، ولكن أخبرني عن الذي يستحق هذا الأمر ، بما يستحقه؟

فقال أبو بكر : بالنصيحة ، والوفاء ، ودفع المداهنة (٢) ، والمحاباة (٣) ، وحسن السيرة ، وإظهار العدل ، والعلم بالكتاب والسنة وفصل الخطاب ، مع الزهد في الدنيا وقلة الرغبة فيها ، وإنصاف المظلوم من الظالم للقريب (٤) والبعيد .. ثم سكت.

فقال علي عليه‌السلام : والسابقة والقرابة؟!

فقال أبو بكر : والسابقة والقرابة.

قال (٥) : فقال علي عليه‌السلام : أنشدك بالله (٦) يا أبا بكر أفي نفسك تجد

__________________

(١) في المصدر : يعظم.

قال في القاموس ٤ ـ ١٦٠ : فقم الأمر : لم يجر على استواء وعظم كفقم وتفاقم.

(٢) قال في القاموس ٤ ـ ٢٢٤ : المداهنة : إظهار خلاف ما يضمر.

(٣) قال في القاموس ٤ ـ ٣١٥ : حاباه محاباة وحباء : نصره واختصه ومال إليه.

وعليه تكون معطوفة على النصيحة.

(٤) في المصدر : القريب.

(٥) من قوله : فقال علي عليه‌السلام : والسابقة .. إلى قوله : قال لا يوجد في المصدر المطبوع.

(٦) هذا هو الحديث المعروف بحديث المناشدة ، وقد ورد بألفاظ مختلفة في مواطن كثيرة في كتب

٥

هذه الخصال ، أو في؟!

قال أبو بكر (١) : بل فيك يا أبا الحسن.

قال : أنشدك بالله أنا المجيب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل ذكران المسلمين ، أم أنت (٢)؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنا الأذان (٣) لأهل الموسم ولجميع الأمة بسورة براءة ، أم أنت (٤)؟!

__________________

الفريقين عن أكثرالمعصومين سلام الله عليهم وعن جملة من الصحابة والتابعين.

ومن الموارد مناشدته عليه‌السلام يوم الشوري ذكرها الخوارزمي في المناقب : ٢٠٧ عن عدة من الرواة والحمويني في فرائد المسطين وغيرهما.

قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة ٢ ـ ٦١ : .. نحن نذكر في هذا الموضع ما استفاض في الروايات من مناشدة أصحاب الشورى وتعديده فضائله وخصائصه التي بان بها عنهم وعن غيرهم ، قد روى الناس ذلك فأكثروا .. إلى آخره.

وانظر مناشدته عليه‌السلام أيام عثمان بن عفان ويوم الرحبة وغيرها من المواطن ، جاء في الإصابة ٢ ـ ٤٠٨ و ٤ ـ ٨٠ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١ ـ ٣٦٢ ، والنسائي في الخصائص : ٢٢ ، وغيرهم.

وانظر : الغدير ١ ـ ١٥٩ و ١٦٣ و ٢١٣ ، وإحقاق الحق ٤ ـ ٢٠٦ ، ٥ ـ ٢٤ ـ ٥٠ ، ٦ ـ ٣٠٥ ٣٤٠ و ٤٧٣ ، ١٥ ـ ٢٦٣ و ٦٧٩ ـ ٦٨٧ ، ٢١ ـ ٩٤ ـ ١٢١.

(١) لا يوجد في المصدر : أبو بكر.

(٢) ذكر هذا المضمون القندوزي الحنفي في ينابيع المودة : ٤٨٢ في احتجاج الإمام السبط عليه‌السلام ، وجاء في كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية كما في مروج الذهب ٢ ـ ٥٩ ، وكتاب صفين : ١٣٢ ، وشرح ابن أبي الحديد ١ ـ ٢٨٣ ، وجمهرة الرسائل ١ ـ ٥٤٢ ، كما ذكره العلامة الأميني في الغدير ١ ـ ١٩٨ ، ١٠ ـ ١٥٨ ، فراجع.

(٣) قال في القاموس ٤ ـ ١٩٥ : الأذان والأذين والتأذين : النداء إلى الصلاة .. ، والأذين كأمير المؤذن.

أقول : يحتمل أن يكون الأذان بمعنى المؤذن كالأذين ، ويحتمل كونه مصدرا بمعنى الفاعل.

(٤) حديث بعث أمير المؤمنين عليه‌السلام بسورة البراءة حديث متضافر إن لم نقل بأنه متواتر عن العامة والخاصة ، نذكر جملة من مصادره مستقلا أو ضمن حديث :

٦

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنا وقيت رسول الله بنفسي يوم الغار ، أم أنت (١)؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك (٢) بالله ألي (٣) الولاية من الله مع ولاية رسوله (٤) في آية زكاة الخاتم ، أم لك (٥)؟

__________________

منها : ما جاء في مسند أحمد بن حنبل ١ ـ ٣٣١ عن ابن عباس ، مستدرك الحاكم ٣ ـ ١٣٢ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، مناقب الخوارزمي : ٧٥ ، الطبري في الرياض ٢ ـ ٢٠٣ ، ذخائر العقبى : ٨٧ ، البداية والنهاية ٧ ـ ٣٣٧ ، مجمع الزوائد : ٩ ـ ١٠٨ ، الكفاية للكنجي : ١١٥ ، الإصابة ٢ ـ ٥٠٩ ، خصائص النسائي : ٨.

(١) يعبر عنه بحديث الغار ، أو حديث الوقاية ، أو حديث الفراش ، أو حديث ليلة المبيت.

وقد حكى ابن أبي الحديد في شرحه للنهج ٣ ـ ٢٧٠ عن أستاذه أبي جعفر الإسكافي أنه قال : حديث الفراش قد ثبت بالتواتر فلا يجحده إلا مجنون أو غير مخالط لأهل الملة.

وقد روى المفسرون كلهم أن قول الله تعالى « ومن الناس من يشري » الآية ، نزلت في علي عليه‌السلام ليلة المبيت على الفراش.

وللثعلبي في تفسيره رواية مفصلة رواها أكثر من واحد : كالغزالي في إحياء العلوم ٣ ـ ٢٣٨ ، والكنجي في كفاية الطالب : ١١٤ ، والصفوري في نزهة المجالس ٢ ـ ٢٠٩ ، وابن الصباغ في الفصول المهمة : ٣٣ ، وابن الجوزي في التذكرة : ٢١ ، والشبلنجي في نور الأبصار : ٨٦.

وانظر أيضا حديث ليلة المبيت في مسند أحمد : ١ ـ ٣٤٨ ، وتاريخ الطبري : ٢ ـ ٩٩ ـ ١٠١ ، طبقات ابن سعد ١ ـ ٢١٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ ـ ٢٩ ، سيرة ابن هشام ٢ ـ ٢٩١ ، العقد الفريد ٣ ـ ٢٩٠ ، تاريخ بغداد ١٣ ـ ١٩١ ، تاريخ ابن الأثير ٢ ـ ٤٢ ، تاريخ أبي الفداء ١ ١٢٦ ، مناقب الخوارزمي : ٧٥ ، تاريخ ابن كثير : ٧ ـ ٣٣٨ ، السيرة الحلبية ٢ ـ ٢٩ ، الإمتاع للمقريزي : ٣٩ ، وغيرهم كثير جدا.

وانظره في الغدير ٢ ـ ٤٧ ـ ٤٩ ، وغيره.

(٢) في المصدر : أنشدك.

(٣) تقرأ إلي بتشديد الياء ، وأ لي ، والثاني أظهر إن لم يكن ظاهرا.

(٤) في المصدر : رسول الله.

(٥) جاء ذلك في مناشدته صلوات الله عليه يوم صفين سنة ٣٧ ه‍ ، كما حكاه سليم بن قيس في كتابه ، ونقله الأميني في غديره ١ ـ ١٩٦ و ٣٩٧ و ٣٩٨ ، ٢ ـ ٥٢ و ٥٨ و ٥٩ ، ٣ ـ ١٥٦ ـ ١٦٢ وغيرها عن جملة مصادر.

٧

قال : بل لك.

قال : فأنشدك (١) بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير (٢) ، أم أنت؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك (٣) بالله ألي (٤) الوزارة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمثل من هارون وموسى (٥) ، أم لك (٦)؟

قال : بل لك.

قال : فأنشدك بالله أبي برز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبأهل بيتي

__________________

(١) في المصدر : أنشدك.

(٢) انظر : كتاب الغدير للعلامة الأميني ١ ـ ٨ و ١١ و ١٧ و ١٨ و ١٩ و ٢١ ـ ٢٨ و ٣٠ ـ ٣٤ و ٣٦ ـ ٤٣ و ٤٧ و ٥٢ ـ ٥٩ و ٦٣ و ٦٥ و ٦٧ و ٦٨ و ٦٩ ٧٦ و ٨٠ و ٨٥ و ٩٠ و ٩٢ و ١١٤ و ١١٨ و ١٢٢ و ١٢٦ و ١٢٩ و ١٣٧ و ١٣٨ و ١٤٠ و ١٤٢ ـ ١٤٧ و ١٥٠ و ١٥٣ و ١٥٨ و ١٦٠ و ١٦٢ و ١٦٥ و ١٦٧ و ١٦٨ ١٧٤ و ١٨٤ ـ ١٩٣ و ١٩٦ ـ ١٩٨ و ٢٠٠ ـ ٢٠٦ و ٢٠٨ ـ ٢١٣ و ٢١٥ و ٢١٧ ـ ٢٢٣ و ٢٣١ ٢٣٣ و ٢٣٧ و ٢٤٠ ـ ٢٤٥ و ٢٦٨ و ٢٧٢ ـ ٢٧٧ و ٢٧٩ ـ ٢٨٢ و ٢٩٢ و ٢٩٥ و ٢٩٦ و ٢٩٧ و ٢٩٩ و ٣٠٠ ـ ٣١٧ و ٣٧٠ و ٣٨٣ و ٣٨٤ و ٣٨٧ و ٣٩٢ و ٣٩٥ ، ٢ ـ ٢٤٥ ، ٤ ـ ٦٣ ، ٥ ٣٦٣ ، ٦ ـ ٥٦ ، ١٠ ـ ٤٩ ، وغيرها ، عن مصادر عديدة جدا ، نحن في غنى عن درجها.

(٣) في المصدر : أنشدك.

(٤) تقرأ إلي بتشديد الياء ، وأ لي ، والثاني أظهر إن لم يكن ظاهرا.

(٥) في المصدر : ومن موسى.

(٦) وردت أحاديث المنزلة ـ ويقال لها : الوزارة ـ في جملة من المجاميع الحديثية عند العامة.

منها ما أورده أحمد بن حنبل في مسنده : ١ ـ ٣٣١ ، والحاكم في المستدرك : ٣ ـ ١٣٢ ، والنسائي في خصائصه : ٣٢ ، والمسعودي في مروج الذهب : ٢ ـ ٦١ ، وابن حجر في الإصابة : ٢ ـ ٥٠٩ وجملة من المصادر السالفة وذكره شيخنا الأميني في غديره في أكثر من موضع ، وعد له أكثر من مصدر انظر منها : ١ ـ ٥١ ، ١٩٧ ، ١٩٨ ، ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ٢٠٨ ٢١٢ ، ٢١٣ ، ٢٦٨ ، ٢٧٥ ، ٢٩٧ ، ٣٣٨ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧. ٣ ـ ١١٥ ، ١١٦ ، ١٩٨ ٢٠٠ ، ٢٠١. ٤ ـ ٦٣ ، ٦٥. ٦ ـ ٣٣٣ ، ٣٣٥. ٧ ـ ١٧٦. ١٠ ـ ٢٥٨ ، ٢٥٩ وغيرها.

٨

وولدي في مباهلة المشركين من النصارى ، أم بك وبأهلك وولدك (١)؟

قال : بكم.

قال : فأنشدك بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس (٢) ، أم لك ولأهل بيتك؟

قال : بل لك ولأهل بيتك.

قال : فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهلي وولدي يوم الكساء : اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار (٣) ، أم أنت؟

قال : بل أنت وأهلك وولدك.

قال : فأنشدك بالله أنا صاحب الآية ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) (٤) ، أم أنت؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الفتى الذي نودي من السماء : لا سيف إلا ذو

__________________

(١) ستأتي مصادر حديث المباهلة قريبا.

(٢) انظر الغدير ١ ـ ٥٠.

قال الأميني في الغدير ٥ ـ ٤١٦ : وقد تسالمت الأمة الإسلامية على نزول آية التطهير في صاحب الرسالة الخاتمة ووصيه الطاهر وابنيهما الإمامين وأمهما الصديقة الكبرى ، وأخرج الحفاظ وأئمة الحديث فيها أحاديث صحيحة متواترة في الصحاح والمسانيد.

وقد جمع العلامة البحراني في غاية المرام أكثر من مائة وعشرين حديثا في حصر أهل البيت عليهم‌السلام بهم دون نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثلثها تقريبا من طرق العامة.

(٣) لاحظ مسند أحمد بن حنبل ٦ ـ ٢٩٦ ، ومجمع الزوائد ٩ ـ ١٦٦ ، وذخائر العقبى : ٢٢ ، وقد ذكر جزءا من الحديث ابن حجر في الصواعق المحرقة : ٢٢١ ، وستأتيك مصادر أخرى ، وانظر :

الغدير : ١ ـ ٣٠١.

(٤) الإنسان : ٧.

وقد جاء في العقد الفريد ٣ ـ ٤٢ حديث احتجاج المأمون على الأربعين فقيها ، وفي أكثر من مصدر ، كما في مناقب موفق بن أحمد في الفصل السادس عشر ، ولاحظ الغدير ٣ ـ ١٠٧ ـ ١١١.

٩

الفقار ولا فتى إلا علي (١) ، أم أنا؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارت (٢) ، أم أنا؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي حباك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله برايته يوم خيبر ففتح الله له (٣) ، أم أنا؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي نفست عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كربته

__________________

(١) كما أخرجه الطبري في تاريخه ٣ ـ ١٧ ، وابن هشام في سيرته ٣ ـ ٥٢ ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ١ ـ ٩ وقال : إنه المشهور المروي ، وفي ٢ ـ ٢٣٦ منه قال : إن رسول الله قال : « هذا صوت جبرئيل » ، وأورده ابن أبي الحديد في ٣ ـ ٢٨١ أيضا ، ومناقب الخوارزمي : ١٠٤ ، وتذكرة سبط ابن الجوزي : ١٦.

وعد له العلامة الأميني جمعا ممن رووه في غديره ٢ ـ ٦٠ ، فراجع.

(٢) حديث رد الشمس ، أورده جمهرة المحدثين والحفاظ بطرق متواترة ، بل أفرد بالتأليف وجمعت فيه طرق وأسانيد ، عد منهم شيخنا الأميني رحمه‌الله في غديره ٣ ـ ١٢٧ ـ ١٤٠ و ٣٩٣ و ٤١١.

ثلاثة وأربعين حافظا ممن أفرده بالتصنيف.

وانظره شعرا في الغدير ٢ ـ ٢٩٣ و ٣ ـ ٢٩ و ٥٧.

(٣) هذا حديث صحيح متواتر أخرجه أئمة الحديث بأسانيد رجال جلهم ثقات عندهم : كالبخاري في صحيحه ٤ ـ ٣٢٣ و ٥ ـ ٢٦٩ و ٣٧٠ عن سلمة بن الأكوع ، ومسلم في صحيحه ٢ ـ ٣٢٤ ، والترمذي في صحيحه ٢ ـ ٣٠٠ ، وأحمد في مسنده ١ ـ ٩٩ و ٥ ـ ٣٥٣ و ٣٥٨ وغيرها ، وابن سعد في طبقاته ٣ ـ ١٥٨ ، وابن هشام في السيرة ٣ ـ ٣٨٦ ، والطبري في تاريخه ٢ ـ ٩٣ ، والنسائي في خصائصه ٤ ـ ٨ و ١٦ و ٣٣ ، والحاكم في مستدركه ٣ ـ ١١٦ و ١٩٠ وقال : هذا حديث دخل في حد التواتر .. ، وغيرهم من أعلامهم.

وانظر غدير العلامة الأميني ١ ـ ٥٠ ، ٢ ـ ٤١ ، ٣ ـ ٢٢ ، ٤ ـ ٦٣ ، ٥ ـ ٣٦٣ ، ٧ ـ ٢٠٠ و ٢٠٤ ، وغيرها.

١٠

وعن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ود (١) ، أو (٢) أنا؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي ائتمنك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على رسالته إلى الجن فأجابت ، أم أنا؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي طهرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من السفاح من آدم إلى أبيك بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا وأنت من نكاح لا من سفاح ، من آدم إلى عبد المطلب ، أم أنا (٣)؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنا الذي اختارني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وزوجني ابنته فاطمة عليها‌السلام وقال : الله زوجك (٤) ، أم أنت؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنا والد الحسن والحسين ريحانتيه اللذين قال فيهما : هذان سيدا

__________________

(١) كما في مستدرك الحاكم ٢ ـ ٣٢ ، وكنز العمال ٦ ـ ١٥٨ ، والسيرة الحلبية ٢ ـ ٣٤٩ ، وينابيع المودة في باب ٢٣ ، وفيه عن ابن مسعود قال : لما برز علي إلى عمرو بن عبد ود قال النبي (ص) : برز الإيمان كله إلى الشرك كله ، فلما قتله قال له : أبشر يا علي فلو وزن عملك اليوم بعمل أمتي لرجح عملك بعملهم.

وروى أيضا عن المناقب ، عن حذيفة قال : قال النبي (ص) : ضربة علي في يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة .. وغير ذلك.

وانظر الغدير ٧ ـ ٢٠٦ و ٢١٢ ، وغيرها.

(٢) في المصدر : أم.

(٣) أم أنا ، زيادة من المصدر.

(٤) كما جاء في الغدير ٢ ـ ٣١٧ عن جملة من مصادرهم.

وما سلف من المناشدات جاءت في مصادر أحاديث المناشدة التي سلفت قريبا ، وانظر فيها الغدير ١ ـ ١٥٩ ، وغيره.

١١

شباب أهل الجنة (١) وأبوهما خير منهما ، أم أنت؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أخوك المزين بجناحين في الجنة يطير بهما (٢) مع الملائكة ، أم أخي؟

قال : بل أخوك.

قال : فأنشدك بالله أنا ضمنت دين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وناديت في المواسم (٣) بإنجاز موعده ، أم أنت؟! قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنا الذي دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لطير عنده يريد أكله ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك بعدي (٤) ، أم أنت؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنا الذي بشرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقتل (٥) الناكثين والقاسطين والمارقين على تأويل القرآن (٦) ، أم أنت؟

__________________

(١) إلى هنا جاء في الصواعق المحرقة لابن حجر : ١١٤ مع اختلاف يسير ، وحكاه في الغدير ٧ ـ ١٢٥ ، وانظر كتاب الحسين والسنة للسيد عبد العزيز الطباطبائي.

وقال في ١٠ ـ ١٢١ من الغدير : وصح عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » ، متفق على صحته.

وانظر : مجمع الزوائد ٩ ـ ١٧٤ ، سنن ابن ماجة ١ ـ ٤٤ حديث ١١٨ ، ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٧٧ ـ ٧٨ حديث ١٣٤ و ١٣٥ ، ٨١ ـ ٨٢ حديث ١٤٠ ، وغيرها.

(٢) لا توجد : يطير بهما ، في (س) ، وجاءت في المصدر : ليطير بهما.

(٣) في المصدر : الموسم ، وجعل ما في المتن نسخة بدل في (س).

(٤) حديث الطير المشوي صحيح مروي في الصحاح والمسانيد على حد تعبير العلامة الأميني في الغدير ٣ ـ ٢١ ، وانظر ٤ ـ ٦٥ ، ٩ ـ ٣٩٥ ، بل قد يعد متواترا معنويا.

لاحظ : مناقب الخوارزمي : ٥٩ و ٦٥ ، أسد الغابة ٤ ـ ٣٠ ، مستدرك الحاكم ٣ ـ ١٣٠ ١٣٢ ، سنن الترمذي ٥ ـ ٦٣٦ ـ ٦٣٧ حديث ٣٧٢١ ، وغيرها كثير.

(٥) في المصدر : بقتال.

(٦) جاءت رواياته بمضامين عديدة ، منها : ما أورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٨ ـ ٣٤٠ ،

١٢

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنا الذي شهدت آخر كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووليت غسله ودفنه ، أم أنت؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنا الذي دل عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعلم القضاء بقوله : « علي أقضاكم » (١) ، أم أنت؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك (٢) الله (٣) أنا الذي أمر لي (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه بالسلام علي (٥) بالإمرة في حياته (٦) ، أم أنت؟

__________________

تاريخ ابن كثير ٧ ـ ٣٠٤ و ٣٠٥ ، الخصائص للسيوطي ٢ ـ ١٣٨ ، مسند أحمد بن حنبل ٦ ـ ٣٩٣ ، مجمع الزوائد ٧ ـ ٢٣٤ ، كنز العمال ٦ ـ ٣٧.

وحكاه العلامة الأميني عن أكثر علماء الجمهور ، كما في الغدير ١ ـ ٣٣٦ ـ ٣٣٨ ، ٣ ـ ١٩٣ ١٩٥ ، وغيرها.

(١) ورد في بعض الروايات عن طريق العامة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أقضى أمتي علي » ، كما في مناقب الخوارزمي : ٥٠ ، وفتح الباري ٨ ـ ١٣٦ ، وبغية الوعاة : ٤٤٧ ، وغيرها.

وفي بعضها الآخر عنه (ص) : أقضاكم علي ، كما في الاستيعاب ٢ ـ ٤٦١ ( بهامش الإصابة ٣ ـ ٣٨ ) ، شرح ابن أبي الحديد ٢ ـ ٢٣٥ ، مطالب السئول : ٢٣ ، وغيرها.

وفي بعضها عنه (ص) : أعلمهم بالقضية ، وفي لفظ : وأبصرهم بالقضية ، كما في حلية الأولياء ١ ـ ٦٦ ، كنز العمال ٦ ـ ١٥٣ ، مطالب السئول : ٣٤.

وجاءت جملة روايات في طبقات ابن سعد بإسناده عن عمر ٢ ـ ٣٣٩ ـ ٣٤٠.

وما رواه الحنفي في الباب ١٤ عن الخوارزمي بسنده عن أبي سعيد وسلمان قالا : قال رسول الله (ص) : « إن أقضى أمتي علي بن أبي طالب » ، وغيرها.

(٢) خ. ل : أنشدك.

(٣) في المصدر : بالله.

(٤) لا توجد : لي ، في المصدر.

(٥) في المصدر : عليه.

(٦) أخرجه الطبراني في كتاب الولاية عن زيد بن أرقم ، وحكاه الأميني في الغدير ١ ـ ٢٧٠ و ٢٧١

١٣

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي سبقت له القرابة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أم أنا؟.

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي حباك الله عز وجل بدينار عند حاجته (١) ، وباعك جبرئيل عليه‌السلام ، وأضفت محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأضفت (٢) ولده أم أنا (٣)؟

قال : فبكى أبو بكر! [ و ] (٤) قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي حملك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على كتفه (٥) في طرح صنم الكعبة وكسره حتى لو شاء أن ينال أفق السماء لنالها (٦) ، أم أنا؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة (٧) ، أم أنا؟

__________________

و ٢٧٢ عن عدة مصادر نحن في غنى عن التطويل بذكرها.

(١) خ. ل : حاجته إليه.

(٢) في المصدر : وأطعمت.

(٣) زيادة ( أم أنا ) نسخة بدل.

(٤) زيادة من المصدر.

(٥) في المصدر : كتفيه.

(٦) أخرجها أمة من الحفاظ وأئمة الحديث والتاريخ ، وأرسلت إرسال المسلمات من دون غمز في سندها.

انظر من باب المثال : مسند أحمد بن حنبل ١ ـ ٨٤ بإسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات على مسلكهم ، الخصائص : ٣١ ، مستدرك الحاكم ٢ ـ ٣٦٧ ، تاريخ بغداد ١٣ ـ ٣٠٢ ، مطالب السئول : ١٢ ، وغيرها.

وعد منهم شيخنا الأميني في غديره ٧ ـ ٩ ـ ١٣ أكثر من أربعين مصدرا.

(٧) كما ذكره في ذخائر العقبى : ٧٥ ، ومودة القربى : السادسة ، وفرائد السمطين : الجزء الثاني الباب الثامن ، في حديث طويل وبألفاظ متعددة ، فراجع.

١٤

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بفتح بابه في مسجده حين أمر بسد جميع بابه ـ [ أبواب أصحابه وأهل بيته ] (١) ـ وأحل له فيه ما أحله الله له (٢) ، أم أنا؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي قدم بين يدي نجواه لرسول الله (٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله صدقة فناجاه ، أم أنا ـ إذ عاتب الله عز وجل قوما فقال : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) (٤) الآية (٥) ـ؟

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي قال فيه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لفاطمة :

__________________

(١) لفظ : أبواب أصحابه وأهل بيته ، لم يرد في بعض النسخ ، كما ولم يرد لفظ : بابه ، في المصدر.

(٢) أخرج هذا الحديث بأسانيد جمة صحاح وحسان عن جمع من الصحابة تربو عدتهم على عدد ما يحصل به التواتر.

فقد جاء الحديث في : مسند أحمد ٤ ـ ٣٦٩ ، الخصائص للنسائي : ١٣ ، مستدرك الصحيحين ٣ ـ ١٢٥ ، مجمع الزوائد ٩ ـ ١١٤ ، فتح الباري ٧ ـ ١٢ ، وغيرها كثير.

وقد فصل الحديث شيخنا الأميني في حديث سد الأبواب في موسوعته الغدير ٣ ـ ٢٠٢ ـ ٢١٠ ، فراجع.

(٣) في المصدر : نجوى رسول الله.

(٤) المجادلة : ١٣.

(٥) نقل الشيخ العلامة الأردبيلي قدس‌سره في حديقته ٢ ـ ٦٣ : أن الثعلبي والواقدي والنيشابوري وغيرهم ذكروا في تفاسيرهم : أن آية النجوى لم يعمل بها غير علي عليه‌السلام ، وذكره أيضا ابن المغازلي في مناقبه.

ونقل في كشف الغمة أنه ذكر عن كتاب الجمع بين الصحاح الستة : أن عليا عليه‌السلام قال : إن في القرآن آية لم يعمل بها أحد غيري.

وذكر الفخر الرازي في تفسيره توجيها لعدم عمل مثل أبي بكر وعمر بالآية.

وهو أظهر مصداق لأسوئية العذر من الذنب.

والنيشابوري قال في تفسيره : إن هذا التوجيه ليس له وجه إلا التعصب والعناد.

١٥

زوجك أول الناس إيمانا وأرجحهم إسلاما. في كلام له ، أم أنا؟ (١).

قال : بل أنت.

قال : فأنشدك بالله أنت الذي قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحق مع علي وعلي مع الحق ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض (٢) ، أم أنا؟

قال : بل أنت (٣).

قال : .. فلم يزل عليه‌السلام يعد عليه مناقبه التي جعل الله عز وجل له دونه ودون غيره.

ويقول له أبو بكر : بل أنت.

قال : فبهذا وشبهه يستحق القيام بأمور أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقال له علي عليه‌السلام : فما الذي غرك عن الله وعن رسوله وعن دينه وأنت

__________________

(١) ورد بألفاظ عديدة ، منها ما جاء هنا ، كما في ينابيع المودة : ٨١.

ومنها : « يا فاطمة إني زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين » ، كما أخرجه النسائي والخطيب في تاريخه ٤ ـ ١٢٩ ، والكنجي في الكفاية : ١٦٥ ، وبهذا المضمون في أسد الغابة ١ ٢٠٦ ، وتاريخ بغداد ٤ ـ ٢١٠ ، والصواعق المحرقة : ١٠٣.

وقد رواه الخوارزمي في مناقبه في الفصل التاسع ، وذكره في كنز العمال ، وكفاية الطالب ، وابن المغازلي ، والحمويني ، وجاء في ذخائر العقبى للطبري الشافعي ، وقال في آخره : أخرجه الحافظ أبو العلاء الهمداني في الأحاديث الأربعين في المهدي عليه‌السلام ، وغيرهم.

(٢) جاء الحديث في تاريخ بغداد ١٤ ـ ٣٢١ ، مجمع الزوائد ٧ ـ ٣٣٦ و ٩ ـ ١٣٤ ، الإمامة والسياسة ١ ـ ٦٨ :

وجاء بلفظ : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « رحم الله عليا » ، اللهم أدر الحق معه حيث دار » ، كما في جامع الترمذي ٢ ـ ٢١٣ ، كنز العمال ٦ ـ ١٥٧ ، مستدرك الحاكم ٣ ـ ١٢٥ ، نزل الأبرار : ٢٤ ، وغيرها.

وكذا بلفظ « علي مع القرآن والقرآن معه ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض » ، كما في مستدرك الحاكم ٣ ـ ١٢٤ وقد صححه ، الصواعق : ٧٤ و ٧٥ ، الجامع الصغير ٢ ـ ١٤٠ ، وغيرها ..

وانظر الغدير ٣ ـ ٩ ـ ١٧٧ مع تقديم وتأخير ، وبعبارات مختلفة في ٧ ـ ١٧٧ و ٨ ـ ١٨٩ و ١٠ ٢٨٧ ، وموارد أخرى.

(٣) المناشدة الأخيرة غير موجودة في المصدر المطبوع من الخصال ، وقد وضع عليها في الحجرية : خ.

ص ، أي : في نسخة صحيحة أو مصححة.

١٦

خلو مما يحتاج إليه أهل دينه؟

قال : فبكى أبو بكر وقال : صدقت يا أبا الحسن ، أنظرني يومي هذا فأدبر ما أنا فيه وما سمعت منك.

قال : فقال له علي عليه‌السلام : لك ذلك يا أبا بكر.

فرجع من عنده وخلا بنفسه يومه ولم يأذن لأحد إلى الليل ، وعمر يتردد في الناس لما بلغه من خلوته بعلي عليه‌السلام.

فبات في ليلته ، فرأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه ممثلا (١) له في مجلسه ، فقام إليه أبو بكر ليسلم عليه ، فولى وجهه ، فصار (٢) مقابل وجهه ، فسلم عليه فولى عنه وجهه (٣).

فقال أبو بكر : يا رسول الله! هل أمرت بأمر فلم أفعل؟

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أرد السلام عليك وقد عاديت الله ورسوله وعاديت من والاه (٤) الله ورسوله! رد الحق إلى أهله.

قال : فقلت : من أهله؟

قال : من عاتبك عليه ، وهو علي.

قال : فقد رددت عليه يا رسول الله بأمرك.

قال : فأصبح وبكى ، وقال لعلي عليه‌السلام : ابسط يدك ، فبايعه وسلم إليه الأمر.

وقال له : أخرج إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأخبر الناس بما رأيت في ليلتي وما جرى بيني وبينك ، فأخرج نفسي من هذا الأمر وأسلم عليك

__________________

(١) في المصدر : متمثلا.

(٢) كلمة فصار .. ، لا توجد في بعض النسخ ، وقد وضع عليها في بعض النسخ رمز نسخة بدل ، وفي بعض النسخ : فسلم عليه فولى عنه وجهه ، بدون : فصار مقابل وجهه.

(٣) وجهه ، لا توجد في بعض النسخ ، وكذا في المصدر ، وقد وضع عليها رمز نسخة بدل في نسخة مصححة.

(٤) في المصدر : والى.

١٧

بالإمرة؟

قال : فقال (١) علي عليه‌السلام : نعم.

فخرج من عنده متغيرا لونه عاليا نفسه (٢) ، فصادفه عمر وهو في طلبه.

فقال (٣) : ما حالك يا خليفة رسول الله ..؟

فأخبره بما كان منه وما رأى وما جرى بينه وبين علي عليه‌السلام.

فقال (٤) عمر : أنشدك بالله (٥) يا خليفة رسول الله أن تغتر بسحر بني هاشم! فليس هذا بأول سحر منهم ..

فما زال به حتى رده عن رأيه وصرفه عن عزمه ، ورغبه (٦) فيما هو فيه ، وأمره بالثبات [ عليه ] (٧) والقيام به.

قال : فأتى علي عليه‌السلام المسجد للميعاد ، فلم ير فيه منهم أحدا ، فأحس (٨) بالشر منهم ، فقعد إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمر به عمر فقال : يا علي دون ما تروم خرط القتاد ، فعلم بالأمر وقام ورجع إلى بيته.

٢ ـ ج (٩) : وروى مرسلا مثله.

بيان : قوله : ولا ابتزاز .. الابتزاز : الاستلاب (١٠) والأخذ بالغلبة (١١).

وفي بعض النسخ : ولا استيثار به ، يقال : استأثر فلان بالشيء : أي

__________________

(١) في المصدر : فقال له.

(٢) لا توجد : عاليا نفسه ، في نسخة.

(٣) في المصدر : فقال له.

(٤) في المصدر : فقال له.

(٥) لا يوجد لفظ الجلالة في ( ك‍ ).

(٦) في ( ك‍ ) : ورغبته.

(٧) زيادة من المصدر.

(٨) خ. ل : فحس.

(٩) الاحتجاج : ١١٥ ـ ١٣٠ [ ١ ـ ١٥٧ ـ ١٨٥ ].

(١٠) كما في مجمع البحرين ٤ ـ ٨ ، الصحاح ٣ ـ ٨٦٥ ، لسان العرب ٥ ـ ٣١٢ ، وغيرها.

(١١) انظر : تاج العروس ٤ ـ ٨.

١٨

استبد به (١).

قوله : بعين السآمة مني .. في الإحتجاج قوله : بعين الشتاءة (٢) لي .. ، أي : العداوة.

والقتاد : شجر له شوك كثير (٣) ، وخرطه : هو أن تمر يدك من أعلاه إلى أسفله حتى ينتشر شوكه (٤) ، وهذا مثل يضرب للأمر الشاق (٥).

٣ ـ فس (٦) : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن ابن العباس بن الجريش (٧) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المسجد والناس مجتمعون ـ بصوت عال : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) (٨).

__________________

(١) جاء في مجمع البحرين ٣ ـ ١٩٩ ، الصحاح ٢ ـ ٥٧٥ ، تاج العروس ٣ ـ ٦ ، وغيرها.

(٢) الظاهر أن الشتاءة ـ بالتاء ـ اشتباه ، والصحيح الشناءة ـ بالنون ـ فراجع ، ولم نجد الشتاءة بمعنى العداوة في كتب اللغة التي كانت بأيدينا.

وفي الاحتجاج ـ طبع النجف ـ الشنان ، والشناءة في اللغة بمعنى البغض ، والعداوة قريبة منه.

راجع : مجمع البحرين ١ ـ ٢٥٢ ، الصحاح ١ ـ ٥٧ ، كتاب العين ٨ ـ ٢٨٧ ، تاج العروس ١ ـ ٨١ ، لسان العرب ١ ـ ١٠١.

(٣) انظر : الصحاح ٢ ـ ٥٢١ ، لسان العرب ٣ ـ ٣٤٢.

وفي مجمع البحرين ٣ ـ ١٢٤ : شجر صلب شوكه كالإبر ، وكذا في تاج العروس ٢ ـ ٤٥٨ ، ولم نجد توصيف الشوك بالكثرة.

(٤) كما في المستقصى في أمثال العرب ٢ ـ ٨٢ ، إلا أن فيه : ينثر بدل ينتشر ، ونقل في هامشه : أن الثاني ـ أي : ينتشر ـ موجود في نسخة أخرى.

ويرجع إليه معنى ما في مجمع البحرين ٤ ـ ٢٤٥ ، الصحاح ٣ ـ ١١٢٢ ، تاج العروس ٥ ـ ١٢٧ ، لسان العرب ٧ ـ ٢٨٤ ، وغيرها.

(٥) انظر : المستقصى في أمثال العرب ٢ ـ ٨٢.

وقال في مجمع الأمثال ١ ـ ٢٦٥ : يضرب للأمر دونه مانع ، وكذا في فرائد اللئالي في مجمع الأمثال ١ ـ ٢١٦.

(٦) تفسير القمي ٢ ـ ٣٠١.

(٧) في المصدر : الحريش.

(٨) سورة محمد : ١.

١٩

فقال (١) ابن عباس : يا أبا الحسن لم قلت ما قلت؟!

قال : قرأت شيئا من القرآن.

قال : لقد قلته لأمر؟

قال : نعم ، إن الله يقول في كتابه : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (٢) ، فتشهد (٣) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه استخلف أبا بكر (٤)؟

قال : ما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى إلا إليك.

قال : فهلا بايعتني؟! قال : اجتمع الناس على أبي بكر (٥) فكنت منهم.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كما اجتمع أهل العجل على العجل ، هاهنا فتنتم ، ومثلكم ( كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) (٦).

٤ ـ ير (٧) : محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم ، عن الحكم بن مسكين (٨) ، عن أبي عمارة (٩) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

__________________

(١) في المصدر : فقال له.

(٢) الحشر : ٧.

(٣) في المصدر : أفتشهد.

(٤) في المصدر : فلانا.

(٥) في المصدر : عليه ، بدلا من : على أبي بكر.

(٦) البقرة : ١٧ ، ١٨.

(٧) بصائر الدرجات ١ ـ ٢٩٤ حديث ٢.

(٨) في المصدر : عن ابن مسكين.

(٩) في المصدر : ابن عمارة ، وما في المتن هو الأظهر.

والموجود في باب الكنى من تنقيح المقال ٣ ـ ٢٨ هو أبو عمارة ، وليس في باب المصدر بابن ، ابن عمارة ، فراجع.

٢٠