بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وصيا ، وللخلافة واعيا (١) ، وبالإمامة قائما؟! أفيغتر الجاهل بمقام قمته إذ أقامني وأطعته إذ أمرني؟

سمعت رسول الله يقول : الحق مع علي وعلي مع الحق (٢) ، من أطاع عليا رشد ، ومن عصى عليا فسد ، ومن أحبه سعد ، ومن أبغضه شقي.

والله لو لم نحب (٣) ابن أبي طالب إلا لأجل أنه لم يواقع لله (٤) محرما ، ولا عبد (٥) من دونه صنما ، ولحاجة الناس إليه بعد نبيهم ، لكان في ذلك ما يجب.

فكيف لأسباب أقلها موجب ، وأهونها مرغب! له الرحم (٦) الماسة بالرسول ، والعلم بالدقيق والجليل ، والرضا بالصبر الجميل ، والمواساة في الكثير والقليل ، وخلال لا يبلغ عدها ، ولا يدرك مجدها.

ود المتمنون أن لو كانوا تراب (٧) ابن أبي طالب ، أليس هو صاحب لواء الحمد ، والساقي يوم الورود (٨) ، وجامع كل كرم ، وعالم كل علم ، والوسيلة إلى الله وإلى رسوله؟!.

بيان : قوله : لم ألحق ثناءه ، كذا في بعض النسخ ، أي : لا أطيق أن

__________________

(١) في المصدر : راعيا.

(٢) مرت جملة من مصادر هذا الحديث ، وجاء في الغدير ٣ ـ ١٧٧ و ١٧٨ الحديث مع مصادره بهذا الشكل : علي مع الحق والحق مع علي.

(٣) في المصدر : يحب.

(٤) في ( ك‍ ) : الله ، وكذا في نسخة من المصدر.

(٥) في البحار المطبوع : عبده.

(٦) في المصدر : للرحم ـ بلا ضمير ـ.

(٧) في الاحتجاج : تراب أقدام.

(٨) نص عليه جملة من محدثي العامة ، وجاء في الغدير ٢ ـ ٣٢١ و ٣٢٢ عن عدة مصادر ، وجاء في المناقب عن جابر الأنصاري ، وحكاه عن مسند أحمد بن حنبل ، وبلفظ آخر في حلية الأولياء عن أبي هريرة ، وجاء في الغدير أيضا ١٠ ـ ١٢١ : أنه عليه‌السلام ساقي الحوض.

ويعد هذا من ضروريات مذهب الخاصة.

١٠١

أثنى عليه كما هو أهله (١) ، وفي بعضها : شأوه : وهو الغاية والأمد والسبق ، يقال : شأوت القوم شأوا ، أي : سبقتهم (٢) ، وفي بعضها : شاره ، ولعله من الشارة ، وهي الهيئة الحسنة والحسن والجمال والزينة (٣) ، ولا يبعد أن يكون في الأصل : ناره ، لاستقامة السجع وبلاغة المعنى.

وأما قوله : ولم أقطع غباره ، فهو مثل ، يقال : فلان ما يشق غباره إذا سبق غيره في الفضل ، أي : لا يلحق أحد غباره فيشقه (٤) ، كما هو المعروف في المثل بين العجم : أو ليس له غبار لسرعته ، واختار الميداني الأخير ، حيث قال : يريد (٥) : أنه لا غبار له فيشق ، وذلك لسرعة عدوه وخفة وطئه ، وقال :

مواقع وطئه فلو أنه

يجزي (٦) برملة عالج لم يرهج

وقال النابغة :

أعلمت يوم عكاظ حين لقيتني

تحت العجاج فما شققت غباري

يضرب لمن لا يجارى ، لأن مجاريك يكون معك في الغبار ، فكأنه قال (٧) :

__________________

(١) قوله : لو تقطعت لم ألحق ثناءه ، أي : لو اجتهدت وصرت في طريق الثناء عليه قطعة قطعة لم ألحق بمرتبة من الثناء ، وهذه كناية عن عدم القدرة على ثناء الشخص.

(٢) كما في الصحاح ٦ ـ ٢٣٨٨ ، القاموس ٤ ـ ٣٤٦.

(٣) كما نص عليه في القاموس ٢ ـ ٦٥ ، وفيه : أن الشارة الهيئة ، من دون تقييد لها بالحسنة ، ولاحظ :

الصحاح ٢ ـ ٧٠٥.

(٤) انظر : المستقصى في أمثال العرب ١ ـ ٣٣٣ ، ولسان العرب ٥ ـ ٥.

(٥) في المصدر : يراد.

(٦) في (س) : يأتي.

(٧) لا يوجد : قال ، في (س) ، وهو موجود في ( ك‍ ) والمصدر.

١٠٢

لا قرن له يجاريه (١).

وقال الجوهري : سواد القلب وسويداؤه : حبته (٢).

__________________

(١) مجمع الأمثال للميداني ٢ ـ ٢٩٤ ، ولاحظ فرائد اللئال ٢ ـ ٢٥٨.

(٢) الصحاح ٢ ـ ٤٩٢ ، وقارن به : مجمع البحرين ٣ ـ ٧٣ ، القاموس ١ ـ ٣٠٤.

وقال في لسان العرب ٣ ـ ٢٢٧ : السويدا : الاست.

والظاهر أن المناسب لهذا المقام هو هذا المعنى ، أعني : الاست بمعنى الأساس ، فتدبر.

١٠٣
١٠٤

١١ ـ باب

نزول الآيات في أمر فدك (١) وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه

وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام بأمر المنافقين

١ ـ ن (٢) : فيما احتج الرضا عليه‌السلام في فضل العترة الطاهرة.

قال : والآية الخامسة : قال (٣) الله عز وجل : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٤) خصوصية خصهم العزيز (٥) الجبار بها ، واصطفاهم على الأمة.

فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ادعوا إلي فاطمة.

__________________

(١) فدك منصرف وغير منصرف ، قاله في مجمع البحرين ٥ ـ ٢٨٣ ، وقد ورد على كلا الوجهين في الروايات.

قال في معجم البلدان ٤ ـ ٢٣٨ : فدك ـ بالتحريك وآخره كاف ـ : قرية بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل : ثلاثة ، أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في سنة سبع صلحا ثم ذكر ما جرى عليها من الاختلاف الكثير بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولخصه في مراصد الاطلاع ٣ ـ ١٠٢٠.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ ـ ٢٣٣ ضمن حديث ١.

(٣) في المصدر : قول.

(٤) الإسراء : ٢٦.

(٥) في المصدر : الله العزيز.

١٠٥

فدعيت له ، فقال : يا فاطمة!

قالت : لبيك يا رسول الله.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فدك هي مما (١) لم يوجف عليه بخيل (٢) ولا ركاب ، وهي لي خاصة دون المسلمين ، وقد جعلتها لك ، لما أمرني الله (٣) به ، فخذيها لك ولولدك.

بيان : نزول هذه (٤) الآية في فدك رواه كثير من المفسرين (٥) ، ووردت به الأخبار من طرق الخاصة والعامة (٦).

__________________

(١) في المصدر : هذه فدك مما هي.

(٢) في المصدر : بالخيل.

(٣) في المصدر : الله تعالى.

(٤) لا يوجد لفظ : هذه ، في (س).

(٥) راجع : تفسير فرات الكوفي : ١١٨ ـ ١١٩ رواه بأربعة طرق ، تفسير التبيان ٦ ـ ٤٦٧ و ٨ ـ ٢٥٣ ، شواهد التنزيل ١ ـ ٣٣٨ ـ ٣٤١ حديث ٤٦٧ ـ ٤٧٣ ، الدر المنثور ٥ ـ ٢٧٣ ـ ٢٧٤ نقلا عن البزاز وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه ، مجمع البيان ٤ ـ ٣٠٦ ، تفسير العياشي ٢ ـ ٢٨٧ حديث ٤٦ ـ ٥٠.

(٦) الأخبار من طرق الخاصة وردت هاهنا في ضمن هذا الباب ، وأما من طرق العامة ، فمنها :

مجمع الزوائد ٧ ـ ٤٩ ، كنز العمال ٣ ـ ٧٦٧ حديث ٨٦٩٦.

وانظر عن فدك وشكوى فاطمة سلام الله عليها ، غير ما ألفته الخاصة والعامة من كتب مستقلة في الباب ـ عد منها شيخنا الطهراني في الذريعة ١٦ ـ ١٢٩ عشرة كتب ـ : تاريخ الطبري ٣ ١٩٨ ، العقد الفريد ٢ ـ ٢٥٧ ، تاريخ أبي الفداء ١ ـ ١٦٥ ، شرح ابن أبي الحديد ٢ ـ ١٩ ، أعلام النساء ٣ ـ ١٢٠٥ ، إرشاد الساري ٢ ـ ٣٩٠.

وجاء في الإمامة والسياسة ١ ـ ١٣ ، وكتاب الإمام علي لعبد الفتاح عبد المقصود ١ ـ ٢٢٥ :

وقد خرجت عن خدرها وهي تبكي وتنادي بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟!!.

وعد العلامة الأميني رحمه‌الله عشرات المصادر في موسوعته الغدير ٣ ـ ١٠٤ و ٥ ـ ١٤٧ و ٧ ٧٧ ، وغيرها.

وانظر إحقاق الحق ١ ـ ٢٩٦ ، ٣ ـ ٥٤٩ ، ١٠ ـ ٢٩٦ ـ ٣٠٥ و ٤٣٣ ، ١٤ ـ ٥٧٥ ٥٧٧ و ٦١٨ ، ١٩ ـ ١١٩ و ١٦٢ ، وغيرها.

١٠٦

قال الشيخ الطبرسي (١) رحمه‌الله :

قيل : إن المراد قرابة الرسول.

عن السدي قال : إن علي بن الحسين قال لرجل من أهل الشام ـ حين بعث به عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية عليه اللعنة ـ : أقرأت القرآن؟

قال : نعم.

قال : أما قرأت ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٢)؟

قال : وإنكم ذو القربى الذي أمر الله أن يؤتى حقه؟

قال : نعم ..

وهو الذي رواه أصحابنا رض‌الله‌عنهم عن الصادقين عليهم‌السلام.

وأخبرنا السيد مهدي بن نزار الحسني ـ بإسناد ذكره ـ عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت قوله : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٣) أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة فدك.

قال عبد الرحمن بن صالح : كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى يسأله عن قصة فدك ، فكتب إليه عبيد الله بهذا الحديث ، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية ، فرد المأمون فدك على ولد فاطمة ، انتهى.

وروى العياشي (٤) حديث عبد الرحمن بن صالح ، إلى آخره.

٢ ـ جا (٥) : الجعابي ، عن محمد (٦) بن جعفر الحسني ، عن عيسى بن مهران ، عن يونس ، عن عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن زينب بنت علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ قالت : لما اجتمع رأي

__________________

(١) مجمع البيان ٣ ـ ٤١١.

(٢) الإسراء : ٢٦.

(٣) الإسراء : ٢٦.

(٤) تفسير العياشي ٢ ـ ٢٨٧ ـ ٢٨٨ حديث ٥١.

(٥) أمالي المفيد ـ المجالس ـ : ٤٠ ـ ٤١ حديث ٨.

(٦) في المصدر : قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله [ جعفر بن ] محمد.

١٠٧

أبي بكر على منع فاطمة عليها‌السلام فدك والعوالي (١) ، وأيست من إجابته لها ، عدلت إلى قبر أبيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فألقت نفسها عليه ، وشكت إليه ما فعله القوم بها ، وبكت حتى بلت تربته صلى‌الله‌عليه‌وآله بدموعها عليها‌السلام ، وندبته.

ثم قالت في آخر ندبتها (٢) :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة (٣)

لو كنت شاهدها لم يكبر (٤) الخطب (٥)

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها (٦)

واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا (٧)

قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا

فغبت عنا فكل الخير محتجب

وكنت (٨) بدرا ونورا يستضاء به

عليك تنزل من ذي العزة الكتب(٩)

__________________

(١) قال في النهاية ٣ ـ ٢٩٥ : وفيه ذكر العالية والعوالي في غير موضع من الحديث ، وهي أماكن بأعلى أراضي المدينة ، والنسبة إليها علوي على غير قياس ، وأدناها من المدينة على أربعة أميال ، وأبعدها من جهة نجد ثمانية.

(٢) خ. ل : ندبه.

(٣) قال في النهاية ٥ ـ ٢٧٠٧ : إن فاطمة قالت بعد موت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : ..

الهنبثة واحدة الهنابث ، وهي الأمور الشداد المختلفة ، والهنبثة : الاختلاط في القول ، والنون زائدة.

(٤) في المصدر : لم تكثر.

(٥) قال في مجمع البحرين ٢ ـ ٥١ : الخطب : الأمر الذي يقع فيه المخاطبة والشأن والحال.

(٦) قال في مجمع البحرين ٥ ـ ٤٩٠ : الوابل : المطر الشديد.

(٧) أي : عدلوا ومالوا.

(٨) في المصدر : فكنت.

(٩) جاءت هذه الأبيات في شرح نهج البلاغة هكذا :

قد كان بعدك أنباء وهينمة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

أبدت رجال لنا نجوى صدورهم

لما قضيت وحالت دونك الكتب

تجهمتنا رجال واستخف بنا

إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب

أقول : الهينمة : الصوت الخفي ، وفي طبعة من شرح النهج : الكثب.

١٠٨

تجهمتنا رجال واستخف بنا

بعد النبي وكل الخير مغتصب

سيعلم المتولي ظلم حامتنا

يوم القيامة أنى سوف ينقلب

فقد لقينا الذي لم يلقه أحد

من البرية لا عجم ولا عرب

فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت

لنا العيون بتهمال له سكب (١)

بيان : الحامة : خاصة الرجل ، والتخفيف لضرورة الشعر ، قال في النهاية : في الحديث : اللهم إن (٢) هؤلاء أهل بيتي وحاميتي (٣) أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .. حامة الإنسان خاصته ومن يقرب منه ، وهو الحميم أيضا (٤) ، انتهى.

والتهمال من الهمل ، وإن لم يرد في اللغة ، قال الجوهري : هملت عينه تهمل وتهمل هملا وهملانا : أي فاضت ، وانهملت مثله (٥).

وقال : سكبت الماء سكبا أي : صبيته ، وسكب الماء نفسه (٦) سكوبا وتسكابا وانسكب بمعنى (٧)

وسيأتي شرح باقي الأبيات في بيان خطبتها.

٣ ـ فر (٨) : زيد بن محمد بن جعفر العلوي ، عن محمد بن مروان ، عن

__________________

(١) جاءت هذه الشكوى منها سلام الله عليها في جملة من كتب العامة واختلف في مقدار الأبيات.

انظر : بلاغات النساء لابن طيفور ١٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ ـ ٢١٢ [ ٤ ـ ٩٣ ذات أربع مجلدات ] ، أعلام النساء ٣ ـ ١٢٠٨ ، وعد لها مصادر أخرى في إحقاق الحق ١٩ ـ ١٦٢.

(٢) لا يوجد في المصدر : إن.

(٣) في المصدر : حامتي.

(٤) النهاية ١ ـ ٤٤٦ ، ولاحظ : مجمع البحرين ٦ ـ ٥٢ ، الصحاح ٥ ـ ١٩٠٧.

(٥) الصحاح ٥ ـ ١٨٥٤ ، وانظر : لسان العرب ١١ ـ ٧١٠ ، مجمع البحرين ٥ ـ ٥٠١.

(٦) في الصحاح : بنفسه.

(٧) الصحاح ١ ـ ١٤٨ ، وانظر : القاموس ١ ـ ٨٢ ، مجمع البحرين ٢ ـ ٨٣.

(٨) تفسير فرات الكوفي : ١٥٩.

١٠٩

عبيد بن يحيى ، عن محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام قال : لما (١) نزل جبرئيل عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، شد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سلاحه وأسرج دابته ، وشد علي عليه‌السلام سلاحه وأسرج دابته ، ثم توجها في جوف الليل ـ وعلي عليه‌السلام لا يعلم حيث يريد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ حتى [ انتهيا ] (٢) إلى فدك.

فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي! تحملني أو أحملك؟.

فقال علي عليه‌السلام : أحملك يا رسول الله.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي! بل أنا أحملك ، لأني أطول بك (٣) ولا تطول بي.

فحمل عليا (٤) عليه‌السلام على كتفيه ، ثم قام به ، فلم يزل يطول به (٥) حتى علا على (٦) سور الحصن ، فصعد علي عليه‌السلام على الحصن ومعه سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأذن (٧) على الحصن وكبر.

فابتدر أهل الحصن إلى باب الحصن هرابا ، حتى فتحوه وخرجوا منه ، فاستقبلهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بجمعهم ، ونزل علي إليهم ، فقتل علي عليه‌السلام ثمانية عشر من عظمائهم وكبرائهم ، وأعطى الباقون بأيديهم ، وساق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذراريهم ومن بقي منهم وغنائمهم يحملونها (٨) على

__________________

(١) جاء في المصدر : .. يحيى قال سأل محمد بن الحسن رجل حضرنا فقلت جعلت فداك كان من أمر فدك دون المؤمنين على وجهه ففسرها لنا ، قال : نعم لما ...

(٢) في مطبوع البحار : انتهى ، والمثبت من المصدر.

(٣) أي : أقدر أن أحملك مع قيام صلبي ، كذا لغة. انظر : القاموس المحيط ٤ ـ ٩.

(٤) في المصدر : فحمل رسول الله عليا.

(٥) لا يوجد في المصدر : به.

(٦) في المصدر : علا علي على.

(٧) في المصدر : وأذن.

(٨) في المصدر : يحملون.

١١٠

رقابهم إلى المدينة (١).

فلم يوجف فيها غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهي له (٢) ولذريته خاصة دون المؤمنين.

٤ ـ كنز (٣) : محمد بن العباس ، عن علي بن العباس المقانعي ، عن أبي كرب (٤) ، عن معاوية بن هشام ، عن فضيل (٥) بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت ( فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٦) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة ـ عليها‌السلام ـ وأعطاها فدكا.

٥ ـ مد (٧) : بإسناده إلى البخاري من صحيحه (٨) ، عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عقيل بن شهاب (٩) ، عن عروة ، عن عائشة : أن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر.

فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، إنما يأكل آل محمد من هذا المال ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله

__________________

(١) جاءت روايات فتح خيبر بيد أمير المؤمنين عليه‌السلام في جملة من مصادر الفريقين ، تجدها في إحقاق الحق ٣ ـ ٤٠٣ و ٤٠٤ و ٤١٠ ، وفتح فدك بعد خيبر ، فراجع.

(٢) لا يوجد في المصدر : فهي له.

(٣) تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ، لشرف الدين النجفي ١ ـ ٤٣٥ حديث ٥.

(٤) في المصدر : أبي كريب.

(٥) في المصدر : عن فضل.

(٦) الروم : ٣٨.

(٧) العمدة : ٣٩٠ حديث ٧٧٦.

(٨) أخرجه البخاري في باب فرض الخمس ٥ ـ ٥ عن عائشة ، وأخرجه مع ذيله في باب غزوة خيبر ٦ ـ ١٩٦ عن عائشة أيضا ، وتجده مفصلا في ٥ ـ ١٧٧ ، وغيرها وفي غيره.

(٩) في المصدر : عن ابن شهاب.

١١١

عليه وآله ، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة (١) شيئا.

فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي عليه‌السلام ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلى عليها علي عليه‌السلام (٢).

٦ ـ وروى (٣) مثل ذلك من صحيح مسلم بسنده ..

٧ ـ مصباح الأنوار (٤) : عن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب عليهما‌السلام (٥) قال : قالت فاطمة عليها‌السلام لعلي عليه‌السلام : إن لي إليك حاجة يا أبا الحسن.

فقال : تقضى (٦) يا بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقالت : نشدتك (٧) بالله وبحق محمد رسول الله أن لا يصلي علي أبو بكر ولا عمر ، فإني لأكتمك (٨) حديثا ، فقالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه

__________________

(١) في المصدر : فاطمة عليها‌السلام منها.

(٢) جاءت القصة بطرق متعددة ، نص عليها في الغدير ٧ ـ ٢٢٦ و ٢٢٧ و ٢٢٩ و ٢٣٠ ، وغيرها مع اختلاف في العبارة. وقارن بإحقاق الحق ١٠ ـ ٢٩٦ ـ ٣٠٥ عن عدة مصادر.

(٣) أي ابن بطريق في العمدة : ٣٩٠ ـ ٣٩١ حديث ٧٧٧ ، عن صحيح مسلم ٣ ـ ١٣٨٠ صدر حديث ٥٢ [ طبعة أخرى ٢ ـ ٧٢ ] كتاب الجهاد.

وانظر : مسند أحمد ١ ـ ٦ و ٩ ، تاريخ الطبري ٣ ـ ٢٠٢ ، سنن البيهقي ٦ ـ ٣٠٠ ، تاريخ الخميس ٢ ـ ١٩٣ ، كفاية الطالب : ٢٢٦ ، تاريخ ابن كثير ٥ ـ ٢٨٥ ، وقال ابن كثير ٦ ـ ٣٣٣ : ولم تزل فاطمة تبغضه مدة حياتها ، وسنن أبي داود برقم ٢٩٦٨ و ٢٩٦٩ كتاب الخراج والإمارة ورقم ٢٩٧٣ ، وسنن النسائي ٧ ـ ١٣٢ كتاب قسم الفيء ، وجامع الأصول ٩ ـ ٦٣٧ ـ ٦٣٨ حديث ٧٤٣٨ ، وسنن الترمذي ١٦٠٧ في السير وغيرها.

(٤) مصباح الأنوار : ٢٥٩ ـ ٢٦٠.

(٥) في المصدر : عليهم‌السلام.

(٦) في النسخة : نقضي ، والمثبت من المصدر.

(٧) في المصدر : أنشدتك.

(٨) في المصدر : لا أكتمك.

١١٢

وآله : يا فاطمة! إنك أول من يلحق بي من أهل بيتي ، فكنت أكره أن أسوءك.

قال : فلما قبضت أتاه أبو بكر وعمر وقالا : لم لا تخرجها حتى نصلي عليها؟

فقال : ما أرانا إلا سنصبح ، ثم دفنها ليلا ، ثم صور برجله حولها سبعة أقبر.

قال : فلما أصبحوا أتوه فقالا (١) : يا أبا الحسن! ما حملك على أن تدفن بنت رسول الله (ص) ولم نحضرها؟

قال : ذلك عهدها إلي.

قال : فسكت أبو بكر ، فقال عمر : هذا والله شيء في جوفك.

فثار إليه أمير المؤمنين عليه‌السلام فأخذ بتلابيبه (٢) ، ثم جذبه فاسترخى في يده ، ثم قال : والله لو لا كتاب سبق وقول من الله ، والله لقد فررت يوم خيبر وفي مواطن ، ثم لم ينزل الله لك توبة حتى الساعة.

فأخذه أبو بكر وجذبه وقال : قد نهيتك عنه.

٨ ـ فس (٣) : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) (٤) يعني : قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونزلت (٥) في فاطمة عليها‌السلام ، فجعل لها فدك.

والمسكين من ولد فاطمة ، وابن السبيل من آل محمد وولد فاطمة.

٩ ـ فس (٦) : ( مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ) (٧) ، قال : المناع : الثاني ، والخير : ولاية

__________________

(١) في المصدر : فقالوا ، وكذا في نسخة على هامش المطبوع من البحار.

(٢) أي : جعل ثيابه في عنقه وصدره ثم قبضه وجره.

(٣) تفسير علي بن إبراهيم ٢ ـ ١٨.

(٤) الإسراء : ٢٦.

(٥) في المصدر : وأنزلت.

(٦) تفسير علي بن إبراهيم ٢ ـ ٣٢٦.

(٧) سورة ق : ٢٥ ، القلم : ١٢.

١١٣

أمير المؤمنين وحقوق آل محمد عليهم‌السلام.

ولما كتب الأول كتاب فدك بردها (١) على فاطمة منعه (٢) الثاني ، فهو ( مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ) (٣).

١٠ ـ يج (٤) : روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أن (٥) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج في غزاة ، فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق ، فبينما (٦) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال : يا محمد! قم فاركب.

فقام النبي فركب وجبرئيل معه ، فطويت له الأرض كطي الثوب حتى انتهى إلى فدك.

فلما سمع أهل فدك وقع الخيل ظنوا أن عدوهم قد جاءهم ، فغلقوا أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت لهم خارج من المدينة (٧) ، ولحقوا برءوس الجبال.

فأتى جبرئيل العجوز حتى أخذ المفاتيح ، ثم فتح أبواب المدينة ، ودار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيوتها وقراها.

فقال جبرئيل : يا محمد! هذا ما خصك الله به وأعطاكه (٨) دون الناس ، وهو قوله تعالى : ( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي

__________________

(١) في المصدر : يردها.

(٢) في المصدر : شقه.

(٣) سورة ق : ٢٥ ، وفي مطبوع البحار : « معتد أثيم » ، وهي آية ١٢ من سورة القلم ، وليست هي مورد الشاهد في المصدر.

(٤) الخرائج : ٢٥ [ طبعة مدرسة الإمام المهدي (ع) ١ ـ ٣ ـ ١١٢ حديث ١٨٧ ].

(٥) في المصدر : أن أبا عبد الله عليه‌السلام قال : إن.

(٦) في المصدر : فبينا.

(٧) في المصدر : خارج المدينة.

(٨) في المصدر : أعطاك.

١١٤

الْقُرْبى ) (١) [ في ] (٢) قوله : ( فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ ) (٣) ، ولم يعرف المسلمون ولم يطئوها ، ولكن الله أفاءها على رسوله ، وطوف به جبرئيل في دورها وحيطانها ، وغلق الباب ودفع المفاتيح إليه.

فجعلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غلاف سيفه ـ وهو معلق بالرحل ثم ركب ، وطويت له الأرض كطي الثوب ، ثم أتاهم (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا ولم يبرحوا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد (٥) انتهيت إلى فدك ، وإني قد أفاءها الله علي.

فغمز المنافقون بعضهم بعضا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه مفاتيح فدك ، ثم أخرج (٦) من غلاف سيفه ، ثم ركب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وركب معه الناس.

فلما دخل المدينة دخل على فاطمة عليها‌السلام (٧) فقال : يا بنية! إن الله قد أفاء على أبيك بفدك واختصه بها ، فهي له خاصة دون المسلمين (٨) أفعل بها ما أشاء ، وإنه قد كان لأمك خديجة على أبيك مهر ، وإن أباك قد جعلها لك (٩)

__________________

(١) الحشر : ٧.

(٢) في مطبوع البحار : وذلك ، والمثبت من المصدر.

(٣) الحشر : ٦.

(٤) في المصدر : فأتاهم.

(٥) في المصدر : للناس قد.

(٦) في المصدر : أخرجها ، على بعض النسخ.

(٧) في المصدر : فلما دخل على فاطمة عليها‌السلام ، كذا في طبعة مدرسة الإمام المهدي (ع).

(٨) في (س) : المؤمنين.

(٩) في (س) : له.

١١٥

بذلك ، وأنحلتكها لك (١) ولولدك بعدك.

قال (٢) : فدعا بأديم (٣) ، ودعا علي بن أبي طالب ، فقال : اكتب لفاطمة عليها‌السلام بفدك نحلة من رسول الله ، فشهد (٤) على ذلك علي بن أبي طالب عليه‌السلام ومولى لرسول الله وأم أيمن ، فقال رسول الله إن أم أيمن امرأة من أهل الجنة.

وجاء أهل فدك إلى النبي ، فقاطعهم على أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة (٥).

بيان : آية الفيء في موضعين :

إحداهما : ( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (٦).

ثانيتهما : ( وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٧).

والفيء : الرجوع (٨) أي أرجعه الله ورده على رسوله.

والمشهور أن الضمير في منهم راجع إلى بني النضير.

والإيجاف : من الوجيف وهو السبر السريع (٩).

__________________

(١) في المصدر : ونحلتكها تكون لك.

(٢) لا توجد : قال ، في (س).

(٣) في المصدر : بأديم عكاظي.

(٤) في المصدر : وشهد.

(٥) وقد سبق من المصنف قدس‌سره في البحار ١٧ ـ ٣٧٨ حديث ٤٦ ، وذكره في إثبات الهداة ٢ ١١٦ حديث ٥١٥.

(٦) الحشر : ٧.

(٧) الحشر : ٦.

(٨) كما في : مجمع البحرين ١ ـ ٣٣٣ ، والنهاية ٣ ـ ٤٨٢ ، ولسان العرب ١ ـ ١٢٥.

(٩) انظر : مجمع البحرين ٥ ـ ١٢٧ ، والنهاية ٥ ـ ١٥٧ ، ولسان العرب ٩ ـ ٣٥٢.

١١٦

والركاب من الإبل ما يركب ، والواحدة راحلة (١).

١١ ـ قب (٢) : نزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على فدك يحاربهم.

ثم قال لهم : وما يأمنكم أن تكونوا آمنين في هذا الحصن وأمضي إلى حصونكم فأفتحها.

فقالوا : إنها مقفلة ، وعليها من (٣) يمنع عنها ، ومفاتيحها عندنا.

فقال عليه‌السلام : إن مفاتيحها دفعت إلي ، ثم أخرجها وأراها القوم.

فاتهموا ديانهم (٤) أنه صبا (٥) إلى دين محمد ، ودفع المفاتيح إليه.

فحلف أن المفاتيح عنده ، وأنها في سفط (٦) في صندوق في بيت مقفل عليه ، فلما فتش عنها ففقدت.

فقال الديان : لقد أحرزتها وقرأت عليها من التوراة وخشيت من سحره ، وأعلم الآن أنه ليس بساحر ، وإن أمره لعظيم.

فرجعوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : من أعطاكها؟

قال : أعطاني الذي أعطى موسى الألواح : جبرئيل.

__________________

(١) كما صرح به في مجمع البحرين ٢ ـ ٧٤ ، والصحاح : ١ ـ ١٣٨ ، وقارن به القاموس ١ ـ ٧٥ ، ولسان العرب ١ ـ ٤٣١.

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ١ ـ ١٤٢.

(٣) في المصدر : ما.

(٤) كذا ، ولعله : ديارهم.

قال في القاموس ٢ ـ ٣٣ : الدير : خان النصارى ، جمعه أديار ، وصاحبه ديار وديراني ، ويقال لمن رأس أصحابه : رأس الدير.

وقال في ٤ ـ ٢٢٥ : الديان : القهار والقاضي والحاكم والسائس والحاسب والمجازي الذي لا يضيع عملا.

(٥) أي : مال.

(٦) قال في مجمع البحرين ٤ ـ ٢٥٣ : السفط : يعبى فيه الطيب ونحوه ، ويستعار للتابوت الصغير وفي (س) : سقط.

١١٧

فتشهد الديان ، ثم فتحوا الباب وخرجوا إلى رسول الله ، وأسلم من أسلم (١) منهم ، فأقرهم في بيوتهم وأخذ منهم أخماسهم.

فنزل : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٢).

قال : وما هو؟

قال : أعط فاطمة فدكا ، وهي من ميراثها من أمها خديجة ، ومن أختها هند بنت أبي هالة ، فحمل إليها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أخذ منه ، وأخبرها بالآية.

فقالت : لست أحدث فيها حدثا وأنت حي ، أنت أولى بي من نفسي ومالي لك.

فقال : أكره أن يجعلوها عليك سبة فيمنعوك إياها من بعدي.

فقالت : أنفذ فيها أمرك ، فجمع الناس إلى منزلها وأخبرهم أن هذا المال لفاطمة عليها‌السلام ، ففرقه فيهم ، وكان كل سنة كذلك ، ويأخذ منه قوتها ، فلما دنا وفاته دفعه إليها.

بيان : السبة ـ بالضم ـ : العار (٣) ، أي : يمنعونها منك فيكون عارا عليك (٤).

ويحتمل أن يكون شبهة ، أو نحوها.

١٢ ـ شي ، تفسير العياشي (٥) : عن أبي جميلة المفضل بن صالح ، عن بعض أصحابه ،

__________________

(١) لا يوجد : من أسلم ، في المصدر.

(٢) الإسراء : ٢٦.

(٣) كما في الصحاح ١ ـ ١٤٥ ، والقاموس ١ ـ ٨٠ ، وغيرهما.

(٤) أقول : لعل مراده قدس‌سره : أن القوم إذا علموا أني دفعت لك وملكتك إياها في حياتي فلا سبيل لهم لمنعك عنها بعد وفاتي ، وإلا لكان عارا عليهم ، هذا بخلاف ما إذا لم أدفعها لك ، فإنهم سيقولون في توجيه منعهم إياك : إنها إن كانت لك فلم أمسكها رسول الله؟ وتكون سببا لوجاهة دعواهم ظاهرا وردا لدعواك ، وهذا عار عليك.

(٥) تفسير العياشي ١ ـ ٢٢٥ حديث ٤٩.

١١٨

عن أحدهما قال : إن فاطمة صلوات الله عليها انطلقت إلى أبي بكر فطلبت ميراثها من نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقال : إن نبي الله لا يورث.

فقالت : أكفرت بالله وكذبت بكتابه؟ قال الله : ( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) (١).

١٣ ـ شي ، تفسير العياشي (٢) : عن (٣) محمد بن حفص بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لما أنزل الله تعالى : ( فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ) (٤) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل! قد عرفت المسكين ، فمن ذوو القربى (٥)؟

قال : هم أقاربك.

فدعى حسنا وحسينا وفاطمة فقال : إن ربي أمرني أن أعطيكم ما (٦) أفاء علي ، قال : أعطيتكم فدك.

١٤_شي (٧) : عن أبان بن تغلب قال : : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام :

__________________

(١) النساء : ١١.

(٢) تفسير العياشي ٢ ـ ٢٨٧.

واعلم : أن هنا خلطا بين حديثين على الظاهر ، فإن السند المذكور يعود إلى سند الحديث ٤٥ والمتن المذكور يعود إلى متن الحديث ٤٦.

وإليك عبارة المصدر : عن محمد بن حفص بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كانت صلاة الأوابين خمسين صلاة كلها بـ « قل هو الله أحد » ، عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لما أنزل الله ...

وبعبارة أوجز في المصدر : عبد الرحمن ، بدلا من : محمد بن حفص بن عمر.

(٣) لا يوجد : عن ، في ( ك‍ ).

(٤) الروم : ٣٨.

(٥) في المصدر : ذوي القربى.

(٦) في المصدر : مما.

(٧) تفسير العياشي ٢ ـ ٢٨٧ حديث ٤٧.

١١٩

كان (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى فاطمة عليها‌السلام فدكا؟

قال : كان وقفها ، فأنزل الله : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٢) ، فأعطاها فدكا (٣).

١٥ ـ شي ، تفسير العياشي (٤) : عن ابن تغلب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : كان (٥) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى فاطمة عليها‌السلام فدكا؟

قال : كان لها من الله تعالى (٦).

١٦ ـ شي ، تفسير العياشي (٧) : عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك.

فقال (٨) : هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك.

قال : فأتت بأم أيمن.

فقال لها : بم تشهدين؟

قالت : أشهد أن جبرئيل أتى محمدا فقال : إن الله تعالى (٩) يقول ( فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (١٠) ، فلم يدر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من هم؟ فقال : يا جبرئيل! سل ربك من هم؟ فقال : فاطمة ذو القربى ، فأعطاها فدكا.

__________________

(١) في (س) : أكان.

(٢) الإسراء : ٢٦.

(٣) في المصدر : فأعطاها رسول الله حقها ، قلت : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعطاها؟ قال :

بل الله أعطاها.

(٤) تفسير العياشي ٢ ـ ٢٨٧ حديث ٤٨.

(٥) في (س) : أكان.

(٦) لا يوجد في المصدر : تعالى.

(٧) تفسير العياشي ٢ ـ ٢٨٧ حديث ٤٩.

(٨) في المصدر : قال.

(٩) لا يوجد في المصدر : تعالى.

(١٠) الروم : ٣٨.

١٢٠