معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

وأجلّه الأكابر ، وكان أحد الأفراد في إجادة النظم ، والنثر ، ومعرفة اللغات ، والمجيء بالمستظرفات ، وإجادة الخط ، وإتقان الضبط ، وعذوبة الكلام ، وملاحة المحاضرة ، وكثرة التودد ، ومزيد التواضع ، وعفة النفس ، ووفور العقل ، واستمر على أوصافه حتى توفاه الله تعالى » (١).

تقدم « أحمد بن عرب شاه » في كثير من العلوم ، وأنشأ النظم الفائق والنثر الرائق ، وصنف نظما ونثرا ، ومن تصانيفه : « مرآة الأدب » في علم المعاني ، والبيان ، والبديع ، سلك المؤلف فيه أسلوبا بديعا ، وكتاب « العقد الفريد » في التوحيد ، وكتاب « فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء » وكتاب « الترجمان المترجم بمنتهى الأدب في لغة الترك والعجم والعرب » وغير ذلك من المصنفات.

وبعد هذه الحياة الحافلة بالرحلات ، والعمل ، والتأليف ، توفي « أحمد بن عرب شاه » في يوم الاثنين منتصف شهر رجب سنة أربع وخمسين وثمان مائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر البدر الطالع للشوكاني ج ١ ، ص ١١١.

٦١

رقم الترجمة / ٢١

« أحمد بن عليّ » (١) ت ٨٤٥ هـ

هو : أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم ، أبو الحسن بن عبد الصمد بن تميم ، القاهري ، قال « ابن حجر » إنه رأى بخطه ما يدلّ على أن مولده كان في سنة ست وستين وسبعمائة بالقاهرة. ونشأ بها نشأة حسنة ، وحفظ القرآن ، وأخذ العلم عن جماعة من خيرة العلماء ، أمثال « الآمدي والبلقيني والعراقي والهيثمي » وغير ذلك ، فقد وجد بخطه أن كبار شيوخه بلغت ستمائة نفس.

حبب إلى « أحمد بن عليّ » الرحلة إلى بعض العواصم العربية والإسلامية من أجل التزوّد من العلم كما هي عادة خيرة العلماء ، فرحل إلى مكة ، وحج واعتمر ، وسمع من علمائها ، ثم رحل إلى الشام وسمع الكثيرين من شيوخها ، ولقي الكبار ، وجالس الأئمة ، وتفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة ثم بعد فترة من الزمن تحول شافعيا ، ودرس فقه الإمام الشافعي رضي‌الله‌عنه ، ثم دخل دمشق مرارا ، مع ولده « الناصر » وتولى بها التدريس ، ثم أعرض عن جميع ذلك. وبعد هذه الجولة الواسعة التي طوّف فيها الكثير من المدن عاد إلى القاهرة ، وأقام بها ، وعكف على الاشتغال بالتاريخ حتى اشتهر به ، وبعد فيه صيته ، وصارت له فيه جملة تصانيف مثل : « الخطط والآثار للقاهرة » وهو من أحسن الكتب وأنفعها ، وفيه الكثير من العجائب والمواعظ.

ومن مؤلفاته : « درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة » ذكر فيه من عاصره ، وكتاب « إمتاع الأسماع بما للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأبناء والحفدة والمتاع » ، و « عقد جواهر الأسفاط في ملوك مصر والفسطاط » ، و « الإلمام فيما

__________________

(١) انظر ترجمته في البدر الطالع ج ١ ، ص ٧٩. ورقم الترجمة ٤٦.

٦٢

أرض الحبشة من ملوك الإسلام » ، و « الطرفة الغريبة في أخبار وادي حضرموت العجيبة » ، و « السلوك بمعرفة دول الملوك » ، و « التاريخ الكبير » وهو في ستة عشر مجلدا.

وله مؤلفات كثيرة غير هذه ، فقد وجد بخطه أن تصانيفه زادت على مائتي مجلد.

احتل « أحمد بن عليّ » مكانة سامية وشهرة كبيرة ، وقد أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « الإمام ابن حجر » : إنه أحب الحديث فواظب عليه حتى كان يتّهم بمذهب « ابن حزم » اهـ (١).

وقال « الشوكاني » : نظر في عدة فنون ، وشارك في الفضائل ، وقال النظم والنثر ، وناب في الحكم ، وولّي الحسبة بالقاهرة غير مرّة ، والخطابة بجامع « عمرو بن العاص » والإمامة بجامع « الحاكم » وقراءة الحديث بجامع « المؤيّد » وحمدت سيرته في مباشراته كلها ، وكان قد اتصل بالظاهر برقوق. اهـ (٢).

توفي « أحمد بن علي » بالقاهرة سادس عشر رمضان سنة خمس وأربعين وثمان مائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر البدر الطالع ج ١ ، ص ٧٩.

(٢) انظر البدر الطالع ج ١ ، ص ٧٩.

٦٣

رقم الترجمة / ٢٢

« أحمد بن عمّار المهدوي » (١) ت ٤٤٠ هـ

هو : أحمد بن عمّار بن أبي العباس الإمام أبو العباس المهدوي ، نسبة إلى « المهدية » من بلاد « إفريقية » أستاذ مشهور.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

رحل « المهدوي » إلى البلاد في سبيل تحصيل العلم ، ودخل الأندلس في حدود الثلاثين والأربعمائة.

أخذ « أحمد المهدوي » القراءات عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « محمد بن سفيان » أبو عبد الله القيرواني ، الفقيه المالكي ، تفقه على « أبي الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي » حتى برع في الفقه ، وسمع منه.

ورحل إلى « مصر » فقرأ على « إسماعيل بن محمد المهري لورش ، وعرض الروايات على « أبي الطيب بن غلبون ». رحل إليه قبل سنة ثمانين وثلاثمائة ، وعاد من « مصر ».

وقرأ أيضا على « يعقوب بن سعيد الهوّاري ، وكردم بن عبد الله » ، وبرع في القراءات ، واشتهر صيته ، وصنف كتاب « الهادي » في القراءات ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو بكر القصري » والحسن

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ص ٣٩٩. طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٩٢. إنباه الرواة للقفطي ج ١ ، ص ١٢٦. بغية الوعاة للسيوطي ج ١ ، ص ٣٥١. طبقات المفسرين للسيوطي ص ١٩. طبقات المفسرين للداودي ج ١ ، ص ٥٦. طبقات النحاة لابن قاضي شهبة ج ١ ، ص ٢٢٧.

٦٤

ابن علي الجلولي ، وعبد الملك بن داود القسطلاني ، وعبد الحق الجلاد ، وأحمد ابن عمّار المهدوي ، وأبو العالية السندوني ، وعثمان بن بلال العابد ، وأحمد الحجري ، وعبد الله بن سمران أو سموان القروي شيخ الهذلي ، وأبو الحسن العجمي ، وعبد الله بن سهل ، وسمع منه « حاتم بن محمد ». احتلّ « محمد بن سفيان » مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه.

يقول « الحافظ أبو عمرو الداني » : وسمع معنا على الشيخ أبي الحسن عليّ ابن محمد بن خلف الفقيه القابسي ، وكان ذا فهم ، وحفظ ، وستر ، وعفاف ، وخرج من القيروان لأداء فريضة الحج سنة عشر وأربعمائة فحج ، وجاور بمكة ، ثم أتى المدينة المنورة فمرض وتوفي بها سنة خمس عشرة وأربعمائة ، حدثني بذلك من شهده. اهـ (١).

ومن شيوخ « أحمد بن عمّار المهدوي » : « أبو الحسن أحمد بن محمد القنطري » : بفتح القاف ، وسكون النون ، وفتح الطاء المهملة ، نسبة إلى « القنطرة » المعدّة للعبور ، وهو شيخ مقرئ ، قرأ على « الحسن بن محمد بن الحباب ، وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وعلي بن محمد بن عبد العزيز بن نفيس ».

تصدر « القنطري » لتعليم القرآن ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « أحمد بن عمّار المهدوي » و « محمد بن شريح ».

توفي « القنطري » بمكة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة من الهجرة.

تصدّر « أحمد بن عمار المهدوي » لتعليم القرآن ، وتتلمذ عليه الكثيرون.

ومن تلاميذه : « غانم بن وليد المالقي ». قرأ على « أبي العباس المهدوي » وقرأ عليه « ابن أخته محمد بن سليمان النفري » بكسر النون وفتح الفاء المشددة

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٤٧.

٦٥

نسبة إلى « النّفر » قال عنه « السمعاني » صاحب « الأنساب » : وظنّي أنه موضع بالبصرة (١).

ومن تلاميذ « أحمد المهدوي » : محمد بن أحمد بن مطرّف أبو عبد الله الكتاني ، القرطبي ، يعرف بالطّرفي لكونه كان يؤم بمسجد « طرفة » بقرطبة ، قرأ بالروايات على « مكي بن أبي طالب » ولازمه ، وحمل عنه معظم ما عنده ، وصحب « أحمد بن عمّار المهدوي » وسمع « يونس بن عبد الله » وكان عالما بالقراءات أخذ الناس عنه كثيرا ، ومن الذين قرءوا عليه : « عون الله القرطبي ، وأحمد بن عبد الرحمن الخزرجي ».

احتلّ « ابن مطرف » مكانة سامية مما استحق ثناء العلماء عليه.

قال عنه « ابن بشكوال » : كان ديّنا ، فاضلا ، ثقة ، حدثنا عنه « أبو القاسم ابن صواب » بجميع ما رواه ، وغيره من شيوخنا ووصفوه بالمعرفة ، والجلال ، توفي سنة أربع وخمسين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « أحمد المهدوي » : « موسى بن سليمان أبو عمران اللخمي » نزل « المرية » بضم الميم وكسر الراء المشددة ، نسبة إلى جماعة بطون من قبائل شتّى ، منهم : « مرّ بن حسين بن عمرو بن الغوث بن طيء » (٢) وموسى بن سليمان اللخمي ، مقرئ مسند ، قرأ على « مكي بن أبي طالب ، وأحمد بن عمار المهدوي ، وأحمد بن أبي الربيع ، صاحب الساوي ». وقرأ عليه « أحمد بن عبد الرحمن القصبي ، وعبد الرحيم بن الفرس الغرناطي ». توفي في صفر سنة أربع وتسعين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « أحمد المهدوي » : يحيى بن إبراهيم بن زيد أبو الحسن ،

__________________

(١) انظر الأنساب للسمعاني ، ج ٥ ، ص ٥١٥.

(٢) انظر الأنساب للسمعاني ج ٥ ، ص ٢٦٨.

٦٦

المعروف بابن البياز ، شيخ كبير بالأندلس ، قرأ على « أبي عمرو الداني » وعبد الرحمن بن الخزرجي ، وأبي عمر أحمد بن محمد الطلمنكي ، ومكي بن أبي طالب ، وعبد الجبار الطرسوسي بمصر ».

وقرأ على « ابن البياز » : « أبو الحسن علي بن أحمد بن الباذش ، ومحمد ابن الحسن بن غلام الفرس ، وعلي بن عبد الله بن ثابت ، وسليمان بن يحيى ، وعيسى بن حزم الغافقي » وعمّر دهرا طويلا. توفي سنة ست وتسعين وأربعمائة ، وله تسعون سنة.

ومن تلاميذ « أحمد المهدوي » : محمد بن عيسى بن فرج أبو عبد الله التجيبي المغامي ، وهو إمام مقرئ ضابط ، قرأ على : « الإمام أبي عمرو الداني ، ومكي ابن أبي طالب ، وأبي عمر الطلمنكي ، وأحمد بن عمّار المهدوي ، وسليمان بن إبراهيم ».

وقرأ عليه : « أبو بكر بن عياش ، وعبد الوهاب بن حكيم ، وعليّ بن أحمد ابن أشجّ ، وعليّ بن محمد بن درّي ، خطيب غرناطة ». توفي بإشبيلية سنة خمس وثمانين وأربعمائة.

احتل « أحمد بن عمار المهدوي » مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه.

وعنه يقول « الحافظ الذهبي » : كان رأسا في القراءات ، والعربية (١). وقال عنه « القفطي » : كان عالما بالأدب ، والقراءات ، متقدما فيها ، وألف كتبا كثيرة النفع ، مثل كتاب « التعضيل في التفسير » ، ومختصره « التحصيل » وله كتاب « تعليل القراءات السبع » (٢).

قال عنه « السيوطي » : توفي سنة أربعين وأربعمائة رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٩٩.

(٢) انظر إنباه الرواة للقفطي ج ١ ، ص ١٢٦.

٦٧

رقم الترجمة / ٢٣

« أحمد بن الفضل » (١) ت ٤٦٠ هـ

هو : أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمود بن جعفر أبو بكر الباطرقاني الأصبهاني وهو إمام في القراءات ، ومن المحدثين الثقات.

ولد « أحمد بن الفضل » سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.

أخذ « أحمد بن الفضل » القراءة عن مشاهير علماء عصره.

ومن شيوخه في القراءة : « عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن محمد ، أبو محمد التميمي » وهو من خيرة القراء الثقات. أخذ « عبد العزيز بن محمد » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « عبد الله بن أحمد بن مسعود » ، وآخرون.

وبعد أن اكتملت مواهب « عبد العزيز بن محمد » تصدّر للإقراء وتعاليم القرآن ومن الذين قرءوا عليه : « أحمد بن الفضل الباطرقاني » في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

توفي « عبد العزيز بن محمود » سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

ومن شيوخ « أحمد بن الفضل » في القراءة : « أبو الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي ، الجرجاني ، وهو من الثقات المشهورين ، ومن المؤلفين الممتازين ، فقد ألف « المنتهى في القراءات في الخمسة عشر » وهو من كتب

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٤ ورقم الترجمة ٣٦٤. غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٩٦ ورقم الترجمة ٤٤٠. الوافي بالوفيات ج ٧ ، ص ٢٨٨. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣٢٩.

٦٨

القراءات النافعة المفيدة ، ومن المراجع الأصيلة من علم القراءات ، إذ اشتمل على مائتين وخمسين رواية ، كما ألف رحمه‌الله تعالى كتاب « تهذيب الأداء في القراءات السبع » وهو أيضا من المراجع المفيدة.

أخذ « أبو الفضل محمد بن جعفر » القراءة على خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم « الحسن بن سعيد المطوعي ».

تصدّر « أبو الفضل محمد بن جعفر » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة والضبط وحسن الأداء ، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة « أحمد بن الفضل » وغيره كثير.

احتلّ « أبو الفضل محمد بن جعفر » مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : كان « أبو الفضل » أحد من جال في الآفاق ، ولقي الكبار ». توفي « أبو الفضل » بعد حياة حافلة بالتصنيف والتأليف سنة ثمان وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

ومن شيوخ « أحمد بن الفضل » في القراءة : « محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله العبديّ الأصبهاني ، الحافظ الكبير ، وهو من القراء الثقات ، ومن أصحاب المؤلفات. قال عنه حجة القراء الإمام ابن الجزري رحمه‌الله تعالى : « محمد بن إسحاق ، إمام كبير ، جال الأقطار ، وانتهى إليه علم الحديث بالأمصار ، لا نعلم أحدا رحل كرحلته ، ولا كتب ككتابته ، فإنه بقي في الرحلة أربعين سنة ، وكتب بخطه فيها عدة أحمال ، ثم عاد إلى وطنه شيخا ، وقد كتب عن ألف وسبعمائة شيخ ، ومعه أربعون حملا من الكتب ، فتزوج بأصبهان ، ورزق الأولاد » (١).

أخذ « محمد بن إسحاق » القراءة عن عدد كبير من العلماء : فقد روى

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٩٨.

٦٩

القراءة عن « علي بن جعفر البغدادي » بمصر ، ومحمد بن محرّم الجهوري ، وغيرهما كثير.

تصدّر « محمد بن إسحاق » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة والاتقان ، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : ابنه إسحاق ، وأحمد بن الفضل ، وآخرون. توفي « محمد بن إسحاق » سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

ومن شيوخ « أحمد بن الفضل » في القراءة : « محمد بن إبراهيم بن أحمد البغدادي » كان رحمه‌الله تعالى من الثقات ، ومن القراء المشهورين ، أخذ القراءة عن « أبي الحسن الدارقطني » إذ سمع منه « كتاب القراءات ». ثم جلس « محمد بن إبراهيم » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وجودة القراءة وحسن الأداء ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، ويتلقون عليه ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة « أحمد بن الفضل الباطرقاني ».

وكما أخذ « أحمد بن الفضل » القراءة القرآنية عن خيرة العلماء ، أخذ أيضا حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : كان مكثرا من السماع على : ابن منده ، وأحمد بن يوسف الثقفي ، والحسن بن كعبرة ، وأبي مسلم بن شهدل.

احتل « أحمد بن الفضل » مكانة عظيمة ، ومنزلة عالية ، وسمعة حسنة ، مما جعل العلماء يثنون عليه ، وفي هذا يقول عنه تلميذه « محمد بن عبد الواحد الدقاق » : « لم أر شيخا بأصبهان جمع بين علم القرآن والقراءات ، والحديث ، والروايات ، وكثرة الكتابة ، والسماع ، أفضل من « أبي بكر الباطرقاني » كان إمام الجامع الكبير ، حسن الخلق والهيأة ، والمنظر والقراءة ، والدراية ، ثقة في

٧٠

الحديث » اهـ (١).

ومما يدلّ على نبوغه وكثرة علمه مؤلفاته التي تركها ، يقول « الإمام ابن الجزري » : وألف كتاب طبقات القراء سماه : « المدخل إلى معرفة أسانيد القراءات ، ومجموع الروايات » ووددت رؤيته ، وكتابا في « الشواذ » (٢).

تصدر « أحمد بن الفضل » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة وجودة القراءة ، والحفظ ، والاتقان ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، يأخذون عنه ، ويقرءون عليه.

ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : « الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد ، أبو علي الحدّاد » شيخ أصبهان ، وأعلى من بقي إسنادا في القراءات.

ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة ، وكان من مشاهير القراء الثقات ، وكان متحليا بالتقوى والصلاح ، وكان جليل القدر.

أخذ « الحسن بن أحمد » القراءة القرآنية على مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم ، « أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسن بن يزده الخياط ».

وروى حروف القراءات عن « عبد الملك بن الخير العطّار » وسمع سبعة ابن مجاهد من « أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة ». توفي في ذي الحجة سنة خمس عشرة وخمسمائة ، عن سبع وتسعين سنة ، رحمه‌الله رحمة واسعة.

ومن تلاميذ « أحمد بن الفضل » في القراءة : « علي بن زيد بن علي بن شهريار ، أبو الوفاء الأصبهاني » ، وهو من القراء الثقات ، الضابطين للقراءة ، وتجويد القرآن. أخذ « علي بن زيد » القراءة عن « أحمد بن الفضل الباطرقاني »

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٥.

(٢) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٩٧.

٧١

ثم تصدر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « الحسن بن أحمد الهمداني ».

توفي « أحمد بن الفضل الباطرقاني » سنة ستين وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٧٢

رقم الترجمة / ٢٤

« أحمد القزويني » (١) ت ٤٥٢ هـ

هو : محمد بن أحمد بن عليّ أبو عبد الله بن أبي سعيد القزويني ، بفتح القاف وسكون الزاي نسبة إلى « قزوين » إحدى المدائن المشهورة بأصبهان ، نزح من « قزوين » واستقر بها ، وهو من مشاهير علماء القراءات الحذاق.

أخذ القراءة عن خيرة علماء عصره.

ومن شيوخه الذين أخذ عنهم القراءة : « علي بن داود بن عبد الله أبو الحسن الداراني » وهو إمام مقرئ ، ضابط ، متقن ، ثقة ، قال عنه تلميذه « رشاد بن نظيف » : لم ألق مثله حذقا ، وإتقانا في رواية « ابن عامر الدمشقي ».

قال عنه « الإمام الداني » : كان ثقة ضابطا متقشفا.

وقال عنه « الكتاني » : كان « علي بن داود » ثقة. انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين ، ومضى على سداد.

وقال عنه « الإمام ابن الجزري » : كان عليّ بن داود إمام « داريار » فلما مات إمام الجامع الأموي خرج القاضي وجماعة من الأعيان إلى « داريار » ليأخذوه ويجعلوه إمام الجامع ، فلبس أهل « داريار » السلاح ليقاتلوا دونه ، فقال القاضي : يا أهل « داريار » ألا ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل « دمشق » احتاجوا إليكم في إمام ، فقالوا : قد رضينا ، فقدمت له بغلة

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء الكبار رقم الترجمة ٣٥٤ ج ١ ص ٤١٦. غاية النهاية في طبقات القراء رقم الترجمة ٢٧٥٨ ، ج ٢ ص ٧٥. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ٧٤ حسن المحاضرة ج ١ ، ص ٤٩٣.

٧٣

القاضي ، فلم يركبها ، وركب حماره ، ودخل معهم ، فسكن بالمنارة الشرقية ، وكان يقرئ شرقي الرواق الأوسط ولا يأخذ على الإمامة رزقا ، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برّا ، ويقتات من أرض له « بداريا » ويحمل ما يحتاج إليه من الحنطة فيخرج بنفسه إلى الطاحون ويطحنه ، ويعجنه ، ويخبزه. اهـ (١).

وأقول : هذا الخبر إن دلّ على شيء فإنما يدل على الكثير من المعاني السامية منها : أن « عليّ بن داود » كانت له مكانة عظيمة في العلم وبخاصة القرآن الكريم ، كما يدل على قناعته وعفة نفسه ، وزهده في الدنيا ، وتطلّعه إلى الدار الآخرة.

توفي « عليّ بن داود » في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة هـ.

ومن شيوخ « محمد بن أحمد القزويني » في القراءة : « الحسن بن سليمان بن الخير أبو علي الانطاكي النافعي » ، وهو أستاذ ماهر حافظ ، سكن « مصر » وقرأ على شيوخها ، وفي مقدمتهم : « أبو الفتح بن بدهن ».

قال عنه الإمام الدانيّ : كان « الحسن بن سليمان الأنطاكي » أحفظ أهل زمانه للقراءات ، والغرائب من الروايات ، والشاذ من الحروف ، ومع ذلك يحفظ تفسيرا كثيرا ، ويحفظ إعرابا وعللا ، ينصّ ذلك نصّا بطلاقة لسان ، وحسن منطق لا يلحق ، وكانت له إشارات يشير بها لمن يقرأ عليه تفهم عنه في الكسر والفتح والمدّ والقصر ، والوقف.

وتتلمذ عليه عدد كبير منهم « محمد بن أحمد بن سعد القزويني ».

توفي « الحسن بن سليمان الأنطاكي » بمصر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

وكما أخذ « محمد بن أحمد القزويني » القراءة عن خيرة العلماء أخذ أيضا

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٤٢.

٧٤

حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفي مقدمة شيوخه الذين أخذ عنهم الحديث :

« القاضي عليّ بن محمد الحلبي ، وميمون حمزة الحسيني ».

تصدّر « محمد بن أحمد القزويني » لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة : « الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة ، بفتح الباء ، وتشديد اللام مكسورة ، وهو أستاذ ماهر حاذق ، نزيل الإسكندرية ، ومؤلف كتاب « تلخيص العبارات بلطيف الإشارات » في القراءات.

ولد ابن بليمة سنة سبع أو ثمان وعشرين وأربعمائة.

وعني بالقراءات فقرأ بالقيروان على « أبي بكر القصري » إمام جامع القيروان وغيره ، ثم رحل فقرأ بمكة المكرمة على « أبي معشر الطبري » ، وقرأ بمصر على « محمد بن أحمد القزويني » وأحمد بن نفيس برواية ورش من طريق الأزرق ، ورواية « الدوري » عن اليزيدي.

وقرأ عليه عدد كثير وفي مقدّمتهم : « أبو العباس أحمد بن الحطيئة ».

توفي « الحسن بن بليمة » بالاسكندرية ثالث عشر رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة هـ.

ومن تلاميذ « محمد بن أحمد القزويني » في القراءة : « يحيى بن عليّ بن الفرج أبو الحسن المصري ، يعرف بابن الخشاب ، كان شيخ الإقراء بالديار المصرية ، وهو أستاذ ماهر حاذق ، صحيح الأخذ والضبط ، أخذ القراءة على عدد من العلماء. وفي مقدمتهم : « محمد بن أحمد القزويني » ثم تصدّر للإقراء ، فأخذ عنه القراءة الكثيرون ، منهم : « أحمد بن محمد بن خلف الأنصاري ».

توفي « يحيى بن عليّ » سنة أربع وخمسمائة.

٧٥

ومن تلاميذ « محمد بن أحمد القزويني » في الحديث : « عبد العزيز الكتاني » محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله الرازي ، قدم بغداد ، وحدث بها عن أبي عامر عمرو بن تميم الطبري ، وروى عنه المعافى بن زكريا.

وبعد حياة حافلة بطلب العلم ثم تعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام توفي « محمد بن أحمد القزويني » في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة من الهجرة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٧٦

رقم الترجمة / ٢٥

« أحمد بن محمد » (١) ت ٩٢٣ هـ

هو : أحمد بن أبي بكر بن عبد الملك القسطلاني الأصل ، المصري الشافعي ، وهو من خيرة القراء ، والعلماء المؤلفين.

ولد في ثاني عشر ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثمان مائة بمصر ، ونشأ بها فحفظ القرآن الكريم ، ثم قرأ بالسبعة على الشيخ « السراج عمر بن قاسم الأنصاري ».

وقرأ بالقراءات الثلاث إلى قوله تعالى : ( وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا ) على الشيخ « الزين عبد الغني الهيثمي » ثم قرأ بالقراءات العشر على الشيخ « الشهاب بن أسد ». وأخذ الفقه عن « الفخر المقسمي » ، و « الشهاب العيّادي » ، وقرأ ربع العبادات من كتاب « المنهاج » على « الشمس اليامي » وقطعة من « كتاب الحاوي » على « البرهان » وسمع مواضع في شرح الألفية على « الرضي ، والسخاوي » وسمع صحيح البخاري بتمامه على « الشاوي » ثم حج غير مرّة ، وجاور سنة أربع وثمانين وثمان مائة ، وسمع بمكة عن جماعة من خيرة العلماء.

اشتهر « أحمد بن محمد » بالتقوى والصلاح مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول : « الإمام الشوكاني » : وكان متعففا ، جيد القراءة للقرآن ، والحديث ، والخطابة ، شجيّ الصوت ، مشاركا في الفضائل ، متواضعا ، متوددا ، لطيف العشرة ، سريع الحركة ، اشتهر بالصلاح والتعفف على طريق أهل الفلاح » (٢).

__________________

(١) انظر ترجمته في البدر الطالع ج ١ ، ص ١٠٢ ورقم الترجمة ٦٠.

(٢) انظر البدر الطالع للشوكاني ج ١ ، ص ١٠٣.

٧٧

وقال « الشيخ جار الله بن فهد » : ولما اجتمعت به في الرحلة الأولى أي إلى مكة المكرمة أجازني بمؤلفاته ، ومروياته » ثم يقول « الشيخ جار الله » : ومن الرحلة الثانية اعترف لي بمعرفة فنّي » (١).

ترك « أحمد بن محمد » للمكتبة الإسلامية بعض المصنفات في علوم مختلفة ، فمن ذلك : « العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية » في التجويد ، و « الكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز » وشرح على « الشاطبية » وصل فيه إلى الإدغام الصغير.

ومن مؤلفاته المشهورة : شرح البخاري المسمى « إرشاد الساري على صحيح البخاري » في أربعة مجلدات.

توفي « أحمد بن محمد » بعد حياة حافلة بالعلم والتصنيف ليلة الجمعة ، سابع المحرم سنة ثلاثا وعشرين وتسعمائة ، وصلّي عليه بعد الجمعة بالجامع الأزهر.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر البدر الطالع ج ١ ، ص ١٠٣.

٧٨

رقم الترجمة / ٢٦

« أحمد بن مسرور » (١) ت ٤٤٢ هـ

هو : أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب ، أبو نصر الخبّاز البغدادي ، وهو شيخ جليل مشهور ، ومن الثقات.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أحمد بن مسرور » ، القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله أبو الحسن الحمامي ، وهو شيخ العراق ومسند الآفاق ، ومن الثقات البارعين.

ولد « علي بن أحمد » سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وتوفي في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة ، وهو في سنّ التسعين.

أخذ « عليّ بن أحمد » القراءات عرضا عن « أبي بكر النقاش ، وأبي عيسى بكار ، وزيد بن علي ، وهبة الله بن جعفر ، وعبد الواحد بن عمر ، وعليّ بن محمد بن جعفر القلانسي ، ومحمد بن علي بن الهيثم ، وعبد العزيز بن محمد الواثق بالله ، وأحمد بن محمد بن هارون الورّاق ، وعبد الله بن الحسن بن سليمان النخّاس ، وأحمد بن عبد الرحمن الوليّ ، وأبي بكر بن مقسم ، وإسماعيل بن شعيب النهاوندي ».

تصدر « على بن أحمد » لتعليم القرآن ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أحمد بن

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٤١٤ رقم الترجمة ٣٥٢. طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ١٣٧ ورقم الترجمة ٦٥١.

٧٩

مسرور ، وأحمد بن الحسن بن اللحياني ، وأحمد بن علي الصوفي ، وأحمد بن علي الهاشمي ، والحسن بن البناء ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، والحسن بن علي العطار ، والحسن بن محمد المالكي ، والحسين بن أحمد الصفّار ، والحسين بن الحسن بن أحمد بن غريب ، وعبد الواحد بن شيطا ، وعبد الملك بن شابور ، وعبد السيّد بن عتاب ، وعليّ بن محمد بن فارس ، ومحمد بن موسى الخياط ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي ، وغير هؤلاء كثير.

احتلّ « علي بن أحمد » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « كان عليّ بن أحمد » صدوقا ، ديّنا ، فاضلا ، تفرّد بأسانيد القرآن وعلوّها » اهـ (١).

ومن شيوخ « أحمد بن مسرور » : « عليّ بن إسماعيل بن الحسن بن إسحاق أبو الحسن البصري القطان ، المعروف بالخاشع ، وهو أستاذ ، رحّال ، محقق ، ومن الثقات. أخذ القراءة بمكة المكرمة عن : « أبي بكر بن محمد بن عيسى بن بندار ، وبأنطاكية عن « الأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق » ، كما أخذ القراءة بعسقلان عن « أبي الحسن عليّ بن محمد بن عامر » ، وبحمص عن : « قيس بن محمد » إمام جامع حمص ، وبالصعيد الأعلى عن : « أحمد بن عثمان بن عبد الله الأسواني ».

تصدّر « علي بن إسماعيل » لتعليم القرآن ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أحمد ابن مسرور ، وأبو بكر محمد بن عمر ، وأبو علي الأهوازي ».

احتلّ « علي بن إسماعيل » منزلة رفيعة بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، قال « الحافظ أبو عبد الله البغدادي » : « أقرأ عليّ بن إسماعيل ببغداد مدّة ، واشتهر ذكره ، وطال عمره وصنف في القراءات » (٢).

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٢٢.

(٢) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٥٢٧.

٨٠