معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

متعددة ، واجتمع منها في بعض الأوقات : التفسير ، والحديث ، والأصول ، والنحو ، والصرف ، والبيان ، والمعاني والمنطق ، والفقه ، والجدل ، والعروض.

ثم يقول الشوكاني : وكان في أيام قراءته على الشيوخ ، وإقرائه لتلامذته يفتي أهل مدينة صنعاء ، بل ومن وفد إليها ، بل ترد عليه الفتاوى من الديار التهامية ، وشيوخه إذ ذاك أحياء ، وكادت الفتيا تدور عليه من أعوام الناس وخواصهم ، واستمرّ يفتي من نحو العشرين من عمره فما بعد ذلك ، وكان لا يأخذ على الفتيا شيئا تنزها.

ويقول الشوكاني عن نفسه : وربما قال الشعر إذا دعت لذلك حاجة كجواب ما يكتبه إليه بعض الشعراء من سؤال ، أو مطارحة أدبيّة ، أو نحو ذلك ، ومن ذلك قوله :

أنا راض بما قضى

واقف تحت حكمه

سائل أن أفوز بالخير

من حسن ختمه

ويقول الشوكاني عن نفسه : وابتلى بالقضاء في مدينة صنعاء بعد موت من كان متوليا للقضاء ، وكان دخوله في القضاء وهو ما بين الثلاثين والاربعين.

ترك الشوكاني للمكتبة الإسلامية والعربية الكثير من المصنفات في علوم متفرقة منها المطولات ، ومنها المختصرات ، وقد ذكرها الشوكاني أثناء ترجمته لنفسه ، من هذه المصنفات : « نيل الأوطار وشرح المنتقى من الأخبار » أرشده إلى تصنيفه جماعة من شيوخه ، وعرض عليهم بعضا منه.

وكتاب « الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ».

وكتاب « المختصر البديع في الخلق الوسيع » ذكر فيه خلق السماوات والأرض ، والملائكة ، والجن ، والإنس ، وسرد غالب ما ورد من الآيات والأحاديث وتكلم عليها.

٣٨١

وكتاب « المختصر الكافي من الجواب الشوافي ».

ورسالة في أحكام الاستجمار ، ورسالة في أحكام النفاس ، ورسالة في الكلام على وجوب الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصلاة ، والقول الصادق في إمامة الفاسق ، ورسالة في « أسباب سجود السهو » وكتاب « البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع » وكتاب « فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدراية من علم التفسير » في خمسة مجلدات.

ورسالة في وجوب الصوم على من لم يفطر إذا وقع الإشعار في دخول رمضان في النهار.

ورسالة في كون الخلع طلاقا ، أو فسخا. ورسالة في حكم الطلاق ثلاثا ، ورسالة في الطلاق البدعي ، ورسالة في نفقة المطلقة ، ورسالة في بيع الشيء قبل قبضه ، وشفاء العلل في حكم زيادة الثمن لأجل الأجل.

والقول المحرر في حكم لبس المعصفر ، وسائر أنواع الأحمر.

والبحث المسفر عن تحريم كل مسكر ومفتّر ، وإتحاف المهرة بالكلام على حديث لا عدوى ولا طيرة ، ورسائل في أحكام لبس الحرير ، ورسالة في حكم المخابرة ، وزهر النّسرين الفائح بفضائل العمرين.

ورسالة في لحوق ثواب القراءة ، المهداة من الأحياء إلى الأموات ، والقول المقبول في ردّ خبر المجهول من غير صحابة الرسول ، وفتح القدير في الفرق بين المعذرة والتعذير ، وتنبيه الأعلام على تفسير المشتبهات بين الحلال والحرام ، والدرّ النضيد في إخلاص التوحيد ، والقول الجليّ في لبس النساء الحليّ ، والقول المفيد في حكم التقليد ، والفتح الرباني في فتاوى الشوكاني.

ثم يقول الشوكاني بعد سرده لهذه المصنفات : هذا ما أمكن خطوره بالباب حال تحرير هذه الترجمة ، ولعل ما لم يذكر أكثر مما ذكر ، وقد كان جميع ما

٣٨٢

تقدم من القراءة على شيوخه في تلك الفنون ، وقراءة تلامذته لها عليه مع غيرها ، وتصنيف بعض ما تقدم تحريره ، قبل ان يبلغ صاحب الترجمة أربعين سنة ، بل درس في شرحه للمنتقى قبل ذلك ، وترك التقليد ، واجتهد رأيه اجتهادا مطلقا غير مقيّد ، وهو قبل الثلاثين ، وكان منجمعا عن بني الدنيا لم يقف بباب أمير ، بل كان مشتغلا في جميع أوقاته بالعلم درسا وتدريسا وإفتاء وتصنيفا.

وهكذا كان الشوكاني ، حتى توفاه الله تعالى سنة خمسين ومائتين وألف من الهجرة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣٨٣

رقم الترجمة / ١٠٠

« محمّد النّجّار » (١) ت ٤٠٢ هـ

هو : محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن بن هارون أبو الحسن التميمي الكوفي النحوي المعروف بابن النجار.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

ولد « ابن النجار » أول سنة ثلاث وثلاثمائة من الهجرة. أخذ « ابن النجار » القراءة عن خيرة العلماء ، يقول « ابن الجزري » : أخذ القراءة عرضا عن « محمّد بن الحسن بن يونس ، والحسن بن داود النقار ، وعن أبيه جعفر بن محمّد (٢).

كما أخذ حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء.

يقول « الخطيب البغدادي » : قدم « محمّد بن النجار » بغداد ، وحدث بها عن « محمّد بن الحسين الأشناني ، وعبيد الله بن ثابت الحريري ، وإسحاق بن محمّد بن مروان ، ومحمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، وأبي بكر بن دريد ، ونفطويه ، وأبي روق الهزّاني ، ومحمّد بن يحيى الصولي » (٣).

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : تاريخ بغداد ج ٢ ، ص ١٥٨. وإرشاد الأريب ج ١٨ ص ١٠٣. وإنباه الرواة ج ٣ ، ص ٨٣. وتذكرة الحفاظ ج ٣ ، ص ١٠٦٢. والوافي بالوفيات ج ٢ ، ص ٣٠٥. والبداية والنهاية ج ١١ ، ص ٣٤٧. ومعرفة القراء ج ١ ، ص ٣٦٧. وطبقات القراء ج ٢ ، ص ١١. وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة ج ١ ، ص ٣١. وبغية الوعاة ج ١ ، ص ٦٩. وشذرات الذهب ج ٣ ، ص ١٦٤.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١١١.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٦٧.

٣٨٤

تصدر « محمّد بن النجار » لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام واشتهر بالثقة ، وصحة السند ، وعمّر طويلا ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، يقول « الإمام ابن الجزري » : روى القراءة عن « ابن النجار » « الحسن ابن محمّد البغدادي ، وأبو علي غلام الهراس ، وأبو علي العطار » (١).

وقال « الخطيب البغدادي » : حدثنا عن « محمّد بن النجار » « محمّد بن عليّ ابن مخلد الوارق ، وأحمد بن علي بن التوزي ، وأبو القاسم الأهوازي ، وأحمد ابن عبد الواحد الوكيل » ، وغيرهم ، ثم يقول « البغدادي » : وذكر لي « الحسن ابن علي بن عبد الله المقرئ ، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل » أنهما سمعا منه ببغداد في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة (٢).

اشتهر « ابن النجار » بين العلماء بالدقة والثقة ، مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « أبو علي البغدادي » : كان « ابن النجار » من جلة أهل العربية ومن أهل الحديث ، مثقفا ، فاضلا (٣).

وقال « ابن الجزري » : « ابن النجار مقرئ نحوي معمّر مسند ثقة » (٤) وقال « الخطيب البغدادي » : أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، وأبو منصور محمّد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري » قالا : توفي أبو الحسن محمّد بن جعفر بن النجار المقرئ ، بالكوفة في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١١١.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٢ ، ص ١٥٩.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١١١.

(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١١١.

٣٨٥

رقم الترجمة / ١٠١

« محمّد بن هانئ » (١) ت بعد ٣٩٠ هـ

هو : محمّد بن إبراهيم بن هانئ بن عيشون أبو عبد الله القيسي الأندلسي الألبيري.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

أخذ « محمّد بن هانئ » القراءة القرآنية عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » : رحل وأخذ القراءات عرضا عن محمّد بن عبد الله بن أشتة ، وسمع منه كتاب « المحبر » (٢).

تصدر « محمّد بن هانئ » لتعليم القرآن ، وأقبل عليه حفاظ القرآن ، يأخذون عنه ، وفي هذا يقول « الإمام الداني » : حدّث وكتب ، وقرأ عليه غير واحد من أصحابنا ».

وقال « ابن الجزري » : وممن قرأ عليه « مروان بن عبد الملك ».

توفي « محمّد بن هانئ » بعد التسعين وثلاثمائة ، رحمه‌الله رحمة واسعة.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٨٨. طبقات القراء ج ٢ ، ص ٤٧.

التكملة لكتاب الصلة ص ٣٧٤ والذيل والتكملة ج ٦ ، ص ١٠٦.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ٤٧.

٣٨٦

رقم الترجمة / ١٠٢

« محمّد الهرواني » (١) ت ٤٠٢ هـ

هو محمّد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن يحيى بن خالد أبو عبد الله الجعفي الكوفي القاضي المعروف بالهرواني.

ولد سنة خمس وثلاثمائة من الهجرة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

أخذ « الهرواني » القراءة عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « محمّد بن الحسن بن يونس النحوي ، وحماد بن أحمد الكوفي » (٢).

كما أخذ « الهرواني » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء. يقول « الخطيب البغدادي » : سمع « الهرواني » عليّ بن محمّد بن هارون الحميري ، ومحمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، ونحوهما. وقدم بغداد وحدث بها ، وكان ثقة فاضلا جليلا ، يقرئ القرآن ، ويفتي في الفقه على مذهب « أبي حنيفة » وكان من عاصره من الكوفة يقول : لم يكن بالكوفة من هو أفقه منه (٣).

ومن الأحاديث التي رواها « الهرواني » وذكرها « الخطيب البغدادي » ما يلي :

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : تاريخ بغداد ج ٥ ، ص ٤٧٣. وتذكره الحفاظ ج ٣ ، ص ١٠٦٢. والوافي بالوفيات ج ٣ ، ص ٣٢٠. والجواهر المضيئة ج ٢ ، ص ٦٥. ومعرفة القراء ج ١ ، ص ٣٦٨. وطبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧. وشذرات الذهب ج ٣ ، ص ١٦٥.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧. والقراء الكبار ج ١ ، ص ٣٦٨.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٥ ، ص ٤٧٢.

٣٨٧

قال « البغدادي » : حدثني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدثنا محمّد بن عبد الله الهرواني الكوفي ببغداد ، حدثنا علي بن محمّد بن هارون الحميري ، حدثنا أبو كريب محمّد بن العلاء ، حدثنا عبد الله بن إدريس بن الفرات القزاز عن أبيه عن « أبي حازم » عن « أبي هريرة » رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء ، كلما ذهب نبي خلفه نبي ، وإنه ليس كائن بعدي نبي ».

قالوا : يا رسول الله فما يكون؟ قال : « يكون خلفاء ويكثرون ».

قالوا : « يا رسول الله فما نصنع؟ قال : « أوفوا بيعة الأول فالأول ، أدّوا الذي عليكم ، ويسألهم الله الذي عليهم » اهـ (١).

تصدر « محمّد الهرواني » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو علي البغدادي ، وأبو علي غلام الهراس ، ومحمّد بن علي بن الحسن العلوي ، وأبو علي الشرمقاني ، وأبو علي العطّار ، وأبو الفضل الخزاعي » (٢).

احتل « محمّد الهرواني » مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه.

قال العتيقي » : ما رأيت بالكوفة مثله » (٣).

وقال « أبو علي المالكي » : كان من جلة أصحاب الحديث ، فقيها على مذهب العراقيين جليل القدر » (٤).

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٥ ، ص ٤٧٢.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧. والقراء الكبار ج ١ ، ص ٣٦٨.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧.

(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧.

٣٨٨

وقال « أبو العزّ عن أبي علي الواسطي » : كان « محمّد الهرواني » جليلا في زمانه ، يرجل إليه في طلب القرآن والحديث من كل بلد (١).

وقال « ابن الجزري » : أبو عبد الله الجعفي الكوفي نحوي ، مقرئ ، ثقة يعرف بالهرواني بفتح الهاء والراء ، وهو الذي كان يأخذ بإعادة الإخلاص ثلاث مرات عند الختم ، انفرد بذلك في رواية « الأعشى » ذكر ذلك عنه « أبو الفخر حامد بن حسنويه القزويني ، والظاهر ذلك اختيار منه (٢).

قال « أحمد بن علي بن التوزي » : توفي القاضي أبو عبد الله بن الهرواني بالكوفة في ليلة الخميس الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمائة ، وقد نيف على التسعين سنة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧.

٣٨٩

رقم الترجمة / ١٠٣

« مسافر بن الطيّب » (١) ت ٤٤٣ هـ

هو : مسافر بن الطيب بن عبّاد أبو القاسم البصري ، ثم البغدادي.

ولد « مسافر » سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

أخذ « مسافر » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « علي بن محمّد بن إبراهيم بن خشنام المالكي أبو الحسن البصري الدلاّل » ، وهو شيخ مشهور ، زاهد ، صالح ، ثقة ، عدل.

عرض القراءة على : « أبي العباس محمّد بن يعقوب المعدّل ، وأبي بكر محمّد ابن موسى الزينبي ».

وأخذ عن « ابن خشنام » القراءة : « أحمد عبد الكريم بن عبد الله القاضي ، ومسافر بن الطيب ، ومحمّد بن الحسين الكارزيني ، وعليّ بن أحمد الجوردكي ، وطاهر بن غلبون ، وأبو القاسم عبد العزيز بن محمّد الفارسي ، وأبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري ، والحسن بن محمّد بن الفحام ، ومحمّد بن نزار التكريتي ».

توفي « ابن خشنام » بالبصرة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

تصدّر « مسافر بن الطيّب » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أحمد بن الحسن ابن خيرون أبو الفضل البغدادي » ، وهو أستاذ مقرئ ثقة ، وأخذ القراءة

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : تاريخ بغداد ج ١٣ ، ص ٢٣١. معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٤١. طبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٩٣ ـ ٢٩٤.

٣٩٠

عرضا عن : عليّ بن طلحة البصري ، وروى الحروف عن « الحسن بن أحمد بن شاذان ، والقاضي الحسين الصيمري ».

وروى القراءات عنه عرضا : ابن أخيه « محمّد بن عبد الملك » وروى عنه حروف القراءات : « إبراهيم بن محمّد الهيتي ».

ومن تلاميذ « مسافر بن الطيّب » : عبد السيّد بن عتاب بن محمّد بن جعفر ابن عبد الله الحطاب » ، بالحاء المهملة أبو القاسم البغدادي ، الضرير ، قرأ على : « الحسن بن عليّ بن الصقر ، وأحمد بن رضوان ، والحسن بن ملاعب ، والحسن ابن أبي الفضل الشرمقاني ، وأبي الحسن الحمّامي ، وعلي بن أحمد بن محمّد بن داود الرزاز ، وأبي العلاء الواسطي ، وأبي طاهر محمّد بن ياسين الحلبي ، وأبي بكر محمّد بن عليّ بن زلال ، ومحمّد بن عبد الله الشمعي ، والحسين بن أحمد الحربي ».

وقرأ على « عبد السيّد بن عتاب » : أبو علي بن سكرة الصدفي ، ومحمّد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبو الكرم بن الشهرزوري.

توفي « عبد السيّد » سنة سبع وثمانين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « مسافر بن الطيّب » : علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن الجراح أبو الخطاب الوزير البغدادي الشافعي ، وهو إمام مقرئ ضابط مجوّد القراءة ، ولد سنة تسع أو عشر وأربعمائة ، وأخذ القراءة عن « علي ابن عمر بن بكير النجار ، وعلي بن الصقر الدينوري ».

وقرأ عليه : « أبو محمّد سبط الخياط ، وأبو الكرم الشهرزوري ، وسعد الله ابن الدجاجي ».

ونظم في القراءات كتابا ، وانتهت إليه رئاسة القراءة.

٣٩١

وكان يصلي بالمستظهر بالله التراويح ، توفي سنة سبع وتسعين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « مسافر بن الطيّب » : عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمّد أبو معشر الطبري ، القطان الشافعي ، شيخ أهل مكة ، وهو إمام عارف محقق ، وأستاذ ثقة صالح.

قرأ على : « أبي القاسم عليّ بن محمّد بن علي الزيدي بحرّان ، وأبي عبد الله الكارزيني ، وابن نفيس ، وإسماعيل بن راشد الحدّاد ، والحسين بن محمّد الأصفهاني ، وأبي الفضل عبد الرحمن بن الحسن الرازي ، وعليّ بن الحسين الطريثيثي ».

وقرأ عليه : « الحسن بن بليمة ، وإبراهيم بن عبد الملك القزويني ، وعبد الله ابن منصور بن أحمد البغدادي ، وعبد الله بن عمر بن العرجاء ، وإبراهيم بن المسبّح ومحمّد بن إبراهيم بن نعم الخلف ، ومنصور بن الحسين ، ومحمّد بن إبراهيم الأزجاهي ، وعبد الله بن أبي الوفاء القيسي ، وسليمان بن عبد الله الأنصاري ، ويحيى بن الخلوف الحميري ». وألف كتاب « التلخيص » في القراءات الثمان ، وكتاب « سوق العروس » فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق ، وكتاب الدرر في التفسير ، وكتاب الرشاد في شرح القراءات الشاذّة ، وكتاب « عنوان المسائل » وكتاب طبقات القراء ، وكتاب العدد ، وكتابا في اللغة.

توفي « أبو معشر الطبري » بمكة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « مسافر بن الطيّب » : أحمد بن عبد القادر بن يوسف أبو الحسين المقرئ ، وقد قرأ عليه « أبو الكرم الشهرزوري ».

ومن تلاميذ « مسافر بن الطيّب » : أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار ، أبو طاهر البغدادي الحنفي ، وهو أستاذ كبير ثقة محقق ، قرأ على : « الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، والحسن بن عليّ بن عبد الله العطّار ، وعلي

٣٩٢

ابن محمّد بن فارس الخياط ، وعليّ بن طلحة بن محمّد البصري ، وأبي تغلب عبد الوهاب بن عليّ بن الحسن المؤدب ، وفرج بن عمر الواسطي ، وأبي بكر محمّد ابن عبد الرحمن النهاوندي ، وعتبة بن عبد الملك العثماني الأندلسي ، ومنصور ابن محمّد بن عبد الله التميمي ، وأحمد بن مسرور بن عبد الوهاب ، وعبد الله ابن محمّد بن مكي ، وأبي الفتح عبد الواحد بن شيطا ، وأحمد بن محمّد بن إسحاق المقري ، ومسافر بن الطيب البصري » وروى قراءة الإمام محمّد بن إدريس الشافعي عن « أبي الفرج الحسين بن عليّ الطناجيري » ، ورواية « المسيبي » عن : « محمّد بن عبد الواحد بن رزمة » ورواية « الثعلبي » عن « ابن ذكوان » : عن « عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، ورواية « العجليّ » عن حمزة » عن « الحسن بن محمّد الخلال » ، ورواية « الدوري عن الكسائي » عن عليّ بن محمّد ابن قشيش ، ورواية « أبي الحارث » عن « عبيد الله بن أحمد بن عليّ الكوفي ».

قرأ عليه : « أبو عليّ بن سكرة الصدفي ، ومحمّد بن الخضر ، وأبو محمّد سبط الخياط ، وأبو الكرم الشهرزوري ». وروى عنه حروف القراءات : « الحافظ أبو طاهر السلفي ، وأبو بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ».

توفي « ابن سوار » سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

توفي « مسافر بن الطيّب » في شوال سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣٩٣

رقم الترجمة / ١٠٤

« أبو مسلم الكاتب » (١) ت ٣٩٩ ه‍

هو : محمد بن أحمد بن علي بن حسين أبو مسلم كاتب الوزير « أبي الفضل » البغدادي نزيل مصر ، ولد سنة خمس وثلاثمائة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو مسلم الكاتب » القراءة عن خيرة العلماء ، يقول « الإمام ابن الجزري » : روى القراءة عن « أبي بكر بن مجاهد ، ومحمد بن أحمد بن قطن ، وعلي بن أحمد بن بزيع » وسمع من « ابن دريد ، ونفطويه ، وابن الأنباري » وأبي القاسم البغوي ، وابن أبي داود ». ودخل المغرب فسمع من « أبي القاسم زياد بن مؤنس » (٢).

كما أخذ « أبو مسلم الكاتب » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء ، يقول « الخطيب البغدادي » : نزل « أبو مسلم الكاتب » مصر وحدث بها عن « أبي القاسم البغوي ، وعبد الله بن أبي داود ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وبدر ابن الهيثم ، وسعيد بن محمد ابن أخي زبير الحافظ ، وأبي بكر بن دريد ، وأبي بكر بن مجاهد ، وإبراهيم بن عرفة النحوي » (٣).

ثم يقول « الخطيب البغدادي » : حدثنا عنه « أحمد بن محمد العتيقي ،

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : تاريخ بغداد ج ١ ، ص ٣٢٣. وميزان الاعتدال ج ٣ ، ص ٤٦١. والوافي بالوفيات ج ٢ ، ص ٥٢. ومعرفة القراء ج ١ ، ص ٣٥٩. وطبقات القراء ج ٢ ، ص ٧٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ٧٣.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١ ، ص ٣٢٣.

٣٩٤

والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المصري ».

ثم يقول : وحدثني « الصوري » قال : حدثني « أبو الحسن العطار وكيل « أبي مسلم الكاتب » وكان من أهل العلم ، والمعرفة بالحديث ، كتب وجمع ولم يكن بمصر بعد « عبد الغني بن سعيد » أفهم منه ، قال : « ما رأيت في أصول « أبي مسلم » عن « البغوي » شيئا صحيحا غير جزء واحد ، كان سماعه فيه صحيحا ، وما عدا ذلك مفسودا » (١).

تصدر « أبو مسلم الكاتب » لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » : روى القراءة عن أبي مسلم الكاتب : الحافظ أبو عمرو الداني ، وقال : كتبنا عنه كثيرا ، ورشأ بن نظيف ، وأبو علي الأهوازي ، وأحمد بن بابشاذ ، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة. اهـ (٢) احتل « أبو مسلم الكاتب » مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه. يقول « ابن الجزري » : أبو مسلم الكاتب نزيل مصر معمّر مسند عالي السند » (٣).

توفي « أبو مسلم الكاتب » في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ١ ، ص ٣٢٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ٧٣.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ٧٣.

٣٩٥

رقم الترجمة / ١٠٥

« أبو معشر الطّبري » (١) ت ٤٧٨ هـ

هو : عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي ، أبو معشر الطبري القطان ، وهو من خيرة القرّاء ، ومن الثقات المشهورين ، وصاحب المؤلفات النافعة المفيدة. فقد ألف كتاب « التلخيص في القراءات الثمان » وكتاب « سوق العروس » فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق ، وكتاب « الدّرر في التفسير » وكتاب « الرشاد في شرح القراءات الشاذة ، وكتاب « عنوان المسائل » ، وكتاب « طبقات القراء ، وكتاب « العدد » ، وكتابا في اللغة.

احتلّ « أبو معشر الطبري » مكانة سامية ، ومنزلة رفيعة بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « ابن الجزري » : « هو شيخ أهل مكة ، وإمام عارف ، محقق ، استاذ كامل ، ثقة » (٢).

أخذ « أبو معشر الطبري » القراءة ، وحروف القرآن عن عدد من خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو القاسم الحسيني ». وهو من خيرة القراء المشهورين بالثقة ، والصلاح ، ومن المعمّرين. احتلّ « عليّ بن محمد » مكانة سامية ومنزلة رفيعة ، وسيرة حسنة ، مما جعل الكثيرين يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الإمام الداني » : « أبو القاسم الحسيني ، آخر من قرأ على « النقاش » وكان ضابطا ، ثقة ،

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٣٥. ورقم الترجمة ٣٧١. غاية النهاية في طبقات القراء ، ج ١ ، ص ٤٠١ ورقم الترجمة ١٧٠٨. ميزان الاعتدال ج ٢ ، ص ٦٤٤. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ١٢٣. طبقات المفسرين للداودي ج ١ ، ص ٣٣٨ ورقم الترجمة ٢٩٨. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣٥٨.

(٢) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٠١.

٣٩٦

مشهورا ، أقرأ بحرّان دهرا طويلا » اهـ (١).

أخذ « أبو القاسم الحسيني » القراءة ، وحروف القرآن عن عدد من العلماء فقد قرأ بالروايات على « أبي بكر النقاش » وسمع منه تفسيره.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن والقراءات ، واشتهر بالثقة ، وصحة الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، وفي مقدمة من قرأ عليه « أبو معشر الطبري ».

توفي « أبو القاسم الحسيني » في شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي معشر الطبري » في القراءة : « محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام ، أبو عبد الله الكارزيني الفارسي » ، وهو من مشاهير القراء الثقات الضابطين ، انفرد بعلوّ الإسناد في زمانه ، قال عنه « الإمام الذهبي » : « محمد بن الحسين ، مسند القراء في زمانه ، تنقّل في البلاد ، وجاور بمكة المكرمة ، وعاش تسعين سنة أو دونها ، لا أعلم متى توفي ، إلا أنه كان حيا في سنة أربعين وأربعمائة » (٢).

أخذ « محمد بن الحسين » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « الحسن بن سعيد المطوعي » وهو آخر من قرأ عليه.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو معشر الطبري ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد بن الحسين ».

ومن شيوخ « أبي معشر الطبري » في القراءة : أحمد بن سعيد بن أحمد بن

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٧٣.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٣٣.

٣٩٧

عبد الله ، المعروف بابن نفيس ، أبو العباس الطرابلسي الأصل ثم المصري.

وهو من القراء المشهود لهم بالثقة ، والأمانة ، وصحّة الإسناد ، ومن المعمّرين ، انتهى إليه علوّ الإسناد في زمانه.

أخذ القراءة عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو أحمد عبد الله السامري ، وأبو طاهر الأنطاكي » وغيرهما.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو معشر الطبري ».

توفي « أحمد بن سعيد » في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.

وقيل : سنة خمس وأربعين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي معشر الطبري » في القراءة : « إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد الحدّاد ، أبو محمد المصري » ، وهو من القراء الكبار المشهود لهم بالثقة وصحة الإسناد.

أخذ القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « قسيم بن مطير ». ثم تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بين الناس بصحة الإسناد ، وأقبل الطلاب عليه يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو معشر الطبري ».

توفي « إسماعيل بن عمرو » سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي معشر الطبري » في القراءة : « عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار ».

ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وهو من مشاهير علماء القراءات ، ومن الثقات المؤلفين ، صاحب كتاب « جامع الوقوف ».

٣٩٨

أثنى عليه الكثيرون من العلماء ، وفي هذا يقول « أبو سعيد بن السمعاني » :

« كان مقرئا ، فاضلا ، كثير التصانيف ، حسن السيرة ، متعبّدا ، حسن العيش قانعا باليسير ، يقرئ أكثر أوقاته ، ويروي الحديث » اهـ (١).

وقال « عبد الغافر الفارسي » : كان ثقة جوّالا ، إماما في القراءات ، أوحد في طريقته ، وهو ثقة ، ورع ، عارف بالقراءات ، والروايات ، عالم بالأدب ، والنحو ، أكبر من أن يدلّ عليه مثلي ، وهو أشهر من الشمس ، وأضوأ من القمر ، ذو فنون من العلم » اهـ (٢).

رحل « عبد الرحمن بن أحمد » إلى كثير من المدن ، والبلاد من أجل تلقي العلم ، والأخذ عن الشيوخ ، وكانت رحلته الأولى وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، ومكث في طوافه بالبلاد إحدى وسبعين سنة ، رحمه‌الله تعالى.

أخذ « عبد الرحمن بن أحمد » القراءة عن عدد كبير من علماء القراءات ، منهم : « علي بن داود الدارانيّ ، وأبو الحسن الحمامي » وغيرهما كثير.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وصحة الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علمه ، ويأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو معشر الطبري ».

توفي « عبد الرحمن بن أحمد » في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة.

ومن شيوخ « أبي معشر الطبري » في القراءة : « علي بن الحسين بن زكريا ، أبو الحسن الطريثيثي » ، وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة والاتقان.

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٦٢.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٦٢.

٣٩٩

أخذ القراءة عن عدد من خيرة القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو أحمد عبيد الله ابن مهران ، وأبو علي الأهوازي ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بصحة الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو معشر الطبري ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « علي بن الحسين ».

ومن شيوخ « أبي معشر الطبري » في القراءة : « الحسن بن علي بن إبراهيم ابن يزداد ، أبو علي الأهوازي » ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بالأهواز. وهو من مشاهير القراء ، ومن الثقات المعروفين بصحة الإسناد.

أخذ القراءات عن عدد كبير من علماء القراءات ، وفي مقدمتهم : « إبراهيم ابن أحمد بن محمد الطبري البغدادي ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالصحة ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، وفي مقدمة من قرأ عليه « أبو معشر الطبري ».

توفي « الحسن بن علي » في ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة بدمشق. رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

كما أخذ « أبو معشر الطبري » القراءة عن مشاهير القراء ، أخذ كذلك سنة الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من خيرة المحدثين ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « وسمع الحديث من « أبي عبد الله بن نظيف ، وأبي النعمان تراب بن عمر ، وعبد الله بن يوسف ، وأبي الطيب الطبري » اهـ (١).

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٣٦.

٤٠٠