معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

توفي « أبو بكر الباطرقاني » في شهر صفر سنة ستين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن الصقر أبو الفتح البغدادي » وهو من خيرة علماء القراءات ومن المشهورين بالثقة ، وحسن الأداء.

أخذ القراءة عن مشاهير العلماء ، وفي مقدمتهم : « زيد بن علي » ثم تصدّر لتعليم القرآن واشتهر في الآفاق ، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو القاسم الهذلي » ، و « أحمد بن محمد النوشجاني أبو زرعة ، الخطيب » ، كان رحمه‌الله تعالى من خيرة علماء القراءات ، ومن الثقات المشهود لهم ، أخذ القراءة عن خيرة القراء ، وفي مقدمتهم « أبو الحسن عليّ بن جعفر السعيدي ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر للإقراء ، وأقبل عليه الطلاب ، وفي مقدمة من قرأ عليه « أبو القاسم الهذلي ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن علاّن الواسطي ».

وهو من مشاهير القراء المتصدّرين ، ومن العلماء الثقات المعروفين ، إذ نشأ في بيت من بيوت القرآن الكريم.

أخذ « أحمد بن محمد » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « والده » عليهما رحمة الله تعالى.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وحسن التجويد والأداء.

ومن الذين أخذوا عنه القراءة « أبو القاسم الهذلي » بواسط.

٣٤١

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة ، أبو العباس المصري » وهو من الحفاظ المشهورين ، ومن القراء المعروفين ، أخذ القراءة عن عدد من مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « عبد المنعم بن غلبون ، وعمر بن عراك » وغيرهما كثير.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بين الخاص والعام ، وازدحم الطلاب على الأخذ عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو القاسم الهذلي ».

توفي « أحمد بن عليّ » سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن سعيد بن أحمد بن سليمان المعروف بابن نفيس ، أبو العباس » الطرابلسي الأصل ثم المصري.

وهو إمام ثقة ، كبير ، انتهى إليه علوّ الإسناد في القراءة أخذ « أحمد بن سعيد » القراءة عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدّمتهم : « أبو أحمد عبد الله السامري ، وأبو طاهر الأنطاكي » وغيرهما كثير. وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس واشتهر بالثقة ، وصحة الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو القاسم الهذلي ».

وقد عمّر « أحمد بن سعيد » حتى قارب المائة ، ثم توفي في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وقيل : سنة خمس وأربعين وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق أبو نعيم الأصبهاني » وهو من خيرة القراء ، ومن الحفّاظ المصنفين.

٣٤٢

أخذ القراءة عن مشاهير علماء عصره ، فقد روى القراءة سماعا عن « سليمان ابن أحمد الطبراني ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو القاسم الهذلي » فقد روى القراءات عنه سماعا.

توفي « أحمد بن عبد الله » سنة ثلاثين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « الحسن بن عليّ أبو عبد الله الشاموخي ».

وهو من شيوخ القراءات المشهورين ، ومن الثقات المعروفين. أخذ « الحسن ابن علي » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أحمد بن نصر بن منصور أبو بكر الشذائي ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر للإقراء ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو القاسم الهذلي » لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاته.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « الحسين بن مسلمة الرّقيّ الكاتب » (١).

وهو من خيرة القراء المعروفين ، أخذ القراءة عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « منصور بن ودعان ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، ومن الذين أخذوا عنه

__________________

(١) الرقي : نسبة إلى الرّقّة » وهي بلدة على طرف الفرات مشهورة.

انظر الأنساب للسمعاني ج ٣ ، ص ٨٤.

٣٤٣

القراءة « أبو القاسم الهذلي » بالرّقّة.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن محمد بن أحمد بن الفتح أبو بكر الفرضي ».

وهو من مشاهير القراء المعروفين بالثقة وصحة الإسناد. أخذ القراءة من خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « محمد بن الحسين الجعفي ، ومحمد بن علي بن الهيثم ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو القاسم الهذلي ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة : « أحمد بن محمد الفرضي ».

إلا أن « ابن الجزري » قال : إنه بقي إلى بعد الثلاثين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن محمد بن الحسين بن يزده الخياط ، أبو عبد الله الملنجي الأصبهاني (٢). وهو من مشاهير القراء ، ومن المعمّرين.

أخذ القراءة عن خيرة القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو الفرج محمد بن الحسن بن علاّن ، وأبو محمد بن عبد الجبّار بن فروخ المعلّم » وغيرهما.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو القاسم الهذلي ».

__________________

(٢) الملنجي : بكسر الميم وفتح اللام ، وسكون النون ، وهذه نسبة إلى قرية بأصبهان يقال لها :

« ملنجة » انظر الأنساب للسمعاني ، ج ٥ ، ص ٣٨١.

٣٤٤

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أحمد بن محمد بن يزده ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب أبو نصر الخباز » البغدادي. وهو شيخ جليل مشهور ، وقارئ ثقة عالي الإسناد. أخذ القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « منصور بن محمد بن منصور » صاحب « ابن مجاهد ».

وبعد أن اكتملت مواهبه صنّف كتاب « المفيد في القراءات » ثم جلس لتعليم القرآن وحروف القراءات ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عليه قراءة القرآن : « أبو القاسم الهذلي ».

توفي « أحمد بن مسرور » في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار بن إبراهيم ، أبو الفضل الرازي » ، شيخ الإسلام ، الثقة ، الورع ، الإمام ، المقرئ ، مؤلف كتاب « جامع الوقوف » وغيره ، الطوّاف في البلاد من أجل تحصيل العلم ، والآخذ عن العلماء ، وقد ورد عنه قوله : « أول سفري في الطلب ـ أي طلب العلم ـ كنت ابن ثلاث عشرة سنة » ، ويعقّب « ابن الجزري » على هذا الخبر بقوله : « فكان طوافه في البلاد إحدى وسبعين سنة » (١).

ولد رحمه الله تعالى سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، واحتل مكانة سامية ، ومنزلة رفيعة بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « أبو سعيد بن السمعاني » : « كان « أبو الفضل الرازي » مقرئا ، فاضلا ، كثير التصنيف ،

__________________

(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٦٣.

٣٤٥

حسن السيرة متعبدا ، حسن العيش ، منفردا ، قانعا باليسير ، يقرئ أكثر أوقاته ، ويروي الحديث ، وكان يسافر وحده ، ويدخل البراري » اهـ (١).

وقال « عبد الغفار الفارسي » : كان « أبو الفضل الرازي » ثقة ، جوّالا ، إماما في القراءات ، أوحد في طريقته ، وكان لا ينزل الخوانق بل يأوي إلى مسجد خراب ، فإذا عرف مكانه تركه ، وإذا فتح عليه بشيء آثر به ، وهو ثقة ، ورع ، عارف بالقراءات ، والروايات ، عالم بالأدب ، والنحو ، أكبر من أن يدلّ عليه مثلي ، وهو أشهر من الشمس ، وأضوأ من القمر ، ذو فنون من العلم ، وله شعر رائق في الزهد. اهـ (٢).

وقال « أبو عبد الله الجلال » : خرج « أبو الفضل الرازي » من « أصبهان » متوجّها إلى « كرمان » فخرج الناس يشيعونه ، فصرفهم ، وقصد طريقه وحده ، وقال :

إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا

كفى لمطايانا بذكراك حاديا

أخذ « أبو الفضل الرازي » القراءة عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « علي بن داود الداراني ، وأبو الحسن الحمّامي » وغيرهما كثير. ثم تصدّر لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو القاسم الهذلي ».

توفي « أبو الفضل الرازي » في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة ، رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « عبد الرحمن بن الهرمزان الواسطي » وهو من خيرة علماء القراءات ، ومن الثقات المشهورين ، أخذ القراءة

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٦٢.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٦٢.

٣٤٦

عن عدد من خيرة القراء ، فقد روى القراءة عرضا عن « عبد الغفار بن عبد الله الحضيني ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بجودة القراءة وحسن الأداء ، وأقبل عليه يأخذون عنه. ومن الذين أخذوا عنه القراءة عرضا « أبو القاسم الهذلي » وقال : « قرأت عليه بواسط ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « عبد الرحمن بن الهرمزان ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل ابن راشد الحدّاد ، أبو محمد المصري » وهو شيخ صالح كبير ، ومن الثقات المشهود لهم بالعلم ، والإتقان ، أخذ القراءة عن عدد من القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو عديّ بن عبد العزيز بن الإمام ، وقسيم بن مطير ».

وبعد أن اكتملت مواهبه ، جلس لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وذاع صيته بين الناس ، وعرف بصحة الإسناد ، وحسن الأداء ، وأقبل عليه الطلاب ، يأخذون عنه ، وينهلون من علمه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو القاسم الهذلي ، وإبراهيم بن إسماعيل المالكي » وغيرهما كثير. توفي « إسماعيل بن عمر » سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « الحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي ، أبو علي البغدادي » أحد القراء المشهورين ، ومن الثقات المؤلفين النافعين.

ومن مؤلفاته كتاب « الروضة في القراءات الإحدى عشرة ».

أخذ القراءة وحروف القرآن عن عدد من علماء القراءات أذكر منهم : « أحمد بن عبد الله السوسنجردي ، وأبا الحسن بن الحمّامي » وغيرهما كثير. ثم رحل « الحسن بن محمد » إلى مصر ، وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم

٣٤٧

القرآن ، وحروف القراءات ، وعرف بين الناس واشتهر ، وأصبح من المتصدرين ، ومن شيوخ القراءات بمصر ، وأقبل عليه طلاب القراءات يأخذون عنه وينهلون من علمه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو القاسم الهذلي ، ومحمد بن شريح » وغيرهما كثير.

توفي « الحسن بن محمد » في رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز ، أبو علي الأهوازي » شيخ القراءة في عصره بلا منازع ، وصاحب المؤلفات ، فقد ألّف كتاب « الإقناع » في القراءات ، وغيره.

وهو أستاذ كبير ، ومن القراء والمحدثين.

ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بالأهواز ، وقرأ بها وبتلك البلاد على شيوخ عصره ، ثم قدم « دمشق » سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ، فاستوطنها ، وأكثر من الشيوخ ، والروايات ، وذاع صيته بين الناس مما جعل الكثيرين يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ أبو طاهر السلفي » : سمعت « أبا البركات الخضر بن الحسن الحازمي » بدمشق يقول : سمعت الشريف النسيب « علي بن إبراهيم العلوي » يقول : « أبو علي الأهوازي » ثقة ثقة. اهـ (١).

وقال « أبو عبد الله الحافظ الذهبي » : « لقد تلقى الناس رواياته بالقبول ، وكان يقرئ بدمشق ، من بعد سنة أربعمائة ، وذلك في حياة بعض شيوخه » (٢).

أخذ « أبو علي الأهوازي » القراءة عن عدد كبير من خيرة علماء القراءة منهم : « إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الطبري » ببغداد ، وسمع حروف القراءات من « عبد الوهاب الكلابي ».

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٢٢٠.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٢٢٠.

٣٤٨

وبعد أن اكتملت مواهبه ، ووثق من نفسه تصدّر لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وازدحم على بابه الطلاب ينهلون من علمه ، ويأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو القاسم الهذلي ».

توفي « أبو علي الأهوازي » بدمشق سنة أربعين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن النعمان بن عبد السلام » يعرف بابن اللبان الأصبهاني.

وهو من خيرة علماء القراءات ، المشهود لهم بالثقة ، وصحة الإسناد ، قدم بغداد ، من أجل الأخذ عن شيوخها : اخذ القرآن ، وحروف القراءات عن مشاهير العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم المديني ، وعبد الله بن محمد العطار الأصبهاني ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروفه ، واشتهر بالثقة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه.

ومن الذين قرءوا عليه « أبو القاسم الهذلي ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « عبد الله بن اللبان ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « عبد الله بن شبيب بن عبد الله ابن محمد بن تميم أبو المظفر الضبّي الأصبهاني ». أحد مشاهير القرّاء بأصبهان ، ومن خيرة العلماء.

سئل عنه « إسماعيل بن الفضل الحافظ » فقال : « هو إمام ، زاهد ، عابد ، عالم بالقراءات ، كثير السماع » (١).

__________________

(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٢٢.

٣٤٩

أخذ « أبو المظفر » القراءة ، وحروف القرآن ، عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ».

ثم تصدر لتعليم القرآن ، والقراءات ، وأخذ عنه الكثيرون من الطلاب : وفي مقدمتهم « أبو القاسم الهذلي ، وإسماعيل بن الفضل السرّاج ».

توفي في صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.

ومن شيوخ : « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر ، البغدادي الخرقي » ، أحد مشاهير القراء المشهود لهم بالثقة ، وصحة الإسناد.

أخذ القراءة عن عدد من خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو الحسن الحمامي ، وعبيد الله بن مهران » وغيرهما كثير.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو القاسم الهذلي ، وموسى بن الحسين المعدّل ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « عبد الملك بن علي ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « عبد الواحد بن عبد القادر المقدسي » ثم الدمياطي. أحد قراء القرآن ، أخذ القراءة عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو عيسى محمد بن عيسى الهاشمي ، وأبو الحسن محمد بن النضر ».

ثم تصدر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة : « أبو القاسم الهذلي » بدمياط.

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « عبد الواحد بن عبد القادر ».

٣٥٠

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « عثمان بن علي بن قيس الأصبهاني الدلاّل » وهو من مشاهير علماء القراءات الثقات المعروفين.

أخذ القراءة عن عدد من خيرة القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو الفرج محمد بن إبراهيم الشنبوذي ، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن يوسف العلاف » وغيرهما كثير.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، والإتقان ، وحسن الأداء ، وصحّة السند ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو القاسم الهذلي » فقد روى القراءة عنه عرضا.

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « عثمان بن علي ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « عبد الساتر بن الذّرب » اللاذقي ، أحد شيوخ القراءات الثقات المعروفين.

أخذ « عبد الساتر » القراءة عن عدد من خيرة القراء وفي مقدمتهم : « أبو أحمد السامري ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو القاسم الهذلي » باللاذقية.

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « عبد الساتر بن الذّرب ».

ومن شيوخ : « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أبو الحسين الخشاب التّنّيسي » نسبة إلى « تنيس » بكسر التاء ، وكسر النون المشددة ، وهي بلدة من بلاد « ديار مصر » في وسط البحر ، والماء بها محيط ، نسب إليها عدد من العلماء (١).

__________________

(١) انظر : الأنساب للسمعاني ج ١ ، ص ٤٨٧.

٣٥١

أخذ « أبو الحسين الخشاب » عن عدد من خيرة القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو أحمد السامري » فقد روى عنه القراءة عرضا.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو القاسم الهذلي ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أبي الحسين الخشاب ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « أحمد بن محمد بن الحسين بن يزده أبو عبد الله الملنجيّ : بكسر الميم ، وفتح اللام ، وسكون النون ، وهي نسبة إلى قرية بأصبهان ، يقال لها : « ملنجة » وقد نسب إليها عدد من العلماء (١).

أخذ القراءة عن عدد من القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو الفرج محمد بن الحسن بن علاّن » الواسطي.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو القاسم الهذلي ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أحمد بن محمد الملنجي » سوى أن « ابن الجزري » قال : « وعمّر حتى أدركه الحداد ، فكان آخر من قرأ عليه » (٢).

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « محمد بن عبد الله بن الحسن ابن موسى أبو عبد الله الشيرازي » ، نزيل مصر. وهو من خيرة علماء القراءات ، ومن الثقات المشهورين.

أخذ القراءة ، وحروف القراءات ، عن عدد من القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر محمد بن الحسن الطحّان ، وأبو علي الأهوازي ».

__________________

(١) انظر : الأنساب للسمعاني ج ٥ ، ص ٣٨١.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ١١١.

٣٥٢

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القراءات ، والقرآن الكريم ، وذاع صيته بين الناس ، واشتهر بالثقة وحسن الأداء ، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علومه ، ومن الذين قرءوا عليه بمصر : « أبو القاسم الهذلي ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد بن عبد الله ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : محمد بن الحسين بن محمد بن آذر بهرام ، أبو عبد الله الكارزيني : بفتح الكاف ، والراء ، وكسر الزاي ، وهي نسبة إلى « كارزين » وهي من بلاد فارس ، مما يلي البحر ، وقد نسب إليها عدد من العلماء (١).

وهو إمام مقرئ جليل ، انفرد بعلوّ الإسناد في وقته ، وأثنى عليه الكثيرون من العلماء ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « هو مسند القراء في زمانه ، تنقّل في البلاد ، وجاور بمكة المكرمة ، وعاش تسعين سنة أو دونها ، لا أعلم متى توفي ، إلا أنه كان حيّا في سنة أربعين وأربعمائة ، سألت « الإمام أبا حيان » عنه ، فكتب إليّ إمام مشهور لا يسأل عن مثله » (٢).

أخذ « محمد بن الحسين الكارزيني » القراءة عن عدد من علماء القراءات ، وفي مقدمتهم : « الحسن بن سعيد المطوعي » ، وهو آخر من قرأ عليه.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وصحة الإسناد ، وتزاحم عليه الطلاب يأخذون عنه ، وينهلون من علمه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو القاسم الهذلي ، وأبو عليّ غلام الهرّاس » وغيرهما كثير.

__________________

(١) انظر الأنساب للسمعاني ج ٥ ، ص ١٢.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٣٣.

٣٥٣

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « محمد بن الحسين بن محمد أبو طاهر الحنائيّ الدمشقيّ ». وهو من خيرة القراء ، ومن الثقات المشهورين ، ومن الأئمة المعترف بمنزلتهم في هذا العلم الجليل.

أخذ « محمد بن الحسين » القراءة على عدد من العلماء الثقات ، وفي مقدمتهم : « أبو علي الأهوازي ، ومحمد بن أحمد بن خلف الفحّام ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، واشتهر بين الخاص والعام وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو القاسم الهذلي » فقد قرأ عليه بدمشق.

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد بن الحسين ».

ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال ، أبو بكر السلمي الجبني » شيخ القراء بدمشق ، ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ، في بيت علم ، إذ كان والده يؤم بمسجد « تل الجبن » بدمشق ، ولهذا قيل له : « الجبني ».

أخذ « محمد بن أحمد » القراءة عن خيرة العلماء الأجلاء ، وفي مقدمتهم : « والده » رحمهما الله تعالى ، وجعفر بن أبي داود ، وغيرهما.

احتل « محمد بن أحمد » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول عنه شيخه « أبو علي الأهوازي » : « وما خلت دمشق قطّ ، من إمام كبير في قراءة الشاميين ، يسافر إليه فيها ، وما رأيت بها مثل « أبي بكر السّلمي » من ولد « أبي عبد الرحمن السلمي » إماما في القراءة ، ضابطا للرواية ، قيّما بوجوه القراءات يعرف صدرا من التفسير ، ومعاني القراءات ، قرأ على سبعة من أصحاب « الأخفش » له منزلة في الفضل ، والعلم ، والأمانة ، والورع ،

٣٥٤

والدّين ، والتقشف ، والفقر ، والصيانة » اهـ (١).

وبعد أن اكتملت مواهب « محمد بن أحمد » تصدّر لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو القاسم الهذلي ».

وبعد حياة حافلة بطلب العلم ، والطواف في البلاد ، ثم نشر العلم ، توفي « أبو القاسم الهذلي » سنة خمس وستين وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٨٥.

٣٥٥

رقم الترجمة / ٩٢

« ابن الكوفيّ » (١) ت ٤٥١ هـ

هو : عبيد الله بن أحمد بن علي أبو الفضل ابن الكوفي الصدفي البغدادي ، وهو مقرئ ، عارف ، مصدّر ، ثقة.

ولد في سنة سبعين وثلاثمائة.

أخذ القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبو حفص الكتّاني ، البغدادي » ، وهو مقرئ ، محدث ، ثقة ، ولد سنة ثلاثمائة ، وقرأ القرآن على مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر بن مجاهد ».

قال « الإمام الداني » : قال « الكتاني » : « سألت من « ابن مجاهد » أن ينقلني عن قراءة « عاصم » إلى غيرها ، فأبى عليّ ، فقرأت قراءة « ابن كثير » على « بكّار » عن « ابن مجاهد » عن « قنبل » ثم يقول « الداني » : وطالت أيام « الكتاني » فكان من آخر من قرأ على « ابن مجاهد » اهـ (٢).

توفي « أبو حفص الكتاني » في رجب سنة تسعين وثلاثمائة عن تسعين سنة.

وبعد أن اكتملت مواهب « ابن الكوفيّ » تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر صيته ، وأقبل عليه حفاظ القرآن ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة : « أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار ، أبو طاهر ، البغدادي الحنفي وهو إمام

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨٨ ، ورقم الترجمة ٥٥٦٧. معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٠ ، ورقم الترجمة ٣٥٨. غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٨٥ ورقم الترجمة ٢٠١٥.

(٢) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٨٧.

٣٥٦

كبير في القراءات ، ومن المقرئين الثقات ، مؤلف كتاب : « المستنير في القراءات العشر ».

أخذ « ابن سوار » القراءة عن عدد كبير من القراء ، وفي مقدمتهم : « الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ».

ثم جلس « ابن سوار » لتعليم القرآن وحروف القراءات ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو علي بن سكّرة الصدفي » شيخ « ابن الباذش ». وروى عنه حروف القراءات : « الحافظ أبو طاهر السلفي ، وأبو بكر أحمد بن المقرّب الكرخي.

توفي « ابن سوار » سنة ست وتسعين وأربعمائة.

احتل « ابن الكوفي » مكانة سامية بين العلماء ، مما جعلهم يثنون عليه وفي هذا يقول « الحافظ الخطيب البغدادي » : « كان ابن الكوفي من حفاظ القرآن ، ومن العارفين باختلاف القراءات ، ومنزله بدرب الدنانير من نواحي نهر طابق » اهـ (١).

توفي « ابن الكوفيّ » سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر : تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨٨.

٣٥٧

رقم الترجمة / ٩٣

« المالقيّ » (١) ت ٧٠٥ هـ

هو : عبد الواحد بن محمد بن أبي السداد أبو محمد الباهلي (٢) الأندلسي المالقي ، نسبة إلى « مالقة » بفتح اللام والقاف المخففة وهي ثغر هام يقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في الجنوب الشرقي للأندلس ، على مقربة من الجزيرة الخضراء ، وجبل طارق (٣).

بعد أن حفظ « المالقي » القرآن الكريم تلقى العلم والقراءات على مشاهير علماء عصره وفي مقدمتهم :

١ ـ القاسم بن أحمد بن حسن أبو القاسم الحجري ، روى القراءات عنه « المالقي » من كتاب « التيسير ».

٢ ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن سليمان أبو عمر الأنصاري. حدث عنه بكتاب « التبصرة » سماعا « المالقي ».

٣ ـ إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل أبو الوليد الأزدي الغرناطي الشهير بالعطار ، روى عنه « المالقي » كتاب « التبصرة » وغيره بالإجازة.

٤ ـ ومحمد بن عياش بن محمد بن أحمد أبو عبد الله القرطبي. روى عنه « المالقي » كتاب « التبصرة » قراءة.

__________________

(١) انظر ترجمة المالقي في المراجع الآتية :

طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٧٧. بغية الوعاة ج ٢ ، ص ١٢١. معجم المؤلفين ج ٥ ، ص ٢١٣.

طبقات المفسرين للداودي ج ١ ، ص ٣٥٩. الإحاطة في أخبار غرناطة ج ٣ ، ص ٥٥٣.

(٢) الباهلي نسبة إلى باهلة وهي قبيلة عظيمة.

(٣) انظر : معجم البلدان لياقوت الحموي ج ٥ ، ص ٤٣.

٣٥٨

٥ ـ يوسف بن إبراهيم بن أبي ريحانة أبو الحجاج الأنصاري المالكي روى عنه « المالكي » كتاب « التيسير » قراءة.

٦ ـ الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص أبو علي الأندلسي الفهري المعروف بابن الناظر.

قرأ الروايات على « أبي محمد بن الكوّاب ، وأبي الحسن بن الدبّاج ، وقرأ « التيسير » و « الشاطبية » على « أبي بكر بن محمد بن وضاح اللخمي ، وأبي عامر يزيد بن وهب الفهري » بإجازتهما من « ابن هذيل » ، وروى كتاب « التبصرة » عن « موسى بن عبد الرحمن بن يحيى بن العربي ». وتصدر للإقراء بمالقة ، وألف كتاب « الترشيد » في التجويد.

قال « أبو حيان » : رحلت إليه من غرناطة لأجل الاتقان والتجويد ، وقرأت عليه القرآن من أوله إلى آخره. وحدث عنه بالتيسير سماعا ، والتبصرة قراءة « المالقي ».

٧ ـ أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم أبو جعفر الثقفي ، الحافظ المؤرخ ، انتهت إليه الرئاسة في العربية ورواية الحديث ، والتفسير والأصول.

قرأ على : « أبي الوليد إسماعيل بن يحيى بن أبي الوليد العطار » ، وسمع التيسير من محمد بن عبد الرحمن بن جوبر عن « أبي جمرة » ، عن أبيه عن « الداني » بالإجازة ، وهو مسند في غاية العلو ، وقرأ عليه عدد كثير منهم « المالقي » والوزير أبو القاسم محمد بن محمد بن سهل الأسدي الغرناطي ، ومحمد ابن علي بن أحمد بن مثبت ، وأبو حيان النحوي ، وأحمد بن موسى بن جرادة.

٨ ـ محمد بن محمد بن أحمد أبو بكر الأنصاري البلنسي.

٣٥٩

وهو مقرئ كبير مشهور ، قرأ على والده بالقراءات الثمان ، وقرأ أيضا على « أبي جعفر الحصار ، ومحمد بن أحمد بن مسعود الشاطبي ». وقرأ برواية « يعقوب الحضرمي » على « ابن نوح الخافقي ».

وأجازه « ابن أبي جمرة محمد بن أحمد بن عبد الملك » ، وقد أقرأ بسبتة ثم بتونس.

وقرأ عليه القراءات « أبو إسحاق الغافقي » مقرئ سبتة. وأبو العباس البطرني شيخ تونس ، وحدث عنه بالتيسير سماعا : « عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن أبي زكنون التونسي ، وقاسم بن عبد الله بن محمد الأنصاري » ، وحدث عنه بالتيسير.

٩ ـ محمد بن أحمد بن عبيد الله بن العاص أبو بكر التجيبي الإشبيلي ، وهو أستاذ متصدر ، أخذ القراءات السبع عن « أبي بكر عتيق ، وأبي الحسين بن عظيمة » ، وقرأ بكتاب « الكافي » على : أبي العباس بن مقدام وأبي الحكم بن نجاح عن « أبي الحسن شريح ».

وقرأ عليه « أبو جعفر بن الزبير الحافظ » ، وأثنى عليه. وروى عنه كتاب « الكافي » سماعا « المالقي ».

وبعد أن بدت مواهب « المالقي » تصدر لتعليم القرآن وقراءاته ، واشتهر بالثقة ، والضبط ، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم :

١ ـ محمد بن عبيد الله بن محمد أبو بكر بن منظور القيسي. من أعلام القضاة ، وأصله من « أشبيلية » من بيت علم وفضل نشأ « بمالقة » ثم كان قاضيها وخطيبها ، وله عدة مؤلفات منها : نفحات النسوك ، وعيون التبر المسبوك في أشعار الخلفاء ، والوزراء ، والملوك ، وغير ذلك.

٣٦٠