معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

ذلك أورع الخلق ، وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه ، لم أر مثله (١).

وقال عنه « عيسى بن أحمد الهمذاني » : كان أبو أحمد الفرضي إذا جاء إلى الشيخ « أبي حامد الأسفراييني » قام « أبو حامد » من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا متلقيا (٢).

توفي « أبو أحمد الفرضي » في شوال سنة ست وأربعمائة وله اثنتان وثمانون سنة.

ومن شيوخ « أبي الفضل الرازي » : « علي بن داود بن عبد الله أبو الحسن الداراني » وهو إمام ضابط متقن محرّر مقرئ ثقة زاهد ، انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين ، أخذ القراءة عن عدد من العلماء الأجلاء ، وفي مقدمتهم : « أبو الحسن بن الأخرم » وهو آخر أصحابه.

ثم جلس لتعليم القرآن ، واشتهر بالضبط ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن ، ومن الذين اخذوا عنه القراءة : « عليّ بن الحسن الرّبعي ، وأحمد ابن محمد القنطري ».

ومن شيوخ « أبي الفضل الرازي » : « أحمد بن علي أبو نصر السمناني » ، وهو مقرئ مشهور ثقة متصدر « بالريّ ». روى القراءة عرضا عن « أحمد بن عباس ابن الإمام » وروى القراءة عنه عدد كبير وفي مقدمتهم : « أبو الفضل الرّازي ».

وكما أخذ « أبو الفضل الرّازي » القراءة عن خيرة العلماء ومشاهيرهم ، أخذ أيضا حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء الأجلاء ، وفي مقدمتهم : « أبو مسلم الكاتب ، وعبد الوهاب الكلابي ».

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.

٣٢١

وبعد أن اكتملت شخصية « أبي الفضل الرازي » وبرزت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وذاع صيته بين الناس ، واشتهر بالثقة والضبط ، وأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان يأخذون عنه ، وكثر تلاميذه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « يوسف بن عليّ بن جبارة أبو القاسم الهذلي اليشكري » ، الأستاذ الكبير والعلم الشهير الرحّال الجوّال.

ولد في حدود التسعين وثلاثمائة ، وطاف البلاد في طلب القراءات قال « الإمام ابن الجزري » : لا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ، ولقي من لقي من الشيوخ ، قال في كتابه « الكامل » : فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا ، من آخر المغرب إلى باب فرغانة يمينا وشمالا ، وجبلا ، وبحرا ، ولو علمت أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته ، قال : وألفت هذا الكتاب ـ أي الكامل ـ فجعلته جامعا للطرق المتلوة ، والقراءات المعروفة ، ونسخت به مصنفاتي كالوجيز ، والهادي (١).

قال « الأمير ابن ماكولا » : كان « أبو القاسم الهذلي » يدرّس علم النحو ، ويفهم الكلام ... وكان قد قرره الوزير « نظام الدين » في مدرسته بنيسابور ، فقعد سنين وأفاد ، وكان مقدّما في النحو والصرف ، وعلل القراءات ، وكان يحضر مجلس « أبي القاسم القشيري » ويأخذ عنه الأصول ، وكان « القشيري » يراجعه في مسائل النحو ، والقراءات ، ويستفيد منه ، وكان حضوره سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، وقد ذكر شيوخه الذين أخذ عنهم القراءات في كتابه « الكامل » وعدتهم مائة واثنان وعشرون شيخا ، منهم : « إبراهيم بن أحمد ، وإبراهيم بن الخطيب ».

وبعد أن اكتملت مواهب « أبي القاسم الهذلي » تصدّر لتعليم القرآن وكما

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٣٩٨.

٣٢٢

كثر عدد شيوخه كثر أيضا عدد طلابه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو العز القلانسي ، وعليّ بن عساكر ».

توفي « أبو القاسم الهذلي » سنة خمس وستين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « أبي الفضل الرازي » في القراءة : « الحسن بن أحمد بن الحسن أبو علي الحدّاد » ، شيخ أصبهان وكان عالي الإسناد ، ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة ، وكان ثقة ، صالحا ، جليل القدرة ، روى حروف القراءات عن « عبد الملك بن الخير العطّار » وسمع سبعة « ابن مجاهد » من « أحمد بن محمد ابن يوسف ».

توفي « الحسن بن أحمد » في ذي الحجة سنة خمس عشرة وخمسمائة عن سبع وتسعين سنة.

ومن تلاميذ « أبي الفضل الرازي » في القراءة : « إسماعيل بن الفضل بن أحمد أبو الفضل ، وأبو الفتح السرّاج المعروف بالإخشيد ، الإمام الحافظ ، الثقة ، الضابط.

روى حروف القراءات عن « أبي الفضل عبد الرحمن الرازي ، وعبد الله بن شبيب الأصبهاني ». وروى عنه القراءة « الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني ».

ومن تلاميذ « أبي الفضل الرازي » في القراءة : « محمد بن إبراهيم بن محمد ابن جعفر أبو عبد الله البيضاوي » ، وهو مقرئ ثقة ، ضابط متصدّر ، أخذ القراءة عرضا عن الإمام « أبي الفضل عبد الرحمن الرازي » ، وقرأ عليه « أبو سعيد الحسن بن محمد اليزدي » بالبيضاء من عمل شيراز.

ومن تلاميذ « أبي الفضل الرازي » في القراءة : « محمد بن إبراهيم بن محمد ابن سعدويه المزكي الأصبهاني » ، شيخ القراءات وهو من الثقات المجوّدين

٣٢٣

والحفاظ المشهورين ، روى القراءات عن « أبي الفضل عبد الرحمن الرازي ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ويقرءون عليه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءات : « أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني ».

ومن تلاميذ « أبي الفضل الرازي » في القراءة : « محمد بن سالبة بن عليّ بن حمويه أبو عبد الله الشيرازي » ، وهو إمام مقرئ متصدّر ثقة ، صالح ، أخذ القراءة عن : « الإمام أبي الفضل الرازي » وقرأ عليه « الحسن بن محمد اليزدي ».

وكما تصدّر « أبو الفضل الرّازي » لتعليم القرآن ، تصدّر أيضا لتعليم سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن تلاميذه في الحديث : « الحسين بن عبد الملك الخلاّل ، وأبو سهل بن سعدويه ».

وبعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام توفي « أبو الفضل الرازي » في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣٢٤

رقم الترجمة / ٨٦

« أبو الفوارس » (١)

هو : محمد بن العباس ، أبو الفوارس الأواني ، الصريفيني ، وهو شيخ ثقة ، ضابط عدل.

أخذ القراءة عن « عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبو حفص الكتاني البغدادي » ت سنة تسعين وثلاثمائة عن تسعين سنة.

وجلس « أبو الفوارس » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وجودة القراءة ، ومن الذين قرءوا عليه : « محمد الحسين بن بندار ، أبو العز الواسطي القلانسي ، شيخ العراق ، ومقرئ القراء بواسط ، صاحب التصانيف ، ألّف كتاب « الإرشاد » في القراءات العشر ، وكتاب « الكفاية » وهو أكبر من كتاب « الإرشاد ».

قال « السّلفي » : سألت « خميسا الحوزي » عن « أبي العزّ » فقال : هو أوحد الأئمة الأعيان في علوم القرآن ، برع في القراءات ، وسمع من جماعة ، وهو جيّد النقل ، ذو فهم فيما يقوله. اهـ.

ولد « أبو العزّ القلانسي » سنة خمس وثلاثين وأربعمائة بواسط ، ورحل إلى « أبي القاسم الهذلي » فقرأ عليه بكتاب « الكامل » ، ودخل بغداد فقرأ بها « لعاصم » على « محمد بن العباس الأواني » ، وسمع من « أبي جعفر بن المسلمة ».

ثم تصدّر للإقراء بواسط ، ورحل إليه من الأقطار ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو الفتح بن زريق الحدّاد ».

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٠ ، ورقم الترجمة ٣٥٧. طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٥٨ ورقم الترجمة ٣٠٩٠.

٣٢٥

قال « ابن الجوزي » : مات « أبو العز القلانسي » في شوال سنة إحدى وعشرين وخمسمائة بواسط.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣٢٦

رقم الترجمة / ٨٧

« أبو القاسم الحسيني » (١) ت ٤٣٣ هـ

هو : علي بن محمد بن عليّ بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو القاسم الحسيني الحراني الحنبلي ، شيخ معمّر مقرئ صالح ثقة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

تلقى « أبو القاسم الحسيني » القراءات على خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون أبو بكر النقاش » نزيل بغداد ، الإمام العلم ، مؤلف كتاب « شفاء الصدور » وقد عني بالقراءات من صغره ، وطاف الأمصار ، وتجوّل في البلدان ، وكتب الحديث وقيّد السنن ، وصنف المصنفات في القراءات ، والتفسير ، وغير ذلك ، وطلت أيامه فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه وورعه ، وصدق لهجته ، وبراعة فهمه ، وحسن اطلاعه ، واتساع معرفته ، قال عنه « الخطيب البغدادي » : « كان عالما بالحروف ، حافظا للتفسير ، سافر الكثير شرقا وغربا ، وكتب بمصر والشام والجزيرة والجبال وخراسان وما وراء النهر » اهـ.

وقال عنه « الإمام الداني » : النقاش جائز القول ، مقبول الشهادة ، سمعت « عبد العزيز بن جعفر » يقول : كان النقاش يقصد في قراءة « ابن كثير ، وابن عامر » لعلوّ إسناده فيهما ، وكان له بيت مليء كتبا ، وكان « أبو الحسن الداراني » يستملي له ، وينتقي للناس من حديثه. اهـ ، ت ٣٥١ هـ.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ص ٣٩٣. طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٧٢. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣٥١.

٣٢٧

تصدّر « أبو القاسم الحسيني » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، والحفظ ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « يوسف بن عليّ بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة ، أبو القاسم الهذلي اليشكري » الأستاذ الكبير الرحال ، والعلم الشهير الجوّال ، طاف البلاد في طلب القراءات ، يقول « الإمام ابن الجزري » : لا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ، ولا لقي من لقي من الشيوخ ، قال الهذلي في كتابه « الكامل » : فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا من آخر المغرب إلى باب « فرغانة » يمينا وشمالا وجبلا وبحرا ، ولو علمت أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته ، ثم قال : وألفت هذا الكتاب ـ أي الكامل ـ فجعلته جامعا للطرق المتلوة ، والقراءات المعروفة ، ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي ».

وكان قد قرره الوزير نظام الدين في مدرسته بنيسابور فقعد سنين وأفاد ، وكان مقدما في النحو والصرف ، وعلل القراءات ، وكان يحضر مجلس « أبي القاسم القشيري » ويأخذ منه الأصول ، وكان « القشيري » يراجعه في مسائل النحو والقراءات ، ويستفيد منه. ت ٤٦٥ هـ.

ومن تلاميذ « أبي القاسم الحسيني » : عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي أبو معشر الطبري القطان الشافعي ، شيخ أهل مكة ، إمام عارف محقق أستاذ ثقة ، صالح ، ألف كتاب « التلخيص في القراءات الثمان » ، وكتاب « سوق العروس » فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق ، وكتاب « الدرر » في التفسير ، وكتاب « الرشاد » في شرح القراءات الشاذة ، وكتاب « عنوان المسائل » وكتاب « طبقات القراء » وكتاب « العدد » ت ٤٧٨ هـ.

ومن تلاميذ « أبي القاسم الحسيني » : أحمد بن الفتح بن عبد الجبار ، أبو العباس الموصلي ، نزيل نهر الملك ت ٤٨٤ هـ.

٣٢٨

ومن تلاميذ « أبي القاسم الحسيني » : الحسن بن القاسم بن علي الأستاذ أبو علي الواسطي ، المعروف بغلام الهراس ، شيخ العراق ، والجوّال في الأوقاف ، ثم أقام بمصر ، فرحل الناس إليه من كل ناحية ، قال « هبة الله بن المبارك السقطي » : كنت أحد من رحل إلى « أبي عليّ » فألفيت شيخا عالما صدوقا متيقظا نبيلا ، وقورا. اهـ.

وقد جمع ما في الكفاية ، والإرشاد من تلاوة القلانسي عليه. احتلّ « أبو القاسم الحسيني » مكانة عظيمة بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : كان « أبو القاسم » صالحا كبير القدر.

وقال « الإمام أبو عمرو الداني » : هو آخر من قرأ على النقاش ، وكان ضابطا ثقة ، مشهورا ، أقرأ بحران دهرا طويلا. اهـ.

توفي « أبو القاسم الحسيني » في العشرين من شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن.

رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣٢٩

رقم الترجمة / ٨٨

« قاسم بن قطلوبغا » (١) ت ٨٧٩ هـ

هو : قاسم بن قطلوبغا زين الدين أبو العدل السودوني ، نسبة لمن أعتق أباه « سودون الشيخوني » نائب السلطنة الجمال الحنفي ، ويعرف بقاسم الحنفي.

وهو من حفاظ القرآن ، ومن العلماء العاملين ، والمؤلفين.

ولد في المحرم سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة ، ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيما ، وحفظ القرآن ، وكتبا أخرى ، عرض بعضها على « العزّ بن جماعة » وتكسب بالخياطة وقتا وبرع فيها ، ثم أقبل على الاشتغال بالعلم على مشاهير العلماء : فسمع تجويد القرآن على « الزراتيتي » وبعض التفسير على « العلاء البخاري » وأخذ علوم الحديث عن « التاج أحمد الفرغاني » قاضي بغداد ، والفقه عن عدد من العلماء منهم « السراج قاري » و « العز بن جماعة » وأصول الفقه عن « الشريف السبكي » وأصول الدين عن « البساطي » والعربية عن « المجد » والصرف عن « البساطي ».

وقرأ غالب الفنون ، واشتدت عنايته بملازمة « ابن الهمّام » بحيث سمع عليه غالب ما كان يقرأ في هذه الفنون وغيرها ، وذلك من سنة خمس وعشرين وثمانمائة حتى توفاه الله تعالى ، وكان معظم انتفاعه به. وارتحل « قاسم بن قطلوبغا » إلى بعض المدن للأخذ عن علمائها : فارتحل إلى « الشام » مع شيخه « التاج النعماني » ودخل « الاسكندرية » وقرأ بها على « الكمال بن خير » وغيره.

وحج غير مرّة ، وزار بيت المقدس ، وقال : إنه شملته الإجازة من أهل

__________________

(١) انظر ترجمته في :

الضوء اللامع ج ٦ ، ص ١٨٤ ورقم الترجمة ٦٣٥. البدر الطالع ج ٢ ، ص ٤٥ ورقم الترجمة ٣٦٩.

٣٣٠

الشام ، والاسكندرية.

احتل « قاسم بن قطلوبغا » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « شمس الدين السخاوي » : « ونظر في كتب الأدب ودواوين الشعر فحفظ منها شيئا كثيرا ، وعرف بقوة الحافظة والذكاء ، وأشير إليه بالعلم ، وأذن له غير واحد بالافتاء والتدريس ، ووصفه « ابن الديري » بالشيخ العالم الذكيّ ، وشيخنا بالإمام العلامة المحدث ، الفقيه الحافظ ».

ثم يمضي « السخاوي » في الثناء عليه فيقول : « وتصدى للتدريس والإفتاء ، قديما ، وأخذ عنه الفضلاء في فنون كثيرة ، واسمع من لفظه جامع مسانيد أبي حنيفة ، المشار إليه بمجلس « الناصر بن الظاهر جقمق » بروايته له عن « التاج النعماني ».

وقال « السخاوي » : وترجمه الزين رضوان في بعض مجاميعه بقوله : « هو من حذّاق الحنفية ، كتب الفوائد واستفادوا وأفاد » (١).

وقال « الإمام الشوكاني » : وحفظ القرآن ، وكتبا عرض بعضها على « العز ابن جماعة » ثم أقبل على الاشتغال على جماعة من علماء عصره ، كالعلاء البخاري ، وابن الهمّام ، وقرأ في غالب الفنون ، وتصدر للتدريس ، والإفتاء ، وأخذ عنه الفضلاء في فنون كثيرة ، وصار المشار إليه ، في الحنفية ، ولم يخلّف بعده مثله ، وله مؤلفات منها :

« شرح منظومة ابن الجزري » في مجلدين ، وحاشية شرح الألفية للعراقي وشرح النخبة لابن حجر ، وخرّج أحاديث عوارف المعارف للسهروردي وكذلك خرّج أحاديث البزدوي في أصول الفقه ، وخرج أحاديث تفسير أبي الليث ، والأربعين في اصول الدين ، وجواهر القرآن ، وبداية الهداية وإتحاف

__________________

(١) انظر الضوء اللامع ج ٦ ، ص ١٨٥.

٣٣١

الأحياء بما فات من تخريج أحاديث الإحياء ، ومنية الألمعي بما فات الزيلعي ، وبغية الرائد في تخريج أحاديث شرح العقائد ، ونزهة الرائض في أدلة الفرائض ، ورتب مسند أبي حنيفة لابن المقري ، والأمالي على مسند أبي حنيفة في مجلدين ، والموطأ برواية « محمد بن الحسن » ، ومسند « عقبة بن عامر » الصحابي ، وعوالي كل من أبي الليث والطحاوي ، وأسئلة الحاكم للدارقطني ، وسنن الدارقطني على الستة ، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة في أربعة مجلدات ، وتقويم اللسان في الضعفاء في مجلدين ، وحاشية على كل من المشتبه والتقريب لابن حجر ، والأجوبة على اعتراض ابن أبي شيبة على « أبي حنيفة » في الحديث ، وكتاب ترجم فيه لمن صنف من الحنفية ، وسمّاه « تاج التراجم » ومعجم شيوخه.

وشرح كتبا من كتب فقه الحنفية كالقدوري ، ومختصر المنار ، ودرر البحار في المذاهب الأربعة ، وأجوبة على اعتراضات « العز بن جماعة » على أصول الحنفية ، ومختصر تلخيص المفتاح ، وله مصنفات غير هذه ، وقد برع في عدة فنون ».

وقال « شمس الدين السخاوي » : هو إمام علاّمة قويّ المشاركة في فنون ، ذاكر لكثير من الأدب ، ومتعلقاته ، واسع الباع في استحضار مذهبه وكثير من زواياه ، وخباياه ، متقدم في هذا الفنّ طلق اللسان ، قادر على المناظرة ، وإفحام الخصم ، وحافظته أحسن من تحقيقه ، وكلامه أفصح من قلمه ، مع كونه غاية في التواضع ، وطرح التكلف ، وصفاء الخاطر ، وحسن المحاضرة لا سيّما في الأشياء التي يحفظها ، وعدم اليبس والصلابة ، والرغبة في المذاكرة للعلم ، وإثارة الفائدة والاقتباس ممن دونه مما لعله لم يكن أتقنه ، وقد انفرد عن علماء مذهبه الذين أدركناهم بالتقدم في هذا الفن ، وقصد بالفتاوى في النوازل والمهمات ، فغلبوا باعتنائه بهم مقاصدهم غالبا ، واشتهر بذلك ، ولم يجد مع انتشار ذكره وظيفة تناسبه ، ثم استقر في تدريس الحديث ، بقبّة « البيبرسيّة » عقب « ابن

٣٣٢

حسان » ثم رغب عنه بعد ذلك لسبط شيخنا ، وقرره « جانبك الجدّاوي » في مشيخة مدرسته التي أنشأها بباب القرافة ، ثم صرفه وقرّر فيها غيره ، ولكنه كان قبل ذلك ربما تفقده الأعيان ، والأمراء ونحوهم فيسارع إلى إنفاق ما يأخذه منهم ثم يعود إلى حالته مع كثرة عياله. ولما استقر رفيقه « السيف الحنفي » في مشيخة المؤيديّة ، عرض عليه السكنى بقاعتها لعلمه بضيق منزله ، أو تكلفه الصعود إليه لكونه بالدور الأعلى من ربع « الخوندار » فما وافق.

ولما استقر « الشمس الأمشاطي » في قضاء الحنفية رتب له في كل شهر ثمانمائة درهم لمزيد اختصاصه به ، وتقدم صحبته معه.

وعظم انتفاع « الشرف المناوي » به ، وكذا « البدر بن الصواف » في كثير من مقاصدهما.

ثم يقول « شمس الدين السخاوي » : وقد صحبته قديما ، وسمعت منه مع ولدي « المسلسل » بسماعه له على « الواسطي » وكتبت عنه من نظمه وفوائده أشياء ، بل قرأت عليه شرح ألفية العراقي.

ثم يقول « السخاوي » : وقد ذكره « المقريزي » في عقوده ، فقال : وبرع في فنون من فقه ، وعربية ، وحديث وغير ذلك ، وكتب مصنفات عديدة (١).

ظلّ « قاسم بن قطلوبغا » في عمل مستمر وحياة حافلة بالعلم تدريسا وتصنيفا ، حتى توفاه الله تعالى في ليلة الخميس رابع ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وثمانمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر الضوء اللامع ج ٦ ، ص ١٨٧ فما بعدها.

٣٣٣

رقم الترجمة / ٨٩

« أبو القاسم الظّهراوي » (١) ت ٣٩٨ هـ

هو : قسيم بن أحمد بن مطير أبو القاسم الظهراوي المصري ، من ساكني مدينة « أبي البيس » التي يقال لها اليوم « بلبيس » بمحافظة الشرقية بمصر.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو القاسم الظّهراوي » القراءة القرآنية على خيرة العلماء وفي مقدمتهم : جدّه لأمه « عبد الله بن عبد الرحمن » ويقال هو : محمد بن عبد الرحمن الظهراوي ، صاحب « أبي بكر بن سيف ».

تصدّر « أبو القاسم الظّهراوي » لتعليم القرآن الكريم ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، وتتلمذ عليه الكثيرون وفي مقدمتهم : « عبد الباقي بن فارس ، وأحمد بن محمد الصقلي ، وعمر بن عراك ، وإسماعيل بن عمر بن راشد » وآخرون.

احتلّ « أبو القاسم الظّهراوي » مكانة سامية ، ومنزلة رفيعة بين العلماء وحفاظ القرآن مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا المعنى يقول حجة القراءات « الإمام أبو عمرو الداني » رحمه‌الله :

« كان أبو القاسم الظّهراوي » ضابطا لرواية ورش ، يقصد فيها ، وتؤخذ عنه ، وكان خيرا فاضلا ، سمعت « فارس بن أحمد » يثني عليه ، وكان يقرئ

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٢٧. معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٣٨٤. حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي ج ١ ، ص ٤٩٢.

٣٣٤

بموضعه إذ كنت بمصر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة » اهـ (١).

توفي « أبو القاسم الظّهراوي » سنة ثمان أو تسع وتسعين وثلاثمائة من الهجرة ، رحمه‌الله رحمة واسعة.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٨٤ وطبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٧.

٣٣٥

رقم الترجمة / ٩٠

« أبو القاسم الطرسوسي » (١) ت ٤٢٠ هـ

هو : عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن أبو القاسم الطرسوسي ، شيخ الإقراء بمصر في زمانه ، ومؤلف كتاب « المجتبى » في القراءات.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ في مقدمة علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو القاسم الطرسوسي » القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : « أبو أحمد السامري » وعرض عليه حروف القراءات كلها ، كما أخذ عن « أبي بكر الأذفوي ، وأبي عدي عبد العزيز بن علي ، وأبي القاسم عبيد الله بن محمد المصري ». وسمع حروف القراءات من « أبي عليّ أحمد بن عبد الوهاب ، وأبي الحسن علي بن محمد المعدّل صاحب ابن مجاهد ، وأبي محمد الحسن بن رشيق ».

وبعد أن اكتملت مواهب « أبي القاسم الطرسوسي » تصدر لتعليم القرآن والتصنيف ، واشتهر بالثقة ، ودقة الضبط ، وأقبل عليه حفاظ القرآن.

ومن الذين قرءوا عليه القراءات : أبو طاهر إسماعيل بن خلف مؤلف كتاب « العنوان » وإبراهيم بن ثابت بن أخطل الذي تصدر بعده للإقراء ، وعبد الله بن سهل الأندلسي ، وأحمد بن يحيى التجيبي الأندلسي ، وعبد الرحمن ابن علي القروي.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٨٢. طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٥٧. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ٣٥.

حسن المحاضرة ج ١ ، ص ٤٩٢. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣١٥. فهرست ابن خير ص ٢٥.

تاريخ الإسلام الورقة ٢٠١ [ أياصوفيا ٣٠٠٩ ].

٣٣٦

وروى عنه القراءات : « أبو الحسين يحيى بن إبراهيم » ، وهو آخر من قيل :

إنه روى عنه.

اشتهر « أبو القاسم الطرسوسي » بالثقة ، والأمانة في العلم مما استوجب الثناء عليه. في هذا المعنى يقول الإمام الداني » : « أبو القاسم كان شيخا فاضلا ، ضابطا ذا عفاف ونسك ، رأيته وشاهدته وكان كثيرا ما يقصد شيخنا : « فارس بن أحمد » يذاكره في مجلسه ، ولد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ».

توفي « أبو القاسم » بمصر في آخر شهر ربيع الأول ، أو أول شهر ربيع الآخر ، سنة عشرين واربعمائة من الهجرة.

رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣٣٧

رقم الترجمة / ٩١

« أبو القاسم الهذلي » (١) ت ٤٦٥ هـ

هو : يوسف بن عليّ بن جبارة بن محمد بن عقيل أبو القاسم الهذلي اليشكري ، الأستاذ الكبير ، العالم الشهير.

ولد في حدود التسعين وثلاثمائة تقريبا ، وطاف البلاد في طلب القراءات ، يقول « ابن الجزري » : لا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ، ولا لقي من لقي من الشيوخ ، قال في كتابه « الكامل » :

« فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا ، من آخر المغرب إلى باب « فرغانة » يمينا ، وشمالا ، وجبلا ، وبحرا ، ولو علمت أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته » (٢).

يفهم مما تقدّم أن « أبا القاسم الهذلي » طوّف بكثير من المدن من أجل تلقّي القراءات القرآنية عن الشيوخ ، والأخذ عنهم ، وقد تتبعت البلاد التي رحل إليها فوجدته رحل إلى البلاد الآتية :

بغداد ، عسقلان ، واسط ، الكوفة ، البصرة ، دمياط ، مصر ، الاسكندرية ، دمشق ، حلب ، صيدا ، بيروت ، حلب ، الرملة ، همذان ، سمرقند ، القيروان ، جرجان ، حرّان ، بخارى ، طرابلس الغرب ، أصبهان ، كرمان ، الأهواز ، شيراز.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٩ ورقم الترجمة ٣٦٧. غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٣٩٧ ـ ورقم الترجمة ٣٩٢٩. الصلة لابن بشكوال ج ٢ ، ص ٦٨٠. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ٩٣. بغية الوعاة ج ٢ ، ص ٣٥٩ ـ ورقم الترجمة ٢١٨٧. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣٢٤.

(٢) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٣٩٨.

٣٣٨

من هذا يتبيّن بجلاء ووضوح مدى الجهد العظيم الذي بذله « أبو القاسم الهذلي » من أجل معرفة قراءات القرآن ، وهكذا تكون الهمم العالية في طلب العلم ، وبخاصة ما يتصل بالقرآن الكريم.

لقد احتل « أبو القاسم الهذلي » شهرة عظيمة ، ومكانة سامية بين الخاص والعام ، مما جعل الكثيرين يثنون عليه ، وقد ذكره تلاميذه الذين أخذوا عنه القراءات ، وكلهم أثنى عليه.

يقول « الحافظ الذهبي » : « وذكره « عبد الغفار » ونعته بأنه ضرير ـ فكأنه عمي في آخر عمره ـ وقد كان أرسله « نظام الملك » الوزير ليجلس في مدرسته بنيسابور ـ هي المدرسة النظامية ـ فقعد سنين ، وأفاد ، وكان مقدما في النحو ، والصرف ، عارفا بالعلل ، كان يحضر مجلس « أبي القاسم القشيري » ويقرأ عليه الأصول في الفقه ، وكان « القشيري » يراجعه في مسائل النحو ، ويستفيد منه ، وكان حضوره في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، إلى أن توفي » (١).

وكما أخذ « أبو القاسم الهذلي » القراءات عن مشاهير القراء ، أخذ أيضا حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « وحدث عن « أبي نعيم الحافظ » وجماعة » اهـ (٢).

لم يقتصر « أبو القاسم الهذلي » على تلقّي القراءات ، والحديث ، ثم تعليمهما ، بل أفاد من ذلك فائدة كبيرة ، وصنف الكتب المفيدة ، وفي هذا المقام يقول عن نفسه :

« وألفت هذا الكتاب ـ يعني الكامل ـ فجعلته جامعا للطرق المتلوّة ،

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٣٢.

(٢) انظر : معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٣٢.

٣٣٩

والقراءات المعروفة ، ونسخت به مصنفاتي ك : « الوجيز ، والهادي » وغيرهما » (١).

أخذ « أبو القاسم الهذلي » القراءات عن عدد كبير من القراء ، ولو أردت الكتابة عن هؤلاء الشيوخ لاستغرق ذلك وقتا طويلا.

ولكن حسبي أن أتحدث بشيء من التفصيل عن بعض هؤلاء الشيوخ الأجلاء ، فأقول ، وبالله التوفيق :

من شيوخ « أبي القاسم الهزلي » في القراءات : أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أبو بكر الباطرقاني (٢) الأصبهاني. وهو من مشاهير القراء ، ومن الثقات المحدّثين ، ومن خيرة العلماء المؤلفين ، ألف « كتاب طبقات القراء » وسمّاه : المدخل إلى معرفة أسانيد القراءات ومجموع الروايات ، كما صنّف كتابا في شواذ القراءات.

ولد « أبو بكر الباطرقاني » سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.

أخذ « أبو بكر الباطرقاني » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي » وسمع حروف القراءات من « أبي عبد الله محمد بن يحيى بن منده ».

تصدّر « أبو بكر الباطرقاني » لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، واشتهر بالثقة ، وجودة الحفظ ، وصحّة الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة « أبو القاسم الهذلي » وروى عنه حروف القراءات : « أبو بكر أحمد بن عليّ الأصبهاني ».

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٣٢.

(٢) وهذه نسبة إلى « باطرقان » وهي إحدى قرى أصبهان : انظر « الأنساب للسمعاني ج ١ ، ص ٢٥٩.

٣٤٠