الدكتور محمّد سالم محيسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
رقم الترجمة / ٧٠
« عليّ بن طلحة » (١) ت ٤٣٤ هـ
هو : عليّ بن طلحة بن محمد أبو الحسن البصري ، ثم البغدادي ، مقرئ مشهور ، ثقة ، ولد في صفر من سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة من الهجرة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه ضمن علماء القراءات.
أخذ « عليّ بن طلحة » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : عبد العزيز ابن عصام أبو الفرج ، وهو من خيرة علماء القراءات.
أخذ القراءة عن « يوسف بن يعقوب الواسطي » ، وقرأ عليه « عليّ بن طلحة » في سنة ثلاثمائة ونيّف.
ومن شيوخ « عليّ بن طلحة » : إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى بن عبد الله بن سلام الخرقي البغدادي ، أبو القاسم.
روى القراءة عرضا وسماعا عن عليّ بن سليم الخضيب ، وعن جعفر بن محمد ، وأحمد بن محمد الجواربي ، والحسن بن جعفر ، وإسحاق بن إبراهيم ، وأحمد بن سهل الأشناني ، والحسن بن الحسين الصوّاف ، ويوسف بن يعقوب ، وابن مجاهد » وقد أخذ القراءة عن « إبراهيم الخرقي » : الحسين بن شاكر ، ومحمد بن عمر بن بكير ، وأبو الحسين عليّ بن محمد الخبازي ، وعلي بن طلحة البصري ، والكارزيني ، والقاضي أبو العلاء.
__________________
(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :
معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٤٠٠. تاريخ بغداد ج ١١ ، ص ٤٤٢. تذكرة الحفاظ للذهبي ج ٣ ، ص ١١٠٧. طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٢٤٦.
وسمح منه حروف القراءات : عليّ بن محمد بن قشيش ، والحسن بن عليّ الجوهري ، وأبو الفضل الخزاعي ». توفي « إبراهيم الخرقي » في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة من الهجرة.
ومن شيوخ « عليّ بن طلحة » : محمد بن محمد بن محمين ، أبو عبد الله البصري المعروف بالمكتحل ، روى القراءة عرضا عن « محمد بن عبد العزيز بن الصباح » ، وروى القراءة عنه عرضا « عليّ بن طلحة البصري ».
وأخذ « عليّ بن طلحة » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : عليّ بن طلحة إمام مسجد ابن رغبان ، سمع ابن مالك القطيعي ، والحسين بن عليّ النيسابوري ، وإبراهيم بن أحمد بن جعفر ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي ، وأبا حفص بن الزيّات ، ومحمد بن المظفر ، وأبا بكر الأبهري ، وأبا الحسين بن سمعون الواعظ. ثم يقول « الخطيب البغدادي » : كتبنا عنه ولم يكن به بأس (١).
تصدر « عليّ بن طلحة » لتعليم القرآن ، واشتهر صيته ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : « أحمد بن علي بن عبيد الله عمر بن سوار أبو طاهر الأستاذ البغدادي » ، مؤلف كتاب « المستنير » في القراءات العشر ، وهو إمام كبير محقق ثقة ، قرأ « ابن سوار » على الحسن ابن الفضل الشرمقاني ، والحسن بن عليّ بن عبد الله العطار ، وعليّ بن محمد فارس الخياط ، وعليّ بن طلحة بن محمد البصري ، وأبي تغلب عبد الوهاب بن عليّ بن الحسن المؤدب ، وفرج بن عمر الواسطي ، وأبي بكر محمد بن عبد الرحمن النهاوندي ، وعتبة بن عبد الملك العثماني الأندلسي ، ومنصور بن محمد ابن عبد الله التميمي ، وآخرين.
وأخذ القراءة عن « ابن سوار » عدد كبير منهم : « أبو عليّ بن سكّرة
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١١ ، ص ٤٤٢ ـ ٤٤٣.
الصدفي ، ومحمد بن الخضر المحولي ، وأبو محمد سبط الخياط ، وأبو الكرم الشهرزوري » ، وروى عنه حروف القراءات : « الحافظ أبو طاهر السلفي ، وأبو بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ».
توفي « ابن سوار » سنة ست وتسعين وأربعمائة.
ومن تلاميذ « عليّ بن طلحة » : « أحمد بن الحسن بن خيرون ، أبو الفضل البغدادي » ، وهو أستاذ مقرئ ثقة ، أخذ القراءة عرضا عن « عليّ بن طلحة » وروى الحروف عن الحسن بن أحمد بن شاذان ، والقاضي الحسين الصيمريّ ، وروى القراءات عنه عرضا ابن أخيه محمد بن عبد الملك.
ومن تلاميذ « عليّ بن طلحة » : « ثابت بن بندار أبو المعالي البقّال الدينوري ، ثم البغدادي » ، وهو شيخ صالح ثقة ، قرأ على : الحسن بن الصقر ، وعبد الوهاب بن عليّ اللخمي ، وعليّ بن طلحة البصري ، وعبد الله بن محمد ابن مكي ، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الظاهري. وقرأ على « ثابت بن بندار » : سبط الخياط ، وهبة الله بن أحمد بن عمر أبو القاسم الحريري البغدادي ، وأحمد بن شنيف. توفي « ثابت بن بندار » سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.
ومن تلاميذ « عليّ بن طلحة » : عبد السيّد بن عتّاب بن محمد بن جعفر بن عبد الله الحطاب ـ بالحاء المهملة ـ أبو القاسم البغدادي الضرير » ، وهو مقرئ ثقة ضابط مشهور.
قرأ على : الحسن بن علي بن الصقر ، وأحمد بن رضوان ، والحسن بن ملاعب ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، وأبي الحسن الحمامي ، وعلي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ، وأبي العلاء الواسطي ، وأبي طاهر محمد بن ياسين الحلبي ، وأبي بكر محمد بن عليّ بن زلال ، ومحمد بن عبد الله الشمعي ، والحسين بن أحمد الحربي. وقرأ عليه : أبو علي بن سكرة الصدفي ، ومحمد بن
عبد الملك بن خيرون ، وأبو الكرم بن الشهرزوري.
توفي « عبد السيّد بن عتاب » سنة سبع وثمانين وأربعمائة عن نحو تسعين سنة.
ومن تلاميذ « عليّ بن طلحة » : محمد بن عبد الله بن يحيى أبو البركات البغدادي ، الكرجي الخباز الشافعي ، وهو إمام ثقة ضابط ، ولد سنة ستين وثلاثمائة ، وقرأ بالروايات على : أبي العلاء الواسطي ، والحسين بن الصقر ، ومحمد بن بكير النجار ، وعليّ بن طلحة. وسمع : عبد الملك بن بشران ، وعليّ ابن أيّوب ، وتفقه على القاضي أبي الطيب.
وقرأ عليه : أبو الكرم الشهرزوري ، وأبو طاهر السلفي ، وآخرون.
توفي « عليّ بن طلحة » في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وأربعمائة عن ثلاث وثمانين سنة ، رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة / ٧١
« عليّ بن عبد الله » (١) ت ٩١٢ هـ
هو : علي بن عبد الله بن أحمد بن علي بن عيسى الحسيني الملقب نور الدين السمهودي ، القاهري ، الشافعي ، نزيل الحرمين الشريفين ، ويعرف بالشريف السمهودي.
ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن ، والمنهاج في الفقه ، ولازم والده حتى قرأ عليه بحثا مع شرحه للمحلى وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعا ، وجمع الجوامع في أصول الفقه ، وغالب ألفية ابن مالك ، وقدم القاهرة مع والده ، وبمفرده غير مرة.
أولها سنة ثمان وخمسين ، ولازم اولا « الشمس الجوهري » في الفقه وأصوله ، والعربية. وأكثر من ملازمة « الشيخ المناوي » وأخذ عنه الكثير من العلوم. وقرأ على « النجم بن قاضي عجلون » بعض تصحيحه للمنهاج.
وقرأ على « الشمس الشرواني » شرح عقائد النسفي ، للتفتازاني ، وغير ذلك من العلوم.
ثم استوطن القاهرة إلى أن خرج إلى أداء فريضة الحج سنة سبعين وثمانمائة في البحر ، إلا أنه لم يتمكن من الحج في ذلك العام ، فجاور بمكة سنة إحدى وسبعين إلى أن أدى فريضة الحج.
ثم توجّه إلى المدينة المنورة فقطنها ، ولازم وهو فيها « الشهاب الأبشيطي »
__________________
(١) انظر ترجمته في :
البدر الطالع ج ١ ، ص ٤٢٠ ـ رقم الترجمة ٢٢٦. الضوء اللامع ج ٥ ، ص ٤٢٥ ـ رقم الترجمة ٨٣٨.
وحضر دروسه في « المنهاج » وغيره. وأذن له في التدريس. وأكثر « علي بن عبد الله » من السماع بالمدينة المنورة على شيوخها ، وأخذ عنهم العلم الكثير.
ثم جلس للتدريس وانتفع به الكثيرون من الطلبة في الحرمين الشريفين ، وعمل للمدينة المنورة تاريخا ، وصنف حاشية على إيضاح النووي في المناسك. ثم توجه فزار بيت المقدس ، وعاد إلى القاهرة ، ثم رجع إلى المدينة المنورة ، فاستوطنها ، وصار شيخها غير منازع.
احتلّ « علي بن عبد الله » مكانة سامية ومنزلة رفيعة ، مما جعل الكثيرين يثنون عليه ، وفي هذا يقول « شمس الدين السخاوي » : « هو إنسان فاضل متفنن ، متميز في الفقه ، والأصلين ، مديم للعمل ، والجمع والتأليف ، متوجه للعبادة ، وللمباحثة ، والمناظرة قويّ الجلادة على ذلك ، طلق العبارة ، وهو فريد في مجموعه ، ولأهل المدينة به جمال ».
ظلّ « عليّ بن عبد الله » في عمل متصل بين التصنيف ، والتدريس ، والتنقل من مكان إلى مكان حتى توفاه الله تعالى قريبا من سنة اثنتي عشرة وتسعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة / ٥٠
« أبو عليّ العطّار » (١) ت ٤٤٧ هـ
هو : الحسن بن علي بن عبد الله أبو علي العطار البغدادي المؤدّب ، وهو شيخ جليل ماهر ومن الثقات.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه ضمن علماء القراءات.
أخذ « أبو علي العطّار » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء أبو الفرج النهرواني » ، وهو من خيرة القراء الحذاق ، ومن الثقات.
أخذ « عبد الملك » القراءة عن عدد من العلماء ، منهم : « زيد بن علي بن أبي بلال ، وأبو عيسى بكّار ، وأبو بكر النقاش ، وابن مقسم ، ومحمد بن علي ابن الهيثم ، وأبو طاهر بن أبي هاشم ، وهبة الله بن جعفر ، ومحمد بن عبد الله ابن أبي عمر ، وأبو عبد الله الفارسي ، وعليّ بن محمد القلانسي ».
تصدر « عبد الملك » لتعليم القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو علي العطار ، والحسن بن محمد البغدادي ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي ، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي ، وأبو علي غلام الهراس ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، وعلي بن محمد الخياط ، وعبد الملك بن علي بن شابور ، وعبد الملك بن عبدويه ».
__________________
(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :
تاريخ بغداد ج ٧ ، ص ٣٩٢. معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤١٣. طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٢٢٤.
توفي « عبد الملك » في رمضان سنة أربع وأربعمائة.
ومن شيوخ « أبي عليّ العطّار » : عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله ، أبو الحسن الحمامي ، وهو من شيوخ العراق الثقات البارعين.
ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وتوفي في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة ، وهو في سن التسعين.
أخذ « عليّ بن أحمد » القراءات عن : « أبي بكر النقاش ، وأبي عيسى بكّار وزيد بن عليّ ، وهبة الله بن جعفر ، وعبد الواحد بن عمر ، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي ، ومحمد بن علي بن الهيثم ، وعبد العزيز بن محمد الواثق بالله ».
تصدّر « علي بن أحمد » لتعليم القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو عليّ العطار ، وأحمد بن الحسن بن اللحياني ، وأحمد بن مسرور ، والحسن بن البنّا ، وأحمد بن علي الهاشمي ، والحسن بن أبي الفضل ، والحسن بن علي العطار ، والحسن بن محمد المالكي ، والحسين بن أحمد الصفّار ، والحسين بن الحسن بن أحمد بن غريب ، ورزق الله التميمي ، وعبد الواحد بن شيطا » وغير هؤلاء.
احتلّ « علي بن أحمد » منزلة رفيعة ، ومكانة سامية ، مما جعل العلماء يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « كان « علي بن أحمد » صدوقا ، ديّنا ، فاضلا ، تفرّد بأسانيد القرآن » (١) توفي في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة وهو في سنّ التسعين ، ومن شيوخ « أبي عليّ العطّار » : بكر بن شاذان ابن عبد الله ، أبو القاسم البغدادي الحربي ، وهو شيخ ماهر مشهور ، ومن الثقات.
أخذ « بكر بن شاذان » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « زيد بن أبي بلال ، وأبو بكر محمد بن عليّ بن الهيثم ، ومحمد بن عبد الله بن مرّة النقاش ،
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ، ص ٣٩٢.
وأحمد بن بشر الشارب ، وبكار بن أحمد بن بكار ».
تصدّر « بكر بن شاذان » لتعليم القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو علي العطّار ، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل ، والحسن بن محمد المالكي ، والحسن بن القاسم غلام الهرّاس ، وأبو الحسن الخياط ، وأبو الفضل بن عبد الرحمن الرازي » وغير هؤلاء.
توفي « بكر بن شاذان » يوم السبت التاسع من شوّال ، سنة خمس وأربعمائة.
ومن شيوخ « أبي عليّ العطّار » « الحسن بن محمد بن يحيى بن داود ، أبو محمد الفحّام المقرئ ، الفقيه ، البغدادي ، السامري ، وهو شيخ بارع ومن الثقات.
أخذ « الحسن بن محمد » القراءة عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر النقاش ، ومحمد بن أحمد بن الخليل ، وجعفر بن عبد الله السامري ، وسلامة ابن الحسن الموصلي ، وزيد بن أبي بلال ، وعليّ بن إبراهيم بن خشنام المالكي ، وعمر بن أحمد الحبّال ، وعبد الله بن محمد الوكيل ، وأبو الطيب الدلاّء ، وجعفر ابن محمد بن غيال ، ويوسف بن علاّن » وغير هؤلاء.
تصدّر « الحسن بن محمد » لتعليم القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو علي العطّار ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي ، وأبو علي غلام الهراس ، وعلي بن محمد بن فارس الخياط ، وأبو علي البغدادي ، وعبد الملك بن شابور ». توفي « الحسن بن محمد » سنة ثمان وأربعمائة.
ومن شيوخ « أبي عليّ العطّار » : « إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الطبري » ، ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، وتوفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
أخذ « إبراهيم بن أحمد » القراءة عن عدد من القرّاء وفي مقدمتهم : « أحمد ابن عثمان بن بويان ، ومحمد بن الفرج الأنصاري ، وعبد الواحد بن عمر بن
أبي هاشم ، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مرّة » ، وقرأ حروف القراءات على : « أحمد بن عبد الله بن محمد المكي ».
تصدّر « إبراهيم بن أحمد » لتعليم القرآن ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو علي العطّار ، وأبو نصر أحمد بن مسرور ، وأبو عبد الله محمد بن يوسف الأفشيني » وغير هؤلاء كثير.
وبعد حياة حافلة بتعليم القرآن وحروف القراءات ، توفي « أبو عليّ العطّار » سنة سبع وأربعين وأربعمائة للهجرة.
رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء ، إنه سميع مجيب.
رقم الترجمة / ٧٣
« أبو عليّ غلام الهرّاس » (١) ت ٤٦٨ هـ
هو : الحسن بن القاسم بن علي الأستاذ أبو علي الواسطي المعروف بغلام الهراس ، وهو من القراء الثقات ، وشيخ قراء العراق ، ومن العلماء الذين رحلوا في الآفاق ، من أجل العلم ، وللأخذ على العلماء ، فيحدثنا التاريخ أنه رحل إلى الأقطار الآتية ؛ من أجل الأخذ عن الشيوخ ، فقد رحل إلى كل من :
واسط ، ودمشق ، والبصرة ، ومصر ، وحران ـ بأرض الشام ـ والكوفة ، ومكة المكرمة ، والجامدة ، وهي مدينة كبيرة من أعمال واسط بينها وبين البصرة.
من هذا يتبين بجلاء ووضوح مدى اهتمام العلماء الأوائل بالقراءات القرآنية ، إذ القراءات لا تؤخذ إلا بالتلقي والمشافهة عن الشيوخ صحاح السند حتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. أما الآن ، فمع كثرة الجامعات في سائر الأقطار الإسلامية إلا أن طلاب قراءات القرآن لا زال عددهم قليلا جدّا.
وأحمد الله سبحانه وتعالى الذي جعلني من الشغوفين بتحصيل هذا العلم الجليل ، وتعليمه للكثيرين.
ولد « أبو علي غلام الهراس » سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
ثم بعد أن حفظ القرآن شدّ الرحال لتلقي القراءات : فكانت رحلته الأولى
__________________
(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :
معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٧. ورقم الترجمة ٣٦٦. غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٢٦٦. العبر في خبر من غبر ، ج ٣ ، ص ٢٦٦. ميزان الاعتدال ج ١ ، ص ٥١٨. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ٩٩. لسان الميزان ج ٢ ، ص ٢٤٥. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣٢٩. تهذيب ابن عساكر ج ٤ ، ص ٢٤٢.
إلى « واسط » وهي مدينة عظيمة متوسطة بين « البصرة ، والكوفة » فأخذ عن شيوخها ، ومن الذين أخذ عنهم بها القراءة : « عبيد الله بن إبراهيم بن محمد أبو القاسم البغدادي ».
وهو من خيرة القراء الثقات ، ومن علماء القراءات ، إذ روى قراءة « أبي عمرو » البصري عرضا عن « أبي بكر بن مجاهد ، عن أبي الزعراء ، عن الدوري ، أحد رواة أبي عمرو البصري ».
جلس « عبيد الله » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة عرضا بواسط : « أبو علي غلام الهراس » وكان ذلك سنة ثمانين وثلاثمائة.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهراس » بواسط : « إبراهيم بن سعيد أبو اسحاق » الضرير الواسطي الرفاعي ، وهو من علماء القراءات ، ومن علماء النحو الثقات. أخذ « إبراهيم بن سعيد » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « عبد الغفار بن عبيد الله الحضيني ».
تصدّر « إبراهيم بن سعيد » لتعليم القرآن وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة وجودة القراءة ، ومن الذين أخذوا عنه : « أبو علي غلام الهرّاس » وكان ذلك سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهرّاس » ببغداد : « عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء أبو الفرج النهرواني القطان » ، وهو من القراء الثقات المشهورين ، ومن الحذّاق المؤلفين ، ومن المعمرين ، اشتهر ذكره في الآفاق ، وعمّ نفعه الكثيرين.
أخذ « عبد الملك بن بكران » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « زيد بن علي بن أبي بلال ».
ثم بعد أن اكتملت مواهبه جلس لتعليم الناس ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، وفي مقدمة من قرأ عليه « أبو علي غلام الهرّاس ». توفي « عبد الملك بن بكران » في رمضان سنة أربع وأربعمائة.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهراس » ببغداد : « عبيد الله بن محمد بن أحمد ابن مهران بن أبي مسلم أبو أحمد الفرضي البغدادي ». وهو إمام كبير ثقة ، ورع ، قال عنه « الخطيب البغدادي » : « كان « أبو أحمد » ثقة ، ورعا ، دينا ، حدثنا منصور بن عمر الفقيه ، قال : « لم أر في الشيوخ مثله اجتمعت فيه أدوات الرئاسة ، من علم وقراءة ، وإسناد ، وحالة متسعة في الدنيا ، وكان مع ذلك أورع الخلق ، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه لم أر مثله » (١).
أخذ « عبيد الله بن محمد الفرضي » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « أبو الحسن بن بويان ».
ثم تصدّر « أبو أحمد الفرضي » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة « أبو علي غلام الهرّاس ».
توفي « أبو أحمد الفرضي » بعد حياة حافلة بطلب العلم ونشره ، في شوال سنة ست وأربعمائة ، وله اثنتان وثمانون سنة.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهرّاس » ببغداد : « أحمد بن عبد الله بن الخضر ابن مسرور ، أبو الحسن البغدادي السّوسنجردي » ، ولد في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وهو من مشاهير العلماء الثقات ، ومن القراء الضابطين ، أخذ « أحمد بن عبد الله » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « محمد بن عبد الله بن أبي مرّة الطوسي ».
__________________
(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بجودة القراءة وصحّة الإسناد ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو علي غلام الهرّاس ».
توفي « أحمد بن عبد الله » يوم الأربعاء لثلاث خلون من رجب سنة اثنتين وأربعمائة ، عن نيف وثمانين سنة.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهرّاس » ببغداد : « محمد بن المظفر بن علي بن حرب أبو بكر الدينوري ». وهو من القراء المشهود لهم بالثقة والعدالة ، وصحة الضبط ، وجودة القراءة وحسن الاتقان.
أخذ « محمد بن المظفر » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « الحسين بن محمد بن حبش الدينوري ».
وبعد أن اكتملت مواهب « محمد بن المظفر » جلس لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، ينهلون من علمه ويأخذون عنه ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو علي غلام الهرّاس ».
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهراس » من بغداد : « محمد بن علي بن أحمد ابن يعقوب أبو العلاء الواسطي القاضي » ، نزيل بغداد ، ولد عاشر صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
أصله من « فم الصلح » ونشأ بواسط ، ثم استقرّ ببغداد ، وهو من خيرة القراء المشهورين المحققين ، ومن العلماء المتقنين.
قال عنه « الحافظ الذهبي » : تبحر في القراءات ، وصنّف ، وجمع ، وتفنّن ، وولي قضاء الحريم الظاهري ، وانتهت إليه رئاسة الاقراء بالعراق. اهـ (١).
أخذ « محمد بن علي » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم :
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٠٠.
« أحمد بن هارون الرازي ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الشارب ». وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن وحروف القراءات ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة : « أبو علي غلام الهرّاس ».
توفي « محمد بن علي » ثالث عشرين جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة.
ومن شيوخ « أبي علي » ببغداد : « علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن أبو الحسن الحذّاء البغدادي ». وهو شيخ عدل ، ضابط ، ثقة ، مشهور.
أخذ القراءة ، وحروف القرآن عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « إبراهيم بن الحسين بن عبد الله الشطّي ».
وبعد أن اكتملت مواهب « علي بن محمد » تصدّر لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس ، وعرفه الخاصّ والعام بجودة القراءة ، وصحّة الأحكام ، وأقبل عليه الطلاب وحفاظ القرآن من كل مكان ، يأخذون عليه ، ويقرءون عليه ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة : « أبو علي غلام الهرّاس » و « أبو بكر محمد بن علي الخياط ».
توفّي « علي بن محمد » يوم الأربعاء لأربع خلون من المحرّم سنة خمس عشرة وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهراس » ببغداد : « الحسن بن محمد بن يحيى بن داود ، أبو محمد الفحّام ، المقرئ ، البغدادي ، وهو من حذّاق القراءات ، ومن الأئمة البارزين المعروفين ، أخذ « الحسن بن محمد » القراءة عن خيرة علماء
عصره ، وفي مقدمتهم : « جعفر بن عبد الله السامري ، وسلامة بن الحسن الموصلي ».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وصحة الضبط ، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علمه ، ويقرءون عليه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو علي غلام الهرّاس » ، والحسن بن عليّ العطّار ».
توفي « الحسن بن محمد » سنة ثمان وأربعمائة.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهرّاس » ببغداد : « علي بن أحمد بن محمد بن داود بن موسى بن بيان أبو الحسن الرزّاز البغدادي » ، وهو من مشاهير القراء الضابطين ، ومن الثقات البارعين. ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
أخذ « أبو الحسن الرزاز » القراءة عن خيرة العلماء. وفي مقدمتهم : « زيد ابن عليّ ، وهبة الله بن جعفر ».
احتلّ « أبو الحسن الرزاز » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » :
كان « أبو الحسن الرزّاز » صدوقا ، ديّنا ، فاضلا ، تفرّد ، بأسانيد القرآن ، وعلوّها (١).
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وعلوّ الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ومن الذين قرءوا عليه : « أبو علي غلام الهرّاس ، وأحمد بن مسرور ».
توفي « أبو الحسن الرزاز » يوم الأحد الرابع من شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة.
__________________
(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ، ج ١ ، ص ٥٢٢.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهرّاس » ببغداد : « الحسن بن ملاعب بن محمد ابن الحسن ، أبو محمد الحلبي ثم البغدادي الضرير ». وهو من القراء الثقات ، ومن الضابطين المجوّدين.
أخذ « الحسن بن ملاعب » القراءة عن عدد من القراء ، وفي مقدمتهم : « عمر بن محمد بن سيف ».
جلس « الحسن بن ملاعب » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات واشتهر بالثقة والضبط ، وصحة الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو علي غلام الهرّاس ، وعلي بن محمد بن فارس الخياط ».
رحل « أبو علي غلام الهراس » إلى « الكوفة » وأخذ عن شيوخها ومن الذين قرأ عليهم بالكوفة : « محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن يحيى ، أبو عبد الله الجعفي ، الكوفي ، القاضي ، الفقيه الحنفي ، النحوي » ، وهو من خيرة العلماء الثقات ، أثنى عليه الكثيرون.
قال « الخطيب البغدادي » : كان ثقة ، حدّث ببغداد ، قال : وكان من عاصره بالكوفة ، يقول : لم يكن بالكوفة من زمن « ابن مسعود » رضياللهعنه ، والى وقته أحد أفقه منه (١).
وقال « أبو علي المالكي » : كان « محمد بن عبد الله » من جلة أصحاب الحديث ، فقيها على مذهب العراقيين جليل القدر.
وقال « أبو العز » عن « أبي علي الواسطي » : كان « الجعفي » جليلا في زمانه يرحل إليه في طلب القرآن ، والحديث من كل بلد (٢).
__________________
(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٧ ـ ١٧٨.
أخذ « محمد بن عبد الله الجعفي » القراءة عن خيرة العلماء. وفي مقدمتهم : « محمد بن الحسن بن يونس النحوي ».
وبعد أن اكتملت مواهبه ، وأصبح من المؤهلين جلس لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وصحّة السند ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة « أبو علي غلام الهرّاس » وغيره.
توفي « محمد بن عبد الله الجعفي » سنة اثنتين وأربعمائة.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهرّاس » بالكوفة : « محمد بن جعفر بن محمد ابن الحسن بن هارون أبو الحسن التميمي الكوفي ». وهو من مشاهير القراء ، ومن المحدثين ، ومن علماء العربية. اثنى عليه الكثيرون ، قال « أبو علي البغدادي » : كان « أبو الحسن التميمي » من جلة أهل العربية ، ومن أهل الحديث ، متقنا ، فاضلا.
وقال « الحافظ الذهبي » : عمّر دهرا طويلا ، وانتهى إليه علوّ الإسناد (١).
أخذ « محمد بن جعفر » القراءة ، وحروف القرآن ، عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : « محمد بن الحسن بن يونس ».
وفي مقدمتهم : « محمد بن الحسن بن يونس ».
كما أخذ حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، والقراءات ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة « أبو علي غلام الهرّاس ».
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ١١١.
ومن الذين أخذوا عنه الحديث : « أبو القاسم عبيد الله الأزهري ».
توفي « محمد بن جعفر » بعد حياة حافلة بطلب العلم ، وتعليم القرآن ، والقراءات ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة بالكوفة.
كما أن « أبا عليّ غلام الهرّاس » رحل إلى « دمشق » وأخذ العلم عن شيوخها.
ومن شيوخه بدمشق في القراءة : « الحسين بن عليّ بن عبيد الله بن محمد أبو علي الرهاوي السّلمي ». وهو من خيرة العلماء ، وشيخ القراء بدمشق مع « الأهوازي ».
أخذ « أبو علي الرهاوي » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « الحسن ابن سعيد البزّار » وغيره كثيرون.
ثم تصدّر لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة « أبو علي غلام الهرّاس ».
توفي « أبو علي الرهاوي » بدمشق سنة أربع عشرة وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.
ومن شيوخ « أبي علي غلام الهراس » بدمشق : « الحسن بن علي بن إبراهيم ابن يزداد بن هرمز ، أبو علي الأهوازي » وهو شيخ قراء دمشق في عصره ، وأعلى القراء إسنادا ، وهو من مشاهير القراء ومن المحدثين الثقات ، ومن المؤلفين الكبار ، قال عنه « الحافظ الذهبي » : « لقد تلقى الناس رواياته بالقبول ، وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة ، وذلك في حياة بعض شيوخه » (١).
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٢٢١.
ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بالأهواز من بلاد خوزستان ، وقرأ بها ، وبتلك البلاد على شيوخ عصره ، ثم قدم « دمشق » سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فاستوطنها وأكثر من الشيوخ والروايات.
أخذ « أبو علي الأهوازي » القراءة عن خيرة العلماء عصره وفي مقدمتهم : « إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الطبري » ببغداد.
وأبو القاسم عبد الله بن نافع بن هارون العنبري » بالبصرة ، وغيرهما كثير. كما أخذ رحمهالله تعالى حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن مشاهير علماء الحديث.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وذاع صيته في الآفاق ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ينهلون من علمه ويأخذون عنه ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة أبو علي غلام الهرّاس. توفي « أبو علي الأهوازي » رابع ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة بدمشق ، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن البلاد التي رحل إليها « أبو علي غلام الهرّاس » من أجل العلم « الجامدة » بكسر الميم ، وهي قرية كبيرة جامعة من أعمال « واسط » تقع بين البصرة وواسط (١).
ومن شيوخه الذين أخذ عنهم القراءة بالجامدة : « محمد بن نزار بن القاسم ابن يحيى بن عبد الله أبو بكر التكريتي » بكسر التاء ، وسكون الكاف ، وهذه نسبة إلى « تكريت » وهي بلدة كبيرة فيها قلعة حصينة على « دجلة » على بعد ثلاثين فرسخا من بغداد (٢).
ومحمد بن نزار من خيرة علماء القراءات ، ومن الثقات المشهورين ، أخذ
__________________
(١) انظر معجم البلدان لياقوت الحمري ج ٢ ، ص ٩٥.
(٢) انظر الأنساب للسمعاني ج ١ ، ص ٤٧٣.