معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

كان يتجول في البلدان (١). توفي « أبو الفرج الشنبوذي » في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

وقرأ « أبو علي الأهوازي » « بدمشق » على : محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الله بن حبيب ، أبي بكر السلمي الجبني الأطروش شيخ القراء بدمشق.

ولد « محمد السلمي » سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ، وأخذ القراءة عرضا عن أبيه ، وعليّ بن الحسين ، وابن الأخرم ، وجعفر بن أبي داود ، وأحمد بن عثمان السبّاك ، والحسين بن محمد بن عليّ بن عتاب ، ومحمد بن أحمد بن عتاب. وأخذ القراءة عن « محمد السلمي » : علي بن الحسن الربعي ، وأبو علي الأهوازي ، ومحمد بن الحسن الشيرازي ، وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني ، ورشأ بن نظيف ، والكارزيني.

قال « أبو علي الأهوازي » عن شيخه « أبي بكر السلمي » : « ما رأيت بدمشق مثل « أبي بكر السلمي » من ولد أبي عبد الرحمن السلمي ، إماما في القراءة ، ضابطا للرواية ، قيّما بوجوه القراءات ، يعرف صدرا من التفسير ، ومعاني القراءات ، قرأ على سبعة من أصحاب « الأخفش » له منزلة في الفضل ، والعلم ، والأمانة ، والورع ، والدين ، والتقشف ، والفقر والصيانة » (٢) توفي في ربيع الآخر سنة سبع وأربعمائة ، وقد جاوز الثمانين.

ومن شيوخ « أبي علي الأهوازي » : محمد بن أحمد بن عليّ أبو بكر الباهلي البصري ، النجار ، قرأ على : « القاسم بن زكريا المطرز ، وأبي بكر الداجوني ، وأبي بكر النقاش ، وعمر بن محمد الكاغذي ، وأبي سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ، ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي.

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٥١.

(٢) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٧٦.

٢٤١

وقرأ عليه : « أبو علي الأهوازي » في مسجده بالبصرة في بني لقيط سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

ومن شيوخ « أبي علي الأهوازي » : « إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الطبري المالكي البغدادي » ، وهو من الثقات ، ومن مشاهير القراء ، ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، قرأ على : « أحمد بن عثمان بن بويان ، وأحمد بن عبد الرحمن الوليّ ، وأبي بكر النقاش ، وأبي بكر بن مقسم ، ومحمد بن عليّ بن الهيثم ، وبكار ، ومحمد بن الحسن بن الفرج الأنصاري ، وعبد الواحد بن عمر ابن أبي هاشم ، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مرّة بن أبي عمر الطوسي ، وعبد الوهاب بن العباس ». وقرأ حروف القراءات على : « أحمد بن عبد الله بن محمد المكي عن العنزيّ صاحب البزّي ، وإبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني ، وهي نسبة إلى بلدة بجبال العراق ، على ثلاثين فرسخا من همذان (١).

وقرأ عليه : « أبو علي الأهوازي ، والحسين بن عليّ العطار ، والحسن بن أبي الفضل ، الشرمقاني ، وأبو علي البغدادي ، وأبو نصر أحمد بن مسرور ، وأحمد ابن رضوان ، وأبو عبد الله محمد بن يوسف الأفشيني » توفي سنة ست وسبعين وستمائة عن ثمانين سنة.

ومن شيوخ « أبي عليّ الأهوازي » : « أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل أبو الحسين الجبني » ، قرأ على : أحمد بن فرح سنة ثلاثمائة ، وأحمد بن محمد الرازي ، وابن شنبوذ ، وأبي بكر الداجوني ، والحسين بن إبراهيم ، والخضر ابن الهيثم ، ومحمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن موسى الزينبي ، ومحمد بن عمر ابن كثير الهمذاني ، ومحمد بن أحمد بن عمران بن رجاء ، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش ، ومحمد بن أحمد الشعيري ، وهبة الله بن جعفر ، وأحمد بن عبد الصمد الرازي ، وأحمد بن محمد بن عثمان القطان ». وأخذ عنه القراءات : « أبو

__________________

(١) انظر الأنساب للسمعاني ج ٤ ، ص ٤٧٩.

٢٤٢

علي الأهوازي ».

توفي « أحمد بن عبد الله الجبني » سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

ومن شيوخ « أبي عليّ الأهوازي » : أحمد بن محمد بن سويد أبو بكر الباهلي المؤدب ، روى القراءة عرضا عن : عليّ بن سعيد بن ذؤابة ، وروى القراءة عنه « أبو علي الأهوازي ».

ومن شيوخ « أبي عليّ الأهوازي » : « أحمد بن محمد بن إدريس الخطيب » ، قرأ على : أبي بكر النقاش ، وأبي بكر طاهر بن أبي هاشم.

ومن شيوخ « أبي عليّ الأهوازي » : أحمد بن محمد بن عبدون بن عمرويه أبو القاسم الصيدلاني القاضي الشافعي ، أخذ القراءة عن « النقاش ، وهبة الله بن جعفر ، وأحمد بن كامل بن خلف ، وأخذ عنه القراءة عرضا « أبو علي الأهوازي ».

توفي « أحمد بن عبدون » سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

ومن شيوخ « أبي علي الأهوازي » : عبد الله بن نافع بن هارون أبو القاسم العنبري. روى القراءة عرضا عن « أحمد بن فرح المفسر ، وأحمد بن علي بن وهب ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم المؤدب ، ومحمد بن عمر بن أيوب القلوسي ، وابن مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني.

ومن شيوخ « أبي علي الأهوازي » : « عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبو حفص الكتاني البغدادي » ، ولد سنة ثلاثمائة وعرض على : أبي بكر بن مجاهد ، ومحمد بن جعفر الحربي ، عرض عليهما قراءة « عاصم » وسمع الحروف من إبراهيم بن عرفة نفطويه ، وعرض على « عليّ بن سعيد القزاز ، وبكار ، وعمر ابن جناد ، ومحمد بن الحسن النقاش ، وأحمد بن عثمان بن بويان ، ومحمد بن علي الرقي ، وزيد بن أبي بلال ، وأحمد بن محمد بن هارون الورّاق » ، وروى

٢٤٣

القراءة عن عبيد الله بن بكير ، وسمع كتاب السبعة من « ابن مجاهد ».

وقرأ عليه : عيسى بن سعيد الأندلسي ، وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الحدّاد ، ومحمد بن عبد الله بن مكي السوّاق ، وأحمد بن محمد بن إسحاق المقرئ ، ومحمد بن جعفر الخزاعي ، وأحمد بن الفتح ، والحسن بن الفحام ، وسمع منه كتاب السبعة : « عبد الله بن هزار مرد الصريفيني ، وأحمد بن محمد ابن يوسف ، وعلي بن القاسم بن إبراهيم » ، وقرأ عليه : « الحسن بن عليّ العطّار ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، وعبيد الله بن أحمد بن عليّ الكوفي ».

قال « ابن الجزري » : طالت أيام « الكتاني » فكان آخر من قرأ على « ابن مجاهد » وتوفي في رجب سنة تسعين وثلاثمائة عن تسعين سنة.

ومن شيوخ « أبي علي الأهوازي » : « محمد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم أبو بكر الخرقي » ، قرأ على : أبي بكر بن سيف ، وأحمد بن عبد الله بن ذكوان ، وأحمد بن محمد الرازي ، وإبراهيم بن أحمد الحجبي.

قال « ابن الجزري » : وقرأ عليه « أبو علي الأهوازي » : ولا يعرف إلا من جهته.

ومن شيوخ « أبي علي الأهوازي » : « المعافي بن زكريا بن طرارا ، أبو الفرج النهرواني الجريري » ، نسبة إلى « ابن جرير الطبري » لأنه كان على مذهبه ، وهو إمام ثقة ، مقرئ فقيه.

اخذ القراءة عرضا عنه : « عبد الوهاب بن عليّ ، ومحمد بن عمر النهاوندي ، وأحمد بن مسرور ، وأبو علي الأهوازي ، والحسن بن علي ، وأبو الفضل الخزاعي ، وعبد الملك بن عبدويه ، وأحمد بن الفتح الفرضي ، وعثمان بن قيس الدلاّل ، وأحمد بن يزده ».

٢٤٤

قال عنه « الخطيب البغدادي » : كان « أبو الفرج النهرواني » من أعلم الناس في وقته بالفقه ، والنحو ، واللغة ، وأصناف الأدب ، وكان على مذهب « ابن جرير الطبري » ولي القضاء بباب الطاق (١).

توفي « أبو الفرج النهرواني » سنة تسعين وثلاثمائة.

قال « الحافظ الذهبي » كان « أبو علي الأهوازي » يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة ، وذلك في حياة بعض شيوخه ، وتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو بكر السمرقندي » ، وهو إمام ثقة بارع ، قرأ بدمشق على « أبي علي الأهوازي ».

وروى القراءة عنه : « أبو الكرم الشهرزوري » وكان عارفا بكتابة المصاحف على الرسم.

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : « علي بن أحمد بن عليّ أبو الحسن الأبهري الضرير » ، وهو مقرئ متصدر ، قرأ بدمشق على « أبي علي الأهوازي » وأقرأ بالديار المصرية حتى مات ، ومن الذين قرءوا عليه : الشريف أبو الفتح ناصر الخطيب بمضمن « كتاب الوجيز ».

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : سبيع بن المسلم بن عليّ بن هارون ، أبو الوحش المعروف بابن قيراط ، وهو شيخ ثقة ، وكان ضريرا ، ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة. قرأ على « أبي علي الأهوازي ، ورشأ بن نظيف ». وقرأ عليه : إسماعيل بن عليّ بن بركات الغساني ، وروى القراءات عنه : الخضر بن شبل الحارثي ، وعليّ بن الحسن الكلابي ، وكان يقرئ الناس تلقينا ، وتوفي في شعبان سنة ثمان وخمسمائة.

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : الحسن بن القاسم بن عليّ ، أبو علي

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٣٠٢.

٢٤٥

الواسطي ، المعروف بغلام الهراس ، ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وتجوّل في الآفاق لطلب العلم.

فقرأ « بواسط » على : « عبيد الله بن إبراهيم ، وعبد الله بن أبي عبد الله الحسين العلوي ، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي ».

وقرأ ببغداد على : « عبد الملك النهرواني ، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، وأحمد بن عبد الله السوسنجردي ، ومحمد بن المظفر الدينوري ، والقاضي أبي العلاء ، وعلي بن محمد بن عبيد الله الحذّاء ، وعلي بن محمد بن موسى الصابوني ، وبكر بن شاذان ، والحسن بن محمد الساوي ، وعلي بن أحمد الحمامي ، والحسن ابن ملاعب ». وقرأ بالكوفة على : « القاضي محمد بن عبد الله الجعفي ، وأبي الحسن محمد بن جعفر النحوي ».

وقرأ بدمشق على : أبي علي الأهوازي ، وأبي علي الرهاوي. وقرأ بالجامدة على : محمد بن نزار التكريتي ، وعمه محمد بن القاسم. وقرأ بمصر على : أبي العباس بن نفيس ، والفضل بن عبد الرزاق ، والحسين بن إبراهيم الأنباري.

وقرأ بالبصرة على : الحسن بن عليّ بن بشّار ، وعلي بن محمد بن علاّن.

وقرأ بحران على : « أبي القاسم الزيدي ، وقرأ بمكة المكرمة على : أبي عبد الله ابن الحسين الكارزيني ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد العجلي ، ومحمد بن عمر بن إبراهيم الذهبي بالبصرة.

وقرأ على : أبي القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله القاضي ، وأحمد بن عبد الكريم الشونيزي ، ومحمد بن العباس الصريفيني ، وعبيد الله بن عمر المصاحفي.

وأقام بمصر بعد أن ذهب بصره ، فرحل الناس إليه من كل جهة. قرأ عليه : « أبو العزّ محمد بن الحسين بن بندار القلانسي بجميع ما قرأ به ، وأبو المجد محمد بن جهور قاضي واسط ، وعليّ بن عليّ بن شيران ، والمبارك

٢٤٦

ابن الحسين الغسّال ، وأحمد بن سعيد ». توفي « أبو علي غلام الهراس » سنة ثمان وستين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : « عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس ، أبو القاسم القرطبي » ، وهو أستاذ مقرئ ثقة ، متقن ، رحل إلى الأقطار ، في سبيل طلب العلم ، فرحل إلى دمشق وقرأ على « أبي علي الأهوازي ».

وقرأ على « أبي القاسم الزيدي » بحران ، وعلى « أحمد بن نفيس » بمصر ، وعلى « الكارزيني » بمكة المكرمة.

قرأ عليه « أبو القاسم خلف بن النحاس ، وعليّ بن أحمد بن كرز ، وأبو الحسن يحيى بن البياز ».

توفي « أبو القاسم القرطبي » سنة إحدى وستين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : « عتيق بن محمد أبو بكر الردائي » ، وهو شيخ الإقراء بقلعة « حمّاد » من أرض المغرب ، رحل ودخل دمشق فقرأ على الأهوازي بها ، وقرأ بمصر على ابن نفيس ، وعمّر دهرا طويلا. قرأ عليه : محمد بن محمد بن معاذ وأبو بكر الاشبيلي.

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن منده أبو عبد الله الجاجاني الدستي الأصبهاني.

روى القراءات عنه : أبو بكر محمد بن عليّ بن محمد الأصبهاني ، شيخ الحافظ أبي العلاء الهمذاني.

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : محمد بن أحمد بن الهيثم أبو بكر الروذباري البلخي ، وهو إمام مقرئ محرر أستاذ ، قرأ بالروايات الكثيرة على

٢٤٧

« أبي علي الأهوازي » ومنصور بن محمد الهروي ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي.

قال « الحافظ الذهبي » : « استوطن مدينة « غزنة » في أول حدّ الهند ، وأقرأ بها القراءات ، وكان بصيرا بالعلل عالي الرواية » (١).

وقال « ابن عساكر » : أنبأنا عبد السلام بن عبد الرحيم الهروي المقرئ بمنزله ، أنبأنا أبو بكر الروذباري بغزنة سنة تسع وثمانين وأربعمائة وكان عالما بالقراءات » (٢).

وقال « الإمام ابن الجزري » : هو مؤلف كتاب « جامع القراءات » لم يؤلف مثله ، رأيته بمدينة « هراة » قد جمع فيه القراءات العشر ، وغيرها وأتى فيه بفوائد كثيرة بالأسانيد المختلفة ، ألفه باسم السلطان ابن المظفر إبراهيم بن مسعود ابن السلطان محمد بن سبكتكين ، صاحب غزنة ، وغيرها من الهند ، وفرغ منه في يوم الأحد السابع عشر من المحرم سنة تسع وستين وأربعمائة. اهـ (٣).

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : محمد بن عبد الرحمن أبو بكر النهاوندي ، يعرف بمردوس ، وهو شيخ جليل عالي القدر ، حاذق ، مقرئ ، رحل إلى دمشق ، وقرأ بها على « أبي علي الأهوازي » وعاد إلى « نهاوند » بضم النون ، وفتح الهاء والواو ، وسكون النون ، وهي بلدة من بلاد الجبل قديمة كان بها وقعة للمسلمين زمن « عمر رضي‌الله‌عنه (٤). فأقرأ بها ، ثم قدم بغداد ، فقرأ عليه بها ، الأستاذ أبو طاهر بن سوار.

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٩١.

(٢) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٩١.

(٣) انظر الأنساب للسمعاني ج ٥ ، ص ٥٤١.

(٤) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٣٩٨ ـ ٤٠١.

٢٤٨

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : أبو نصر أحمد بن عليّ الزينبي ، وأبو بكر محمد بن المفرّج البطليوسي ، وأبو محمد الحسن بن علي بن عمّار الأوسي.

ومن تلاميذ « أبي علي الأهوازي » : يوسف بن علي بن جبارة أبو القاسم الهذلي اليشكري ، وهو إمام وأستاذ كبير ، وصاحب المصنفات ، رحل إلى كثير من البلاد والمدن في سبيل العلم.

ولد في حدود التسعين وثلاثمائة ، وتوفي سنة خمس وستين وأربعمائة. قال « الإمام ابن الجزري » : وطاف البلاد في طلب القراءات ، فلا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ، ولا لقي من لقي من الشيوخ ، قال أي الهذلي في كتابه « الكامل » : فجملة من لقيت في هذا العلم ـ أي علم القراءات ـ ثلاثمائة وخمسة وستين شيخا ، من آخر المغرب ، إلى باب فرغانة يمينا وشمالا ، وجبلا ، وبحرا ، ولو علمت أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته ، ثم قال : وألفت هذا الكتاب ـ الكامل ـ فجعلته جامعا للطرق المتلوة والقراءات المعروفة ، ونسخت به مصنفاتي : كالوجيز والهادي ».

قال « ابن الجزري » : وكانت رحلته في سنة خمس وعشرين وأربعمائة وبعدها ، وجملة شيوخه الذين ذكرهم في كتابه « الكامل » مائة واثنان وعشرون شيخا (١) وفي مقدمتهم :

« إبراهيم بن أحمد ، وإبراهيم بن الخطيب ، وأحمد بن رجاء ، وأحمد بن الصقر ، وأحمد بن محمد بن علاّن ، وأحمد بن عليّ بن هاشم ، وأحمد بن الفضل الباطرقاني ، وأحمد بن نفيس ، وأبو زرعة أحمد بن محمد الخطيب النوشجاني ، وأحمد بن محمد بن أحمد أبو الفتح الفرضي ، وأحمد بن عبد الله بن أحمد أبو نعيم الأصبهاني ، وأحمد الشكّاك ، وإسماعيل بن الجنيد ، وإسماعيل بن عليّان ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد ، وإسماعيل الشرمقاني ، وجامع بن الخضر ، وحسّان

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٣٩٨ ـ ٤٠١.

٢٤٩

ابن مكيّة ، والقاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي » ، وغير هؤلاء كثير.

تصدّر « أبو القاسم الهذلي » لتعليم القرآن ، واشتهر صيته ، وعرف بالضبط وجودة القراءة ، وأقبل عليه طلاب العلم يأخذون عنه ، فقد روى عنه : إسماعيل بن الإخشيد ، وسمع منه « كتاب الكامل » ، وكذلك عبد الواحد بن محمد السكري ، وأبو بكر بن محمد بن زكريا الأصبهاني ، وقرأ عليه بمضمن « الكامل » وسمعه منه « أبو العزّ القلانسي ، وعليّ بن عساكر ».

قال « الإمام ابن الجزري » : وقرأ بالكامل إمام زمانه حفظا ونقلا « أبو العلاء الهمذاني » ، على « أبي العز القلانسي ».

ولا زال يقرئ به إلى آخر وقت ، وآخر من رواه تلاوة فيما نعلم « ابن مؤمن الواسطي ». ثم يقول « ابن الجزري » : وقرأته أنا على الشيخين : « إبراهيم ابن أحمد الاسكندراني ، ومحمد بن النحاس » بإجازة الأول ، وسماع الثاني لبعضه بسندهما. اهـ (١). توفي الهذلي سنة خمس وستين وأربعمائة. اهـ.

أخذ « أبو علي الأهوازي » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة علماء عصره وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : كان « أبو علي الأهوازي » عالي الرواية في الحديث ، روى عن : نصر بن أحمد المرجّى ، صاحب أبي يعلى الموصلي ، والمعافى بن زكريا الجريري ، وعبد الوهاب الكلابي ، وهبة الله بن موسى الموصلي ، وأبي مسلم الكاتب » ، وخلق سواهم. اهـ (٢).

وكما تصدّر « أبو علي الأهوازي » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، تصدر أيضا لرواية حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد أخذ عنه عدد كثير ، وحدثوا عنه ، وفي هذا يقول « الذهبي » :

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٤٠١.

(٢) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٤٠٤.

٢٥٠

حدث عنه « أبو بكر الخطيب ، وأبو سعد السمّان ، وعبد الرحيم البخاري ، وعبد العزيز الكتاني ، والفقيه نصر المقدسي ، وأبو طاهر الحنّائي ، وأبو القاسم النسيب » ، وروى عنه بالإجازة : « أبو سعد أحمد بن الطيوري » اهـ (١).

ترك « أبو علي الأهوازي » : عدة كتب في القراءات وغيرها ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : صنف « أبو علي الأهوازي » عدة كتب من القراءات ، مثل : كتاب « الموجز ، والوجيز ، والإيجاز » ثم يقول : وله مصنّف في الصفات (٢).

يقول محقق كتاب « معرفة القراء الكبار » للذهبي : يقوم السيّد دريد حسن أحمد الصالح بتحقيق كتاب « الوجيز » بجامعة بغداد (٣).

احتلّ « أبو علي الأهوازي » مكانة سامية بين العلماء ، ونال شهرة عظيمة في الصدق والأمانة ، وصحّة الرواية ، مما استوجب الثناء عليه : يقول « الإمام ابن الجزري » : « الحسن بن علي بن إبراهيم الأستاذ أبو علي الأهوازي ، صاحب المؤلفات ، شيخ القراء في عصره ، وأعلى من بقي في الدنيا إسنادا ، إمام كبير محدث » (٤).

وقال « الحافظ الذهبي » : لقد تلقى الناس رواياته بالقبول ، وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة (٥).

توفي « أبو علي الأهوازي » : في رابع ذي الحجة سنة ستّ وأربعين وأربعمائة من الهجرة رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٤٠٤.

(٢) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٤٠٣ ـ ٤٠٤.

(٣) انظر هامش معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٠٣.

(٤) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٢٢٠.

(٥) انظر معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٤٠٥.

٢٥١

رقم الترجمة / ٦٨

« عليّ بن داود » (١) ت ٤٠٢ هـ

هو : علي بن داود بن عبد الله أبو الحسن الداراني القطان ، إمام جامع دمشق ومقرئه.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « علي بن داود » القرآن عن خيرة العلماء ، فقد قرأ القرآن بالروايات على طائفة من العلماء منهم : أبو الحسن بن الأخرم ، وأحمد بن عثمان السبّاك ، وصالح بن إدريس ، ومحمد بن القاسم بن محرز ، ومحمد بن جعفر الخزاعي (٢).

تصدر « علي بن داود » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وصحة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه. وفي هذا يقول « ابن الجزري » : قرأ عليه « الأهوازي ، وتاج الأئمة أحمد بن عليّ ، وأحمد بن محمد الأصبهاني ، ورشأ بن نظيف ، وعلي بن الحسن الربعي ، وأحمد بن محمد القنطري ، وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي ، وأبو عبد الله الكارزيني » (٣).

اشتهر « علي بن داود » بعفة النفس والقناعة ، كما عرف عنه أنه لا يأخذ أجرا على تعليم القرآن ، وإنما يعتبر ذلك حسبة لله تعالى. حول هذه المعاني ، يقول « عبد المنعم بن النحوي » : خرج القاضي أبو محمد العلوي وجماعة من

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

تبيين كذب المفتري ٢١٤ ـ ٢١٧ ، وتذكرة الحفاظ ج ٣ ، ص ١٠٦٢ ، ومعرفة القراء ج ١ ، ص ٣٦٦. وطبقات القراء ج ١ ، ص ٥٤١. وشذرات الذهب ج ٣ ، ص ١٦٤.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٦٦.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٤٢.

٢٥٢

الشيوخ إلى « داريا » ليأخذوا الشيخ كي يكون إماما للجامع الأموي ، فلبس أهل « داريا » السلاح ليقاتلوا دونه ، فقال القاضي : يا أهل « داريا » ألا ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام ، فقالوا : قد رضينا. فأخذوه ، وسكن بالمنارة الشرقية ، وكان يقرئ شرقي الرواق الأوسط ، ولا يأخذ على الإمامة رزقا ، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برّا ، ويقتات من أرض له « بداريا » ويحمل ما يحتاج إليه من الحنطة فيخرج بنفسه إلى الطاحون ويطحنه ثم يعجنه ويخبزه. اهـ (١).

ألا يعتبر أن « علي بن داود » ضرب أروع الأمثال في القناعة وعفة النفس بهذه الأخلاق الفاضلة؟ احتلّ « علي بن داود » مكانة سامية في جميع الأوساط مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول تلميذه « رشأ بن نظيف » : لم ألف مثله حذقا ، وإتقانا في رواية « ابن عامر » الدمشقي ، وهو الإمام الرابع بالنسبة الى أئمة القراءات (٢). وقال « الكتاني » : كان « علي بن داود » ثقة انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين ، ومضى على سداد (٣).

وقال « الإمام الداني » : كان ثقة ضابطا متقشفا (٤).

وقال « الإمام ابن الجزري » : كان « علي بن داود » إماما مقرئا ضابطا متقنا محررا ، زاهدا ، ثقة. اهـ (٥).

توفي « علي بن داود » في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة وهو في سنّ التسعين ، رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٦٦.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٤٢.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٦٦.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٤٢.

(٥) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٤٢.

٢٥٣

رقم الترجمة / ٦٩

« أبو عليّ الشّرمقاني » (١) ت ٤٥١ هـ

هو : الحسن بن أبي الفضل الشيخ أبو علي الشرمقاني ، بفتح الشين المعجمة ، وسكون الراء ، وفتح الميم والقاف وهي نسبة الى « شرمقان » وهي بلدة قريبة من « أسفراين » بنواحي نيسابور ، يقال لها « جرمغان » (٢) ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو علي الشرمقاني » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « علي ابن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله أبو الحسن الحمامي شيخ العراق ، وهو إمام مسند ، وثقة بارع.

ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وتوفي يوم الأحد الرابع من شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة وهو في سن التسعين.

أخذ « أبو الحسن الحمامي » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر النقاش ، وأبو عيسى بكار ، وهبة الله بن جعفر ، وزيد بن عليّ ، وعبد الواحد بن عمر ، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي ، ومحمد بن عليّ بن الهيثم » وغير هؤلاء كثير.

تصدر « أبو الحسن الحمامي » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وأقبل عليه الطلاب ومن الذين قرءوا عليه : « أحمد بن الحسن بن اللحياني ، وأحمد بن

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

تاريخ بغداد ج ٧ ، ص ٤٠٢. معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٤١٢. طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٢٢٧.

(٢) انظر الأنساب للسمعاني ج ٣ ، ص ٤٢١.

٢٥٤

مسرور ، وأحمد بن عليّ ، وأحمد بن علي الهاشمي ، والحسن بن البنّا ، والحسن ابن أبي الفضل الشرمقاني ، والحسن بن عليّ العطار ، والحسن بن محمد المالكي ، والحسين بن محمد الصفار ، والحسين بن الحسن بن أحمد بن غريب ، ورزق الله التميمي ، وعبد الواحد بن شيطا ، وعبد الملك بن شابور ، وعبد السيد بن عتّاب ، وعلي بن محمد بن فارس ، ومحمد بن موسى الخياط ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي » وغيرهم كثير.

احتل « أبو الحسن الحمامي » منزلة رفيعة مما جعل العلماء يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : كان « أبو الحسن الحمامي » صدوقا ديّنا ، فاضلا ، تفرّد بأسانيد القرآن وعلوّها. اهـ (١).

ومن شيوخ « أبي عليّ الشرمقاني » : « علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب ابن عليّ أبو الحسن بن العلاّف البغدادي » ، وهو استاذ مشهور بالثقة ، والضبط ، ولد « ابن العلاّف » سنة عشر وثلاثمائة ، وتوفي سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

أخذ « ابن العلاّف » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو طاهر ابن أبي هاشم ، وأبو عليّ الحسن بن داود النقار ، وزيد بن أبي بلال ، ومحمد ابن عبد الله المؤدب ، وهبة الله بن جعفر ، ومحمد بن عليّ بن الهيثم ، وعبد العزيز بن محمد بن الواثق بالله ، ومحمد بن أحمد السلمي ».

تصدّر « ابن العلاّف » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه : « الحسن بن محمد البغدادي ، وأبو علي الشرمقاني ، وأبو الفتح بن شيطا ، وأحمد بن محمد القنطري ، وعبد الله بن محمد الزارع ، وعثمان ابن علي الدلال ، والحسن بن علي العطار ، وأحمد بن رضوان الصيدلاني ، وأحمد بن محمد بن أحمد الحدّاد ، وأحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني ، وعلي

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٥٢٢.

٢٥٥

ابن محمد بن فارس الخياط ».

ومن شيوخ « أبي عليّ الشرمقاني » : « عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبو حفص الكتّاني البغدادي » ، وهو ثقة مقرئ محدّث.

أخذ « أبو حفص الكتاني » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أبو بكر بن مجاهد ، ومحمد بن جعفر الحربي » عرض عليهما قراءة « عاصم » وسمع حروف القراءات من : « إبراهيم بن عرفة نفطويه » وعرض « القراءات » على : « عليّ بن سعيد القزّاز ، وبكار ، وعمر بن جناد ، ومحمد بن الحسن النقاش ، وأحمد بن عثمان بن بويان ، ومحمد بن عليّ الرّقّي ، وزيد بن أبي بلال ، وأحمد ابن محمد بن هارون الورّاق ».

تصدر « أبو حفص الكتاني » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وصحّة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو علي الشرمقاني ، وعيسى بن سعيد الأندلسي ، وأبو نصر أحمد بن محمد الحدّادي ، ومحمد بن عبد الله مكّي السوّاق ، وأحمد بن محمد بن إسحاق المقرئ ، ومحمد بن جعفر الخزاعي ، وأحمد بن الفتح ، والحسن بن الفحام ، والحسن بن عليّ العطار ، وعبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي » وغيرهم كثير.

ومن شيوخ « أبي عليّ الشرمقاني » : « طالب بن عثمان بن محمد بن سليمان ، أبو أحمد الأزدي النحوي » ، روى القراءة عرضا عن « أحمد بن عثمان بن بويان ، وروى القراءة عنه عرضا « أبو عليّ الشرمقاني ، والحسن بن عبد الله العطّار ».

ومن شيوخ « أبي عليّ الشرمقاني » : « عبيد الله بن أحمد بن عليّ بن يحيى أبو القاسم البغدادي ، المعروف بابن الصيدلاني ».

أخذ « ابن الصيدلاني » القراءة عن خيرة العلماء ، فقد سمع القراءة من :

٢٥٦

« يحيى بن محمد بن صاعد ، وقرأ على : « هبة الله بن جعفر ، وأبي طاهر بن أبي هاشم ».

تصدر « ابن الصيدلاني » لتعليم القرآن ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو علي الشرمقاني ، وأبو الفرج النهرواني ، وأبو الحسن بن العلاّف ، والحسن بن عليّ العطّار ».

ومن شيوخ « أبي عليّ الشرمقاني » : « إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الطبري المالكي البغدادي » ، وهو من الثقات المشهورين.

ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، وتوفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة أخذ « إبراهيم الطبري » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : أحمد بن عثمان بن بويان ، وأحمد بن عبد الرحمن ، وأبو بكر النقاش ، وأبو بكر بن مقسم ، ومحمد ابن عليّ بن الهيثم ، ومحمد بن الحسن بن الفرج الأنصاري ، وعبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم ، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مرّة. وقرأ حروف القراءات على : « أحمد بن عبد الله بن محمد المكي ».

تصدر « إبراهيم الطبري » لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو علي الشرمقاني ، والحسين بن عليّ العطار ، وأبو علي البغدادي صاحب كتاب « الروضة » ، وأبو نصر أحمد بن مسرور ، وأحمد بن رضوان ، وأبو عبد الله محمد بن يوسف الأفشيني » وغير هؤلاء.

ومن شيوخ « أبي عليّ الشرمقاني » : محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان بن شاذان أبو بكر الأصبهاني ، وهو مقرئ من الثقات المشهورين ، عالي الإسناد.

قرأ على : « أبي بكر عبد الله بن محمد القباب ، وعبد الرحيم بن محمد ، ومحمد ابن علاّن ، وأبي بكر أحمد بن شاذة ، ومحمد بن إبراهيم بن شاذة ، ومحمد بن

٢٥٧

القاسم بن حسنويه ، وأبي بكر محمد بن علي بن أحمد ، ومحمد بن أحمد بن محمد الهروي ، وأبي عمر محمد بن أحمد بن عمر الخرقي ، ومحمد بن جعفر بن محمد الصابوني ، والعباس بن أحمد بن المظفر السراج ، وأبي بكر بن حسنويه » وغير هؤلاء.

تصدر « محمد بن عبد الله » لتعليم القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو علي الشرمقاني » وعبد السيّد بن عتّاب ، وعبد العزيز بن الحسين ، وأبو الحسن الخيّاط ، وأبو القاسم الهذلي.

توفي « محمد بن عبد الله » سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.

تصدر « أبو علي الشرمقاني » لتعليم القرآن ، واشتهر بالصدق والثقة ، وصحّة القراءة ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أحمد بن عليّ بن عبيد الله بن عمر بن سوار » ، وهو من الثقات المشهورين ، صنّف كتاب « المستنير في القراءات العشر ».

أخذ « أحمد بن عليّ » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمة شيوخه : « أبو علي الشرمقاني ، والحسن بن عليّ بن عبد الله العطّار ، وعلي بن محمد بن فارس الخياط ، وعليّ بن طلحة بن محمد البصري ، وأبو تغلب عبد الوهاب بن عليّ ابن الحسن المؤدب ، وفرج بن عمر الواسطي ، وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن النهاوندي ، وعتبة بن عبد الملك العثماني الأندلسي ، ومنصور بن محمد بن عبد الله التميمي ، وأحمد بن مسرور بن عبد الوهاب ، وعبد الله بن محمد بن مكي ، وأبو الفتح عبد الواحد بن شيطا ، وأحمد بن محمد بن إسحاق المقري » وغيرهم كثير.

تصدّر « أحمد بن عليّ » لتعليم القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو علي ابن سكرة الصدفي ، ومحمد بن الخضر المحولي ، وأبو محمد سبط الخياط ، وأبو الكرم الشهرزوري » ، وروى عنه حروف القراءات : « الحافظ أبو طاهر

٢٥٨

السلفي » وغير هؤلاء.

توفي « أحمد بن علي » سنة ست وتسعين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « أبي عليّ الشرمقاني » : « عبد السيّد بن عتّاب بن محمد بن جعفر بن عبد الله الحطاب ، أبو القاسم البغدادي ، وهو من القراء الثقات ، أخذ القراءة عن : « أبي عليّ الشرمقاني ، والحسن بن عليّ بن الصقر ، وأحمد بن رضوان ، والحسن بن ملاعب ، وأبي الحسن الحمامي ، وأبي العلاء الواسطي ، وأبي طاهر محمد بن ياسين الحلبي ، وأبي بكر محمد بن عليّ ، ومحمد بن عبد الله الشمعي ، والحسين بن أحمد الحربي » وغير هؤلاء.

تصدّر « عبد السيّد بن عتّاب » لتعليم القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو بكر بن سكرة ، ومحمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبو الكرم بن الشهرزوري » وغير هؤلاء.

توفي « عبد السيّد بن عتّاب » في نصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين وأربعمائة عن نحو تسعين سنة.

أخذ « أبو علي الشرمقاني » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « أبو علي الشرمقاني ، المؤدب ، نزل بغداد ، وكان أحد حفاظ القرآن ، ومن العالمين باختلاف القراءات ، ووجوهها ، وحدث عن : « أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري ، وأبي القاسم بن الصيدلاني ، ومحمد بن بكران بن الرازي. كتبت عنه ، وكان صدوقا » (١).

احتلّ « أبو علي الشرمقاني » مكانة سامية ، ومنزلة رفيعة بين العلماء ، مما جعلهم يثنون عليه. يقول « الإمام ابن الجزري » : « أبو علي الشرمقاني : أستاذ

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ، ص ٤٠٢.

٢٥٩

مشهور ثقة حاذق » اهـ (١).

توفي « أبو علي الشرمقاني » بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، سنة إحدى وخمسين وأربعمائة من الهجرة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٢٢٧.

٢٦٠