معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

التنيسي الخشاب ، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي ، وأبو العباس بن نفيس ، ومحمد بن عليّ بن يوسف المؤدب ، وغير هؤلاء كثير.

توفي « أبو أحمد السامري » في المحرم سنة ست وثمانين وثلاثمائة.

ومن شيوخ « عتبة بن عبد الملك » : عمر بن محمد بن عراك بن محمد أبو حفص الحضرمي المصري ، وهو إمام وأستاذ في قراءة « ورش » عرض القراءة على : « حمدان بن عون ، وعبد المجيد بن مسكين ، وقسيم بن مطير ، وأبي غانم المظفر بن أحمد ، ومحمد بن جعفر العلاف ».

وسمع حروف القراءات من : « أحمد بن محمد بن زكريا الصدفي ، وأحمد ابن إبراهيم بن جامع ، والحسن بن أبي الحسن العسكري ».

قرأ عليه : « تاج الأئمة أحمد بن علي بن هاشم ، وفارس بن أحمد ، وعتبة ابن عبد الملك ، والحسين بن إبراهيم الأنباري ».

توفي « عمر بن عراك » بمصر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

ومن شيوخه : « عليّ بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر أبو الحسن الأنطاكي التميمي » ، نزيل الأندلس وشيخها ، وهو إمام ثقة ضابط حاذق مسند. ولد بانطاكية سنة تسع وتسعين ومائتين ، ولزم « إبراهيم بن عبد الرزاق » نحوا من ثلاثين سنة ، وخرج من « انطاكية » مع والدته للحج في شوال سنة ثمان وثلاثين ، وانصرف إلى « دمشق » فوصل إليه موت شيخه : « ابن عبد الرزاق » فنزل « مصر » وأقرأ بها ، ثم عاد إلى الأندلس ، ودخل قرطبة في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

أخذ « أبو الحسن الأنطاكي » القراءة عرضا عن : « إبراهيم بن عبد الرزاق ، وأحمد بن محمد بن خشيش ، ومحمد بن جعفر بن بيان البغدادي ، ومحمد بن النضر بن الأخرم ، وأحمد بن صالح البغدادي » وغيرهم كثير.

٢٢١

تصدر « أبو الحسن الانطاكي » لتعليم القرآن ، واشتهر بين الناس بالأمانة والثقة ، وصحة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ ، وإبراهيم بن مبشر ، وعتبة بن عبد الملك ، ومحمد بن عمر الغازي ، وأبو المطرز القنازعي ، ومحمد بن يوسف النجّار ، وعبيد الله بن سلمة بن حزم » ، وغير هؤلاء كثير.

احتل « أبو الحسن الأنطاكي مكانة سامية مما جعل العلماء يثنون عليه ، قال عنه « الإمام الداني » : « أبو الحسن الأنطاكي مشهور بالفضل ، والعلم والضبط ، وصدق اللهجة » اهـ (١).

وقال « أبو الوليد بن الفرضي » : أدخل « أبو الحسن الأنطاكي » إلى الأندلس علما جمّا ، وكان بصيرا بالعربية ، والحساب ، وله حفظ في الفقه ، قرأ الناس عليه ، وسمعت أنا منه ، وكان رأسا في القراءات لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته. اهـ (٢).

توفي « أبو الحسن الأنطاكي » يوم الجمعة ليومين بقيا من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وثلاثمائة بقرطبة.

تصدر « عتبة بن عبد الملك » لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن الذين أخذوا القراءة عنه : « أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر ابن سوار البغدادي ». قرأ « ابن سوار » على « الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، والحسن بن علي بن عبد الله العطّار ، وعلي بن محمد بن فارس الخياط ، وعلي بن طلحة بن محمد البصري » وغيرهم كثير. وأخذ القراءة عن « ابن سوار » عدد كبير منهم : « أبو علي بن سكرة الصوفي ، ومحمد بن الخضر المحولي ، وأبو محمد سبط الخياط ، وأبو الكرم الشهرزوري » وغيرهم كثير.

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٥٦٥.

(٢) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٥٦٥.

٢٢٢

توفي « ابن سوار » سنة ست وتسعين وأربعمائة.

قال « الحافظ الذهبي » : حدث عن « عتبة بن عبد الملك » أبو بكر الخطيب ، وأبو الفضل بن خيرون ، وأحمد بن زكريا الطريثيثي ، وأبو الحسين المبارك بن الطيور (١).

احتلّ « عتبة بن عبد الملك » مكانة سامية ومنزلة رفيعة مما جعل العلماء يثنون عليه ، قال عنه « الحافظ الذهبي » : « كان موصوفا بالدين والصلاح ، ومعرفة القراءات ، عالي الإسناد ، عديم النظير » (٢).

توفي « عتبة بن عبد الملك » في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة من الهجرة ، وقد ناهز التسعين ، أو جاوزها.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٤١٠.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٤١٠.

٢٢٣

رقم الترجمة / ٦٢

« ابن عتّاب » (١) ت ٤٨٧ هـ

هو : عبد السيّد بن عتّاب بن محمد بن جعفر بن عبد الله الحطّاب بالمهملة ، أبو القاسم البغدادي الضرير.

وهو من خيرة علماء القراءات ، المشهود لهم بالثقة ، والضبط وصحة الإسناد ، والأمانة ، وجودة القراءة ، وحسن الأداء.

أخذ القراءة عرضا على خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « الحسن بن عليّ بن الصقر ، أبو محمد البغدادي الكاتب » ، وهو من القراء المشهورين بعلوّ الإسناد ، قرأ « لأبي عمرو بن العلاء » على « زيد بن عليّ بن أبي بلال » وهو آخر من روى عنه.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وصحّة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « ابن عتّاب ، وثابت بن بندار » وغيرهما.

توفي « ابن الصقر » سنة تسع وعشرين وأربعمائة عن أربع وتسعين سنة. ومن شيوخ « ابن عتاب » في القراءة : « احمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس ، أبو الحسن الصيدلاني ، البغدادي » ، وهو من مشاهير القراء المتقنين ، ومؤلف كتاب « الواضح في القراءات العشر » ، أخذ « أحمد بن رضوان » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم « أبو الحسن بن العلاف ،

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٤٠ ـ ورقم الترجمة ٣٧٧. غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٨٧ ـ ورقم الترجمة ١٦٥٢. ميزان الاعتدال ج ٢ ، ص ٦١٩.

٢٢٤

وأبو الفرج النهرواني » وغيرهما كثير.

وبعد أن اكتملت مواهبه وأصبح أهلا لتعليم القرآن تصدّر لذلك ، واشتهر بالثقة ، وصحّة الأداء ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « ابن عتّاب ».

توفي « أحمد بن رضوان » سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.

ومن شيوخ « ابن عتّاب » في القراءة : « الحسن بن ملاعب بن محمد بن الحسن ، أبو محمد الحلبيّ ، ثم البغدادي الضرير ». وهو شيخ ضابط ، ثقة ، صحيح الإسناد.

أخذ القراءة عن عدد من القراء ، وفي مقدّمتهم : « عمر بن محمد بن سيف » بالبصرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ، وبعد ذلك تصدر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بين الناس بتجويد القرآن ، ودقة الإتقان ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذونه عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « ابن عتّاب ، وعليّ بن محمد بن فارس الخياط ». لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أبي محمد الحلبيّ ».

سوى أن « ابن الجزري » قال : « أقرأ ببغداد في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، وتوفي بعد ذلك ».

ومن شيوخ « ابن عتّاب » في القراءة : الحسن بن أبي الفضل أبو علي الشرمقاني : بفتح الشين المشددة وسكون الراء ، نسبة إلى « شرمقان » وهي بلدة بنواحي نيسابور (١). وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالأمانة ، والثقة ، قال عنه « الخطيب البغدادي » : كان من العالمين بالقراءات ، ووجوهها (٢).

__________________

(١) انظر : الأنساب للسمعاني ج ٣ ، ص ٤٢١.

(٢) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٢٢٧.

٢٢٥

أخذ القراءة عن عدد كبير من مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو الحسن الحمّامي ، وعمر بن إبراهيم الكتاني » وغيرهما. ثم تصدر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « ابن عتّاب » مع تقدّمه عليه في السنّ. توفي « الحسن بن أبي الفضل » سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.

ومن شيوخ « ابن عتاب » في القراءة : « عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص ابن عبد الله ، أبو الحسن الحمّامي ، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وهو شيخ العراق ، ومسند الآفاق ، ثقة ، بارع ، متصدّر ، أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « كان عليّ بن أحمد صدوقا ، ديّنا ، فاضلا ، تفرّد بأسانيد القرآن ، وعلوها » (١).

أخذ القراءات القرآنية عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر النقاش ، وعلي بن جعفر القلانسي » وغيرهما. ثم تصدّر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « ابن عتّاب ».

توفي « علي بن أحمد » في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة ، وهو في سنّ التسعين ، رحمه‌الله رحمة واسعة.

ومن شيوخ « ابن عتّاب » في القراءة : « عليّ بن أحمد بن محمد بن داود بن موسى بن بيان ، وأبو الحسن الرزاز ، البغدادي ، يعرف بأبي الطيب ».

وهو مقرئ متصدر ، ضابط لرواية « خلف » عن « حمزة ».

ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وأخذ القراءة عن مشاهير القراء ، وفي مقدّمتهم : « محمد بن الحسن أبو بكر بن مقسم ».

__________________

(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٢٢.

٢٢٦

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه « ابن عتاب ».

توفي « أبو الحسن الرزاز » في شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وأربعمائة.

ومن شيوخ « ابن عتّاب » في القراءة : « محمد بن عليّ بن أحمد بن يعقوب أبو العلاء الواسطي القاضي » ، نزيل بغداد ، أصله من « فم الصلح » ونشأ « بواسط ».

ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وهو من خيرة القراء المشهورين ، قال عنه « الحافظ الذهبي » : « محمد بن علي » تبحّر في القراءات ، وصنّف ، وجمع ، وتفنّن ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالعراق ، وولي قضاء الحريم ، وحدّث عن « أبي محمد بن السقّا ، وعلي بن عبد الرحمن البكائي » (١).

أخذ القراءة وحروف القراءات عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر أحمد بن محمد الشارب ، وأحمد بن محمد بن هارون الرازي ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وجودة القراءة ، وحسن الأداء ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه « ابن عتّاب » توفي « محمد بن علي » سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.

وبعد أن اكتملت مواهب « ابن عتّاب » تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وذاع صيته بين الناس ، وتزاحم عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه : « محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون ، أبو منصور البغدادي » ، الأستاذ ، البارع ، مؤلف كتاب « المفتاح في القراءات العشر ».

أثنى عليه الكثيرون ، يقول عنه « ابن الجزري » : « وكان خيّرا ، إماما في

__________________

(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٠٠.

٢٢٧

القراءات ، مليح النّسخ ، ملازم القراء » (١).

أخذ القراءة عن عدد من مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « ابن عتّاب ». ثم تصدّر لتعليم القراءات ، وأقبل عليه الكثيرون ، فقرأ عليه بمضمّن كتابه « المفتاح » : أبو اليمن الكندي ، ويحيى بن الحسين الأواني » وغيرهما.

كما أخذ حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء ، يقول « ابن الجزري » : سمع « محمد بن عبد الملك بن خيرون » من « أبي بكر الخطيب » ، وأجازه « أبو محمد الجوهري » وهو آخر من حدّث عنه. وروى عنه « الحافظ ابن عساكر ، وابن الجوزي ، والمديني ، والسمعاني ».

توفي في رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، عن بضع وثمانين سنة.

وبعد حياة حافلة بطلب العلم ، وحروف القرآن ، ثم التصنيف وتدريس القراءات ، توفي « ابن عتّاب » سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، عن سنّ قارب التسعين سنة ، رحمه‌الله رحمة واسعة.

__________________

(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٩٢.

٢٢٨

رقم الترجمة / ٦٣

« عثمان بن محمّد » (١) ت ٨٩٣ هـ

هو : عثمان بن محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي حفص عمر المتوكل الهنتاني بفتح الهاء ثم نون بعدها مثناة ، قبيلة من البربر ـ الحفصي نسبة لجدّه الأعلى « أبي حفص » الذي كان من برابرة المصامدة.

ولد تقريبا بعد العشرين وثمانمائة بتونس ، وبها نشأ في كنف أبيه وجدّه ، فحفظ القرآن ، وشيئا من العلم ، ويقال إن جدّه « أبا فارس » كان يتوهم فيه النجابة ، وأنه صرح مرّة بمصير الأمر إليه فكان كذلك.

فإنه لما مات تسلطن حفيده الآخر شقيق هذا ، « أبو عبد الله محمد » ولقب المنتصر ، وكان متمرضا ، فلم يتهن بالملك بل لم تطل أيامه حتى مات. وتمهدت « لعثمان بن محمد » الأمور ، فقد ولي ملك تونس وهو ابن ثمان عشرة سنة ، في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ، ودام في الملك أربعا وخمسين سنة ، ودانت له البلاد والرعية ، وضخم ملكه ، واجتمع له من الأموال وغيرها ما يفوق الوصف ، وأنشأ الأبنية الهائلة ، والخزانة الشرقية بجامع الزيتونة ، وجعل بها كتبا نفيسة للطلبة ، وبعد صيته ، وطارت شهرته ، وهادنه ملوك تلك الأقطار ، وكذا ملوك الفرنج ، وخطب له بالجزائر ، وتلمسان ، وجرى له مع صاحب « تلمسان » « محمد بن أبي ثابت » أمور ، وزاره أكثر من مرة ، وتملك « تلمسان » وصالح عليها.

احتلّ « عثمان بن محمّد » مكانة سامية بين الجميع ، مما جعل الكثير يثنون

__________________

(١) انظر ترجمته في :

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع ج ١ ، رقم الترجمة ٢٠٠. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ج ٥ ، ص ١٣٨ ـ رقم الترجمة ٤٧٩.

٢٢٩

عليه ، ولم يزل بحالته حتى توفاه الله تعالى ، في صبيحة يوم السبت تاسع وعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.

٢٣٠

رقم الترجمة / ٦٤

« ابن العلاّف » (١) ت ٣٩٦ هـ

هو : علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن علي أبو الحسن بن العلاف البغدادي ، ولد سنة عشر وثلاثمائة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

أخذ « ابن العلاّف » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « ابن الجزري » : قرأ « ابن العلاّف » على « أبي بكر النقاش ، وأبي طاهر بن أبي هاشم ، وبكار ، وأبي علي الحسن بن داود النقّار ، وزيد بن أبي بلال ، ومحمد ابن عبد الله المؤدب ، وهبة الله بن جعفر ، ومحمد بن علي بن الهيثم ، وعبد العزيز بن محمد بن الواثق بالله ، ومحمد بن أحمد السلمي فيما ذكره الهذلي » (٢).

كما أخذ « ابن العلاّف » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : سمع « ابن العلاّف » عليّ بن محمد المقرئ ومن بعده ، وحدثنا عنه « ابنه محمد وعبد العزيز الأزجي ، وكان ثقة (٣).

تصدر « ابن العلاّف » لتعليم القرآن ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، يقول « ابن الجزري » : قرأ عليه الحسن بن محمد البغدادي ، صاحب كتاب « الروضة » وأبو الفتح بن شيطا ، وأحمد بن محمد القنطري ، وعبد الله بن محمد الزارع ، وعثمان

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع التالي :

تاريخ بغداد ج ١ ، ص ٩٥. ومعرفة القراء ، ج ١ ، ص ٣٦٢. وطبقات القراء ، ج ١ ص ٥٧٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٧٧.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ، ص ٩٥.

٢٣١

ابن علي الدلال ، وأبو علي الشرمقاني ، والحسن بن علي العطار ، وأحمد بن رضوان الصيدلاني ، وأحمد بن محمد بن أحمد الحدادي ، وأحمد بن محمد بن يوسف بن مردة الأصبهاني ، وعلي بن محمد بن فارس الخياط » (١).

احتل « ابن العلاّف » مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : كان « ابن العلاّف » من كبار أئمة الأداء (٢).

وقال « الإمام ابن الجزري » : كان « ابن العلاّف » استاذا ، مشهورا ، ثقة ، ضابطا (٣).

توفي « ابن العلاّف » سنة ست وتسعين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٧٧.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٦٢.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٧٧.

٢٣٢

رقم الترجمة / ٦٥

« أبو العلاء الواسطي » (١) ت ٤٣١ هـ

هو : محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبو العلاء الواسطي ، القاضي نزيل بغداد إمام محقق وأستاذ متقن أصله من فم الصلح ونشأ بواسط.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

ولد « أبو العلاء الواسطي » عاشر صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وبعد أن نضج عوده حفظ القرآن بواسط ، ثم رحل ، « أبو العلاء الواسطي » إلى عدد من البلاد ليأخذ عن شيوخها ، ويتلقى عن قرائها ومحدثيها ، فرحل إلى كل من : بغداد ، والكوفة ، والدينور ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » :

« أبو العلاء الواسطي ، أصله من فم الصلح ، ونشأ بواسط ، وحفظ بها القرآن ، وقرأ على شيوخها في وقته ، وكتب بها أيضا الحديث عن « أبي محمد السقّا » وغيره ، ثم قدم بغداد » فسمع من « ابن مالك القطيعي ، وأبي محمد بن ماسي ، وأبي القاسم الأبندوني ، ومخلد بن جعفر الباقرحي » ، وطبقتهم ، ورحل إلى الكوفة فسمع من أبي الحسن بن أبي السريّ ، وغيره من أصحاب مطين ، ورحل إلى « الدينور » فكتب عن « أبي علي بن حبش » وقرأ عليه القرآن بقراءات جماعة ، ثم رجع إلى « بغداد » فاستوطنها ، وقبلت شهادته عند الحكام ، وردّ إليه القضاء بالحريم من شرقي بغداد ، وبالكوفة ، وبغيرها من

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ص ٣٩١. طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٩٩. تاريخ بغداد ج ٣ ، ص ٩٥.

ميزان الاعتدال ج ٣ ، ص ٦٥٤. الوافي بالوفيات ج ٤ ، ص ١٢٢. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ٥٤.

النجوم الزاهرة ج ٥ ، ص ٣١. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٢٤٩.

٢٣٣

سقي الفرات ، وكان قد جمع الكثير من الحديث ، وخرّج أبوابا ، وتراجم ، وشيوخا ، كتبت عنه منتخبا ، وكان من أهل العلم بالقراءات ، ورأيت لأبي العلاء أصولا عتقا سماعه فيها صحيح ، وسمعته يذكر أن عنده تاريخ شباب العصفري ، فسألته إخراج أصله لأقرأه عليه بذلك » اهـ (١).

أخذ « أبو العلاء الواسطي » عن عدد كبير من خيرة العلماء. فمن الذين قرأ عليهم القرآن وحروفه : أحمد بن محمد بن بشر المعروف بابن الشارب ، أبو بكر الخراساني نزيل بغداد ، شيخ جليل ثقة ثبت ، ت ٣٧٠ هـ.

وعقيل بن علي البغدادي ، يعرف بابن البصري توفي في حدود السبعين وثلاثمائة. وإبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى الحرفي ، البغدادي أبو القاسم المقرئ توفي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. وأبو علي بن حبش ، وأحمد بن محمد بان هارون الرازي ، وأحمد بن محمد بن سيما ، وأحمد بن محمد ابن أبي دارة ، وأحمد بن علي البصري ، والحسن بن محمد بن الفحام ، وحمزة ابن هارون ، وطلحة بن محمد بن جعفر ، وعبد الله بن الحسن بن النخاس ، وأحمد بن جعفر بن محمد الخلال ، وعبد الله بن اليسع ، وعبيد الله بن البواب ، وعلي بن محمد الشاهد ، وعليّ بن عبد الرحمن ، وعبد الله بن أحمد بن يعقوب ، ومحمد بن أحمد الشنبوذي ، ومحمد بن أحمد البصري ، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرام ، ويوسف بن محمد بن سفيان ، ويوسف بن محمد الضرير ، وهو أول شيوخه قرأ عليه بواسط سنة خمس وستين وثلاثمائة.

تصدّر « أبو العلاء الواسطي » لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام فمن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : أبو القاسم الهذلي فقد قرأ عليه بالروايات ، وأبو علي غلام الهراس ، وعبد السيّد بن عتاب ، وأبو البركات محمد بن عبد الله الوكيل ، وأبو الفضل بن خيرون ، وأحمد بن علي بن

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ، ص ٩٥.

٢٣٤

هاشم المصري ، والحسن بن عليّ العطار ، وأبو المعالي ثابت بن بندار ، وغيرهم.

ومن الذين حدثوا عنه « أبو بكر الخطيب البغدادي » ، صاحب المصنفات وتاريخ بغداد ، وآخرون.

اشتهر « أبو العلاء الواسطي » بالثقة ، وصحة القراءة ، والإسناد ، مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : تبحّر في القراءات وصنّف ، وجمع ، وتفنن ، وولي قضاء الحريم الظاهري ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالعراق ، وحدث عن « القطيعي » وغيره. اهـ (١).

وقال الإمام « ابن الجزري » : « أبو العلاء الواسطي ، نزيل بغداد إمام محقق ، وأستاذ متقن ، وهو صاحب السكت عن « رويس » انفرد به عنه (٢).

توفي « أبو العلاء الواسطي » في ثالث عشرين جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ، ودفن بداره ببغداد.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٩١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٠٠.

٢٣٥

رقم الترجمة / ٦٦

« أبو عليّ الأصبهاني » (١) ت ٣٩٣ هـ

هو : أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد أبو علي الأصبهاني ، أستاذ ، وكان شيخ القراء بدمشق في وقته.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو عليّ الأصبهاني » القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : « أبو بكر النقاش ، وزيد بن علي الكوفي ، وأحمد بن صالح ، وأبو الفتح المظفر بن أحمد ، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب » ، وآخرون.

كما أخذ « أبو عليّ الأصبهاني » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو إسحاق إبراهيم بن علي ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو أحمد بن عدي » وآخرون.

تصدر « أبو عليّ الأصبهاني » لتعليم القرآن ، وتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أبو علي الحسين بن علي الرهاوي ، وإبراهيم بن أحمد الشامي ، ومحمد بن عبد الله بن الحسن الشيرازي » وآخرون.

توفي « أبو عليّ الأصبهاني » سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة من الهجرة.

رحم الله « أبا عليّ الأصبهاني » وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٧٤. طبقات القراء ج ١ ، ص ١٠١.

٢٣٦

رقم الترجمة / ٦٧

« أبو عليّ الأهوازيّ » (١) ت ٤٤٦ هـ

هو : الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز ، الأستاذ ، أبو علي الأهوازي ، صاحب المؤلفات ، وشيخ القراء في عصره ، وأعلى القرّاء إسنادا في عصره ، الإمام الكبير المحدث.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

ولد « أبو علي الأهوازي » سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بالأهواز ـ وهي بلدة من بلاد خوزستان ـ وقرأ بها وبتلك البلاد على شيوخ عصره ، ثم قدم « دمشق » سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فاستوطنها ، وأكثر من الشيوخ والروايات ، وعني من صغره بالأداء ، والقراءات.

قال « الحافظ الذهبي » : ذكر أنه قرأ « لأبي عمرو بن العلاء البصري » وهو الإمام الثالث من أئمة القراء ، على « علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد أبي الحسين الغضائري ، البغدادي » ، وقد قرأ « عليّ الغضائري » على « عبد الله بن هاشم الزعفراني ، وأحمد بن فرح ، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير ، وأبي الحسن ابن شنبوذ ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسي ، والقاسم بن زكريا ، ومحمد بن المعلّى الشونيزي ، بضم الشين المعجمة وكسر النون ، وسكون الياء ، وهي نسبة إلى

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

فهرست ابن خير ص ٣٧. إرشاد الأريب ج ٣ ، ص ١٥٢. تذكرة الحفاظ ج ٣ ، ص ١١٢٤.

ميزان الاعتدال ج ١ ، ص ٥١٢. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ٦٣. معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٠٢. طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٢٢٠. لسان الميزان ج ٢ ، ص ٢٣٧. النجوم الزاهرة ج ٥ ، ص ٥٦. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣٧٤. تهذيب تاريخ دمشق ج ٤ ، ص ١٩٧. التحفة اللطيفة ج ١ ص ٤٧٧.

٢٣٧

مكان مخصوص ببغداد ، به المقبرة المشهورة ، وأحمد بن سهل الأشناني ، والحسن بن الحسين الصوّاف ، وأبي بكر بن مجاهد ».

ومن تلاميذ « علي الغضائري » : أبو عليّ الأهوازي ، قال : قرأت عليه بالأهواز سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.

وقرأ « أبو علي الأهوازي » « لعاصم بن أبي النجود » على : « علي بن الحسين الغضائري » سالف الذكر.

وقرأ « أبو علي الأهوازي » : « لابن كثير المكي » على « محمد بن محمد بن فيروز بن زاذان أبي عبد الله الكرجي بفتح الكاف ، والراء ، وكسر الجيم ـ نسبة إلى « الكرج » وهي بلدة من بلاد الجبل ، بين أصبهان وهمذان (١).

ومحمد بن فيروز قرأ على « أحمد بن عبد الله بن عيسى الهاشمي ، ومحمد بن الحسن بن يونس الكوفي ، وأبي العباس محمد بن يعقوب بن الزبرقان ، وأبي بكر محمد بن هارون التمار ، والحسن بن الحباب ، وعبد الله بن مخلد بن شعيب ، وعبد الله بن محمد بن العباس المدني ، وعبد الله بن عثمان العبقسيّ ».

وقرأ عليه « أبو علي الأهوازي » بالبطائح ، سنة ست وثمانين وثلاثمائة وقرأ « أبو علي الأهوازي » « لنافع المدني » وهو الإمام الأول بالنسبة إلى أئمة القراءات ، على : « أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي ، بكسر الخاء المعجمة ، وفتح الراء ، وهي نسبة إلى بيع [ الثياب والخرق ] (٢).

وقرأ « أبو علي الأهوازي » « لقالون » أحد رواة « الإمام نافع » بالأهواز سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة على : أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل أبي العباس العجلي التستري ، والعجلي بكسر العين المهملة ، وسكون الجيم ، نسبة إلى

__________________

(١) انظر الأنساب للسمعاني ج ٥ ، ص ٤٦.

(٢) انظر الأنساب للسمعاني ج ٢ ، ص ٣٤٩.

٢٣٨

« بني عجل بن لجيم بن صعب بن بكر بن وائل (١).

وقرأ « أحمد العجلي » على « أحمد بن محمد بن عبد الصمد الرازي ، والخضر ابن الهيثم الطوسي ، ومحمد بن موسى الزينبي ، وأحمد بن شبيب ، وقرأ على « أحمد العجلي » : أبو علي الأهوازي.

وقرأ « أبو علي الأهوازي » ببغداد على : « عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبي حفص الكتّاني ، البغدادي » ، وهو مقرئ ، محدّث ، ثقة ، ولد سنة ثلاثمائة ، وقرأ على : أبي بكر بن مجاهد ، ومحمد بن جعفر الحربي ، عرض عليهما قراءة « عاصم » وسمع حروف القراءات من : إبراهيم بن عرفة نفطويه ، وقرأ على « الأشناني » ولم يختم عليه ، وعرض على : « عليّ بن سعيد القزّاز ، وبكار ، وعمر بن جناد ، ومحمد بن الحسن النقاش ، وأحمد بن عثمان بن بويان ، وزيد ابن أبي بلال ، وأحمد بن محمد بن هارون الورّاق » ، وروى القراءة عن « عبيد الله ابن بكير » وسمع « كتاب السبعة » من ابن مجاهد.

وقرأ على « عمر الكتاني » : عيسى بن سعيد الأندلسي ، وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الحدّادي ، ومحمد بن عبد الله بن مكي السوّاق ، وأحمد بن محمد ابن إسحاق المقرئ ، ومحمد بن جعفر الخزاعي ، وأحمد بن الفتح ، والحسن بن الفحّام ، وسمع منه « كتاب السبعة » ، عبد الله بن هزار مرد الصريفيني ، وأحمد ابن محمد بن يوسف ، وعليّ بن القاسم بن إبراهيم ، وقرأ عليه : « الحسن بن العطار ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني وعبيد الله بن أحمد بن عليّ الكوفي ».

يقول « ابن الجزري » : طالت أيام « الكتاني » فكان من آخر من قرأ على « ابن مجاهد » توفي « الكتاني » في رجب سنة تسعين وثلاثمائة عن تسعين سنة.

وقرأ « أبو علي الأهوازي » ببغداد على « أبي الفرج محمد بن أحمد بن

__________________

(١) انظر الأنساب للسمعاني ج ٤ ، ص ١٦٠.

٢٣٩

إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون ، الشنبوذي الشطوي البغدادي » ، وهو أستاذ من أئمة علماء القراءات ، رحل إلى البلاد ، وأكثر من الأخذ على الشيوخ ، وتبحّر في التفسير.

ولد « أبو الفرج الشنبوذي » سنة ثلاثمائة. وأخذ القراءة عرضا عن « ابن مجاهد ، وأبي بكر النقاش ، وأبي بكر أحمد بن حمّاد ، وأبي الحسن بن الأخرم ، وإبراهيم بن محمد الماوردي ، ومحمد بن جعفر الحربي ، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي ، ومحمد بن هارون التمار ، وأبي الحسن بن شنبوذ ، وإليه نسب لكثرة ملازمته له ، ومحمد بن موسى الزينبي ، وموسى بن عبيد الله الخاقاني ، والحسن بن عليّ بن بشّار ، وأحمد بن عبد الله ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم ، ومحمد بن أحمد بن هارون الرازي ، وأبي بكر محمد بن الحسن الأنصاري.

أخذ القراءة عن « أبي الفرج الشنبوذي » : « أبو علي الأهوازي ، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي ، والهيثم بن أحمد الصباغ ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، ومحمد بن الحسين الكارزيني ، وعبد الله بن محمد بن مكّي السوّاق ، وعليّ بن القاسم الخياط ، وأبو علي الرهاوي ، وعبد الملك بن عبدويه ، ومنصور ابن أحمد العراقي ، وعثمان بن علي الدلاّل ، وعليّ بن محمد الجوزداني ، وأحمد ابن محمد بن محمد بن سيّار ، وأحمد بن عبد الله بن الفضل السلميّ ».

احتلّ « أبو الفرج الشنبوذي » مكانة سامية بين العلماء فقد اشتهر اسمه وطال عمره مع علمه بالتفسير وعلل القراءات.

قال « أبو بكر الخطيب » : سمعت عبيد الله بن أحمد يذكر « الشنبوذي » فعظّم أمره ، وقال : سمعته يقول : أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن. وقال عنه « الإمام الداني » : هو مشهور نبيل حافظ ، ماهر حاذق ،

٢٤٠