معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

المصاحف ونقطها ، يرجع إليها كل من له معرفة ودراية برسم المصحف وضبطه. وهناك الكثير من المؤلفات يطول ذكرها.

أخذ « أبو عمرو الداني » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « خلف بن إبراهيم بن خاقان ، وأبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون » وغيرهما كثير.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وذاع صيته بين الناس ، وتزاحم الناس على الأخذ عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « عبد الله بن سهل ».

توفي « أبو عمرو الداني » بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، رحمه‌الله رحمة واسعة.

ومن شيوخ « عبد الله بن سهل » في القراءة : عبد الجبّار بن أحمد بن عمر ابن الحسن ، أبو القاسم الطرسوسي ؛ بفتح الطاء والراء المهملتين ، نسبة إلى « طرسوس » وهي من بلاد « الثغر » بالشام ، يقول « السمعاني » : وكان يضرب بعيدها المثل ، إذ كان أهلها يتزينون ويخرجون بالأسلحة الكثيرة المليحة ، والخيل الحسان ، ليصل الخبر إلى الكفار فلا يرغبون في قتالهم ، وقد كان هذا قبل أيامنا ، والساعة صار هذا البلد في ايدي الفرنج (١).

وكان استيلاؤهم عليها سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، وهو تاريخ « محنة طرسوس ».

ولد « عبد الجبار بن أحمد » سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، وكان من مشاهير القراء المشهود لهم بالثقة ، والأمانة ، وجودة القراءة ، وصحة الإسناد يقول عنه « أبو عمرو الداني » :

__________________

(١) انظر : الأنساب للسمعاني ج ٤ ، ص ٦٠.

٢٠١

« كان شيخا فاضلا ، ضابطا ، ذا عفاف ، ونسك ، رأيته وشاهدته ، وكان كثيرا ما يقصد شيخنا « فارس بن أحمد » يذاكره في مجلسه » اهـ (١).

أخذ « عبد الجبار بن أحمد » القراءة عن مشاهير العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو أحمد السامري » عرض عليه حروف القراءات كلها بمصر ، بعد أن رحل إليها ، كما أخذ القراءات أيضا عن « أبي بكر الأذفوي ».

وبعد أن اكتملت مواهبه ، صنف كتاب « المجتبى الجامع في القراءات » وأصبح شيخا لقراء مصر ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، ويتلقون عليه القراءات ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « عبد الله بن سهل » وأبو الطاهر إسماعيل بن خلف » صاحب « كتاب العنوان » في القراءات.

توفي « عبد الجبار بن أحمد » بمصر في آخر شهر ربيع الأول أو أول ربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة.

ومن شيوخ « عبد الله بن سهل » في القراءة : « خلف بن غصن أبو سعيد الطائي ، القرطبي ». وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة ، والضبط والعدل. أخذ القراءة عن مشاهير القراء وفي مقدمتهم : « أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون ، وعمر بن عراك » وغيرهما كثير. ثم تصدّر « خلف بن غصن » لتعليم القرآن ، وقراءاته ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « عبد الله بن سهل ».

توفي « خلف بن غصن » في المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة.

ومن شيوخ « عبد الله بن سهل » في القراءة : « عبد الباقي بن فارس بن أحمد ، أبو الحسن الحمصي ، ثم المصري ». وهو مقرئ ثقة ، متصدر ، مجوّد ، صحيح السند ، عمّر دهرا ، أخذ « عبد الباقي بن فارس » القراءة وحروف

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٥٨.

٢٠٢

القرآن عن عدد من القرّاء ، وفي مقدّمتهم « والده » رحمهما الله تعالى ، إذ نشأ في بيت عامر بقراءة القرآن ، وتعليم القراءات.

وقرأ « لورش » على « عمر بن عراك ، وقسيم الظهراوي ».

وبعد أن وجد نفسه أهلا للتدريس جلس لذلك ، واشتهر بين الناس بالثقة ، وحسن الأداء ، ومن الذين قرءوا عليه : « عبد الله بن سهل ، وأبو القاسم ابن الفحام ».

توفي « عبد الباقي بن فارس » في حدود الخمسين وأربعمائة.

ومن شيوخ « عبد الله بن سهل » في القراءة : « عبد الرحمن الحسن بن سعيد ، أبو القاسم الخزرجي ، القرطبي » ، من أهل الأندلس ، رحل إلى المشرق سنة ثمانين وثلاثمائة ، فحج أربع مرّات ، وأخذ العلم والقراءات عن الكبار ، وألف كتاب « المقاصد ».

كان « عبد الرحمن بن الحسن » من مشاهير القراء ، ومن الثقات المعروفين ، أخذ القراءة عن عدد من خيرة العلماء ، وفي مقدّمتهم : « أبو أحمد السامري ، وأبو الطيب بن غلبون ».

وقرأ بالأندلس على « أبي الحسن الأنطاكي ».

ثم تصدر « عبد الرحمن بن الحسن » لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس ، فأقبلوا يأخذون عنه ، فقرأ عليه « خلف بن إبراهيم » خطيب قرطبة ، وعبد الله ابن سهل » وغيرهما كثير.

توفي « عبد الرحمن بن الحسن » سنة ست وأربعين وأربعمائة. رحمه‌الله رحمة واسعة.

ومن شيوخ « عبد الله بن سهل » في القراءة : « محمد بن سليمان بن محمود أبو

٢٠٣

سالم أو أبو عبد الله الأبيّ الأندلسي » ، دخل الأندلس في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وهو من خيرة القراء ، المشهود لهم بالثقة ، والأمانة ، وصحة الإسناد ، قال عنه « الإمام الذهبي » : وكان ذكيّا ، حافظا.

أخذ « محمد بن سليمان » القراءة عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم :

« أبو أحمد عبد الله بن الحسين السامري ».

وبعد أن أصبح أهلا للتدريس ، وتعليم كتاب الله تعالى ، جلس لذلك ، واشتهر بالثقة ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « عبد الله بن سهل ».

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد بن سليمان ».

ومن شيوخ « عبد الله بن سهل » في القراءة : « محمد بن سفيان أبو عبد الله القيرواني المالكي » ، وهو من مشاهير القراء ، ومن العلماء المؤلفين ، وهو صاحب كتاب « الهادي » في القراءات ، وهو من المشهود لهم بالثقة ، وصحة الإسناد ، رحل إلى « مصر » من أجل الأخذ عن شيوخها ، فقرأ على « إسماعيل ابن محمد المهري » برواية « ورش » عن نافع. وعرض الروايات على « أبي الطيب ابن غلبون » رحل إليه قبل سنة ثمانين وثلاثمائة ، ثم عاد من « مصر ».

احتلّ « محمد بن سفيان » مكانة سامية ، مما جعل العلماء يثنون عليه ، يقول « الحافظ الذهبي » : سمع معنا « محمد بن سفيان » على الشيخ « أبي الحسن عليّ ابن محمد بن خلف الفقيه ، القابسي ».

وكان ذا فهم ، وحفظ ، وستر ، وعفاف ، خرج من « القيروان » لأداء فريضة الحج سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، فحج ، وجاور بمكة ، ثم أتى المدينة

٢٠٤

المنورة ، فمرض وتوفي بها (١).

تصدّر « محمد بن سفيان » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، ومن الذين قرءوا عليه : « عبد الله بن سهل ».

توفي « محمد بن سفيان » بالمدينة المنورة سنة خمس عشرة وأربعمائة.

وبعد أن اكتملت مواهب « عبد الله بن سهل » والأخذ عن مشاهير القراء ، تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وجودة القراءة ، وأقبل الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع ، أبو الحسن الأندلسي ، وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة ، وحسن الأداء. ولد قبل الثلاثين وأربعمائة.

وكانت له مكانة سامية بين العلماء ، وفي هذا يقول « ابن بشكوال » : كان شيخا صالحا ، مجوّدا ، حسن الصوت بالقرآن (٢).

أخذ « عبد العزيز بن عبد الملك » القراءة عن خيرة القراء ، وفي مقدّمتهم « عبد الله بن سهل ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو عبد الله محمد بن الحسن بن غلام الفرس ».

وبعد حياة حافلة بالعلم ، توفي « عبد الله بن سهل » سنة ثمانين وأربعمائة رحمه‌الله رحمة واسعة.

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٤٧.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٩٤.

٢٠٥

رقم الترجمة / ٥٧

« عبد الله بن شبيب » (١) ت ٤٥١ هـ

هو : عبد الله بن شبيب بن عبد الله بن محمد بن تميم أبو المظفر الأصبهاني ، وهو مقرئ ، متصدر ، صالح ، ضابط ، سئل عنه إسماعيل بن الفضل الحافظ ، فقال : إمام زاهد عابد عالم بالقراءات ، كثير السماع (٢).

وقال عنه « الحافظ الذهبي » : كان بليغ الخطابة ، مليح الوعظ ، كبير القدر (٣). أخذ « عبد الله بن شبيب » القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : « محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل ، ركن الإسلام ، أبو الفضل الخزاعي الجرجاني » ، وهو إمام حاذق ثقة ، مشهور صاحب المؤلفات ، صنف كتاب « المنتهى في القراءات الخمس عشرة » وهو يشتمل على مائتين وخمسين رواية ، كما ألّف « كتاب تهذيب الأداء » في القراءات السبع ، وكتاب « الواضح ».

أخذ « محمد بن جعفر » القراءة عن عدد من خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أحمد بن محمد بن الشارب » وآخرون.

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب ، وفي مقدمة من روى عنه القراءة « أبو العلاء الواسطي ».

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

العبر في خبر من غبر ج ٣ ، ص ٢٢٦. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ٧٣. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٢٨٨. معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٣ ، ورقم الترجمة ٣٦١. غاية النهاية في طبقات القراء ، ج ١ ، ص ٤٢٢ ـ ورقم الترجمة ١٧٨٥.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٢٢.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٣.

٢٠٦

توفي « أبو الفضل الخزاعي » سنة ثمان وأربعمائة.

ومن شيوخ « عبد الله بن شبيب » في القراءة : « محمد بن عبد الرحمن بن جعفر ، أبو بكر ، ويقال : أبو علي المعروف بالمصري » ، وهو إمام متصدر مقرئ استاذ زاهد. أخذ القراءة عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « محمد ابن جعفر بن محمود الأشناني ، وأبو العباس المطوعي ». ثم جلس « محمد بن عبد الرحمن » لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو المظفر عبد الله بن شبيب » وقال عنه : لم تر عيناي مثله في حضر ، ولا في سفر » (١).

ومن شيوخ « عبد الله بن شبيب » في القراءة : « عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله أبو الحسن الحمامي » ، شيخ العراق ، ومسند الآفاق ، وهو ثقة ، بارع ، متصدر.

قال عنه « الخطيب البغدادي » : كان « أبو الحسن الحمامي » صدوقا ، دينا ، تفرّد بأسانيد القرآن وعلوها (٢).

ولد « أبو الحسن الحمامي » سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وأخذ القراءة عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « زيد بن عليّ ، وهبة الله بن جعفر ».

ثم تصدر « أبو الحسن الحمامي » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة والضبط وجودة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أحمد بن مسرور ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ».

توفي « أبو الحسن الحمامي » يوم الأحد الرابع من شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة بين الظهر والعصر ، ودفن بمقبرة « الإمام أحمد بن حنبل ».

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٦١.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٢١.

٢٠٧

ومن شيوخ « عبد الله بن شبيب » في القراءة : « الفضل بن محمد بن عبد الله ، أبو القاسم العطّار البغدادي » ، وهو إمام ثقة ، ضابط ، قارئ ، مشهور ، أخذ القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : « أبو القاسم زيد بن أبي بلال ».

ثم تصدر لتعليم القرآن ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو المظفر عبد الله بن شبيب بن عبد الله الأصبهاني ». كما أخذ « عبد الله بن شبيب » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « وحدّث عن جدّه : « أبي بكر محمد بن يحيى ، والحافظ أبي عبد الله بن منده » (١).

وبعد أن اكتملت مواهب « عبد الله بن شبيب » جلس لتعليم القرآن ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « يوسف بن علي بن جبارة بن محمد ابو القاسم الهذلي » ، وهو أستاذ كبير ، ثقة ، ضابط اشتهر بكثرة الترحال للأخذ عن الشيوخ ، فطاف البلاد في طلب القراءات ، وجملة من أخذ عنهم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا ، من آخر المغرب إلى باب فرغانة.

وكان « أبو القاسم الهذلي » من المؤلفين ، فقد ألف كتاب « الكامل ، والوجيز ، والهادي » واستفاد المسلمون من مصنفاته.

أخذ « أبو القاسم الهذلي » القراءات القرآنية عن عدد كبير من مشاهير القراء ، اذكر منهم : « أحمد بن عليّ بن هاشم ، واحمد بن نفيس ».

وبعد أن اكتملت مواهب « أبي القاسم الهذلي » تصدر لتعليم القرآن ، واشتهر بين الناس بالثقة ، والحفظ ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، وكما كثرت شيوخه كثر ايضا طلابه وفي مقدمتهم : « أبو بكر بن محمد بن زكريا الأصبهاني ، وقرأ عليه بمضمّن كتابه « الكامل » وسمعه منه

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٣.

٢٠٨

« أبو العز القلانسي » وغيره.

وبعد حياة حافلة بالرحلات في طلب العلم ، والتنقل في المدن والبلاد ، والتصنيف ، والتعليم توفي « أبو القاسم الهذلي » سنة خمس وستين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « عبد الله بن شبيب » في القراءة : « إسماعيل بن الفضل بن أحمد أبو الفضل السرّاج ، المعروف بالإخشيد » ، وهو إمام ثقة ، حافظ ، ومن القراء المشهورين ، روى حروف القراءات عن « أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي ، وعبد الله بن شبيب » ، وغيرهما.

ثم تصدر لتعليم القرآن وأقبل عليه الكثيرون ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني ».

وبعد حياة حافلة بطلب القراءات ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وتعليم القرآن وحروف القراءات ، توفي « عبد الله بن شبيب » في صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله افضل الجزاء.

٢٠٩

رقم الترجمة / ٥٨

« عبد المنعم بن غلبون » (١) ت ٣٨٩ هـ

هو : عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون بن المبارك ، أبو الطيب الحلبي نزيل مصر ، ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

ولد « ابن غلبون » ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وثلاثمائة بحلب ، وانتقل إلى « مصر » فسكنها حتى توفاه الله تعالى.

أخذ « ابن غلبون » القراءة وحروف القرآن على خيرة العلماء.

وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » : « روى عبد المنعم بن غلبون القراءة عرضا وسماعا عن : إبراهيم بن عبد الرزاق ، وإبراهيم بن محمد بن مروان ، وأحمد بن محمد بن بلال ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم البغدادي ، وأحمد بن الحسين النحوي ، وأحمد بن موسى ، وجعفر بن سليمان ، والحسين بن خالويه ، والحسن بن حبيب الحصائري ، وصالح بن إدريس ، وعبد الله بن أحمد بن الصقر ، وعلي بن محمد المكي ، وعمر بن بشران ، ومحمد بن جعفر الفريابي » وآخرين (٢).

تصدر « عبد المنعم بن غلبون » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وصحة القراءة

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

معرفة القراء ج ١ ، ص ٣٥٥ ، وطبقات القراء ج ١ ، ص ٤٧٠. والنشر في القراءات العشر ج ١ ، ص ٧٨. وفهرست ابن خير ٢٥ ، ٢٧. ووفيات الأعيان ج ٥ ، ص ٢٧٧. والعبر ج ٣ ، ص ٤٤. ومرآة الجنان ج ٢ ، ص ٤٤٢. وطبقات السبكي ج ٣ ، ص ٣٣٨. وطبقات الإسنوي ج ٢ ، ص ٤٠٠. وحسن المحاضرة ج ١ ، ص ٤٩٠. وشذرات الذهب ج ٣ ، ص ١٣١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٧٠.

٢١٠

وجودة الضبط ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه وتتلمذ عليه الكثيرون وفي مقدمتهم : « ولده أبو الحسن طاهر » ، فقد عرض عليه القراءات ، واشتهر مثل والده وصنف كتاب « التذكرة » في القراءات.

ومن الذين أخذوا القراءة عن « عبد المنعم بن غلبون » : أحمد بن عليّ الربعي ، وأبو جعفر أحمد بن علي الأزدي ، وأحمد بن علي تاج الأئمة ، وأحمد ابن نفيس ، والحسن بن عبد الله الصقلي ، وخلف بن غصن ، وأبو عمر الطلمنكي ، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأستاذ ، وأبو عبد الله محمد بن سفيان ، وأبو الحسين محمد بن قتيبة الصقلي ، ومكي بن أبي طالب القيسي ، وأحمد بن أبي الربيع ، وأبو عبد الله مسلم شيخ غالب بن عبد الله (١).

اشتهر « عبد المنعم بن غلبون » بين الناس ، وصنف كتاب « الإرشاد في القراءات ، وقد استفاد منه الكثيرون من قراء القرآن الذين جاءوا من بعده.

كما احتل مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه. وفي هذا يقول « الإمام أبو عمرو الداني » : كان « عبد المنعم بن غلبون » حافظا للقراءة ، ضابطا ، ذا عفاف ونسك وفضل ، وحسن تصنيف ، وكان الوزير جعفر بن الفضل معجبا به ، وكان يحضر عنده المجلس مع العلماء. اهـ (٢).

وقال « أبو علي الغساني » : « كان ابن غلبون ثقة خيارا » (٣).

وقال « الإمام ابن الجزري » : كان « عبد المنعم بن غلبون » نزيل مصر أستاذا ماهرا كبيرا ، كاملا ، محررا ، ضابطا ، ثقة ، خيّرا ، صالحا ، ديّنا. اهـ (٤). ومن الأدلة على تقواه ، وصلته بالله تعالى ، أنه وجد على بعض مؤلفاته

__________________

(١) انظر : طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٧١.

(٢) انظر : القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٥٦.

(٣) انظر : القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٥٦.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٧٠.

٢١١

بخطه هذان البيتان :

صنّفت ذا العلم أبغي الفوز مجتهدا

لكي أكون مع الأبرار والسعدا

في جنّة في جوار الله خالقنا

في ظلّ عيش مقيم دائم أبدا

توفي « عبد المنعم بن غلبون » بمصر في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

٢١٢

رقم الترجمة / ٥٩

« عبد الملك النّهرواني » (١) ت ٤٠٤ هـ

هو : عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء أبو الفرج النهرواني القطّان ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « عبد الملك » القراءة عن خيرة علماء عصره ، فقد أخذ القراءات عرضا عن : « زيد بن علي بن أبي بلال ، وأبي عيسى بكار ، وأبي بكر النقاش وابن مقسم ، ومحمد بن علي بن الهيثم ، وأبي طاهر بن أبي هاشم ، وهبة الله بن جعفر ، ومحمد بن عبد الله بن أبي عمر ، وأبي عبد الله الفارسي ، وعلي بن محمد ابن خليع القلاني » وآخرين (٢).

تصدر « النهرواني » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وصحة القراءة وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « الحسن بن محمد البغدادي ، والحسن بن علي العطار ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي ، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي ، وأبو علي غلام الهراس ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، وعلي بن محمد الخياط ، وعبد الملك بن عليّ بن شابور ، وعبد الملك بن عبدويه » (٣).

كما أخذ « النهرواني » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من المحدثين ،

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٤٣١. ومعرفة القراء : ج ١ ، ص ٣٧١. وطبقات القراء ج ١ ، ص ٤٦٧. وشذرات الذهب ج ٣ ، ص ١٧٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٦٨.

انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٧١.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٦٨.

٢١٣

وروى عنهم ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « أبو الفرج القطان المقرئ من أهل النهروان ، سمع أحمد بن سلمان النجاد ، وجعفر الخلدي ، وله مصنف في القراءات ، وروى عنه « أحمد بن رضوان » الصيدلاني ، وغيره ، وكان ثقة » (١).

اشتهر « عبد الملك » بالثقة ، واحتل مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « أبو الفرج النهرواني من جلّة شيوخ المقارئ » (٢).

وقال الإمام ابن الجزري » : أبو الفرج النهرواني مقرئ استاذ حاذق ثقة » (٣).

قال « عبد السلام بن أحمد بن بكران المغازلي النهرواني » : مات « عبد الملك النهرواني » في يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربع وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٤٣١.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٧١.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٦٨.

٢١٤

رقم الترجمة / ٦٠

« عبيد الله بن مهران » (١) ت ٤٠٦ هـ

هو : عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران بن أبي مسلم أبو أحمد الفرضي البغدادي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « عبيد الله » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أبو الحسن بن بويان ، وهو آخر من بقي من أصحابه ممن روى عنه رواية « قالون » وغيرها (٢).

كما أخذ حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء ، يقول « الخطيب البغدادي » : سمع « عبيد الله بن مهران » القاضي المحاملي ، ويوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن البهلول ، ومن بعدهما ، وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري » (٣).

تصدّر « عبيد الله » إلى تعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام واشتهر بالصدق والأمانة وصحة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب.

يقول « الإمام ابن الجزري » : أخذ عن « عبيد الله بن مهران » القراءة

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨٠. وتذكرة الحفاظ ج ٣ ، ص ١٠٦٤. والعبر ج ٣ ، ص ٩٤.

وطبقات السبكي الكبرى ج ٥ ، ص ٢٣٣. ومعرفة القراء ج ١ ، ص ٣٦٤. وطبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١. وشذرات الذهب ج ٣ ، ص ١٨١.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٦٤.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨٠.

٢١٥

عرضا « الحسن بن محمد البغدادي ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي ، والحسن بن علي العطّار ، ومحمد بن علي الخياط ، وأبو علي غلام الهراس ، وعلي بن الحسين ابن زكريا الطريثيثي ، وأبو الحسن علي بن محمد الخياط ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي ، وروى القراءة عنه سماعا : عبد الله بن محمد شيخ الداني ، وأعلى ما وقعت رواية قالون من طريقة » (١).

وصف « عبيد الله بن مهران » بعدة صفات حميدة منها : شدّة إخلاصه ، وحبه لتعليم القرآن دون أن يأخذ على ذلك أجرا من أحد ، لأنه كان يدخر ذلك العمل عند الله تعالى.

ومما يدل على ذلك الحادثة التالية : يقول « الخطيب البغدادي » : كتب « أبو حامد » مع رجل من « خراسان » كتابا إلى « عبيد الله بن مهران » يشفع له أن يأخذ عليه القرآن ، فظن « عبيد الله » أنها مسألة قد استفتي فيها ، فلما قرأ الكتاب غضب ورماه من يده ، وقال : أنا لا أقرئ القرآن بشفاعة.

ثم يقول « البغدادي » : حدثني « أبو القاسم منصور بن عمر الفقيه الكوفي قال : لم أر في الشيوخ من يعلم العلم لله خالصا لا يشوبه بشيء من الدنيا غير « أبي أحمد الفرضي » بأنه كان يكره أدنى سبب حتى المديح لأجل العلم قال :

وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم ، وقرآن ، وإسناد وحالة متسعة في الدنيا ، وغير ذلك من الأسباب التي يداخل بمثلها السلطان ، وتناول بها الدنيا ، وكان مع ذلك أروع الخلق ، وكان يبتدئ كل يوم بتدريس القرآن ، ويحضر عنده الشيخ الكبير ذو الهيئة ، فيقدم عليه الحدث لأجل سبقه ، وإذا فرغ من إقراء القرآن تولى قراءة الحديث علينا بنفسه ، فلا يزال كذلك حتى تستنفد قوته ، ويبلغ النهاية من جهده في القراءة ثم يضع الكتاب من يده ، فحينئذ يقطع المجلس وينصرف ، وكنت أجالسه فأطيل القعود معه ، وهو على

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.

٢١٦

حالة واحدة لا يتحرك ، ولا يعبث بشيء من أعضائه ، ولا يغير شيئا من هيئته حتى أفارقه ، وبلغني أنه كان يجلس مع أهله على هذا الوصف ، ولم أر في الشيوخ مثله (١).

ومن صفاته ايضا : شدة إمعان النظر ، والتفكر في مخلوقات الله تعالى يقول « الخطيب البغدادي » حدثني « عيسى بن أحمد الهمداني » قال : سمعت « عليّ ابن عبد الواحد بن مهدي » يقول : اختلفت إلى « أبي أحمد الفرضي » ثلاث عشرة سنة ، لم أره ضحك فيها » (٢). احتلّ « عبيد الله بن مهران » مكانة سامية واشتهر بالصدق والخوف من الله تعالى ، والاقبال على طاعة الله تعالى ، مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » :

كان « عبيد الله بن مهران » ثقة ، صادقا ، دينا ، ورعا ، ثم يقول : سمعت « العتيقي » ذكره فقال : ثقة مأمون ، ما رأينا مثله في معناه ، وسمعت « الأزهري » ذكره فقال : كان إماما من الأئمة (٣).

وقال الإمام « ابن الجزري » : « أبو أحمد الفرضي إمام كبير ثقة ورع » (٤).

مما هو ثابت أن الجزاء من جنس العمل ، وصدق الله حيث قال : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٥).

ويفوح من سيرة « عبيد الله بن مهران » رائحة طيبة عطرة هي رائحة تمسكه بتعاليم الإسلام ، إذا فمن كان كذلك فإن الله سبحانه وتعالى سيتفضل

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨١.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨٠.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨٠.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.

(٥) سورة النحل الآية ٣٢.

٢١٧

عليه بحسن الخاتمة.

حول هذا المعنى يقول « أبو الحسن محمد بن أحمد » : رأيت في منامي « أبا أحمد الفرضي » بهيئة جميلة أجمل مما كنت أراه في دار الدنيا فقلت له : يا أبا أحمد كيف رأيت الأمر؟

فقال لي : الفوز ، والأمن ، للذين قالوا : ( رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) (١).

حقا : لعلها رؤيا صادقة ، وصدق الله حيث قال في كتابه العزيز : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ، وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) (٢).

وقراء القرآن العاملون به لهم الأجر العظيم ، والثواب الجزيل عند الله تعالى ، يوضح ذلك الحديثان التاليان :

فعن « علي بن أبي طالب » رضي‌الله‌عنه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : « من قرأ « القرآن » واستظهره (٣) فأحل حلاله وحرم حرامه ، أدخله الله به الجنة ، وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار » اهـ (٤).

وعن « عبد الله بن عمرو بن العاص » رضي‌الله‌عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد ، يقول الصيام : ربّ إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨١.

(٢) سورة فصلت الآيات ٣٠ ـ ٣٢.

(٣) أي حفظه عن ظهر قلب.

(٤) رواه الترمذي انظر التاج ج ٤ ، ص ٦.

٢١٨

ويقول « القرآن » رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان » (١).

توفي « عبيد الله بن مهران » في شوال سنة ست وأربعمائة ، وله اثنتان وثمانون سنة ، رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) رواه أحمد ، والطبراني في الكبير انظر الترغيب ج ٢ ، ص ٥٨٩.

٢١٩

رقم الترجمة / ٦١

« عتبة بن عبد الملك » (١) ت ٤٤٥ هـ

هو : عتبة بن عبد الملك بن عاصم أبو الوليد الأندلسي العثماني ، نزيل بغداد. ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفّاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ، ضمن علماء القراءات.

رحل « عتبة بن عبد الملك » إلى البلاد والأقطار من أجل تلقي القراءات ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.

فمن شيوخه في القراءات : عبد الله بن الحسين أبو أحمد السامري البغدادي ، نزيل مصر ، المقرئ اللغوي ، مسند القراءات في زمانه ، ولد سنة خمس أو ست وتسعين ومائتين.

قال « الإمام الداني » : أخذ القراءة عرضا عن : « محمد بن حمدون الحذّاء ، وأحمد بن سهل الأشناني ، وأبي بكر بن مجاهد ، وأبي الحسن بن شنبوذ ، وأبي بكر بن مقسم ، وأبي الحسن أحمد بن الرقي ، والحسن بن صالح ، ومحمد بن الصباح المكي ، وسلامة بن هارون ، وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة ، وأحمد بن عبد الله الطنافسي ، وأبي العباس محمد بن يعقوب المعدّل ، وأحمد بن يوسف القافلاني ، وأحمد بن محمد الأدمي ، ومحمد بن أحمد بن عبدان ، ومحمد ابن هارون التمّار ، ويوسف بن يعقوب الواسطي » وغيرهم كثير.

ومن الذين قرءوا على « أبي أحمد السامري » : أبو الفتح فارس ، وأبو الفضل الخزاعي ، ويوسف بن رباح ، وعبد الستار اللاذقي ، وأبو الحسين

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

الصلة لابن بشكوال ج ٢ ، ص ٤٥٠. معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٤٠٩. طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٤٩٩.

٢٢٠