معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

ابن أبي نصر ببغداد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي ، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا ، حدثنا خراش بن عبد الله الطحّان ، حدثنا أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم « النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر ، والنظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح » اهـ. يقول « البغدادي » : وهذا الحديث لم يروه « أبو سعيد العدوي عن خراش عن « أنس » وإنما رواه بإسناد آخر (١).

ثم يقول « البغدادي » وكان « أبو بكر الطرازي » يحدث كثيرا من حفظه ومن ذلك الحديث التالي : قال : « وحدثنا خراش بن عبد الله ، حدثنا « أنس ابن مالك » قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « ما حسّن الله خلق امرئ ولا خلقه فأطعمه النار » اهـ.

ثم يقول « البغدادي » : وجميع نسخة « أبي سعيد العدوي » التي رواها عن خراش أربعة عشر حديثا ، وليس فيها شيء من هذه الأحاديث » اهـ (٢)

تصدر « أبو بكر الطرازي » لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، وفي مقدمتهم : « نصر بن أبي نصر الحدّاد ، ومنصور بن أحمد العراقي » وآخرون (٣).

احتلّ « أبو بكر الطرازي » مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « الطرازي » نزيل نيسابور ، مقرئ ، ضابط ، صالح ، عالي السند » (٤)

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ، ص ٢٢٥.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ، ص ٢٢٦.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٥٢. وطبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٣٧.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٥٢.

١٢١

وقال « الإمام ابن الجزري » : كان « أبو بكر الطرازي » مقرئا محققا (١) توفي « أبو بكر الطرازي » سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٣٧.

١٢٢

رقم الترجمة / ٣٧

« أبو جعفر الأزديّ » (١) ت ٤٢٧ هـ

هو : أحمد بن علي أبو جعفر الأزدي القيرواني المقرئ الشافعي. ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

رحل « أبو جعفر الأزدي » إلى « مصر » وقرأ بها على ابي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبي الطيب الحلبي نزيل مصر ، وهو أستاذ ماهر كبير محرّر ، ضابط ، ثقة ، خيّر ، صالح ، ديّن.

ولد بحلب سنة تسع وثلاثمائة ، وانتقل إلى مصر فسكنها. وألف كتاب « الإرشاد » في السبع ، قال عنه « أبو عمرو الحافظ » : كان « ابن غلبون حافظا للقراءة ، ضابطا ذا عفاف ، ونسك وفضل ، حسن التصنيف » اهـ. ت بمصر عام ٣٨٩ للهجرة.

أقرأ « أبو جعفر الأزدي » الناس مدّة بالقيروان ، وتوفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٨٤. طبقات القراء ج ١ ، ص ٩١.

١٢٣

رقم الترجمة / ٣٨

« جلال الدين السّيوطي » (١) ت ٩١١ هـ

هو : عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن الهمام الجلال الأسيوطي الأصل الشافعي.

وهو من خيرة العلماء الأفاضل المجتهدين ، ومن المصنفين المكثرين ، ولد في أول ليلة مستهلّ رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة ، ونشأ يتيما فحفظ القرآن ، والعمدة ، والمنهاج الفرعي ، وألفية النحوي. أخذ السيوطي العلم عن خيرة علماء عصره ، وأخذ من كل فنّ ، وسافر إلى « الفيوم » ودمياط ، والمحلة الكبرى ، وغير ذلك ، وأجاز له أكابر علماء عصره من سائر الأمصار ، وبرز في جميع الفنون ، وفاق الأقران ، واشتهر ذكره ، وبعد صيته ، وصنف التصانيف المفيدة النافعة فقد استفاد بمصنفاته من عاصره ، ومن جاء بعده إلى عصرنا الحاضر ، وعملت حوله الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراة. وجلال الدين السيوطي كتب لنفسه ترجمة في مؤلفه : « حسن المحاضرة » في تاريخ مصر والقاهرة ، أثناء حديثه عن الكلام على من كان بمصر من الأئمة المجتهدين فقال : (٢)

« وإنما ذكرت ترجمتي في هذا الكتاب اقتداء بالمحدثين قبلي ، فقل أن ألّف أحد منهم تاريخا إلا ذكر ترجمته فيه ، وممن وقع له ذلك « الإمام عبد الغافر الفارسي » في تاريخ نيسابور ، « وياقوت الحموي » في معجم الأدباء ، ولسان الدين امير الخطيب في تاريخ غرناطة ، والحافظ تقي الدين الفاسيّ في تاريخ

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي ج ١ ، ص ٣٣٥ رقم الترجمة ٧٧. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي ج ٤ ص ٣٥ رقم الترجمة ٢٠٣. البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ج ١ ، ص ٣٢٨ ورقم الترجمة ٢٢٨. مقدمة بغية الوعاة للسيوطي ج ١ ، ص ٩ فما بعدها.

(٢) انظر حسن المحاضرة ج ١ ، ص ٣٣٥ فما بعدها ، ورقم الترجمة ٧٧.

١٢٤

مكة ، والحافظ أبو الفضل بن حجر في قضاة مصر ، وأبو شامة في « الروضتين » ، وهو أروعهم وأزهرهم ـ فأقول : أي السيوطي ـ أما جدي الأعلى همّام الدين ، فكان من أهل الحقيقة ومن دونه كانوا من أهل الوجاهة والرئاسة ، منهم من ولّي الحكم ببلده ، ومنهم من ولّي الحسبة بها ، ومنهم من كان تاجرا في صحبة الأمير شيخون ، ومنهم من كان متموّلا ، ولا أعلم منهم من خدم العلم حق الخدمة إلا والدي. وأما نسبتنا بالخضيري فلا أعلم ما تكون هذه النسبة إلا الخضيرية ، محلة ببغداد ، وقد حدثني من أثق به أنه سمع والدي رحمه‌الله يذكره أن جدّه الأعلى كان أعجميا ، أو من الشرق ، فالظاهر أن النسبة إلى المحلة المذكورة.

وكان مولدي مستهلّ رجب بعد المغرب ليلة الأحد سنة تسع وأربعين وثمانمائة ، وحملت في حياة ابي إلى الشيخ « محمد المجذوب » رجل كان من الأولياء ، بجوار المشهد النفيسي ، ونشأت يتيما فحفظت القرآن ولي دون ثمان سنين ، ثم حفظت « العمدة » ومنهاج الفقه ، والأصول وألفية ابن مالك ، وشرعت في الاشتغال بالعلم من مستهلّ سنة أربع وستين وثمانمائة.

فأخذت الفقه ، والنحو عن جماعة من الشيوخ ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضيّ زمانه الشيخ « شهاب الدين الشارمساحيّ » الذي كان يقول : إنه بلغ السدّ العالية ، وجاوز المائة بكثير ، قرأت عليه من شرحه على المجموع.

وأجزت بتدريس العربية من مستهل سنة ست وستين ، وقد ألفت في هذه السنة فكان أول شيء ألفته شرح الاستعاذة والبسملة ، وأوقفت عليه شيخنا « علم الدين البلقيني » فكتب عليه تقريظا ، ولازمته في الفقه إلى أن مات ، فلازمت ولده فقرأت عليه من أوّل التدريب لوالده إلى « الوكالة » وسمعت عليه من أول « الحاوي الصغير » إلى « العدد » ، ومن أول « المنهاج » إلى « الزكاة » ، ومن أول « التنبيه » إلى قريب من « الزكاة » ، وقطعة من « الروضة » ، وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي ، ومن إحياء الموات إلى

١٢٥

« الوصايا » أو نحوها ، وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين ، وثمانمائة ، وحضر تصديري.

فلما توفي سنة ثمان وسبعين لزمت شيخ الإسلام « شرف الدين المناوي » وسمعت دروسا من شرح البهجة ومن حاشيته عليها ، ومن تفسير البيضاوي. ولزمت في الحديث ، والعربية شيخنا الإمام العلامة « تقي الدين الشبلي » الحنفي ، فواظبته اربع سنين ، وكتب لي تقريظا على شرح ألفية ابن مالك ، وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفي ، وشهد لي غير مرّة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه ... ولم أنفك عن الشيخ إلى أن مات ، رحمه‌الله تعالى.

ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود « محيي الدين الكافيجي » اربع عشرة سنة ، فأخذت عنه الفنون من التفسير ، والأصول ، والعربية والمعاني ، وغير ذلك ، وكتب لي إجازة عظيمة.

وحضرت عند الشيخ « سيف الدين الحنفي » دروسا عديدة في « الكشّاف والتوضيح » وحاشيته عليه ، وتلخيص المفتاح ، والعضد. وشرعت في التصنيف في سنة ست وستين وثمانمائة ، وبلغت مؤلفاتي إلى الآن ثلاثمائة كتاب ، سوى ما غسلته ، ورجعت عنه. وسافرت بحمد الله تعالى إلى بلاد الشام ، والحجاز ، واليمن ، والهند ، والمغرب ، والتكرور.

وأفتيت من مستهلّ سنة إحدى وسبعين ، وعقدت إملاء الحديث من مستهلّ سنة اثنتين وسبعين.

ورزقت التبحّر في سبعة علوم : التفسير ، والحديث ، والفقه ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والبديع على طريقة العرب البلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة.

ودون هذه السبعة في المعرفة أصول الفقه ، والجدل ، والتصريف. ودونها

١٢٦

الإنشاء ، والترسّل والفرائض. ودونها القراءات ، ولم آخذها عن شيخ. وأما علم الحساب فهو أعسر شيء عليّ ، وأبعده عن ذهني ، وإذا نظرت إلى مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله.

وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى ، أقول ذلك تحدثا بنعمة الله عليّ لا فخرا.

وأما مشايخي في الرواية سماعا وإجازة فكثير ، وعدّتهم نحو مائة وخمسين » اهـ.

وأما كتبه فقد أحصى السيوطي منها نحو من ثلاثمائة في التفسير وتعلقاته والقراءات ، والحديث وتعلقاته ، والفقه وتعلقاته ، وفن العربية وتعلقاته ، وفن الأصول ، والبيان ، وفن التاريخ والأدب ، والأجزاء المفردة ، ما بين كبير في مجلد أو مجلدات ، وصغير في كراريس ، وقد ذكر تلميذه « الداودي المالكي » أنها أنافت على خمسمائة مؤلف. وقال « ابن إياس » في تاريخه [ حوادث سنة ٩١١ ه‍ ] إنها بلغت ستمائة مؤلف.

وظل السيوطي طوال حياته شغوفا بالدرس ، مشتغلا بالعلم ، يتلقاه عن شيوخه أو يبذله لتلاميذه ، أو يذيعه فتيا ، أو يحرره في الكتب والأسفار.

وكان رحمه‌الله تعالى في حياته الخاصة على أحسن ما يكون عليه العلماء ، ورجال الفضل ، عفيفا ، كريما ، غنيّ النفس ، متباعدا عن ذوي الجاه والسلطان ، قانعا برزقه ، وكان الأمراء والوزراء يأتون لزيارته ويعرضون عليه عطاياهم فيردها ، وظل كذلك حتى توفاه الله تعالى في يوم الخميس تاسع شهر جمادى الأولى سنة أحد عشر وتسعمائة هـ.

رحم الله السيوطي رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

١٢٧

رقم الترجمة / ٣٩

« أبو الحسن السعيدي » (١) ت ٤٠٠ هـ

هو : عليّ بن جعفر بن سعيد أبو الحسن السعيدي الرازي الحذّاء نزيل شيراز ، استاذ معروف ، مقرئ ماهر.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو الحسن السعيدي » القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : « أبو بكر النقاش ، وأحمد بن نصر الشذائي ، والحسن بن سعيد المطوعي ، وأحمد بن العباس بن الإمام ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم المكي » وآخرون.

جلس أبو الحسن السعيدي لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة والإتقان ، وأقبل عليه حفاظ القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « محمد بن علي النوشجاني ، وعلي ابن الحسن النسوي ، ونصر بن عبد العزيز ، الشيرازي » وآخرون.

يقول « ابن الجزري » : له مصنف في القراءات الثمان ، وجزء في التجويد رويناه.

لم يحدد المؤرخون تاريخ وفاته ، إلا أن « الحافظ الذهبي » قال : توفي في حدود الأربعمائة من الهجرة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٧٠. طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٢٩.

١٢٨

رقم الترجمة / ٤٠

« أبو الحسن الحمّامي » (١) ت ٤١٧ هـ

هو : علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله أبو الحسن الحمّامي ، شيخ العراق ومسند الآفاق ، ثقة بارع مصدر.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات. ولد « الحمّامي » سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة من الهجرة.

أخذ « الحمامي » القراءة عن عدد من خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر النقاش ، وأبو عيسى بكار ، وزيد بن علي ، وهبة الله بن جعفر ، وعبد الواحد بن عمر ، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي ، ومحمد بن علي بن الهيثم ، وعبد العزيز بن محمد الواثق بالله ، وأحمد بن محمد بن هارون الوراق ، وعبد الله ابن الحسن بن سليمان النخاس ، وأحمد بن عبد الرحمن الولي ، وأبو بكر بن مقسم ، وإسماعيل بن شعيب النهاوندي » وآخرون.

كما أخذ « الحمامي » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : سمع « أبو الحسن الحمّامي » أبا عمرو بن السمّاك ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وجعفر الخلدي ، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش ، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، وأبا سهل بن زياد ، ومحمد بن جعفر الادمي ، وعلي بن الزبير الكوفي ، وعبد الباقي بن قانع ، وأحمد بن

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

تاريخ بغداد ج ١١ ، ص ٣٢٩. الكامل لابن الأثير ج ٩ ، ص ٣٥٦. تذكرة الحفاظ ج ٣ ، ص ١٠٧٣. العبر في خبر من غير ج ٣ ، ص ١٢٥. طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٢١. القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٧٦. النجوم الزاهرة ج ٤ ، ص ٢٦٥. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٢٠٨.

١٢٩

كامل ، ومحمد بن محمد بن مالك الاسكافي ، وأبا بكر الشافعي ، ومحمد بن علي ابن دحيم الكوفي ، وإبراهيم بن أحمد القرميسيني ، ومحمد بن العباس بن الفضل الموصلي ، وخلقا غيرهم من هذه الطبقة » اهـ.

اشتهر « أبو الحسن الحمامي » بالثقة وجودة القراءة وعلو الإسناد ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « أحمد بن الحسن بن اللحياني ، وأحمد بن مسرور ، وأحمد بن علي ، وأحمد ابن علي الهاشمي ، والحسن بن البنّاء ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، والحسن بن علي العطار ، والحسن بن محمد المالكي ، والحسين بن أحمد الصفار ، والحسين بن الحسن بن أحمد بن غريب ، ورزق الله التميمي ، وعبد الله بن شيطا ، وعبد الملك بن شابور ، وعبد السيد بن عتاب ، وعلي بن محمد بن فارس ، ومحمد بن موسى الخياط ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي ، وعبد الله بن شبيب ، ويحيى بن أحمد القصري ، ويوسف بن أحمد بن صالح الغوري ، وأبو علي غلام الهراس ».

كما روى عنه « أبو بكر الخطيب ، وأبو بكر البيهقي ، وأبو الحسن عليّ بن العلاّف ». احتل « أبو الحسن الحمامي » مكانة سامية ، ومنزلة مرموقة ، مما استوجب الثناء عليه ، في هذا المعنى يقول الخطيب البغدادي : كتبنا عن « أبي الحسن الحمامي » وكان صدوقا ديّنا ، فاضلا ، حسن الاعتقاد ، وتفرد بأسانيد القراءات ، وعلوّها في وقته ، وكان يسكن بالجانب الشرقي ناحية « سوق السلاح » في درب الغابات.

ثم يقول : حدثني « نصر بن إبراهيم » الفقيه ، ببيت المقدس قال : سمعت سليم بن أيوب الرازي يقول : سمعت « أبا الفتح بن أبي الفوارس » يقول : « لو رحل رجل من خراسان ليسمع كلمة من « أبي الحمامي » أو من « أبي أحمد الفرضيّ » لم تكن رحلته ضائعة عندنا » اهـ.

١٣٠

توفي « الحمامي » سنة سبع عشرة وأربعمائة من الهجرة عن تسعين سنة ، ودفن في مقبرة « باب الحرب » رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

١٣١

رقم الترجمة / ٤١

« الحسن أبو علي البغدادي » (١) ت ٤٣٨ هـ

هو : الحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي الأستاذ أبو علي البغدادي. مؤلف كتاب الروضة في القراءات الإحدى عشرة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو علي البغدادي » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور أبو الحسن السوسنجردي ثم البغدادي ، وهو قارئ ضابط ثقة مشهور ، كبير.

ولد في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، قرأ على « زيد بن أبي بلال ، وعبد الواحد بن أبي هاشم ، وعليّ بن جعفر بن محمد بن خليع ، ومحمد بن عبد الله بن أبي مرة الطوسي ، وبكار بن أحمد ، وتتلمذ عليه الكثيرون ت ٤٠٢ هـ.

ومن شيوخ أبي علي البغداديّ : « جعفر بن محمد بن أسد بن الفضل الضرير النصيبي يعرف بابن الحمامي ، وهو قارئ حاذق ضابط شيخ نصيبين والجزيرة ، قرأ على « الدوري » وهو من جلة أصحابه ، وقرأ عليه القرآن عدد كبير ت ٣٠٧ هـ.

ومن شيوخ أبي علي البغدادي : « عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٩٦. طبقات القراء ج ١ ، ص ٢٣٠. النجوم الزاهرة ج ٥ ، ص ٤٢.

حسن المحاضرة ج ١ ، ص ٤٩٣. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٢٦١. فهرست ابن خير ص ٢٦.

١٣٢

العلاء أبو الفرج النهرواني القطان » وهو مقرئ أستاذ ، حاذق ثقة ، أخذ القراءات عرضا عن « يزيد بن علي بن أبي بلال ، وأبي عيسى بكار ، وأبي بكر النقاش ، وابن مقسم ، ومحمد بن علي بن الهيثم ، وأبي طاهر بن أبي هاشم ، وهبة الله بن جعفر ، ومحمد بن عبد الله بن أبي عمرو ، وأبي عبد الله الفارسي ، وعلي ابن محمد بن خليع القلانسي » ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، وعمّر دهرا ، واشتهر ذكره ت ٤٠٤ هـ.

ومن شيوخ « أبي علي البغدادي » : محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله ابن يحيى بن خالد أبو عبد الله الجعفي الكوفي القاضي الفقيه الحنوي ، نحوي ، مقرئ ، ثقة ، يعرف بالهرواني ـ بفتح الهاء والراء ـ أخذ القراءة عرضا عن « محمد بن الحسن بن يونس النحوي ، وحمّاد بن أحمد الكوفي. قال عنه « الخطيب البغدادي » : كان محمد بن عبد الله بن الحسين ثقة حدث ببغداد.

قال : وكان من عاصره بالكوفة يقول : لم يكن بالكوفة من زمن « ابن مسعود » وإلى وقته أحد أفقه منه. اهـ.

وقال « العتيقي » : ما رأيت بالكوفة مثله. اهـ.

وقال أبو علي المالكي : « كان من جلة أصحاب الحديث ، فقيها على مذهب العراقيين ، جليل القدر » اهـ.

وقال « أبو العزّ » عن « أبي علي الواسطي » : كان « الجعفي جليلا في زمانه ، يرحل إليه في طلب القرآن والحديث من كل بلد. اهـ.

وقد تتلمذ على « محمد بن عبد الله بن الحسين » الكثيرون ت ٤٠٢ هـ.

ومن شيوخ « أبي علي البغدادي » : محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن هارون ، أبو الحسن التميمي الكوفي ، يعرف بابن النجار ، مقرئ نحوي معمّر ، مسند ثقة ، ولد أوّل سنة ثلاث وثلاثمائة. وأخذ القراءة عرضا عن « محمد بن

١٣٣

الحسن بن يونس ، والحسن بن داود النقار » قال عنه « أبو علي البغدادي » : كان محمد بن جعفر من جلة أهل العربية ، ومن أهل الحديث متقنا ، فاضلا ، وقال « أبو عبد الله الحافظ » : عمّر دهرا طويلا وانتهى إليه علوّ الإسناد. اهـ.

وقد روى القراءة عنه عرضا : « الحسن بن محمد البغدادي ، وأبو علي غلام الهرّاس ، وأبو علي العطار ». وحدث عنه « أبو القاسم عبيد الله الأزهر ». توفي « محمد جعفر » سنة ٤٠٢ هـ.

من شيوخ « أبي علي البغدادي » : محمد بن المظفر بن علي بن حرب أبو بكر الدينوري ، بكسر الدال المهملة ، وسكون الياء ، وفتح النون والراء ، وهي نسبة إلى « الدّينور » وهي بلدة من بلاد الجبل. كان بها جماعة من العلماء المحدثين ، والمشايخ المشاهير.

وهو شيخ « الدينور » وإمام جامعها المشهور ، قدم إليها وأقرأ بها بعيد الأربعمائة ، وكان مقرئا حاذقا ، قرأ على : الحسن بن محمد بن حبش الدينوري وتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أبو علي غلام الهرّاس ، وعلي بن محمد الخياط ، والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي » وآخرون.

ثم تصدر الحسن أبو علي البغدادي » لتعليم القرآن الكريم ، واشتهر بالثقة وصحة الضبط ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه. ومن الذين أخذوا عنه القراءة : يوسف بن علي بن جبارة بن محمد ابو القاسم الهذلي الأستاذ الكبير والعالم الشهير. ولد في حدود التسعين وثلاثمائة ، وطاف البلاد في طلب القراءات ، قال في كتابه « الكامل » : فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا ، من آخر المغرب إلى باب فرغانة ، يمينا وشمالا ، وجبلا وبحرا ، ولو علمت أحدا تقدّم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته ، وألفت هذا الكتاب فجعلته جامعا للطرق المتلوة ،

١٣٤

والقراءات المعروفة ، ونسخت به مصنفاتي كالوجيز ، والهادي.

توفي « أبو القاسم الهذلي » سنة خمس وستين وأربعمائة من الهجرة.

ومن تلاميذ « أبي علي البغدادي » محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح أبو عبد الله الرعيني : بضم الراء وفتح العين المهملة ، وبعدها ياء منقوطة باثنتين ، نسبة إلى « ذي رعين » من اليمن. الأستاذ المحقق مؤلف كتاب « الكافي ، والتذكير » ت ٤٧٦ هـ.

ومن تلاميذ « أبي علي البغدادي » : إبراهيم بن إسماعيل بن غالب أبو إسحاق المصري ، المعروف بابن الخياط ، وهو شيخ مقرئ مشهور عدل ، روى كتاب « الروضة » سماعا وتلاوة عن مؤلفه « أبي علي الحسن بن محمد البغدادي ».

ومن تلاميذ « أبي علي البغدادي » : عبد المجيد بن عبد القوي أبو محمد المليحي ، بفتح الميم ، وهي قرية من قرى « هراة ».

وهو شيخ مقرئ ، اخذ القراءات عن « أبي علي البغدادي ».

ومن تلاميذ « أبي علي البغدادي » : علي بن محمد بن حميد أبو الحسن بن الصّواف المصريّ الواعظ ، المعروف بالمعدّل.

وهكذا نجد « أبا علي البغدادي » أفنى حياته في تعليم القرآن حتى وافته المنية في رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

رحم الله أبا عليّ البغدادي رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

١٣٥

رقم الترجمة / ٤٢

« ابن الحطّاب » (١) ت. ٤١٦ هـ

هو : أحمد بن طريف أبو بكر القرطبي المعروف بابن الحطاب بالحاء المهملة مقرئ حاذق.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ في مقدمة علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن ، كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

رحل « ابن الحطاب » إلى مصر فقرأ على عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو الحسن الأنطاكي ، وعبد المنعم بن غلبون ، وعبد الله الحسين السامري ، وعمر بن عراك ».

توفي « ابن الحطاب » بجزيرة ميورقة سنة ست عشرة وأربعمائة في ربيع الأول ، وله خمس وسبعون سنة.

رحم الله « ابن الحطاب » وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٨١. طبقات القراء ج ١ ، ص ٦٤. بغية الملتمس ص ١٨٠. تاريخ الاسلام الورقة ١٧٠ [ ايا صوفيا ٣٠٠٩ ].

١٣٦

رقم الترجمة / ٤٣

« أبو حيّان الأندلسيّ » (١) ت ٧٤٥ هـ

هو : محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ، أثير الدين الغرناطي الأندلسي.

ذكره « ابن الجزري » ضمن علماء القراءات.

ولد « أبو حيان » في أواخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة من الهجرة. وكان مولده بـ « مطخشارش » وهي مدينة من حضرة غرناطة ، وقد رحل « أبو حيان » في سبيل طلب العلم إلى الكثير من البلاد الإسلامية ، مثل تونس ، والقاهرة ، والاسكندرية ، ودمياط ، والمحلة الكبرى ، والجيزة ، ودشنا ، وقنا ، وقوص ، وبلبيس.

ثم بعد ذلك استقر في مصر ، يتلقى عن شيوخها ، ويأخذ عن علمائها ويقرأ على قرائها ، فمصر كانت محط أنظار طلاب العلم يقصدونها من كل مكان.

وكان أبو حيان رحمه‌الله تعالى مليح الوجه ، مشربا بحمرة ، كبير اللحية ، منور الشيبة ، مسترسل الشعر فيها ، عبارته فصيحة ، كثير الضحك والانبساط ، بعيدا عن الانقباض ، جيّد الكلام ، حسن اللقاء ، جميل المؤانسة ، فصيح الكلام ، طلق اللسان ، وكان مهيبا ، جهوريا في الحديث ، مليح الحديث لا يملّ

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

الوافي بالوفيات ج ٥ ، ص ٢٦٧. الدرر الكامنة ج ٥ ص ٧٤. طبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٨٥.

بغية الوعاة ج ٢ ، ص ١٩٠. النجوم الزاهرة ج ١٠ ، ص ١١٢. نفح الطيب ج ٢ ، ص ٥٣٥.

درة الحجال ج ٢ ، ص ١٢٢. طبقات الشافعية الكبرى ج ٤ ، ص ٢. شذرات الذهب ج ٦ ، ص ١٤٥. طبقات النحاة لابن قاضي شهية ص ٢٩٠. دائرة المعارف الإسلامية ج ١ ، ص ٣٣٢. نكت الهميان ص ٢٨٠.

١٣٧

وإن طال ، وكان طيب النفس ، كثير الخشوع ، والتلاوة والعبادة.

قال « الصفدي » أحد تلاميذه : « لم أر في اشياخي أكثر اشتغالا منه ، لأني لم أره إلا يسمع او يشتغل ، أو يكتب ، ولم أره على غير ذلك ، وله إقبال على الطلبة الأذكياء ، وعنده تعظيم لهم ، وهو ثبت فيما ينقله ، محرر لما يقوله ، عارف باللغة ، ضابط لألفاظها ». وكان « أبو حيان » رقيق النفس ، يبكي إذا سمع القرآن الكريم. اجتهد « أبو حيان » في طلب العلم وتحصيله ، وبذل في سبيل ذلك وقته وعمره ، وزهرة شبابه ، وقد تلقى العلم على عدد كبير من خيرة علماء عصره ، وحصّل الإجازات العلمية من عدد منهم. وها هو يقول في هذا المضمون : « وجملة ما سمعت من الشيوخ نحو أربعمائة شخص وخمسين.

وأما الذين أجازوني فعالم كثير جدّا من أهل « غرناطة ، ومالقة ، وسبتة ، وديار افريقية ، وديار مصر ، والحجاز ، والعراق والشام ، فمن العلماء الذين أخذ عنهم « أبو حيان » التفسير :

« ابن الزبير » أحمد بن إبراهيم ، أبو جعفر الأندلسي الحافظ ، كان علامة عصره في الحديث ، والقراءة ت ٧٠٨ هـ.

و « ابن أبي الأحوص » ، الحسين بن عبد العزيز بن محمد القرشي الأندلسي ، قاضي « مالقة » وشيخ الإقراء بها ت ٦٨٠ هـ.

وعلي بن أحمد بن عبد الواحد ، أبو الحسن المقدسي ت ٦٩٠ هـ.

ومحمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين ، أبو عبد الله البلخي ، المعروف بابن النقيب ت ٦٩٨ هـ.

ومحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع ، أبو الحسين ، ت ٧٤١ هـ.

كما أخذ « أبو حيان » القراءات القرآنية عن عدد من العلماء منهم : أحمد ابن سعد بن علي بن محمد الأنصاري ، أبو جعفر من غرناطة ، كان كثير

١٣٨

الإتقان في تجويد القرآن ت ٧١٢ هـ.

وابن الطبّاع : أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى ابو جعفر الرعيني ، الأندلسي شيخ القراء بغرناطة. وقد ولي القضاء مكرها ، فحكم مرة واحدة ثم عزل نفسه ت ٦٨٠ هـ.

وابن أبي الأحوص : قال « أبو حيان » رحلت إليه قصدا من غرناطة إلى « مالقة » لأجل الإتقان والتجويد ، وقرأت عليه القرآن من أوله إلى آخر سورة « الحجر » جمعا بالسبعة ، والادغام الكبير « لأبي عمرو » بمضمن « التيسير ، والتبصرة ، والكافي ، والاقناع » وقرأت عليه حروف القراءات من كتب شتى ، كما قرأت عليه كتابه : الترشيد في التجويد.

والمليجي : إسماعيل بن هبة الله بن علي ، فخر الدين أبو طاهر المصري ، المقرئ ، مسند القراء في زمانه ت ٦٠٥ هـ.

وإبراهيم الأهوازي ، وخليل بن عثمان المراغي ، قرأ عليه « أبو حيان » كتاب « الإرشاد » لأبي العز القلانسي ».

وعبد الحق بن علي بن عبد الله الأنصاري ، قرأ عليه « أبو حيان » القراءات السبع نحو عشرين ختمة إفرادا ، وجمعا ، ولازمه نحو سبعة أعوام.

وعبد الله بن محمد بن هارون بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي الأندلسي ، القرطبي ، أبو محمد ت ٧٠٢ هـ.

وعبد النصير بن علي بن يحيى بن إسماعيل بن مخلوف أبو محمد المريوطي ، أحد شيوخ الإقراء بالإسكندرية.

وقال « أبو حيان » : وقرأت القرآن بالقراءات الثمان ، بثغر الإسكندرية على الشيخ الصالح : « رشيد الدين أبي محمد : عبد النصير بن علي بن يحيى الهمداني ،

١٣٩

عرف بابن المريوطي.

وعلي بن ظهير بن شهاب ، نور الدين أبو الحسن المصري ، المعروف بابن الكفتي إمام مقرئ ، روى عنه « أبو حيان » ت ٦٨٩ هـ.

ومحمد بن صالح بن أحمد بن محمد أبو عبد الله الكتاني الشاطبي المعروف بابن دحيمة ، أعلى الناس إسنادا بالشاطبية.

ومحمد بن علي بن يوسف ، رضي الدين ، أبو عبد الله الأنصاري الشاطبي ، إمام مقرئ ، كان عالي الإسناد ، روى عنه القراءة « أبو حيان ».

ويعقوب بن بدران بن منصور أبو يوسف الدمشقي ثم المصري المعروف بالجرائدي ، إمام مقرئ ، كان شيخ وقته بالديار المصرية ، قرأ عليه « أبو حيان » كتاب « الإرشاد لأبي العز ت ٦٨٨ هـ.

ويوسف بن إبراهيم بن أحمد بن عتاب ، أبو يعقوب الشاطبي ، استوطن تونس ، قرأ عليه « أبو حيان » ت ٦٩٢ هـ.

كما أخذ « أبو حيان » النحو وعلوم اللغة عن عدد من خيرة العلماء منهم : أحمد بن عبد النور بن أحمد بن راشد ، أبو جعفر ، المالقي النحوي. وأحمد ابن يوسف بن علي أبو جعفر الفهري ، روى عنه « أبو حيان » كتاب سيبويه ت ٦٩١ هـ.

ورضيّ الدين ، أبو بكر بن عمر بن علي بن سالم ، الإمام النحوي ، كان من كبار أئمة العربية بالقاهرة مع العلم بالفقه والحديث ت ٦٩٥ هـ.

وابن النحاس : محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر الحلبي شيخ العربية بمصر في وقته ، سمع منه « أبو حيان » كتاب سيبويه ، والإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي ، والمفصّل للزمخشري ت ٦٩٨ هـ.

١٤٠