معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ٢

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
الجزء ١ الجزء ٢

بالمستنصرية ، ت ٦٩٧ هـ.

ومن تلاميذ « أبي البقاء » : ولده « عبد الرحمن بن عبد الله العكبري » ت ٦٣٦ هـ.

ومن تلاميذ « أبي البقاء » : عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الجزري السعدي ، أبو الفرج ، ناصح الدين المعروف بابن الحنبلي ت ٦٣٤ هـ. قرأ على « أبي البقاء » الفصيح لثعلب من حفظه ، وبعض التصريف لابن جني.

ومن تلاميذ « أبي البقاء » : عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف أبو محمد عز الدين ، مفسّر ، ومن مشاهير فقهاء الحنابلة ت ٦٦٠ هـ.

ومن تلاميذ « أبي البقاء » : عبد السلام بن عبد الله بن تيمية المشهور بالمجد ، مجد الدين ، جد شيخ الإسلام « ابن تيمية ». أخذ « المجد » عن العكبري. ت ٦٥٢ هـ.

ومن تلاميذ « أبي البقاء » : عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الحسين البغدادي القطيعي ، المقرئ المحدث النحوي ، الخطيب الواعظ الزاهد المؤرخ ت ٦٧٦ ه‍ ، قال : قرأت على « أبي البقاء العكبري » من حفظي كتاب « اللمع » لابن جني ، والتصريف الملوكي ، والفصيح لثعلب ، وأكثر كتاب « الإيضاح » لأبي علي الفارسي ، وسمعت عليه « المفضليات ».

ومن تلاميذ « أبي البقاء » : عليّ بن أنجب بن عبد الله بن عمّار بن عبيد الله ، تاج الدين ، خازن كتب المستنصرية ، قرأ القراءات على « أبي البقاء » ت ٦٧٤ هـ.

ومن تلاميذ « أبي البقاء » القاسم بن أحمد بن الموفق ، علم الدين اللورقي الأندلسي ، من أشهر تلاميذ « أبي البقاء » في النحو ، وأكثر مجالسته حتى صار يسمّى تلميذ « أبي البقاء » ت ٦٦١ هـ.

١٠١

اشتهر « أبو البقاء » بالثقة والأمانة ، وسعة العلم ، وكثرة التلاميذ والتصنيف مما استوجب الثناء عليه.

قال عنه « ياقوت الحموي » : « كان أبو البقاء ديّنا ، ورعا ، صالحا ، حسن الأخلاق ، قليل الكلام فيما لا يجدي نفعا ، لم يخرج كلمة من رأسه فيما علمت إلا في علم ، وما لا بدّ له منه في مصالح نفسه ، وكان رحمه‌الله رقيق القلب ، تفرّد في عصره بعلم العربية ، والفرائض » اهـ.

وقال عنه « الإمام عبد الصمد بن أبي الجيش » : كان « أبو البقاء » يفتي في تسعة علوم ، وكان واحد زمانه في النحو ، واللغة ، والحساب ، والفرائض ، والجبر ، والفقه ، وإعراب القرآن ، والقراءات الشاذة ، وله من كل هذه العلوم تصانيف كبار ، وصغار ، ومتوسطات. اهـ.

وقال « ابن الدبيثي » : كان « أبو البقاء » متفننا في العلوم ، له مصنفات حسنة في إعراب القرآن ، وقراءاته المشهورة ، وإعراب الحديث ، والنحو واللغة ، سمّعت عليه ونعم الشيخ كان. اهـ.

وقال « أبو الفرج بن الحنبلي » : كان إماما في علوم القرآن ، إماما في الفقه إماما في اللغة ، إماما في النحو ، إماما في العروض ، إماما في المسائل النظرية ، له في هذه الانواع من العلوم مصنفات مشهورة ، وبقي مدّة عمره منقطع النظير ، متوحّدا في فنونه التي جمعها ، حتى رحلت إليه الطلبة من النواحي ، وانتفع به خلق كثير. اهـ.

وقال « ابن الشعار الموصلي » : كان إماما في الفقه ، فرضيا ، حاسبا ، قارئا شيخ وقته ، في علم الأدب واللغة والإعراب ، له من التصانيف شيء مفيد مشهور. اهـ.

وقال « ابن خلكان » : « لم يكن في آخر عمره في عصره مثله ، في فنونه ،

١٠٢

وكان الغالب عليه علم النحو ، وصنف فيه مصنفات مفيدة ، واشتغل عليه خلق كثير ، وانتفعوا به ، واشتهر اسمه في البلاد وهو حيّ ، وبعد صيته » اهـ.

وقال « الفيروزآبادي » : هو أديب ذو معرفة بعلوم القرآن ، والجبر ، وغوامض العربية ، ... وهو حافظ. اهـ.

وقال « السيوطي » : قرأ العربية على « يحيى بن نجاح » وابن الخشاب حتى حاز قصب السبق ، وصار فيها من الرؤساء المتقدمين ، وقصده الناس من الأقطار » اهـ.

خلّف « أبو البقاء » ثروة علمية طائلة من المؤلفات في مختلف صنوف العلم والمعرفة ، ألّف الكتب والرسائل ، وشرح المختصرات ، واختصر المطولات ، على حسب ما يقتضيه الدرس ، وتتطلبه مصلحة الطلبة.

ألف في الفقه ، ومذاهب الفقهاء وخلافهم ، كما ألف في النحو ومذاهب النحاة ، ومذاهبهم ، وألف في العروض ، والفرائض ، وألف في الحساب ، والأدب ، والشعر ، والتفسير ، والجدل ، والحديث. وهذه الثروة العلمية الطائلة والمكتبة حافلة بأصناف العلم وفنونه التي خلفها « أبو البقاء » ، منها ما سلم من عاديات الزمن ووصل إلينا ، ومنها ما لعبت به يد الحدثان ، وعفا عليه الزمن ، وطوته العوادي ، فلم يصل إلى أسماعنا إلا اسم الكتاب ، سوى بعض نقول عن أمهات هذه المؤلفات المفقودة هنا وهناك ، في مؤلفات الخالفين بعد « أبي البقاء » وهذه بعض مؤلفات « أبي البقاء » : أجوبة المسائل الحلبية ، الاستيعاب في علم الحساب ، الإشارة في النحو ، إعراب ما يشكل من الحديث ، إعراب شواذ القراءات ، إعراب القرآن الكريم ، الإفصاح في معاني أبيات الإيضاح ، البلغة في الفرائض ، التبيين عن مذاهب النحويين ، التصريف في علم التصريف ، التعليق في مسائل الخلاف ، تفسير القرآن الكريم ، التلخيص في الفرائض ، تلخيص التنبيه لابن جني ، التلخيص في النحو ، التلقين في النحو ، التهذيب في

١٠٣

النحو ، تهذيب الإنسان بتقويم اللسان ، الثلاثة في الفرائض ، شرح أبيات كتاب سيبويه ، شرح بعض قصائد رؤبة ، شرح الإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي ، شرح التلقين ، شرح الحماسة ، وإعرابها ، شرح خطب ابن نباتة ، شرح ديوان المتنبي ، شرح الفصيح لثعلب ، شرح الكتاب لسيبويه ، شرح لامية العرب ، شرح لامية العجم ، شرح اللمع لابن جني ، شرح المفصل في النحو لأبي القاسم الزمخشري ، شرح المقامات الحريرية ، شرح الهداية في الفقه الحنبلي ، عدد آي القرآن ، العروض والقوافي ، الكلام على دليل التلازم ودليل التضاد ، اللباب في علل البناء والإعراب ، ولغة الفقه ، ومتشابه القرآن ، ومختصر أصول ابن السرّاج ، ومذاهب الفقهاء ، والمرام في نهاية الأحكام ، وهو كتاب في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، والمشوق المعلم في ترتيب إصلاح المنطق على حروف المعجم ، والمنتخب من كتاب المحتسب لابن جني ، والناهض في علم الفرائض. وغير ذلك كثير.

توفي « أبو البقاء العكبري » بعد هذه الحياة الحافلة بالعلم والتصنيف سنة ستة عشرة وستمائة من الهجرة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

١٠٤

رقم الترجمة / ٣٢

« أبو بكر الباهلي » (١)

هو : محمد بن أحمد بن علي أبو بكر الباهلي البصري النجار الصناديقي. ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو بكر الباهلي » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « القاسم بن زكريا المطرّز ، وأبو بكر الداجوني ، وأبو بكر النقاش ، وعمر بن محمد الكاغذي ، وأبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ، ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي ».

تصدّر « أبو بكر الباهلي » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وصحة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة « أبو علي الأهوازي » ونسبه وكنّاه ، وقال إنه قرأ عليه في مسجده بالبصرة في « بني لقيط » سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أبي بكر الباهلي » وقال الحافظ الذهبي : كان حيا في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

رحم الله « أبا بكر الباهلي » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يلي : معرفة القراء ج ١ ، ص ٣٤٠. وطبقات القراء ج ٢ ، ص ٧٦ ..

١٠٥

رقم الترجمة / ٣٣

« أبو بكر الخيّاط » (١) ت ٤٦٧ هـ

هو : محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر أبو بكر البغدادي المعروف بابن الخياط. وهو من خيرة القراء الثقات ، ومن الأئمة المجوّدين المسندين.

ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، وحفظ القرآن ، وأخذ القراءة وحروف القرآن عن عدد كبير من خيرة العلماء.

وفي مقدمتهم : « محمد بن شاذان ، أبو بكر الجوهري ، البغدادي » وهو مقرئ حاذق ، محدّث ثقة مشهور ، أخذ القراءة عن مشاهير العلماء منهم : « عبد الله بن صالح العجلي ».

وحدّث عن « هوذة بن خليفة » و « زكريا بن عدي ».

جلس « ابن شاذان » لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو الحسن بن شنبوذ ، وأبو بكر النقّاش » ، وروى عنه « أبو بكر النجاد ، وقاسم بن أصبغ ».

توفي « ابن شاذان » سنة ست وثمانين ومائتين ، وقد نيف على التسعين رحمه‌الله رحمة واسعة.

ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » في القراءة : « محمد بن المظفر بن علي بن حرب أبو بكر الدينوري ، وهو من خيرة القراء المشهورين ، شيخ الدينور ، وإمام جامعها ، قدم إليها بعيد الأربعين وأقرأ بها.

__________________

(١) انظر ترجمته في : معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٦. ورقم الترجمة ٣٦٥. غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٠٨ ورقم الترجمة ٣٢٧٩. الوافي بالوفيات ج ٤ ، ص ١٣٦. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣٢٩.

١٠٦

أخذ « ابن المظفر » القراءة عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « الحسين بن محمد بن حبش الدينوري ». تصدّر « ابن المظفر » لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان. ومن الذين قرءوا عليه : « أبو بكر الخياط ، والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي ».

ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » : « عبيد الله بن محمد بن أحمد ، أبو أحمد الفرضي » ، وهو من خير القراء ، ومن المحدثين ، المشهورين بالثقة ، والأمانة وجودة الضبط ، أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » :

« كان « أبو أحمد » ثقة ، ورعا ، ديّنا ، حدثنا منصور بن عمر الفقيه ، قال : « اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم ، وقراءة ، وإسناد ، وحالة متسعة في الدنيا ، وكان مع ذلك أورع الخلق ، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه لم أر مثله » اهـ (١).

أخذ « أبو أحمد الفرضي » القراءة عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم « أبو الحسن بن بويان ».

تصدر « أبو أحمد الفرضي » لتعليم القرآن ، وذاع صيته ، وأقبل عليه طلاب العلم ، يأخذون عنه ، وينهلون من علمه ، وقد أخذ عنه القراءة عرضا « الحسن ابن محمد البغدادي ».

وروى القراءة عنه سماعا « عبد الله بن محمد » شيخ الداني. كما سمع « أبو أحمد الفرضي » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم من « القاضي المحاملي » و « يوسف ابن البهلول » وحضر مجلس « أبي بكر بن الأنباري » العلامة المشهور باللغة ، والقراءات ، وعلوم القرآن. توفي « أبو أحمد الفرضي » سنة ست وأربعمائة ، وله اثنتان وثمانون سنة. رحمه‌الله رحمة واسعة.

__________________

(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.

١٠٧

ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » في القراءة : « أبو الحسن السوسنجردي » وهو من مشاهير القراء ، الثقات ، ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. وأخذ القراءة عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « زيد بن أبي بلال ، وعبد الواحد ابن أبي هاشم » وغيرهما.

تصدّر « أبو الحسن السوسنجردي » لتعليم القرآن ، واشتهر بجودة القراءة ، وحسن الأداء ، وأقبل عليه حفاظ القرآن ، وقراء القراءات ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو بكر الخياط ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي » وغيرهما.

توفي « السوسنجردي » يوم الأربعاء لثلاث خلون من رجب سنة اثنتين وأربعمائة ، عن نيف وثمانين.

ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » في القراءة : « عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن الحمامي ، وهو من مشاهير القراء ، وشيخ قراء العراق ، ومسند الآفاق ، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

أخذ « أبو الحسن الحمامي » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم « أبو بكر النقاش ، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي » وغيرهما.

اشتهر « أبو الحسن الحمامي » بالثقة ، والضبط ، وحسن الأداء ، مما جعل العلماء يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : كان « أبو الحسن الحمّامي » صدوقا ، ديّنا ، فاضلا ، تفرّد بأسانيد القرآن وعلوّها (١).

وبعد أن اكتملت مواهب « أبي الحسن الحمامي » تصدر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه المشتغلون بالقرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أحمد بن الحسن بن اللحياني » وآخرون.

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٢٢.

١٠٨

توفي « الحمامي » في شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » في القراءة : « عبيد الله بن عمر بن محمد بن عيسى ، أبو الفرج المصاحفي البغدادي ، وهو من خيرة العلماء الأجلاء ، ومن الثقات المشهورين ، أخذ « عبيد الله » القراءة عن عدد من خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « زيد بن أبي بلال ، والحسن بن داود النقّار ».

ثم تصدّر « عبيد الله بن عمر » لتعليم القرآن ، واشتهر بضبط القراءة ، وتجويد القرآن ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ويتتلمذون عليه ، وفي مقدمة من قرا عليه : « عليّ بن فارس الخياط ، وأبو بكر الخياط ». توفي « عبيد الله » سنة إحدى وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » في القراءة : « أحمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن الهيثم بن طهما ، أبو الحسن المقرئ ، المعروف بابن البادي ». وهو من خيرة القراء العاملين ، ومن الثقات المشهورين ، أخذ « أحمد بن عليّ » القراءة على خيرة القراء ، وفي مقدمتهم : « أحمد بن محمد بن هارون الهبيري ».

ثم جلس « أحمد بن عليّ » لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الحفاظ يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو بكر الخياط ». توفي « أحمد بن علي » في ذي الحجة سنة عشرين وأربعمائة.

ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » في القراءة : « عليّ بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ، أبو الحسن الحذّاء ، وهو شيخ مقرئ ضابط ، ثقة مشهور.

أخذ « علي بن محمد » القراءة على خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « إبراهيم بن الحسين بن عبد الله الشطّيّ ». ثم تصدّر « علي بن محمد » لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو بكر الخياط ». توفي « علي بن محمد » في المحرّم سنة خمس عشرة وأربعمائة. رحمه‌الله رحمة واسعة

١٠٩

إنه سميع مجيب.

أخذ « أبو بكر الخياط » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة علماء الحديث ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : وسمع « أبو بكر الخياط » من « أبي الصلت المجبر ، وأبي عمر بن مهدي الفارسي » ومن في طبقتهما (١).

اشتهر « أبو بكر الخياط » بالثقة ، وكثرة العلم ، مما جعل العلماء يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « وكان كبير القدر ، عديم النظير ، بصيرا بالقراءات ، صالحا ، عابدا ورعا ، بكاء ، قانتا ، خشن العيش ، فقيرا ، متعففا ، ثقة ، فقيها ، على مذهب الإمام أحمد » (٢).

تصدّر « أبو بكر الخياط » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وذاع صيته في الآفاق ، وتزاحم عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، وينهلون من علمه ، ويقرءون عليه.

ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد ابن محمد أبو عبد الله البارع البغدادي الدبّاس. وهو من مشاهير القراء ، ومن المؤلفين الأجلاء ، ولد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

احتل « أبو عبد الله البارع » منزلة رفيعة ، ومكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « ابن الجزري » : هو مقرئ صالح ، وأديب مفلق ، صاحب رواية كتاب « الشمس النيّرة في التسعة الشهيرة » ألّفه له « أبو محمد سبط الخياط » (٣).

أخذ « أبو عبد الله البارع » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم « أبو

__________________

(١) انظر : معرفة القراء ج ١ ، ص ٤٢٦.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٧.

(٣) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٢٥١.

١١٠

بكر الخياط ، وأبو القاسم يوسف بن الغوري » وغيرهما.

جلس « أبو عبد الله البارع » لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو جعفر عبد الله بن أحمد الواسطي ، وعليّ بن المرجّب البطائحي ». توفي « أبو عبد الله البارع » سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

ومن تلاميذ « أبي بكر الخياط » الذين أخذوا عنه القراءة : محمد بن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن الفراء ، أبو منصور البغدادي ، وهو من شيوخ القراءات المتصدرين ، ومن العلماء العاملين الذين أوقفوا حياتهم على خدمة القرآن الكريم. أخذ « محمد بن علي بن منصور » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أبو بكر الخياط ».

تصدّر « محمد بن علي بن منصور » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو العلاء الحسن بن أحمد الحافظ ».

ومن تلاميذ « أبي بكر الخياط » الذين أخذوا عنه القراءة : « محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الكريم أبو بكر الشيباني البغدادي ، المزرقي بفتح الميم وهو من خيرة العلماء العارفين بالفرائض ، ومن علماء القراءات ، ولد سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.

احتلّ « محمد بن الحسين » منزلة رفيعة بين العلماء ، وكانت له سيرة عطرة بين الجميع مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : كان من ثقات العلماء.

أخذ « محمد بن الحسين » القراءات القرآنية عن « أبي بكر الخياط » كما سمع حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم من عدد من علماء الحديث وفي مقدمتهم : « أبو

١١١

سلمة ، وابن المأمون ».

تصدّر « محمد بن الحسين » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو يوسف المديني ، وأبو الفرج ابن الجوزي » توفي « محمد بن الحسين » سنة سبع وعشرين وخمسمائة.

ومن تلاميذ « أبي بكر الخياط » الذين أخذوا عنه القراءة : هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم أبو القاسم البغدادي ، وهو من القراء الثقات المشهورين ، ومن الحذاق الضابطين ، كما كانت له سمعة حسنة بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « هو أحد من عني بالقراءات ، وتبحّر فيها ، وتصدر للإقراء » (١). أخذ « هبة الله بن جعفر » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « أبو جعفر ، وأبو بكر الخياط ».

وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر للإقراء ، وتعليم القرآن وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو الحسن الحمامي ، والإمام أبو بكر بن مهران » وعليه اعتماده في كتبه.

لم يحدّد المؤرخون تاريخ وفاة « هبة الله بن جعفر ». إلا أن « ابن الجزري » قال : وبقي فيما أحسب إلى حدود الخمسين وثلاثمائة رحمه‌الله رحمة واسعة.

ومن تلاميذ « أبي بكر الخياط » الذين أخذوا عنه القراءة : « محمد بن عليّ أبو ياسر الحمامي ، البغدادي ». وهو من خيرة القراء الثقات ، ومن المؤلفين المشهورين ، صاحب كتاب « الإيجاز في القراءات العشر ».

__________________

(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٣٥١.

١١٢

أخذ « أبو ياسر الحمّامي » القراءات القرآنية عن خيرة العلماء ، فقد قرأ روايات القراءات على « أبي علي غلام الهرّاس ، وأبي بكر الخياط ». جلس « أبو ياسر الحمّامي » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو نصر أحمد ابن محمد بن بغراج ».

كما سمع « أبو ياسر الحمامي » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم من العلماء المحدثين ، وفي مقدمتهم : « أبو جعفر بن المسلمة ». توفي « أبو ياسر الحمامي » في المحرم سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

ومن تلاميذ « أبي بكر الخياط » الذين أخذوا عنه القراءة : يحيى بن الخطاب ابن عبيد الله بن منصور بن البزاز ، النهري البغدادي ، وهو من شيوخ القراءات المشهورين ، ومن الحذاق المتصدرين. أخذ « يحيى بن الخطاب » القراءة وحروف القراءات عن عدد من خيرة القراء وفي مقدمتهم : « أبو بكر الخياط ». وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة « الحسن بن أحمد بن الحسن ».

ومن الذين أخذوا القراءة عن « أبي بكر الخياط » : « المبارك بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن فتحان ، أبو الكرم الشهرزوري » وهو من خيرة علماء القراءات المعروفين بالثقة ، وصحة القراءة ، وجودة الضبط ، ومن المؤلفين المشهورين.

ألّف كتاب « المصباح الزاهر في العشر البواهر » وهو من أحسن ما ألف في علم القراءات. تلقاه العلماء بالرضا والقبول ، وتدارسوه جيلا بعد جيل. ولا زال علماء القراءات يرجعون إلى مخطوطه حتى الآن.

أخذ « أبو الكرم الشهرزوري » حروف القراءات عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم « أبو بكر الخياط ».

١١٣

تصدّر « أبو الكرم الشهرزوري » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بين الخاص والعام ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة : « محمد بن محمد بن هارون بن الكمال الحلبي ».

وبعد حياة حافلة بطلب العلم ، والتدريس ، والتصنيف ، توفي « أبو بكر الخياط » سنة سبع وستين واربعمائة هـ.

رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

١١٤

رقم الترجمة / ٣٤

« أبو بكر السّلمي » (١) ت ٤٠٧ هـ

هو : محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الله بن حبيب أبو بكر السلمي الجبني ، الأطروش ، شيخ القراء بدمشق.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات. ولد « أبو بكر السلمي » سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وكان والده من علماء القرآن ، كما كان يؤم بمسجد تلّ الجبن بدمشق ولهذا قيل له الجبني.

ترعرع « أبو بكر » في بيت العلم ، وتفتحت عيناه على سماع القرآن يتلى في البيت الذي نشأ فيه ، فحفظ القرآن ، وأخذ القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : والده ، وعلي بن الحسين بن السفر ، وابن الأخرم ، وجعفر بن أبي داود ، وأحمد بن عثمان السبّاك ، والحسين بن محمد بن علي بن عتاب ، ومحمد بن أحمد بن عتاب. وبعد أن اكتملت مواهب « أبي بكر السلمي » تصدر لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : علي بن الحسن الربعي ، ومحمد بن الحسن الشيرازي ، وأحمد بن محمد بن بزدة الأصبهاني ، ورشاء بن نظيف ، والكارزيني ، وأبو علي الأهوازي ، وآخرون.

بلغ « أبو بكر السلمي » مكانة سامية بين الناس مما استوجب الثناء عليه ،

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٧٣. طبقات القراء ج ٢ ، ص ٨٤. طبقات المفسرين للداودي ج ٢ ، ص ٧٤.

١١٥

في هذا المعنى يقول تلميذه « أبو علي الأهوازي » : « ما خلت دمشق قط من إمام كبير في قراءة الشاميين ، يسافر إليه فيها ، وما رأيت بها مثل « أبي بكر السلمي » من ولد « أبي عبد الرحمن السلمي » إماما في القراءة ، ضابطا للروايات ، قيما بوجوه القراءات ، يعرف صدرا من التفسير ومعاني القراءات ، قرأ على سبعة من أصحاب « الأخفش » له منزلة في الفضل ، والعلم ، والأمانة ، والورع ، والدين ، والتقشف ، والفقر ، والصيانة » اهـ.

توفي « أبو بكر السلمي » على الأصحّ سنة سبع وأربعمائة من الهجرة ودفن خارج الباب الصغير من دمشق وقد جاوز الثمانين. رحم الله « أبا بكر السلمي » وجزاه الله أفضل الجزاء.

١١٦

رقم الترجمة / ٣٥

« بكر بن شاذان » (١) ت ٤٠٥ هـ

هو : بكر بن شاذان بن عبد الله أبو القاسم البغدادي الحربي. ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « بكر بن شاذان » القرآن عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « زيد بن أبي بلال ، وأبو بكر محمد بن علي بن الهيثم بن علوان ، ومحمد بن عبد الله بن مرّة النقاش ، وأحمد بن بشر الشارب ، وبكار بن أحمد بن بكار » (٢).

كما أخذ « بكر بن شاذان » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء وحدث عنهم ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : سمع « بكر بن شاذان » جعفر الخالدي ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبا بكر الشافعي وغيرهم ، ثم يقول : حدثنا عنه « الازهري ، وأبو محمد الخلال ، وعبد العزيز بن عليّ الأزجي » ثم يقول : وكان عبدا صالحا ثقة أمينا » اهـ (٣).

تصدر « بكر بن شاذان » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وصحة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه.

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :

تاريخ بغداد ج ٧ ، ص ٩٦. ومرآة الجناة ج ٣ ، ص ١٣. ومعرفة القراء ج ١ ، ص ٣٧١. وغاية النهاية ج ١ ، ص ١٧٨ والنجوم الزاهرة ج ٤ ، ص ٢٣٧. وشذرات الذهب ج ٣ ، ص ١٧٤.

(٢) انظر : طبقات القراء ج ١ ، ص ١٧٨.

انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٧١.

(٣) انظر : تاريخ بغداد ج ٧ ، ص ٩٧.

١١٧

ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، والحسن بن محمد المالكي ، والحسن بن علي العطار ، والحسن بن القاسم غلام الهراس ، وأبو الحسن الخياط ، وأبو الفضل بن عبد الرحمن الرازي » (١)

اشتهر « بكر بن شاذان » بالأخلاق الفاضلة ، والصفح والحلم ، والعفو عن عثرات الإخوان ، عملا بقول الله تعالى : ( وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ ، وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (٢).

ويقول الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحديث الذي رواه « عبادة بن الصامت » رضي‌الله‌عنه حيث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « الا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات ؛ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : تحلم على من جهل عليك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك » (٣)

والدليل على تخلق « بكر بن شاذان » بهذه الأخلاق الفاضلة ما رواه « الخطيب البغدادي » حيث قال : حدثني الحسن بن غالب المقرئ أن بكر بن شاذان وأبا الفضل التميمي ، جرى بينهما كلام فبدرت من « أبي الفضل » كلمة ثقلت على « بكر » وانصرف ، ثم ندم « التميمي » فقصد « أبا بكر بن يوسف » وقال له : قد كلمت « بكر بن شاذان » بشيء جفا عليه ، وندمت على ذلك ، وأريد أن تجمع بيني وبينه فقال له « ابن يوسف » سوف نخرج لصلاة العصر ، فخرج « بكر » وجاء إلى ابن يوسف ، والتميمي عنده ، فقال له التميمي : أسألك بالله أن تجعلني في حلّ ، فقال « بكر » : سبحان الله ، والله ما فارقتك حتى أحللتك ، وانصرف ، فقال « التميمي » : قال لي والدي : « يا عبد

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ١٧٨.

(٢) سورة آل عمران الآيتان ١٣٣ و ١٣٤.

(٣) رواه البزار والطبراني انظر الترغيب ج ٣ ، ص ٥١١.

١١٨

الواحد احذر من أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها » اهـ (١).

وقال « ابن الجزري » : بكر بن شاذان الواعظ شيخ ماهر ثقة مشهور صالح زاهد » (٢) توفي « بكر بن شاذان » يوم السبت التاسع من شوال سنة خمس وأربعمائة.

رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ، ص ٩٧.

(٢) انظر : طبقات القراء ج ١ ، ص ١٧٨.

١١٩

رقم الترجمة / ٣٦

« أبو بكر الطّرازي » (١) ت ٣٨٥ هـ

هو : محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان أبو بكر الطرازي البغدادي ، نزيل نيسابور مقرئ محقق.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه‍ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه‍ ضمن علماء القراءات.

أخذ « الطرازي » القراءة القرآنية عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : أبو بكر ابن مجاهد ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي قتادة ، وابن شنبوذ ، وجعفر بن محمد السرنديبي ، وأبو بكر الزيتوني ، وعلي بن سعيد بن ذؤابة » (٢)

كما أخذ « أبو بكر الطرازي » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : سكن « أبو بكر الطرازي » نيسابور ، وحدث بها عن « أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود ، وأبي سعيد العدوي ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وأبي بكر بن دريد ، وأحمد بن موسى بن مجاهد ، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ».

ثم يقول « البغدادي » : وكان فيما بلغني يظهر التقشف ، وحسن المذهب ، إلا أنه روى مناكير وأباطيل ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : حدثنا عنه ابنه عليّ ، وأبو عبيد محمد بن أبي نصر النيسابوري وغيرهما ، حدثنا أبو الحسن عليّ بن أبي بكر الطرازي ، بنيسابور ، حدثنا أبي وأنبأنا أبو عبيد محمد

__________________

(١) انظر ترجمته في المصادر الآتية :

معرفة القراء الكبار : ج ١ ص ٢٧٨ ، وغاية النهاية ج ٢ ، ص ٢٣٧ وتاريخ بغداد ج ٣ ، ص ٢٢٥ وميزان الاعتدال ج ٤ ، ص ٢٨.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ، ص ٢٣٧.

١٢٠