معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ٢٧٣

« هشام بن عمّار » ت ٢٤٥ هـ (١)

هو : هشام بن عمّار بن نصر بن ميسرة أبو الوليد السلمي ، إمام أهل دمشق ومقرئهم ، ومحدثهم ، ومفتيهم.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « هشام بن عمّار » سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة.

وقد أخذ « هشام » القراءة عن مشاهير علماء عصره منهم : « أيوب بن تميم ، وعراك بن خالد ، وسويد بن عبد العزيز ». وروى الحروف عن « عتبة بن حمّاد » ، وغير هؤلاء كثير (٢).

وقد أخذ « هشام » حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء ، يقول : « الذهبي » : « وسمع من مالك ، ومسلم الزنجي ، وعبد الرحمن بن أبي الرّجال ، وإسماعيل بن عياش ، وسفيان بن عينية ، وسليمان بن موسى الزّهري ، وغيرهم كثير » (٣).

قال « محمد بن الفيض الغساني » : « سمعت « هشاما » يقول : باع

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٧ / ١٧٤ ، وتاريخ البخاري الكبير ٨ / ١٩٩ ، والصغير ٢ / ٣٨٢ ، والجرح والتعديل ٩ / ٦٦ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٢٠ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٩٥ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٥١ ، ودول الاسلام ١ / ١٠٧ ، والعبر ١ / ٤٤٥ ، والكاشف ٢ / ٢٢٣ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٠٢ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٥ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٥٤ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٥١ وانظر « تهذيب الكمال » للمزي.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٥٤.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٠.

٦٠١

« أبي » بيتا بعشرين دينارا وجهزني للحج ، فلما صرت إلى « المدينة المنورة » أتيت مجلس « مالك » ومعي مسائل ، فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك وغلمان قيام ، والناس يسألونه ، وهو يجيبهم ، فقلت : ما تقول في كذا؟ فقال : حصلنا على الصبيان يا غلام احمله ، فحملني كما يحمل الصبيّ ، وأنا يومئذ مدرك ، فضربني بدرّة مثل درّة المعلمين سبع عشرة درّة ، فوقفت أبكي ، فقال : ما يبكيك أوجعتك هذه؟ قلت : إن « أبي » باع منزله ، ووجّه بي أتشرف بك وبالسماع منك فضربتني ، فقال : اكتب ، فحدثني سبعة عشر حديثا ، وأجابني عن المسائل » (١).

ويقول « الذهبي » : لقد كان هشام بن عمّار من أوعية العلم ، وكان ابتداء طلبه للعلم وهو حدث قبل السبعين ومائة ، وفيها قرأ « القرآن » على أيوب بن تميم ، وعلى الوليد بن مسلم وجماعة (٢).

وقد كان « هشام بن عمّار » من الذين أوقفوا حياتهم لتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.

يقول « ابن الجزري » : قد روى القراءة عن « هشام » ، أبو عبيد القاسم ابن سلام قبل وفاته بنحو أربعين سنة ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وأحمد بن أنس ، وإسحاق بن أبي حسّان ، وأحمد بن المعلّى ، وإبراهيم بن عباد ، وإسحاق بن داود ، وغيرهم كثير (٣).

لقد كان « هشام بن عمّار » من رجال الحديث الثقات ، فقد وثقه يحيى ابن معين ، وابن الجنيد ، وأحمد العجلي ، والنسائي. وقال « الدار قطني » : صدوق كبير المحلّ (٤).

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٦.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٢.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٥٤.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٤.

٦٠٢

وقد حدث عن « هشام بن عمّار » عدد كثير ، وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : حدث عن « هشام » من كبار شيوخه : « الوليد بن مسلم ، ومحمد بن شعيب ».

وحدث عنه من أصحاب الكتب : « البخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة » ، وروى الترمذي عن رجل عنه ، ثم يقول « الذهبي » : وحدث عنه بشر كثير ، أذكر منهم : ولده « أحمد » وأبا زرعة الدمشقي ، والرازي ، وأبا حاتم ، ويعقوب الفسوي ، وإسحاق بن إبراهيم ، وغيرهم كثير (١).

قال « أبو القاسم بن الفرات » : أخبرنا « أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني » المقرئ. قال : لما توفي « أيوب بن تميم » يعني : مقرئ دمشق ، رجعت الإمامة حينئذ إلى رجلين أحدهما مشتهر بالقراءة والضبط ، وهو « ابن ذكوان » فائتم به الناس ، والآخر مشتهر بالنقل ، والفصاحة ، والرواية ، والعلم ، والدراية ، وهو « هشام ابن عمّار » وكان خطيبا بدمشق ، رزق كبر السنّ ، وصحة العقل والرأي فارتحل إليه في نقل القراءة ، والحديث ا هـ (٢).

ولقد كان « هشام بن عمّار » خطيبا بارعا ، وفي هذا المعنى يقول « عبدان الأهوازي » قال « هشام بن عمّار » : ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة (٣).

وهذا الخبر إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على فصاحة « هشام بن عمّار » وكثرة علمه ، وشدّة ذكائه.

وكان « هشام بن عمّار » مع فصاحته وبلاغته ، وعلوّ منزلته في العلم ، ينطق بالحكمة ويعلمها الناس ، وفي هذا المعنى يقول « محمد بن خريم الخريمي » :

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٢.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٥.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٦.

٦٠٣

سمعت « هشام بن عمّار » يقول في خطبته : « قولوا الحقّ ، ينزلكم الحقّ منازل أهل الحقّ ، يوم لا يقضي إلا بالحقّ » ا هـ (١)

ولقد احتلّ « هشام بن عمّار » بين العلماء مكانة سامية ، ومنزلة رفيعة ، حول هذه المعاني السامية يقول « يحيى بن معين » : هشام بن عمار كيّس (٢).

وقال « هشام بن مرثد » : سمعت « ابن معين » يقول : « هشام بن عمّار أحبّ إليّ من « ابن أبي مالك » ا هـ (٣).

كما كان « هشام بن عمّار » من المقرّبين إلى الله تعالى ، ومن مستجابي الدعوة ، وفي هذا المعني يقول « أبو عبيد الله الحميدي » : « أخبرني بعض أهل الحديث « أن هشام ابن عمّار » قال : سألت الله سبع حوائج فقضى لي منها ستّا ، والواحدة ما أدري ما صنع فيها : سألته أن يغفر لي ولوالديّ ، فما أدري ما صنع في هذه ، وسألته أن يرزقني الحج ففعل ، وسألته أن يعمّرني مائة سنة ، ففعل ، وسألته أن يجعلني مصدّقا على حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ففعل ، وسألته أن يجعل الناس يغدون إليّ في طلب العلم ففعل ، وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل ، وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل » ا هـ (٤).

توفي « هشام بن عمّار » في آخر المحرّم سنة خمس وأربعين ومائتين بعد حياة حافلة بخدمة الكتاب والسنة. رحمه‌الله رحمة واسعة أمين.

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٩.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٤.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٤٢٥.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٧.

٦٠٤

رقم الترجمة / ٢٧٤

« ابن هلال » ت ٣١٠ هـ (١)

هو : أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال ، أبو جعفر الازدي المصري ، استاذ كبير محقق ضابط.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره ابن الجزري ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « ابن هلال » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : والده ، واسماعيل ابن عبد الله النحّاس ، وسمع حروف القراءات من « بكر بن سهل الدمياطي ».

تصدر « ابن هلال » لتعليم القرآن فأخذ عنه الكثيرون ، منهم : حمدان بن عون ، وسعيد بن جابر ، والحسن بن عبد الله ، وعبد العزيز بن الفرح ، وأحمد بن محمد بن الهيثم الشعراني ، ومحمد بن أحمد بن أبي الإصبع ، وعتيق بن ما شاء الله ، والمظفر بن أحمد بن حمدان ، وآخرون (٢).

توفي « ابن هلال » في ذي القعدة سنة عشر وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « ابن هلال » رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام ، الورقة ٤٢ ، وغاية النهاية ١ / ٧٤ ـ ٧٥ ، ونهاية الغاية الورقة ١٧ وحسن المحاضرة ج ١ ص ٤٨٨.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٧٤.

٦٠٥

رقم الترجمة / ٢٧٥

« ورش » ت ١٩٧ هـ (١)

هو : عثمان بن سعيد بن عدي المصري المقرئ المشهور بورش ، والورش : شيء يصنع من اللبن ، ونافع شيخه في القراءة هو الذي لقّبه بورش لشدة بياضه.

وقيل : إن نافعا لقبه « بالورشان » وهو طائر معروف ، فكان يقول له ، اقرأ يا ورشان ، ثم خفف وقيل ورش ، وكان لا يكرهه ويقول أستاذي نافع سماني به.

ولد ورش سنة عشر ومائة من الهجرة.

وكان « ورش » رحمه‌الله تعالى أشقر ، سمينا ، مربوعا ، وإليه انتهت رئاسة الاقراء بالديار المصرية في زمانه.

ذكره « الذهبي » ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من علماء القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد قرأ ورش القرآن وجوّده عدة مرات على شيخه « نافع » القارئ المدني ، والإمام الاول بالنسبة لأئمة القراءات. ولقراءة ورش المصري ، على « نافع » المدني قصة لطيفة يرويها المؤرخون ، وهذا موجزها.

قال « الداني » : أخبرنا « علي بن الحسن ، وعلي بن إبراهيم » عن « محمد ابن سلمة العثماني » قال : قلت لأبي : أ كان بينك وبين ورش مودّة؟

قال : نعم ، حدثني « ورش » قال : خرجت من مصر لأقرأ على « نافع »

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الجرح والتعديل ٣ / ١٥٣ ، وإرشاد الاريب ٥ / ٣٣ ، ووفيات ابن قنفذ ١٥٤ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٥٢ ، وغاية النهاية ١ / ٥٠٢ ، والتحفة اللطيفة ٣ / ٣٨٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٥ ، وشذرات الذهب ١ / ٣٤٩ ، وتاج العروس ج ٤ ص ٣٦٤.

٦٠٦

فلما وصلت إلى المدينة المنورة صرت إلى مسجد « نافع » فإذا هو لا تطاق القراءة عليه من كثرتهم ، وإنما يقرئ ثلاثين ، فجلست خلف الحلقة ، وقلت لإنسان من أكبر الناس عند « نافع »؟ فقال لي : كبير الجعفريين ، فقلت : كيف به ، قال : أنا أجيء معك إلى منزله ، وجئنا إلى منزله فخرج شيخ ، فقلت : أنا من « مصر » جئت لأقرأ على « نافع » فلم أصل إليه وأنا أريد أن تكون الوسيلة إليه ، فقال : نعم وكرامة ، وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى « نافع » وكان لنافع كنيتان : « أبو رويم ، وأبو عبد الله » فبأيّهما نودي أجاب ، فقال له الجعفري : هذا وسيلتي إليك جاء من « مصر » ليس معه تجارة ، وإنما جاء للقراءة خاصّة ، فقال : أي « نافع » : ترى ما ألقى من أبناء المهاجرين والأنصار ، فقال صديقه الجعفري : تحتال له ، فقال لي « نافع » أ يمكنك أن تبيت في المسجد؟ قلت : نعم ، فبتّ في المسجد ، فلما أن كان الفجر جاء « نافع » فقال : ما فعل الغريب؟ فقلت : ها أنا رحمك الله ، قال : أنت أولى بالقراءة.

قال أي « ورش » : وكنت مع ذلك حسن الصوت مدّادا به ، فاستفتحت فملأ صوتي مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأت ثلاثين آية ، فأشار بيده أن اسكت ، فسكتّ ، فقام إليه شابّ من الحلقة فقال : يا معلّم أعزّك الله نحن معك وهذا رجل غريب ، وإنما رحل للقراءة عليك وقد جعلت له عشرا ، واقتصرت على عشرين ، أي تنازلت له عن عشر آيات من المقدار المخصّص لي وسأكتفي بقراءة عشرين آية فقط. ولعلّ السبب في ذلك هو حسن قراءة « ورش » وجمال صوته.

يقول « ورش » قرأت عشر آيات فقام فتى آخر فقال كقول صاحبه ، فقرأت عشر آيات ، وقعدت حتى لم يبق أحد ممن له قراءة.

فقال « نافع » : « اقرأ فأقرأني خمسين آية ، فما زلت أقرأ عليه خمسين في خمسين حتى قرأت عليه ختمتان قبل أن أخرج من المدينة المنورة » ا هـ (١).

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ص ١٥٤ ـ ١٥٥.

٦٠٧

ومما تجدر الإشارة إليه أن قراءة « ورش » اشتهرت بين المسلمين ، واستفاضت ، ولا زال المسلمون في كل مكان يتلقونها بالرضا والقبول ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

ونظرا لشهرة قراءة ورش بين المسلمين فهناك مصاحف قرآنية تطبع طباعة خاصة متضمنة أصول قراءة ورش.

ومن أصول قراءة ورش أنه يقرأ بالمدّ الطويل في كل من المدّ المنفصل والمتصل ، ويقرأ أيضا بمدّ حرفي اللين إذا وقع بعدها همز ، كما يقرأ بنقل حركة الهمز إلى الساكن الصحيح الذي قبله ، إلى غير ذلك من الأحكام ، وكلها مبيّنة ومدوّنة في الكتب المختصة بذلك.

وبعد أن رجع ورش من المدينة المنورة إلى موطنه « مصر » جلس يقرئ الناس حتى وافته منيته.

قال « إسماعيل النحاس » : قال لي « أبو يعقوب الأزرق » : إن « ورشا » لما تعمّق في النحو وأحكمه ، اتخذ لنفسه مقرئا يسمّى مقرئ ورش (١). ومما لا شك فيه أن « ورشا » رحمه‌الله تعالى كان مدرسة وحده ، وقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم : أحمد بن صالح الحافظ ، وداود بن أبي طيبة ، وأبو يعقوب الأزرق ، وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم ، ويونس بن عبد الأعلى ، وسليمان بن داود ، وآخرون.

وكما اشتهر ورش بقراءة القرآن ، اشتهر أيضا بالثقة والأمانة ، وكان حجة في القراءة.

توفي « ورش » بمصر سنة سبع وتسعين ومائة من الهجرة. بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم وتجويده. رحم الله « ورشا » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء. والله أعلم.

__________________

(١) انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ص ١٥٣.

٦٠٨

رقم الترجمة / ٢٧٦

« الوليد بن عتبة » ت ٢٤٠ هـ (١)

هو : الوليد بن عتبة بن بنان أبو العباس الأشجعي الدمشقي.

ذكره « الذهبي ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة ضمن حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « الوليد بن عتبة » سنة ست وسبعين ومائة من الهجرة. وأخذ القراءة عن مشاهير علماء عصره : فقد عرض القرآن على « أيوب بن تميم » كما روى القراءة عن « الوليد بن مسلم وضمرة بن ربيعة » (٢).

وقد تلقى عنه القرآن عدد كثير منهم : « أحمد بن نصر بن شاكر » « ونعيم بن كثير ، وعبد الله بن محمد بن هاشم الزعفراني ». كما روى عنه الحروف « أحمد ابن يزيد الحلواني » و « الفضل بن الأنطاكي » وكما كان « الوليد بن عتبة » معلم للقرآن الكريم ، فقد كان أيضا من رواة حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد حدّث عنه عدد كثير منهم : « أبو داود » في سننه ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، وجعفر الفريابي ، وعمر بن سعد ، وآخرون (٣).

وقد اشتهر « الوليد بن عتبة » بالضبط والاتقان وصحة القراءة ، وفي هذا

__________________

(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : تاريخ البخاري الكبير ١ / ١٥٠ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٠٠ ، ٢ / ٨ ، ٣ / ٢٠٠ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٢ ، وتاريخ الإسلام الورقة / ٨٣. وميزان الاعتدال ٤ / ٣٤١ ، وغاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٣٦٠ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٤١ ، وخلاصة تذهيب الكمال / ٤١٦ ، ومعرفة القراء الكبار ج ١ ص ٢٠١.

(٢) انظر : طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ص ٣٦٠.

(٣) انظر : معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٢٠١.

٦٠٩

المعنى يقول « أبو زرعة الدمشقي » : كان القراء بدمشق الذين يحكمون القراءة الشامية العثمانية ، ويضبطونها : هشام ، وابن ذكوان ، والوليد بن عتبة » (١).

وقال عنه الإمام البخاري : « الوليد بن عتبة » معروف الحديث (٢).

توفي « الوليد بن عتبة » سنة أربعين ومائتين من الهجرة. بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحمه‌الله « الوليد بن عتبة » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٦٠.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٠١.

٦١٠

رقم الترجمة / ٢٧٧

« وهب بن واضح » ت ١٩٠ هـ (١)

هو : وهب بن واضح أبو الإخريط ، ويقال أبو القاسم المكي.

قال عنه « الذهبي » : انتهت إليه رئاسة الإقراء بمكة (٢).

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « وهب بن واضح » القرآن على مشاهير علماء عصره منهم : « شبل ابن عبّاد ، ومعروف بن مشكان ، وإسماعيل بن عبد الله القسط » وآخرون (٣).

قال أبو عمرو الداني : أخذ « وهب بن واضح » القراءة عرضا عن « إسماعيل بن عبد الله القسط » ثم عرض على « شبل ومعروف ».

وقد روى عن « وهب بن واضح » القرآن عدد كثير منهم : « أحمد بن محمد القوّاس ، وأحمد ابن محمد البزّي. ، أحد الرواة المشهورين عن ابن كثير (٤) ، ولا زال المسلمون يتلقون قراءة « البزّي » حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

توفي « وهب بن واضح » سنة تسعين ومائة من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ، رحمه‌الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام ، الورقة ١٥ ( آيا صوفيا ٣٠٠٦ بخطه ) ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٤٦ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٦١.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٤٦.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٦١.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٤٦.

٦١١

رقم الترجمة / ٢٧٨

« يحيى بن آدم » ت ٢٠٣ هـ (١)

هو : يحيى بن آدم بن سليمان بن خالد أبو زكريا الصّلحي مولى آل أبي معيط الكوفي ، صاحب أبي بكر بن عياش.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

روى « يحيى بن آدم » القراءة عن « أبي بكر بن عياش » سماعا ، وقال : سألت « أبا بكر بن عياش » عن هذه الحروف فحدثني بها كلها ، وقرأتها عليه حرفا حرفا ، وقيدتها على ما حدثني بها ا هـ (٢).

وقال « ابن الجزري » : وروى « يحيى بن آدم » القراءة أيضا عن « الكسائي » وهو الإمام السابع من أئمة القراءات.

وقال « أبو عمرو الداني » وغيره ، روى « يحيى بن آدم » حروف عاصم سماعا من غير تلاوة عن « أبي بكر بن عياش ا هـ (٣).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٦ / ٢٨١ ، وتاريخ خليفة ٤٧١ ، وطبقات خليفة ١٧٢ ، والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦١ والمعرفة والتاريخ ١ / ١٨٣ ، و ٢ / ٢١ ، و ٣ / ١٣٤ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٢٨ ، والفهرست ٢٢٧ وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٩ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٦٦ ، والعبر ١ / ٣٤٣ ، والكاشف ٣ / ٢٤٨ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٠ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٦٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٤١ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٧٥ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ١٥٢ ، وطبقات المفسرين للداودي ٢ / ٣٦٠ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٣٦١ ، وشذرات الذهب ٢ / ٨.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٦٣.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٧.

٦١٢

وقال « أبو طاهر بن أبي هاشم » : حدثنا « علي بن أحمد العجلي » وغيره ، قالوا : حدثنا « أبو هشام » قال : حدثنا « يحيى بن آدم » قال : سألت « أبا بكر بن عياش » عن حروف « عاصم » التي في هذه الكراسة أربعين سنة ، قال : فحدثني بها كلها ، وقرأها عليّ حرفا حرفا ، فنقطتها ، وقيدتها ، وكتبت معانيها على معنى ما حدثني بها سواء ، ثم قال : أقرأنيها « عاصم » كما حدثتك حرفا حرفا ا هـ (١).

ولقد كان « يحيى بن آدم » مدرسة وحده ، فقد أخذ عنه القراءات عدد كثير منهم : « الإمام أحمد بن حنبل ، وأحمد بن عمر الوكيعي ، وشعيب بن أيوب الصريفيني ، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل ، وخلف بن هشام البزّار ، الإمام العاشر من أئمة القراءات » (٢).

كما تلقى « يحيى بن آدم » القراءات عن مشاهير العلماء ، أخذ أيضا الحديث عن أفضل العلماء ، منهم : « عيسى بن طهمان ، ويونس بن أبي إسحاق ، وفضيل ابن مرزوق ، ومفضل بن مهلهل ، وسفيان الثوري ، ومسعر بن كدام ، وآخرون » (٣).

وكما كان « يحيى بن آدم » معلما لكتاب الله تعالى ، كان أيضا من رواة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد روى عنه عدد كثير ، وفي مقدمتهم : الإمام أحمد بن حنبل ، ويحيى ابن معين ، وأبو كريب ، وعبد بن حميد ، وهارون الحمّال ، والحسن ابن علي ابن عفان ، وخلق كثير (٤).

يقول « الذهبي » : أثبت الروايات عن « أبي بكر بن عياش » رواية

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٦٤.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٦٣.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٧.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٧.

٦١٣

« يحيى ابن آدم » وما ذكر صاحب التيسير ، غيرها ا هـ (١).

وقد كان « يحيى بن آدم » من العلماء الثقات ، فقد وثقه « ابن معين ، والنسائي » وسئل عنه « أبو داود » فقال : ذاك واحد الناس ا هـ (٢).

كما كان « يحيى بن آدم » رحمه‌الله من خيرة علماء عصره ، ولذلك ذكره الكثيرون من العلماء بالفضل وأثنوا عليه : يقول « علي بن المديني » : رحم الله « يحيى بن آدم » لقد كان عنده علم كثير ا هـ (٣).

وقال « ابن الجزري » : سئل « الإمام أحمد بن حنبل » عن « يحيى بن آدم » فقال : « ما رأيت أحدا أعلم ، ولا أجمع للعلم منه ، وكان عاقلا حليما ، وكان من أروى الناس عن « أبي بكر بن عياش » ا هـ (٤).

ويقول « الذهبي » : قال « أبو أسامة » : ما رأيت « يحيى بن آدم » إلا ذكرت « الشعبي » يعني أنه كان جامعا للعلم ، ثم يقول « أبو أسامة » : كان « عمر ابن الخطاب » رضي‌الله‌عنه في زمانه رأس الناس ، وكان بعده « ابن عباس » رضي‌الله‌عنهما ، ثم كان بعده « الشعبيّ » في زمانه ، وكان بعد « الشعبي » « الثوري » في زمانه ، وكان بعد الثوري « يحيى بن آدم » (٥).

توفي « يحيى بن آدم » بفم الصلح ، وهي قرية من قرى « واسط » وذلك في شهر ربيع الاول سنة ثلاث ومائتين ، وهو في عشر السبعين ، وذلك بعد العمل المتواصل من أجل تعليم كتاب الله تعالى ، وسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. رحم الله « يحيى بن آدم » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٨.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٧.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٧.

(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٦٤.

(٥) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٧.

٦١٤

رقم الترجمة / ٢٧٩

« يحيى الذّماريّ » ت ١٤٥ هـ (١).

شيخ القراءات بدمشق ، وإمام الجامع الأموي ، الثقة ، الثبت.

هو : يحيى بن الحارث بن عمرو بن يحيى الذماري.

وذمار قرية من اليمن على بعد مرحلتين من « صنعاء ». وقرية « ذمار » ينسب إليها نفر من أهل العلم ، منهم : « أبو هشام عبد الملك بن عبد الرحمن » سمع « الثوري » وغيره.

ومنهم : « مروان أبو عبد الملك » القارئ ، قرأ القرآن على : « زيد بن واقد ، ويحيى بن الحارث » وحدث عنهما ، وولّى قضاء دمشق (٢).

وقد أخذ « يحيى الذماري » القراءة عرضا عن « عبد الله بن عامر » الدمشقي ، وهو الإمام الرابع بالنسبة للقراء أو الأئمة العشرة.

وقد خلف « يحيى الذماري » « ابن عامر » بعد وفاته.

كما قرأ « يحيى الذماري » على « نافع بن أبي نعيم » المدني ، ونافع هو الإمام الأول بالنسبة للأئمة العشرة.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٧ / ٤٦٣ ، وتاريخ خليفة ٤٢٣ ، وطبقات خليفة ٣١٤ ، والتاريخ الكبير ٨ / ٢٦٧ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٦١ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٣٥ ومشاهير علماء الأمصار ١١٩ ، وتهذيب الكمال ٢٠ / الورقة ٣٩ ، والكاشف ٣ / ٢٥٢ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٦٧ وتقريب التهذيب ٢ / ٣٤٤ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٩٣ ، وشذرات الذهب ١ / ٢١٧ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٠٥.

(٢) انظر معجم البلدان لياقوت الحموي ج ٣ ص ٧.

٦١٥

وقد ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن.

كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد روى « يحيى الذّماري » عن مشاهير علماء عصره ، منهم : « سعيد بن المسيب ، وسالم بن عبد الله ، وأبو الأشعث الصنعاني ».

وقد أخذ القراءة عن « يحيى الذماري » عدد كثير ، منهم : « سعيد بن عبد العزيز ، وثور بن يزيد ، وهشام بن الغازي ، ويحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب بن سابور ، وهبة بن الوليد وصدقة بن عبد الله ، وغير هؤلاء كثير.

كما حدث عنه « الاوزاعي ، وصدقة بن خالد ».

وكان « ليحيى الذماري » اختيار في القراءة خالف فيه شيخه « ابن عامر ».

وقال « الذهبي » : سئل « يحيى الذماري » عن آي القرآن فأشار بيده ستة آلاف ، ومائتان ، وعشرون آية.

وأقول : هذا هو عدد آي القرآن عند علماء الشام.

وهو ما يرويه « يحيى الذماري » وينسب هذا العدد إلى « عثمان بن عفان » رضي‌الله‌عنه.

أما بقية علماء عدد آي القرآن فبيانها كما يلي : فأهل الكوفة يعدون آي القرآن ستة آلاف ومائتين ، وسبع عشرة آية ، وهذا العدد هو ما يرويه « نافع المدني » عن شيخيه : « شيبة بن نصاح ، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع ».

وأهل البصرة يعدون آي القرآن ستة آلاف ومائتين وأربع عشرة آية ، وهذا العدد هو ما يرويه « ورش » عن « نافع » عن شيخيه.

٦١٦

وأهل مكة يعدّون آي القرآن ستة آلاف ومائتين ، وعشرة آية ، وهذا العدد هو ما يرويه « مجاهد بن جبر » عن « ابن عباس » عن « أبي بن كعب » رضي‌الله‌عنهما.

وفي هذا المعنى يقول الإمام الشاطبي في منظومته : « ناظمة الزهر » :

ولما رأى الحفاظ أسلافهم عنوا

بها دوّنوها عن أولي الفضل والبرّ

فعن نافع عن شيبة ويزيد أو

المدني إذ كل كوف به يقري

وحمزة مع سفيان قد أسنداه عن

عن عليّ عن أشياخ ثقات ذوي خبر

والآخر إسماعيل يرويه عنهما

بنقل ابن جماز سليمان ذي النشر

وعدّ عطاء بن اليسار كعاصم

هو الجحدري في كل ما عدّ للبصري

ويحيى الذماري للشامي وغيره

ردوا لعدد المكّي أبيّ بلا نكر

بأن رسول الله عدّ عليهم

له الآي توسيعا على الخلف في اليسر

وقد سئل « أبو حاتم » عن « يحيى الذماري » فقال : ثقة ، وكان عالما بالقراءة في دهره بدمشق ا هـ.

وقال « يحيى بن معين » : « يحيى الذماري » ثقة.

٦١٧

وقال « أبو أيوب » كان « يحيى الذماري » يقف خلف الأئمة يردّ عليهم إذا أخطئوا.

توفي « يحيى الذماري » سنة خمس وأربعين ومائة ، وله تسعون سنة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، ورواياته. رحم الله « يحيى الذماري » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٦١٨

رقم الترجمة / ٢٨٠

« يحيى العليمي » ٢٤٣ هـ (١)

هو : يحيى بن محمد بن قيس ، العليمي ، الأنصاري الكوفي.

ولد « العليمي » سنة خمسين ومائة من الهجرة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « العليمي » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، في مقدمتهم : « حمّاد ابن أبي زياد » عن « عاصم » كما أخذ القراءة عرضا عن « أبي بكر بن عياش » عن « عاصم » أيضا ، ولا زالت قراءة « أبي بكر » يتلقاها المسلمون بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

يقول « ابن الجزري » : والصحيح أن « العليمي » قرأ على كل من « أبي بكر بن عياش ، وحمّاد بن أبي زياد » سنة سبعين ومائة من الهجرة ، وهو ابن عشرين سنة ، ثم يقول : وقال « الأستاذ أبو إسحاق » الطبري في كتابه « الاستبصار » : قرأت على « ابن خليع » القلانسي ، قال : قرأت على « يوسف ابن يعقوب » الواسطي ، وقال : قرأت على « العليمي » وقال : قرأت على « حماد ابن أبي زياد » سنة سبعين ومائة ا هـ (٢).

وقد قرأ على « العليمي » « يوسف بن يعقوب الأصم » وكانت قراءته على

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام ، الورقة ٢٠٩ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ ، ٧ ) وغاية النهاية ٢ / ٣٧٨ ، ومعرفة القراء الكبار ج ١ ص ٢٠٢.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٧٨.

٦١٩

« العليمي » سنة أربعين ومائتين ، وللعليمي تسعون سنة (١).

توفي « العليمي » سنة ثلاث وأربعين ومائتين عن ثلاث وتسعين سنة. رحمه‌الله « العليمي » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٧٨.

٦٢٠