معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ١٧

« أحمد الفيل » ت ٢٨٦ هـ (١)

هو : أحمد بن محمد بن حميد أبو جعفر البغدادي الملقب « بالفيل » لعظم خلقته ، كما يعرف « بالفامي » نسبة الى قرية « فامية » من عمل دمشق ، قال عنه « ابن الجزري » كان « أحمد الفيل » مشهورا حاذقا (٢).

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أحمد الفيل » القرآن عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « يحيى بن هاشم السمسار » عن « حمزة » و « عمرو بن الصباح » يقول « ابن الجزري » : وقد اشتهرت رواية « حفص بن سليمان بن المغيرة » من طريق « أحمد الفيل » (٣).

تصدر « أحمد الفيل » لتعليم القرآن فتتلمذ عليه الكثيرون منهم « أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل البحتري ، ومحمد بن أحمد بن الخليل بن أبي أمية ، وأحمد ابن محمد شيخ الرهاوي » (٤).

كما أخذ « أحمد الفيل » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء منهم : « يحيى بن هاشم السمسار ، وعاصم بن علي » وغيرهما (٥).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ معرفة القراء : ١ / ٢٥٩ ، وغاية النهاية : ج ١ ص ١٤٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١١٢.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٩.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١١٢.

(٥) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٤٣٦.

٤١

وقد أخذ عنه الحديث عدد كثير منهم : « عبد الصمد بن علي الطستي ، وعبد الباقي بن قانع » وغيرهما (١). قال « الخطيب البغدادي » : أخبرنا « هاشم السمسار » حدثنا « الصفّار » أخبرنا « عبد الباقي بن قانع » أن « أحمد بن حميد الفيل المقرئ » مات سنة ست وثمانين ومائتين من الهجرة. رحم الله « أحمد الفيل » رحمة واسعة ، وجزاه الله عن القرآن أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٤٣٦.

٤٢

رقم الترجمة / ١٨

« أحمد القوّاس » ت ٢٤٠ هـ (١)

هو : أحمد بن محمد بن علقمة بن نافع المكي المعروف بالقوّاس.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أحمد القواس » القراءة عن « أبي الإخريط وهب بن واضح » ، وحدّث عن « مسلم بن خالد الزنجي » ، وغيره (٢).

وجلس « أحمد القوّاس » للإقراء مدّة من الزمن ، وقد أخذ عنه القراءة عدد كثير منهم : « أحمد بن يزيد الحلواني ، وقنبل ، وعبد الله بن جبير الهاشمي » ، وقيل : إن « البزّي » قرأ عليه القرآن ، ذكره الداني ، وغيره (٣).

وحدث عن « أحمد القواس » : « ابن مخلد ، ومحمد بن علي الصائغ ، وعلي ابن أحمد بن بسطام » وغيرهم (٤). وقد كان « القواس » حجة في القراءة ، ومن المجيدين لحروف القرآن ، يقول « ابن مجاهد » قال لي « قنبل » : قال لي « القواس » في سنة سبع وثلاثين ومائتين الق هذا الرجل ـ يعني البزي ـ فقل له : هذا الحرف ليس من قراءتنا ، يعني قوله تعالى : في سورة « إبراهيم »

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تهذيب الكمال ١ / ٤٨٢ ، وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٦ ، والعقد الثمين للفاسي ٣ / ١٥٩ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٧٨ ، وغاية النهاية ١ / ١٢٣ ، وتهذيب التهذيب ج ١ ص ٨٠.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٢٣.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٢٣.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٧٩.

٤٣

( وَما هُوَ بِمَيِّتٍ ) (١) مخففا ، وإنما يخفف من الميت من قد مات بالفعل ، وما لم يمت فهو مشدّد ا هـ (٢).

وأقول : هذا هو الصواب ، فقد أجمع القراء العشرة على تشديد ما لم يمت في جميع القرآن الكريم.

توفي « القواس » سنة أربعين ومائتين من الهجرة. رحمه‌الله تعالى رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) سورة إبراهيم الآية ١٧.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٧٩.

٤٤

رقم الترجمة / ١٩

« الأعرج حميد بن قيس » ت ١٣٠ هـ (١)

الإمام ، الثقة ، المحدث ، العالم بالفرائض. هو حميد بن قيس أبو صفوان الأعرج المكي القارئ.

أخذ « حميد » القراءة عن « مجاهد بن جبر » وعرض عليه ثلاث مرات وروى عنه القراءة : سفيان بن عيينة ، وأبو عمرو بن العلاء ، وإبراهيم بن يحيى ، وعبد الوارث بن سعيد ، وآخرون.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات. يقول « ابن عيينة » قال : « حميد » : كل شيء أقرؤه فهو قراءة مجاهد. وقال « ابن عيينة » أيضا : كان « حميد بن قيس » أفرضهم وأحسبهم ، وكانوا لا يجتمعون إلا على قراءته ، ولم يكن بمكة أحد أقرأ منه ومن « ابن كثير » ا هـ (٢). وقال « عبد الله ابن مسلم بن قتيبة » : « حميد بن قيس » مولى آل الزبير ، كان قارئ أهل المدينة ، وكان كثير الحديث ، فارضا ، حاسبا ، قرأ على « مجاهد » ا هـ (٣) ويقول « الذهبي » : روى « حميد الأعرج » الحديث عن « مجاهد بن جبر ،

__________________

(١) أنظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ خليفة ٣٩٥ ، وطبقات خليفة ٢٨٢ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٣٥٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٨٥ ، و ٢ / ٢٦ ، والكاشف ١ / ٢٥٧ ، وميزان الاعتدال ١ / ٦١٥ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٩٧ ، وغاية النهاية ١ / ٢٦٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٠٣ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٦ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٩٤.

(٢) أنظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٩٨.

(٣) أنظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٩٨.

٤٥

وعطاء ، والزهري » وغيرهم ، وحدث عنه « معمر ، وابن عيينة » ، وغيرهما ، وقد وثقه « أبو داود » (١).

توفي « حميد الأعرج » سنة ثلاثين ومائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « حميدا » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) أنظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٩٧.

٤٦

رقم الترجمة / ٢٠

« ابن الأخرم » ت ٣٤١ هـ (١)

هو : محمد بن النضر بن مرة بن الحر الربعي بن حسان بن محمد بن النضر بن مسلم بن ربيعة الفرسى أبو الحسن الدمشقي المعروف بابن الأخرم شيخ الإقراء بالشام.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « ابن الأخرم » سنة ستين ومائتين بقينية خارج دمشق ، وقينية كانت قرية مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق ، واندثرت وأصبحت أرضا زراعية ، وسكنها جماعة من العلماء (٢).

أخذ « ابن الأخرم » القراءة عن عدد من علماء القراءات : فقد أخذ القراءة عرضا عن هارون الأخفش وهو من جلّة أصحابه وأضبطهم. قال عبد الباقي بن الحسن : قال لي « ابن الأخرم » : قرأت على الأخفش وكان يأخذ عليّ في منزلي ا هـ (٣). كما قرأ « ابن الأخرم » على جعفر بن أحمد بن كزاز ، وأحمد بن نصر بن شاكر وآخرين.

جلس « ابن الأخرم » لتعليم القرآن بدمشق واشتهر بالضبط والثقة ، وصحة

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الإسلام الورقة ٢١١ ، والعبر ٢ / ٢٥٧ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٧٠ ـ ٢٧١ ، ونهاية الغاية الورقة ٢٦٧ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٩ ، وطبقات المفسرين للسيوطي ٤٠ ، وشذرات الذهب ج ٢ ص ٣٦١.

(٢) انظر معجم البلدان ج ٤ ص ٤٢٥.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩١.

٤٧

الاسناد وازدحم على مجلسه الطلاب. وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : انتهت الى « ابن الأخرم » رئاسة الاقراء بالشام ، وكان له حلقة عظيمة وتلاميذ جلة (١) وقال « محمد بن علي السّلمي » : قمت ليلة المؤذن الكبير لآخذ النوبة على « ابن الأخرم » فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئا ، ولم تدركني النوبة الى العصر ا هـ (٢).

وقال أبو القاسم بن عساكر الحافظ « طال عمر ابن الأخرم » وارتحل الناس إليه وكان عارفا بعلل القراءات بصيرا بالتفسير والعربية متواضعا حسن الأخلاق كبير الشأن ا هـ. (٣)

وقد روى القراءة عرضا على « ابن الأخرم » أحمد بن عبد العزيز بن بدهن. وأحمد بن نصر الشذائي ، وأحمد بن مهران ، وصالح بن ادريس ، وعبد الله بن علية ، وعلي بن زهير ، ومحمد بن أحمد الشنبوذي ، ومحمد بن أحمد السّلمي وغيرهم كثير.

قال محمد بن أحمد الشنبوذي قرأت على « ابن الأخرم » فما وجدت شيخا أحسن منه معرفة بالقراءات ولا أحفظ ، ومع ذلك كان يحفظ تفسيرا كبيرا ومعاني ، وقال لي : إن الأخفش لقنني القرآن (٤).

وقال الحافظ أبو عمرو الداني : قرأت فيما أملاه « علي بن داود » لما قدم « ابن الأخرم » بغداد ، وحضر مجلس ابن مجاهد قال « ابن مجاهد » لأصحابه : هذا صاحب الأخفش الدمشقي فاقرءوا عليه. وكان ممن قرأ عليه أبو الفتح بن

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧١.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩٢.

(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧١.

٤٨

بدهن » (١). هكذا قضى « ابن الأخرم » حياته في جهاد وكفاح وصبر وجلد ، وكان من المخلصين لتعليم كتاب الله تعالى ومن الحريصين على رواية القراءات القرآنية وفقا للكيفية التي نزلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بواسطة أمين الوحي جبريل عليه‌السلام. ولقد تفضل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه على حفاظ القرآن بالثواب الجزيل والفضل الكبير ، وقد ورد في ذلك الكثير من أحاديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

من هذه الأحاديث الحديث الذي رواه « أبو هريرة » رضي الله عليه حيث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلّه ، فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقول : يا رب : ارض عنه ، فيرضى عنه. فيقال له : اقرأ وارق ، وتزاد بكل آية حسنة » ا هـ (٢).

توفي « أبو الحسن بن الأخرم » سنة احدى وأربعين وثلاثمائة ، وصليت عليه في المصلى بعد الظهر ، وكان يوما صائفا ، وصعدت غمامة على جنازته من المصلى الى قبره (٣). رحم الله « ابن الأخرم » رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧١.

(٢) رواه الترمذي بإسناد صحيح : أنظر التاج ج ٤ ص ٥.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩٢.

٤٩

رقم الترجمة / ٢١

« إدريس الحدّاد » ت ٢٩٢ هـ (١)

هو : إدريس بن عبد الكريم الحداد أبو الحسن البغدادي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « إدريس الحدّاد » القرآن عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « خلف بن هشام البزّار ، ومحمد بن حبيب الشموني » وآخرون (٢).

كان « إدريس الحداد » من خيرة العلماء في الضبط والصدق والاتقان مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وقد سئل عنه « الدار قطني » فقال : « ثقة » وفوق الثقة بدرجة (٣). تصدر « إدريس الحداد » لتعليم القرآن ، فتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « محمد بن أحمد بن شنبوذ ، وابن مقسم ، وموسى بن عبيد الله الخاقاني ، ومحمد بن إسحاق البخاري ، وأحمد بن بويان ، وأحمد بن عبيد الله بن حمدان ، والحسن بن سعيد المطوعي ، وأبو بكر النقاش ، وعلي بن الحسين الرقي » ، وغيرهم كثير (٤).

كما سمع « إدريس الحداد » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خيرة

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٧ / ١٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٦٣ ( أوقاف ) وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٤ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٥٤ ، والعبر ٢ / ٩٣ ، ومرآة الجنان ٢ / ٢٢٠ ، وغاية النهاية ١٠ / ١٥٤ والنجوم الزاهرة ٣ / ١٥٧ ، وشذرات الذهب ١ / ٢١٠.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٤.

(٣) انظر شذرات الذهب ج ٢ ص ٢١٠.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٥٤.

٥٠

العلماء منهم : « داود بن عمرو الضبيّ ، ومصعب بن عبد الله الزبيري ، وأبو الربيع الزهراني ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وليث بن حمّاد الصفار ، وإبراهيم ابن عبد الله الهروي ، وأحمد بن حاتم الطويل » وغيرهم (١).

وقد روى الحديث عن « إدريس الحداد » عدد كثير وفي مقدمتهم : « أبو بكر بن الأنباري ، وأحمد بن سليمان النجاد ، وإسماعيل بن علي الخطبيّ ، وأبو علي بن الصوّاف » وآخرون (٢).

توفي « إدريس الحداد » يوم الأضحى ، وهو يوم السبت سنة اثنتين وتسعين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة. رحم الله « إدريس الحداد » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ١٤.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ١٤.

٥١

رقم الترجمة / ٢٢

« أبو الأزهر المصريّ » ت ٢٣١ هـ (١)

هو : عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة ، أبو الأزهر المصري ، صاحب الإمام ، « مالك » وراو مشهور بالقراءة ومن الثقات.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو الأزهر » القراءة عرضا عن « ورش » وروى حروف « حمزة » عن « داود بن أبي طيبة ». وقد أخذ القراءة عن « أبي الأزهر » عدد كثير ، منهم : « محمد بن سعيد الأنماطي ، وحبيب بن إسحاق ، والفضل بن يعقوب » وآخرون.

يقول « الذهبي » : حدث « أبو الأزهر » عن : « أبيه ، وسفيان بن عيينة ، وابن وهب » ا هـ (٢).

توفي « أبو الأزهر » سنة إحدى وثلاثين ومائتين من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الإسلام ، الورقة ٥٢ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٨٢ وغاية النهاية ١ / ٣٨٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٦.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٣.

٥٢

رقم الترجمة / ٢٣

« إسحاق المروزي » ت ٢٨٦ هـ (١)

هو : إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله أبو يعقوب المروزي ثم البغدادي ورّاق « خلف البزار » وراوي اختياره عنه.

ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « إسحاق المروزي » القراءة عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم « خلف البزار » فقد قرأ عليه اختياره في القراءة ، ثم قام به بعده وقرأ أيضا على « الوليد بن مسلم ».

اشتهر « إسحاق » بالثقة ، والضبط وصحة القراءة ، والجودة ، والاتقان ، ولذا أقبل عليه طلاب العلم ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « محمد بن عبد الله بن أبي عمرو النقاش ، والحسن بن عثمان البرصاطي ـ على الصواب كما ذكر « ابن الجزري » وعليّ بن موسى الثقفي ، وابنه محمد بن إسحاق المروزي ، وابن شنبوذ.

توفي « إسحاق المروزي » بعد حياة حافلة بتعليم القرآن سنة ست وثمانين ومائتين من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ١٥٥.

٥٣

رقم الترجمة / ٢٤

« أبو اسحاق الأنطاكي » ت ٣٣٩ هـ (١)

هو : إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق الأنطاكي أبو اسحاق. وأنطاكية بالفتح ثم السكون ، والياء مخففة ، وليس قول « امرئ القيس » :

« علون بأنطاكية فوق قمة

كحرمة نحل أو جنة يثرب »

دليلا على تشديد الياء ، لأنها للنسبة ، وكانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته الى « أنطاكية ». وأنطاكية من أعيان بلاد الشام ، موصوفة بالنزاهة ، والحسن ، وطيب الهواء ، وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير (٢).

تلقى « أبو اسحاق الأنطاكي » القراءة من خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : والده ، ومحمد بن العباس بن شعبة ، وشهاب بن طالب ، واسحاق الخزاعي ، ومحمد بن حمد الرازي ، وعبيد الله بن صدقة ، وأحمد بن أبي رجاء ، والفضل بن زكريا ، وعيسى بن محمد بن أبي ليلى ، وحمدان المغربل ، و « قنبل » في قول وآخرون (٣).

رحل « أبو اسحاق الأنطاكي » الى بعض الأقطار في سبيل طلب العلم وبخاصة القراءة القرآنية وفي هذا يقول محمد بن الحسن الأنطاكي : سمعت أبا اسحاق الأنطاكي يقول : أتيت مكة وقنبل حي ، وقرأت هذه القراءات من هذا الكتاب الذي رواه « قنبل » وهو يسمع فما رد عليّ شيئا ، وما أرى ذلك إلا

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الإسلام الورقة ١٩٦ ، وغاية النهاية ١ / ١٦ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٠ وشذرات الذهب ٢ / ٣٤٦.

(٢) انظر معجم البلدان ج ١ ص ٢٦٦.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٦.

٥٤

لصحة قراءتي ، وذلك أني حفظتها بعينها ، ثم يقول : وقد رحلت الى « المصّيصة » بفتح الميم وتشديد الصاد وياء ساكنة وهي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب « طرسوس » (١). وكان « بقصّيصة » أحمد بن حفص الخشاب ، فأخذت عنه قراءة أبي عمرو ، وكان قد قرأها على « السّوسى ». ثم يقول : وقرأت على « الأخفش » مقرئ أهل دمشق (٢).

وهكذا نجد أبا اسحاق الأنطاكي طوف البلاد سعيا لتلقي حروف القرآن الكريم ، ثم جلس بعد ذلك للإقراء وتعليم القرآن وحديث النبي عليه الصلاة والسلام. وقد أخذ عنه القراءة عدد كثير ، وفي مقدمتهم : ابنه أبو الحسن ، ومحمد ابن الحسن بن علي ، وعلي بن محمد بن بشر ، وعبد المنعم بن غلبون ، وعلي بن موسى الأنطاكي ، وعلي بن اسماعيل البصري ، وأبو علي بن حبش ، وعبد الله بن اليسع الأنطاكي ، والحسن بن سعيد المطوعى وغير هؤلاء كثير (٣).

أخذ أبو اسحاق الأنطاكي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء فقد روى عن « أبي أمية الطرسوسي ، ومحمد بن إبراهيم الصوري ، ويزيد ابن عبد الصمد ، وعلي بن عبد العزيز البغوي » وغير هؤلاء.

وكما كان أبو اسحاق الأنطاكي معلما لكتاب الله تعالى كان راويا ايضا لسنة الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقد حدث عنه « أبو أحمد محمد بن جامع الدهان ، وشهاب بن محمد الصوري ، ومحمد بن أحمد الملطيّ ، ومحمد بن أحمد بن جميع الغساني » وآخرون (٤).

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٨.

(٢) انظر معجم البلدان ج ٥ ص ١٤٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٦.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٧.

٥٥

بلغ « أبو اسحاق الأنطاكي » مكانة سامية بين العلماء وطلاب العلم مما استحق الثناء عليه ، وفي هذا المعنى يقول الإمام الداني ت ٤٤٤ هـ : « أبو اسحاق الأنطاكي » مقرئ جليل ضابط مشهور ثقة مأمون ا هـ (١). وقال « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ : « كان أبو اسحاق الأنطاكي مقرئ أهل الشام في زمانه معرفة وإسنادا » ا هـ (٢). وقال « ابن العماد الحنبلي » ت ١٠٨٩ هـ « كان أبو اسحاق الأنطاكي مقرئ أهل الشام وصنف كتابا في القراءات الثمان ، وروى الحديث عن أبي أمية الطرسوسي » ا هـ (٣).

توفي « أبو اسحاق الأنطاكي » في شعبان سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحمه‌الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٧.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٧.

(٣) انظر شذرات الذهب ج ٢ ص ٣٤٦.

٥٦

رقم الترجمة / ٢٥

« إسحاق الخزاعي » ت ٣٠٨ هـ (١)

هو : إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع بن أبي بكر الخزاعي ، المكي ، الإمام في قراءة المكيين.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « إسحاق الخزاعي » القرآن على مشاهير علماء عصره ، في مقدمتهم « أحمد البزّي » أحد رواة « ابن كثير ». ولا زالت قراءة « البزّي » يلقاها الناس بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

كما أخذ القرآن عن « عبد الوهاب بن فليح » وروى الحروف عن « عبد الله ابن جبير ، وقنبل » الراوي الثاني عن ابن كثير (٢). قال المطوعي : سمعنا الخزاعي يقول : قرأت على « ابن فليح » سبعا وعشرين ختمة ، وقرأت على « البزّي » ثلاثين ختمة ا هـ (٣).

وقد تلقى القرآن على « إسحاق الخزاعي » عدد كثير منهم : « ابن شنبوذ ، ومحمد بن موسى الزينبي ، والحسن بن سعيد المطوعي ، وابن مجاهد ، ومحمد بن أحمد الأشناني ، وأبو بكر الداجوني ، وإبراهيم بن عبد الرزاق » وغيرهم كثير (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الإسلام الورقة ٣٥ ـ ٣٦ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٢٧ وغاية النهاية ١ / ١٥٦ ، والعقد الثمين ٣ / ٢٩٠ وشذرات الذهب ٢ / ٢٥٢.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٢٧.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٥٦.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٥٦.

٥٧

وكان « إسحاق الخزاعي » من الثقات ، وفي هذا المعنى يقول الذهبي : كان إسحاق الخزاعي ثقة ، حجة ، رفيع الذكر (١). ويقول أيضا : إسحاق الخزاعي إمام في قراءة المكيين ، مطّلع ، ضابط ثقة ، مأمون ، له كتاب حسن جمعه في اختلاف المكيين واتفاقهم ا هـ (٢).

توفي « إسحاق الخزاعي » في رمضان سنة ثمان وثلاث مائة بمكة المكرمة ، رحمه‌الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٢٨.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٢٨.

٥٨

رقم الترجمة / ٢٦

« إسحاق المسيّبي » ت ٢٠٦ هـ (١)

العالم الثبت الثقة المحدث الفقيه. هو إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيّب ، المخزومي ، أبو محمد المسيبي المدني.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن.كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « إسحاق المسيبي » القرآن عن « نافع بن أبي رويم » وهو الإمام الأول من أئمة القراءات.

وقد جلس « إسحاق المسيبي » لتعليم القرآن بالمدينة المنورة بعد شيخه « نافع » وقد تتلمذ عليه الكثيرون ، منهم : ولده « محمد » ، وأبو حمدون الطيب ابن إسماعيل ، وخلف بن هشام ، ومحمد بن سعدان ، وأحمد بن جبير ، وعبد الله بن ذكوان ، وآخرون (٢)

كما حدث عنه « ابن ذكوان ، وأحمد بن حنبل » وغيرهما (٣). قال « أبو حاتم السجستاني » : إذا حدثت عن « المسيبي » عن « نافع » ففرغ سمعك وقلبك ، فإنه أتقن الناس ، وأعرفهم بقراءة أهل المدينة ، وأقرؤهم للسنة ، وأفهمهم بالعربية ا هـ (٤).

توفي « إسحاق المسيبي » سنة ست ومائتين. رحمه‌الله رحمة واسعة.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ البخاري الكبير ١ / ٤٠١ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ٢٣٤ ، وتهذيب الكمال ٢ / الترجمة ٣٨١ ، والكاشف ١ / ١١٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٠٠ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٤٧ ، وغاية النهاية ١ / ١٥٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٤٩ ، والتحفة اللطيفة ١ / ٢٨٤.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٥٧.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٤٧.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٥٧.

٥٩

رقم الترجمة / ٢٧

« إسماعيل القسط » ت ١٧٠ هـ (١)

علامة عصره ، الضابط ، الثقة ، مقرئ مكة المكرمة. هو أبو إسحاق إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المخزومي ، مولاهم ، المعروف بالقسط ، قارئ أهل مكة في زمانه ، وآخر أصحاب ابن كثير وفاة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة. وذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « إسماعيل القسط » سنة مائة من الهجرة.

تلقى « إسماعيل القسط » القرآن على « ابن كثير » الإمام الثاني من أئمة القراءات. كما أخذ القرآن عن كل من « شبل بن عباد ، ومعروف بن مشكان ، وسمع من « علي بن زيد بن جدعان ».

وكان « إسماعيل القسط » ثقة ، ضابطا ، جلس للإقراء ، فأقرأ الناس زمانا طويلا ، وقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم : الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، وعكرمة بن سليمان ، وداود بن شبل بن عباد ، وعبد الله بن زياد ، وأبو قرّة موسى ابن طارق ، وأبو الإخريط وهب بن واضح ، وآخرون.

قال « مضر بن محمد الأسدي » : حدثنا ابن أبي بزّة أنه قرأ على « عكرمة » وأخبرني أنه قرأ على « شبل بن عبّاد » وعلى « إسماعيل بن قسطنطين ».

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجرح والتعديل ٢ / ١٨٠ ، والعبر ١ / ٣٠٥ ، والوافي بالوفيات ٩ / ١٤٦ ، والعقد الثمين ٣ / ٣٠٠ ، وغاية النهاية ١ / ١٦٥ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٤١ ، وشذرات الذهب ج ١ / ٢٣٦.

٦٠