معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ١٦١

« عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني » ت ١١٧ هـ (١)

مولى محمد بن ربيعة

علم من علماء التابعين ، شيخ القراء ، والإمام الحجة الحافظ.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قال « الذهبي » : أخذ « عبد الرحمن بن هرمز » القرآن عرضا عن « أبي هريرة وابن عباس ، وعبد الله بن عياش ».

ثم قال : قال « إبراهيم بن سعد » : كان الأعرج يكتب المصاحف (٢). وروى « ابن لهيعة » عن « أبي النضر » قال : كان « عبد الرحمن بن هرمز » أول من وضع العربية ، وكان أعلم الناس بأنساب قريش ، وقيل : إنه أخذ العربية عن « أبي الأسود الدّئلي » ا هـ (٣). وقال « الذهبي » : سمع « عبد

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٥ / ٢٨٣ ، طبقات خليفة ٢٣٩ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٦٠ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٨٣ ، تاريخ الفسوي ٢ / ٧٣٧ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٩٧ ، اللباب ١ / ٧٥ تهذيب الاسماء واللغات ١ / ٣٠٥ ، تهذيب الكمال : ٨٢٤ ، تذهيب التهذيب ٢ / ٢٣٢ / ٢ تاريخ الاسلام ٤ / ٢٧٥ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٩٧ ، طبقات القراء للذهبي ١ / ٦٣ ، مرآة الجنان ١ / ٣٥٠ ، طبقات القراء ١ / ٣٨١ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٠ ، النجوم الزاهرة ١ / ٢٧٦ ، طبقات الحفاظ : ٣٨ ، بغية الوعاة ٢ / ٩١ ، خلاصة تذهيب الكمال : ٢٣٦ ، شذرات الذهب : ١ / ١٥٣ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٦٩ معرفة القراء الكبار : ١ / ٧٧ مشاهير علماء الامصار ٧٧ ، وطبقات النحويين للزبيدي ٢٦ ، الأنساب ٤٤ ، وتاريخ ابن عساكر ٢٣ / ورقة ٤٦٣ ، نزهة الألباء ٢٤.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٦٩.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٦٩.

٣٦١

الرحمن هرمز » أبا هريرة ، وأبا سعيد الخدري وعبد الله بن مالك ، وطائفة ، وجوّد القرآن وأقرأه ، وكان يكتب المصاحف ، وسمع أيضا من « أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وعمير مولى ابن عباس » وحدث عنه « الزهريّ ، وأبو الزناد ، وصالح ابن كيسان ، ويحيى بن سعيد الأنصاري » ، وتلا عليه « نافع بن أبي نعيم » (١).

توفي « عبد الرحمن بن هرمز » بالاسكندرية سنة سبع عشرة ومائة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « عبد الرحمن بن هرمز » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٦٩.

٣٦٢

رقم الترجمة / ١٦٢

« عبد الرّزاق بن الحسن » بقى إلى حدود ٢٩٠ هـ (١)

هو : عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق ، ويقال : ابن عبد الله بن عمرو العجلي أبو القاسم ، ويقال : أبو الحسين الأنطاكي الوراق ، شيخ مقرئ.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « عبد الرزاق » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أحمد بن جبير الأنطاكي ، وقال « الداجوني » : إنه قرأ على « ابن ذكوان » أحد الرواة المشهورين عن « ابن عامر الشامي ».

وذكر « الهذلي » عن « عبد الرزاق » روى القراءة أيضا عن : « البزّي » أحد الرواة المشهورين عن « ابن كثير المكي ». ولا زالت قراءة « البزي » يتلقاها المسلمون حتى الآن. وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين (٢).

وقد تصدر « عبد الرزاق » لتعليم القرآن ، فأخذ عنه القراءة عدد كثير منهم : « ابنه إبراهيم ، وأحمد بن يعقوب التائب ، ومحمد بن أحمد بن شنبوذ ، ومحمد بن الحسن النقاش ، ومحمد بن أحمد الداجوني ، ومحمد بن محمد الوزير » وآخرون (٣).

كان « عبد الرزاق » من الأئمة الأعلام ، يقول « أبو العلاء الحافظ » : كان « عبد الرزاق » إمام جامع دمشق ا هـ.

__________________

(١) انظر ترجمته : معرفة القراء الكبار : ١ / ٢٥٧ ، وغاية النهاية : ١ / ٣٨٤.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٨٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ص ٣٨٤.

٣٦٣

لم يذكر المؤرخون تحديد زمن وفاة « عبد الرزاق » ولكن قال « أبو عبد الله الحافظ » بقي إلى حدود التسعين ومائتين. رحم الله « عبد الرزاق بن الحسن » رحمة واسعة وجزاه الله عن القرآن أفضل الجزاء.

٣٦٤

رقم الترجمة / ١٦٣

« عبد الله بن كثير » ت ١٢٠ هـ (١)

أحد علماء التابعين ، شيخ القراء ، وإمام أهل مكة. مولى « عمرو بن علقمة الكناني » وقد ولد بمكة سنة ثمان وأربعين هـ.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قال : « أبو نعيم » : عبد الله بن كثير الداري ، مولى بني عبد الدار ، كان ثقة (٢).

وقال « ابن عيينة » : لم يكن بمكة أحد أقرأ من « حميد بن قيس ، وعبد الله ابن كثير » ا هـ (٣).

وقال جرير بن حازم : رأيت عبد الله بن كثير فصيحا بالقرآن ا هـ (٤).

وقال « ابن الجزري » : كان « ابن كثير » الإمام المجتمع على قراءته « بمكة » المكرمة ، لم ينازعه فيها منازع.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٥ / ٤٨٤ ، وطبقات خليفة ٢٨٢ ، والتاريخ الصغير ١ / ٣٠٤ ، والتاريخ الكبير ٥ / ١٨١ ، والجرح والتعديل ٥ / ١٤٤ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٤١ ، وتهذيب الكمال الورقة ٧٢٦ ، وسير أعلام النبلاء ٥ / ٣١٨ ، وتاريخ الاسلام ٤ / ٢٦٨ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٨٦ ، وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٧٥ ، الكاشف ٢ / ١٢٠ ، ووفيات ابن قنفذ ١١٨ ، والعقد الثمين ٥ / ٢٣٦ ، وغاية النهاية ١ / ٤٤٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٤٢ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٧ ، وخلاصة تهذيب الكمال ٢١٠ ، وشذرات الذهب ١ / ١٥٧.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٣٢٥.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٣٢٥.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٣٢٥.

٣٦٥

وقال « مجاهد » : لم يزل « ابن كثير » الإمام المجتمع عليه في القراءة « بمكة » حتى مات.

وقال « الأصمعي » ت ٣١٥ هـ : قلت : « لأبي عمرو بن العلاء » : قرأت على « ابن كثير »؟ قال : نعم ، ختمت عليه القرآن بعد ما ختمت على « مجاهد » وكان « ابن كثير » أعلم بالعربية من « مجاهد » وكان فصيحا ، بليغا ، مفوها ، أبيض اللحية ، طويلا ، أسمر جسيما ، يخضب بالحناء ، عليه السكينة والوقار.

تلقى « ابن كثير » القرآن عن كل من : « أبي السائب عبد الله بن السائب المخزومي ت ٦٨ هـ ، وأبي الحجاج مجاهد بن جبر ت ١٠٤ هـ و « درباس » مولى « ابن عباس ».

وقرأ « عبد الله بن السائب » شيخ « ابن كثير » على : « أبي بن كعب » و « عمر بن الخطاب » رضي‌الله‌عنهما.

وقرأ « مجاهد بن جبر » شيخ ابن كثير على : « عبد الله بن عباس ، وعبد الله ابن السائب ».

وقرأ « عبد الله بن عباس » على « أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ».

وقرأ كل من زيد بن ثابت ، وأبيّ بن كعب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. من هذا يتبيّن أن قراءة « ابن كثير » متواترة ، ومتصلة السند بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا زال المسلمون يتلقون قراءة « ابن كثير » بالرضا والقبول حتى الآن ، وأحمد الله تعالى أني تلقيتها وقرأت بها.

ولقد كان « ابن كثير » مدرسة وحده ، وقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم :

البزّي : أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبيّ بزّة ت ٢٥٠ هـ.

٣٦٦

وقنبل : محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومي ت ٢٩١ هـ.

وإسماعيل بن عبد الله القسطنطين ت ١٧٠ هـ.

والخليل بن أحمد الفراهيدي ت ١٧٠ هـ.

وسفيان بن عيينة ت ١٩٨ هـ.

وقد حدث « ابن كثير » عن « عبد الله بن الزبير ، وأبي المنهال عبد الرحمن ابن مطعم ، وعكرمة ، ومجاهد بن جبر » وغيرهم كثير.

كما روى عنه : « ابن جريج ، وإسماعيل بن أمية ، وزمعة بن صالح ، وعمر ابن حبيب المكي ، وحماد بن سلمة » وآخرون.

توفي « ابن كثير » سنة مائة وعشرين من الهجرة ، عن خمس وسبعين سنة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وتجويده. رحم الله « ابن كثير » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣٦٧

رقم الترجمة / ١٦٤

« عبد الله بن عامر اليحصبي » ت ١١٨ هـ (١)

أحد مشاهير علماء التابعين ، إمام أهل الشام في القراءة ، وإليه انتهت مشيخة الإقراء بالشام.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قال « أبو عمرو بن العلاء » : أخذ « ابن عامر » القراءة عرضا عن « أبي الدرداء » وعن « المغيرة بن شهاب » صاحب « عثمان بن عفان » وقيل عرض « ابن عامر » « القرآن » على « عثمان » نفسه (٢).

قال « خالد بن يزيد المريّ » : سمعت « عبد الله بن عامر » يقول : قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولي سنتان ، وانتقلت إلى دمشق ، ولي تسع سنين انتهى (٣).

وقال « يحيى بن الحارث » : إن « ابن عامر » ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٩ ، وطبقات خليفة ٣١١ ، والتاريخ الصغير ١ / ١٠٠ ، والتاريخ الكبير ٥ / ١٥٦ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٠٢ ، ٤٨٣ ، والجرح والتعديل ٥ / ١٢٢ ، تهذيب الكمال الورقة ٦٩٧ ، وتاريخ الاسلام ٣ / ٢٦٨ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ١٠٣ ، وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٥٦ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٩٢ ، والكاشف ٢ / ٩٩ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٤٤٩ ، وغاية النهاية ١ / ٤٢٣ ، معرفة القراء الكبار : ١ / ٨٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٢٥ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٧٤ خلاصة تذهيب الكمال ٢٠٢ ، وشذرات الذهب ١ / ١٥٦.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٤٢٤.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٨٢.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٨٢.

٣٦٨

وقال « هشام بن عمّار » : حدثنا « عراك بن خالد » حدثنا « يحيى بن الحارث » قال : قرأت على « ابن عامر » وقرأ ابن عامر على « المغيرة بن شهاب » وقرأ « المغيرة » على « عثمان بن عفان » رضي‌الله‌عنه.

قال « هشام » : وهذا أصحّ عندنا ا هـ (١).

وكان « ابن عامر » من مشاهير علماء عصره في القراءة والاقراء ، ولا زالت قراءته يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن ، وهو أحد القراء السبعة المشهورين.

وقال « الذهبي » : ولي « ابن عامر » قضاء دمشق ، بعد « أبي إدريس الخولاني » وحدث عن « معاوية ، وفضالة بن عبيد ، والنعمان بن بشير » ، وغيرهم.

وروى عنه « محمد بن الوليد الزبيدي ، وربيعة بن يزيد ، وعبد الرحمن بن يزيد ، وعبد الله بن العلاء ، وآخرون » ا هـ (٢).

وقال : « يحيى بن الحارث » : كان « ابن عامر » قاضي الجند ، وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيّرها » ا هـ.

توفي « ابن عامر » سنة ثمان عشرة ومائة ، وله سبع وتسعون سنة ، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن الكريم. رحمه‌الله رحمة واسعة.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٨٣.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٨٣.

٣٦٩

رقم الترجمة / ١٦٥

« أبو عبد الله الأصبهاني » ت ٢٥٣ هـ (١)

هو : محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين أبو عبد الله الأصبهاني.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « الأصبهاني » القرآن على مشاهير علماء عصره. يقول عنه « ابن الجزري » : هو إمام في القراءات كبير مشهور له اختيار في القراءة أول وثان ، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن « خلاد بن خالد ، والحسن بن عطية ، وداود بن أبي طيبة ، وسليمان بن داود الهاشمي ، ويونس بن عبد الأعلى » ، وروى الحروف عن « عبيد الله بن موسى ، وإسحاق بن سليمان » ا هـ (٢).

وقد تتلمذ على « الأصبهاني » عدد كثير منهم : « الفضل بن شاذان » وهو أكبر أصحابه ، وأعلمهم ، « ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني ، وجعفر بن عبد الله ابن الصباح ، والحسين بن إسماعيل الضرير ، وأحمد بن الخليل بن أبي فراس ، وإبراهيم بن أحمد بن نوح » وغيرهم كثير (٣).

وقد كان للأصبهاني مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا المعنى يقول « أبو نعيم الأصبهاني » : ما أعلم أحدا أعلم في وقته في فنّه منه ، يعني : القراءات ا هـ.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : اخبار اصبهان ٢ / ١٧٩ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٢٧٧ ، ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) والوافي بالوفيات ٤ / ٢٩٤ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٢٣ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٢٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٢٣.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٢٣.

٣٧٠

وقال عنه « أبو حاتم » صدوق ا هـ (١).

وكان « للأصبهاني » عدة مصنفات منها : « كتاب الجامع في القراءات ، وكتاب في عدد آي القرآن ، وكتاب في رسم القرآن (٢).

توفي « الأصبهاني » سنة ثلاث وخمسين ومائتين على خلاف في ذلك. رحمه‌الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ٢ ص ٢٢٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٢٤.

٣٧١

رقم الترجمة / ١٦٦

« أبو عبد الله الحربي » (١)

هو : محمد بن عبد الله بن جعفر أبو عبد الله ، ويقال : محمد بن جعفر أبو عبد الله البغدادي الحربي ، مقرئ مجود.

قال « ابن الجزري » : وكلهم قال عنه « ابن جعفر » ، سوى الدار قطني. فقال ابن عبد الله : والصواب أنه « محمد بن عبد الله بن جعفر » ، فمن قال : « ابن جعفر » نسبه إلى جده ، كذا صححه القصاع وأثبته غيره.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو عبد الله » القراءة عن مشاهير العلماء ، وفي مقدمتهم : « أحمد بن سهل الأشناني ، وأحمد بن علي البزاز ، ومحمد بن حبيب صاحب الأعشى » وغير هؤلاء (٢).

تصدر « أبو عبد الله الحربي » لتعليم القرآن ، واشتهر بالتحقيق وتجويد الحروف ، فأقبل عليه الطلاب من كل مكان. فمن الذين أخذوا عنه القراءة عرضا : أبو الحسن الدار قطني ، وأحمد بن نصر الشذائي ، وعمر بن إبراهيم الكناني قرأ عليه عدة ختمات ، وأبو الفرج الشنبوذي وغيرهم (٣).

احتل « أبو عبد الله الحربي » مكانة سامية بين العلماء نظرا لتقواه وخوفه من

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : غاية النهاية ٢ / ١٧٦ ـ ١٧٧.

(٢) انظر طبقات القراء ٢ / ١٧٧.

(٣) انظر طبقات القراء ٢ / ١٧٧.

٣٧٢

الله تعالى مما استوجب الثناء عليه. وفي هذا يقول الإمام الشنبوذي : « كان « أبو عبد الله الحربي » من سراة الشيوخ ومن صلحاء الناس » ا هـ (١). وقال « الحافظ الذهبي » : كان محققا مجودا لحرف عاصم ا هـ (٢).

لم يذكر المؤرخ تاريخ وفاة « أبي عبد الله الحربي ». رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ٢ / ١٧٧.

(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٣٠٢.

٣٧٣

رقم الترجمة / ١٦٧

« عبد الله بن الحسين » ت ٣٨٦ هـ (١)

هو : عبد الله بن الحسين بن حسنون أبو أحمد السامري البغدادي ، نزيل مصر مسند القراء في زمانه.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « عبد الله بن الحسين » سنة خمس أو ست وتسعين ومائتين من الهجرة.

أخذ « عبد الله بن الحسين » القرآن وحروف القراءات في باكورة حياته ، ومن يقرأ كتب التاريخ يمكنه أن يحكم وهو مطمئن بأن عبد الله بن الحسين قرأ على عدد كبير جدا من علماء القراءات ، وفي هذا يقول الإمام الداني ت ٤٤٤ هـ : أخذ عبد الله بن الحسين القراءة عرضا عن محمد بن حمدون الحذاء ، وأحمد بن سهل الأشناني ، وأبي بكر بن مجاهد ، وأبي الحسن بن شنبوذ ، وأبي بكر بن مقسم ، وأبي الحسن أحمد بن الرقي كذا قال « ابن سوار » ، والحسن بن صالح ، ومحمد بن الصباح المكي ، وسلامة بن هارون ، وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة ، وأحمد بن عبد الله الطنافسي ، وأبي العباس محمد بن يعقوب المعدل ، وغير هؤلاء كثير ممن ذكرهم « الداني » (٢).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٩ / ٤٤٢ ـ ٤٤٣ ، وفهرست ابن خير ٢٧ ـ ٢٨ ، وتاريخ الاسلام الورقة ١٨٣ ( أبا صوفيا ٣٠٠٨ ). وميزان الاعتدال ٢ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩ ، وغاية النهاية ١ / ٤١٥ ـ ٤١٧ ، ونهاية الغاية الورقة ١٠٥ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ١٧٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ١١٩.

(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٣٢٧.

٣٧٤

كما ذكر « الإمام ابن الجزري » عددا آخر من شيوخ عبد الله بن الحسين منهم : أبو محمد الحسن بن صالح الواسطي ، وأبو الحسن علي بن أحمد الوزان ، ومحمد بن محمد الباهلي ، وموسى بن جرير النحوي ، وأحمد بن الحسين المالحاني ، والحسين بن أحمد المقرئ ، وغيرهم عدد كثير (١). وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على علو إسناد الشيخ.

جلس « عبد الله بن الحسين » إلى تعليم القرآن وحروف القراءات زمنا طويلا واشتهر بالثقة والضبط وأقبل عليه حفاظ القرآن ، وكثر طلابه ، وحسبي أن أشير هنا إلى طرف يسير ممن أخذ عنه القرآن وحروف القراءات.

قال « الإمام ابن الجزري » : قرأ عليه « أبو الفتح فارس » وهو أضبط من قرأ عليه وأبو الفضل الخزاعي ، ويوسف بن رباح ، وأبو الحسين التنيسي الخشاب ، ومحمد بن سليمان الأبيّ ، وعبد الرحمن بن الحسن ، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي ، وأبو العباس بن نفيس ، ومحمد بن علي بن يوسف المؤدب ، والحسين ابن إبراهيم الأنباري ، وآخرون (٢).

اشتهر « عبد الله بن الحسين » بين العلماء بالثقة وصحة الرواية وقوة الصبر والاحتمال مما استوجب الثناء عليه ، حول هذه المعاني السامية يقول « الإمام الداني » : « سألت « أبا حيان محمد بن يوسف الأندلسي » عن « أبي أحمد » ، فأثنى عليه ووثقه » ا هـ (٣). وقال عنه « الإمام الداني » : « هو مشهور ضابط ثقة مأمون » (٤).

توفي « عبد الله بن الحسين » بمصر ليلة السبت ، ودفن يوم السبت لثمان بقين من المحرم سنة ست وثمانين وثلاثمائة ، وصلى عليه أبو حفص عمر بن عراك ، رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ١ / ٤١٧.

(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٤١٧.

(٣) انظر القراء الكبار ١ / ٣٣١.

(٤) انظر القراء الكبار ١ / ٣٢٩.

٣٧٥

رقم الترجمة / ١٦٨

« عبد الله الزّعفراني » (١)

هو : عبد الله بن محمد بن هاشم أبو محمد الزعفراني.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « الزعفراني » القرآن عن خيرة العلماء منهم : « خلف بن هشام ، ودحيم الدمشقي ، والدوري ، وأبو هشام الرفاعي ، وعبيد بن الصباح ، وعبد الوهاب بن فليح ، وسليمان بن داود الزهراني ، وهارون بن حاتم التميمي ، ومحمد بن سعدان ، وروح بن عبد المؤمن » وآخرون (٢).

وقد تصدر « الزعفراني » للاقراء ومن الذين تتلمذوا عليه : « علي بن الحسين الغضائري » فيما روى عنه « الأهوازي » (٣).

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « عبد الله الزعفراني ». رحم الله « الزعفراني » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته في : معرفة القراء الكبار : ١ / ٢٥٣ ، والغاية : ١ / ٤٥٤.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٥٤.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٤.

٣٧٦

رقم الترجمة / ١٦٩

« عبد الله بن السّائب بن أبي السّائب المخزومي »

رضي‌الله‌عنه ت ٧٠ هـ (١)

صحابيّ جليل ، قارئ أهل مكة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثانية من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

يقول « ابن الجزري » : روى « عبد الله بن السائب » القراءة عرضا عن « أبي بن كعب ، وعمر بن الخطاب » (٢).

وعرض عليه « القرآن » « مجاهد بن جبر » و « عبد الله بن كثير » أحد القراء السبعة المشهورين ، وقراءة « ابن كثير » لا زال المسلمون يتلقونها بالقبول حتى الآن (٣).

وروى « ابن عيينة » عن « مجاهد بن جبر » أنه قال : كنا نفخر على الناس

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٥ ، وطبقات خليفة ٤٥ ، ٦٩٥ ، وتاريخ البخاري الكبير ٥ / ٨ وتاريخه الصغير ١ / ١٢٦ ، والمعرفة والتاريخ ليعقوب ١ / ٢٤٧ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٥ / ٦٥ وجمهرة أنساب العرب ١٤٣ ، والاستيعاب لابن عبد البر ٢ / ٩١٥ ، والجمع لابن القيسراني ١ / ٢٤٦ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٥٤ ، وتهذيب الكمال الورقة ٦٨٥ ، وتاريخ الاسلام ٣ / ٢٩ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٨٨ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٤٧ ، والكاشف ٢ / ٨٩ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٤٠٩ والعقد الثمين للفاسي ٥ / ١٦٣ ، وغاية النهاية ١ / ٤١٩ ، والاصابة ٢ / ٣١٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤١٧ ، وتهذيب ٥ / ٢٢٩ ، وخلاصته تهذيب الكمال ١٦٨.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٤٢٠.

(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٣ ص ٣٨٩.

٣٧٧

بقارئنا « عبد الله بن السائب » وبفقيهنا « عبد الله بن عباس » وبمؤذننا « أبي محذورة » وبقاضينا « عبيد بن عمير » ا هـ (١).

حدث « عبد الله بن السائب » عن « أبيّ بن كعب ، وعمر بن الخطاب » ، رضي‌الله‌عنهما.

توفي « عبد الله بن السائب » في حدود سنة سبعين من الهجرة ، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن برواياته وقراءاته. يقول « ابن أبي مليكة » : رأيت « عبد الله بن عباس » رضي‌الله‌عنه لما فرغ من دفن « عبد الله بن السائب » وقف على قبره فدعا له ثم انصرف ا هـ (٢). رحم الله « عبد الله بن السائب » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر غاية معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٤٨.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٩٠.

٣٧٨

رقم الترجمة / ١٧٠

« عبد الله بن عبّاس » رضي‌الله‌عنه ت ٦٨ هـ (١)

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثانية من حفاظ « القرآن الكريم ».

ولد « ابن عباس » رضي‌الله‌عنه بشعب « بني هاشم » قبل الهجرة بثلاث سنين وصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوا من ثلاثين شهرا.

كان « ابن عباس » رضي‌الله‌عنه : أبيض ـ مديد القامة ـ جسيما ـ وسيما ـ صبيح الوجه ـ مهيبا ـ كامل العقل ـ ذكيّ النفس ـ له وفرة يخضب بالحناء.

قال عنه « عطاء » ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلا ذكرت وجه « ابن عباس » ا هـ.

وقال « عكرمة » : كان « ابن عباس » إذا مرّ في الطريق قيل : أمرّ المسك ، أم مرّ « ابن عباس »؟ وذلك لطيب رائحته. هاجر « ابن عباس » مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٥ ، وطبقات خليفة ٢٨٠ ، ٤٤٦ ، ٧٢١ ، وتاريخ البخاري الكبير ٥ / ٣ ـ ٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٤١ ، ٢٧٠ ، ٤٩٣ ، ومشاهير علماء الأمصار ٩ وحلية الأولياء ١ / ٣١٤ ، والاستيعاب ٢ / ٣٥٠ ، وتاريخ بغداد ١ / ١٧٣ ، وتاريخ ابن عساكر ٩ الورقة ٢٣٨ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٩٠ ، وتهذيب الأسماء واللغات ١ / ١ / ٢٧٤ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٦٢ ، وتاريخ الاسلام ٣ / ٣٠ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٠ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٣١ ، والعبر ١ / ٧٦ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٣ ، والبداية والنهاية ٨ / ٢٩٥ ، وغاية النهاية ١ / ٤٢٥ ، والاصابة ٢ / ٣٣٠ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٧٦ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٨٢ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ١٠ ، وطبقات المفسرين للداودي ١ / ٢٣٢ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٥.

٣٧٩

قرأ « ابن عباس » القرآن الكريم على « أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت » وقرأ « القرآن » على « ابن عباس » عدد كثير ، منهم : مجاهد ـ وسعيد بن جبير ـ والأعرج ـ وعكرمة بن خالد ـ وسليمان بن قتّة شيخ « عاصم الجحدري » وآخرون.

حدث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن « عمر ـ وعليّ ـ ومعاذ ـ وعبد الرحمن بن عوف ـ وأبي سفيان ـ وأبي ذرّ ـ وأبي بن كعب ـ وزيد بن ثابت » وآخرين.

وروى عنه : ابنه عليّ ـ وعكرمة ـ ومقسم ـ وكريب ـ وأنس بن مالك ـ وأبو الطفيل ـ وأبو أمامة ـ وعروة بن الزبير ـ وسعيد بن جبير ـ ومجاهد بن جبر وآخرون.

قال « ابن عباس » رضي‌الله‌عنه : لقد كنت أسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ا هـ.

وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحبّ « ابن عباس » حبا جمّا ، ودعا له بالفقه والتأويل ، كما دعا له بالفهم والعلم : فعن « سعيد بن جبير » قال : قال « ابن عباس » : بتّ عند خالتي ، فوضعت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غسلا فقال : من وضع هذا؟ قالوا : « عبد الله » قال : اللهم علمه التأويل ، وفقّهه في الدين (١).

وروى « كريب » أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا « لابن عباس » أن يزيده الله فهما وعلما. وعن « عكرمة » عن « ابن عباس » قال : مسح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسي ، ودعا لي بالحكمة (٢).

__________________

(١) رواه أحمد وإسناده صحيح ، انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٤٦.

(٢) رواه البخاري : انظر سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٣٤.

٣٨٠