معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ٦

« أحمد بن الأشعث » ت قبل ٣٠٠ هـ (١)

هو : أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث بن حسان أبو بكر العنزي البغدادي المعروف بأبي حسّان ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « ابن الأشعث » القرآن على خيرة علماء عصره منهم : « أبو نشيط » صاحب « قالون » أحد رواة « نافع » الإمام الاول بالنسبة لأئمة القراءة ولا زالت قراءة « أبي نشيط » يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن. وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين. كما أخذ « ابن الأشعث » القراءة عن « أحمد بن زرارة » عن « سليم » (٢).

وقد اشتهر « الأشعث » بالقراءة وصحة الضبط مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : وحذق « ابن الأشعث » في قراءة « قالون » وتصدّر للإقراء فتلا عليه « ابن شنبوذ ، وأحمد بن بويان ، وعلي بن سعيد بن ذؤابة ، وأبو الحسين ، وغيرهم » ا هـ (٣) وقال « الذهبي » :

توفي « أحمد بن الأشعث » قبل الثلاثمائة من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ معرفة القراء الكبار : ١ / ٢٣٧ ، وغاية النهاية ، ج ١ ص ١٣٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٣٤.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٣٧.

٢١

رقم الترجمة / ٧

« أحمد الأشناني » ت ٣٠٧ هـ (١)

هو : أحمد بن سهل بن الفيروزان أبو العباس الأشناني.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أحمد الأشناني » القراءة عن مشاهير العلماء منهم : « عبيد بن الصبّاح » صاحب « حفص » أحد رواة « عاصم بن أبي النجود » ثم قرأ على جماعة من أصحاب « عمرو بن الصباح » منهم : « الحسين بن المبارك ، وإبراهيم السمسار ، وعلي بن محصن وعليّ بن سعيد » وآخرون (٢).

وقد تصدر « أحمد الأشناني » للإقراء فتتلمذ عليه عدد كثير منهم : « أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الدقاق ، وابن مجاهد ، وعبد الواحد بن أبي هاشم ، وعمر ابن أحمد والد الحافظ « أبي الحسن الدار قطني » ومحمد بن علي بن الجلندا ، وعلي ابن سعيد القزاز ، وعبد الله بن الحسين السامري ، وإبراهيم بن محمد الماوردي ، والحسن بن سعيد المطوعي ، وأبو بكر النقاش » وغير هؤلاء كثير (٣).

وكان « أحمد الأشناني » من الثقات ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « حدثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدار قطني ، قال :

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٤ / ١٨٥ ، وتاريخ الإسلام الورقة ٣٠ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩ ) وغاية النهاية ١ / ٥٩ ، ونهاية الغاية ، الورقة ١٥ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٥٠ ومعرفة القراء ج ١ ص ٢٤٨.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٤٩.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦٠.

٢٢

أحمد بن سهل الأشناني « ثقة » (١) وقال « البغدادي » أيضا : أخبرنا « أحمد ابن أبي جعفر » قال : سمعت « القاضي أبا الحسن عليّ بن الحسن الجراحيّ » يقول : أحمد بن سهل الأشنانيّ المقرئ ثقة صدوق » ا هـ (٢).

كما أخذ « أحمد الأشناني » الحديث عن خيرة العلماء منهم : « بشير بن الوليد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد الأعلى بن حماد ، والحسين بن علي بن الأسود العجلي » وآخرون (٣).

وكما اشتهر « أحمد الأشناني » بتعليم القرآن ، اشتهر أيضا برواية حديث النبي عليه الصلاة والسلام. وقد روى عنه عدد كثير منهم : « إبراهيم بن أحمد البزوري ، وعبد العزيز بن جعفر المجاشي ومحمد بن خلف بن جيان » وآخرون (٤).

توفي « أحمد الأشناني » يوم الاربعاء لاربع عشرة خلت من المحرم سنة سبع وثلاثمائة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « أحمد الأشناني » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ١٨٥.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ١٨٥.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ١٨٥.

(٤) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ١٨٥.

٢٣

رقم الترجمة / ٨

« أحمد البزّيّ » ت ٢٥٠ هـ (١)

هو : أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزّة ، مولى بني مخزوم. عالم القراءات ، الحجة ، الثقة ، مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة. وقال « البخاري » :

اسم « أبي بزّة » « بشّار » مولى عبد الله بن السائب المخزومي وأبو بزّة : فارسي ، وقيل : همذاني ، أسلم على يد « السائب بن صيفي المخزومي ».

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « البزّي » سنة سبعين ومائة من الهجرة. وقرأ « البزّي » القرآن على مشاهير علماء عصره منهم : « عكرمة بن سليمان ، وأبو الإخريط وهب بن واضح ، وعبد الله بن زياد مولى عبيد بن عمير الليثي ، عن أخذهم عن « إسماعيل بن عبد الله القسط ». قال « أبو عمرو الداني » : اتفق الناقلون عن « البزّي » على أن « إسماعيل القسط » قرأ على « ابن كثير » نفسه ، إلا ما كان من الاختلاف عن « أبي الإخريط » فإن الذي حكى عنه الموافقة للجماعة من أن « إسماعيل القسط » قرأ على « ابن كثير ».

وحكى عنه « القوّاس » أنه قرأ على « إسماعيل القسط » وأنه قرأ على « شبل بن عباد ، ومعروف » وقرأ على « ابن كثير ». وقال « أبو الإخريط » :

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ المعرفة والتاريخ ١ / ٧٠٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٧١ ، والأنساب للسمعاني ٢ / ٢١٧ ، واللباب لابن الأثير ١ / ١٢١ ، والعبر ١ / ٤٥٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٤٤ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٥٦ ، ووفيات ابن قنفذ ١ / ١٧٤ ، والعقد الثمين ٣ / ١٤٢ ، معرفة القراء الكبار ١ / ١٧٣ ، وغاية النهاية ١ / ١١٩ ، ولسان الميزان ١ / ٢٨٣.

٢٤

ولقيت « شبلا ، ومعروفا » فقرأت عليهما القراءة التي قرأتها على « إسماعيل القسط » (١).

وقراءة « البزّي » مشهورة ومتواترة ، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين. ولقد كان « البزّي » رحمه‌الله تعالى من الذين أوقفوا حياتهم على تعليم القرآن ، والأذان في المسجد الحرام ، وقد تتلمذ على « البزّي » الكثيرون ، منهم : « إسحاق بن محمد الخزاعي ، والحسن بن الحباب ، وأحمد بن فرح ، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق ، ومحمد بن هارون ، وآخرون (٢).

وقد حدث « البزّي » عن « مؤمل بن إسماعيل ، ومالك بن سعير ، وأبي عبد الرحمن المقرئ » وغيرهم (٣).

وقد روى عن « البزّي » البخاري في تاريخه ، والحسن بن الحباب بن مخلد ، ومحمد بن يوسف بن موسى ، والحسن بن العباس الرازي ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وآخرون (٤). يقول « ابن الجزري » : وقد روى « البزّي » حديث التكبير مرفوعا من آخر « والضحى » وقد أخرجه الحاكم « أبو عبد الله » من حديثه في المستدرك ، عن « أبي يحيى محمد بن عبد الله بن محمد المقرئ » الإمام بمكة ، حدثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ ، حدثنا « البزّي » وقال : سمعت « عكرمة بن سليمان » ، يقول : قرأت على « إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين ، فلما بلغت « والضحى » قال : كبّر عند خاتمة كل سورة ، فإني قرأت

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٧٤.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١١٩.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٧٤.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٧٥.

٢٥

على « عبد الله بن كثير » فلما بلغت والضحى قال كبّر حتى تختم. وأخبره « ابن كثير » أنه قرأ على « مجاهد » فأمره بذلك ، وأخبره « مجاهد » أن « ابن عباس » رضي‌الله‌عنه أمره بذلك ، وأخبره « ابن عباس » أن « أبيّ بن كعب » رضي‌الله‌عنه أمره بذلك ، وأخبره « أبيّ » أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمره بذلك. قال « الحاكم » هذا صحيح الإسناد ، ولم يخرجه البخاري ولا مسلم » ا هـ (١).

وأقول : إن التكبير أثناء الختم سنة مشهورة بين القراء. وقد قرأت به ، وأقرأت به تلاميذي ، والحمد لله رب العالمين.

وقد نظم « ابن الجزري » باب التكبير في منظومته : « طيبة النشر في القراءات العشر » فقال :

وسنة التكبير عند الختم

صحت عن المكين أهل العلم

في كل حال ولدى الصلاة

سلسل عن أئمة الثقات

من أول انشراح أو من الضحى

من آخر أو أول قد صححا

للناس هكذا وقيل إن ترد

هلل وبعض بعد لله حمد

والكل للبزّي رووا وقنبلا

وعبيد الله بن عبد الله الدهقان

تكبيره من انشراح وروى

عن كلهم أول كل يستوى

يقول « ابن الجزري » : اختلف في سبب ورود التكبير من المكان المعيّن. فروى « الحافظ أبو العلاء » بإسناده عن « أحمد بن فرح » عن « البزّي » أن الأصل في ذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم انقطع عنه الوحي ، فقال المشركون قلى محمدا ربّه فنزلت سورة « والضحى » فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم « الله أكبر » وأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يكبر إذا بلغ « والضحى » مع خاتمة كل سورة حتى يختم.

__________________

(١) أنظر طبقات القراء ج ١ ص ١١٩.

٢٦

ثم يقول « ابن الجزري » وهذا قول الجمهور من أئمتنا كأبي الحسن بن غلبون ، وأبي عمرو الداني وغيرهما بين متقدم ومتأخر ، قالوا فكبّر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شكرا لله تعالى لما كذب المشركين ، وقيل : فرحا وسرورا بنزول الوحي بعد انقطاعه (١).

توفي « البزّي » سنة خمسين ومائتين بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « البزّي » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر النشر في القراءات العشر بتحقيقنا ج ٣ ص ٣٧٥.

٢٧

رقم الترجمة / ٩

« أحمد التستري » (١)

هو : أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل أبو العباس العجلي التستري نزيل الأهواز.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « التستري » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : أحمد بن محمد بن عبد الصمد الرازي ، والخضر بن الهيثم الطوسي ، ومحمد بن موسى الزينبي وأحمد بن شبيب (٢).

تصدر التستري لتعليم القرآن واشتهر بالثقة وصحة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة أبو علي الأهوازي (٣).

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة التستري إلا أن الحافظ « الذهبي » قال : بقي الى قريب الثمانين وثلاثمائة من الهجرة. رحم الله التستري رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ غاية النهاية ج ١ ص ١٢٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٢٣.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٣٨.

٢٨

رقم الترجمة / ١٠

« أحمد الخزّاز » ت ٢٨٦ هـ (١)

هو : أحمد بن علي بن الفضل أبو جعفر الخزاز بالخاء المعجمة وزايين ، بغدادي ، مقرئ ماهر.

تلقى « أحمد الخزاز » القراءة عن خيرة العلماء : فقد سمع حروف القرآن من « محمد بن يحيى القطيعي ، وأبي هاشم الرفاعي ، وقرأ على « هبيرة » صاحب « حفص » وعرض القرآن على « محمد بن عمر القصبي » (٢).

تصدر « أحمد الخزاز » لتعليم القرآن فأخذ عنه الكثيرون منهم : « ابن مجاهد ، وابن شنبوذ ، وعلي بن الحسين الرقي ، وأحمد بن عجلان ، ومحمد بن يعقوب المعدّل ، والخضر بن الهيثم » (٣). كما أخذ « أحمد الخزاز » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء منهم : « هوذة بن خليفة ، وعاصم بن علي ، والحكم ابن أسلم ، وأسيد بن زيد ، وأبو بكر بن أبي الأسود ، وأحمد بن يونس ، وسعيد بن سليمان ، وشريح بن النعمان ، وعلي بن الجعد » وآخرون (٤).

وقد روى الحديث عن « أحمد الخزاز » عدد كثير منهم : « يحيى بن صاعد ،

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد : ٤ / ٣٠٣ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦٤ ، ( أوقاف ) ، ومعرفة القراء ١ / ٢٥٨ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٧ ، والمشتبه ١٦٠ ، وغاية النهاية ١ / ٨٦ ، وتوضيح المشتبه ١ / الورقة ٩.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٨.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٨٧.

(٤) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٣٠٣.

٢٩

ومحمد بن مخلد ، وأبو عمرو بن السمّاك ، وجعفر الخالدي ، وأبو بكر الشافعي ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، وأحمد بن يوسف بن خالد » وغيرهم كثير (١).

توفي « أحمد الخزاز » يوم الاثنين لاربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ست وثمانين ومائتين من الهجرة. رحم الله « أحمد الخزاز » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٣٠٣.

٣٠

رقم الترجمة / ١١

« أحمد بن صالح » ت ٢٤٨ هـ (١)

هو : أحمد بن صالح أبو جعفر المصري ، الحافظ المقرئ. الامام الحجة القارئ المحدث الحافظ أحد الأعلام.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « أحمد بن صالح » سنة سبعين ومائة من الهجرة بمصر ، وكان « والده » من أجناد « طبرستان » كما قال « ابن يونس » في تاريخه (٢).

وقد أخذ « أحمد بن صالح » القراءة عن مشاهير العلماء ، منهم : « ورش ، وقالون » وله عن كل منهما رواية. كما قرأ على « إسماعيل بن أويس ، وأخيه أبي بكر » عن نافع ، وروى حروف « عاصم بن أبي النجود » عن « حرمي بن عمارة » (٣).

وقد جلس « أحمد بن صالح » لتعليم القرآن الكريم ، وقد أخذ عنه الكثيرون ، منهم « أحمد بن محمد بن حجاج ، والحسن بن أبي مهران ، والحسن بن

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ التاريخ الكبير ٢ / ٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٦ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٩٥ ، والجمع لابن القيسراني ١ / ١٠ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٩٥ ، والعبر ١ / ٤٥٠ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٨٤ ، والكاشف ١ / ٦٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٠٣ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٥٤ ، وطبقات الشافعية للسبكي ٢ / ٦ ، والديباج المذهب ١ / ١٤٣ ، وغاية النهاية ١ / ٦٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٩ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٦ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٢١٦ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ١١٧ ، وشجرة النور ١ / ٦٧.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦٢.

٣١

علي بن مالك الأشناني والحسن بن القاسم بن عبد الله » ، وآخرون (١).

وقد أخذ « أحمد بن صالح » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء ، منهم « سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن وهب ، وابن أبي فديك ، وعبد الرزاق » ، وخلق سواهم » (٢).

قال « الذهبي » وقد حدث عن « أحمد بن صالح » : « البخاري ، وأبو داود ، ومحمد بن يحيى ، وصالح بن محمد بن جزرة ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، وأبو بكر بن أبي داود وخلق كثير » ا هـ (٣). ثم يقول « الذهبي » : وقد رحل « أحمد بن صالح » في الكهولة الى « بغداد » وذاكر « أحمد بن حنبل » وسمع من « عفان بن مسلم » وغيره ا هـ (٤).

وقال « أحمد بن صالح » عن نفسه : كتبت عن « ابن وهب » خمسين الف حديث ا هـ (٥). وقال « صالح بن محمد الحافظ » : « لم يكن بمصر » أحد يحسن الحديث غير « أحمد بن صالح » كان رجلا جامعا ، يعرف الفقه ، والحديث ، والنحو ، ويتكلم في حديث الثوري ، وشعبة ، وغيرهما ـ يعني يذاكر به ـ ثم قال : وكان يحفظ حديث « الزهري » ا هـ (٦). ونظرا لأن « أحمد بن صالح » كان من علماء القرآن ، والحديث ، ولشهرته بالضبط وصحة الرواية ، فقد احتل مكانة مرموقة بين العلماء وأثنى عليه الكثيرون ، وهذا قبس من أقوال العلماء عنه :

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦٢.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٤.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٥.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٥.

(٥) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٥.

(٦) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٦.

٣٢

قال « أبو عمرو الداني » ، قال : « مسلمة بن القاسم الأندلسي » : الناس مجمعون على ثقة « أحمد بن صالح » لعلمه ، وخيره ، وفضله ، وأن « أحمد بن حنبل » وغيره كتبوا عنه ووثقوه » (١).

وقال « البخاري » : « أحمد بن صالح » : ثقة ، مأمون ، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة ، كان « أحمد وابن المديني ، وابن نمير » يثنون عليه ا هـ (٢).

وقال « ابن نمير » : إذا جاوزت الفرات فليس أحدا مثل « أحمد بن صالح » ا هـ (٣).

وقال « يعقوب النسوي » الحافظ : كتبت عن أكثر من ألف شيخ ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان ، : « أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح » ا هـ (٤). وقال « ابن وارة » هؤلاء أركان الدين ، « أحمد بن حنبل ، وابن نمير ، والنّفيلي وأحمد ابن صالح » ا هـ (٥).

وقال « أحمد بن عبد الله العجلي » ثقة صاحب سنة ا هـ (٦).

توفي « أحمد بن صالح » في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « أحمد بن صالح » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٦.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٥.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٥.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦٢.

(٥) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٦.

(٦) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨٦.

٣٣

رقم الترجمة / ١٢

« أحمد بن صالح » ت بعد ٣٥٠ (١)

هو : أحمد بن صالح بن عمر بن اسحاق أبو بكر البغدادي ، ثم انتقل الى الشام ونزل طرابلس وحدث بها وبالرملة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن ، كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أحمد بن صالح » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : الحسن بن الحباب ، والحسن بن الحسين الصواف ، ومحمد بن هارون التمار ، وأبو بكر بن مجاهد ، وأبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي ، وأبو الحسن بن شنبوذ وآخرون.

تصدر « أحمد بن صالح » لتعليم القرآن واشتهر بين الناس بصحة القراءة فأقبل عليه الكثيرون ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة « عبد الباقي بن الحسن ، وعبد المنعم بن غلبون ، وعلي بن بشر الأنطاكي ، وخلف بن قاسم بن سهل الأندلسي » (٢) قال « الخطيب البغدادي » : حدث « أحمد بن صالح » بطرابلس والرملة عن جعفر بن عيسى الناقد ومحمد بن الحكم العتكي وروى عنه « الغرباء » وذكر « ابن الثلاج » أنه سمع منه (٣).

توفي « أحمد بن صالح » بالرملة بعد الخمسين وثلاثمائة من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٥ ، وغاية النهاية ج ١ ص ٦٢.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦٢.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٢٠٥.

٣٤

رقم الترجمة / ١٣

« أحمد الصّفّار » (١)

هو : أحمد بن موسى أبو جعفر الصفّار البغدادي المعدّل.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أحمد الصفّار » القرآن عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « عمرو بن الصباح ، وأبو شعيب القوّاس البغدادي ، والعباس بن الفضل الصفّار ، ومحمد بن الفضل زرقان ، وحمدان بن أبي عثمان الدقاق » وآخرون (٢).

تصدّر « أحمد الصفّار » لتعليم القرآن فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « ابن شنبوذ ، ومحمد بن أبي جعفر بن أبي أمية ، ومحمد بن عمران التمّار ، وعبد الوهاب بن العباس المسكي (٣).

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أحمد الصفّار ». رحمه‌الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ معرفة القراء الكبار ١ / ٢٥٩ ، وغاية النهاية ج ١ ص ١٤٣.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٩.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٤٣.

٣٥

رقم الترجمة / ١٤

« أحمد بن الصقر » ت ٣٦٦ هـ (١)

هو : أحمد بن الصقر بن ثابت أبو الحسن الطائي المنجبي ، أستاذ ماهر ، له مؤلف في القراءات سماه « الحجة ».

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أحمد بن الصقر » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : أبو عيسى بكار ، وأبو بكر بن مقسم ، وعبد الواحد بن أبي هاشم (٢).

تصدر « أحمد بن الصقر » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة والصدق ، وجودة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن ، وتتلمذ عليه عدد كبير ، وفي مقدمتهم : « عبدان ابن عمر المنجبي ، وعلي بن معتوق العين ترماني » ، نسبة الى « عين ترما » قرية من غوطة دمشق الشرقية تبعد عنها أربعة أميال تقريبا (٣). قال الحافظ « الذهبي » : ترك « أحمد بن الصقر » كتابا في القراءات سماه « الحجة » (٤).

توفي « أحمد بن الصقر » بعد أن أصبح كهلا سنة ست وستين وثلاثمائة من الهجرة ، بعد أن أدّى للمسلمين الكثير من الأعمال الفاضلة أهمها تعليم القرآن الكريم. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الإسلام ، الورقة ٦٧ ( آيا صوفيا ) وغاية النهاية ج ١ ص ٦٣.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٣٦.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٦٣.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٣٦.

٣٦

رقم الترجمة / ١٥

« أبو أحمد العجليّ » توفي في حدود ٢٢٠ هـ (١)

هو : عبد الله بن صالح بن مسلم أبو أحمد العجلي الكوفيّ. الإمام الحجة الثقة الثبت.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن.كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو أحمد العجلي » القراءة عن مشاهير علماء عصره : فقد أخذها عرضا عن « حمزة الزيات » الإمام السادس من أئمة القراءات. كما روى حروف القراءات عن : « أبي بكر بن عياش وحفص بن سليمان » سماعا (٢) كما أخذ « أبو أحمد العجليّ » الحديث عن خيرة العلماء ، منهم : « أبو بكر النهشلي ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وفضيل بن مرزوق ، وحماد بن سلمة ، وزهير بن معاوية ، وشبيب بن شبّة ، والحسن بن صالح بن حيّ » وطائفة غيرهم (٣).

وقد سكن « أبو أحمد العجليّ » بغداد ، وأترابها ، وقد تلقى عنه القرآن الكثيرون منهم : ابنه أبو الحسن أحمد ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وأبو حمدون ، وإبراهيم بن الرازي ، ومحمد بن شاذان الجوهري » وآخرون (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الجرح والتعديل ٥ / ٨٥ ، وتاريخ بغداد ٩ / ٤٧٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٩٠ ، معرفة القراء الكبار ١ / ١٦٥ ، والعبر ١ / ٣٦٠ ، والكاشف ٢ / ٩٦ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٤٤٥ ، ومرآة الجنان ٢ / ٥٣ ، وغاية النهاية ١ / ٤٢٣ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٦١ ، ولسان الميزان ٧ / ٦٤ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ١٦٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٢٣.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٦٥.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٢٣.

٣٧

وكان « أبو أحمد العجلي » ثقة ، صدوقا ، مستقيم الحديث. توفي في حدود العشرين ومائتين. رحم الله « أبا أحمد العجلي » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣٨

رقم الترجمة / ١٦

« أحمد بن فرح » ت ٣٠٣ هـ (١)

هو : أحمد بن فرح بن جبريل أبو جعفر الضرير البغدادي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن.كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد أخذ « ابن فرح » القرآن والروايات عن خيرة العلماء. يقول « ابن الجزري » : قرأ « ابن فرح » على « الدوري » بجميع ما عنده من القراءات ، وعلى « عبد الرحمن بن واقد » وقرأ أيضا على « البزّي ، وعمر بن شبّة » ا هـ (٢). وقرأ القرآن على « ابن فرح » عدد كثير. وفي هذا يقول « الذهبي » : وتصدر للإفادة زمانا ، وبعد صيته ، واشتهر اسمه ، لسعة علمه ، وعلوّ سنده ، فقرأ عليه : « زيد بن علي بن أبي بلال ، وعبد الله بن محرز ، وعليّ بن سعيد القزاز ، وأبو بكر النقاش ، وعبد الواحد بن أبي هاشم وأحمد بن عبد الرحمن الوليّ ، والحسن بن سعيد المطوعي » وآخرون (٣).

كما أخذ « ابن فرح » الحديث عن خيرة العلماء منهم : « عليّ بن عبد الله المديني ، وأبو الربيع الزهراني ، وأبو بكر بن أبي شبة ، وعثمان بن أبي شيبة ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ، وإسحاق بن بهلول التنوخي » وغير هؤلاء. (٤)

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٤ / ٣٤٥ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ، الورقة ١٣ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩ ) وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٠٣ ، والعبر ٢ / ١٢٥ ، وغاية النهاية ١ / ٩٥ ، ومعرفة القراء ١ / ٢٣٨ ، ونهاية الغاية ، الورقة ٢٢ ، وطبقات المفسرين ١ / ٦٣ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٤١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٩٥.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٣٩.

(٤) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٣٤٥.

٣٩

كما أخذ الحديث عن « ابن فرح » عدد كثير منهم : « أبو طالب بن البهلول الأنباري ، وأحمد بن جعفر بن مسلم الختلي ، وعثمان بن أحمد ابن سمعان الرزاز » وغير هؤلاء (١).

وكان « ابن فرح » من الثقات ، وفي هذا المعنى يقول « الخطيب البغدادي » : حدثني « علي بن محمد بن نصر » قال : سمعت « حمزة بن يوسف » يقول : سألت أبا الحسن الدار قطني عن أحمد بن فرح فقال : كان ثقة ا هـ (٢).

وقد احتلّ « ابن فرح » مكانة سامية لدى العلماء ، يقول عنه « الخطيب البغدادي » : حدثنا « أبو الحسن محمد بن أحمد بن حمّاد فقال : قرأت في كتاب « أخي » : مات « أحمد بن فرح » في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة ، صلى عليه « أبو عاصم بن أبي الحسين » وكان قد أوصى أن يصلي عليه رجل من أهل السنة ، وكان ثقة مأمونا ، عالما بالعربية واللغة ، عالما بالقرآن » ا هـ (٣). رحم الله « ابن فرح » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٣٤٥.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٣٤٥.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٣٤٦.

٤٠