معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ١٥٢

« أبو العباس الرازي » ت بعد ٣١٠ هـ (١)

هو : أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن يزيد أبو العباس الرازي مقرئ أستاذ.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « أبو العباس الرازي » القرآن عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : الفضل ابن شاذان ، ومحمد بن سمعويه الموصلي صاحب أبي الفتح عامر بن عمرو آخرون. سكن « أبو العباس الرازي » الأهواز ، وأقرأ بها زمنا طويلا.

وقد أقبل حفاظ القرآن على « أبي العباس الرازي » يتلقون عنه. فمن الذين أخذوا عنه القراءة : أحمد بن نصر الشذائي ، وأحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي ، وأحمد بن محمد الشنبوذي وآخرون (٢).

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أبي العباس الرازي » إلا أن العجلي قال قرأت على « أبي العباس » بالأهواز سنة عشر وثلاثمائة ، يفهم من هذا أنه توفي بعد ذلك التاريخ. رحم الله أبا العباس الرازي رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته في : غاية النهاية ١ / ١١٨.

(٢) انظر : القراء الكبار ١ / ٣٠٣.

٣٤١

رقم الترجمة / ١٥٣

« أبو العبّاس الرّازي » ت في حدود ٢٩٠ هـ (١)

هو : الفضل بن شاذان بن عيسى ، أبو العباس الرازي الإمام الكبير.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « أبو العباس الرازي » القرآن عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أحمد بن يزيد الحلواني ، ومحمد بن إدريس الأشعري ، ومحمد بن عيسى الأصبهاني ، ونوح بن أنس ، وأحمد بن أبي سريج ، والفضل بن يحيى بن شاهين ، وعمرو بن بكير ، كما روى عن « أبي عمر الدوري » أحد رواة الإمام « أبي عمرو بن العلاء » ولا زالت قراءة « أبي عمر الدوري » يتلقاها المسلمون بالرضا حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين (٢).

وقد تتلمذ على « أبي العباس الرازي » الكثيرون ، منهم : ابنه « أبو القاسم العباس » والحسن بن سعيد الرازي ، وابن خرطبة ، وصالح بن مسلم ، وأحمد بن محمد بن عبد الصمد ، وأحمد بن عثمان بن شبيب ، وأبو الحسن بن شنبوذ ، وغيرهم كثير (٣).

وقد بلغ « أبو العباس الرازي » مكانة سامية في العلم والعدالة مما استوجب

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الجرح والتعديل ٧ / ١٦٣ ، والفهرست لابن النديم ٢٣١ ، ومعرفة القراء : ١ / ٢٣٤ ، وغاية النهاية ٢٠ / ١٠ ، وطبقات المفسّرين ٢ / ٣٠.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ / ٢٣٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ / ١٠.

٣٤٢

الثناء عليه ، يقول « الإمام أبو عمرو الداني » : « لم يكن في دهره مثله في علمه وفهمه وعدالته وحسن اطلاعه » ا هـ (١).

يقول « الذهبي » وقد روى عن « أبي العباس الرازي » أبو حاتم الرازي ، مع تقدمه ، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم ، وقال : ثقة (٢).

توفي أبو العباس الرازي في حدود التسعين ومائتين من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ / ١٠.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ / ٢٣٤.

٣٤٣

رقم الترجمة / ١٥٤

« العبّاس بن الفضل » ت ١٨٦ هـ (١)

العالم الجليل ، الورع ، عظيم القدر ، قاضي الموصل. هو : العباس بن الفضل ابن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة الواقفي الأنصاري البصري قاضي الموصل.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « العباس بن الفضل » سنة خمس ومائة من الهجرة. وقدم « العراق » فلقي « أبا عمرو بن العلاء البصري » فقرأ عليه القرآن ، وجوّده ، وبرع في معرفة القراءات.

وكان « العباس » صاحب شهرة عظيمة ومن العلماء الأفذاذ ، وقد ولّي القضاء بالموصل ، وأقام بها قاضيا إلى أن توفي رحمه‌الله.

وكما أخذ « العباس بن الفضل » القراءة عن « أبي عمرو » أخذها أيضا عن غيره ، مثل : خارجة بن مصعب عن « نافع بن أبي نعيم » وأبي عمرو عن مطرّف ابن معقل عن ابن كثير ، وآخرين.

يقول « ابن الجزري » : وكان « للعباس بن الفضل » اختيار في القراءة. وكان « أبو عمرو بن العلاء » يجلّ « العباس بن الفضل » ويثني عليه ، ومن ذلك قوله : « لو لم يكن في أصحابي إلا « العباس بن الفضل لكفاني » ا هـ (٢).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : التاريخ الكبير ٧ / ٥ ، والكاشف ٢ / ٦٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٣٨٥ ، ومعرفة القراء الكبار : ١ / ١٦١ ، وغاية النهاية ١ / ٣٥٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٩٨ ، وخلاصة تذهيب الكمال ١٨٩.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦١.

٣٤٤

وكان « العباس » رحمه‌الله تعالى صاحب مكانة سامية بين علماء عصره مما استوجب ثناءهم عليه ، فمن ذلك قول « سبط الخياط » : وكان « العباس بن الفضل » عظيم القدر جليل المنزلة في العلم والدين والورع ، مقدما في القرآن ، والحديث ، من أجلاء أصحاب « أبي عمرو » ا هـ (١).

وقد روى القراءة عن « العباس بن الفضل » عدد كثير منهم : « حمزة بن القاسم ، وعامر بن عمر الموصلي ، وعبد الرحمن بن واقد ، وعبد الرحمن البيروني ، ومحمد بن عمر الرومي ، وآخرون (٢).

ومما يدلّ أيضا على مكانة « العباس بن الفضل » في العلم مناظرته الإمام الكسائي في الإمالة. ومعروف لدى جميع العلماء مكانة الكسائي العلمية في القراءات ، والنحو ، واللغة والغريب ، فهو الإمام السابع من أئمة القراءات ، كما أنه إمام مدرسة الكوفة في النحو.

فالإمالة لها أنواع : صغرى ، وكبرى ، ولها شروط ، وأسباب ، وموانع ، ومنها القياسي ، وغيره ، إلى غير ذلك من الأحكام الخاصة بها ، والتي هي مبينة في المصنفات المعنية بذلك.

ومما يدل على أهمية باب الإمالة ، أن العلماء ألفوا فيها بحوثا خاصة لنيل درجة الدكتوراة. فكون « العباس بن الفضل » يناظر « الكسائي » في هذا الباب لا يدل إلا على أن « العباس » كان من مشاهير علماء عصره.

وكما اهتم « العباس بن الفضل » بالقراءات القرآنية ، فقد اهتم أيضا بروايته لحديث النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد روى عنه الحديث عدد منهم : « بشر بن

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٥٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٥٣.

٣٤٥

سالم الكوفي ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ، ومحمد بن عبد الله بن عمار ، ومسعود ابن جويرية ، وزكريا بن يحيى رحمويه » وآخرون (١).

توفي « العباس بن الفضل » سنة ست وثمانين ومائة من الهجرة ، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل. رحم الله « العباس بن الفضل » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦١.

٣٤٦

رقم الترجمة / ١٥٥

« العباس بن الفضل » ت بعد سنة ٣١٠ هـ (١)

هو : العباس بن الفضل بن شاذان بن عيسى أبو القاسم الرازي ، مقرئ الريّ.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « العباس بن الفضل » القرآن عن خيرة العلماء. وفي هذا يقول « ابن الجزري » : روى القراءة عن أبيه الفضل. وروى الحروف عن : « أحمد أبي سريج عن الكسائي ، ومحمد بن غالب صاحب شجاع ، والعباس بن الوليد صاحب قتيبة ، وعن : أحمد بن يزيد الحلواني » وغيرهم كثير (٢).

كما روى عن « العباس بن الفضل » القرآن جماعة منهم : « محمد بن الحسن النقاش ، ومحمد بن أحمد الداجوني ، وأبو بكر بن مقسم ، وأبو بكر محمد بن الحسن الأنصاري وابن شنبوذ » وغير هؤلاء (٣).

توفي « العباس بن الفضل » بعد سنة عشر وثلاثمائة من الهجرة. رحم الله « العباس بن الفضل » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته في : معرفة القراء الكبار : ١ / ٢٣٦ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩ ) وغاية النهاية ١ / ٣٥٢.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٥٢.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٣٦.

٣٤٧

رقم الترجمة / ١٥٦

« أبو العباس المطوعي » ت ٣٧١ هـ (١)

هو : الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل بن شاذان أبو العباس المطوعي البصري.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « أبو العباس المطوعي » في حدود سنة سبعين ومائتين ، وما ان اشتد عوده حتى حفظ القرآن الكريم وجاب الأقطار ولقي العلماء وأخذ عنهم.

قال أبو الفضل الخزاعي قلت للمطوعي : في أي سنة قرأت على ادريس الحداد؟ فقال : في السنة التي رحلت فيها إلى الري سنة اثنتين وتسعين ومائتين. والري : مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن ، كثيرة الفواكه والخيرات ، بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا ، وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا (٢).

كما أن « أبا العباس المطوعي » رحل في سبيل طلب العلم إلى « أصبهان » ، وفي هذا يقول « أبو نعيم الحافظ » : قدم الحسن بن سعيد « أصبهان » سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وكان رأسا في القرآن وحفظه (٣).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام الورقة ١١١ ، ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وأهل المائة فصاعدا ( المورد ٢ / ٤ / ١٢٦ ) ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩٥ ، والعبر ٢ / ٢٥٩ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٩٢ ، وغاية النهاية ١ / ٢١٣ ـ ٢١٥ ونهاية الغاية الورقة ٤١ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ١٤١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٧٥.

(٢) انظر : معجم البلدان ٣ / ١١٦.

(٣) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٣.

٣٤٨

وأصبهان مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ، تتلمذ أبو العباس المطوعي على عدد كبير من خيرة العلماء وفي مقدمتهم : ادريس بن عبد الكريم ، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني ، وأحمد بن الحسين الحريري ، ومحمد بن أبي مخلد الأنصاري ، ويوسف بن يعقوب الواسطي ، وأحمد بن سهل الأشناني ، والحسن بن حبيب الدمشقي ، ومحمد بن علي الخطيب ، ومحمد بن يعقوب المعدل ، وأبو بكر بن شنبوذ ، وأحمد بن موسى بن مجاهد ، وغير هؤلاء عدد كثير (١).

تصدر « أبو العباس » المطوعي لتعليم القرآن وحروفه ، وحديث النبي عليه الصلاة والسلام واشتهر بالضبط والاتقان وصحة الرواية وعمّر حتى جاوز المائة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن وطلاب العلم من كل مكان ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : « أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، وأبو الحسين علي بن محمد الخباز ، وأبو بكر محمد بن عمر النهاوندي وأبو علي محمد بن عبد الرحمن بن جعفر ، ومحمد بن الحسن الحارثي ، والمظفر بن أحمد بن إبراهيم ، وأبو زرعة أحمد بن محمد الخطيب ، وعلي بن جعفر السعيدي » وغيرهم كثير (٢).

لقد كان « لأبي العباس المطوعي » الأثر الواضح في تلاميذه ، كما أنه ترك لمكتبة علوم القرآن بعض المؤلفات النافعة ، من هذه المؤلفات : كتاب معرفة اللامات وتفسيرها (٣).

بلغ « المطوعي » مكانة علمية سامية ، مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وفي هذا يقول : « الذهبي » : « كان أبو العباس المطوعي أحد من عني بهذا الفن ـ أي في القراءات وعلوم القرآن ـ وتبحّر فيه ولقي الكبار وأكثر الرحلة في الأقطار » انتهى (٤).

__________________

(١) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٣.

(٢) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٤.

(٣) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٣.

(٤) انظر : القراء الكبار ١ / ٣١٧.

٣٤٩

وقال « الذهبي » أيضا : « وجمع وصنف وعمر دهرا طويلا وانتهى إليه علو الإسناد في القراءات » (١).

وقال « الإمام ابن الجزري » : هو إمام عارف ثقة في القراءات. أثنى عليه الحافظ أبو العلاء الهمذاني ، ووثقه ا هـ (٢).

وقال أيضا : « انتهى إلى « أبي العباس المطوعي » علو الإسناد في القراءات » (٣).

وهكذا نجد « أبا العباس المطوعي » استفاد من حياته وأفاد الكثيرين من المسلمين حتى توفاه الله مع سنة احدى وسبعين وثلاثمائة بعد أن جاوز المائة ، رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر : القراء الكبار ١ / ٣١٨.

(٢) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٣.

(٣) انظر : طبقات القراء ١ / ٢١٤.

٣٥٠

رقم الترجمة / ١٥٧

« أبو العباس المعدل » ت ٣٢٠ هـ (١)

هو : محمد بن يعقوب بن الحجاج بن معاوية بن الزبرقان بن صخر ، أبو العباس التيمي من تيم الله بن ثعلبة البصري المعروف بالمعدل ، إمام ضابط مشهور.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القراءات. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « أبو العباس المعدل » القرآن عن عدد كبير من العلماء. وفي مقدمتهم : أبو بكر محمد بن وهب صاحب « روح » أحد رواة « يعقوب » الحضرميّ ، الإمام التاسع بالنسبة لأئمة القراءات ، كما قرأ على « زيد » ابن أخي يعقوب ، فيما ذكره ابن سوار وغيره ، وعلي أبي الزعراء بن عبدوس الدوري ، ومحمد بن الجهم اللؤلؤي وأحمد بن علي الخزاز ، وعمر بن محمد بن برزة وغيرهم كثير (٢).

أخذ « أبو العباس المعدل » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أبي داود السجستاني (٣).

جلس أبو العباس المعدل لتعليم القرآن ورواياته واشتهر بذلك وذاع صيته في الآفاق وأقبل عليه الطلاب.

وتتلمذ عليه الكثيرون منهم : علي بن محمد بن خشنام المالكي ، وأبو أحمد بن

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : غاية النهاية ٢ / ٢٨٢ ، ونهاية الغاية ، الورقة ٢٧٠.

(٢) طبقات القراء ٢ / ٢٨٢.

(٣) انظر : القراء الكبار ١ / ٢٨٦.

٣٥١

عبدالله بن الحسين ، ومحمد بن محمد بن فيروز ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أشتة ، وأحمد بن محمد البصري ، وأبو الحسن علي بن حبشان ، وأبو بكر بن مقسم العطار ، وهبة الله بن جعفر ، وابن الكردي ، وأبو العباس الكيال وآخرون (١).

كان « أبو العباس المعدل » من الثقات ، ومن القراء المشهود لهم بالأمانة وصحة النقل ، وقد أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا المعنى يقول الإمام الداني ت ٤٤٤ هـ : « انفرد « أبو العباس المعدل » بالإمامة في عصره ببلده ، فلم ينازعه في ذلك أحد من أقرانه مع ثقته وضبطه وحسن معرفته » ا هـ (٢).

قال « ابن الجزري » : قد وهم الشيخ أبو طاهر بن سوار في كتابه « المستنير » فقال في تسميته : أحمد بن حرب المعدل ، والصواب محمد بن يعقوب أبو العباس المعدل ، وذلك أحمد بن حرب أبو جعفر قديم من أصحاب الدوري ، توفي سنة احدى وثلاثمائة ، وهذا متأخر يروي عن أصحاب الدوري ا هـ (٣).

توفي « أبو العباس المعدل » بعد العشرين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمه‌الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر : طبقات القراء ٢ / ٢٨٢.

(٢) انظر : القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٦.

(٣) انظر : طبقات القراء ج ٢ ص ٢٨٢.

٣٥٢

رقم الترجمة / ١٥٨

« أبو العباس الهذلي » ت ٣٣٢ هـ (١)

هو : محمد بن الحسن بن يونس بن كثير أبو العباس الهذلي الكوفي النحوي مقرئ ثقة مشهور ضابط.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو العباس الهذلي » القراءة عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : الحسن بن علي بن عمران الشحام صاحب قالون ، وعلي بن الحسن بن عبد الرحمن التميمي صاحب محمد بن غالب صاحب الأعشى ، قال عنه : ومنه تعلمت القراءة حرفا حرفا ، وعبد الواحد بن أحمد ، واسماعيل بن يحيى عن أبيه المسيبيّ ، واسماعيل القاضي ، وعبد الرحمن بن أحمد القيرواني صاحب داود بن أبي طيبة وآخرون.

اشتهر « أبو العباس الهذلي » بالدقة والثقة وجودة القراءة ، فتتلمذ عليه الكثيرون ورحل إليه الطلاب من كل مكان.

ومن الذين أخذوا القراءة عنه : محمد بن محمد بن فيروز الكرجي ، وأبو الطيب عبد الغفار بن عبيد الله الحضيني ، ومحمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي ، ومحمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي ، وعلي بن محمد عبد الله الشاهد ، وأحمد بن يوسف ، وغير هؤلاء كثير (٢).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الوافي بالوفيات ٢ / ٤٣٦ ، وغاية النهاية ٢ / ١٢٥ ـ ١٢٦ ، وبغية الوعاة ١ / ٩٠.

(٢) انظر : طبقات القراء ٢ / ١٢٥.

٣٥٣

كان « أبو العباس الهذلي » من المشهود لهم بصحة الرواية والضبط ، وفي هذا المعنى يقول الإمام الداني ت ٤٤٤ هـ : « كان « أبو العباس الهذلي » ثقة مشهورا ضابطا جليلا » ا هـ (١).

وقال الخزاعي : « كان أبو العباس الهذلي من علماء الكوفة وعنه أخذ جماعة من المتأخرين وكان ثقة » ا هـ (٢).

توفي « أبو العباس الهزلي » سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، رحمه‌الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ١ / ٢٨٩.

(٢) انظر طبقات القراء ٢ / ١٢٦.

٣٥٤

رقم الترجمة / ١٥٩

« عبد الباقي بن الحسن » ت بعد ٣٨٠ هـ (١)

هو : عبد الباقي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن السقا أبو الحسن الخراساني الأصل الدمشقي المولد ، ولد بدمشق ورحل إلى الأمصار طلبا للعلم والمعرفة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن ، كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أحب « عبد الباقي » القرآن والعلم منذ نعومة أظفاره ورحل في سبيل ذلك إلى الأمصار وأخذ عن الشيوخ وتلقى عن العلماء والمحدثين.

« أخذ « عبد الباقي » القراءة عرضا عن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم ، وإبراهيم بن الحسن ، وإبراهيم بن عمر ، وإبراهيم بن عبد العزيز ، وإبراهيم بن عبد الله بن محمد ، وأحمد بن عبد الله بن الخشف ، وأحمد بن صالح ، وأحمد بن عبد الرحمن ، والحسين بن عبد الله ، وزيد بن أبي بلال ، وصالح بن أحمد ، وعبد الرحمن ابن عمر البغدادي ، وعبد الله بن علي ، وعبيد الله بن إبراهيم ، وعلي بن عبد الله بن محمد ، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي ، ونظيف بن عبد الله ، ومحمد بن إبراهيم البلخي ، ومحمد بن أحمد بن هارون ، ومحمد بن زريق ، ومحمد بن الحسين الديلي (٢).

كما أخذ « عبد الباقي » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام ، وترجمته في وريقة طيارة عند الورقة ٢١٠ ضمن من توفي على التقريب من أهل الطبقة التاسعة والثلاثين ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وغاية النهاية ١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧. وحسن المحاضرة ١ / ٤٩١.

(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٣٥٦.

٣٥٥

من العلماء ، وحدث عنهم ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « وحدث « عبد الباقي » عن عبد الله بن عتاب الزفتي ، وأبي علي الحصائري » وجماعة (١).

تصدر « عبد الباقي » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وصحة القراءة وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، يقول « الامام ابن الجزري » : أخذ القراءة « عن عبد الباقي » عرضا : فارس بن أحمد ، واكثر عنه ، وقال : قال لنا « عبد الباقي » : أدركت أبا اسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية وجلست معه في مجلسه وهو يقرئ سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، ولم أقرأ عليه. ولما حصل الروايات ورجع إلى « دمشق » يقرئ بها حصل بينه وبين شيوخها اختلاف فتعصب له قوم وتعصب آخرون عليه حتى تطاول بعضهم إلى بعض فخرج منها إلى الديار المصرية (٢).

احتل عبد الباقي مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، يقول « الامام الداني » : كان عبد الباقي خيرا فاضلا ثقة مأمونا ، إماما في القراءات عالما بالعربية بصيرا بالمعاني. قال لي « فارس بن أحمد » أحد تلاميذه عنه : إنه أدرك إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية وجلس بين يديه في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وسمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول : كان عبد الباقي يسمع معنا ببغداد على « أبي بكر الأبهري » وكتب عنه كتبه في الشرح ثم قدم مصر فقامت له بها رئاسة عظيمة وكنا لا نظنه هناك إذ كان ببغداد (٣).

وقال الامام « ابن الجزري » : كان عبد الباقي أستاذا حاذقا ضابطا ثقة وصل إلى الأمصار (٤).

توفي عبد الباقي بالاسكندرية ، وقيل بمصر بعد سنة ثمانين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ١ / ٣٥٨.

(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.

(٣) انظر القراء الكبار ١ / ٣٥٨.

(٤) انظر طبقات القراء ١ / ٣٥٦.

٣٥٦

رقم الترجمة / ١٦٠

« أبو عبد الرّحمن السّلمي » رضي‌الله‌عنه ت ٧٤ هـ (١)

الإمام الحجة ، الزاهد ، المحدث ، الثقة ، مقرئ الكوفة نحوا من أربعين سنة ، أحد كبار التابعين.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثانية من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « أبو عبد الرحمن السلمي » في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقرأ القرآن وجوّده ، وبرع في حفظه ، وإليه انتهت القراءة تجويدا وضبطا ، بالكوفة. أخذ القراءة عرضا عن « عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وأبيّ بن كعب » (٢).

وروى « حسين الجعفي » عن « محمد بن أبان » عن « علقمة بن مرثد » وعرض على « عليّ بن أبي طالب » (٣).

وروى « أبو إسحاق السّبيعي » عن « أبي عبد الرحمن السلمي » قال : والدي علمني القرآن ، وكان من أصحاب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٢ ، طبقات خليفة ت ١١٠٢ ، تاريخ البخاري ٥ / ٧٢ ، المعارف ٥٢٨ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٨٩ ، حلية الأولياء ٤ / ١٩١ ، تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٠ ، تهذيب الكمال ص ١٦٢٨ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٥ ، تاريخ الاسلام ٣ / ٢٢٢ تذهيب التهذيب ١ / ١٣٧ آ ، البداية والنهاية : ٩ / ٦ ، العقد الثمين ٨ / ٦٦ ، غاية النهاية ت ١٧٥٥ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٨٣ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ص ١٩.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤١٣.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٦٨.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٦٩.

٣٥٧

قال « عبد الواحد بن أبي هاشم » : حدثنا « محمد بن عبيد الله المقرئ ... عن « عاصم بن بهدلة ، وعطاء بن السائب ، ومحمد بن أبي أيوب ، وعبد الله بن عيسى » أنهم قرءوا على « أبي عبد الرحمن السلمي » وذكروا أنه أخبرهم أنه قرأ على « عثمان » عامة القرآن ، وكان يسأله عن « القرآن » فيقول : إنك تشغلني عن أمر الناس ، فعليك بـ « زيد بن ثابت » فإنه يجلس للناس ، ويتفرغ لهم ، ولست أخالفه في شيء من « القرآن » قال وكنت ألقى « عليا » فأسأله ، فيخبرني ويقول : عليك بـ « زيد » فأقبلت على « زيد » فقرأت عليه « القرآن » ثلاث عشرة مرة » ا هـ (١).

وأخذ « أبو عبد الرحمن السلمي » الحديث عن « عمر بن الخطاب ، وعثمان ابن عفان » رضي‌الله‌عنهما.

وكان « أبو عبد الرحمن السلمي » مدرسة وحده يعلّم القرآن ، وقد أخذ عنه عدد كثير أذكر منهم : « عاصم بن أبي النجود » أحد القراء السبعة المشهورين ، ولا زالت قراءة « عاصم » من أشهر القراءات ويقرأ بها حتى الآن ، كما تلقى القراءة عنه : « يحيى بن وثاب ، وعطاء بن السائب ، وعبد الله بن عيسى ، ومحمد ابن أبي أيوب ، وإسماعيل بن أبي خالد » وآخرون. وعرض عليه القرآن : « الحسن ـ والحسين » رضي‌الله‌عنهما (٢).

كما أخذ الحديث عن « أبي عبد الرحمن السلمي » عدد كثير أذكر منهم : « أبا إسحاق ، وعلقمة بن مرثد ، وعطاء بن السائب » (٣).

ولقد كان « لأبي عبد الرحمن السلمي » جهوده البارزة في تعليم القرآن

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٧٠.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٦٨.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٦٨.

٣٥٨

الكريم يوضح ذلك ما يلي : قال « أبو إسحاق » : كان « أبو عبد الرحمن السلمي » يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة » ا هـ (١).

وقال « عطاء بن السائب » : كان « أبو عبد الرحمن » يقرئ وكان يبدأ بأهل السوق وقال : كنت أقرأ على « أبي عبد الرحمن وهو يمشي » ا هـ (٢).

وروى « منصور » عن « تميم بن سلمة » ، أن « أبا عبد الرحمن » كان إمام المسجد ، وكان يحمل في اليوم المطير » ا هـ (٣).

وكما كان « أبو عبد الرحمن » حجة في القرآن والقراءات ، كان أيضا حجة وثقة في حديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حديثه مخرّج في كتب السنة (٤).

قال « أبو عبد الرحمن » : « أخذنا « القرآن » عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن ، فكنا نتعلم القرآن والعمل به ، وسيرث « القرآن » بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم ، ووضع يده على الحلق » ا هـ (٥).

وكان « أبو عبد الرحمن » من الزهاد المتصلين بالله تعالى ، يشير إلى ذلك ما يلي : فعن « عطاء بن السائب » قال : دخلنا على « أبي عبد الرحمن » نعوده فذهب بعضهم يرجيه ، فقال : أنا أرجو ربّي ، وقد صمت له ثمانين رمضان انتهى (٦).

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٦٨.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٤١٣.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٦٩.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٧١.

(٥) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٦٩.

(٦) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٧١.

٣٥٩

كما كان رحمه‌الله تعالى من الزهاد الذين لا يأخذون أجرا على تعليم القرآن ، يوضح ذلك ما يلي : فعن « عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء » عن أبيه ، عن « أبي عبد الرحمن » أنه جاء وفي الدار « جزر » فقالوا : بعث بها « عمرو بن حريث » لأنك علمت ابنه « القرآن » فقال : « ردّ ، إنا لا نأخذ على كتاب الله أجرا » ا هـ (١).

وقال « أحمد بن أبي خيثمة » عن « عطاء بن السائب » قال : كان رجل يقرأ على « أبي عبد الرحمن » فأهدى له « فرسا » فردّها ، وقال : أ لا كان هذا قبل القراءة ا هـ (٢).

توفي « أبو عبد الرحمن السلمي » سنة أربع وسبعين من الهجرة ، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن وتجويده ، وقراءاته. رحمه‌الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٦٩.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٤١٣.

٣٦٠