معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ١٣٧

« ابن شنبوذ » ت ٣٢٨ هـ (١)

هو : محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت البغدادي ، شيخ الإقراء بالعراق.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

اشتهر « ابن شنبوذ » بالرحلة إلى كثير من البلاد في طلب القراءات ، ولذلك تلقى القراءات القرآنية وعرفها ودرسها صحيحها وشاذها عن عدد كبير من علماء الأمصار يعدون بالعشرات ، منهم : إبراهيم الحربي ، وأحمد بن بشار الأنباري ، وأحمد بن نصر بن شاكر ، وأحمد بن فرح ، وأحمد بن أبي حماد ، واسحاق الخزاعي ، والحسن بن العباس الرازي ، والحسن بن الحباب ، والعباس بن الفضل الرازي ، وقنبل أحد رواة ابن كثير ، وغيرهم كثير (٢).

وقد تصدر « ابن شنبوذ » لتعليم القرآن وحفظه وتجويده ، واشتهر بالعلم وأقبل الطلاب عليه من كل مكان ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، وأخذوا عنه ، من هؤلاء الذين تلقوا عنه القراءات : أحمد بن نصر الشذائي ، وأبو الحسين أحمد بن عبد الله الجبّي ، وإدريس بن علي المؤدب ، وعلي بن الحسين الغضائري ، والحسن بن سعيد المطوعي ، وأبو بكر عبد الله بن أحمد القباب ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ١ / ٢٨٠ ـ ٢٨١ ، وإرشاد الأريب ١٧ / ١٦٧ ، وكامل ابن الأثير ٨ / ٣٤٦ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٩٩ ـ ٣٠١ ، وتاريخ الإسلام الورقة ١٥٠ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٤٤ ، والعبر ٢ / ٢١٣ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٣٧ ـ ٣٨ ، ومرآة الجنان ٢ / ٢٩٠ ـ ٢٩١ ، وغاية النهاية ٢ / ٥٢ ، والفلاكة ١٦٥ ـ ١٦٦ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٤٨ ، وشذرات الذهب ٢ / ٣١١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٥٢.

٣٠١

الشنبوذي ، وأبو بكر بن مقسم ، ومحمد بن محمد بن أحمد الطرازي ، وغير هؤلاء كثير (١).

ولم يقتصر « ابن شنبوذ » على تلقي القراءات القرآنية ، بل أخذ حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء ، منهم : أبو مسلم الكجّيّ ، وبشر بن موسى ، واسحاق بن إبراهيم الدّبري ، وعبد الرحمن بن جابر الحمصيّ ، وغيرهم كثير (٢).

وقد روى عن « ابن شنبوذ » الحديث عدد لا بأس به ، منهم : أبو بكر بن شاذان ، ومحمد بن اسحاق القطيعي ، وأبو حفص بن شاهين وغيرهم (٣) وكان ابن شنبوذ من المعاصرين « لابن مجاهد » ، وكانت بينهما خلافات كما هي عادة الأقران ، ومع أن « ابن شنبوذ » كان من علماء القراءات ومن المشهود لهم بالتقوى إلا أنه ارتكب خطيئة كبيرة كانت السبب في تشويه سيرته وتعكير صفو حياته.

وذلك أنه تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع ، فقرأ بها ، فصنف « أبو بكر بن الأنباري » وغيره كتبا في الرد عليه ، وأنكروا عليه ذلك الأمر الذي يخالف إجماع المسلمين ، وفي هذا المعنى يقول الإمام : « أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم » في أول كتاب : « البيان عن اختلاف القراءة :

وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته به جائزة في الصلاة وغيرها ، فابتدع بفعله

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٠.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٨٠.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٨٠.

٣٠٢

ذلك بدعة ضلّ بها عن قصد السبيل وأورط نفسه في منزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله ، وحاول إلحاق كتاب الله عزوجل من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه ، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله عزوجل بسيّئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض على أهل الاسلام قبوله والأخذ به كابرا عن كابر وخالفا عن سالف (١).

وقال « الخطيب البغدادي » ت ٤٦٣ هـ : روى « ابن شنبوذ » عن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر ، وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الاجماع يقرأ بها ، فصنف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه ا هـ (٢).

وقال إسماعيل الخطبي ت ٣٥٠ هـ في كتاب التاريخ : اشتهر ببغداد أمر رجل يعرف « بابن شنبوذ » ، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف مما يروى عن « عبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب » ، وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه « عثمان بن عفان » رضي‌الله‌عنه ، ويتتبع الشواذ فيقرأ فيها ويجادل حتى عظم أمره وفحش ، وأنكره الناس ، فوجه السلطان « محمد بن المقتدر بن المعتضد » أبا العباس المعروف بالراضي بالله فقبض عليه في يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة من الهجرة وحمل إلى دار الوزير « محمد بن علي بن مقلة » ت ٣٢٨ هـ.

وأحضر القضاة والفقهاء والقراء ، وناظره ـ الوزير ابن مقلة ـ بحضرتهم ، فأقام الوزير على ما ذكر عنه الحجة ، واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه ،

__________________

(١) انظر في رحاب القرآن للدكتور / محمد سالم محيسن ج ٢ ص ٤٤١.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٨٠.

٣٠٣

أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تخالف رسم المصحف ، وأنكر ذلك جميع من حضر المجلس من القضاة ، والفقهاء والقراء وأشاروا بعقوبته ، ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع عن رأيه ، فأمر الوزير ـ ابن مقلة ـ بتجريده من ثيابه وضربه بالدّرة على قفاه ، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر واستغاث ، وأذعن بالرجوع والتوبة ، فخلى عنه ، وأعيدت عليه ثيابه ، واستتيب وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة ، ا هـ (١).

وهكذا كانت حادثة « ابن شنبوذ » رادعا لكل من تريد له نفسه الخروج عن إجماع المسلمين ومحاولة القراءة بغير ما تواتر واشتهر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

حكم القراءة بالشاذ

فإن قيل : نريد بيان آراء العلماء في حكم القراءة بالشاذ. أقول : قبل الدخول في تفصيل ذلك يجدر بي أن أبين تعريف الشاذ فأقول : يقال : شذّ عنه يشذّ شذوذا بمعنى ندر عن جمهوره ، وشذاذ الناس : الذين يكونون في القوم ليسوا في قبائلهم ولا منازلهم (٢).

من هذا يتبين أن مادة « شذذ » تدور حول الندرة ، والتفرد ، والقلة ، والغرابة ، والتفرق. أما عن بيان حكم القراءة بالشاذ فأقول وبالله التوفيق : من يتابع أقوال العلماء في ذلك ، وأقوال الفقهاء في هذه القضية يستطيع أن يحكم بأن هناك شبه إجماع من علماء المسلمين على أنه تحرم القراءة بالشاذ في الصلاة وغيرها.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٨٠.

(٢) انظر لسان العرب ، مادة [ شذذ ] ج ٤ ص ٢٢١٩.

٣٠٤

وهذا نموذج من أقوال العلماء في ذلك : قال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة ت ١٧٩ هـ : « من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصلّ وراءه » ا هـ (١).

وقال أبو حاتم السجستاني ت ٢٥٠ هـ : « لا تجوز القراءة بشيء من القراءات الشاذة لخروجها عن إجماع المسلمين ، وعن الوجه الذي ثبت به « القرآن » وهو التواتر ، وإن كان موافقا للعربية ، وخط المصحف ، لأنه جار من طريق الآحاد ، نحو : ( ملك يوم الدين ) » بفتح الميم واللام ونصب الكاف ، وهي قراءة « أنس » رضي‌الله‌عنه. وقال « الإمام أبو بكر الشاشي » ت ٥٠٧ هـ نقلا عن الشيخ القاضي الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي المروزي ت ٤٦٢ هـ وهو من كبار فقهاء الشافعيين : « إن الصلاة بالقراءة الشاذة لا تصح » ا هـ (٢).

وقال « الشيخ محيي الدين النووي » : ت ٦٧٦ هـ وهو من كبار فقهاء الشافعية ، « لا تجوز القراءة في الصلاة ، ولا في غيرها بالقراءات الشاذة ، وليست قرآنا لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر ، وأما القراءة الشاذة فليست متواترة ، فلو خالف وقرأ بالشاذ أنكر عليه سواء قرأ بها في الصلاة أو في غيرها ، هذا هو الصواب الذي لا معدل عنه ، ومن قال غير هذا فهو غالط أو جاهل » ا هـ (٣).

وقال ابن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن بن موسى ت ٦٤٣ هـ : هو ممنوع من القراءة ، بما زاد على العشرة منع تحريم ، لا منع كراهة في الصلاة وخارجها » (٤).

__________________

(١) انظر المرشد الوجيز ص ١٨٢.

(٢) المرشد الوجيز ص ١٨٣.

(٣) انظر القراءات الشاذة للقاضي ص ٧.

(٤) انظر القراءات الشاذة للقاضي ص ٧.

٣٠٥

وكذلك صرح « ابن الحاجب وابن السبكي » بتحريم القراءة بالشاذ ، واستفتى « الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني » ت ٨٥٢ هـ عن حكم القراءة بالشاذ فقال : « تحرم القراءة بالشاذ ، وفي الصلاة أشد » (١).

فإن قيل : متى شذت القراءات؟ أقول : من يتتبع تاريخ القرآن الكريم يجد أن القرآن نزل منجما على نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم خلال ثلاث وعشرين سنة مدة بعثته عليه الصلاة والسلام. وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعارض « جبريل » عليه‌السلام بالقرآن كل عام في رمضان : وفي العام الذي نقل فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الرفيق الأعلى عارض « جبريل » بالقرآن مرتين. إذا فكل ما نسخ من القرآن الكريم حتى العرضة الأخيرة يعتبر شاذا.

فإن قيل : من أول من تتبع القراءات الشاذة؟ أقول : قال « أبو حاتم السجستاني » ت ٢٥٠ هـ : « أول من تتبع بالبصرة وحده القراءات وألفها وتتبع الشاذ منها فبحث عن إسناده « هارون بن موسى » الأعور ت ١٩٨ هـ (٢).

فإن قيل : ما حكم تعلم وتدوين القراءات الشاذة؟ أقول : من يقرأ أقوال العلماء في ذلك يمكنه أن يحكم بأنه يجوز تعلم القراءات الشاذة وتعليمها نظريا لا عمليا ، حيث لا تجوز القراءة بالشاذ.

كما يجوز تدوينها في الكتب ، وبيان وجهها من حيث : اللغة ، والإعراب ، والمعنى. واستنباط الأحكام الشرعية ، منها على القول بصحة الاحتجاج بها.

كما يجوز الاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة العربية ، كما أن القراءات الشاذة تتضمن الكثير من اللهجات العربية القديمة. فهي سجل حافل بذلك ، والله أعلم.

__________________

(١) انظر القراءات الشاذة للقاضي ص ٧.

(٢) انظر في رحاب القرآن للدكتور / محمد سالم محيسن ج ١ ص ٤٣٦.

٣٠٦

رقم الترجمة / ١٣٨

« شيبة بن نصاح » ت ١٣٠ هـ (١)

أحد أئمة التابعين ، الإمام الثقة ، شيخ القراء ، ومقرئ المدينة المنورة. مولى « أم سلمة » أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها ، وأحد شيوخ « نافع بن أبي نعيم » أحد القراء السبعة المشهورين ، ولا زال المسلمون يتلقون قراءة « نافع » بالرضا والقبول ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

قال « الذهبي » : أدرك « شيبة » أم المؤمنين « عائشة وأم سلمة » رضي‌الله‌عنهما (٢).

ثم قال : وقرأ « شيبة » « القرآن » على « عبد الله بن عياش » وأقول : وقرأ « عبد الله بن عياش » على « أبيّ بن كعب » رضي‌الله‌عنه ، وقرأ « أبيّ » على النبي صلى عليه وسلّم.

ومن هذا يتبيّن أن قراءة « شيبة » صحيحة ومتصلة السند بالنبي عليه الصلاة والسلام.

وقال « الذهبي » : قرأ القرآن على « شيبة » عدد كثير منهم : « إسماعيل ابن جعفر ، وسليمان بن مسلم بن جماز » أحد رواة « أبي جعفر » المدني ، الإمام الثامن ، كما قرأ على « شيبة » « نافع » المدني ، الإمام الاول من القراء السبعة (٣).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ خليفة : ٤٠٥ ، وطبقات خليفة ٢٦١ ، والتاريخ الكبير ٤ / ٢٤١ ، والثقات لابن حبان ٤ / ٣٦٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٣٠ ، والكاشف ٢ / ١٧ ، وغاية النهاية ١ / ٣٢٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٥٧ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٧٧ ، والتحفة اللطيفة ٢ / ٢٨١ ، وشذرات الذهب ١ / ١٧٧ ، ومعرفة القراء الكبار : ١ / ٧٩.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٧٩.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٧٩.

٣٠٧

كما حدث « شيبة بن نصاح » عن « القاسم بن محمد ، وخالد بن مغيث ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وأبي بكر بن عبد الرحمن » ، وغير هؤلاء كثير. قال « الدوري » أحد رواة « أبي عمرو بن العلاء » : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : قرأت على « شيبة بن نصاح مولى » أم سلمة ، فكان إمام أهل المدينة في القراءة ، وقال « إسماعيل بن جعفر » : أخبرني « سليمان بن مسلم » أن « شيبة » أخبره أنه أتي به إلى « أم سلمة » أم المؤمنين ، رضي‌الله‌عنها وهو صغير ، فمسحت رأسه ودعت له بالبركة » (١).

وقال « قالون » : كان « نافع » أكثر اتباعا « لشيبة » منه لأبي جعفر (٢).

وقال « ابن الجزري » : لما ماتت « سكينة » بنت « الحسين بن علي » رضي‌الله‌عنهما ، قدم شيبة فصلى عليها ، وذلك إجلالا له وتقديرا لفضله (٣).

توفي « شيبة بن نصاح » سنة ثلاثين ومائة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « شيبة بن نصاح » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٧٩.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٨٠.

(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٢٦٢.

٣٠٨

رقم الترجمة / ١٣٩

« أبو صالح البرجمي » ت ٢٣٠ هـ (١)

هو : عبد الحميد بن صالح بن عجلان التميمي ، أبو صالح البرجمي ، الكوفي ، مقرئ ثقة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو صالح » القراءة عن خيرة العلماء في مقدمتهم : « أبو بكر بن عياش ، وأبو يوسف الأعشى ».

يقول « أبو صالح » عن نفسه : كنت أختلف أنا « وأبو يوسف الأعشى » إلى « أبي بكر بن عياش » فنجلس بين يديه معا ، فيقرأ « أبو يوسف » على « أبي بكر » وأنا مشافهة بين يدي « أبي بكر » فالفتح لنا جميعا ، والرد علينا جميعا ، فإذا فرغ « أبو يوسف » من قراءته ، درست عليه بحضرة « أبي بكر » فإن سها « أبو يوسف » عن حرف ردّ عليّ « أبو بكر » والناس من ورائنا مجتمعون ا هـ (٢).

وقد أخذ « القرآن » عن « أبي صالح » عدد كثير منهم : « إسماعيل بن أبي

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجرح والتعديل ٦ / ١٤ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٢٠٤ ( آيا صوفيا ٣٠٠٧ ) والكاشف ٢ / ١٥١ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٠٢ ، وغاية النهاية ١ / ٣٦٠ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١١٧ ، والتقريب ١ / ٤٨٦ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٢٢٢ ، وانظر « تهذيب الكمال » للمزي.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٦٠.

٣٠٩

علي الخياط ، وجعفر بن عنبسة ، والحسين بن جعفر بن محمد بن قتّات ، كما قرأ عليه « القاسم بن أحمد الخياط » ولم يكمّل (١).

توفي « أبو صالح البرجمي » سنة ثلاثين ومائتين من الهجرة. رحم الله « أبا صالح » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٦٠.

٣١٠

رقم الترجمة / ١٤٠

« ابن الصبّاح » (١)

هو : محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح ، أبو عبد الله المكي الضرير المقرئ الجليل.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « ابن الصباح » القراءة عن عدد من العلماء منهم : « قنبل » أحد رواة ابن كثير المكي ، الإمام الثاني بالنسبة إلى أئمة القراءات وهو من أجل أصحاب قنبل.

كما أخذ « ابن الصباح » القراءة عن أبي ربيعة محمد بن اسحاق ، واسحاق الخزاعي ، عن ابن فليح.

تصدر « ابن الصباح » لتعليم القرآن الكريم ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، منهم : علي بن محمد الحجازي ، ومحمد بن زريق ، وعبد الله بن الحسين ، والحسين بن اسماعيل التنوخي ، وآخرون (٢).

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « ابن الصباح ». رحمه‌الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته في : غاية النهاية ٢ / ١٧٢ ـ ١٧٣.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٣.

٣١١

رقم الترجمة / ١٤١

« أبو طاهر الأنطاكي » ت ٣٨٠ هـ (١)

هو : محمد بن الحسن بن علي أبو طاهر الأنطاكي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو طاهر الأنطاكي » القراءة عن خيرة العلماء ، قال « الحافظ أبو عمرو الداني » : « أخذ القراءة عرضا وسماعا عن « إبراهيم بن عبد الرزاق » وهو من جلة أصحابه ، ومن أثبت الناس فيه (٢).

تصدر « أبو طاهر الأنطاكي » لتعليم القرآن ، واشتهر بالدقة والثقة ، وأقبل عليه طلاب العلم وحفاظ القرآن ، وتتلمذ عليه الكثيرون. قال « الإمام ابن الجزري » : روى القراءة عنه عرضا « علي بن داود » الداراني وسماعا « أبو الطيب بن غلبون ، وفارس بن أحمد ، وعبيد الله بن مسلمة » وعرض عليه أيضا « أبو العباس بن نفيس ، وأبو علي الرهاوي » (٣).

احتل « أبو طاهر الأنطاكي » مكانة سامية بين العلماء ، فأثنى عليه الكثيرون ، قال عنه « الذهبي » : أبو طاهر الأنطاكي أحد أعلام القرآن نزل مصر (٤). وقال « ابن الجزري » أبو طاهر الأنطاكي إمام كبير مقرئ شهير (٥).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام الورقة ١٥٥ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وغاية النهاية ٢ / ١١٨.

وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٩ ـ ٤٩٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٩٠.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٥.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١١٨.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٥.

(٥) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١١٨.

٣١٢

قال « الامام الداني » : خرج أبو طاهر الأنطاكي من « مصر » إلى الشام ، فتوفي في منصرفه قبل سنة ثمانين وثلاثمائة من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٣١٣

رقم الترجمة / ١٤٢

« أبو طاهر البعلبكي » ت ٣٥٤ هـ (١)

هو : محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان ، أبو طاهر البعلبكي المؤذن مقرئ معمر صالح عالي السند.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « أبو طاهر البعلبكي » سنة أربع وستين ومائتين ، واستقر « بصيدا » وأخذ القراءة عرضا عن هارون الأخفش ، وحدث عن أحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة ، وزكريا بن يحيى الخياط ، وأحمد بن إبراهيم البشري ، والحسين بن محمد ابن جمعة (٢).

وقرأ عليه « عبد الباقي بن الحسن ، وجعفر بن أحمد بن الفضل » وروى عنه أبو الحسين بن جميع ، وأبو عبد الله بن منده (٣).

توفي « أبو طاهر البعلبكي » سنة أربع وخمسين وثلاثمائة من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام ، وفيات ٣٥٤ ، والوافي بالوفيات ج ٣ ص ١٢٥ ، وغاية النهاية ج ٢ ص ١٤٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣١٦.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣١٦.

٣١٤

رقم الترجمة / ١٤٣

« طاهر بن غلبون » ت ٣٩٩ هـ (١)

هو : طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون بن المبارك ، أبو الحسن الحلبي ، نزيل مصر.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

نشأ « طاهر بن غلبون » في بيت العلم والمعرفة ، فوالده الإمام المشهور « عبد المنعم بن عبيد الله » أحد علماء القراءات ، ومؤلف كتاب « الإرشاد ».

وقد أخذ « طاهر » القراءة وحروف القرآن عن عدد كبير من خيرة العلماء ، وفي مقدمة هؤلاء : والده « عبد المنعم ، وعبد العزيز بن علي » ، ثم رحل إلى « العراق » فقرأ بالبصرة على : محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي ، وعلي بن محمد الهاشمي ، وعلي بن محمد بن خشنام.

كما سمع حروف القراءات من « والده » ومن « إبراهيم بن محمد بن مروان ، وعتيق بن ما شاء الله ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن محمد بن المفسر ، وأبي الفتح بن بدهن ، وسمع لسبعة « ابن مجاهد » من أبي الحسن علي ابن محمد بن اسحاق الحلبي المعدل (٢).

تصدر « طاهر بن غلبون » لتعليم القرآن وأخذ شهرة عظيمة ورثها عن والده ،

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام ، الورقة ٢٥٠ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٢١٩. وطبقات الاسنوي ٢ / ٤٠١ ، والبلغة ١٠١ ، والنشر ١ / ٧٢ ، وغاية النهاية ١ / ٣٣٩ ، ونهاية الغاية الورقة ٧٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٩١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٣٩.

٣١٥

وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، فقد روى القراءة عنه عرضا وسماعا : « الإمام الكبير الحافظ أبو عمرو الداني » وإبراهيم بن ثابت الاقليسي ، وأحمد بن باشاذ الجوهري ، وأبو الفضل عبد الرحمن الرازي ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد القزويني (١).

احتل « طاهر بن غلبون » مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، يقول تلميذه « الإمام الداني » : لم ير في وقته مثله في فهمه وعلمه مع فضله ، وصدق لهجته ، كتبنا عنه كثيرا (٢).

وقال « الإمام ابن الجزري » : « طاهر بن غلبون » نزيل مصر أستاذ عارف ، ثقة ضابط حجة محرر شيخ الداني ، مؤلف كتاب التذكرة في القراءات الثمان (٣).

وأقول : لقد استفاد « ابن الجزري » من كتاب « التذكرة » استفادة كبيرة وهو أحد مصادره في القراءات ، ولنستمع إلى ابن الجزري وهو يقول : قرأت بمضمنه القرآن كله على : أبي عبد الله محمد بن الصائغ ، وأبي محمد عبد الرحمن ابن أحمد الشافعي ، وإلى أثناء سورة النحل على الأستاذ أبي بكر بن أيدغدي بالديار المصرية (٤).

توفي « طاهر بن غلبون » سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. رحم الله « طاهر بن غلبون » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٦٩.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٣٩.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٣٩.

(٤) انظر النشر في القراءات العشر ج ١ ص ٧٣.

٣١٦

رقم الترجمة / ١٤٤

« أبو طاهر بن أبي هاشم » ت ٣٤٩ هـ (١)

هو : عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم أبو طاهر البغدادي البزاز الإمام النحوي والأستاذ الكبير أحد الأعلام.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « أبو طاهر » في رجب سنة ثمانين ومائتين ، وبعد أن شب عوده تتلمذ على خيرة العلماء يأخذ عنهم القرآن والحديث والنحو ، وغير ذلك من أنواع المعرفة.

ومن يقرأ كتب التراجم والتاريخ يجد أن شيوخ « أبي طاهر » بلغوا من الكثرة عددا كثيرا ، وحسبي أن أشير هنا إلى قبس منهم : فمن العلماء الذين أخذ عنهم « أبو طاهر » القرآن وحروف القراءات ، « أحمد بن سهل الأشناني ، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير ، وأبو بكر بن مجاهد ، وإبراهيم بن غرفة ، وإبراهيم بن محمد بن أيوب ، وأحمد بن رستم ، وأحمد بن فرح ، وأحمد بن علي بن الحسن ، وأحمد بن محمد الشعراني ، وغيرهم كثير (٢).

ومن العلماء الذين أخذ عنهم « أبو طاهر » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « محمد بن جعفر القتات ، وعبيد بن محمد المروزي ، وأحمد بن فرح الضرير ، وعبد الله بن محمد بن ياسين ، ومحمد بن الحسين بن شهريار ، ومحمد بن الحسين الأشناني ، ومحمد بن العباس اليزيدي ، ووكيع القاضي ، وأبو بكر بن أبي داود ،

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ١١ / ٧ ـ ٨ ، وفهرست ابن خير ، ٣٢ ، ٣٣ ، وإنباه الرواة ٢ / ٢١٥ ، وتلخيص ابن مكتوم ١٢٢ ، وتاريخ الاسلام الورقة ٢٩٥ ، والبلغة ١٣٣. وغاية النهاية ١ / ٤٧٥ ـ ٤٧٦. ونهاية الغاية الورقة ١٣٣ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٢٥ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٢١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٧٥.

٣١٧

وصالح بن أبي مقاتل ، وأبو بكر بن أبي مجاهد ، وأبو مزاحم الخاقاني » ، وغير هؤلاء كثير (١).

وكما كان « أبو طاهر » من علماء القراءات والحديث كان أيضا من علماء النحو واللغة ، وكان كوفي المذهب ، وقرأ على « ابن درستويه » بعض كتاب « سيبويه » (٢).

وبعد أن اكتملت مواهب أبي طاهر جلس لتعليم القرآن وسنة الهادي البشير عليه الصلاة والسلام ، فذاع صيته ، واشتهر بين الناس ، وأقبل عليه طلاب العلم يأخذون عنه ، ويتتلمذون عليه ، فكثر طلابه وعظمت حلقة درسه ، وكان يقرئ في سكة « عبد الصمد بن علي بن عبد الرحمن بن العباس » ببغداد.

ومن الذين أخذوا عن « أبي طاهر » القراءة عرضا وسماعا : أحمد بن عبد الله ابن الخضر ، وأبو الفرج أحمد بن موسى ، وعبد العزيز بن جعفر بن خواستي ، وعبيد الله بن عمر المصاحفي ، وعلي بن عمر الحمامي ، وعلي بن الحسين الذهبي ، وعلي بن العلاف ، وجعفر بن محمد بن الفضل ، وغيرهم كثير (٣).

ومن الذين أخذوا عن « أبي طاهر » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل ، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ (٤).

كان « أبو طاهر » رقيق القلب ، يبكي من خشية الله تعالى ، حول هذا المعنى يقول « الخطيب البغدادي » : « أخبرنا علي بن أبي علي ، حدثني أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد قال : كنت أمشي يوما مع أبي طاهر ابن أبي هاشم المقرئ ، وكان أستاذي فاجتزنا بمقابر « الخيزران » فوقف عليها

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ١١ ص ٧.

(٢) انظر إنباه الرواة ج ٢ ص ٢١٥.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٧٦.

(٤) انظر تاريخ بغداد ج ١١ ص ٨.

٣١٨

ساعة ثم التفت إليّ فقال لي : يا أبا القاسم ترى لو وقف هؤلاء هذه المدة الطويلة على باب ملك الروم ما رحمهم؟ فكيف تظن بمن هو أرحم الراحمين؟ وبكى » ا هـ (١).

اشتهر أبو طاهر بالثقة وصحة الضبط وتقوى الله تعالى وإتقانه لقراءة القرآن مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا المعنى يقول الحافظ « الذهبي » : « وقد أطنب أبو عمرو الداني » في وصفه وقال : لم يكن بعد « ابن مجاهد » مثل « أبي طاهر » في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته ، قرأ عليه خلق كثير. وكان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين وكان بارعا فيه ا هـ (٢).

وقال الامام « الداني » : « سمعت عبد العزيز الفارسي » يقول : « لما توفي ابن مجاهد ، رحمه‌الله تعالى أجمعوا على أن يقدموا شيخنا « أبا طاهر » فتصدر للإقراء في مجلسه وقصده الأكابر ، فتحلقوا عنده كعقيل بن البصري وكان من جلة أصحاب « ابن مجاهد » وكأبي بكر الجلاء ونظرائهما » ا هـ (٣).

وقال « الخطيب البغدادي » : « كان « أبو طاهر » من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القراءات وله في ذلك تصانيف عدة » ا هـ (٤).

وقال « القفطي » في تاريخ النحاة : لم ير بعد « ابن مجاهد » في القراءات مثل « أبي طاهر » (٥).

توفي « أبو طاهر » في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « أبا طاهر » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ١١ ص ٨.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣١٢.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣١٢.

(٤) انظر تاريخ بغداد ج ١١ ص ٧.

(٥) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣١٢.

٣١٩

رقم الترجمة / ١٤٥

« طلحة بن عبيد الله القرشي » رضي‌الله‌عنه ت ٣٦ هـ (١)

علم من حفاظ « القرآن الكري » وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ في الطبقات ضمن علماء القراءات وقال : وردت عنه الرواية في حروف « القرآن ». وصفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأنه الجواد ، والفياض. كان من السابقين إلى الإسلام.

كان « طلحة » رضي‌الله‌عنه : حسن الوجه ـ يضرب إلى الحمرة ـ مربوعا ـ إلى القصر هو أقرب ـ رحب الصدر ـ بعيد ما بين المنكبين ـ ضخم القدمين ـ كثير الشعر ـ ليس بالجعد القطط ولا بالسبط ـ إذا مشى أسرع ـ وإذا التفت التفت جمعا.

حدث عنه بنوه : يحيى ـ وموسى ـ وعيسى ـ والسائب بن يزيد ـ ومالك ابن أوس ـ وأبو عثمان النهدي ـ وقيس بن أبي حازم ـ ومالك بن أبي عامر الأصبحي ـ والأحنف بن قيس ـ وأبو سلمة بن عبد الرحمن ـ وآخرون.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ مسند أحمد ١ / ١٦٠ ـ ١٦٤ ، الزهد لأحمد بن حنبل ١٤٥ ، ابن هشام ٢ / ٨٠ ، طبقات ابن سعد ٣ / ١ / ١٥٢ ـ ١٦١ ، طبقات خليفة : ١٨ ، ١٨٩ ، تاريخ خليفة ١٨١ ، المحبر : ٣٥٥ ، التاريخ الصغير ١ / ٧٥ ، المعارف ٢٢٨ ـ ٢٣٤ ، ذيل المذيل : ١١ ، الجرح والتعديل : ٤ / ٤٧١ ، مشاهير علماء الأمصار : ت ٨ ، البدء والتاريخ ٥ / ٨٢ ، المعجم الكبير للطبراني : ١ / ٦٨ ـ ٧٧ ، حلية الأولياء : ١ / ٨٧ ، الاستيعاب ٥ / ٢٣٥ ، ٢٤٩ ، تاريخ ابن عساكر ٨ / ٢٧٠ ، صفة الصفوة ١ / ١٣٠ ، أسد الغابة ٣ / ٨٥ ، اللباب : ٢ / ٨٨ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٥١ ، تاريخ الاسلام ٢ / ١٦٣ ، العبر ١ / ٢٧ ، العقد الثمين : ٦ / ٦٨ ، غاية النهاية ١ / ٣٤٢ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٠ ، الاصابة : ٥ / ٢٣٢ ، كنز العمال ١٣ / ١٩٨ ـ ٢٠٤ ، شذرات الذهب ١ / ٤٢.

٣٢٠