معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ١٢٦

« سليمان الضبّي » ت ٢٩١ هـ (١)

هو : سليمان بن يحيى بن أيوب بن الوليد بن أبان ، أبو أيوب التميمي البغدادي المعروف بالضبّي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « سليمان الضبّي » سنة مائتين وعمّر زمنا طويلا. بلغ إحدى وتسعين سنة قضى نحو ستين سنة منها في تعليم القرآن الكريم وحديث النبي عليه الصلاة والسلام.

أخذ « سليمان الضبي » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أبو عمر الدوري » أحد الرواة المشهورين عن « أبي عمرو بن العلاء » البصري ، ولا زالت قراءة « أبي عمرو » يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

كما أخذ عن « رجاء بن عيسى ، وترك الحذاء » وآخرين (٢). وقد تصدر « سليمان الضبّي » لتعليم القرآن فأخذ عنه عدد كثير منهم : « أحمد بن عبد الله ابن الخشف ، وأحمد بن محمد الأدميّ ، وعبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ، ومحمد بن القاسم الأنباري ، وأبو بكر النقاش ، ومحمد بن الحسن بن يونس ، وعبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله » وآخرون (٣).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٩ / ٦٠ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٢٧٦ ( أوقاف ) ومعرفة القراء ١ / ٢٥٦ ، وغاية النهاية ١ / ٣١٧.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٦.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣١٧.

٢٨١

لقد احتلّ « سليمان الضبّي » المكانة السامية بين العلماء. مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : أخبرنا « عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي » ، أخبرنا « علي بن عمر الحافظ » قال : سليمان بن يحيى الضبّي كان شيخا صالحا يقرئ في مدينة « أبي جعفر » في الجامع بحرف « حمزة » ا هـ (١).

وقد أخذ « سليمان الضبّي » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « خلف بن هشام البزّار ، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، ومحمد بن حميد الرازي ، وأبو حمدون الطيب ، والفضل بن سهل الأعرج » وغيرهم كثير (٢).

وكما كان « سليمان الضبّي » معلما لكتاب الله تعالى ، كان أيضا معلما وراويا لحديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد تتلمذ عليه عدد كثير وفي مقدمتهم : « أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، وأبو الحسين بن المنادي ، وعبد الباقي بن قانع » وآخرون (٣).

توفي « سليمان الضبّي » سنة إحدى وتسعين ومائتين من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « سليمان الضبّي » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٩ ص ٦٠.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٩ ص ٦٠.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٩ ص ٦٠.

٢٨٢

رقم الترجمة / ١٢٧

« سليم بن عيسى » ت ١٨٨ هـ (١)

هو سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب ، صاحب « حمزة الزيات » الإمام السابع من أئمة القراءة وأخص تلامذته ، وأحذقهم بالقراءة ، وأقومهم بالحروف. وهو الذي خلف « حمزة الزيات » في الإقراء بالكوفة. ولد « سليم بن عيسى » سنة ثلاثين ومائة من الهجرة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد سمع « سليم » الحديث من شيخيه « حمزة ، وسفيان الثوري » وقد تلقى القرآن على « سليم » عدد كثير منهم : « خلف بن هشام البزّار ، وخلاد بن خالد الصيرفي ، وأبو عمر الدوري ، ومحمد بن يزيد ، والطيب بن إسماعيل ».

كما كان رفقاؤه في القراءة على « حمزة » يقرءون عليه لشدّة إتقانه. قال « يحيى بن سليمان الجعفي » : حدثنا « يحيى بن المبارك » قال : كنا نقرأ على « حمزة » ونحن شباب ، فإذا جاء « سليم » قال لنا « حمزة » تحفظوا وتثبتوا ، قد جاء « سليم ».

وقال « الدوري » : حدثنا « الكسائي » قال : كنت أقرأ على « حمزة » فجاء « سليم » فتلكأت ، فقال لي « حمزة » تهاب سليما ولا تهابني؟ فقلت : يا أستاذ أنت إن أخطأت قوّمتني ، وهذا إن أخطأت عيّرني. وقال « خلف » :

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ البخاري الكبير ٢ / ٢ / ١٢٧ ، وتاريخ الاسلام الورقة ٧٩ ، ( آيا صوفيا ٣٠٠٦ ) وميزان الاعتدال ٢ / ٢٣٢. ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٣٨ ، وغاية النهاية ١ / ٣١٨.

٢٨٣

قرأت على « سليم » مرارا ، وسمعته يقول : قرأت القرآن على « حمزة » عشر مرات.

توفي « سليم » سنة ثمان وثمانين ومائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ، رحمه‌الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

٢٨٤

رقم الترجمة / ١٢٨

« ابن أبي السمح » ت ٣٥٦ هـ (١)

هو : أحمد بن أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي السمح التجيبي المصري.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « ابن أبي السمح » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : والده عن يونس ، واسماعيل بن عبد الله النحاس ، أخذ عنه رواية ورش.

تصدر « ابن أبي السمح » لتعليم القرآن ، فأخذ عنه عدد كثير منهم : محمد بن النعمان ، وخلف بن إبراهيم بن خاقان ، وعبد الرحمن بن يونس (٢).

اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة « ابن أبي السمح » فذكر « الداني » أنه توفى سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. وقد بلغ مائة وعشرين.

وذكر « الذهبي » عن أبي القاسم بن الطحان أنه روى عنه. وذكره في تاريخه فقال : توفي في شهر رجب سنة ست وخمسين وثلاثمائة ، ثم قال : وكان هذا أصح. رحم الله أبا السمح رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام ، وفيات ٣٥٦ ، وغاية النهاية ١ / ٣٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٨.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٨.

٢٨٥

رقم الترجمة / ١٢٩

« سويد بن نمير » ت ١٩٤ هـ (١)

هو : سويد بن عبد العزيز بن نمير أبو محمد السّلمي مولاهم الواسطي ، ولد « سويد » سنة ثمان ومائة من الهجرة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « سويد » القرآن على خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « يحيى بن الحارث ، والحسن بن عمران ، صاحب ابن عطية بن قيس » (٢). وقرأ القرآن على « سويد » عدد كثير منهم : « الربيع بن تغلب ، وأبو مسهر الغساني ، وهشام بن عمّار » أحد رواة « ابن عامر » المشهورين (٣).

كما أخذ « سويد » الحديث عن خيرة علماء عصره منهم : « أيوب السختياني ، وأبو الزبير المكي ، وثابت بن عجلان ، وعاصم الأحول » وطائفة من التابعين (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ طبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٠ ، وتاريخ يحيى برواية الدوري ٢ / ٢٤٣ ، وطبقات خليفة ٣٦ ، وتاريخ البخاري الكبير ٤ / ١٤٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٨٣ ، وتاريخ الاسلام الورقة ٢١٨ ( آيا صوفيا ٣٠٠٦ ) والكاشف ١ / ٤١١ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٥١ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٥٠ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٧٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٣٤٠ ، وانظر « تهذيب الكمال ».

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢١.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢١.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٥١.

٢٨٦

وقد أخذ عن « سويد » الحديث عدد كثير منهم : « داود بن رشيد ، وعلي بن حجر ، ومحمد بن هاشم البعلبكي » وخلق كثير (١).

توفي « سويد » سنة أربع وتسعين ومائة من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله سويدا رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٥١.

٢٨٧

رقم الترجمة / ١٣٠

« أبو سهل البغدادي » ت ٣٤٥ هـ (١)

هو : صالح بن ادريس بن صالح بن شعيب أبو سهل البغدادي الوراق ، نزيل دمشق استاذ ماهر ضابط متقن.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « أبو سهل » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : ابن مجاهد ، وعلي ابن سعيد بن الحسن ، وعبد الرحمن بن اسحاق الكوفي ، ومحمد بن الأخرم ، وعلي ابن الحسين بن السفر ، ومحمد بن أحمد بن شنبوذ.

كما أخذ حروف القراءات عن مشاهير العلماء ، وفي مقدمتهم : أحمد بن محمد ابن علي الديباجي ، ومحمد بن جعفر العلاف ، ومحمد بن أحمد بن قطن ، ومحمد ابن القاسم الأنباري وآخرون (٢).

وأخذ « أبو سهل البغدادي » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء ، فقد حدث بدمشق عن يحيى بن محمد بن صاعد (٣).

تصدر « أبو سهل البغدادي » لتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام واشتهر في الآفاق ، وذاع صيته بين الأنام ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان. فمن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون. وعلي بن

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام الورقة ٢٢٧ ، وغاية النهاية ١ / ٣٣٢ ، ونهاية الغاية الورقة ٧٦ ، تاريخ بغداد ٩ / ٣٣١ ، وترجمة ابن عساكر في تاريخ دمشق.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٣٢.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٩ ص ٢٣١.

٢٨٨

محمد بن بشر الأنطاكي ، وعلي بن داود الداراني ، والمظفر بن أحمد الدمشقي وغير هؤلاء (١).

ومن الذين رووا عنه حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم « عبيد الله بن فطيس ، وثمام بن محمد بن عبد الله الرازي ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر » وغيرهم (٢).

واشتهر « أبو سهل البغدادي » بالثقة والإتقان وصحة الضبط ، وقد أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول الحافظ « الذهبي » : « كان « أبو سهل البغدادي » شابا صالحا ناسكا ، منقطع القرين من سادة المقرئين » ا هـ (٣).

توفي « أبو سهل البغدادي » في ريعان شبابه عن نيف وأربعين سنة ، وذلك في جمادى الاولى سنة خمس وأربعين ، وثلاثمائة من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « أبا سهل البغدادي » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٣٢.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٩ ص ٢٣١.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٠٣.

٢٨٩

رقم الترجمة / ١٣١

« شبل بن عبّاد » ت ١٥٠ ونيف من الهجرة (١)

شيخ قراء مكة بعد « ابن كثير » هو « شبل بن عباد » أبو داود ، المكي ، الضابط ، الثقة. وهو أجل أصحاب « ابن كثير ». ولد « شبل » سنة سبعين من الهجرة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد أخذ « شبل » القراءات عن مشاهير علماء عصره ، منهم : « ابن محيصن » و « عبد الله بن كثير » شيخ قراء مكة المكرمة ، وهو الإمام الثاني بالنسبة للأئمة العشرة.

كما أخذ القراءات عن « شبل » عدد كثير ، منهم : « إسماعيل القسط ، وابنه داود بن شبل ، وعكرمة بن سليمان ، وعبد الله بن زياد ، وحسن بن محمد ، ووهب بن واضح » (٢).

كما روى عن « شبل » القراءة من غير عرض : « عبيد الله بن عقيل ، وعلي ابن نصر ، ومحمد بن صالح ، وأبو حذيفة موسى بن مسعود ، ويحيى بن سعيد

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ التاريخ الكبير ٤ / ٢٥٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٣٥ ، والكاشف ٢ / ٤ ، وتذهيب التهذيب ٢ / ٦٩ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٢٩ ، وغاية النهاية ١ / ٣٢٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٤٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٠٥ ، وشذرات الذهب ١ / ٢٢٣ ، وانظر « تهذيب الكمال ».

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٣.

٢٩٠

المازني » (١). وقد حدث « شبل » عن : « أبي الطّفيل ، وعمرو بن دينار ، وابن أبي نجيح » وجماعة.

كما حدث عنه عدد كثير منهم : « سفيان بن عيينة ، وأبو نعيم ، وروح بن عبادة ، ويحيى بن أبي بكير ، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي ، وعبيد بن عقيل » (٢). قال « يحيى بن معين » : « شبل بن عباد » من الثقات.

توفي « شبل » سنة نيّف وخمسين ومائة من الهجرة (٣). رحم الله « شبل بن عباد » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٤.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٩.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٣٠.

٢٩١

رقم الترجمة / ١٣٢

« شجاع بن أبي نصر » ت ١٩٠ هـ (١)

هو : شجاع بن أبي نصر ، أبو نعيم البلخي ، ثم البغدادي. ولد « شجاع » سنة عشرين ومائة ببلخ.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « شجاع » القرآن على مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم العالم الجليل : « أبو عمرو بن العلاء » البصري ، الإمام الثالث من أئمة القراءات المشهورين.

كما سمع « شجاع » من « عيسى بن عمر ، وصالح المرّي » (٢). كما أخذ « شجاع » الحديث عن خيرة العلماء منهم : « الأعمش » وغيره (٣).

وقد تتلمذ على « شجاع » عدد كثير أخذوا عنه القرآن وحروفه ، في مقدمة هؤلاء : الإمام الحجة اللغوي الفقيه المحدث : « أبو عبيد القاسم بن سلام » صاحب التصانيف ، كما أخذ عن « شجاع » القرآن : « محمد بن غالب ، وأبو نصر القاسم بن علي ، وأبو عمر الدوري » أحد رواة « أبي عمرو » (٤) ، والحسن ابن عرفة ، وسريج بن يونس ، وهارون الحمّال.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام ، الورقة ٨٠ ـ ٨١ ( آيا صوفيا ٣٠٠٦ ) ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٦٢ ، وغاية النهاية ١ / ٣٢٤ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٣١٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٤٧ ، وانظر « تهذيب الكمال ».

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٤.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٦٢.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٤.

٢٩٢

وقد كان « شجاع » من الثقات ، فقد وثّقه « أبو عبيد ». وسئل عنه الإمام « أحمد بن حنبل » فقال : بخ بخ وأين مثله اليوم.

توفي « شجاع » ببغداد سنة تسعين ومائة وله سبعون سنة. رحم الله « شجاعا » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

٢٩٣

رقم الترجمة / ١٣٣

« شعبة بن عياش » ت ١٩٣ هـ (١)

هو : شعبة بن عياش بن سالم أبو بكر الحنّاط بالنون ، الأسديّ النهشلي الكوفي الإمام العالم راوي عاصم بن أبي النجود.

ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « شعبة » سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وبعد أن شبّ وترعرع واكتملت مواهبه أخذ القرآن عن خيرة العلماء : فقد عرض القرآن على « عاصم » ثلاث مرات ، وعلى « عطاء بن السائب ، وأسلم المنقري ».

تصدر « شعبة » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وجودة القراءة وأقبل عليه الطلاب فتتلمذ عليه : « أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى ، وعبد الرحمن بن أبي حماد ، وعروة بن محمد الأسدي ، ويحيى بن محمد العليمي ، وسهل بن شعيب ».

وروى عنه حروف القراءات سماعا من غير عرض عدد كثير منهم : « إسحاق بن عيسى ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، وأحمد بن جبير ، وبريد بن عبد الواحد ، وحسين بن عبد الرحمن ، وحسين بن علي الجعفي ، وحماد بن أبي زياد ، وطاهر بن أبي أحمد الزبيدي ، وعبد الله بن عمرو بن أبي أمية ، وعبد المؤمن ابن أبي حماد البصري ، وعبد الجبار بن محمد العطاردي ، وعبد الحميد بن صالح ، وعبيد بن نعيم ، وعلي بن حمزة الكسائي ، والمعافي بن يزيد ، والمعلى بن منصور الرازي ، وميمون بن صالح الدارمي » وآخرون.

__________________

(١) انظر ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٥.

٢٩٤

عمّر « شعبة » دهرا طويلا ، واحتل مكانة سامية بين العلماء وقد أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « ابن الجزري » : « كان « شعبة » إماما كبيرا ، عالما ، وعاملا ، وكان يقول : أنا نصف الإسلام ، وكان من أئمة السنة » (١).

ولما حضرته الوفاة بكت أخته ، فقال لها : ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة (٢).

توفي « شعبة » بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم في جمادى الاولى سنة ثلاث وتسعين ومائة من الهجرة ، وقيل : سنة أربع وتسعين. رحمه‌الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ص ٣٢٦.

(٢) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ص ٣٢٧.

٢٩٥

رقم الترجمة / ١٣٤

« أبو شعيب السّوسي » ت ٢٦١ هـ (١)

هو : صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل ، أبو شعيب السوسي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

يقول « ابن الجزري » : أخذ « أبو شعيب السوسي » القراءة عرضا وسماعا عن « أبي محمد اليزيدي » وهو من أجلّ أصحابه (٢).

ويقول « الذهبي » : قرأ « السوسي » على « اليزيدي » وسمع بالكوفة من « عبد الله بن نمير ، وأسباط بن محمد » ، وبمكة من « سفيان بن عيينة » (٣).

وقد جلس « السوسي » لتعليم القرآن حتى قارب التسعين. وقد أخذ عنه القراءة عدد كثير منهم : « ابنه أبو المعصوم ، وموسى بن جرير النحوي ، وأبو الحارث محمد بن أحمد الطرسوسي ، وعلي بن محمد السعدي ، ومحمد بن إسماعيل القرشي ، وأبو الحارث محمد بن أحمد » وغيرهم كثير (٤).

يقول « الذهبي » : حدث عن « السوسي » « أبو بكر بن أبي عاصم ، وأبو عروبة الحرّاني ، وأبو علي محمد بن سعيد » ا هـ (٥).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجرح والتعديل ٤ / ٤٠٤ ، والمشتبه ٣١٦ ، والكاشف ٢ / ٢٠ ومرآة الجنان ٢ / ١٧٣ ، ووفيات ابن قنفذ ١٥٥ ، والنشر في القراءات العشر ١ / ١٣٤ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٩٣ ، وغاية النهاية ١ / ٣٣٢ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٩٢ ، وخلاصة تذهيب الكمال ١٧٠ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٤٣ ، وانظر « تهذيب الكمال » للمزي.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٣٣.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٣.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٣٣.

(٥) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٣.

٢٩٦

وقد اشتهرت قراءة « السوسي » وعمّت الآفاق ، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول ، وقد تلقيتها ، وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

توفي « السوسي » في أول سنة إحدى وستين ومائتين من الهجرة ، وقد قارب تسعين سنة. رحم الله « السوسي » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٢٩٧

رقم الترجمة / ١٣٥

« شعيب بن أيّوب » ت ٢٦١ هـ (١)

هو : شعيب بن أيوب بن زريق ، أبو بكر الصريفيني ، والمراد : صريفين واسط لا صريفين بغداد.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « شعيب بن أيوب » القراءة على مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « يحيى بن آدم » فقد أخذ القراءة عنه عرضا وسماعا كما أثبته الإمام الداني (٢).

وقد تلقى « القرآن » على « شعيب بن أيوب » عدد كثير منهم : « محمد بن عمرو بن عون ، ويوسف بن يعقوب الواسطي ، وأبو بكر أحمد بن يوسف القافلاني ، وأحمد بن سعيد الضرير » ، وسمع منه الحروف « إسماعيل بن عرفة نفطويه » (٣).

كما أخذ « شعيب بن أيوب » الحديث عن خيرة علماء عصره ، في مقدمتهم : « يحيى القطان ، وحسين بن علي الجعفي » (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجرح والتعديل ٤ / ٣٤٢ ، وتاريخ بغداد ٩ / ٢٤٤ واللباب ٢ / ٢٤٠ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٧٥ ، ومعرفة القراء الكبار : ١ / ٢٠٦ ، والكاشف ٢ / ١٢ ، وغاية النهاية ١ / ٣٢٧ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٤٨ ، وخلاصة تذهيب الكمال ١٦٦ ، وانظر « تهذيب الكمال » للمزي.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٥٦.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٧.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٠٦.

٢٩٨

وقد روى عنه الحديث عدد كثير ، منهم : « أبو داود » في سننه ، وعبدان الأهوازي ، وأبو بكر بن أبي داود ، ومحمد بن مخلد ، وعبد الله بن شوذب الواسطي ، وآخرون (١).

وقد كان « شعيب بن أيوب » من الثقات ، وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : كان شعيب رأسا في قراءة عاصم ، وثّقه الدار قطني وغيره (٢).

توفي « شعيب بن أيوب » بواسط سنة إحدى وستين ومائتين. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٠٦.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٠٦.

٢٩٩

رقم الترجمة / ١٣٦

« أبو شعيب القوّاس » (١)

هو : صالح بن محمد أبو شعيب القواس الكوفي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « أبو شعيب القواس » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « حفص ابن سليمان » أحد رواة « عاصم » الكوفي الإمام الخامس بالنسبة للقراء المشهورين (٢).

وقد تلقى القرآن على « أبي شعيب » عدد كثير منهم : « أحمد بن الحسن المالحاني ، وأحمد بن الصفّار ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، والحسن بن العباس الرازي ، وعبد الله بن الهذيل ، والصلت بن شنبوذ » وغيرهم كثير (٣).

لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أبي شعيب القواس ». رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : معرفة القراء الكبار : ١ / ٢٠٤ ، وغاية النهاية : ١ / ٣٣٤.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٠٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٣٤.

٣٠٠