معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ١١٨

« ابن سعدان » ٢٣١ هـ (١)

هو : محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير ، الكوفي النحوي صاحب المصنفات في النحو والقراءات.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « ابن سعدان » القراءة عن خيرة العلماء : فقد أخذ القراءة عرضا عن سليم عن حمزة ، وعن يحيى بن المبارك اليزيدي ، وعن إسحاق بن محمد المسيبي ، وروى الحروف سماعا عن عبيد بن عقيل عن شبل ، وعن « محمد بن المنذر » عن « يحيى بن آدم » ، وعن « يحيى بن منصور » عن « أبي بكر » (٢).

وقد تتلمذ على « ابن سعدان » عدد كثير : فروى القراءة عنه عرضا وسماعا : « أحمد بن محمد بن واصل » وهو أجلّ أصحابه ، وأثبتهم فيه وجعفر بن محمد الآدمي ، وعبد الله بن محمد بن هاشم الزعفراني ، ومحمد بن جعفر بن الهيثم وغير هؤلاء كثير (٣).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ طبقات النحويين للزبيدي ٩٨ ، والفهرست ٧٥ ، وتاريخ بغداد ٥ / ٣٢٤ ، ونزهة الألباء ١٢٣ ، وإرشاد الأريب ٧ / ١٢ ، وإنباه الرواة ٣ / ١٤٠ ، وإشارة التعيين ، الورقة ٤٨ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٦٧ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) وتلخيص ابن مكتوم ٢١١ ، ونكت الهميان ٢٥٢ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٩٢ ، والبلغة ٢٢٣ ، ومعرفة القراء : ١ / ٢١٧ ، وغاية النهاية : ٢ / ١٤٣ ، وبغية الوعاة ج ١ / ١١١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٤٣.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٤٣.

٢٦١

وقد روى « ابن سعدان » الحديث عن عدد من العلماء منهم : « أبو معاوية ، وابن إدريس الاودي » وغيرهما (١).

كما روى عنه الحديث جماعة منهم : « عبد الله بن أحمد بن حنبل » وكان « ابن سعدان » من « الثقات » فقد وثقه « الخطيب » ، وغيره.

وكما كان « ابن سعدان » من علماء القراءات ، فقد كان أيضا من علماء النحو ، وله مصنفات مفيدة في العلمين منها : « كتاب القراءات ، وكتاب مختصر في النحو ، وكتاب في الحدود » (٢).

توفي « ابن سعدان » سنة إحدى وثلاثين ومائتين من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١٧.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١٧.

٢٦٢

رقم الترجمة / ١١٩

« سعد بن أبي وقّاص » رضي‌الله‌عنه ت ٥٥ هـ (١)

علم من حفاظ « القرآن الكريم » وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد الستة أهل الشورى ، وأحد من شهد « بدرا » والحديبية.

ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ في الطبقات ضمن علماء القراءات.

وقال : وردت عن « سعد بن أبي وقاص » الرواية في حروف القرآن.

وكان « سعد » قصيرا ـ أشنّ الأصابع ـ ذا هامة ـ آدم ـ جعد الشعر. أسلم « سعد » رضي‌الله‌عنه وهو ابن سبع عشرة ، ولنستمع إليه وهو يقول : ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت ، ولقد مكثت سبع ليال وإني لثلث الإسلام (٢).

ولقد كان « لسعد » المكانة المرموقة في العلم والمعرفة ، مما جعل الكثيرين يأخذون عنه : فقد حدث عنه عدد كثير أذكر منهم : ابن عمر ـ وعائشة ـ وابن عباس ـ والسائب بن يزيد ـ وقيس بن أبي حازم ـ ومجاهد ـ وشريح ـ وأبا عبد الرحمن السلمي ـ وعروة بن الزبير ـ وهناك عدد كثير.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ مسند أحمد ١ / ١٦٨ ـ ١٨٧ ، فتوح البلدان : ٣١٥ ، طبقات ابن سعد : ٣ / ١ / ٩٧. طبقات خليفة : ١٥ ، ١٢٦ ، تاريخ خليفة : ٢٢٣ ، التاريخ الكبير : ٤ / ٤٣ ، التاريخ الصغير : ١ / ٩٩ ، مشاهير علماء الأمصار : ت ١٠ ، حلية الأولياء : ١ / ٩٢ ، الاستيعاب : ٤ / ١٧٠ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٤٤ ، تاريخ ابن عساكر ٧ / ٦٦ / ٢ ، أسد الغابة : ٢ / ٣٦٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢١٣ ، تهذيب الكمال ٤٧٦ ، تاريخ الاسلام ٢ / ٢٨١ ، العبر ١ / ٦٠ ، نكت الهميان ١٥٥ ، العقد الثمين ٤ / ٥٣٧ ، غاية النهاية ١ / ٣٠٤ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٤٨٣ ، الاصابة ٤ / ١٦٠ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٤٧ ، تاريخ الخلفاء ٢٥٠ ، خلاصة تهذيب الكمال ١٣٥ ، كنز العمال : ١٣ / ٢١٣ ، شذرات الذهب ١ / ٦١.

(٢) أخرجه البخاري ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٩٧.

٢٦٣

وكان « سعد » أول من رمى بسهمه في الإسلام ، ولنستمع إليه وهو يقول : « ما جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبويه لأحد قبلي ، ولقد رأيته يقول : « يا سعد ارم فداك أبي وأمي » وإني لأول المسلمين رمى المشركين بسهمه ، ولقد رأيتني مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق السّمر (١).

كما كان « سعد » من الشجعان وكان سهمه لا يخطئ إلا نادرا ، يدل على ذلك قوله عن يوم أحد : فلقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يناولني النبل ويقول : « ارم فداك أبي وأمي » حتى إنه ليناولني السهم ما له من نصل فأرمي به ا هـ (٢).

وقال « الزهري » : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سريّة فيها : « سعد ابن أبي وقاص » إلى جانب من الحجاز يدعى « رابغ » وهو من جانب « الجحفة » فانكفأ المشركون على المسلمين فحماهم « سعد » يومئذ بسهامه ، فكان هذا أول قتال في الاسلام ، فقال سعد :

ألا هل أتى رسول الله أني

حميت صحابي بصدور نبلي

فما يعتدّ رام في عدوّ

بسهم يا رسول الله قبلي(٣)

ولقد أحبه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان يفاخر به ، يدلّ على ذلك ما يلي : فعن « جابر » رضي‌الله‌عنه قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أقبل « سعد » فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « هذا خالي فليريني امرؤ خاله » (٤)

__________________

(١) أخرجه أحمد ، والبخاري ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٩٨.

(٢) أخرجه أحمد ، والبخاري ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٩٩.

(٣) أخرجه ابن سعد وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٠١.

(٤) أخرجه الترمذي ، وابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١١٠.

٢٦٤

وعن « يحيى القطان » قال « سعد » : اشتكيت بمكة ، فدخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعودني ، فمسح وجهي وصدري وقال : « اللهم اشف سعدا » فما زلت يخيّل إليّ أني أجد برد يده صلى‌الله‌عليه‌وسلم على كبدي حتى الساعة » ا هـ (١).

وكان « سعد » رضي‌الله‌عنه حينما أسلم صادقا في إسلامه لم تؤثر فيه العواطف ، يوضح ذلك ما يلي : فعن « مسلمة بن علقمة » أن « سعدا » رضي‌الله‌عنه قال : نزلت هذه الآية فيّ : ( وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما ) (٢).

قال : كنت برّا بأمي ، فلما أسلمت ، قالت : يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت؟ لتدعنّ دينك هذا ، أو لا آكل ، ولا أشرب حتى أموت ، فتعيّر بي ، فيقال : يا قاتل أمه. قلت : لا تفعلي يا أمه إني لا أدع ديني هذا لشيء ، فمكثت يوما وليلة لا تأكل ولا تشرب وأصبحت وقد جهدت ، فلما رأيت ذلك قلت : يا أمه تعلمين والله لو كان لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ، ما تركت ديني ، إن شئت فكلي أو لا تأكلي ، فلما رأت ذلك أكلت ا هـ (٣).

كما كان رضي‌الله‌عنه من المتواضعين الذين لا يحبون الظهور : فعن « عامر ابن سعد » قال : كان أبي في غنم له ، فجاء ابنه « عمر » فلما رآه قال : أعوذ بالله من شرّ هذا الراكب ، فلما انتهى إليه قال : يا أبت أرضيت أن تكون أعرابيا في غنمك ، والناس يتنازعون في الملك بالمدينة ، فضرب صدر « عمر » وقال : اسكت فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : « إن الله عزوجل يحب العبد التقيّ الغنيّ الخفيّ » ا هـ (٤)

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١١٠.

(٢) سورة العنكبوت الآية ٨.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٠٩.

(٤) أخرجه مسلم وأحمد.

٢٦٥

ولصدق « سعد » في إسلامه ، وقوة إيمانه بشرّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأنه من أهل الجنة يدلّ على ذلك الخبران التاليان : فعن « ابن عمر » رضي‌الله‌عنهما قال : كنا جلوسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : « يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة » فطلع « سعد بن أبي وقاص » ا هـ (١).

وعن « عبد الله بن عمرو » رضي‌الله‌عنهما أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : « أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة » فدخل « سعد بن أبي وقاص » ا هـ (٢).

ولمكانة « سعد » عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا له بأن يكون مستجاب الدعاء ، يوضح ذلك الحديث التالي : فعن « ابن عباس » رضي‌الله‌عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال « يوم أحد » : « اللهم استجب لسعد ثلاث مرّات » ١ هـ (٣).

ومنذ دعاء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم « لسعد » باستجابة الدعاء ، كان لا يدعو بشيء إلا استجاب الله له ، وهناك أكثر من دليل على ذلك ، ولكني أكتفي بالدليل التالي : فعن « مصعب بن سعد » أن رجلا نال من « عليّ » رضي‌الله‌عنه ، فنهاه « سعد » فلم ينته ، فدعا عليه ، فما برح حتى جاء بعير نادّ فخبطه حتى مات ا هـ.

توفي « سعد » سنة خمس وخمسين من الهجرة ، وهو ابن اثنتين وثمانين وكان « سعد » آخر المهاجرين وفاة. رضي الله عن « سعد بن أبي وقاص » وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) أخرجه الحاكم وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٠٨.

(٢) ذكره صاحب الكنز وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٠٨.

(٣) ذكره صاحب الكنز وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١١١.

٢٦٦

رقم الترجمة / ١٢٠

« سعيد بن جبير » ت ٩٥ هـ (١)

أحد مشاهير علماء التابعين ، الإمام الكبير ، الحافظ ، المقرئ ، المفسر ، العالم ، العابد.

قرأ القرآن على « ابن عباس » رضي‌الله‌عنه.

وكان « سعيد بن جبير » مدرسة وحده في تعليم القرآن ، فقد قرأ عليه عدد كبير ، في مقدمتهم : « أبو عمرو بن العلاء البصري ، إمام البصرة » في القراءات ، واللغة ، والنحو ، ولا زالت قراءة « أبي عمرو بن العلاء » من القراءات المتواترة يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن.

كما أخذ « سعيد بن جبير » الحديث عن عدد من الصحابة ، والتابعين ، منهم : « ابن عباس ، وعائشة ، وأبو موسى الأشعري ، والضحاك بن قيس ، وأبو سعيد الخدري وآخرون.

وكما كان « سعيد بن جبير » إماما في القراءات ، كذلك كان حجة في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقد حدث عنه عدد كثير منهم : أبو صالح

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ طبقات ابن سعد ٦ / ٢٥٦ ، الزهد لأحمد ٣٧٠ ، طبقات خليفة ت ٢٥٣٤ ؛ تاريخ البخاري ٣ / ٤٦١ ، المعارف ٤٤٥ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٧١٢ ، أخبار القضاة ٢ / ٤١١ ، الجرح والتعديل القسم الاول من المجلد الثاني : ٩ ، الحلية ٤ / ٢٧٢ ، أخبار أصبهان ١ / ٣٢٤ ، طبقات الفقهاء للشيرازي ٨٢ ، تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول من الجزء الأول ٢١٦ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٧١ ، تهذيب الكمال ٤٨٠ ، تاريخ الاسلام ٤ / ٢ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٧١ ، العبر ١ / ١١٢ ، تذهيب التهذيب ٢ / ١٣ ب ، البداية والنهاية ٩ / ٩٦ ، ٩٨ ، العقد الثمين ٤ / ٥٤٩ ، غاية النهاية ت ١٣٤٠ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١١ ، النجوم الزاهرة ١ / ٢٢٨ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٣١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٣٦ ، طبقات المفسرين ١ / ١٨١ ، شذرات الذهب ١ / ١٠٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٢١ ، معرفة القراء الكبار : ١ / ٦٨.

٢٦٧

السمّان ، وآدم بن سليمان ، وأيوب السختياني ، وثابت بن عجلان ، وسليمان الطويل ، وسليمان الأعمش ، وطلحة بن مصرّف ، وآخرون (١).

وقد ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ومن يقرأ سيرة « سعيد بن جبير » يجده كان رحمه‌الله تعالى من المتعلقين بقراءة القرآن ، يوضح ذلك الأخبار التالية : قال « القاسم بن أبي أيوب » : سمعت « سعيدا » يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة : ( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ) (٢). وقال « هلال بن يساف » : دخل « سعيد بن جبير » الكعبة » فقرأ « القرآن » في ركعة ا هـ (٣).

وقال « وقاء بن إياس » : كان « سعيد بن جبير » يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ، وكانوا يؤخرون العشاء (٤). وعن « عبد الملك بن أبي سليمان » : كان « سعيد بن جبير » يختم القرآن في كل ليلتين (٥).

كما كان « سعيد بن جبير » رحمه‌الله تعالى من الذين يخشون الله حقّ خشيته ، ويبكون خوفا من عذابه حتى عدّ من الزهاد : فعن « القاسم الأعرج » قال : كان « سعيد بن جبير » يبكي من الليل حتى عمش ا هـ (٦).

وروى « الثوري » عن « حماد » قال « سعيد » : قرأت القرآن في ركعتين في الكعبة ا هـ (٧).

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٢.

(٢) ذكره « أبو نعيم » في الحلية ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٤. والآية : سورة البقرة : ٢٨١.

(٣) ذكره أحمد في الزهد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٤.

(٤) ذكره ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٤.

(٥) ذكره ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٥.

(٦) ذكره « أبو نعيم » في الحلية ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٣٣.

(٧) أخرجه ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٣٣.

٢٦٨

وقال « سعيد بن جبير » : لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد عليّ قلبي ا هـ (١). وروى « قيس بن الربيع » عن « الصعب بن عثمان » قال : قال « سعيد بن جبير » ما مضت عليّ ليلتان منذ قتل « الحسين بن علي » رضي‌الله‌عنهما إلا أقرأ فيهما القرآن ، إلا مريضا أو مسافرا ا هـ (٢).

وقال « أبو نعيم » : حدثنا إبراهيم بن عبد الله عن « سعيد ابن عبيد » قال : « كان سعيد بن جبير إذا أتى على هذه الآية : ( فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ) (٣) رجّع فيها ورددها مرتين أو ثلاثا » (٤).

كما كان « سعيد بن جبير » رحمه‌الله تعالى ينطق بالحكمة ويعلّمها الناس وهناك الكثير من ذلك : قال « ضرار بن مرّة » : قال « سعيد بن جبير » : « التوكل على الله جماع الإيمان وكان يدعو ويقول : اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك ، وحسن الظن بك » ا هـ (٥). وقال « عطاء بن دينار » : قال « سعيد بن جبير » : إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك ، فتلك الخشية ، والذكر : طاعة الله ، فمن أطاع الله فقد ذكره ، ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن ا هـ (٦).

وقال « هلال بن حبيب » : قلت : « لسعيد بن جبير » : ما علامة هلاك الناس؟ قال : إذا ذهب علماؤهم ا هـ (٧).

__________________

(١) ذكره أحمد في الزهد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٣٤.

(٢) ذكره ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٣٦.

(٣) سورة غافر الآية ٧٠ ، ٧١.

(٤) ذكره أبو نعيم ، انظر حلية الاولياء ج ٤ ص ٢٧٢.

(٥) ذكره أبو نعيم ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٥.

(٦) ذكره أبو نعيم ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٦.

(٧) ذكره أبو نعيم ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٦.

٢٦٩

وكان « سعيد بن جبير » يعمل جهد طاقته لنشر العلم بين الناس : فعن « حبيب بن أبي ثابت » قال : قال لي « سعيد بن جبير » : لأن أنشر العلم أحبّ إليّ من أن أذهب إلى قبري ا هـ (١).

ونظرا لشدّة إخلاص « سعيد بن جبير » وعمله المستمرّ في تعليم القرآن وشرح معانيه للمسلمين ، استحق ثناء المسلمين عليه ، يبين ذلك النصوص التالية : فعن « جعفر بن أبي المغيرة » قال : كان « ابن عباس » رضي‌الله‌عنهما إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول : أ ليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير (٢).

وروى « ابن مهدي » عن « سفيان » قال : لقد مات « سعيد بن جبير » وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه ا هـ (٣).

وروى « عبد السلام بن حرب » عن « خصيف » قال : كان أعلمهم بالقرآن « مجاهد » وأعلمهم بالحج « عطاء » وأعلمهم بالحلال والحرام « طاوس » وأعلمهم بالطلاق « سعيد بن المسيب » وأعلمهم لهذه العلوم « سعيد بن جبير » ا هـ (٤).

استشهد « سعيد بن جبير » سنة خمس وتسعين من الهجرة ، عن سبع وخمسين سنة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وشرحه ، وتعليم سنة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. رحم الله « سعيد بن جبير » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) ذكره ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٦.

(٢) ذكره ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٥.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٢٥.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٤١.

٢٧٠

رقم الترجمة / ١٢١

« سقلاب بن شيبة » ت ١٩١ هـ (١)

هو : سقلاب بن شيبة ، أبو سعيد المصري ، الإمام المشهور.

ذكره « الذهبي » ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « سقلاب » القرآن على خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم « الامام نافع بن أبي نعيم » قارئ المدينة المنورة ، والقارئ الاول بالنسبة لائمة القراءات (٢). وقد روى « القرآن » عن « سقلاب » عدد كثير منهم : « يوسف بن عمرو الازرق ، ويونس بن عبد الأعلى » (٣).

توفي « سقلاب » سنة إحدى وتسعين ومائة من الهجرة. رحم الله « سقلاب » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام ، الورقة ٢١٥ ( آيا صوفيا ٣٠٠٦ ) والمشتبه ٣٥٣ ، وغاية النهاية ١ / ٣٠٨ ، ومعرفة القراء : ١ / ١٦٠.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٦٠.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٦٠.

٢٧١

رقم الترجمة / ١٢٢

« سلاّم المزني » ت ١٧١ هـ (١)

الإمام ، الحجة ، القارئ ، الثقة ، الفصيح ، النحوي. هو : سلام ابن سليمان أبو المنذر المزني مولاهم البصري. قارئ الكوفة المعروف بالخراساني ، شيخ يعقوب الحضرمي الإمام الثامن من أئمة القراءات. ومما تجدر الإشارة إليه أن « سلاّما » هذا غير « سلاّم الطويل » المدائني ، المعروف بالخراساني ، ويكني أبا سليمان ، ولا يميز بينهما إلا الحذاق لأنهما في طبقة واحدة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « سلام المزني » القراءة على مشاهير علماء عصره منهم : عاصم بن أبي النّجود ، وأبو عمرو بن العلاء ، وعاصم الجحدري ، والحسن بن أبي الحسن ، ويونس بن عبيدة ، وابن جريج ، وابن أبي فديك ، وابن أبي مليكة ، وسفيان بن عيينة ، وآخرون.

وقد اشتهر سلاّم المزني بالقراءة والاقراء بالكوفة. وتتلمذ عليه عدد كثير منهم : يعقوب الحضرمي ، وهارون بن موسى الأخفش ، وإبراهيم بن الحسن العلاف ، وأيوب بن المتوكل ، وآخرون.

كما حدث عنه كثيرون ، منهم : عبيد الله بن محمد ، ومحمد بن سلام

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ التاريخ الكبير ٤ / ١٣٤ ، والجرح والتعديل ٤ / ٢٥٩ ، والكاشف ١ / ٤١٣ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٧٧ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٣٢ ، وغاية النهاية ١ / ٣٠٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٤٢ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٨٤ ، وانظر « تهذيب الكمال ».

٢٧٢

الجمحي ، وعبد الواحد بن غياث ، وزيد بن الحباب ، وآخرون. ولقد بلغ « سلام المزني » بين قومه المكانة السامية والمنزلة الرفيعة مما استحق الثناء عليه.

يقول « يعقوب بن إسحاق » : لم يكن في وقت « سلام أبي المنذر » أعلم منه وكان فصيحا نحويّا.

وقال « زكريا بن يحيى الساجي » : « سلام أبو المنذر » صدوق ، كان صاحب سنة. توفي سنة إحدى وسبعين ومائة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحم الله سلام المزني رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٢٧٣

رقم الترجمة / ١٢٣

« سليمان الأعمش » ت ١٤٨ هـ (١)

شيخ القراء والمحدثين ، الحافظ ، الثقة ، العالم بالفرائض : هو سليمان بن مهران ، الأسدي ، الكوفي.

ولد « سليمان الأعمش » بقرية « أمة » من أعمال « طبرستان » سنة إحدى وستين هـ. وقدم به والداه إلى الكوفة طفلا.

قال « أحمد بن عبد الله العجلي » : الأعمش ثقة ثبت. كان محدث الكوفة في زمانه ، وكان يقرئ القرآن وهو رأس فيه ، وكان فصيحا ، وكان لا يلحن حرفا ، وكان عالما بالفرائض.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قال « الذهبي » : ورد أن « الأعمش » قرأ القرآن على « زيد بن وهب ، وزر بن حبيش ، وإبراهيم النخعي » ، وأنه عرض القرآن على « أبي العالية الرياحي ، وعلى مجاهد ، وعاصم بن بهدلة ، وأبي حصين » (٢).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ طبقات ابن سعد ٦ / ٣٤٢ ، تاريخ خليفة ٢٣٢ ، ٤٢٤ ، طبقات خليفة ١٦٤ ، التاريخ الصغير ٢ / ٩١ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٤٦ ، مشاهير علماء الأمصار ١١١ ، حلية الأولياء ٥ / ٤٦ ، تاريخ بغداد ٩ / ٣ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٥٨٩ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٠٠ ، تهذيب الكمال ٥٤٨ ، تهذيب التهذيب ٢٠ / ٥ / ٢ ، تاريخ الاسلام ٦ / ٧٥ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٢٦ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٩٤ ، والعبر ١ / ٢٠٩ ، والكاشف ١ / ٤٠١ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٢٤ ، ومرآة الجنان ١ / ٣٠٥ ، ووفيات ابن قنفذ ١٢٧ ، وغاية النهاية ١ / ٣١٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٣١ ، ولسان الميزان ٦ / ٥٦٩ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٠ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٦٧ ، وخلاصة تهذيب الكمال ١٥٥ ، وشذرات الذهب ١ / ٢٢٠ ، وروضات الجنات ٤ / ٧٥.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٣٤.

٢٧٤

قال « الأعمش » : قرأت القرآن على « يحيى بن وثاب » ، وقرأ يحيى على « علقمة » وقرأ هو على « عبد الله بن مسعود » وقرأ « عبد الله بن مسعود » على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

وقد روى « الأعمش » عن كثيرين من خيرة علماء عصره منهم : « زيد ابن وهب ، وأبو عمرو الشيباني ، وإبراهيم النخعي ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وغيرهم كثير (٢).

كما روى عن « الأعمش » عدد كثير ، لأن الناس كانوا يأتون اليه من كل فجّ للأخذ عنه. فمن هؤلاء : « الحكيم بن عيينة ، وطلحة بن مصرّف ، وحبيب ابن أبي ثابت ، وصفوان بن سليم ، وسهيل بن أبي صالح ، وأبان بن تغلب » وآخرون (٣).

وكان « الأعمش » رحمه‌الله تعالى من الزهاد ، وهناك أكثر من دليل على ذلك ولكنني أكتفي بذكر ما يلي : قال « ابن عيينة » : رأيت « الأعمش » لبس فروا مقلوبا ، تسيل خيوطه على رجليه ، ثم قال : أ رأيتم لو لا أني تعلمت العلم ، من كان يأتيني لو كنت بقّالا؟ (٤).

وكان « الأعمش » رحمه‌الله تعالى من الثقات. فعن « ابن معين » قال : الأعمش ثقة ، وقال « النسائي » : الأعمش ثقة ثبت (٥). وقال « عبد الله بن محمد » : حدثنا « زياد بن أيوب » قال : سمعت « هشيما » يقول : « ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله ولا أجود من « الأعمش » (٦).

__________________

(١) انظر حلية الأولياء ج ٥ ص ٤٦.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٢٧.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٢٧.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٢٨.

(٥) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٤٧.

(٦) انظر حلية الأولياء ج ٥ ص ٥٠.

٢٧٥

وقال « إبراهيم بن عرعرة » : سمعت « يحيى بن القطان » إذا ذكر الأعمش يقول : كان من النسّاك ، وكان محافظا على الصلاة في الجماعة ، وعلى الصف الاول (١). قال : « منصور بن الأسود » : سألت « الأعمش » عن قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (٢). قال : سمعتهم يقولون : إذا فسد الناس أمّر عليهم شرارهم ا هـ (٣). وقال « قبيصة » حدثنا « سفيان الثوري » عن « الأعمش » في معنى قوله تعالى : ( وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ ) (٤) قال : معنى ذلك : مثل زاد الراعي ا هـ (٥).

وقال « وكيع » كان « الأعمش » قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الاولى ، واختلفت إليه قريبا من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة ا هـ (٦).

ونظرا لأن حياة « الأعمش » كانت مليئة بتعليم القرآن ، وسنّة سيد الأنام كما كان من العباد الذين لم تغرهم الدنيا بزخارفها ، فقد استحق ثناء الناس عليه ، وهذه بعض الأدلة على ذلك : قال « يحيى القطان » : كان « الأعمش » علاّمة الإسلام (٧).

وقال « سفيان بن عاصم » : سمعت « القاسم أبا عبد الرحمن » يقول : « ما أحد أعلم بحديث « ابن مسعود » من « الأعمش » ا هـ (٨).

__________________

(١) انظر حلية الأولياء ج ٥ ص ٥٠.

(٢) سورة الأنعام الآية ١٢٩.

(٣) انظر حلية الأولياء ج ٥ ص ٥٠.

(٤) سورة الحديد الآية ٢٠.

(٥) انظر حلية الأولياء ج ٥ ص ٥١.

(٦) انظر حلية الأولياء ج ٥ ص ٤٩.

(٧) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٢٨.

(٨) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٣٣.

٢٧٦

وقال « ابن عيينة » : سبق « الأعمش » الناس بأربع : كان أقرأهم للقرآن ، وأحفظهم للحديث ، وأعلمهم بالفرائض ، وذكر خصلة أخرى ا هـ (١).

وقد ذكر « الذهبي » وغيره أن « الأعمش » رأى « أنس بن مالك » رضي‌الله‌عنه وروى عنه الحديث ، وقد اقتبست من مروياته ما يلي : قال « الفضل بن موسى » : حدثنا « الأعمش » عن « أنس بن مالك » قال : كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر ، فمرّ على شجرة يابسة فضربها بعصا كانت في يده ، فتناثر الورق ، فقال : « إنّ سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها » ا هـ (٢).

وقال « أبو نعيم » : حدثنا « الأعمش » عن « أبي صالح » عن « أبي هريرة » قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « ليس المسكين الذي تردّه التمرة والتمرتان ، ولا اللقمة واللقمتان ، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس ، ولم يفطن بمكانه فيعطى » ا هـ (٣).

وقال « يحيى بن معين » : حدثنا « حفص بن غياث » عن « الأعمش » عن « أبي صالح » عن « أبي هريرة » رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلى عليه وسلّم : « من أقال مسلما عثرته ، أقاله الله يوم القيامة » ا هـ (٤).

توفي « الأعمش » بالكوفة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة سيّد الأنام ، رحم الله « الأعمش » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٤٦.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٤٠.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٤٢.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٤٣.

٢٧٧

رقم الترجمة / ١٢٤

« سليمان بن خلاّد » ت ٢٦١ هـ (١)

هو : سليمان بن خلاد ، أبو خلاد النحوي السامري المؤدب.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « سليمان بن خلاد » القرآن على خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « أبو محمد اليزيدي ، وإسماعيل بن جعفر » (٢).

وقد تتلمذ على « سليمان » وأخذ عنه القراءة عدد كثير منهم : « القاسم بن محمد بن بشار ، ومحمد بن أحمد بن قطن ، وعلي بن أحمد بن مروان ، وبكر بن أحمد السراويلي ، وأحمد بن حمدان الفرائضي ، ومحمد بن أحمد بن شنبوذ » وآخرون (٣).

وقد أخذ « سليمان بن خلاد » الحديث عن خيرة العلماء منهم : « يزيد بن هارون ، ووهب بن جرير » وغيرهما.

كما حدث عن « سليمان بن خلاد » عدد لا بأس به منهم : « أبو بكر بن داود ، ومحمد بن مخلد ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ».

توفي « سليمان بن خلاد » سنة إحدى وستين ومائتين من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجرح والتعديل ٤ / ١١٠ ، وتاريخ بغداد ٩ / ٥٣ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٩٤ ، وغاية النهاية ١ / ٣١٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣١٣.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣١٣.

٢٧٨

رقم الترجمة / ١٢٥

« سليمان بن داود » ت ٢٥٣ هـ (١)

هو : سليمان بن داود بن حمّاد بن سعد ، أبو الربيع المصري. ولد « سليمان » سنة ثمان وسبعين ومائة من الهجرة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « سليمان بن داود » القرآن على مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « ورش » إمام القراءة في مصر ، وهو أحد رواة « الإمام نافع » قارئ المدينة المنورة (٢).

وقد تلقى « القرآن » على « سليمان بن داود » عدد كثير ، وفي مقدمتهم : « محمد بن عبد الرحيم » الأصبهاني ، وقد عرض عليه كما يقول « ابن الجزري » : إحدى وثلاثين ختمة (٣).

وقد روى « سليمان بن داود » الحديث عن خيرة علماء عصره منهم : « ابن وهب ، وأشهب ، وعبد الملك الماجشون » ، وآخرون (٤) كما حدث عنه عدد كثير ،

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجرح والتعديل ٤ / ١١٤ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٢٤٢ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) والكاشف ١ / ٣٩١ ، والديباج المذهب ١ / ٣٧٥ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٨٣ ، وغاية النهاية ١ / ٣١٣ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٨٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٢٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٢ ، ٤٨٦ ، ٢٤٧ ، وشجرة النور : ١ / ٦٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣١٣.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣١٣.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٨٣.

٢٧٩

منهم : « أبو داود ، والنسائي » في السّنن ، وعمر بن محمد بن بجير ، ومحمد بن زبّان المصري ، وآخرون (١).

ولقد كان « سليمان بن داود » من خيرة العلماء ، مما استحقّ الثناء عليه ، وفي هذا المعنى يقول « أبو سعيد بن يونس » : كان « سليمان » فقيها على مذهب الإمام مالك ، وكان رجلا زاهدا ا هـ (٢).

وقال « أبو داود السجستاني » : « قلّ من رأيت في فضله » ا هـ (٣).

توفي « سليمان بن داود » أول ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين ومائتين من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « سليمان بن داود » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٨٣.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٨٤.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٨٤.

٢٨٠