معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ٩٧

« ابن خشنام المالكي » ت ٣٧٧ هـ (١)

هو : علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام المالكي أبو الحسن البصري الدلال ، شيخ مشهور ومن الصالحين.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « ابن خشنام » القراءة القرآنية عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : أبو بكر محمد بن موسى الزينبي ، ومحمد بن يعقوب بن الحجاج المعدل (٢).

اشتهر « ابن خشنام » بالصدق ، والثقة ، والعدل ، وجودة القراءة ، فأقبل عليه الطلاب ، وحفاظ القرآن وتتلمذ عليه الكثيرون وفي مقدمتهم : « القاضي أحمد بن عبد الله بن عبد الكريم ، وأبو الحسن طاهر بن غلبون ، ومسافر بن الطيب ، ومحمد ابن الحسين الكارزيني ، وعلي بن أحمد الجوردكيّ ، وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد الفارسي ، وأبو أحمد عبد السلام بن الحسين ، والحسن بن محمد بن الفحام وغير هؤلاء » (٣).

اشتهر « ابن خشنام » بالثقة بين العلماء ، مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الإمام الداني » : « كان « ابن خشنام » خيرا فاضلا وكان من المياسير فتصدق بماله ، وكان الغالب عليه الزهد » ا هـ (٤).

توفي « ابن خشنام » بالبصرة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ غاية النهاية ج ١ ص ٥٦٢ ـ ٥٦٣.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٣٦.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٦٢.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٦٢.

٢٢١

رقم الترجمة / ٩٨

« الخضر بن الهيثم » ت ٣١٠ هـ (١)

هو : الخضر بن الهيثم بن جابر بن الحسين الطوسي أبو القاسم مقرئ متصدر. ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « الخضر » القرآن عن مشاهير العلماء منهم : « الحسن بن مالك الأشناني ، وحفص بن عدي ، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل ، وأبو شعيب السوسي ، وعمر ابن شبّة ، وهبيرة بن محمد التمار ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، والليث بن مقاتل المرّي ، وعبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي ، ومحمد بن يعقوب السمرقندي ، ونصر بن داود » وآخرون (٢).

وقد تصدر « الخضر » لتعليم القرآن فتتلمذ عليه عدد كثير منهم : « أحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي ، وأحمد بن عبد الله الجبّي » شيخا الأهوازي ، وآخرون (٣).

قال « ابن الجزري » توفي الخضر بن الهيثم فيما أحسب قريب سنة عشر وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحم الله الخضر بن الهيثم رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام ( ٣٠١ ـ ٣١٠ ) ( الورقة ٥٣ ، أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩ ) ومعرفة القراء الكبار : ٢٥٣ ، وغاية النهاية ج ١ / ٢٧٠.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٧٠.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٣.

٢٢٢

رقم الترجمة / ٩٩

« خلف بن هشام البزّار » ت ٢٢٩ هـ (١)

أحد أئمة القراءات بالكوفة ، الثقة الكبير ، الزاهد ، العابد ، العالم ، الورع.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة ، من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

كان « خلف البزار » من المبكرين في حفظ « القرآن ». فقد حفظه وهو ابن عشر سنين ، كما انقطع لطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة (٢). وكان « خلف البزار » من الثقات ، فقد وثقه « ابن معين ، والنسائي » كما كان رحمه‌الله تعالى من المحبين للعلم ، مهما كلفه ذلك.

يقول « الذهبي » : قال « حمدان بن هانئ » : سمعت « خلف بن هشام » يقول : أشكل عليّ باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حذقته (٣). كما كان رحمه‌الله تعالى من الذين يتمثلون قول الله تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ ) (٤) فكان يعتز بنفسه ، ويكرمها من أجل القرآن. والدليل على ذلك ما يلي : يقول « أحمد بن إبراهيم » ورّاقة : سمعت « خلفا » يقول : قدمت « الكوفة » إلى « سليم » فقال : ما أقدمك؟ قلت : أقرأ على « أبي بكر ابن عياش » فدعا ابنه وكتب معه ورقة إلى « أبي بكر » لم أدر ما كتب فيها ، فأتيناه فقرأ الورقة وصعّد

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ طبقات ابن سعد ٧ / ٨٧ ، وتاريخ البخاري الكبير ٣ / ١٩٦ ، والصغير ٢ / ٣٥٨ ، والجرح والتعديل ٣ / ٣٧٢ والمعارف ٥٣١ ، والفهرست ٣١ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٣٢٢ ، واللباب ١ / ١٤٦ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٤١ ، والعبر ١ / ٤٠٤ ، ودول الاسلام ١ / ١٠٠ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٠٨ ، والكاشف ١ / ٢٨٢ ، ومرآة الجنان ١ / ٩٨ ، وغاية النهاية ، ١ / ٢٧٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٥٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٥٦ ، وطبقات المفسرين ١ / ١٦٣ ، وخلاصة تذهيب الكمال ١٠٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ٦٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٧٣.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٢١٩.

(٤) سورة الإسراء الآية ٧٠.

٢٢٣

فيّ النظر ثم قال : أنت « خلف » قلت : نعم ، قال : أنت الذي لم تخلف ببغداد أقرأ منك؟ فسكتّ ، فقال لي : اقعد ، هات اقرأ ، قلت : عليك؟ قال : نعم ، قلت : لا والله لا أقرأ على من يستصغر رجلا من حملة القرآن ، ثم خرجت ، فوجّه إلى « سليم » فسأله أن يردّني فأبيت » ا هـ (١).

ولقد تتلمذ « خلف البزار » على مشاهير علماء عصره ، وأخذ عنهم القرآن ، وحروف القراءات ، منهم :

١ ـ سليم بن عيسى ، عن « حمزة الكوفي » الإمام السادس من الأئمة العشرة المشهورين.

٢ ـ يعقوب بن خليفة الأعمش عن أبي بكر شعبة بن عياش.

٣ ـ أبو زيد : سعيد بن أوس الأنصاري ت ٢١٥ هـ.

وقرأ كل من « أبي بكر بن عياش ، وأبي زيد الأنصاري » على عاصم الكوفي ت ١٢٧ هـ وسند « عاصم » متصل برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

من هذا يتبين أن قراءة « خلف البزّار » صحيحة ، ومتصلة السند برسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن. وقد تلقيتها وقرأت بها ، والحمد لله رب العالمين.

كما تتلمذ على « خلف البزّار » عدد كثير منهم :

١ ـ إسحاق بن إبراهيم بن عثمان الورّاق ت ٢٨٦ هـ.

٢ ـ أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم البغدادي ت ٢٩٣ هـ.

توفي « خلف البزار » في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ، ببغداد بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وقراءاته. رحم الله « خلف البزّار » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٢٧٣.

٢٢٤

رقم الترجمة / ١٠٠

« ابن خليع » ت ٣٥٦ هـ (١)

هو : علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع أبو الحسن البجلي البغدادي ، الخياط ، القلانسي مقرئ ضابط ثقة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « ابن خليع » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : أبو بكر يوسف ابن يعقوب الأصم ، وزرعان بن أحمد ، وأحمد بن حرب المعدل ، وعلي بن عثمان الجوهري ، ومسلم بن عبيد الله ، وغير هؤلاء (٢).

تصدر « ابن خليع » لتعليم القرآن ، وذاع صيته واشتهر بين الناس بالإتقان وصحة القراءة فأقبل عليه طلاب العلم وحفاظ القرآن وتتلمذ عليه الكثيرون. وفي مقدمتهم : « أبو القاسم بكر بن شاذان ، وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران ، ومحمد بن عبد الله الحربي ، وأبو الحسن الحمامي ، وأبو الفرج النهرواني ، وأبو الحسن بن العلاف. وأبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام ، وأبو الفرج عبيد الله بن عمر المصاحفي ، وأحمد بن عبد الله السوسنجردي » (٣).

كان « ابن خليع » من الثقات المشهورين بصحة القراءة مما استوجب الثناء عليه ، حول هذا المعنى يقول « ابن الجزري » : « كان « ابن خليع » مقرئا ضابطا ثقة » (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام وفيات ٣٥٦ ، وغاية النهاية ج ١ ص ٥٦٦.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٦٦.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣١٣.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٦٦.

٢٢٥

توفي « ابن خليع » يوم الخميس بعد العصر لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلاثمائة من الهجرة وهو في عشر الثمانين بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحمه‌الله « ابن خليع » رحمة واسعة. وجزاه الله أفضل الجزاء.

٢٢٦

رقم الترجمة / ١٠١

« ابن خيرون » ت ٣٠٦ هـ (١)

هو : محمد بن عمر بن خيرون ، أبو عبد الله المعافري الأندلسي ، شيخ القراء بالقيروان.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « ابن خيرون » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر بن سيف ، وإسماعيل النحاس ، ومحمد بن سعيد الأنماطي ، وعبيد الله بن محمد » وآخرون. رحل « ابن خيرون » إلى « القيروان » واستوطنها ، واشتغل بتعليم القرآن وبخاصة قراءة « نافع » المدني الإمام الاول بالنسبة لأئمة القراءات.

وفي هذا يقول « ابن الجزري : « قدم » ابن خيرون » القيروان بقراءة نافع ، وكان الغالب على تلك البلاد قراءة « حمزة » ولم يكن يقرأ لنافع إلا خواص الناس ، فلما قدم « ابن خيرون » القيروان اجتمع عليه الناس ورحل إليه القراء من الآفاق. وألف كتاب « الابتداء والتمام » وكتاب « الألفات واللامات » (٢).

وكان « ابن خيرون » من المعلمين الحذاق ، الذين يحرصون على صحة القراءة مهما كلفهم ذلك من جهد وشدة.

حول هذه المعاني يقول « الإمام الداني » : « وكان ابن خيرون يأخذ أخذا

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ بغية الملتمس ١١٣ ، والتكملة لابن الأبار ١ / ٣٦٠ ، وتاريخ الاسلام الورقة ٢٩ ، وغاية النهاية ج ٢ ص ٢١٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢١٧.

٢٢٧

شديدا على مذهب المشيخة من أصحاب ورش ، وسلك أصحابه في ذلك طريقة ، وكذلك من أخذ عنهم إلى اليوم ، وكان ثقة مأمونا. وإماما في قراءة نافع من رواية ورش عنه » ، ا هـ (١).

وقد روى القراءة عن « ابن خيرون » عدد كثير منهم : ابناه محمد وعلي ، وأبو جعفر أحمد بن أبي بكر وأبو بكر الهوّاري المعلم ، وعبد الحكيم بن إبراهيم ، وغيرهم (٢).

وقد احتل « ابن خيرون » مكانة سامية بين العلماء وعامة المسلمين مما استوجب الثناء عليه ، حول هذه المعاني يقول « الذهبي » : « كان « ابن خيرون » رجلا صالحا فاضلا كريم الأخلاق ، إماما في القراءة شديد الأخذ ، ولم يكن يقرأ أهل إفريقية بحرف نافع إلا خواص الناس حتى قدم « ابن خيرون » فاجتمع عليه الناس » ا هـ (٣).

توفي « ابن خيرون » بمدينة « سوسة » يوم الاثنين في نصف شعبان سنة ست وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ورواياته. رحم الله « ابن خيرون » رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢١٧.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٣.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٣.

٢٢٨

رقم الترجمة / ١٠٢

« داود المصريّ » ت ٢٢٣ هـ (١)

هو : داود بن أبي طيبة هارون بن يزيد أبو سليمان ، المصري ، النحوي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « داود المصري » القرآن على خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : قارئ الديار المصرية ، « ورش » أحد رواة « الإمام نافع » الإمام الأول بالنسبة للقراء المشهورين ، ولا زالت قراءة « ورش » يتلقاها المسلمون بالرضا والقبول. حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

وبعد أن تحقق « داود المصري » من قراءته على « ورش » عرض « القرآن » على « عليّ بن كيسه » صاحب سليم (٢).

وقد تتلمذ على « داود المصري » عدد كثير منهم : « ابنه : عبد الرحمن ، وحبيب بن إسحاق القرشي ، وأحمد بن أبي حمّاد ، وعبد الرحمن بن أحمد القيرواني ، والحسن بن زياد ، وعبيد بن محمد البزّار » وغيرهم كثير (٣).

وكان « داود المصري » من الزهاد الصالحين المتمسكين بكتاب الله. ولما توفي رآه بعض الصالحين في النوم فقال له : إلى ما صرت؟ قال رحمني الله بتعليم القرآن (٤).

توفي « داود المصري » في شوال سنة ثلاث وعشرين ومائتين. رحم الله « داود المصري » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام ، الورقة ( أيا صوفيا ٢٠٠٧ بخطه ) ومعرفة القراء الكبار : ١ / ١٨٢ ، وغاية النهاية ١ / ٢٧٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٦.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٨٢.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٧٩.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٨٣.

٢٢٩

رقم الترجمة / ١٠٣

« أبو دحية المصريّ » (١)

هو : معلّى بن دحية بن قيس أبو دحية المصري راو مشهور. ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « أبو دحية » القرآن عن خيرة علماء عصره. فقد قرأ القرآن وجوده على « الإمام نافع » المدني ، وهو الإمام الاول بالنسبة إلى أئمة القراءات المشهورين (٢). وقد أخذ القرآن على « أبي دحية » عدد كثير منهم : « يونس بن عبد الأعلى ، وأبو مسعود المدني ، وعبد الصمد بن عبد الرحمن ، وعبد القوي بن كمّونة.

كما روى الحروف عن « أبي دحية » هشام بن عمّار ، أحد رواة « الإمام ابن عامر الدمشقي » المشهورين.

كما أخذ الحروف عن « أبي دحية » « أبو يعقوب الازرق » وهو من أئمة القراءات المشهورين (٣).

قال « يونس بن عبد الأعلى » : أقرأني « ابن دحية مثل ما أقرأني « ورش » من أوله إلى آخره ا هـ (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته في معرفة القراء ١ / ١٦٠ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٠٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٥.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٦٠.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٠٤.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٠٤.

٢٣٠

وروى « الداني » عن « أبي دحية » أنه قال : سافرت بكتاب « الليث بن سعد » إلى « نافع » لأقرأ عليه فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات ، فقلت له : يا « أبا رويم » ما هذا؟ فقال لي : سبحان الله أحرم ثواب القرآن ، أنا أقرأ الناس بجميع القراءات ، حتى إذا كان من يطلب حرفي أقرأته به ا هـ (١).

توفي « أبو دحية » إلى رحمة الله ، ولم يذكر المؤرخون تاريخ وفاته. رحم الله « أبا دحية » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٦٠.

٢٣١

رقم الترجمة / ١٠٤

« أبو الدرداء » رضي‌الله‌عنه ت ٣٢ هـ (١)

هو : أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري ، الخزرجي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الأولى من حفاظ « القرآن » قال « سعيد بن عبد العزيز » : أسلم « أبو الدرداء » يوم « بدر » ثم شهد « أحدا » وأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ أن يردّ من على الجبل ، فردهم وحده. وكان قد تأخر إسلامه قليلا ا هـ (٢).

وقال « أبو الدرداء » عن نفسه : أعدّ لي ماء في المغتسل فاغتسل ، ولبس حلته ، ثم ذهب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنظر إليه « ابن رواحة » مقبلا ، فقال : يا رسول الله هذا « أبو الدرداء » وما أراه إلا جاء في طلبنا؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنما جاء ليسلم ، إن ربّي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم ا هـ (٣).

وقد جمع « أبو الدرداء » القرآن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال « أبو الدرداء » : كنت تاجرا قبل المبعث ، فلما جاء الاسلام جمعت التجارة والعبادة ،

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ طبقات ابن سعد ٣ / ٣٩١ ، ٣٩٣ ، ومسند أحمد ٥ / ٩٤ ، ٦ / ٤٤٠ ، ٤٤٥ وطبقات خليفة ٢١٣ ، ٧٧٧ ، وتاريخ البخاري الكبير ٧ / ٧٦ ـ ٧٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٧٧ ، ٤٤٤ ، ٣ / ٢٧ ، ١٦٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ٥٠ ، وحلية الاولياء ١ / ٢٠٨ ، والاستيعاب ٣ / ١٥ ـ ١٨ ، ٤ / ٥٩ ، وتاريخ ابن عساكر ١٣ الورقة ٣٦٠ ، وأسد الغابة ٦ / ٧ ، وتاريخ الاسلام ٢ / ١٠٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٤ ـ ٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣٣٠ ـ ٣٥٣ ، والعبر ١ / ٣٣ ، ومرآة الجنان ١ / ٨٨ ، وغاية النهاية : ١ / ٦٠٦ ، والاصابة ٣ / ٤٥ ، ٤ / ٥٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٧٥ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٨٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٤٤ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٧ ، وكنز العمال ١٣ / ٥٥٠ ، وشذرات الذهب ١ / ٣٩.

(٢) ذكره ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٣٨.

(٣) ذكره ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٤٠.

٢٣٢

فلم يجتمعا ، فتركت التجارة ولزمت العبادة ا هـ (١). وكان « أبو الدرداء » رضي‌الله‌عنه مدرسة وحده ، فقد روي أن الذين كانوا في حلقة إقرائه ، أزيد من ألف رجل ، ولكل عشرة منهم ملقن ، وكان « أبو الدرداء » يطوف عليهم قائما ، فإذا أحكم الرجل منهم ، تحوّل إلى « أبي الدرداء » يعرض عليه.

وقد روى عن « أبي الدرداء » عدد كثير أذكر منهم : أنس بن مالك ، وابن عباس ، وأبا أمامة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وغيرهم من خيرة الصحابة.

ومن التابعين : علقمة بن قيس ، وقبيصة بن ذؤيب ، وسعيد بن المسيب ، وعطاء بن يسار ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وخالد بن معدان ، وعبد الله بن عامر اليحصبي أحد القراء السبعة المشهورين ، ولا زال المسلمون يتلقون قراءته حتى الآن.

وعن « محمد بن كعب » قال : لما كان زمن « عمر بن الخطاب » رضي‌الله‌عنه ، كتب إليه « يزيد بن أبي سفيان » إن أهل الشام قد كثروا ، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم ، فأعنّي برجال يعلمونهم ، فدعا « عمر » كلا من : معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وأبي الدرداء ، وأبي بن كعب ، وأبي أيوب الأنصاري ».

وقال لهم : إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن ، ويفقههم في الدين ، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم. فخرج « عبادة بن الصامت » إلى « حمص » وخرج « أبو الدرداء » إلى « دمشق » وخرج « معاذ بن جبل » إلى « فلسطين » ولم يزل « أبو الدرداء » بدمشق حتى توفاه الله تعالى (٢).

__________________

(١) أخرجه ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٣٧.

(٢) أخرجه ابن سعد ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٤٤.

٢٣٣

قال : « أنس » رضي‌الله‌عنه : مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يجمع القرآن غير أربعة : « أبو الدرداء ، ومعاذ ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد » ا هـ (١). قال « أبو عمرو الداني » ت ٤٤٤ هـ : عرض على « أبي الدرداء » القرآن : خليد ابن سعيد ، وراشد بن سعد ، وخالد بن معدان ، وابن عامر ا هـ (٢). وقال « مسلم بن مشكم » قال لي « أبو الدرداء » : اعدد من في مجلسنا ، قال : فجاءوا ألفا وستّ مائة ونيفا ، فكانوا يقرءون ، ويتسابقون عشرة عشرة ، فإذا صلى الصبح انفتل وقرأ جزءا ، فيحدّقون به يسمعون ألفاظه ، وكان « ابن عامر » مقدّما فيهم (٣).

وكان « لأبي الدرداء » بين الصحابة ، والتابعين مكانة علمية خاصة يتجلى ذلك في الأقوال الآتية : قال « أبو ذرّ » لأبي « الدرداء » : ما أظلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء ا هـ (٤). وقال « مسروق » : وجدت علم الصحابة انتهى إلى ستة : « عمر ـ وعليّ ـ وأبيّ ـ وزيد ـ وأبي الدرداء ـ وابن مسعود » ا هـ (٥) وقال « الليث » عن رجل آخر : رأيت « أبا الدرداء » دخل مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه من الأتباع مثل السلطان ، فمن سائل عن فريضة ، ومن سائل عن حساب ، وسائل عن حديث ، وسائل عن معضلة ، وسائل عن شعر ا هـ (٦).

وكان « أبو الدرداء » مع كثرة أعماله ، وانشغاله بتعليم القرآن لا يفتر عن ذكر الله تعالى ، يدل على ذلك ما يلي : روى « عمر بن واقد » أنه قيل « لأبي الدرداء » وكان لا يفتر من الذكر : كم تسبح في كل يوم؟ قال : مائة ألف ، إلا

__________________

(١) أخرجه البخاري ، وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٣٩.

(٢) ذكره ابن عساكر ، وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٣٦.

(٣) ورجاله ثقات ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٤٦.

(٤) ذكره ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٤٣.

(٥) ذكره ابن عساكر وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٤٣.

(٦) انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٤٧.

٢٣٤

أن تخطئ الأصابع (١). وقد أثر عن « أبي الدرداء » أقوال كلها وعظ ، وحكمة ، وإرشاد ، أذكر منها ما يلي : قال « معاوية بن قرّة » : قال « أبو الدرداء » ثلاثة أحبهن ويكرههن الناس : الفقر ، والمرض ، والموت ، أحب الفقر تواضعا لربّي ، والموت اشتياقا لربّي ، والمرض تكفيرا لخطيئتي ا هـ (٢). وقال « لقمان بن عامر » : إن « أبا الدرداء » قال : أهل الأموال يأكلون ونأكل ، ويشربون ونشرب ، ويلبسون ونلبس ، ويركبون ، ونركب ، ولهم فضول أموال ينظرون إليها ، وننظر إليها معهم ، وحسابهم عليها ونحن منها برآء ا هـ (٣). وعن « عبد الله بن مرّة » أن « أبا الدرداء » قال : ا عبد الله كأنك تراه ، وعدّ نفسك في الموتى ، وإياك ودعوة المظلوم ، واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك ، وأن البرّ لا يبلى ، وأن الإثم لا ينسى ا هـ (٤).

قال « الذهبي » : توفي « أبو الدرداء » سنة اثنتين وثلاثين ، وما خلّف بالشام كلها بعده ، رضي‌الله‌عنه ا هـ (٥). رحم الله « أبا الدرداء » وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) أخرجه ابن سعد وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٤٨.

(٢) أخرجه ابن سعد وغيره ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٤٩.

(٣) أخرجه ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٥٠.

(٤) أخرجه ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٥٠.

(٥) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٢١.

٢٣٥

رقم الترجمة / ١٠٥

« ابن ذؤابة القزاز » ت قبل ٣٤٠ هـ (١)

هو : علي بن سعيد بن الحسن بن ذؤابة أبو الحسن البغدادي القزاز. مقرئ مشهور بالضبط والاتقان.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « ابن ذؤابة » القراءة على خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : اسحاق الخزاعي ، وأحمد بن فرح ، وأحمد بن سهل ، وأحمد بن الأشعث ، وأبو بكر بن مجاهد ، ومحمد بن عبد الله ، وغيرهم كثير. تصدر « ابن ذؤابة » لتعليم القرآن. فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : صالح بن ادريس ، وعلي بن عمر الدار قطني الحافظ ، وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وأحمد بن محمد الباهلي وآخرون (٢).

اشتهر « ابن ذؤابة » بالثقة والأمانة ، وجودة الإتقان ، وفي هذا يقول الإمام « الداني » : « ابن ذؤابة مشهور بالضبط والإتقان ، ثقة مأمون » ا هـ (٣). وقال « الذهبي » : « كان من جلة أهل الأداء ، مشهورا ضابطا محققا » ا هـ (٤).

توفي « ابن ذؤابة » قبل الاربعين وثلاثمائة من الهجرة ، رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ غاية النهاية ١ / ٥٤٣ ـ ٥٤٤.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٤٣.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٠٠.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٠٠.

٢٣٦

رقم الترجمة / ١٠٦

« ابن ذكوان » ت ٢٤٢ هـ (١)

هو : عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ، القرشيّ الفهري الدمشقي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « ابن ذكوان » سنة ثلاث وسبعين ومائة من الهجرة. وقد تلقى « ابن ذكوان » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، في مقدمتهم : « أيوب بن تميم » وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بدمشق (٢). قال « أبو عمرو الداني » : قرأ « ابن ذكوان » على « الكسائي » حين قدم الشام ، وقد اختلف المؤرخون في رحلة « الكسائي » إلى الشام ، فقال « ابن الجزري » : ولقد وقفت على ما يدلّ أن « الكسائي » دخل الشام ، وأقرأ بجامع دمشق ا هـ (٣). وقال « النقاش » : قال ابن ذكوان : أقمت على الكسائي سبعة أشهر ، وقرأت عليه القرآن غير مرّة (٤).

كما أخذ « ابن ذكوان » الحديث عن مشاهير علماء عصره ، منهم : « عراك بن خالد ، وسويد بن عبد العزيز ، والوليد بن مسلم ، ووكيع بن الجراح » وآخرون (٥). و « ابن ذكوان » هو أحد الرواة المشهورين عن « ابن عامر

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجرح والتعديل ٥ / ٥ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦٢ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) والكاشف ٢ / ٧١ ، ووفيات ابن قنفذ ١٧٧ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ١٤٠ ، وخلاصة تذهيب الكمال ١٩٠ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٠ ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٩٨ ، وانظر « تهذيب الكمال » للمزي.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٩٨.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٠٥.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٠٥.

(٥) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٩٩.

٢٣٧

الدمشقي ». وقراءة « ابن ذكوان » صحيحة ومشهورة ، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

ولقد اشتهر « ابن ذكوان » بالقراءة ، والاقراء ، وقد تتلمذ عليه الكثيرون ، منهم : ابنه أحمد ، وأحمد بن أنس ، وأحمد بن يوسف التغلبي ، وأحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الله بن مخلد الرازي ، وآخرون (١).

وكما كان « ابن ذكوان » استاذا في القراءات ، فقد كان أيضا من أئمة الحديث ، وقد روى عنه عدد كثير منهم : « أبو داود ، وابن ماجة في سننهما ، وولده أبو عبيدة أحمد بن عبد الله ، وإسماعيل بن قيراط ، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي ، وغير هؤلاء كثير (٢).

كما كان « لابن ذكوان » مصنفات مفيدة في علوم القرآن منها : « كتاب أقسام القرآن وجوابها ، وما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه (٣) ، لقد كان « لابن ذكوان » المنزلة الرفيعة ، والمكانة السامية بين علماء عصره ، مما استوجب ثناء الكثيرين عليه : قال « أبو زرعة الدمشقي » : « لم يكن بالعراق ، ولا بالحجاز ، ولا بالشام ، ولا بخراسان في زمان « ابن ذكوان » أقرأ منه » (٤). وقال « الوليد بن عتبة » الدمشقي : « ما بالعراق أقرأ من ابن ذكوان » ا هـ (٥). وقال « أبو حاتم » : كان « ابن ذكوان » صدوقا ا هـ (٦).

توفي « ابن ذكوان » سنة اثنتين وأربعين ومائتين من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « ابن ذكوان » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٠٤.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٩٩.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٠٥.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٩٩.

(٥) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٠٥.

(٦) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٩٩.

٢٣٨

رقم الترجمة / ١٠٧

« أبو ربيعة » ت ٢٩٤ هـ (١)

هو : محمد بن إسحاق بن وهب بن أعين بن سنان أبو ربيعة الربعي المكي ، المؤدب ، صاحب المصنفات المفيدة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو ربيعة » القراءة عرضا عن « البزّي ، وقنبل » الراويين المشهورين عن « ابن كثير » الإمام الثاني بالنسبة للقراء العشرة ولا زالت قراءة كل من « البزّي ، وقنبل » يتلقاها المسلمون بالرضا والقبول حتى الآن. وقد تلقيتها ، وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

قال الإمام « الداني » ت ٤٤٤ هـ عن « أبي ربيعة » : وضبط عن البزّي ، وسمعوه منه ، وهو من كبار أصحابهما ، وقدمائهم ، ومن أهل الضبط والاتقان ، والثقة ، والعدالة ، وأقرأ الناس في حياتهما » ا هـ (٢). وقال « ابن الجزري » : وطريق « أبي ربيعة » عن « البزّي » هي التي في الشاطبية ، والتيسير من طريق النقاش عنه ا هـ (٣). وقد تصدى « أبو ربيعة » للاقراء بمكة المكرمة بعد وفاة شيخيه : « قنبل ، والبزّي » ، فأخذ عنه القراءة عدد كثير منهم : محمد بن الصبّاح ، ومحمد بن عيسى بندار ، وعبد الله بن أحمد البلخي ، وإبراهيم بن عبد

__________________

(١) انظر ترجمته في : تاريخ الاسلام ( الطبقة الثلاثون ) ومعرفة القراء : ١ / ٢٢٨ ، وغاية النهاية ٢ / ٩٩ ، والعقد الثمين للفاسي ١ / ٤١١.

(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ٩٩.

(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ٩٩.

٢٣٩

الرزاق ، وأبو بكر النقاش ، وهبة الله بن جعفر ، ومحمد بن موسى الهاشمي ، وعبد الصمد بن بنان ، ومحمد بن أحمد الداجوني ، وغيرهم كثير (١).

توفي « أبو ربيعة » في رمضان سنة أربع وتسعين ومائتين من الهجرة. رحم الله « أبا ربيعة » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٢٨.

٢٤٠