معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

رقم الترجمة / ٨٩

« حسين الجعفي » ت ٢٠٣ هـ (١)

العالم الحجة ، معلم الكوفة.

هو : حسين بن علي بن فتح ، أبو عبد الله الجعفي ، الكوفي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قرأ « حسين الجعفي » القرآن وجوّده على مشاهير علماء عصره منهم : « حمزة بن حبيب الزيات » الإمام السادس من أئمة القراءات ، وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة.

كما روى الحروف عن « أبي بكر بن عياش ، وأبي عمرو بن العلاء » (٢). وقد برع « حسين الجعفي » في القراءة ، والحديث ، وأقرأ المسلمين زمانا طويلا بعد شيخه « حمزة ». ومن الذين أخذوا عنه القرآن : « أيوب بن المتوكل ، وخلاد بن خالد ، وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي ، وهارون بن حاتم ، وعنبسة بن النضر وآخرون (٣).

وكما أخذ « الحسين الجعفي » القرآن عن مشاهير علماء عصره ، تلقى الحديث أيضا عن أئمة الحديث ، منهم : « جعفر بن برقان ، وفضيل بن مرزوق ، وعبد

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ خليفة ٤٧١ ، وطبقات خليفة ١٧١ ، والتاريخ الكبير للبخاري ٢ / ٣٨١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٩٥ ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٥ ، والكاشف ١ / ٢٣٢ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٦٤ ، ومرآة الجنان ٢ / ٨ ، وغاية النهاية ١ / ٢٤٧ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٨٤ وأنظر تهذيب الكمال.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٤٧.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٤.

٢٠١

الرحمن بن يزيد بن جابر ، وسفيان الثوري ، ومجمّع بن يحيى الأنصاري » وآخرون.

وقد أخذ عنه الحديث عدد كثير منهم : « الإمام أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن عمر الوكيعي ، وأحمد بن الفرات ، وعباس الدوري ، ومحمد بن عاصم الثقفي ، وخلق كثير » (١). وكان « حسين الجعفي » من العلماء العاملين ، الثقات.

وقد أثنى عليه الكثيرون من مشاهير العلماء : فمن ذلك قول « الإمام أحمد بن حنبل » : ما رأيت أفضل من « حسين الجعفي » (٢). وقال « قتيبة بن سعيد » : قالوا لسفيان بن عيينة : قدم « حسين الجعفي » فقال : قدم أفضل رجل يكون قط (٣).

وروى « أبو هشام الرفاعي » عن « الكسائي » قال : قال لي « الرشيد » : من أقرأ الناس؟ قلت : « حسين الجعفي » (٤).

وقال « أحمد بن عبد الله العجلي » : كان « حسين الجعفي » يقرئ القرآن ، رأس فيه ، ولم أر رجلا قط أفضل منه ، وهو ثقة ، ولم نره إلا مقعدا ، ولم يطأ قط ، وكان جميلا يخضب » ا هـ (٥).

توفي « حسين الجعفي » سنة ثلاث ومائتين من الهجرة عن أربع وثمانين سنة قضاها في تعليم القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « حسين الجعفي » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٤.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٤٧.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٥.

(٥) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٦٥.

٢٠٢

رقم الترجمة / ٩٠

« أبو الحسين الملطيّ » ت ٣٧٧ هـ (١)

هو : محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو الحسين الملطي الشافعي نزيل عسقلان ، فقيه مقرئ متقن ثقة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ أبو الحسين الملطي القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : أبو بكر بن مجاهد ، وأبو بكر بن الأنباري وآخرون (٢).

كما أخذ حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من العلماء ، يقول الحافظ « الذهبي » وحدث عن « عدي بن عبد الباقي ، وخيثمة الطرابلسي وأحمد بن مسعود الوزان » (٣).

تصدر « أبو الحسين الملطي » إلى تعليم القرآن ، ولسنة النبي عليه الصلاة والسّلام واشتهر بالصدق والأمانة ، وأقبل عليه الطلاب ، فمن الذين أخذوا عنه القراءة عرضا الحسن بن ملاعب الحلبي ، وروى عنه الحروف « عبيد الله بن سلمة » (٤). ومن الذين رووا عنه الحديث : إسماعيل بن رجاء ، وعمر بن أحمد الواسطي ، وداود بن مصحح ، وعبيد الله بن سلمة (٥).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام الورقة ١٤٠ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وطبقات السبكي ٣ / ٧٧ ـ ٧٨. وغاية النهاية ٢ / ٦٧ ، ونهاية الغاية ، الورقة ٢١٦.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٦٧.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٣.

(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٦٧.

(٥) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٣.

٢٠٣

قال « الحافظ الذهبي » : أخبرنا عبد الحافظ بن بدران « بنابلس » أخبرنا أحمد بن طاوس أخبرنا حمزة بن أحمد السلمي سنة خمسين وخمسمائة ، حدثنا الفقيه « نصر بن إبراهيم ، أخبرنا عمر بن أحمد الخطيب حدثنا « أبو الحسين الملطي » حدثنا أحمد بن محمد بن إدريس الإمام بحلب ، حدثنا سهل بن صالح الانطاكي ، حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها قالت : قالت « هند » يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ، وإنه لا يعطيني ما يكفيني ويكفي بنيّ ، فآخذ من ماله وهو لا يعلم ، فهل عليّ منه شيء؟ قال : خذي من ماله ما يكفيك وبنيك بالمعروف (١).

احتل « أبو الحسين الملطي » مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الإمام الداني » : « أبو الحسن الملطي » مشهور بالثقة والاتقان ، سمعت اسماعيل بن رجاء يقول : كان كثير العلم كثير التصنيف في الفقه ، وكان تفقه للشافعي ، وكان يقول الشعر (٢).

وقال « ابن الجزري » : أبو الحسين الملطي الشافعي نزيل عسقلان فقيه مقرئ متقن ثقة ، وله قصيدة عارض بها « أبا مزاحم الخاقاني » وهي في وصف القراء ، ثم يقول : « ابن الجزري » أنشد فيها الشيخ أبو المعالي المقرئ شفاها ، عن ست الدار الوجيهية عن إبراهيم ابن وثيق عن ابن زرقون عن الخولاني عن أبي عمرو الداني قال : أنشدني إياها « عبيد الله » من لفظه وأنشدنيها « بمصر » أبو محمد اسماعيل بن رجاء « من حفظه » قال : « أنشدنا » « أبو الحسين الملطي » وأولها :

أقول لأهل اللب والفضل والحجر

مقال مريد للثواب وللأجر ،

وأسأل ربي عفوه وعطاءه

وطرد دعواي العجب عني والكبر ،

__________________

(١) القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٣.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٣.

٢٠٤

وأدعوه خوفا راغبا بتذلل

ليغفر لي ما كان من سيّئ الأمر ،

وأسأله عونا كما هو أهله

أعوذ به من آفة القول والفخر(١)

توفي « أبو الحسين الملطي » بعسقلان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٦٧.

٢٠٥

رقم الترجمة / ٩١

« أبو الحسين بن المنادي » ت ٣٣٦ هـ (١)

هو : أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله أبو الحسين البغدادي المعروف بابن المنادي الإمام المشهور.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « ابن المنادي » لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول سنة ست وخمسين ومائتين من الهجرة.

تلقى « ابن المنادي » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « الحسن بن العباس ، وعبيد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي ، ومحمد بن سعيد بن يحيى الضبي ، والفضل بن مخلد وآخرون ». كما أخذ « ابن المنادي » حروف القراءات عن جده : محمد بن عبيد الله ، ومحمد بن الفرج الغساني (٢).

وقد اشتهر « ابن المنادي » بالثقة والتحقيق والإتقان ، وتصدر لتعليم القرآن والقراءات وسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قرأ على « ابن المنادي » عدد كثير ، منهم : أحمد بن نصر الشذائي ، وعبد الواحد بن أبي هاشم : وأبو الحسن بن بلال ،

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ فهرست ابن النديم ٣٨ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٦٩ ـ ٧٠ ، والمنتظم ٦ / ٣٥٧ ، وتاريخ الاسلام الورقة ١٩١ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٤٩ ـ ٨٥٠ ، والعبر ٢ / ٢٤٢ ، ومرآة الجنان ٢ / ٣٢٥ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢١٩ ، وغاية النهاية ١ / ٤٤ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٩٥ ، وبغية الوعاة ١ / ٣٠٠ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وطبقات المفسرين للداودي ١ / ٣٣ ـ ٣٤ ، وشذرات الذهب ٢ ص ٣٤٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٤.

انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٤.

٢٠٦

وأحمد بن صالح بن عمر البغدادي ، وعبد الله بن أحمد بن يعقوب ، وأحمد بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن إبراهيم العمري ، وروى القراءة عنه « أبو الحسين الجبني شيخ الأهوازي (١).

وأخذ « ابن المنادي » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خيرة العلماء. وفي مقدمتهم : جده ، محمد بن عبيد الله ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، وزكريا بن يحيى المروزي ، ومحمد بن عبد المالك الدقيق ، وأبو داود السجستاني ، وعيسى ابن الوراق ، وأبو يوسف القلوسي وغير هؤلاء كثير.

وقد روى عن « ابن المنادي » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عدد لا بأس به ، منهم : « أبو عمر بن حيوة » وآخر من حدث عنه « محمد بن فارس الغوري » (٢). وكان « ابن المنادي » من الثقات ، وقد أثنى عليه الكثيرون من العلماء ، وفي هذا المعنى يقول الخطيب البغدادي ت ٤٦٣ هـ : « كان « ابن المنادي » ثقة أمينا ، ثبتا ، صدوقا ، ورعا ، حجة فيما يرويه ، محصلا لما يمليه ، صنف كتبا كثيرة ، وجمع علوما جمة ، وما سمع الناس من مصنفاته إلا أقلها » ا هـ (٣).

وقال عنه الإمام الداني ت ٤٤٤ هـ : « « ابن المنادي » مقرئ جليل ، غاية فن الإتقان ، فصيح ، عالم بالآثار ، نهاية في علم العربية ، ثقة مأمون ، صاحب سنة » ا هـ (٤).

قال عنه « ابن الجزري » ٨٣٣ هـ : « كان « ابن المنادي » إماما مشهورا ، حافظا ثقة ، متقنا ، محققا ، ضابطا » ا هـ (٥).

__________________

(١) طبقات القراء ج ١ ص ٤٤.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٦٩.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٦٩.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٥.

(٥) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٤.

٢٠٧

وقد اتصف « ابن المنادي » بكثير من الصفات النبيلة التي تتفق وتعاليم الإسلام ، من هذه الصفات أنه كان شديد العناية بصدق الرواية ، ولا يقبل الكذب أيا كان نوعه ومن جرب عليه الكذب ولو مرة واحدة فانه لا يقبله في حلقة درسه ، لأن المحدث يجب أن يتحلى بالصدق في جميع الأحوال.

حول هذا المعنى يروي لنا الخطيب البغدادي هذه الحادثة فيقول : قال لي « أبو الحسن بن الصلت » : كنا نمضي مع « ابن قاح الوراق » إلى « ابن المنادي » لنسمع منه فاذا وقفنا ببابه خرجت إلينا جارية له وقالت : كم أنتم؟ فنخبرها بعددنا ، ويؤذن لنا في الدخول ويحدثنا ، فحضر معنا مرة إنسان علوي وغلام له فلما استأذنا قالت الجارية : كم أنتم؟ فقلنا : نحن ثلاثة عشر ، وما كنا حسبنا العلوي ولا غلامه في العدد ، فدخلنا عليه ، فلما رآنا خمسة عشر نفسا قال لنا : انصرفوا اليوم فلست أحدثكم ، فانصرفنا وظننا أنه عرض له شغل ، ثم عدنا إليه مجلسا ثانيا ، فصرفنا ولم يحدثنا ، فسألناه بعد ذلك عن السبب الذي أوجب ترك التحدث لنا ، فقال : كنتم تذكرون عددكم في كل مرة للجارية فتصدقون ، ثم كذبتم في المرة الأخرى.

ومن كذب في هذا المقدار لم يؤمن أن يكذب فيما هو أكبر منه ، قال : فاعتذرنا إليه وقلنا : نتحفظ فيما بعد ، فحدثنا » ١ هـ (١).

وهكذا يجب على كل مسلم وبخاصة العلماء التحلي بالصدق ، الذي هو من أسمى الصفات الحميدة ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يلقب قبل بعثته عليه الصلاة والسلام بالصادق الأمين.

وتعاليم الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلها تحث على الصدق وتحذر من الكذب.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٦٩ ـ ٧٠.

٢٠٨

فعن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : « إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا » ا هـ (١).

ومن التزم بالصدق ونفّذ تعاليم الإسلام فإنه ليفوز يوم القيامة بجنة عرضها السموات والارض ، يشير إلى ذلك قوله تعالى : ( قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ، لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٢).

توفي « أبو الحسين بن المنادي » يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقين من المحرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة من الهجرة ، ودفن في مقبرة « الخيزران ». رحم الله « ابن المنادي » رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) متفق عليه ، انظر رياض الصالحين ص ٣٨.

(٢) سورة المائدة الآية ١١٩.

٢٠٩

رقم الترجمة / ٩٢

« حفص بن سليمان » ت ١٨٠ هـ (١)

الإمام الحجة ، الثقة الثبت ، صاحب الرواية المشهورة في الآفاق ، ويقرأ بها الآن معظم المسلمين في شتى أنحاء العالم.

وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمرو بن أبي داود الأسدي الكوفي ، ولد حفص سنة تسعين من الهجرة. وقد أخذ حفص القراءة عرضا وتلقينا على « عاصم ابن أبي النّجود » الإمام الخامس من الأئمة العشرة.

قال « الداني » : وقد أخذ « حفص » قراءة عاصم تلاوة. ونزل « بغداد » فأقرأ بها ثم رحل إلى مكة وجاور بها ، فأقرأ الناس بقراءة « عاصم » ولا زال المسلمون حتى الآن يتلقون قراءة « حفص » بالرضا والقبول ، ولا أكون مبالغا إذا قلت إن قراءة « حفص » من أشهر الروايات في شتى بقاع الدنيا.

ومما تجدر الإشارة إليه أن قراءة « حفص » صحيحة ومتصلة السند بالهادي البشير عليه الصلاة والسلام ، لأنها ترتفع إلى الإمام « عليّ بن أبي طالب » رضي‌الله‌عنه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقد كان « حفص » رحمه‌الله مدرسة وحده ، فقد تلقى عليه القراءة عدد كثير منهم : عمرو بن الصباح ، وأخوه عبيد بن الصباح ، وأبو شعيب القواس ، وحمزة ابن القاسم ، وحسين بن محمد المروذي ، وخلف الحدّاد ، وغير هؤلاء كثير. وقد

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ التاريخ الكبير ٢ / ٣٦٣ ، والجرح والتعديل ٣ / ١٧٣ ، والكاشف ١ / ٢٤٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ٥٥٨ ، ومرآة الجنان ١ / ٣٧٨ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٤٠ ، وغاية النهاية ١ / ٢٥٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٠٠ ، وشذرات الذهب ١ / ٢٩٣ ، وانظر « تهذيب الكمال ».

٢١٠

روى « حفص » عن عدد كثير ، منهم : علقمة بن مرثد ، وثابت البناني ، وأبو إسحاق السبيعي ، ومحارب بن دثار ، وإسماعيل السدّي ، وليث بن أبي سليم ، وآخرون.

كما روى الحديث عن « حفص » عدد كثير منهم : بكر بن بكّار ، وآدم بن أبي إياس ، وأحمد بن عبدة ، وهشام بن عمّار ، وعلي بن حجر ، وعمرو الناقد ، وآخرون. وقد اشتهر « حفص » رحمه‌الله تعالى بضبط الحروف مما جعل الناس يتهافتون على الأخذ بقراءته.

توفي « حفص » سنة ثمانين ومائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ، رحم الله « حفصا » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

٢١١

رقم الترجمة / ٩٣

« حمدان بن عون » ت ٣٤٠ هـ (١)

هو : حمدان بن عون بن حكيم بن سعيد أبو جعفر الخولاني المصري ، أحد الحذاق المدققين. ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تعلق « حمدان بن عون » بقراءة القرآن وتجويده. فقد حكى « عمرو بن محمد ابن عراك » حيث قال : سمعت « حمدان بن عون » يقول : فرأت على « ابن هلال » ثلاثمائة ختمة ، ثم أتى بي إلى اسماعيل النحاس ، فقال : هذا تلميذي ، وقد قرأ عليّ وجوّد فخذ عليه ، فأخذ عليّ ، وقرأ عليّ ختمتين ، يعني : جود فيهما وحقق (٢).

وهكذا كان العلماء الاوائل لا يستنكف الواحد منهم أن يأخذ عن تلميذه ، ويتلقى عنه العلم والقرآن. كما تلقّى « حمدان بن عون » القرآن على خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أحمد بن هلال ، واسماعيل بن عبد الله النحاس ، والقاسم بن محمد بن عامر » وآخرون (٣).

تصدر « حمدان بن عون » لتعليم القرآن ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « عمر بن محمد بن عراك ».

توفي « حمدان بن عون » بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم حول سنة أربعين وثلاثمائة من الهجرة ، رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ غاية النهاية ١ / ٢٦٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٨.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩٩.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٦٠.

٢١٢

رقم الترجمة / ٩٤

« أبو حمدون الذّهلي » ت في حدود سنة ٢٤٠ هـ (١)

هو : الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب ، أبو حمدون الذهلي البغدادي ، النقاش للخواتم.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « أبو حمدون » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، منهم : « اليزيدي ، وإسحاق المسيّبي صاحب نافع ، ويعقوب الحضرمي ، الإمام الثامن من أئمة القراءات ، وعبد الله بن صالح ، وإسحاق الازرق ، ويحيى بن آدم ، وغير هؤلاء كثير ».

كما روى « أبو حمدون » الحروف عن : « سليمان بن داود الهاشمي ، وحجاج ابن منهال الأعور ، وحسين الجعفي ، وسليمان بن عيسى » ، يقول « ابن الجزري » قال : « أبو حمدون » : سمعت الكسائي وقد قرأ علينا ختمتين ، ما من حرف إلا سألناه عنه » ا هـ (٢).

كما أخذ « أبو حمدون » الحديث عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمة هؤلاء « سفيان بن عيينة » (٣) يقول « الذهبي » : جلس « أبو حمدون » للاقراء ، وقصده الطلبة لدينه وورعه ، وإتقانه ، وحذقه بالأداء ، وقد أخذ عنه الكثيرون منهم :

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد : ٩ / ٣٦٠ ، وغاية النهاية ١ / ٣٤٣ ، وتاريخ الاسلام الورقة ٤٢ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ).

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٤٣.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١١.

٢١٣

« الحسن بن الحسين الصواف ، والفضل بن مخلد الرقاق ، والحسين بن شريك ، وآخرون » (١).

وكما أقبل طلاب العلم على « أبي حمدون » لتلقي القرآن الكريم ، أقبلوا عليه أيضا لسماع حديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقد حدث عنه الكثيرون منهم : إسحاق بن سنين الختّلي ، وسليمان بن يحيى الضبي ، والقاسم بن أحمد المعشري ، وأبو العباس بن مسروق ، وغيرهم (٢).

وكان « أبو حمدون » من الزهاد القانعين ، وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : « وقد كان « أبو حمدون » على قدم عظيم من التقلل ، والقناعة ، والعبادة ، بلغنا أنه كان يلتقط المنبوذ ـ أي ما يلقيه الناس استغناء عنه ـ ويتقوّت به » (٣).

وذكر الخطيب البغدادي في « تاريخه » : أن « أبا حمدون » كانت له صحيفة فيها أسماء ثلاث مائة نفس من أصحابه ، يدعو لهم كل ليلة ، فنام عنهم ليلة فقيل له في النوم : « كم تسرج مصابيحك »؟ قال : فقعد ودعا لهم » ا هـ (٤).

توفي « أبو حمدون » في حدود سنة أربعين ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « أبا حمدون » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١١.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١١.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١٢.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١٢.

٢١٤

رقم الترجمة / ٩٥

« حمزة بن حبيب الزيّات » ت ١٥٦ هـ (١)

شيخ القراء ، الإمام القدوة ، الثقة الحجة ، عالم القراءات والفرائض ، والحديث ، العابد الخاشع ، مقرئ الكوفة.

هو أبو عمارة ، مولى آل عكرمة بن ربعي التيمي ، أحد القراء السبعة.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من علماء القراءات. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قال « سهل بن محمد التميمي » : قال لنا « سليم » سمعت « حمزة » يقول : « ولدت سنة ثمانين ، وأحكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة » ا هـ. وقال « الذهبي » : ولد « حمزة » سنة ثمانين ، وأدرك الصحابة بالسنّ ، فلعله رأى بعضهم ، وقرأ « القرآن » عرضا على « الأعمش » ، وحمران بن أعين ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبي إسحاق ، وقرأ أيضا على « طلحة بن مصرف ، وجعفر الصادق ، وتصدر للاقراء ، وقرأ عليه عدد كثير » ا هـ (٢). وقال « سليم »

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ طبقات ابن سعد ٦ / ٣٨٥ ، والتاريخ الكبير ٣ / ٥٢ ، والمعارف ٥٢٩ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٢٥٦ ، و ٣ / ١٨٠ ، والجرح والتعديل ٣ / ٢٠٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٦٨ ، والمقتبس ٢٦٨ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٢١٦ ، وتهذيب الكمال الورقة ٣٣٥ ، وتاريخ الاسلام ٦ / ١٧٤ ، وسير أعلام النبلاء ٧ / ٩٠ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١١١ ، وتذهيب التهذيب ١ الورقة ١٧٦ ، والعبر ١ / ٢٢٦ ، والكاشف ١ / ٢٥٤ ، وميزان الاعتدال ١ / ٦٠٥ ، ومرآة الجنان ١ / ٣٣٢ ، ووفيات ابن قنفذ ١٣٢ ، وغاية النهاية ١ / ٢٦١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٩٩ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٧ ، وخلاصة تذهيب الكمال ٩٣ ، وشذرات الذهب ١ / ٢٤٠ ، وروضات الجنات ج ٣ ص ٢٥٣.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٢.

٢١٥

عن « حمزة » : قرأت القرآن أربع مرات على « ابن أبي ليلى » (١). وأقول : قرأ « حمزة » على كل من « أبي حمزة حمران بن أعين ت ١٢٩ هـ وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ت ١٣٢ هـ. وقرأ « أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي » شيخ « حمزة » على « عاصم بن ضمرة ، والحارث الهمذاني » على « علي بن أبي طالب » رضي‌الله‌عنه. وقرأ « علي بن أبي طالب » على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. من هذا يتبيّن أن قراءة « حمزة » متواترة ، وصحيحة ، ومتصلة السند بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا زال المسلمون يتلقونها ، ويقرءون بها حتى الآن. وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.

ومن يقرأ تاريخ « حمزة » يجده كان مدرسة وحده في تعليم القرآن ، ولذا فقد أخذ القراءة عنه عدد كثير منهم : خلف بن هشام البزّار ت ٢٢٩ هـ وخلاد بن خالد الصيرفي ت ٢٢٠ هـ وسفيان الثوري ت ١٦١ هـ وعلي بن حمزة الكسائي ت ١٨٩ هـ ١ هـ. قال « الذهبي » وقد حدث « حمزة » عن « طلحة بن مصرف ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعمرو بن مرّة ، وعديّ بن ثابت » وآخرين.

كما حدث عنه « الثوري » ، وشريك ، وأبو الأحوص ، وشعيب بن حرب ، ويحيى بن آدم ، وقبيصة بن عقبة » وأمم سواهم (٢).

وقال « محمد بن الحسن النقاش » : كان « حمزة » يجلب الزيت من العراق إلى « حلوان » ويجلب من « حلوان » : الجوز ، والجبن ، إلى الكوفة (٣).

وقال « الذهبي » : كان « حمزة » إماما ، حجة ، قيّما بكتاب اليه تعالى ، حافظا للحديث ، بصيرا بالفرائض ، والعربية ، عابدا ، خاشعا ، قانتا لله تعالى (٤).

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٧.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٢.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٢.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٢.

٢١٦

وقال « شعيب بن حرب » : أمّ « حمزة » الناس سنة مائة ، ودرس « سفيان الثوري القرآن على « حمزة » (١).

وقال « حمزة » عن نفسه : نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري ، ثم قال : وكان مصحفه على هجاء مصحف « عبد الله بن الزبير ». ولقد كان « حمزة » رحمه‌الله تعالى حجة في قراءة القرآن ، فعن « شعيب بن حرب » قال : سمعت « حمزة » يقول : « ما قرأت حرفا إلا بأثر » (٢).

وقال « إبراهيم الازرق » : كان « حمزة » يقرأ في الصلاة كما يقرأ لا يدع شيئا من قراءته ، فذكر المد والهمز والادغام.

وقال « يحيى بن معين » : كان « حمزة » رحمه‌الله ثقة (٣).

وروى « علي بن الحسين » أن « حمزة » قال : إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه ، ثم يكون قبيحا ، مثل « الجعودة » لها منتهى تنتهي إليه ، فإذا زادت صارت « قططا ».

وقال « عبد الله بن موسى » : ما رأيت أحدا أقرأ من « حمزة ». كما قال « سفيان الثوري » : غلب « حمزة » الناس على القرآن والفرائض.

وقال « أبو عمر الدوري » : حدثنا « أبو المنذر يحيى بن عقيل » قال : كان « الأعمش » إذا رأى « حمزة » قد أقبل قال : هذا حبر القرآن.

وقال « أبو حنيفة » « لحمزة » : شيئان غلبتنا عليهما ، لسنا ننازعك فيهما ، القرآن ، والفرائض (٤).

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٧.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٧.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٦.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٣.

٢١٧

ومن يقرأ تاريخ « حمزة » يحكم بأنه كان زاهدا ، وكثير العبادة ، وهناك أكثر من دليل على ذلك.

قال « عبيد الله بن موسى » : كان « حمزة » يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس ، ثم ينهض فيصلي أربع ركعات ، ثم يصلي ما بين الظهر والعصر ، وما بين المغرب والعشاء ، وحدثني بعض جيرانه أنه لا ينام الليل ، وأنهم يسمعون قراءته يرتل القرآن » ا هـ (١).

وقال « إسحاق بن الجراح » قال « خلف بن تميم » : مات « أبي » وعليه « دين » فأتيت « حمزة » ليكلم صاحب الدين ، فقال : ويحك إنه يقرأ عليّ ، وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ عليّ الماء » ا هـ (٢).

وذكر « جرير بن عبد الحميد » قال : مرّ بي « حمزة » فطلب ماء فأتيته به ، فلم يشرب لكوني أحضر القراءة عنده » ا هـ (٣).

وقال « حسين الجعفي » : « ربما عطش « حمزة » فلا يستقي كراهية أن يصادف من يقرأ عليه » ا هـ (٤).

توفي « حمزة » بمدينة « حلوان » بمصر سنة ست وخمسين ومائة ، بعد حياة كلها عمل وجهاد في تعليم القرآن ، رحم الله « حمزة » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٥.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٦.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٦.

(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١١٦.

٢١٨

رقم الترجمة / ٩٦

« خلاّد بن خالد » ت ٢٢٠ هـ (١)

هو : خلاد بن خالد أبو عيسى ، وقيل : أبو عبد الله الشيباني مولاهم الصيرفي الكوفي ، صاحب « سليم ».

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « خلاد بن خالد » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « الذهبي » : خلاد بن خالد الكوفي إمام في القراءة ، ثقة ، عارف ، محقق ، أستاذ ، أخذ القراءة عرضا عن « سليم » وهو من أضبط أصحابه وأجلهم ، وروى القراءة عن « حسين ابن علي الجعفي عن « أبي كر » نفسه ، عن « عاصم » وعن « أبي جعفر » محمد ابن الحسن الرؤاسي » ا هـ (٢).

أقرأ « خلاد بن خالد » الناس مدّة من الزمان ، وقد أخذ عنه عدد كثير منهم : « أحمد بن يزيد الحلواني ، وإبراهيم بن علي القصّار ، وحمدون بن منصور ، وسليمان بن عبد الرحمن الطلحي ، وعلي بن حسين الطبري ، وعنبسة بن النضر الأحمري » وآخرون (٣).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ البخاري الكبير ٣ / ١٨٩ ، والصغير ٢ / ٣٤١ ، والجرح والتعديل ٣ / ٣٦٨ ، وتاريخ الإسلام الورقة ١٠٧ ( آيا صوفيا ٣٠٠٧ ) وغاية النهاية ١ / ٢٧٤ ، ومعرفة القراء ١ / ٢١٠ ، وشذرات الذهب ج ٢ / ٤٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٧٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٧٤.

٢١٩

أخذ « خلاد بن خالد » الحديث عن خيرة العلماء ، منهم : « زهير بن معاوية ، والحسن بن صالح بن حيّ » وآخرون (١).

كما حدث عنه « أبو زرعة ، وأبو حاتم » وكان صدوقا (٢).

توفي « خلاد بن خالد » سنة عشرين ومائتين من الهجرة. رحم الله « خلاد ابن خالد » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢١٠.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ١٢٢.

٢٢٠