معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

الآخرة وهي لا زالت مجهولة إلا أنا نرجو من الله تعالى له جنة عرضها السموات والارض.

ومما يدل على قبوله عند الله تعالى ومغفرته له ما يلي : روى « محمد بن منصور » المدني قال : حدثنا « محمد بن إسحاق المسيبي ، حدثني « أبي » عن « نافع » قال : لما غسّل « أبو جعفر » بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف ، قال : فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن » ا هـ (١).

وقال « شيبة بن نصاح » وكان ختنه على ابنة « أبي جعفر » : أ لا أريكم منه عجبا؟ قالوا : بلى ، فكشف عن صدره ، فإذا « دوّارة » بيضاء مثل اللبن ، فقال « أبو حازم » وأصحابه : هذا والله نور القرآن ، قال : « سليمان » : فقالت لي : « أم ولده » بعد ما مات : صار ذلك البياض غرة بين عينيه ا هـ (٢).

وقال « سليمان بن أبي سليمان » رأيت « أبا جعفر » على الكعبة في المنام ، فقلت : أبا جعفر ، فقال : نعم ، أقرئ إخواني السلام وأخبرهم أن الله جعلني من الشهداء الأخيار المرزوقين ا هـ (٣).

توفي « أبو جعفر يزيد بن القعقاع » سنة ثمان وعشرين ومائة من الهجرة ، عن نيف وتسعين سنة ، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن ، والزهد ، والتقرب إلى الله تعالى. رحم الله « أبا جعفر » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ٣٨٤.

(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٧٥.

(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ٣٨٤.

١٦١

رقم الترجمة / ٧٠

« ابن جمّاز » ت بعد السبعين ومائة هـ (١)

هو : سليمان بن مسلم بن جماز ، وقيل سليمان بن سالم بن جماز بالجيم والزاي مع تشديد الميم أبو الربيع الزهري ، مولاهم المدني ، مقرئ جليل ضابط.

ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

تلقى « ابن جمّاز » القراءة عن خيرة العلماء ، فقد عرض على « ابي جعفر يزيد بن القعقاع ، وشيبة بن نصاح » ثم عرض على « نافع بن أبي رويم » وقرأ بحرف « أبي جعفر ، ونافع ».

اشتهر « ابن جماز » بالثقة ، وصحة الضبط ، وجودة القراءة ، وتتلمذ عليه طلاب العلم ، فمن الذين أخذوا عنه القراءة : « إسماعيل بن جعفر ، وقتيبة بن مهران » وآخرون.

توفي « ابن جماز » بعد حياة حافلة بتعليم القرآن بعد السبعين ومائة من الهجرة حسبما ذكر « ابن الجزري ». رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٣١٥.

١٦٢

رقم الترجمة / ٧١

« الجمّال الازرق » ت في حدود ٣٠٠ هـ (١)

هو : الحسين بن علي بن حمّاد بن مهران أبو عبد الله الجمال الازرق الرازي ، ثم القزويني.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « الجمّال الازرق » القراءة عن خيرة العلماء منهم : « أحمد بن يزيد الحلواني ، وأحمد بن الصباح بن أبي سريج عن « أبي عمرو بن العلاء » ومحمد بن إدريس الدنداني ، وسليمان بن داود الهاشمي ، وعليّ بن أبي نصر » وغيرهم كثير (٢).

وقد تلقى القرآن على « الجمال الأزرق » عدد كثير منهم : « محمد بن أحمد ابن شنبوذ ، وأحمد بن محمد الرازي ، والحسن بن سعيد المطوعي ، ومحمد بن الحسن النقاش ، وأحمد بن مالك القصّار ، وأبو بكر بن مجاهد ، وغيرهم كثير (٣).

توفي « الجمال الأزرق » في حدود سنة ثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « الجمال الأزرق » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٢٣٦ ، وغاية النهاية ١ / ٢٤٤.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٤٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٤٤.

١٦٣

رقم الترجمة / ٧٢

« أبو حاتم السّجستاني » ت ٢٥٥ هـ (١)

هو : سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد أبو حاتم السجستاني ، إمام البصرة في النحو والقراءة واللغة والعروض.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ضمن علماء القراءات.

كان « أبو حاتم » من النابهين المتعلقين بعلوم اللغة والقرآن.

وقد تلقى القرآن على مشاهير علماء عصره ، في مقدمتهم : « يعقوب الحضرمي » الإمام الثامن من أئمة القراءات. كما عرض القرآن على « سلام الطويل وأيوب ابن المتوكل ». وروى الحروف عن « إسماعيل بن أبي أويس ، ومحمد بن يحيى القطيعي ، وسعيد بن أوس ، وعبيد بن عقيل » (٢).

كما أخذ « أبو حاتم السجستاني » النحو ، واللغة على مشاهير علماء عصره وفي هذا المعنى يقول « المبرّد » : سمعت « أبا حاتم » يقول : قرأت كتاب سيبويه على « الأخفش الاوسط » : سعيد بن مسعدة مرتين ، ثم يقول « المبرّد » : وكان

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجروح والتعديل ٤ / ٢٠٤ ، وأخبار النحويين البصريين ٩٣ ، وطبقات النحويين للزبيدي ٩٤ ، والفهرست ٥٨ ، وأنساب السمعاني ٢٩١ ، ونزهة الألباء ١٤٥ ، وإنباه الرواة ٢ / ٥٨ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٣٠ ، وإشارة التعيين الورقة ٢١ ، وتاريخ الإسلام الورقة ٢٤٢ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) وتلخيص ابن مكتوم ٧٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٥٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢ ، والبلغة ٩٣ ، وغاية النهاية ١ / ٣٢٠ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢١٩ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٥٧ ، وأنظر « تهذيب الكمال » للمزي.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٠.

١٦٤

« أبو حاتم » كثير الرواية عن « أبي زيد الأنصاري ، وأبي عبيدة معمر بن المثنى ، والأصمعي. كما كان عالما باللغة ، والشعر ، حسن العلم بالعروض ، واخراج المعمّى ، وله شعر جيّد ، ويصيب المعنى » ا هـ (١).

وقد تتلمذ على « أبي حاتم » عدد كثير منهم : « محمد بن سليمان المعروف بالزردقي ، وعليّ بن أحمد المسكيّ ، وأبو سعيد العسكري ، وأبو بكر بن دريد ، وأحمد بن حرب ، وأحمد بن الخليل العنبري ، والحسين بن تميم ، وغيرهم كثير (٢).

لقد كان « أبو حاتم من حفاظ القرآن الذين لا يلحنون. يقول « ابن الجزري » : « روينا عن « الحسين بن تميم » البزّاز أنه قال : صلّى « أبو حاتم » بالبصرة ستين سنة بالتراويح وغيرها فما أخطأ يوما ، ولا لحن يوما ، ولا أسقط حرفا ، ولا وقف إلا على حرف تام » ا هـ (٣).

كما كان « أبو حاتم » من المتهجدين المستغفرين بالأسحار. فعن « محمد بن إسماعيل الخفاف » قال : « كان « أبو حاتم » وأبواه ، جعلوا الليل بينهم أثلاثا : فكان أبوه يقوم الثلث ، وأمه تقوم الثلث ، وأبو حاتم يقوم الثلث فلما مات أبوه جعل الليل نصفين ، فلما ماتت أمّه جعل « أبو حاتم » يقوم الليل كله » ا هـ (٤).

وقد احتل « أبو حاتم » بين قومه المنزلة السامية الرفيعة ، وقد أثنى عليه الكثيرون من العلماء : قال « ابن دريد » : كان « أبو حاتم ، يتبحر في الكتب. ويخرّج المعمّى ، حاذق بذلك ، دقيق النظر فيه » ا هـ (٥).

__________________

(١) انظر إنباه الرواة ج ٢ ص ٥٨.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٠.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٠.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٢٠.

(٥) انظر الفهرست لابن النديم ص ٨٧.

١٦٥

وكان « أبو حاتم » متبحرا في كثير من العلوم ، والدليل على ذلك مصنفاته المتعددة في القرآن ، واللغة ، وغيرهما ، يقول « القفطي » : كتابه في القراءات مما يفخر به أهل البصرة ، فإنه أجلّ كتاب صنف في هذا النوع في زمانه (١).

كما ذكر « القفطي » « لأبي حاتم » عدّة مصنفات أذكر منها ما يلي :

كتاب إعراب القرآن

كتاب الطير

كتاب النبات

كتاب الفصاحة

كتاب النخلة

كتاب الأضداد

كتاب الهجاء

كتاب الادغام

كتاب الكرم

كتاب الإبل

كتاب الاتباع

كتاب الزرع

كتاب ما تلحن فيه العامة

كتاب المذكر والمؤنث

كتاب المقصور والممدود

كتاب المقاطع والمبادئ

كتاب القسي والنبال والسهام

كتاب السيوف والرماح

كتاب حلق الإنسان

كتاب الشتاء والصيف

كتاب النحل والعسل

كتاب الخصب والقحط

كتاب اختلاف المصاحف

كتاب الشوق

إلى الاوطان إلى غير ذلك من المصنفات المفيدة والنافعة.

توفي « أبو حاتم » سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة. رحم الله « أبا حاتم » وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر إنباه الرواة ج ٢ ص ٦٣.

١٦٦

رقم الترجمة / ٧٣

« أبو الحارث » ت ٢٤٠ هـ (١)

هو : الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي ثقة معروف حاذق ضابط.

ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « أبو الحارث » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « الكسائي » وهو من جلة أصحابه. وروى حروف القراءات عن « حمزة بن القاسم الأحول ، وعن اليزيدي ».

تصدر « أبو الحارث » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة والضبط وأخذ عنه الكثيرون منهم : « سلمة بن عاصم ، صاحب الفراء ، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير ، والفضل بن شاذان ، ويعقوب بن أحمد التركماني » وآخرون.

توفي « أبو الحارث » سنة أربعين ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمه‌الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته في طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ص ٣٤.

١٦٧

رقم الترجمة / ٧٤

« ابن الحباب » ت ٣٠١ هـ (١)

هو : الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق ، أبو علي ، البغدادي ، شيخ متصدر للقراءة مشهور ، ثقة ، ضابط من كبار الحذاق.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قال « الخطيب البغدادي » : كان « ابن الحباب » أصله من « واسط » كثير الحديث ، قريب الأمر ، وكان ثقة يسكن الجانب الشرقي ، وقد قارب التسعين ، ولم يغيّر شيبه ا هـ (٢). وقال « ابن الجزري » : روى « ابن الحباب » القراءة عرضا وسماعا عن « البزّي » وهو الذي روى « التهليل » عنه عند الختم ، وبه قرأ « الداني » على شيخه « فارس » من طريقه ثم يقول « ابن الجزري » وقرأ « ابن الحباب » أيضا على « محمد بن غالب الأنماطي ، وبشر بن هلال » ا هـ (٣).

يقول « الخطيب البغدادي » : وقد سمع « ابن الحباب » محمد بن حميد الرازي ، ومحمد بن سليمان لوين ، ومحمد بن إسماعيل المبارك ، ومحمد بن يحيى ابن أبي سمنية ، ومحمد بن سهل بن عسكر البخاري (٤).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٧ / ٣٠١ ، وتاريخ الإسلام الورقة ٤ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧ ) ومعرفة القراء ١ / ٢٢٩ ، وغاية النهاية ١ / ٢٠٩.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٠٧.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٠٩.

(٤) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٠١.

١٦٨

وقد جلس « ابن الحباب » للاقراء ، وقد تلقى عليه القرآن الكثيرون ، منهم : « ابن مجاهد ، وابن الأنباري ، وأبو بكر محمد ابن القاسم ، وأحمد بن عبد الرحمن ابن الفضل الوليّ وأحمد بن صالح بن عمر ، وأحمد بن مسلم الختلي ، وأحمد بن عبيد الله ، وأبو بكر النقاش ، وأبو الحسن بن شنبوذ ، وعبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم ، وغيرهم كثير » (١).

وقد كان « ابن الحباب » من الثقات ، وفي هذا المعنى يقول « الخطيب البغدادي » : حدثني « عليّ بن محمد بن نصر » قال : سمعت « حمزة بن يوسف » يقول : وسألت « الدار قطني » عن « الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق المقرئ ببغداد ، فقال : ثقة » ا هـ (٢).

توفي « ابن حباب » سنة إحدى وثلاثمائة من الهجرة وقد قارب التسعين.رحم الله « ابن الحباب » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٠١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٠٩.

١٦٩

رقم الترجمة / ٧٥

« ابن حبش » ت ٣٧٣ هـ (١)

هو : الحسين بن محمد بن حبش ـ بفتح الحاء وسكون الباء ـ ابن حمدان ، أبو علي الدينوري نسبة إلى مدينة « دينور » ، وهي مدينة من أعمال « الجبل » وبينهما وبين همذان عشرون ونيف فرسخا وهي مدينة كثيرة الثمار والزروع وينسب إليها جماعة من علماء القرآن والحديث والأدب (٢).

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « ابن حبش » القراءة عن خيرة العلماء. وفي مقدمتهم : أبو عمران موسى بن جرير الرقي. وإبراهيم بن حرب الحراني ، والعباس بن الفضل الرازي ، وأبو بكر بن مجاهد ، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي ، والحسن بن بدر ، ومحمد ابن أحمد بن الحسن الشعيري وغير هؤلاء.

تصدر « ابن حبش » لتعليم القرآن الكريم واشتهر بالثقة والضبط وجودة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن وتتلمذ عليه الكثيرون منهم : محمد بن المظفر الدينوري ، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، ومحمد بن إبراهيم البصير ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، وأحمد بن عبد الواسع ، وأبو غانم الكرجي ، وأبو الحسن علي بن محمد الخباز وغيرهم كثير (٣).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الإسلام وفيات ٣٧٣ ، ورقة ١٢٢ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) ، وغاية النهاية ١ / ٢٥٠ ، ونهاية الغاية الورقة ٤٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٨١.

(٢) انظر معجم البلدان ج ٢ ص ٥٤٥.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٥٠.

١٧٠

احتل « ابن حبش » مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، حول هذا المعنى يقول « الداني » : « ابن حبش » تقدم في علم القراءات ، مشهور بالإتقان ثقة مأمون ا هـ (١).

قال « الإمام ابن الجزري » : ابن حبش حاذق ضابط متقن ، وإنه كان يأخذ لجميع القراء بالتكبير في جميع السور وقرأت أنا بالتكبير من طريقه عن السوسي (٢).

توفي « ابن حبش » سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة من الهجرة ، رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٢٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٥٠.

١٧١

رقم الترجمة / ٧٦

« أبو الحسن الأنطاكي » ت ٣٧٧ هـ (١)

هو : علي بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن بشر أبو الحسن الأنطاكي التميمي نزيل الاندلس وشيخها.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « أبو الحسن الأنطاكي » بأنطاكية سنة تسع وتسعين ومائتين من الهجرة. أحب « أبو الحسن الأنطاكي » الرحلة في طلب العلم ، فدخل بعض البلاد الإسلامية ليستمع من مشايخها ، ويأخذ عن علمائها مثل : دمشق ومصر حتى أصبح من العلماء المشهورين الحذاق ، وفي هذا يقول : « ابن الجزري » :

لزم « أبو الحسن الأنطاكي » إبراهيم بن عبد الرزاق نحوا من ثلاثين سنة ، وخرج من أنطاكية مع أمه للحج في شوال سنة ثمان وثلاثين وانصرف إلى دمشق ، فوصل إليه موت شيخه « إبراهيم بن عبد الرزاق » فنزل « مصر » وأقرأ بها إلى أن وجّه « المستنصر بالله » أمير الأندلس قاصدا إلى « مصر » وكتب معه أن يجهز إليه مقرئا ، يقرئ الناس بالأندلس فوجه إليه بأبي الحسن ، فقدم الاندلس مع « أمه » ودخل « قرطبة » في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة (٢).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ بغية الملتمس ٤١٤ ، وإنباه الرواة ٢ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٣٩ ـ ١٤٠ ، ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٣ ، والعبر ٣ / ٥ ، وتلخيص ابن مكتوم ، الورقة ١٥٣ ، ومرآة الجنان ٢ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ؛ وطبقات السبكي ٣ / ٤٦٨. وغاية النهاية ١ / ٥٦٤ ـ ٥٦٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٩٠.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٦.

انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٣.

١٧٢

أخذ « أبو الحسن الأنطاكي » القراءة عن عدد كبير من علماء القراءات ، وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » :

أخذ القراءة عرضا عن « إبراهيم بن عبد الرزاق ، وأحمد بن محمد بن حشيش ، ومحمد بن جعفر بن بيان البغدادي ، ومحمد بن النضر بن الأخرم ، وأحمد بن صالح البغدادي ، وأحمد بن يعقوب التائب ».

ثم يقول « ابن الجزري » : وقد وقع في كتاب « المستنير » لابن سوار أن « أبا الحسن الأنطاكي قرأ على اسماعيل النحاس عن الازرق عن ورش وهذا مما لا يصح ، فإن النحاس توفي قبل مولد « الأنطاكي » هذا بنحو عشر سنين وأكثر. ولكن لما دخل الأنطاكي « مصر » سنة ثلاثين وثلاثمائة كان جماعة من أصحاب « النحاس » موجودين ، فيحتمل أن يكون قرأ على بعضهم والله أعلم ا هـ (١).

تصدر « أبو الحسن الأنطاكي » لتعليم القرآن وحروفه ، واشتهر بالثقة وحسن القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن وتتلمذ عليه عدد كبير ، وفي مقدمتهم : « أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ ، وإبراهيم ابن مبشر ، وعتبة بن عبد الملك ، ومحمد ابن عمر الغازي ، وأبو المطرز القنازعي ، ومحمد بن يوسف النجار ، وعبيد الله بن سلمة بن حزم شيخ أبي عمرو الداني وآخرون » (٢).

لم تقتصر جهود أبي الحسن الأنطاكي على تعليم القرآن ، بل شملت أيضا بعض المصنفات النافعة في القراءات. يقول « الإمام الداني » : « أخذ أبو الحسن الأنطاكي » القراءة عرضا وسماعا عن « إبراهيم بن عبد الرزاق ، ومحمد بن الأخرم وصنف قراءة ورش » ا هـ (٣).

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٦٤.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٦٥.

١٧٣

احتل « أبو الحسن الأنطاكي » مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « أبو الوليد بن الفرضي » : أدخل أبو الحسن الى الاندلس علما جما ، وكان بصيرا بالعربية والحساب ، وله حظ في الفقه ، قرأ الناس عليه ، وسمعت أنا منه ، وكان رأسا في القراءات ، لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته (١).

وقال « الإمام الداني » : « أبو الحسن الأنطاكي » مشهور بالفضل والعلم ، والضبط وصدق اللهجة ا هـ (٢).

وقال « القفطي » : رحل « أبو الحسن الأنطاكي » إلى الاندلس ، فأدخل إليها علما كثيرا من القراءات والرواية لحديث كثير عن الشاميين والبصريين ، وكان بصيرا بالعربية والحساب. وله حظ في الفقه على مذهب الشافعي. قرأ الناس عليه بالاندلس ، وكتبوا عنه ، وسمعوا منه ا هـ (٣).

وقال « الإمام ابن الجزري » : « أبو الحسن الأنطاكي » شيخ الأندلس ، وإمام حاذق ، مسند ، ثقة ضابط ، ا هـ (٤).

توفي « أبو الحسن الأنطاكي » سنة سبع وسبعين وثلاثمائة بقرطبة ، رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٣.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٦٥.

(٣) انظر إنباه الرواة ج ٢ ص ٣٠٨.

(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٣٦٤.

١٧٤

رقم الترجمة / ٧٧

« الحسن الجمّال » ت ٢٨٩ هـ (١)

هو : الحسن بن العباس بن أبي مهران الجمّال بالجيم المعجمة ، أبو علي الرازي ، شيخ عارف حاذق ثقة ، إليه المنتهى في الضبط والتحرير ، أقرأ ببغداد وغيرها.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى « الجمّال » القراءة على خيرة العلماء منهم : « أحمد بن قالون ، وأحمد الحلواني ، ومحمد بن عيسى الأصبهاني ، وأحمد بن صالح المصري ، والقاسم ابن أحمد الخياط ، وغيرهم كثير » (٢).

وقد تتلمذ على « الجمال » عدد كثير منهم : « ابن مجاهد ، وابن شنبوذ ، وابن المنادي ، والنقاش ، وعبد الجليل الزيات ، والحسن بن الحباب ، وأحمد بن عثمان بن بويان ، وأحمد بن حمّاد صاحب السطاح ، وغير هؤلاء كثير » (٣). قال « الخطيب البغدادي » : سكن « الجمّال » بغداد ، وحدث بها عن « سهل بن عثمان العسكري ، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني ، وعبد الله بن هارون الفروي ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ». وروى عنه « يحيى بن محمد بن صاعد ، ومحمد ابن مخلد وأبو عمرو بن السمّاك ، وعبد الصمد بن علي الطستي » (٤).

توفي « الحسن الجمّال » في رمضان سنة تسع وثمانين ومائتين. رحم الله « الحسن الجمّال » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٧ / ٣٩٧ ، وتاريخ الإسلام ( الطبقة التاسعة والعشرون ) ومعرفة القراء : ١ / ٢٣٥ وغاية النهاية : ١ / ٢١٦.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢١٦.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢١٦.

(٤) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٩٧.

١٧٥

رقم الترجمة / ٧٨

« الحسن بن أبي الحسن البصري » ت ١١٠ هـ (١)

شيخ أهل البصرة ، ومفتيها ، سيّد أهل زمانه علما وعملا ، حافظ القرآن ، العامل بآدابه وتعاليمه ، أحد أئمة التابعين. مولى « زيد بن ثابت » رضي‌الله‌عنه ، وكانت « أم الحسن البصري » مولاة لأم سلمة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها. ويسار أبوه من سبي « ميسان » وهي أرض واسعة كثيرة القرى ، والنخل ، بين البصرة وواسط.

سكن « يسار » المدينة ، وأعتق ، وتزوج في خلافة « عمر » رضي‌الله‌عنه فولد له « الحسن » لسنتين بقيتا من خلافة « عمر » رضي‌الله‌عنه ، ثم نشأ الحسن بوادي القرى ، وحضر الجمعة مع « عثمان » رضي‌الله‌عنه ، وسمعه يخطب ، وشهد يوم « الدار » وله يومئذ أربع عشرة سنة.

قال « محمد بن سعد » كان « الحسن » رحمه‌الله جامعا ، عالما ، رفيعا ، فقيها ، ثقة ، حجة ، مأمونا ، عابدا ، كثير العلم ، فصيحا ، جميلا ، وسيما ا هـ (٢).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ طبقات ابن سعد ٧ / ١٥٦ ، طبقات خليفة ت ١٧٢٦ ، الزهد لأحمد ٢٥٨ ، تاريخ البخاري ٢ / ٢٨٩ ، المعارف ٤٤٠ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٢ و ٣ / ٣٣٨ ، أخبار القضاة ٢ / ٣ ذيل المذيل ٦٣٦ ، الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الاول ٤٠ ، الحلية ٢ / ١٣١ ، فهرست ابن النديم ٢٠٢ ، ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٥٤ ، طبقات الفقهاء للشيرازي ٨٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١ / ١٦١ ، وفيات الأعيان ٢ / ٦٩ ، تهذيب الكمال ٢٥٦ ، تاريخ الإسلام ٤ / ٩٨ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٦٦ ، تذهيب ٢ لتهذيب ١ / ١٣٣ ، البداية والنهاية ٩ / ٢٦٦ ، و ٢٦٨ ، غاية النهاية ، ١٠٧٤ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٣ ، النجوم الزاهرة ١ / ٢٦٧ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٢٨ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٧٧ ، طبقات المفسرين ١ / ١٤٧ ، شذرات الذهب ١ / ١٣٦ ، معرفة القراء الكبار : ١ / ٦٥ ، وسير أعلام النبلاء : ج ٤ / ٥٦٣.

(٢) أنظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٢.

١٧٦

وقال « الذهبي » : كان « الحسن » رجلا تام الشكل ، مليح الصورة ، بهيّا ، وكان من الشجعان الموصوفين ا هـ (١).

وقال « محمد بن سلاّم » : حدثنا « أبو عمرو الشّعّاب » بإسناد له قال : كانت « أم سلمة » رضي‌الله‌عنها تبعث « أم الحسن » في الحاجة فيبكي وهو طفل ، فتسكته « أم سلمة » بثديها ، وتخرجه إلى أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو صغير فكانوا يدعون له ، فأخرجته إلى « عمر » رضي‌الله‌عنه فدعا له وقال : « اللهم فقهه في الدين ، وحبّبه إلى الناس » ا هـ (٢).

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قال « ابن الجزري » : قرأ « الحسن البصري » على « حطّان بن عبد الله الرقاشي » عن « أبي موسى الأشعري » وعلى « أبي العالية » عن « أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت » رضي‌الله‌عنهما.

ثم قال : وروى القراءة عنه « أبو عمرو بن العلاء » وسلام بن سليمان الطويل ، ويونس بن عبيد ، وعاصم الجحدري (٣). وقال « الذهبي » : وروى « الحسن البصري » عن : « عمران بن حصين ، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الرحمن ابن سمرة ، والنعمان بن بشير ، وابن عباس ، وعمرو بن تغلب ، ومعقل بن يسار ، وانس بن مالك ، وجمع من الصحابة » ا هـ (٤).

كما روى عنه عدد كثير منهم : « شيبان النحوي ، ويونس بن عبيد ، وابن

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٢.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٦٤.

(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٢٣٥.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٦٥.

١٧٧

عون ، وحميد الطويل ، وثابت البنانيّ ، ومالك بن دينار ، وهشام بن حسان ، وجرير بن حازم ، ومبارك بن فضالة ، وأبان بن يزيد العطار ، وشبيب بن شيبة ، وأشعث بن سوار وغيرهم كثير (١).

وكان « الحسن البصري » خطيبا رقيق القلب ، فعن « مبارك بن فضالة » قال : حدثنا « الحسن البصري » عن « أنس بن مالك » رضي‌الله‌عنه قال : « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة ، يسند ظهره إليها ، فلما كثر الناس قال : « ابنوا لي منبرا له عتبتان ، فلما قام على « المنبر » يخطب ، حنّت « الخشبة » إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أي أنس وأنا في المسجد ، فسمعت للخشبة حنين الواله ، فما زالت تحنّ حتى نزل إليها ، فاحتضنها فسكنت » ا هـ.

وكان « الحسن البصري » إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال : « يا عباد الله الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شوقا إليه ، فأنتم أحقّ أن تشتاقوا إلى لقائه » ا هـ (٢).

وكان « الحسن البصري » رحمه‌الله تعالى من الزهاد ، الصوّامين : فعن « السّري بن يحيى » قال : كان « الحسن » يصوم البيض ، والأشهر الحرم والاثنين ، والخميس ا هـ (٣).

ولقد كان للحسن البصري المكانة السامية ، والمنزلة الحسنة بين المسلمين ، والدليل على ذلك ثناء الناس عليه ، يوضح ذلك الأقوال الآتية :

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٦٥.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ورجاله ثقات ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٦٩.

(٣) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٨.

١٧٨

قال « قتادة » : ما كان أحد أكمل مروءة من « الحسن البصري » (١).

وقال « هشام بن حسّان » : كان « الحسن » أشجع أهل زمانه (٢).

وقال « قتادة » كان « الحسن » من أعلم الناس بالحلال والحرام (٣).

وقال « حميد بن يونس » : ما رأينا أحدا أكمل مروءة من « الحسن » (٤).

وقال « عوف » : ما رأيت رجلا أعلم بطريق الجنة من « الحسن » (٥).

وقال « أبو عمرو بن العلاء » : ما رأيت أفصح من « الحسن » والحجاج (٦).

وكان « الحسن البصري » رحمه‌الله ينطق بالحكمة فمن أقواله :

١ ـ روى « حوشب » عن « الحسن » أنه قال : يا ابن آدم ، والله إن قرأت القرآن وآمنت به ، ليطولنّ في الدنيا حزنك ، وليشتدّنّ في الدنيا خوفك ، وليكثرنّ في الدنيا بكاؤك (٧).

٢ ـ وقال « هشام بن حسان » : سمعت « الحسن » يحلف بالله ، ما أعزّ أحد الدرهم إلا أذلّه الله ا هـ (٨).

٣ ـ وروى « ضمرة بن ربيعة » عن « الحسن » أنه قال : « من كذّب بالقدر فقد كفر ا هـ (٩).

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٤.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٨.

(٣) اخرجه ابن سعد ، أنظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٨.

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٤.

(٥) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٥.

(٦) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٤.

(٧) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٥.

(٨) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٧٦.

(٩) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٨١.

١٧٩

٤ ـ وروى « صالح المريّ » عن « الحسن » أنه قال : ابن آدم إنما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ذهب بعضك ا هـ (١).

٥ ـ وقال « مبارك بن فضالة » : سمعت « الحسن » يقول : فضح الموت الدنيا ، فلم يترك فيها لذي لبّ فرحا ا هـ (٢). يروى أنه في مرض الموت أغمي عليه ثم أفاق إفاقة فقال : لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم ا هـ.

توفي « الحسن البصري » بعد حياة حافلة بالعلم والعمل. رحمه‌الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء. وكان ذلك سنة عشر ومائة عن ثمان وثمانين سنة.

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٨٥.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٨٥.

١٨٠