معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

الدكتور محمّد سالم محيسن

معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد سالم محيسن


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
الجزء ١ الجزء ٢

والمدينة المنورة ، والكوفة والبصرة ، ودمشق. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على شدّة تعلق « ابن مجاهد » بجمع الروايات ، وحفظ الطرق والقراءات.

ومن يتتبع شيوخ « ابن مجاهد » يجدهم بلغوا العشرات وكلهم من خيرة علماء علم القراءات وحسبي أن أشير هنا إلى بعض هؤلاء : منهم : محمد بن إسحاق أبو ربيعة ، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير ، وأحمد بن يحيى ثعلب ، وموسى بن إسحاق الأنصاري ، وأحمد بن فرح ، وإدريس بن عبد الكريم ، والحسن بن العباس بن أبي مهران ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن أبي داود ، وغير هؤلاء كثير (١).

وبعد أن تلقى « ابن مجاهد » جميع قراءات القرآن الكريم جلس للإقراء وتعليم المسلمين حروف القرآن الكريم. وفي هذا المعنى يقول عنه « ابن الجزري » : وبعد صيت « ابن مجاهد » واشتهر أمره ، وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير ، ولا أعلم أحدا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه ، ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه ، حكى « ابن الأخرم » : أنه وصل إلى « بغداد » فرأى في حلقة « ابن مجاهد » نحوا من ثلاثمائة مصدّر (٢). وقال « علي بن عمر » المقرئ : كان « ابن مجاهد » له في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس (٣).

من هذا يتبين أن الذين تلقوا القرآن على « ابن مجاهد » وأخذوا عنه حروف القراءات عدد كثير أذكر منهم ما يلي : « إبراهيم بن أحمد الخطّاب ، والحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسي ، والحسن بن سعيد المطوعي ، والحسين بن خالويه

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٤٠.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٤٢.

(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٧١.

١٢١

النحوي ، والحسين بن محمد بن حبشي ، وزيد بن علي ، وعبد السلام بن بكّار ، وعبد الله بن الحسين أبو أحمد السامري ، وغير هؤلاء كثير (١). ويقول « الذهبي » : آخر من روى السبعة لابن مجاهد « أبو اليمن الكندي » تفرد بعلوّ رواية الكتاب ، عن « ابن توبة » عن « الصريفيني » عن « أبي حفص الكتّاني عنه » ا هـ (٢). كما أكبّ « ابن مجاهد » على دراسة الحديث النبوي الشريف ، وحدث عن عدد كبير من علماء الحديث منهم : « عبد الله بن أيوب المخزومي ، ومحمد بن عبد الله الزهيري ، وزيد بن إسماعيل الصائغ ، وسعدان بن نصر ، وأحمد ابن منصور الرمادي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن سعد العوفي ، وعباس الدوري ، وأبو رفاعة العدوي » ، وغيرهم كثير (٣).

ولم يقتصر « ابن مجاهد » على تعليم القرآن وحروفه ، بل تصدّر أيضا لرواية الحديث النبوي الشريف. ومن الذين رووا عنه : « أبو طاهر بن أبي هاشم ، وأحمد بن عيسى ، وأبو بكر الجعابي ، وأبو القاسم بن النخاس ، وأبو الحسين بن البوّاب ، وأبو بكر بن شاذان ، وطلحة بن محمد بن جعفر ، وأبو الحسن الدار قطني ، وأبو حفص بن شاهين » وآخرون (٤). بلغ « ابن مجاهد » القمّة في المجد وبعد الصيت ، واحتل مكانة سامية مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : كان « ابن مجاهد » ثقة ، مأمونا ، كتب إليّ « أبو طاهر محمد بن الحسين المعدّل » من الكوفة ، عن « أحمد بن يحيى » النحوي ، قال : في سنة ست وثمانين ومائتين ، ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله من « أبي بكر بن مجاهد » ا هـ (٥). وقال « أبو عمرو الداني » : فاق « ابن مجاهد »

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٤٠.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٧١.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٤٤.

(٤) انظر تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٤٥.

(٥) انظر تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٤٥.

١٢٢

في عصره ، سائر نظرائه من أهل صناعته ، مع اتساع علمه ، وبراعة فهمه ، وصدق لهجته ، وظهور نسكه (١).

توفي « ابن مجاهد » بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام يوم الاربعاء في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة من الهجرة. ودفن في مقبرة له بباب البستان في الجانب الشرقي ببغداد ، وصلّى عليه « الحسن بن عبد الله الهاشمي ». رحم الله « ابن مجاهد » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٧٠.

١٢٣

رقم الترجمة / ٥٧

« أبو بكر المعافري » (١)

هو : محمد بن عبد الله أبو بكر المعافري المصري ، مقرئ مجود معروف قيم برواية ورش.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « المعافري » القراءة عرضا عن أبي بكر محمد بن القباب ، وأبي العباس أحمد بن محمد بن القباب.

تصدر المعافري لتعليم القرآن. وقد روى عنه القراءة عرضا ، خلف بن إبراهيم ابن خاقان ، وسعيد بن عبد العزيز الثغري.

توفي المعافري بمصر سنة بضع وخمسين وثلاثمائة من الهجرة. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ غاية النهاية ٢ / ١٨٨ ـ ١٨٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٩.

١٢٤

رقم الترجمة / ٥٨

« أبو بكر بن مقسم » ت ٣٥٤ هـ (١)

هو : محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد أبو بكر البغدادي العطار المقرئ النحوي المفسر.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « ابن مقسم » سنة خمس وستين ومائتين من الهجرة ، وعمر كثيرا حيث توفي عن تسع وثمانين سنة.

أخذ « ابن مقسم » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « ابن إدريس ابن عبد الكريم ، وداود بن سليمان ، وحاتم بن اسحاق ، وأبو العباس المعدل والعباس بن الفضل الرازي ، وأحمد بن فرح المفسر ، وعبد الله بن محمد بن بكار ، ومضر بن محمد ، وعلي بن الحسين الفارسي وآخرون (٢).

كما أخذ « ابن مقسم » حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد من

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ فهرست ابن النديم ٣٣ ، وتاريخ بغداد ٢ / ٢٠٦ ـ ٢٠٨ ، ونزهة الألباء ٣٦٠ ـ ٣٦٣ ، والمنتظم ٧ / ٣٠ ، وإرشاد الأريب ١٨ / ١٥٠ ـ ١٥٤ ( ط ، مصر ) وكامل ابن الأثير ٨ / ٥٦٦ ، وإنباه الرواة ٣ / ١٠٠ ـ ١٠٣ ، وتاريخ الإسلام ، وفيات ٣٥٤ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩٢٤ ، والعبر ٢ / ٣١٠ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٦٦ ، وتلخيص ابن مكتوم الورقة ٢٠٠ ـ ٢٠١ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ والبداية والنهاية ١١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، والبلغة ٢١٩ ، وغاية النهاية ٢ / ١٢٣ ـ ١٢٥ ، ونهاية الغاية الورقة ٢٣١ ، ولسان الميزان ٥ / ١٣٠ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٤٣ ، وبغية الوعاة ١ / ٨٩ ، وطبقات المفسرين للداودي ٢ / ١٢٧ ـ ١٢٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ١٦.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٢٣.

١٢٥

العلماء : فقد سمع أبا السّري موسى بن الحسن ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وموسى بن اسحاق الأنصاري ، وأبا العباس ثعلب ، والحسن القطان ، ومحمد بن الليث الجوهري ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد ، وآخرين (١).

تصدر « ابن مقسم » لتعليم القرآن زمنا طويلا ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « ابنه أحمد ، وأبو بكر بن مهران ، وعلي بن عمر الحمامي ، والفرج بن محمد التكريتي ، والحسن بن محمد الفحام ، وإبراهيم بن أحمد الطبري ، وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وعلي بن محمد العلاف ، وأبو الفرج الشنبوذي ، وغير هؤلاء (٢)

كان « ابن مقسم » من الثقات ، فقد وثّقه الخطيب البغدادي ، والحافظ شمس الدين محمد بن علي الداوديّ ، صاحب « طبقات المفسرين » حيث قال : « وكان « ابن مقسم » ثقة ومن أعرف الناس بالقراءات ، وأحفظهم لنحو الكوفيين ولم يكن فيه عيب إلا أنه قرأ بحروف تخالف الإجماع ، واستخرج لها وجوها من اللغة والمعني » ا هـ (٣).

كما أثنى عليه العلامة « أبو عمرو الداني » حيث قال : « ابن مقسم » مشهور بالضبط والإتقان ، عالم بالعربية ، حافظ للغة ، حسن التصنيف في علوم القرآن ، وكان قد سلك مذهب « ابن شنبوذ » الذي أنكر عليه ، فحمل الناس عليه لذلك (٤).

كما أثنى عليه « ابن العماد الحنبلي » صاحب كتاب « شذرات الذهب » حيث قال : « تصدر « ابن مقسم » للإقراء دهرا ، وكان علامة في نحو

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٠٦.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٢٥.

(٣) انظر طبقات المفسرين ج ٢ ص ١٣١.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٠٧.

١٢٦

الكوفيين ، سمع من ثعلب أماليه ، وصنف عدة تصانيف ، وله قراءة معروفة منكرة خالف فيها الإجماع » (١).

اشتهر « ابن مقسم » بالعلم ، وقد صنف عدة مصنفات منها : كتاب الأنوار في تفسير القرآن ، والمدخل الى علم الشعر ، والاحتجاج في القراءات ، وكتاب في النحو ، وكتاب الوقف والابتداء في القرآن ، وكتاب المصاحف ، وعدد التمام ، ومجالسات ثعلب ومفرداته ، والرد على المعتزلة ، والانتصار لقرّاء الأمصار ، واللطائف في جمع هجاء المصاحف ، وغير ذلك (٢).

ومع أن « ابن مقسم » كان من العلماء ومن المؤلفين إلا أنه وقع فيما وقع فيه « ابن شنبوذ » حيث أجاز القراءة بما يتفق رسم المصحف والعربية ، دون الاعتداد بصحة السند ، وفي هذا يقول : ابن الجزري : وله اختيار في القراءات رويناه في كتاب الكامل وغيره ، رواه عنه أبو الفرج الشنبوذي ، ويذكر أنه كان يقول : إن كل قراءة وافقت رسم المصحف ووجها في العربية فالقراءة بها جائزة ، وإن لم يكن لها سند ا هـ (٣).

وقد ذكر المؤرخون خروج « ابن مقسم » على إجماع العلماء حيث أجاز القراءة بغير المتواتر والمشهور من حروف القرآن ، حيث قال جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي وقد ذكر حاله : أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه الذي سماه « كتاب البيان » فقال : وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا ، فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها. وابتدع بقيله ذلك بدعة ضل بها عن

__________________

(١) انظر شذرات الذهب ج ٢ ص ١٦.

(٢) انظر طبقات المفسرين ج ٢ ص ١٣٢.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٢٤.

١٢٧

قصد السبيل ، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيّئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث ، واستخرج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض. وقد كان « أبو بكر بن مجاهد » شيخنا نسله من بدعته المضلة باستتابته منها وأشهد عليه الحكام والشهود بعد أن سئل البرهان علي صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل ولم تكن له حجة قوية ولا ضعيفة ، فاستوهب « أبو بكر بن مجاهد » تأديبه من السلطان عند توبته وإظهاره الاقلاع عن بدعته المضلة ، فالله سبحانه وتعالى قد أعلمنا أنه حافظ كتابه من الزائغين بقوله : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) (١).

توفي « أبو بكر بن مقسم » يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. رحمه‌الله وغفر له إنه غفور رحيم.

__________________

(١) سورة الحجر الآية ٩ وانظر إنباه الرواة ج ٣ ص ١٠١.

١٢٨

رقم الترجمة / ٥٩

« أبو بكر النقاش » ت ٣٥١ هـ (١)

هو : محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن مسند أبو بكر النقاش الموصلي الأصل ثم البغدادي.

ولد « أبو بكر النقاش » بالموصل سنة ست وستين ومائتين من الهجرة ، وعني بالقراءات القرآنية من صغره.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

شغف « أبو بكر النقاش » منذ نعومة أظفاره بالقراءات القرآنية وفي سبيل ذلك وصل الى كثير من المدن والأمصار يأخذ عن شيوخها ويتلقى عن علمائها وفي هذا يقول الإمام « ابن الجزري » : طاف « أبو بكر النقاش » الأمصار وتجول في البلدان وكتب الحديث وقيد السنن ، وصنف المصنفات في القراءات ، والتفسير ، وغير ذلك. وطالت أيامه ، فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه ، وورعه ، وصدق لهجته ، وبراعة فهمه ، وحسن اطلاعه ، واتساع معرفته ا هـ (٢).

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ فهرست ابن النديم ٣٣ ، وتاريخ بغداد ٢ / ٢٠١ ، وأنساب السمعان الورقة ٥٥٦ ، والمنتظم ٧ / ١٤ ، وإرشاد الأريب ٦ / ٤٩٦ ، والكامل لابن الأثير ٨ / ٥٤٥ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٩٨ ، وتاريخ الإسلام الورقة ٣ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩٠٨ ـ ٩٠٩ ، والعبر ٢ / ٢٩٢ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٥٠٢ ، والوافي والوفيات ٢ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ٣٤٧ ، وطبقات السبكي ٣ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ، وطبقات الاسنوي ٢ / ٤٨٣ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢٤٢ ، وغاية النهاية ٢ / ١١٩ ـ ١٢١ ، ونهاية الغاية الورقة ٢٢٩. ولسان الميزان ٥ / ١٣٢ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٣٤ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٣٧٠ ـ ٣٧١ ، وطبقات المفسرين له ٢٩ ، وللداودي ٢ / ١٣١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٨.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١١٩.

١٢٩

وقال « الخطيب البغدادي » : كان أبو بكر النقاش عالما بحروف القرآن حافظا للتفسير ، وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم ، وكان قد سافر الى الكثير من المدن شرقا وغربا ، وكتب بالكوفة ، والبصرة ، ومكة ، ومصر ، والشام ، والجزيرة ، والموصل ، والجبال ، وبلاد خراسان وما وراء النهر. ا هـ (١).

ويجمع المؤرخون على أن شيوخ « أبي بكر النقاش » بلغوا عددا كبيرا فمن الذين أخذ عنهم القراءات : أبو ربيعة ، وأبو علي الحسين بن محمد الحداد المكي ، ومحمد بن عمران الدينوري ، ومدين بن شعيب البصري ، وأبو أيوب الضبي ، واسماعيل بن عبد الله النحاس ، وادريس بن عبد الكريم ، وأحمد بن فرح ، وهارون الأخفش ، وعبيد الله بن بكار ، وغيرهم كثير (٢).

ومن الذين أخذ عنهم الحديث : اسحاق بن سفيان الختليّ ، وإبراهيم بن زهير الحلواني ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي ، وأحمد بن محمد بن رشد بن المصري ، والحسين بن ادريس الهرويّ ، وغيرهم كثير (٣).

تصدر « أبو بكر النقاش » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وذاع صيته ، وأقبل عليه طلاب العلم من كل فج عميق ، يأخذون عنه وينهلون من علمه ويقرءون مصنفاته.

ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية ، محمد بن عبد الله بن أشتة ، محمد بن أحمد الشنبوذي ، والحسن بن محمد الفحام ، والحافظ أبو الحسن الدار قطني ، والفرج ابن محمد القاضي ، وعبد الله بن عبد الصمد الوراق ، وإبراهيم بن أحمد الطبري ،

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٠١.

(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١١٩.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٠١.

١٣٠

واحمد بن عبد الله بن الحسين البزاز ، ومحمد بن الحسن بن الفضل القطان وغيرهم كثير (١).

ومن الذين رووا عنه سنة الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو بكر بن مجاهد ، وجعفر بن محمد ، وأبو الحسن الدار قطني ، وأبو حفص بن شاهين ، ومحمد ابن الحسين بن الفضل ، ومحمد بن أبي الفوارس ، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ ، وجماعة آخرون (٢).

وكان « أبو بكر النقاش » من المشهود لهم بالثقة ، وفي هذا يقول الإمام « الداني » ت ٤٤٤ هـ : النقاش جائز القول ، مقبول الشهادة ، سمعت عبد العزيز بن جعفر يقول : كان النقاش يقصد في قراءة « ابن كثير ، وابن عامر » لعلو إسناده فيهما ، وكان له بيت مليء كتبا ، وكان أبو الحسن الدار قطني يستملي له وينتقي للناس من حديثه ا هـ (٣).

سمع « أبو بكر بن مجاهد » الحروف من جماعة كثيرة ، وطاف الأمصار ، وتجول في البلدان وكتب الحديث ، وقيد السنن ، وصنف المصنفات ، وطالت أيامه فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه وورعه وصدق لهجته وبراعة فهمه ، وحسن اطلاعه واتساع معرفته ا هـ (٤).

ترك « أبو بكر النقاش » ثروة علمية ضخمة حيث صنف في القراءات والتفسير وغير ذلك ، ومن مصنفاته : كتاب التفسير في نحو اثني عشر ألف ورقة سماه « شفاء الصدور » أو « إشفاء الصدور » وكتاب « الموضح في معاني

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٢٠.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٠٢.

(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٢١.

(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩٥.

١٣١

القرآن » ودلائل النبوة ، والقراءات بعللها ، وكتاب العقل ، وكتاب المناسك ، وكتاب أخبار القصاص ، وكتاب ذم الحسد ، وكتاب أبواب في القرآن ، وكتاب إرم ذات العماد ، وكتاب المعجم الاوسط ، والمعجم الأصغر ، والمعجم الكبير في أسماء القراء وقراءاتهم ، وكتاب السبعة بعللها الكبير ، وكتاب السبعة الاوسط ، وكتاب السبعة الأصغر ، وغيرها كثير (١).

ظل « أبو بكر النقاش » يتلو كتاب الله تعالى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الدنيا وفي هذا يقول أبو الحسن بن الفضل القطاني : حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، فجعل يحرك شفتيه ثم نادى بعلو صوته : ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) يرددها ثلاثا ثم خرجت نفسه رحمه‌الله تعالى ا هـ (٢). رحم الله أبا بكر النقاش رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر طبقات المفسرين للداودي ج ٢ ص ١٣٦.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩٨.

١٣٢

رقم الترجمة / ٦٠

« ابن أبي بلال » ت ٣٥٨ هـ (١)

هو : زيد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي بلال أبو القاسم العجلي الكوفي شيخ العراق.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

قرأ « ابن أبي بلال » على عدد كبير من علماء القرآن ، وفي مقدمتهم : أحمد بن فرح ، وعبد الله بن عبد الجبار ، والحسن بن العباس ، وعبد الله بن جعفر السّواف ، ومحمد بن أحمد الداجوني ، وأبو بكر بن مجاهد ، وأبو علي الحسن النقار ، وأحمد بن إبراهيم القصباني ، ومحمد بن يونس النحوي ، وأبو مزاحم الخاقاني ، وعبد الله بن القاسم الخياط وحماد بن أحمد وغيرهم كثير (٢).

وبعد أن بدت مواهب « ابن أبي بلال » جلس لتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام واشتهر وذاع صيته وأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان يأخذون عنه ، ويقرءون عليه.

ومن الذين أخذوا عن « ابن أبي بلال » القراءة القرآنية : « بكر بن شاذان ، وأبو الحسن الحمامي ، وعبيد الله بن عمر المصاحفي ، والحسن بن محمد بن الفحام ، والحسن بن علي بن الصقر ، وعبد الباقي بن الحسن ، وعلي بن محمد بن

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٨ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠ ، وتاريخ الإسلام ، وفيات ٤٥٨ ، ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) ومرآة الجنان ٢ / ٣٧١ ، وغاية النهاية ١ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٢٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٩٨.

١٣٣

موسى الصابوني ، وعلي بن محمد العلاف ، والحسن بن خشيش ، وأحمد بن الصقر وغير هؤلاء كثير (١).

يقول « الخطيب البغدادي » : « نزل « ابن أبي بلال » بغداد وحدّث بها عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، وعلي بن العباس المقانعي ، وعبد الله ابن زيدان البجلي ، ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني ، وعبد الله بن أسيد الأصبهاني.

ثم يقول الخطيب البغدادي : وحدثنا عن « ابن أبي بلال » أبو الحسن بن زرقويه ، وعلي بن أحمد الحمامي المقرئ ، وأبو نعيم الأصبهاني ، وكان صدوقا ا هـ (٢).

ومن الأحاديث التي حدث بها « ابن أبي بلال » الحديث التالي : قال البغدادي : أخبرنا « أبو نعيم » حدثنا « أبو القاسم زيد بن علي بن أبي بلال المقرئ الكوفي ـ ببغداد ـ قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن أسيد الأصبهاني بالكوفة حدثنا « النضر بن هشام » قال : حدثنا « مروان بن صبيح » قال : حدثنا « عبد العزيز بن صهيب » عن « أنس بن مالك » قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ثلاث من كن فيه فهي راجعة على صاحبها : البغي ، والمكر ، والنكث ، ثم قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ ) وقرأ : ( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ ) وقرأ : ( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ ) (٣).

احتل « ابن أبي بلال » مكانة سامية بين المسلمين وطلاب العلم واشتهر بين

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٩٨.

(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٨ ص ٤٥٠.

(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٨ ص ٤٥٠. والآيات هي على التوالي : فاطر : ٤٣ ؛ يونس : ٢٣ ؛ والفتح : ١٠.

١٣٤

الناس وذاع صيته ، وعرف لدى الجميع بصدق الحديث. ودقة الضبط مما استوجب الثناء عليه. حول هذه المعاني يقول « ابن الجزري » : « ابن أبي بلال » شيخ العراق إمام حاذق ثقة ا هـ (١).

توفي « ابن أبي بلال » ببغداد في جمادى الاولى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. رحم الله « ابن أبي بلال » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٩٨.

١٣٥

رقم الترجمة / ٦١

« ابن بنان » ت ٣٧٤ هـ (١)

هو : عمر بن محمد بن عبد الصمد بن الليث بن بنان أبو محمد البغدادي ، مقرئ زاهد عابد.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

أخذ « ابن بنان » القراءة وحروف القرآن عن خيرة العلماء. وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » : عرض « ابن بنان » لابن كثير على الحسن بن الحباب وأبي ربيعة ، وللدوري على أحمد بن فرح المفسر (٢).

كما حدث « ابن بنان » عن عدد من العلماء ، حول هذا المعنى يقول الخطيب البغدادي : « أبو محمد المقرئ كان أحد عباد الله الصالحين ، وحدث عن جعفر ابن محمد بن العباس البزاز ، والحسين بن محمد بن عفير ، وأبي القاسم البغوي ، ومحمد بن سليمان المالكي البصري ، وإبراهيم بن حماد القاضي ، وأبي ذر بن الباغندي ».

ثم يقول الخطيب البغدادي : حدثنا عنه بشرى بن عبد الله ، ومحمد بن عمر ابن بكير ، وعبد العزيز الازجي ، وأبو محمد الجوهري.

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ١١ / ٢٦٠ ، وتاريخ الإسلام الورقة ١٢٧ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وغاية النهاية ١ / ٥٩٧.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٩٧.

انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٢٦.

١٣٦

ثم يقول : حدثني عبد العزيز بن علي حدثنا أبو محمد عمر بن محمد بن عبد الصمد المقرئ ، ـ ببغداد ـ أخبرنا أبو علي محمد بن سليمان بن علي بن أبي أيوب ـ بالبصرة ـ حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من زرع زرعا أو غرس غرسا فأكل منه إنسان أو بهيمة فهو له صدقة ا هـ (١).

تصدر « ابن بنان » لتعليم القرآن واشتهر بالأمانة والصدق ، وأقبل عليه طلاب العلم وحفاظ القرآن ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : الحسين بن أحمد (٢).

توفي « ابن بنان » يوم السبت التاسع من رجب سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ودفن في مقبرة باب حرب بعد أن قارب التسعين. رحمه‌الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ١١ ص ٢٥٩.

(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٩٧.

١٣٧

رقم الترجمة / ٦٢

« ابن بويان » ت ٣٤٤ هـ (١)

هو : أحمد بن عثمان بن محمد بن جعفر بن بويان الخراساني البغدادي الحربي.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.

ولد « ابن بويان » سنة ستين ومائتين من الهجرة.

تلقى « ابن بويان » القراءة على مشاهير العلماء ، وفي مقدمتهم : ادريس بن عبد الكريم ، وأحمد بن الأشعث ، ومحمد بن أحمد بن واصل ، وأبو عيسى موسى بن إبراهيم الزينبي ، والحسن بن العباس بن أبي مهران الجمال ، وغير هؤلاء.

تصدر « ابن بويان » لتعليم القرآن الكريم ، وذاع صيته في الآفاق ، وأقبل عليه طلاب العلم يأخذون عنه حروف القرآن فتتلمذ عليه الكثيرون : إبراهيم بن أحمد الطبري ، وإبراهيم بن عمر البغدادي ، وأحمد بن نصر الشذائي ، وطالب بن عثمان النحوي ، وعبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي ، وعلي بن عمر الدار قطني ، ومحمد بن الحسن الآدمي ، والحسن بن محمد بن الحباب ، وأحمد بن الحسين بن مهران وغيرهم كثير (٢).

كما أخذ « ابن بويان » حديث الهادي البشير صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عدد

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٤ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ ، وتاريخ الإسلام الورقة ٢١٨ ـ ٢١٩ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٦٥ ، والوافي بالوفيات ٧ / ١٧٦ ، وغاية النهاية ١ / ٧٩ ـ ٨٠ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣١٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ٣٦٦.

(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٨٠ والقراء الكبار ج ١ ص ٢٩٢.

١٣٨

من علماء السنة المطهرة. فقد سمع « محمد بن علي الوراق ، المعروف بحمدان ، وكان عنده عنه جزء واحد من حسنه « علي بن أبي طالب » رضي‌الله‌عنه ، كما سمع من موسى بن هارون الحافظ وادريس بن عبد الكريم الحداد.

كما تصدر « ابن بويان » لرواية حديث النبي عليه الصلاة والسّلام. ومن الذين حدثوا عنه : أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو نصر أحمد بن محمد بن حسنود ، وابن المفضل القطان وأحمد بن عمر الدلال (١).

اشتهر « ابن بويان » بالحفظ ، والثقة وصحة الضبط ، وفي هذا يقول أبو عمرو الداني ت ٤٤٤ هـ : « كان « ابن بويان » ثقة حافظا ضابطا مشهورا » (٢).

توفي « ابن بويان » سنة أربع وأربعين وثلاثمائة من الهجرة. بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسّلام. رحم الله « ابن بويان » رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٤ ص ٢٩٨.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩٣.

١٣٩

رقم الترجمة / ٦٣

« ابن جبير » ت ٢٥٨ هـ (١)

هو : أحمد بن جبير بن محمد بن جعفر بن أحمد بن جبير ، أبو بكر ، وقيل : أبو جعفر ، الكوفي نزيل أنطاكية ، وكان أصله من خراسان ، ثم سافر إلى الحجاز ، والعراق ، والشام ، ومصر ، ثم أقام بأنطاكية ، فنسب إليها ، وكان « ابن جبير » من أئمة القراء.

ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات ..

وكان « ابن جبير » من المحبين لقراءة القرآن الكريم ، وقد تتلمذ منذ باكورة حياته على والده ، ثم بعد ذلك أخذ القراءة على مشاهير علماء عصره : يقول « أبو عمرو الداني » : أخذ « أحمد بن جبير » القراءة عرضا وسماعا عن : الكسائي وعن سليم ، وعبيد الله بن موسى ، وعبد الوهاب بن عطاء ، وأبي يوسف الأعشى ، وحجاج بن محمد الأعور ، والحسين بن عيسى ، وعمرو بن ميمون ، وغيرهم كثير (٢).

كما سمع « ابن جبير » بعض قراءة « عاصم » من « أبي بكر بن عيّاش » (٣). يقول « الذهبي » : روى عبد الباقي بن فارس ، عن عبد الله بن عليّ ، عن الحسين بن إبراهيم ، قال : « قرأت على » أحمد بن جبير الكوفي » ،

__________________

(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ الاسلام ، الورقة ٢١٧ ( أحمد الثالث ، ٢٩١٧ / ٧ ) ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٠٧ وغاية النهاية ٢ / ٤٢.

(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٠٧.

(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٤٢.

١٤٠