النّفس من كتاب الشّفاء

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

النّفس من كتاب الشّفاء

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الشيخ حسن حسن زاده الآملي
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-146-0
الصفحات: ٣٧٦

قياما محسوسا. فإنه إن اندفع أحدهما كما يمس (١) ، بل فى زمان (٢) لا يحس ، لم يكن صوت. والقارع والمقروع كلاهما فاعلان للصوت ، لكن أوليهما به ما كان أصلبهما وأشدهما مقاومة ، فإن حظه فى ذلك أشد ، وأما الحركة الثانية فهو انفلات الهواء وانضغاطه بينهما بعنف ، والصلابة تعين على شدة ضغط الهواء والملاسة أيضا لئلا ينتشر الهواء فى فرج الخشونة. والتكاثف أولى بذلك لئلا ينفذ الهواء فى فرج التخلخل.

وربما كان الجسم المقروع فى غاية الرطوبة واللين ، لكنه إذا حمل عليه بالقوة وكلف الهواء المتوسط أن ينفذ فيه أو ينضغط فيما بينهما لم يكن ذلك الجسم أيضا بحيث يمكّن الهواء المتوسط أن ينفذ فيه ويشقه فى زمان قصير ، بل قاوم ذلك فلم يندفع فى وجه ذلك الهواء المتوسط ، بل وقاوم أيضا القارع ، لأن القارع كان يسومه (٣) انخراقا كثيرا فى زمان قصير جدا. وليس ذلك (٤) فى قوة القابل ولا فى قوة الفاعل القارع ، فامتنع من الانخراق ، فقام فى وجه القارع وضغط عن المتوسط (٥) فكانت المقاومة فيه مكان الصلابة. وأنت تعلم هذا إذا اعتبرت إمرارك السوط فى الماء برفق ، فإنه يمكنك أن تشقه شقا من حيث لا تلزمك فيه مؤونة ، فإن استعجلت استعصى عليك وقاوم. فالهواء أيضا كذلك ، بل قد يجوز أن يكون الهواء نفسه يصير جزء منه مقاوما وجزء بينه وبين المزاحم القارع

__________________

(١) اى فى اول وقت اللمس.

(٢) اى زمان قليل.

(٣) يسوقه ، نسخة. سام فلان الامر : كلّفه اياه. ( القاموس ).

(٤) فى تعليقة نسخة : اى انخراق الكثير فى الزمان القليل.

(٥) فى نسخة : وضغظ معه المتوسط. وفى اخرى : وضغط هواء المتوسط.

١٢١

منضغطا ، بل يجوز أن يصير الهواء أجزاء ثلاثة : جزء منه قارع كالريح ، وجزء مقاوم ، وجزء منضغط فيما بينهما على هيئة من التموج. وليست الصلابة والتكاثف علة أولية لإحداث هذا التموج ، بل ذلك من حيث يعينان على المقاومة. والعلة الأولية هى المقاومة.

فالصوت يحدث من تموج الجسم الرطب السيال منضغطا بين جسمين متصاكّين متقاومين من حيث هو كذلك. وكما أن الماء والهواء والفلك تشترك فى طبيعة هى أداء الألوان ، وتلك الطبيعة لها اسم وهو الشفيف ، فكذلك الماء والهواء لهما معنى يشتركان فيه من حيث يحدث فيهما الصوت ، وليكن اسمه قبول التموج ، وليس ذلك من حيث المتوسط ماء أو هواء كما أن الإشفاف لم يكن من حيث المتوسط فلكا أو هواء. ويشبه أن يكون الماء والهواء لهما أيضا من حيث يؤديان الرائحة أو الطعم معنى كذلك لا اسم له. فلتكن للرطوبة المؤدية للطعم العذوبة ، وأما ما يشترك فيه نقل الرائحة فلا اسم له.

وأما الصدى فإنه يحدث من تموج يوجبه هذا التموج ، فإن هذا التموج إذا قارنه (١) شىء من الأشياء كجبل أو جدار حتى وقّفه ، لزم أن ينضغط أيضا بين هذا التموج المتوجه إلى قرع الحائط أو الجبل ، وبين ما (٢) يقرعه هواء آخر يردّ ذلك (٣) ويصرفه إلى خلف بانضغاطه فيكون شكله الشكل

__________________

(١) قاومه ، نسخة.

(٢) من الجبل او الحائط.

(٣) فى تعليقة نسخة : قوله يردّ ذلك اى هذا الهواء الاخر ذلك اى المتموج المتوجه الى حريم الحائط ويصرفه الى خلف بانضغاطه اى بانضغاط ذلك الهواء الاخر الذى يكون بين هذا المتموج المتوجه الى القرع وبين ما يقرعه وهذا المنضغط ينبسط فيردّ الهواء القارع.

١٢٢

الأول وعلى هيئته ، كما يلزم الكرة المرمى بها الحائط أن تضطر الهواء إلى التموج فيما بينهما وأن ترجع القهقرى. وقد بينا فيما سلف (١) ما العلة فى رجوع تلك الكرة قهقرى ، فلتكن هى العلة فى رجوع الهواء.

وقد بقى علينا أن ننظر (٢) هل الصدى هو صوت يحدث بتموج الهواء الذى هو التموج الثانى (٣) ، أو هو لازم لتموج الهواء الأول المنعطف النابى نبوا (٤) فيشبه أن يكون هو تموج الهواء المنعطف النابى ، ولذلك يكون على صفته وهيئته ، وأن لا يكون القرع الكائن من هذا الهواء يولد صوتا من تموج هواء ثان يعتد به. فإن قرع مثل هذا الهواء قرع ليس بالشديد ، ولو كان شديدا بحيث يحدث صوتا لأضر بالسمع. ويشبه أن يكون لكل صوت صدى ولكن لا يسمع ، كما أن لكل ضوء عكسا ، ويشبه أن يكون السبب فى أن لا يسمع الصدى فى البيوت والمنازل فى أكثر الأمر أن المسافة إذا كانت قريبة بين المصوّت وبين عاكس الصوت لم يسمعا فى زمانيين متباينين ، بل يسمعان معا كما يسمع صوت القرع

__________________

(١) فى الفصل الرابع عشر من المقالة الرابعة من طبيعيات الشفاء ص ١٥٤ الطبع الرحلى.

(٢) قوله بقى علينا ان ننظر. قال صاحب المواقف : « الظاهر ان الصدى ـ اى سبب الصدى ـ تموج هواء جديد لا رجوع الهواء الاول. وذلك لان الهواء اذا تموج على الوجه الذى عرفته حتى صادم التموج جسما يقاومه ويردّه الى خلف لم يبق فى الهواء المصادم ذلك التموج الذى كان حاصلا له بل يحصل فيه بسبب مصادمته ورجوعه تموج شبيهة بالتموج الاول. فهذا التموج الجديد الحاصل بالمصادمة والرجوع هو سبب للصدى الشبيه بالصوت الاول وقد يظن ان الهواء المصادم يرجع متصفا بتموجه الاول بعينه فيحمل ذلك الصوت الاول الى السامع الا ترى ان الصدى يكون على صفته وهيئته وهذا وان كان محتملا الاّ انّ الاول هو الظاهر. »

(٣) فى تعليقة نسخة : وهو الهواء المنضغط بين التموج الاول وبين الجدار بعد الرجوع.

(٤) نبوه ونباوه : برآمدن وبلند شدن.

١٢٣

معه وإن كان بعده بالحقيقة. وأما إذا كان العاكس بعيدا فرّق الزمان بين الصوتين تفريقا محسوسا ، وإن كان صلبا أملس فهو لتواتر الانعكاس منه بسبب قوة النبو يبقى زمانا كثيرا كما فى الحمامات. ويشبه أن يكون هذا هو السبب فى أن يكون صوت المغنى فى الصحراء أضعف وصوت المغنى تحت السقوف أقوى لتضاعفه بالصدى المحسوس معه فى زمان كالواحد.

ويجب أن يعلم أن التموج ليس هو حركة انتقال من هواء واحد بعينه ، بل كالحال فى تموج الماء يحدث بالتداول (١) بصدم بعد صدم مع سكون قبل سكون ، وهذا التموج الفاعل للصوت سريع لكنه ليس بقوى الصك.

ولمتشكك أن يتشكك فيقول : إنه كما قد تشككتم فى اللمس فجعلتموه قوى كثيرة لأنه يدرك متضادات كثيرة ، فكذلك السمع أيضا يدرك المضادة التى بين الصوت الثقيل والحاد ، ويدرك المضادة التى بين الصوت الخافت والجهير والصلب والأملس والمتخلل والمتكاثف ، وغير ذلك. فلم لا تجعلونه قوى؟

فالجواب عن ذلك أن محسوسه الأول هو الصوت ، وهذه أعراض تعرض لمحسوسه الأول بعد أن يكون صوتا. وأما هناك فكل واحدة من المتضادات تحس لذاتها ، لا بسبب الآخر. فليكن هذا المبلغ فى تعريف الصوت والإحساس به كافيا.

__________________

(١) تداولته الايدى : اى اخذته هذه مرّة وهذه مرّة.

١٢٤

المقالة الثالثة

فى الإبصار

ثمانية فصول

الفصل الأول : فى الضوء والشفيف واللون.

الفصل الثانى : فى مذاهب وشكوك فى امر النور والشعاع وان النور ليس بجسم بل هو كيفية يحدث فيه.

الفصل الثالث : فى تمام مناقضة المذاهب المبطلة لان يكون النور شيئا غير اللون الظاهر وكلام فى الشفاف واللامع.

الفصل الرابع : فى تأمل مذاهب قيلت فى الالوان وحدوثها.

الفصل الخامس : فى اختلاف المذاهب فى الرؤية (١) وابطال المذاهب الفاسدة بحسب الامور نفسها.

__________________

(١) راجع لتوضيح كلام القوم فى الرؤية كشكول الشيخ البهائى ص ٢٦٢ طبع نجم الدولة. وايضا الجمع بين رأيين للفارابى.

١٢٥

الفصل السادس : فى ابطال مذاهبهم من الاشياء والمقولة فى مذاهبهم.

الفصل السابع : فى حلّ الشبه التى اوردوها ، وفى اتمام القول فى المبصرات التى لها اوضاع مختلفة من مشفّات ومن صقيلات.

الفصل الثامن : فى سبب رؤية الشىء الواحد كشيئين.

١٢٦

الفصل الأول

فى الضوء والشفيف واللون

وحرّى بنا الآن أن نتكلم فى الإبصار ، والكلام فيه يقتضى الكلام فى الضوء وفى المشف وفى اللون وفى كيفية الاتصال الواقع بين الحاس والمحسوس البصرى ، فلنتكلم أولا على الضوء فنقول :

إنه يقال ضوء ويقال نور ويقال شعاع ، ويشبه أن لا يكون بينها فى وضع اللغة كثير تفاوت ، لكنا نحتاج فى استعمالنا إياها أن نفرّق بينها لأن هاهنا معانى ثلاثة متقاربة :

أحدها الكيفية التى يدركها البصر فى الشمس والنار من غير أن يقال إنه سواد أو بياض أو حمرة أو شىء من هذه الألوان.

والثانى الأمر الذى يسطع من هذا الشىء فيتخيل أنه يقع على الأجسام فيظهر بياض وسواد وخضرة ، والآخر الذى يتخيل على الأجسام كأنه يترقرق (١) وكأنه يستر لونها وكأنه شىء يفيض (٢) منها ، فإن كان فى جسم قد استفاد ذلك من جسم آخر سمى بريقا كما يحس فى

__________________

(١) كأنه يترفرف وكأنه يستر ، كما فى غير واحدة من النسخ. ( ترقرق : درخشيدن ).

(٢) يفيض اى يسيل.

١٢٧

المرآة وغيرها ، وإن كان فى الجسم الذى له بذاته سمى شعاعا. ولسنا نحتاج الآن إلى الشعاع والبريق ، بل نحتاج إلى القسمين الأولين.

فليكن أحدهما ـ وهو الذى للشىء من ذاته ـ ضوءا وليكن المستفاد نورا.

وهذا الذى نسميه ضوءا مثل الذى للشمس والنار ، فهو المعنى الذى يرى لذاته. فإن الجرم الحامل لهذه الكيفية إذا وجد بين البصر وبينه شىء كالهواء والماء رؤى ضرورة من غير حاجة إلى وجود ما يحتاج إليه الجدار الّذى لا يكفى فى أن يرى على ما هو عليه وجود الهواء والماء وما يشبههما بينه وبين البصر ، بل يحتاج إلى أن يكون الشىء الذى سميناه نورا قد غشيه حتى يرى حينئذ ، ويكون ذلك النور تأثيرا من جسم ذى ضوء فيه إذا قابله وكان بينهما جسم ليس من شأنه أن يحجب تأثير المضىء فى قابل النور كالهواء والماء فإنه يعين (١) ولا يمنع

فالأجسام بالقسمة الأولى على قسمين :

جسم ليس من شأنه هذا الحجب المذكور وليسم الشاف.

وجسم من شأنه هذا الحجب كالجدار والجبل.

والذى من شأنه هذا الحجب :

فمنه ما من شأنه أن يرى من غير حاجة إلى حضور شىء آخر بعد وجود المتوسط الشاف ، وهذا هو المضىء كالشمس والنار ومثله فانّه غير شفاف ، بل هو حاجب عن إدراك ماوراءه. فتأمل إظلال (٢) المصباح عن

__________________

(١) قوله : يعين ، اى يعين على رؤية قابل النور.

(٢) قوله : فتامل اظلال ، الاظلال على المصدرية من اظل ، لو فرضنا المصباحين فيما بين جدارين متقابلين فان كل واحد منهما يمنع الآخر عن ان يفعل فى الجدار اى ان يضيأه لانهما مضيئان غير شفافين ولذلك يظل كل واحد منهما عن الثانى اى عن الآخر. ثم

١٢٨

المصباح ، فإن أحدهما يمنع عن أن يفعل الثانى فيما هو بينهما ، وكذلك يحجب البصر عن رؤية ماوراءه.

ومنه ما يحتاج إلى حضور شىء آخر يجعله بصفة وهذا هو الملون. فالضوء (١) كيفية القسم الأول من حيث هو كذلك ، واللون كيفية القسم الثانى من حيث هو كذلك. فإن الجدار لا يمكّن المضىء أن ينير شيئا خلفه ، ولا هو بنفسه منير ، فهو الجسم الملون بالقوة ، واللون بالفعل (٢)

__________________

لو فرضنا جدارا واحدا ايضا كان المصباح الاقرب يمنع الابعد عن ان يفعل فى الجدار.

فالعبارة معناها هكذا : فان احد المصباحين وهو الاقرب الى الجدار يمنع الثانى اى المصباح الاخر وهو الابعد منه ان يفعل ذلك الابعد فى الجدار. فالمصباح الاقرب المانع واقع بين احد المصباحين وبين الجدار. فضمير « هو » راجع الى احدهما. وقوله :

« ومثله فانه غير شفاف » يعنى ان مثل هذا الجسم الحاجب المضىء فانه غير شفاف الخ فكل واحد من المصباحين من افراد هذا المثل.

(١) قال الرازى فى الضوء : حدّه انه كيفية هى كمال بذاتها للشفاف من حيث هو شفاف المباحث المشرقية ج ١ ص ٤١٤. وفى تعليقة نسخة : الاولى ان يقال : انها الكيفية التى لا يتوقف الابصار بها على الابصار بشىء آخر. وقال حكماء الافرنج النور جسم محسوس غير ملموس ممتنع الاخذ ارائة الاشياء مختصة به.

(٢) قوله قدس‌سره : واللون بالفعل انما يحدث بسبب النور. اقول ذهب الفارابى والشيخ الى انّ الضوء شرط وجود اللون وهذا هو المراد من قوله : « واللون بالفعل ». وذهب المحقق الطوسى الى انّ الضوء شرط ادراك اللون لا شرط الوجود. فراجع المسألة السادسة من الفصل الخامس من المقصد الثانى من التجريد فى الاعراض.

والشيخ ناظر فى اللون كلام الفارابى كما هو دأبه فى كتبه وآرائه ، وقد كان يعتقد فيه اعتقادا راسخا ونقل الشهزورى فى نزهة الارواح فى شرح الاسكندر الافروديسى ( ص ٣٠٨ ج ١ ) : وابو على سينا يفخمه ـ يعنى الاسكندر ـ ويثنى عليه. وكذلك ثامسطيوس يمدحه الشيخ ويبالغ فى شكره ـ الى ان قال : ثم يقول بعده ـ يعنى يقول الشيخ ـ واما ابو نصر الفارابى فيجب ان يعظم فيه الاعتقاد ولا يجرى مع القوم فى ميدان فيكاد ان يكون افضل من سلف من سلف. انتهى.

١٢٩

__________________

وغرضنا فى المقام ان الفارابى ـ رضوان الله تعالى عليه ـ قال فى التعليقات ( ص ٧ من طبع حيدر آباد ) : « الالوان انما تحدث فى السطوح من حصول المضىء وليست فى ذاتها موجودة ، وهى اعراض تحصل بواسطة المضىء ، وسبب كونها مختلفة وان بعضها ابيض وبعضها اسود اختلاف الاستعدادات فى المواد ». انتهى كلامه.

وقوله : « فى السطوح » ردّ على انباذ قلس حيث ذهب الى انّ الالوان تحدث فى الحدقة من قوة نارية فى البدن ثم إذا صارت الحدقة محاذية لجسم يخرج اللون منها الى الجسم ويحيط به فيرى اللون على الجسم. وقوله : « اختلاف الاستعدادات » خبر لقوله : « سبب كونها ».

وقال المعلم الثانى الفارابى فى تعليقاته ص ٧ : الالوان انما تحدث فى السطوح من حصول المضىء وليست فى ذاتها موجودة وهى اعراض تحصل بواسطة المضىء وسبب كونها مختلفة وان بعضها ابيض وبعضها اسود اختلاف الاستعدادات فى المواد.

وفى تعليقة نسخة : « پيروان فيثاغورث را عقيده بر اين است كه الوان موجود هستند در سطح خارجى اجسام بحيثى كه از محل خود امتداد يافته وبه مردمك چشم فرو روند ودر آنجا تحريك حسّى نمايند كه بر وجود الوان شهادت دهد.

آمپدوكسل كه يكى از معروفترين فلاسفه قديم است ودر چهار صد وچهل وچهار قبل از مسيح ـ عليه‌السلام ـ متولد شده بر اين رفته كه كليه الوان در خود چشم است كه از قوه ناريه بدن موجود شده اند وچون حدقه با جسمى محاذى شود بمناسبت آن جسم لونى از حدقه بيرون آمده آن جسم را احاطه كند ورنگ پديد آيد.

افلاطون چنين فرموده كه الوان جوهر سيالى چند است در كمال رقت ولطافت كه از سطح خارجى اجسام فوران كنند ونسبتى با عضو باصره دارند كه بنابر آن نسبت احساس بعمل آيد كه درك الوان كنند.

اپيكور كه فيلسوف معروف است از فلاسفه قديم يونان ودر سيصد وچهل ويك قبل از حضرت عيسى ـ عليه‌السلام ـ متولد شده معتقد است كه الوان وجود خارجى ندارند ومحض از هيئت خاص عضو باصره وكيفية ابصار ورؤيت اجسام متخيل مى شوند. واين رأى از اين حكيم نتيجه تفصيلاتى است كه در تشريح عضو باصره وكيفيت تركيب اجسام نوشته است.

ارسطو فرموده است كه الوان در نفس اجسام موجود نيستند وعمل روشنائى را در آنها

١٣٠

إنما يحدث بسبب النور ، فإن النور إذا وقع على جرم مّا حدث فيه بياض بالفعل أو سواد أو خضرة أو غير ذلك. فإن لم يكن كان أسود فقط مظلما ، لكنه بالقوة ملون إن عنينا باللون بالفعل هذا الشىء الذى هو بياض وسواد وحمرة وصفرة وما أشبه ذلك. ولا يكون البياض بياضا والحمرة حمرة إلا أن تكون على الجهة التى نراها ولا تكون على هذه الصفة (١) إلا أن تكون منيرة.

ولا تظننّ أن البياض على الجهة التى نراها والحمرة وغير ذلك يكون موجودا بالفعل فى الأجسام ، لكن الهواء المظلم يعوق من إبصاره ، فإن الهواء نفسه لا يكون مظلما إنما المظلم هو الذى هو المستنير. والهواء نفسه وإن كان ليس فيه شىء مضىء فإنه لا يمنع إدراك المستنير ولا يستر اللون إذا كان موجودا فى الشىء. تأمل كونك فى غار وفيه هواء كله على الصفة التى تظنه أنت مظلما ، فإذا وقع النور فى جسم خارج موضوع فى الهواء الذى تحسبه نيرا فإنك تراه ، ولا يضرك الهواء المظلم الواقف بينك وبينه ، بل الهواء عندك فى الحالين كأنه ليس بشىء.

__________________

با اعمالى كه در ساير اجسام دارد فرقى نيست باين معنى كه روشنائى را در آنها مدخلى نيست بغير از ارائه آنها چنانكه ساير اجسام را.

مشائين را در اين باب آراء مختلف شد :

بعضى معتقد شدند كه الوان خاصه اصليه اجسام است.

گروهى قائل شدند كه در اجسام ظاهر مى شوند بواسطه اختلاط وتركيب نور وظلمت.

وجمعى ديگر بر اين شدند كه الوان در اجسام از تركيب املاح وفلزات حاصل مى شود. از ترجمه كتب فرنگيان نوشته شده ».

(١) قوله : على هذه الصفة ، فى عدة نسخ جائت العبارة : على هذه الجهة.

١٣١

وأما الظلمة فهى حال أن لا ترى شيئا وهو أن لا تكون الكيفيات (١) التى إذا كانت موجودة فى الأجرام التى لا تشف صارت مستنيرة فهى مظلمة (٢) ، وبالقوة فلاتراها ، ولا ترى الهواء فيتخيل لك ما يتخيل لك إذا غمضت عينيك وسترتهما فتتخيل لك ظلمة مبثوثة تراها ، كما يكون من حالك وأنت محدّق (٣) فى هواء مظلم وليس كذلك ، ولا أنت ترى وأنت مغمض هواء مظلما أو ترى ما ترى من الظلمة شيئا فى جفونك إنما ذلك أنك لا ترى.

وبالجملة فإن الظلمة عدم الضوء فيما من شأنه أن يستنير ، وهو الشىء الذى قد يرى ، لأن النور مرئى وما يكون فيه النور مرئى ، والشاف لا يرى ألبتة ، فالظلمة هى فى محل الاستنارة وكلاهما أعنى المحلين جسم لا يشف. فالجسم الذى من شأنه أن يرى لونه إذا كان غير مستنير كان مظلما ، ولم يكن فيه بالحقيقة لون بالفعل ، ولم يكن ما يظن أن هناك ألوانا ولكنها مستورة بشىء ، فإن الهواء لا يستر وإن كان على الصفة التى يرى مظلما إذا (٤) كانت الألوان بالفعل.

ولكنه إن سمى إنسان الاستعدادات المختلفة التى تكون فى الأجسام التى إذا استنارت صار واحد منها الشىء الذى تراه بياضا والآخر حمرة ألوانا (٥) ، فله ذلك ، إلا أنه يكون باشتراك الاسم. فإن البياض بالحقيقة

__________________

(١) لا تكون الكيفيات اى لا توجد ، فتكون تامة لا ناقصة.

(٢) اى عند عدم الرؤية.

(٣) تحديق : تيز نگريستن.

(٤) قيد لقوله : « لا يستر ».

(٥) مفعول ثان لقوله : « سمّى ».

١٣٢

هو هذا الذى يكون على الصفة التى ترى ، وهذا لا يكون موجودا وبينك وبينه شفاف لا يشف ، لأن الشفاف قد يكون شفافا بالفعل وقد يكون شفافا بالقوة ، وليس يحتاج فى أن يكون بالفعل إلى استحالة فى نفسه ، بل إلى استحالة (١) فى غيره أو إلى حركة فى غيره. وهذا مثل المسلك والمنفذ فإنه لا يحتاج فى أن يكون بالفعل إلى أمر فى نفسه ، بل إلى وجود السالك والنافذ بالفعل. وامّا (٢) الاستحالة التى يحتاج إليها الشفاف بالقوة إلى أن يصير شفافا بالفعل ، فهى استحالة الجسم الملون إلى الاستنارة وحصول لونه بالفعل.

وأما الحركة فأن يتحرك الجسم المضىء إليه من غير استحالة فيه ، فقد عرفت كنهه فيما سلف. فإذا حصل أحد هذين تأدى المرئى ايضا فصار هذا شفافا بالفعل لوجود غيره.

فحرى بنا أن نحقق أمر هذا المتأدى ، إلا أن الواجب علينا أن نؤخر الأمر فيه إلى أن نذكر شكوكا تعرض فيما قلناه يسهل من حلّها تصحيح ما قلناه.

__________________

(١) اى بل يحتاج الى استحالة ....

(٢) فاما الاستحالة ، نسخة.

١٣٣

الفصل الثانى

فى مذاهب وشكوك فى امر النور والشعاع.

وفى ان النور ليس بجسم بل هو كيفية تحدث فيه

ومن الناس من ظن أن النور الذى يشرق من المضىء على الأجسام ليس كيفية تحدث فيها بل هو أجسام صغار تكون منفصلة من المضىء فى الجهات ملازمة لأبعاد مفروضة عنه تنتقل بانتقاله فتقع على الأجسام فتستضىء بها.

ومن الناس من ظن أن هذا النور لا معنى له ألبتة وإنما هو ظهور من الملون.

بل من الناس من ظن أن الضوء فى الشمس ليس إلا شدة ظهور لونه ، لكنه يغلب البصر.

فيجب علينا أولا أن نتأمل الحال فى هذه المذاهب. فنقول :

إنه لا يجوز أن يكون هذا النور والشعاع الواقع على الأجسام من الشمس والنار أجساما (١) حاملة لهذه الكيفية المحسوسة ، لأنها إما أن تكون

__________________

(١) قال الرازى : كونها انوارا اما ان يكون عين كونها اجساما واما ان يكون مغايرا لها ،

١٣٤

شفافة فلا يخلو إما أن يزول شفيفها بتراكمها كما تكون الأجزاء الصغار من البلور شفافة ويكون الركام منها غير شفاف ، وإما أن لا يزول شفيفها. فإن كانت شفافة لا يزول شفيفها لم تكن مضيئة ، إذ قد فرغنا من الفرق بين الشفاف وبين المضىء ؛ وإن كانت تعود بالارتكام غير شفافة كان ارتكامها يستر ما تحتها ، وكلما ازدادت ارتكاما ازدادت سترا ، والضوء كلما ازداد ارتكاما ـ لو كان له ارتكام ـ ازداد إظهارا للضوء (١). وكذلك إذا كانت هذه المضيئات فى الأصل مضيئات غير شفافة ، كالنار وما أشبهها. فبين إن الشعاع المظهر للألوان ليس بجسم.

ثم لا يجوز أن يكون جسما ويتحرك بالطبع إلى جهات مختلفة. ثم إن كانت هى أجساما تنفصل من المضىء وتلقى المستنير ، فإذا غمّت (٢) الكوة لم يخل إما أن يتفق لها أن تعدم أو تستحيل أو تسبق الغام (٣). والقول بسبق الغام (٤) اعتساف (٥) ، فإن ذلك أمر يكون دفعة. والعدم

__________________

والاول باطل لان المفهوم من النورية مغاير للمفهوم من الجسمية ولذلك يعقل جسم مظلم ولا يعقل نور مظلم. واما ان يقال بانها اجسام حاملة لتلك الكيفية ينفصل عن المضىء ، وتتصل بالمستضىء فهذا ايضا باطل لان تلك الاجسام الموصوفة بتلك الكيفيات اما ان تكون محسوسة واما ان لا تكون محسوسة فان لم تكن محسوسة لم يكن الضوء محسوسا ، وان كانت محسوسة ساترة لما تحتها يجب انّها كلما ازدادت اجتماعا ازدادت سترا لكن الامر بالعكس فان الضوء كلما ازداد قوة ازداد اظهارا ( المباحث المشرقية ج ١ ص ٤١٠ ).

(١) اظهارا للّون ـ خ.

(٢) الغمة : السترة.

(٣) اى الى الخروج.

(٤) فى تعليقة نسخة : اى سبق النور الى الخروج من الكوة على الغام.

(٥) الاعتساف : الاخذ على غير الطريق وبفارسى : بيراهه رفتن.

١٣٥

أيضا بالستر من ذلك الجنس (١) ، فإنه كيف يحكم أن جسما إذا تخلل بين جسمين عدم أحدهما.

وأما الاستحالة فتوجب ما قلناه وهى أنها تستنير بمقابلة النير ، فإذا غم استحالت. فما الحاجة إن كان الأمر على هذا (٢) إلى مسافرة أجسام من جهة النير ، ولم لا تكون هذه الأجسام (٣) تستحيل بنفسها بالمقابلة تلك الاستحالة.

وأما الحجة التى يتعلق بها أصحاب الشعاع فمن ذلك قولهم : إن الشعاع لا محالة ينحدر من عند الشمس ويتجه من عند النار ، وهذه حركة ، ولا حركة إلا للجسم. وأيضا فإن الشعاع ينتقل بانتقال المضىء والانتقال للجسم. وأيضا فإن الشعاع يلقى شيئا فينعكس عنه إلى غيره والانعكاس حركة جسمانية لا محالة.

وهذه القياسات كلها فاسدة ، ومقدماتها غير صحيحة ، فإن قولنا : الشعاع ينحدر أو يخرج أو يدخل ، ألفاظ مجازية ليس من ذلك شىء ، بل الشعاع يحدث فى المقابل دفعة. ولما كان يحدث من شىء عال توهم كأنه ينزل ، وأن يكون على سبيل الحدوث فى ظاهر الحال أولى من النزول ، إذ لا يرى ألبتة فى الطريق ولا يحتاج إلى زمان محسوس. فلا يخلو : إما أن يكون البرهان دل على انحداره ، وأنى لهم بذلك. وإما أن يكون الحس هو الدال عليه ، وعليه معولهم. وكيف يدل الحس على حركة متحرك لا يحس بزمانه ولا يحس فى

__________________

(١) فى تعليقة نسخة : اى من جنس الاعتساف.

(٢) فى تعليقة نسخة : اى حدوث الكيفية بمقابلة المستنير.

(٣) اى الاجسام المستنيرة.

١٣٦

وسط المسافة.

وأما حديث انتقال الشعاع ، فليس هو بأكثر من انتقال الظل. فيجب أن يكون الظل أيضا جسما ينتقل ، وليس ولا واحد منهما بانتقال ، بل بطلان وتجدد. فإنه إذا تجددت الموازاة تجدّد ذلك ، فإن ارتكب مرتكب أن الظل أيضا ينتقل فليس يخلو إما أن ينتقل على النور وإما أن يكون النور ينتقل أمامه وخلفه ، فإن كان ينتقل على النور ويغطى النور ، فلنفرض النور المغشى لجميع الأرض لا انتقال له وإنما يغطيه الظل ، فيكون دعوى انتقال النور قد فسد. وإن كان النور ينتقل أمام الظلمة حتى تنتقل الظلمة فلنفرض المضىء واقفا ، ومعلوم أنه إذا كان واقفا وقف معه النور ، وهذا يدعو إلى (١) أن تكون حركة ذى الظل سببا لطرد النور ، ويمكن عدة منهم أن يطردوا النور أيضا من الجهات المختلفة والمضىء واقف فيظلم الموضع حينئذ ، أو يكون النور إذا هرب من الظل ظفر (٢) من خلف (٣) فعاد إلى حيث فارقه الظل ، وهذه كلها خرافات ، بل لا الظل يفسخ النور ولا هو ولا النور بجسم ، وإن كان لهما انتقال فذلك بالتجدد لا أن شيئا واحدا بعينه ينتقل.

وانعكاس الشعاع أيضا لفظ مجازى ، فإن من شأن الجسم إذا استنار وكان صقيلا أن يستنير عنه أيضا جسم يحاذيه من غير انتقال ألبتة.

وأما المذهب الآخر وهو المذهب الذى لا يرى لهذا النور معنى ، بل

__________________

(١) يتسدعى له ، نسخة.

(٢) اى وثب.

(٣) او يكون للنور اذا هرب من الظل ظفر من خلف ، نسخة.

١٣٧

يجعله اللون نفسه (١) إذا ظهر ظهورا بينا ، فإن لأصحابه أن يقولوا : إن الذى يغرّ (٢) فى هذا الباب (٣) ما يتخيل مع اللون من بريق الملونات وليس ذلك البريق شيئا فى المرئى نفسه ، بل أمر يعرض للبصر بالمقايسة بين ما هو أقل ضوءا وما هو أشد ضوءا. وشدة ظهور اللون لشدة تأثير الشىء المضىء ، فإن الإنارة التى من السراج أقل قليلا من الإنارة التى من القمر ، والإنارة التى من القمر الذى هو (٤) الفخت أقل قليلا من الإنارة التى فى البيوت المستورة نهارا عن الشمس ، بل عن المواضع ذوات الظل التى ليس فيها شعاع الشمس. وذلك لأن الفخت يبطل فى ظل البيوت إذا طلعت الشمس فيتلاشى ، ويكون ما يبصر فيها أقوى مما يبصر فى الفخت ، والناس لا يرون ما كان فى الظل وإن كان منيرا براقية وشعاعية ألبتة ، ويرون أن نور السراج يفعل فى الأجسام بريقا ، ونور القمر فى الليل يفعل ذلك ، وذلك بالقياس إلى الظلمة الليلية. فإن الظلمة الليلية تخيل ذلك القدر أنه شعاع برّاق ، وليس ذلك إلا ظهورا مّا من اللون. والذى للشمس أقوى وأشد تأثيرا. فليرنا مر من مثبتى النور شيئا سوى اللون أن على الحائط الأبيض شيئا غير البياض وغير ظهوره يسمى ذلك الشىء شعاعا. فإن قايس مقايس ذلك بالظل على الحائط ، فذلك الظل بسبب ظلمة مّا يخفى بها من البياض ما (٥) كان يجب أن يظهر. وكأنه خلط من

__________________

(١) فى تعليقة نسخة : فصاحب هذا المذهب ينكر الضوء ، بل اللون هو الضوء عنده ولا يكون غير اللون شىء يسمى بالضوء.

(٢) فريب مى دهد.

(٣) من ان اللون غير الضوء.

(٤) التى هى ، نسخة. والفخت هو ضوء القمر.

(٥) فاعل يخفى.

١٣٨

الظلمة التى لا معنى لها إلا خفاء أو زيادة خفاء. كما أن النور لا معنى له إلا ظهور أو زيادة ظهور.

ومن هؤلاء قوم (١) يرون أن الشمس ليس ضوؤها إلا شدة ظهور لونها ، ويرون أن اللون إذا بهر البصر لشدة ظهوره رؤى بريق وشعاع يخفى اللون لعجز البصر لا لخفائه فى نفسه ، وكأنه يفتر البصر عن إدراك الجلى ، فإذا انكسر ذلك رؤى لون.

قالوا : والحيوانات التى تلمع فى الليل إذا لمعت لم يحس لونها ألبتة وإذا كان نهارا كان لها لون ظاهر ولم يكن فيها لمعان ، فذلك اللمعان هو بسبب شدة ظهور ألوانها لا غير حتى رؤى (٢) فى الظلمة ، ويكون فى غاية القوة حين (٣) يظهر فى الظلمة فيبهر البصر إذا كانت الظلمة أضعفته ، فإذا أشرقت الشمس غلب ظهورها ظهور ذلك فعاد لونها. والبصر لم يتحير له (٤) ، لأن البصر قد اعتاد لقاء الظاهرات واشتد بطلوع الشمس.

ومنهم من قال : ليس الأمر على هذه الصفة ، بل الضوء شىء واللون شىء. لكنه من شأن الضوء إذا غلب على البصر أن يسترلون ما فيه. والشمس أيضا لها لون ، ومع اللون ضوء فيستر الضوء اللون باللمعان كما

__________________

(١) قال الرازى : ثم من هؤلاء من بالغ حتى قال ضوء الشمس ليس الا ظهور التام للونها ولذلك يبهر البصر فحينئذ يخفى اللون لعجز البصر لا لخفائه فى نفسه كما انا نحسّ بلمعان اللوامع ولا نحسّ بالوانها لان الحس ضعيفة فى الليل يبهره ظهور تلك الالوان فلا جرم لا يحس بها ثم اذا قوى فى النهار بنور الشمس لم يصر مغلوبا لظهور تلك الالوان فلا جرم تحسّ بهما ( المباحث المشرقية ج ١ ص ٤١٢ ).

(٢) اى اللمعان.

(٣) حتى ، نسخة.

(٤) بل ادرك لونه. وفى نسخة : لم ينجر له.

١٣٩

للقمر ، وكما للسنجة (١) السوداء الصقيلة إذا لمعت رؤيت مضيئة ولم يرسوادها.

قالوا : وهذا غير النور ، فإن النور هو ظهور اللون لا غير ، والضوء ليس ظهور اللون بل شىء آخر وقد يخفى اللون. وإن هذه اللوامع فى الليل يظهر نورها فى الظلمة فيخفى لونها ، وإذا ظهرت الشمس غلب نورها (٢) وخفى وظهر لونها. فبالحرى أن نتأمل هذا المذهب مع فروعه المذكورة.

__________________

(١) السنج بالسين المهملة فالنون وفى آخره جيم معرّب سنگ والمراد به حجر الميزان.

(٢) فى تعليقة نسخة : اى غلب نور الشمس نور اللوامع وخفى نور اللوامع وظهر لون اللوامع.

١٤٠