عجيب انت مسلم ولم تسمع هذه الآية ( يا أيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) المائدة ٩٠.
تنحنح قائلا بلى سمعت أكثر من ذلك :
( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ) البقرة ٢١٩.
وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) سورة ٤ آية ٤٣.
وقوله تعالى : ( انّما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدُّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ) سورة ٥ آية ٩١.
اذا طوبى لك نار جهنم تعرف وتحرف.
فابتسم المضيف قائلا انا حافظ القرآن.
فأجابه المؤمن ما ثمن حفظ القرآن من دون العمل به « ربَّ تال للقرآن والقرآن يلعنه »(١).
__________________
(١) وهذه الجملة الأخير حديث من الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله مستدرك الوسائل : ج ١ ص ٢٩١.
وعن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : انَّ على كلّ حقّ حقيقة ،
وعلى كل صواب نورا
فما وافق كتاب الله فخذوه ،
وما خالف كتاب الله فدعوه(١).
وعنه صلىاللهعليهوآله قال :
انما أتخوف على اُمتي من بعدي ثلاث خلال :
« ان يتأوّلو القرآن على غير تأويله ،
« ويتّبعوا زلّة العالم ،
« أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا ،
وسأنبّئكم المخرج من ذلك.
« فأمّا القرآن : فاعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ،
« وأمّا العالم : فانتظروا فئته ، ولا تتّبعوا زلّته ،
وأمّا المال فأنّ المخرج منه شكر النّعمة واداء حقّه ،.
وعنه صلىاللهعليهوآله قال : القلوب اربعة :
__________________
(١) اصول الكافي : ج ١ ص ٥٥.
« فقلب فيه ايمان وليس فيه قرآن ،
« وقلب فيه قرآن وليس فيه ايمان ،
« وقلب فيه قرآن وايمان ،
« وقلب لا قرآن فيه ولا ايمان ،
« فأمّا القلب الذي فيه ايمان وليس فيه قرآن كالثّمرة طيّب طعمها ليس لها ريح ،
« وامّا القلب الذي فيه قرآن وليس فيه ايمان كالأشنّة طيب ريحها خبيث طعمها ،
« وامّا القلب الذي فيه ايمان وقرآن كجراب المسك ان فتح فتح طيبا وان وعي وعى طيبا.
« وامّا القلب الذي لا قرآن فيه ولا ايمان كالحنظلة خبيث ريحها خبيث طعمها »(١).
وقال صلىاللهعليهوآله : تكلّم النار يوم القيامة ثلاثة :
« اميراً!
« وقارياً!
__________________
(١) المستدرك : ج ١ ص ٢٨٧ الطبعة القديمة.
« وذا ثروة من المال!
« فتقول للأمير : يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل فتزدرد (١) كما تزدرد الطير حبّ السّمسم.
« وتقول للقارىء : يا من تزيّن للناس وبارز الله بالمعاصي فتزدرد. « وتقول للغني : يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا ، وسأله الحقير [ الفقير ] قرضا فأبى الاّ بخلاً فتزدرده »(٢).
__________________
(١) فتلتقف.
(٢) في الخصال للصدوق والمستدرك : ج ١ ص ٢٩١ القديم.
الاستشفاء به
قال الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم : ( وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الأّ خسارا )(١).
وقال سبحانه وتعالى : ( يا أيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )(٢).
وقال سبحانه وتعالى : ( قل هو للذّين آمنوا هدىً وشفاء )(٣).
قال الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله :
استشف بالقرآن فان الله عزّوجل يقول ( وشفاء لما في الصدور )(٤).
وعنه صلىاللهعليهوآله :
__________________
(١) سورة الأسراء ، الآية ٨٢.
(٢) سورة يونس ، الآية ٥٧.
(٣) سورة فصّلت ، الآية ٤٤.
(٤) بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ١٧٦.
شفاء أمّتي في ثلاث :
آية من كتاب الله ،
ولعقة من عسل
أو شرطة حجام )(١).
وعن الصادق عليهالسلام : قال السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم (٢).
وعنه عليه افضل الصلاة والسلام :
من قرأ مائة آية من أيّ آي القرآن شاء ، ثمّ قال سبع مرات ـ :
يا الله.
فلو دعى على الصّخور فلقها وفي رواية أخرى : لقلعها ان شاء الله (٣). [ ولا يخفى انَّ هذا لا يتم الاّ مع خلوص النيّة والمعرفة وقابلية المعلول ].
قال علي بن خلف : شكا رجل الى محمد بن حميد الرازي الرّمد فقال له : أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمد فشكوت
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ١٧٦.
(٢) المحاسن : ص ٥٦٣.
(٣) مكارم الأخلاق : ص ٤٢٠ [ باب الاستشفاء بالقرآن ].
ذلك الى حزير بن عبد الحميد.
فقال لي أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمدّ فشكوت الى الأعمش.
فقال لي : أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمدّ فشكوت ذلك الى عبد الله بن مسعود.
فقال لي أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمدّ فشكوت ذلك الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لي : أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمدّ فشكوت ذلك الى جبرئيل فقال لي أدم النظر الى المصحف (١).
وقال النبي صلىاللهعليهوآله :
لجابر بن عبدالله : يا جابر الا اعلّمك افضل صورة انزلها الله في كتابه؟
فقال جابر : بلى بأبي انت وأمّي يارسول الله علّمنها.
فعلّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله سورة الحمد وقال : هي شفاء من كل داء الاّ السام [ أي الموت ](٣).
وعن الصادق عليهالسلام : قال السورة التي اوّلها تحميد ،
__________________
(١) مستدرك الوسائل : ج ١ ص ٢٩٤.
(٢) تفسير العياشي : ج ١ ص ٢٠.
وأوسطها اخلاص وآخرها دعاء ، سورة الحمد (١).
وعنه عليهالسلام : ما قرأت الحمد سبعين مرّة الاّ سكن [ الداء ] وان شئتم فجرّبوا ولا تشكّوا (٢).
سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله : ايّة آية أعظم؟
فقال صلىاللهعليهوآله : آية الكرسي(٣).
وقال صلىاللهعليهوآله : لعلي بن أبي طالب عليهماالسلام : سيّد الكلام القرآن.
وسيّد القرآن : البقرة ،
وسيّد البقرة : آية الكرسي.
يا علي : انّ فيها لخمسين كلمة ، وفي كلّ كلمة خمسون بركة (٤).
وقال صلىاللهعليهوآله : من قرأ اربع آيات من أوّل البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه وماله شيئا يكرهه ولا يقربه شيطان ولا ينسي القرآن (٥).
__________________
(١) تفسير العياشي : ج ١ ص ١٩.
(٢) طبّ الأئمة : ص ٥٤.
(٣) بحار الانوار : ج ٩٢ ص ٢٦٢.
(٤)
(٥) الكافي : ج ٢ ص ٦٢١.
أجر المستظهر
والحافظ
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : من استظهر القرآن وحفظه واحلّ حلاله وحرّم حرامه ادخله الله الجنّة به وشفعه في عشرة من أهله كلّهم قد وجب لهم النار (١).
وعنه عليه افضل الصلاة والسلام :
ان الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلّة حفظه له اجران(٢).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
سمعت أبي عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ختم القرآن الى حيث تعلم(٣).
عن حفص قال : سمعت موسى بن جعفر عليهماالسلام يقول : لرجل اتحبّ البقاء في الدنيا؟
فقال : نعم.
__________________
(١) مستدرك الوسائل : ج ١ ص ٢٩٠.
(٢) الكافي : ج ٢ ص ٤٤٣.
(٣)
فقال عليهالسلام : ولم؟
قال : لقراءة قل هو الله احد ،
فسكت عنه فقال له بعد ساعة : يا حفص من مات من اوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علّم في قبره ليرفع الله به من درجته فأنّ درجات الجنّة على قدر آيات القرآن ،
يقال له : اقرأ وارق ، فيقرأ ثمّ يرقى.
قال حفص : فما رأيت احدا اشدّ خوفا على نفسه من موسى ابن جعفر عليهماالسلام ولا ارجأ الناس منه وكانت قراءته حزنا فاذا قرأ فكانّه يخاطب انسانا (١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة ،
والمجتهدون قوّاد أهل الجنّة(٢) ،
والرُّسل سادة أهل الجنّة(٣).
__________________
(١) الكافي : ج ٢.
(٢) الكافي : ج ٢ ص ٦٠٦ ح ١٠.
(٣) علّق على هذا الحديث في كتاب الكافي انّ المقصود من المجتهدين هم المبلّغون رسالة الله سبحانه وتعالى كالمجتهدين والخطباء والكتاب الذين يعتقدون بالله ورسوله وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام.
دعاء حفظ القرآن
عن حمّاد بن عيسى ، رفعه الى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أعلّمك دعاء لا تنسى القرآن :
اللهّم ارحمني بترك معاصيك ابدا ما أبقيتني ،
ارحمني من تكلّف ما لا يعنيني ،
وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عنّي ،
وألزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني ،
وارزقني ان اتلون على النّحو الذي يرضيك عنّي ،
اللهّم نوّر بكتابك بصري واشرح به صدري وفرّح به قلبي واطلق به لساني واستعمل به بدني وقوّني على ذلك واعنّي عليه ، وانّه لا معين عليه الاّ انت لا اله الاّ انت »(١).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ٢٠٩.
مصادر الكتاب
١ ـ مستدرك الوسائل الطبعة القديمة والجديدة
٢ ـ ثواب الأعمال
٣ ـ بحار الأنوار
٤ ـ كنز العمال
٥ ـ جامع الأخبار
٦ ـ لئالي الأخبار
٧ ـ ينابيع المودة
٨ ـ أمالي الطوسي
٩ ـ نهج البلاغة
١٠ ـ أصول الكافي
١١ ـ عليّ في القرآن
١٢ ـ غاية المرام
١٣ ـ غرر الحكم
١٤ ـ مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي
١٥ ـ السياسة الحسينية
١٦ ـ السرائر لابن ادريس
١٧ ـ الخصال للصدوق
١٨ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام
١٩ ـ المجالس
٢٠ ـ تنبيه الخواطر للورّام
٢١ ـ وسائل الشيعة
٢٢ ـ من لا يحضره الفقيه
٢٣ ـ عقاب الأعمال
٢٤ ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد
٢٥ ـ التوحيد للصدوق
٢٦ ـ معاني الأخبار
٢٧ ـ الأختصاص
٢٨ ـ عدّة الداعي
٢٩ ـ التفسير المنسوب للإمام العسكري عليهالسلام
٣٠ ـ تفسير مجمع البيان
٣١ ـ تفسير العياشي
٣٢ ـ تفسير النيسابوري ( غرائب القرآن ورغائب الفرقان )
٣٣ ـ التفسير الكبير للرازي
٣٤ ـ تفسير الميزان للطباطبائي
٣٥ ـ تفسير الصافي
٣٦ ـ تفسير البرهان
٣٧ ـ القواعد الفقهية للسيد ميرزا حسن البجنوردي
٣٨ ـ المحاسن
٣٩ ـ مكارم الأخلاق
٤٠ ـ طبّ الأئمة
فهرس الكتاب
الاهـداء....................................................................... ٣
التعليم والتعلّم................................................................... ٥
الاهتمام بالقرآن............................................................... ١٧
كيف نتلوا؟................................................................... ٤٧
قارىءُ القرآن.................................................................. ٥٧
فضل التلاوة................................................................... ٦٩
الطهارة....................................................................... ٨٥
الاستعاذة...................................................................... ٩١
البسملة....................................................................... ٩٥
الاصغاء والاستماع له.......................................................... ٩٩
التدبّر في القرآن.............................................................. ١٠٣
التطبيق العملي............................................................... ١١٧
الاستشفاء به................................................................. ١٢٥
أجر المستظهر والحافظ........................................................ ١٣١
دعاء حفظ القرآن............................................................ ١٣٥
مصادر الكتاب............................................................... ١٣٧
فهرس الكتاب............................................................... ١٤١