بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون » (١). وقال الله عزوجل : « يا أيها الذين آمنوا لاتتولوا قوما غضب الله عليهم »(٢). وقال عزوجل : « لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم(٣) » وقال عزوجل : « ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار(٤) » والظلم هو وضع الشئ في غير موضعه.

فمن ادعى الامامة وليس بامام فهو الظالم الملعون ، ومن وضع الامامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من جحد عليا إمامته من بعدي فانما جحد نبوتي ومن جحد نبوتي فقد جحد ربوبيته(٥).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : ياعلي أنت المظلوم بعدي من ظلمك فقد ظلمني ومن أنصفك فقد أنصفني ومن جحدك فقد جحدني ومن والاك فقد والاني ومن عاداك فقد عاداني ومن أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني.

واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والائمة من بعده عليهم‌السلام بمنزلة(٦) من جحد نبوة الانبياء عليهم‌السلام.

واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الائمة عليهم‌السلام أنه بمنزلة من آمن بجميع الانبياء ثم أنكر بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(٧).

وقال الصادق عليه‌السلام : المنكر لآخرنا كالمنكر لاولنا.

__________________

(١) التوبة : ٢٣.

(٢) الممتحنة : ١٣.

(٣) المجادلة : ٢٣.

(٤) هود : ١١٥.

(٥) في المصدر : فقد جحد الله ربوبيته.

(٦) الصحيح : انه بمنزلة.

(٧) في المصدر : من اقر بجميع الانبياء وانكر بنبوه نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٦١

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الائمة من بعدي اثنا عشر أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وآخرهم القائم(١) طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي ، من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني.

وقال الصادق عليه‌السلام : من شك في كفر أعدائنا والظالمين لنا فهو كافر.

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : مازلت مظلوما منذ ولدتني امي حتى أن عقيلا كان يصيبه رمد(٢) فقال : لاتذروني حتى تذروا عليا فيذروني وما بي رمد.

واعتقادنا فيمن قاتل عليا عليه‌السلام كقول النبي (ص) : من قاتل عليا فقد قاتلني وقوله : من حارب عليا فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عزوجل.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام : أنا حرب لمن حاربهم(٣) وسلم لمن سالمهم.

وأما فاطمة صلوات الله عليها فاعتقادنا أنها سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين ، وأن الله عزوجل يغضب لغضبها ويرضى لرضاها(٤) وإنها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالمها وغاصبها ومانعي إرثها(٥).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن غلظها فقد غاظني ومن سرها فقد سرني(٦).

__________________

(١) في المصدر : وآخرهم المهدي القائم.

(٢) في المصدر : يصيبه الرمد فيقول.

(٣) في المصدر : لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.

(٤) زاد في نسخة بعد ذلك : لان الله فطمها وفطم من أحبها من النار وانها.

(٥) في نسخة : ( على ظالميها وغاصبيها ) وفي المصدر : على ظالميها وغاصبى حقها ومن نفى من أبيها ارثها.

(٦) قوله : وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. إلى ههنا لم يكن في النسخ المخطوطة.

٦٢

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاطمة بضعة مني وهي روحي التي بين جنبي يسوؤني ماساءها ويسرني ماسرها.

واعتقادنا في البراءة أنها واجبة من الاوثان الاربعة ، والاناث الاربع ومن جميع أشياعهم وأتباعهم وأنهم شر خلق الله عزوجل(١) ولايتم الاقرار بالله وبرسوله وبالائمة عليهم‌السلام إلا بالبراءة من أعدائهم(٢).

٢٢ ـ كنز الفوائد للكراجكي : أخبرني أبوالحسن محمد بن أحمد بن شاذان عن نوح بن أحمد عن قيس بن الربيع عن سليمان الاعمش عن جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال لي رسول الله (ص) : ياعلي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين ، يا علي أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين ، يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين وخليفة خير المرسلين ، يا علي أنت مولى المؤمنين والحجة بعدي على الناس أجمعين ، استوجب الجنة من تولاك ، واستوجب دخول النار من عاداك.

يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبدالله ألف عام ما قبل ذلك منه إلا بولايتك وولاية الائمة من ولدك وإن ولايتك لاتقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الائمة من ولدك ، بذلك أخبرني جبرئيل عليه‌السلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(٣).

__________________

(١) في المصدر : وانه لايتم.

(٢) اعتقادات الصدوق : ١١١ ـ ١١٤.

(٣) كنز الكراجكي : ١٨٥.

٦٣

٢

باب

*(آخر في عقاب من تولى غير مواليه ومعناه)*

١ ـ ب : علي عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : ابتدر الناس إلى قراب سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد موته فاذا صحيفة صغيرة وجدوا فيها : من آوى محدثا فهو كافر ومن تولى غير مواليه فعليه لعنة الله ، ومن أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه(١).

٢ ـ ن : باسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي (ص) : من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(٢).

٣ ـ ما : في وصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عند وفاته برواية ابن نباته عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لعنة الله(٣) ولعنة الملائكة المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه أو ادعى إلى غير مواليه أو ظلم أجيرا أجره(٤).

٤ ـ وفي خبر آخر عن زيد بن أرقم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لعن الله من تولى إلى غير مواليه(٥).

٥ ـ ب : ابن طريف (٦) عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام قال : وجد في عمد سيف رسول الله (ص) صحيفة مختومة ففتحوها فوجدوا فيها : إن أعتى الناس على

__________________

(١) قرب الاسناد : ١١٢.

(٢) عيون الاخبار : ٢٢٣.

(٣) في المصدر : ان لعنة الله.

(٤) امالي ابن الشيخ : ٧٧.

(٥) امالي ابن الشيخ : ١٤٢.

(٦) في المصدر : ابن ظريف بالمعجمة وهو الصحيح.

٦٤

الله القاتل غير قاتله ، والضارب غير ضاربه ، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لايقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ومن تولى إلى غير مواليه فقد كفر بما انزل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(١).

٦ ـ مع : ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن إسحاق بن إبراهيم الصيقل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صحيفة فاذا فيها مكتوب : بسم الله الرحمان الرحيم إن أعتى الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله ، ومن ضرب غير ضاربه ، ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد (ص) ، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.

قال : ثم قال : تدري ما يعني بقوله : من تولى غير مواليه؟ قلت : مايعني بقوله؟ قال : يعني أهل الدين(٢).

والصرف(٣) : التوبة في قول أبي جعفر عليه‌السلام ، والعدل : الفداء في قول أبي عبدالله عليه‌السلام.

بيان : لعل المراد بالذؤابة مايعلق في قبضة السيف. والعتو : التكبر والتجبر والمراد بغير قاتله غير مريد قتله ، أو غير قاتل من هو ولي دمه ، فالاسناد مجازي وفي الثاني يحتمل الاول والضارب حقيقة ، وقوله : يعني أهل الدين أراد أن الولاء هنا لم يرد به ولاء العتق بل ولاء الامامة كما في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » وسيأتي في خبر ابن نباته أنه فسر المولى والاب والاجير بأمير المؤمنين صلوات الله عليه.

وقال الجزري : في حديث المدينة : من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا ، الامر

__________________

(١) قرب الاسناد : ٥.

(٢) معاني الاخبار :

(٣) الظاهر ان ذلك وما بعده من كلام الصدوق.

٦٥

الحادث : المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة ، والمحدث يروي بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول ، فمعنى الكسر : من نصر جانيا وآواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه ، والفتح : هو الامر المبتدع نفسه ، ويكون معنى الايواء فيه الرضا به ، والصبر عليه ، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكرها عليه فقد آواه انتهى.

أقول : ظاهر أنه عليه‌السلام أراد ماعلم أنهم يبتدعونه في المدينة من غصب الخلافة وما لحقه من سائر البدع التي عم شومها الاسلام.

فما رواه الصدوق في العلل(١) باسناده عن جميل عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : « لعن رسول الله (ص) من أحدث في المدينة حدثا أو آوى محدثا ، قلت : وما ذلك الحدث؟ قال : القتل »(٢) لعله خص به تقية لاشتهار هذا التفسير بينهم.

وروى الصدوق أيضا باسناده عن المخالفين إلى امية بن يزيد القرشي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه صرف ولا عدل يوم القيامة ، فقيل : يارسول الله ما الحدث؟ قال : من قتل نفسا بغير نفس ، أو مثل مثلة بغير قود ، أو ابتدع بدعة بغير سنة ، أو انتهب نهبة ذات(٣) شرف ، قال : فقيل : ما العدل يارسول الله؟ قال : الفدية ، قال : فقيل : فما الصرف يارسول الله؟ قال : التوبة(٤).

__________________

(١) لعل الصحيح : في معاني الاخبار.

(٢ و ٤) معاني الاخبار : ٢٦٤ و ٢٦٥.

(٣) في نسخة : ذات سرف.

٦٦

٣

باب

*(ما أمر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من النصيحة لائمة المسلمين)*

*(واللزوم لجماعتهم ومعنى جماعتهم ، وعقاب نكث البيعة)*

١ ـ لى : الهمداني عن علي عن أبيه عن نصر بن علي الجهضمي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : من فارق جماعة المسلمين فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه ، قيل : يارسول الله وما جماعة المسلمين؟ قال : جماعة أهل الحق وإن قلوا(١).

أقول : قد مرت الاخبار من هذا الباب في كتاب العلم في باب معنى الجماعة والفرقة والسنة والبدعة.

٢ ـ ما : المفيد عن علي بن خالد عن أحمد بن إسماعيل بن ماهان عن زكريا ابن يحيى عن بندار بن عبدالرحمان عن سفيان عن سهل بن الجراح عن عطاء بن زيد عن تميم الرازي(٢) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدين نصيحة ، قيل : لمن يارسول الله؟ قال : لله ولرسوله ولكتابه وللائمة في الدين ولجماعة المسلمين(٣).

٣ ـ ل : ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن ابن أبي يعفور عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : خطب رسول الله (ص) الناس في حجة الوداع بمنى في مسجد الخيف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها من لم يسمعها(٤) ، فرب حامل فقه غير فقيه ورب

__________________

(١) امالي الصدوق : ٢٠١.

(٢) في المصدر : ( عن تميم الداري ) وهو الصحيح.

(٣) امالي ابن الشيخ : ٥١.

(٤) في المصدر : إلى من لا يسمعها.

٦٧

حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصيحة لائمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم.

المسلمون إخوة : تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمتهم أدناهم ، هم(١) يد على من سواهم(٢).

ل : أبي عن سعد عن البرقي مثله(٣).

أقول : قد مضى الخبر بسند آخر مع شرحه في باب فضل كتابة الحديث في المجلد الاول.

٤ ـ ل : ماجيلويه عن عمه عن هارون عن ابن زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ثلاث موبقات : نكث الصفقة وترك السنة و فراق الجماعة ، وثلاث منجيات : تكف لسانك وتكبي على خطيئتك وتلزم(٤) بيتك(٥).

بيان : الصفقة : البيعة لما فيه من صفق اليد باليد.

٥ ـ فس : « إذا جاء نصر الله والفتح »(٦) قال : نزلت بمنى في حجة الوداع « إذا جاء نصر الله والفتح » فلما نزلت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعيت إلى نفسي ، فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس ثم قال : نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وبلغها

__________________

(١) في المصدر : وهم يد على من سواهم.

(٢ و ٣) الخصال ١ : ٧٢ و ٧٣.

(٤) لعله في زمان التقية ، أو بحيث لايترك الاهتمام بأمر المسلمين وبحيث لا يكون فارقا جماعة المسلمين ، والا فيكون مصداق صدر الحديث ، فلعله كناية عن الاهتمام بشأن نفسه مضافا إلى الاهتمام بشأن المسلمين.

(٥) الخصال ١ : ٤٢.

(٦) النصر : ١.

٦٨

من لم يسمعها ، فرب حامل فقه غير فقيه(١) ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصيحة لائمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم.

أيها الناس إني تارك فيكم ما إن تمسكتم(٢) به لن تضلوا ولن تزلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كاصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه ولا أقول : كهاتين وجمع بين سبابته والوسطى فتفضل هذه على هذه(٣).

٦ ـ كا : محمد بن الحسن عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن الحكم بن مسكين عن رجل من قريش من أهل مكة قال : قال سفيان الثوري : اذهب بنا إلى جعفر بن محمد قال : فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته ، فقال له سفيان : يا باعبدالله حدثنا بحديث خطبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسجد الخيف ، قال : دعني حتى أذهب في حاجتي فاني قد ركبت فإذا جئت حدثتك.

فقال : أسألك بقرابتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما حدثتني ، قال : فنزل. فقال : مر لي(٤) بدواة وقرطاس حتى أثبته ، فدعا به ، ثم قال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم خطبة رسول الله (ص) في مسجد الخيف : « نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم تبلغه ، يا أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصيحة لائمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فان دعوتهم محيطة من ورآئهم ، المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم ، وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمتهم أدناهم » فكتبه(٥)

__________________

(١) في المصدر : ليس بفقيه.

(٢) في المصدر : فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما.

(٣) تفسير القمي : ٧٤٢.

(٤) في نسخة : من لي.

(٥) في المصدر : فكتبه سفيان.

٦٩

ثم عرضه عليه ، وركب أبوعبدالله عليه‌السلام وجئت أنا وسفيان.

فلما كنا في بعض الطريق فقال لي : كما أنت حتى أنظر في هذا الحديث ، فقلت له : قد والله ألزم أبوعبدالله عليه‌السلام رقبتك شيئا لايذهب من رقبتك أبدا ، فقال : وأي شئ ذلك؟

فقلت له : ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله قد عرفناه والنصيحة لائمة المسلمين ، من هؤلاء الائمة الذين يجب علينا نصيحتهم؟ معاوية ابن أبي سفيان ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وكل من لاتجوز شهادته عندنا ولا تجوز الصلاة خلفهم؟

وقوله : واللزوم لجماعتهم ، فأي الجماعة؟ مرجئ يقول : من لم يصل ولم يصم ولم يغتسل من جنابة وهدم الكعبة ونكح امه فهو على إيمان جبرئيل وميكائيل؟ أو قدري يقول : لايكون ماشاء الله عزوجل ويكون ماشاء إبليس؟ أو حروري يبرأ(١) من علي بن أبي طالب وشهد عليه بالكفر؟ أو جهمي يقول : إنما هي معرفة الله وحده ليس الايمان شئ غيرها؟

قال : ويحك وأي شئ يقولون؟ فقلت : يقولون : إن علي بن أبي طالب والله الامام الذي يجب علينا نصيحته ، ولزوم جماعتهم أهل بيته ، قال : فأخذ الكتاب فخرقه ثم قال : لاتخبر بها(٢) أحدا(٣).

بيان : لما حدثتني « لما » بالتشديد حرف استثناء بمعنى إلا ، يقال : انشدك الله لما فعلت ، أي لا أسأل إلا فعلك ، قاله ابن هشام ، أو المعنى أسألك في جميع الاحوال إلا في وقت فعلك ، من لي ، بالفتح والتخفيف سؤال في صورة الاستفهام ، أو بالضم و التشديد صيغة أمر ، أي تفضل ، وفي بعض النسخ : بالراء « خطبة » خبر محذوف

__________________

(١) في المصدر : يتبرأ.

(٢) في نسخة : لاتخبر به أحدا.

(٣) اصول الكافي ١ : ٤٠٣ و ٤٠٤.

٧٠

أي هذه كما أنت ، أي توقف ، وأصله : الزم ما أنت فيه ، فالكاف زائدة ، وما موصولة منصوبة المحل بالاغراء.

والمرجئة : قوم يكتفون بالايمان ويقولون : لا مدخل للاعمال في الايمان ولا تتفاوت مراتب الايمان ولا تضر معه معصية ، وهم فرق شتى لهم مذاهب شنيعة مذكورة في الملل والنحل.

والمراد بالقدرية هنا التفويضية الذين قالوا : إنه ليس لله سبحانه وقضائه وقدره مدخل في أعمال العباد ، قال بعضهم : إنه لايقدر الله تعالى على التصرف في أعمالهم فهم عزلوا الرب تعالى عن ملكه ، وقالوا : لايكون ماشاء الله ، فنفوا أن يكون لله تعالى مشية وإرادة وتدبير وتصرف في أفعال العباد ، وأثبتوا ذلك لابليس.

والحرورية : الخوارج أو فرقة منهم منسوبة إلى حروراء بالمد والقصر وفتح الحاء فيهما ، وهي قرية كانت قريبة من الكوفة ، كان أول اجتماعهم وتحكيمهم فيها.

وقال في المغرب : رجل جهم الوجه : عبوس ، وبه سمي جهم بن صفوان المنسوب إليه الجهمية ، وهي فرقة شايعته(١) على مذهبه وهي القول بأن الجنة والنار تفنيان وأن الايمان هو المعرفة فقط دون الاقرار ودون سائر الطاعات ، وأنه لافعل لاحد على الحقيقة إلا لله ، وأن العباد فيما ينسب إليهم من الافعال كالشجر تحركها الريح ، فالانسان لايقدر على شئ إنما هو مجبر في أفعاله لاقدرة له ولا إرادة ولا اختيار انتهى.

وفي الملل والنحل نسب إليه القول بأن من أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه لم يكفر بجحده ، وقال : الايمان لايتبعض ، أي لاينقسم إلى عقد وقول وعمل ، ولا يتفاضل أهله فيه ، فايمان الانبياء وإيمان الامة على نمط واحد ، إذ المعارف لاتتفاضل انتهى.

__________________

(١) أي تابعته.

٧١

وأي شئ يقولون؟ أي الائمة عليهم‌السلام أو شيعتهم أو الاعم ، ولا يخفى أن الثوري اللعين الذي هو رئيس الصوفية وإمامهم بخرقه الكتاب أظهر كفره ووغل في الشرك قلبه ، وخالف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع الخصال الثلاث.

٧ ـ كا : علي عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن حماد عن حريز عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : ما نظر الله عزوجل إلى ولي له يجهد نفسه بالطاعة لامامه والنصيحة إلا كان معنا في الرفيق الاعلى(١).

بيان : قال الجزري في حديث الدعاء : ألحقني بالرفيق الاعلى ، الرفيق : جماعة الانبياء الذين يسكنون أعلى عليين ، وهو اسم جاء على فعيل ، ومعناه الجماعة كالصديق والخليط يقع على الواحد والجمع ، ومنه قوله تعالى : « وحسن اولئك رفيقا »(٢).

٨ ـ كا : العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه(٣).

٩ ـ وبهذا الاسناد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من فارق جماعة المسلمين ونكث صفقة الابهام ( الامام خ ) جاء إلى الله تعالى أجذم(٤).

بيان : القيد بالكسر القدر ، وهو من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس ، والنكث : نقض العهد ، وصفقة الابهام كناية عن البيعة ، وقال في النهاية فيه من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة وهو أجذم ، أي مقطوع اليد من الجذم : القطع ، ومنه حديث علي عليه‌السلام : « من نكث بيعته لقي الله وهو أجذم ليست له يد » قال القتيبي : الاجذم ههنا : الذي ذهبت أعضاؤه كلها ، وليست اليد أولى بالعقوبة من باقي الاعضاء

__________________

(١) اصول الكافي ١ : ٤٠٤.

(٢) النساء : ٧١.

(٣ و ٤) اصول الكافي ١ : ٤٠٤ و ٤٠٥.

٧٢

يقال : رجل أجذم ومجذوم : إذا تهافتت أطرافه من الجذام ، وهو الداء المعروف.

قال الجوهري : لايقال للمجذوم : أجذم ، وقال ابن الانباري ردا على ابن قتيبة : لو كان العقاب لايقع إلا بالجارحة التي باشرت المعصية لما عوقب الزاني بالجلد و الرجم في الدنيا وبالنار في الآخرة ، قال ابن الانباري : معنى الحديث أنه لقي الله وهو أجذم الحجة لا لسان له يتكلم ولا حجة في يده ، وقول علي عليه‌السلام : ليست له يد ، أي لا حجة له.

وقيل : معناه لقيه منقطع السبب ، يدل عليه قوله : « القرآن سبب بيد الله و سبب بأيديكم فمن نسيه فقد قطع سببه » وقال الخطابي : معنى الحديث ماذهب إليه ابن الاعرابي وهو أن من نسي القرآن لقي الله خالي اليد من الخير صفرها من الثواب ، فكنى باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير.

قلت : وفي تخصيص علي عليه‌السلام بذكر اليد معنى ليس في حديث نسيان القرآن لان البيعة تباشرها اليد من بين الاعضاء ، وهو أن يضع البايع يده في يد الامام عند عقد البيعة وأخذها عليه.

٤

باب

*(ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم وأنها أمان من النار)*

الايات : المائدة « ٥ » : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون « ٦٠ و ٦١ ».

ابراهيم « ١٤ » : فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون « ٤٠ ».

تفسير : أقول : سيأتي في المجلد التاسع تأويل الآية الاولى وأن المراد بالذين

٧٣

آمنوا في الموضعين الائمة عليهم‌السلام ، وسنورد الاخبار المتواترة من طريق الخاصة و العامة في ذلك ، فثبت وجوب موالاتهم وحبهم ونصرتهم والاعتقاد بامامتهم صلوات الله عليهم ، وأما الآية الثانية فسيأتي في الاخبار المستفيضة أنهم عليهم‌السلام هم المقصودون من الذرية في دعاء إبراهيم عليه‌السلام ، وأنه عليه‌السلام دعا لشيعتهم بأن تهوي قلوبهم إلى أئمتهم.

وعن الباقر عليه‌السلام فيما رواه العياشي أنه قال : لم يعن الناس كلهم ، أنتم اولئك ونظراؤكم ، إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود(١).

وفي الكافي : عنه عليه‌السلام : ولم يعن البيت فيقول : إليه ، فنحن والله دعوة إبراهيم عليه‌السلام(٢).

وفي الاحتجاج : عن أمير المؤمنين : والافئدة من الناس تهوي إلينا ، و ذلك دعوة إبراهيم عليه‌السلام حيث قال : واجعل افئدة من الناس تهوي إليهم.

وفي البصائر : عن الصادق عليه‌السلام : وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا.

وروي علي بن إبراهيم عن الصادق عليه‌السلام أنه تعالى عنى بقوله : « وارزقهم من الثمرات » ثمرات القلوب(٣) أي حبهم إلى الناس ليأتوا إليهم وسيأتي الاخبار في ذلك كله.

١ ـ لى : علي بن محمد بن الحسين القزويني عن محمد بن عبدالله الحضرمي عن جندل بن والق عن محمد ابن عمر المازني عن عباد الكلبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن فاطمة الصغرى عن الحسين ابن علي عن امه فاطمة بنت محمد صلوات الله عليهم قالت : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشية عرفة فقال : إن الله تبارك وتعالى باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة ، وإني رسول الله إليكم غير محاب لقرابتي هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته و

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ : ٢٣٣.

(٢) روضة الكافي : ٣١١ و ٣١٢.

(٣) تفسير القمي : ٣٤٧.

٧٤

بعد موته ، وإن الشقي كل الشقي حق الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد وفاته(١).

بيان : قوله : غير محاب : بتخفيف الباء ، أي لا أقول فيهم مالا يستحقونه محاباة لهم ، قال الفيروزآبادي حابه محاباة وحباء : نصره واختصه ومال إليه انتهي وبالتشديد تصحيف.

٢ ـ لى : ماجيلويه عن محمد العطار عن الاشعري عن ابن أبي الخطاب عن نضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن القندي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن آبائه عليهم‌السلام قال : جاء رجل إلى النبي (ص) فقال : يارسول الله أكل من قال : لا إله إلا الله مؤمن؟ قال : إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى إنكم لاتدخلون الجنة حتى تحبوني ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا يعني عليا عليه‌السلام(٢).

٣ ـ ختص : أبوغالب الزراري عن محمد بن سعيد الكوفي عن محمد بن فضل بن إبراهيم عن أبيه عن النعمان بن عمرو الجعفي عن محمد بن إسماعيل بن عبدالرحمان الجعفي قال : دخلت أنا وعمي الحصين بن عبدالرحمان على أبي عبدالله عليه‌السلام فأدناه و قال : من هذا معكلا قال : ابن أخي إسماعيل ، فقال : رحم الله إسماعيل وتجاوز عنه سيئ عمله ، كيف خلفتموه؟ قال : بخير ما أبقى الله لنا مودتكم ، فقال : ياحصين لا تستصغروا مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات ، قال : يابن رسول الله ما استصغرتها ولكن أحمد الله عليها(٣).

٤ ـ لى : الطالقاني عن الحسن بن علي العدوي عن محمد بن تميم عن الحسن بن عبدالرحمان (٤) عن الحكم بن عتيبة عن محمد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى (٥) عن أبيه

__________________

(١) امالي الصدوق : ١٠٩ و ١١٠.

(٢) امالي الصدوق : ١٦١ و ١٦٢.

(٣) الاختصاص : ٨٥ و ٨٦.

(٤) في المصدر : الحسن بن عبدالرحمن عن محمد بن عبدالرحمن.

(٥) في المصدر : عن عبدالرحمن بن أبي ليلى.

٧٥

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لايؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله ، وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته ، قال : فقال رجل من القوم : يابا عبدالرحمان ماتزال تجيئ بالحديث يحيي الله به القلوب(١).

بيان : قوله : وذاتي ، أي كل ماينسب إلي سوى ماذكر.

٥ ـ لي : أحمد بن محمد بن الصقر عن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن عبدالله بن سليمان عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله عزوجل ، وأحبوا أهل بيتي لحبي(٢).

ل : محمد بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن أحمد بن العباس عن محمد بن يحيى الصوفي عن يحيى بن معين عن هشام بن يوسف مثله(٣).

٦ ـ ما : الفحام عن المنصورى عن عم أبيه عيسى بن أحمد عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(٤).

٧ ـ ع ، لى : علي بن محمد بن الحسن القزويني عن محمد بن عبدالله بن عامر عن عصام بن يوسف عن محمد بن أيوب عن عمرو بن سليمان عن زيد بن ثابت (٥) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب عليا في حياته وبعد موته كتب الله عزوجل له من الامن

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٠١.

(٢) امالي الصدوق : ٢١٩.

(٣) الخصال.

(٤) امالي ابن الشيخ : ١٧٥.

(٥) في المصدر : عمرو بن سليمان عن عبدالله بن عمران عن علي بن بن زيد عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت والموجود في العلل إلى قوله : وغربت ، وأما الذيل من الحديث الاخر باسناد آخر عن زيد بن ثابت درج فيه ، واما الامالي فليست نسخته فعلا عندي ، لاني في الحال معتقل وكثيرا من المصدر ليست عندي.

٧٦

والايمان ما طلعت عليه شمس وغربت(١) ، ومن أبغضه في حياته وبعد موته مات موتة جاهلية وحوسب بما عمل(٢).

٨ ـ لى : المكتب عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن محمد بن عبيد الله عن علي بن الحكم عن هشام عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) لعلي عليه‌السلام : يا علي ماثبت حبك في قلب امرئ مؤمن فزلت به قدم على الصراط إلا ثبتت له قدم حتى يدخله الله عزوجل بحبك الجنة(٣).

٩ ـ ب : ابن سعد عن الازدي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من أحبنا(٤) نفعه الله بذلك ولو كان أسيرا في يد الديلم ، ومن أحبنا لغير الله فإن الله يفعل به مايشاء ، إن حبنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر(٥).

ثو : ابن الوليد عن الصفار عن ابن سعد الازدي من قوله : إن حبنا إلى آخر الخبر(٦).

١٠ ـ ن ، ل : عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب عن منصور بن عبدالله الاصبهاني عن علي بن عبدالله عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة أنا الشفيع (٧) لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل

__________________

(١) في العلل : كتب الله عزوجل له الامن والايمان ماطلعت شمس وغربت.

(٢) علل الشرائع : ٥٩ ، امالي الصدوق : ٣٤٧ و ٣٤٨.

(٣) امالي الصدوق : ٣٤٨.

(٤) في المصدر : من احبنا لله.

(٥) قرب الاسناد : ١٩.

(٦) ثواب الاعمال.

(٧) في المصدر : انا شفيع لهم.

٧٧

الارض : معين(١) لاهل بيتي ، والقاضي لهم حوائجهم عند ما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه ، والدافع عنهم بيده(٢).

١١ ـ أقول : روى ابن شيرويه في الفردوس عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في امورهم عندما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه(٣).

١٢ ـ ل : محمد بن الفضل بن زيدويه عن إبراهيم بن عمروس الهمداني عن الحسن ابن إسماعيل عن سعيد بن الحكم عن أبيه عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (ص) : من رزقه الله حب الائمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكن أحد أنه في الجنة فان في حب أهل بيتي عشرين خصلة ، عشر منها في الدنيا ، وعشر في الآخرة :

أما في الدنيا(٤) فالزهد والحرص على العمل(٥) والورع في الدين والرغبة في العبادة والتوبة قبل الموت والنشاط في قيام الليل واليأس مما في أيدي الناس و الحفظ لامر الله ونهيه عزوجل ، والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء.

وأما في الآخرة(٦) فلا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان ويعطى كتابه بيمينه ويكتب له براءة من النار ويبيض وجهه ويكسى من حلل الجنة ويشفع في مائة من

__________________

(١) في نسخة : المعين.

(٢) عيون أخبار الرضا : ١٤٣ فيه : ( والدافع المكروه ) الخصال ١ : ٩١.

(٣) فردوس الاخبار : لم تصل الينا نسخته ، وهو كثير الفائدة فيه روايات جمة في الفضائل.

(٤) في نسخة : واما التي في الدنيا.

(٥) في نسخة : على العلم.

(٦) في نسخة : واما التي في الاخرة.

٧٨

أهل بيته وينظر الله عزوجل إليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحبي أهل بيتي(١).

١٣ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : ياعلي إن الله قد غفر لك ولاهلك ولشيعتك ومحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك فابشر فإنك الانزع البطين منزوع من الشرك ، بطين من العلم(٢).

١٤ ـ ن : باسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى فليتمسك(٣) بحب علي وأهل بيتي(٤).

١٥ ـ ن : بهذا الاسناد قال :قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :من أحبنا أهل البيت حشره الله آمنا يوم القيامة(٥).

١٦ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحبك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ، ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهوديا أو نصرانيا(٦).

١٧ ـ ن : بهذا الاسناد قال :قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخذ بيد علي عليه‌السلام : من زعم أنه يحبني ولا يحب هذا فقد كذب(٧).

١٨ ـ ن : وبهذا الاسناد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول مايسئل عنه العبد حبنا أهل البيت(٨).

١٩ ـ جا ، ما : المفيد عن علي بن خالد المراغي عن علي بن الحسن الكوفي

__________________

(١) الخصال ٢ : ٩٩.

(٢) عيون أخبار الرضا : ٢١١.

(٣) في نسخة : فليستمسك.

(٤ ـ ٦) عيون أخبار الرضا : ٢٢٠.

(٧) عيون أخبار الرضا : ٢٢١.

(٨) عيون أخبار الرضا : ٢٢٢ و ٢٢٣.

٧٩

عن جعفر بن محمد بن مروان عن أبيه عن شيخ بن(١) محمد عن أبي علي بن(٢) عمر الخراساني عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي إسحاق السبيعي قال : دخلنا على مسروق الاجدع فاذا عنده ضيف له لانعرفه وهما يطعمان من طعام لهما ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخيبر(٣) فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة مع(٤) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال : جاءت صفية بنت حيي بن أخطب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : يارسول الله إني لست كأحد نسائك ، قتلت الاب والاخ والعم ، فان حدث بك حدث فالى من؟ فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إلى هذا ، وأشار إلى علي ابن أبي طالب عليه‌السلام.

ثم قال : ألا احدثكم بما حدثني به الحارث الاعور؟ قال : قلنا : بلى ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : ماجاء بك يا أعور؟ قال : قلت حبك يا أمير المؤمنين ، قال : الله(٥) ، قلت : الله ، فناشدني ثلاثا ثم قال : أما إنه ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه بالايمان إلا وهو يجد مودتنا(٦) على قلبه فهو يحبنا وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا(٧) فأصبح محبنا ينتظر الرحمة فكأن أبواب الرحمة قد فتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم ، فهنيئا لاهل الرحمة رحمتهم ، وتعسا لاهل النار مثواهم(٨).

__________________

(١) في المجالس : ( مسيح بن محمد ) وفي نسخة من الامالي : مسبح بن محمد.

(٢) في نسخة : ( عن ابي علي بن أبي عميرة ) وفي المصدر : عن ابي علي بن عمرة.

(٣) في نسخة : بحنين.

(٤) في نسخة : من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٥) اي والله ، وحرف الجر يجوز أن تحذف مع الواو.

(٦) في نسخة : ( مودتنا ومحبتنا ) يوجد ذلك في بشارة المصطفى.

(٧) قوله : ( فهو يحبنا ) وقوله : ( فهو يبغضنا ) بشارة المصطفى خال عنهما.

(٨) مجالس المفيد : ١٥٨ و ١٥٩ ، امالي ابن الشيخ ، ٢٠ و ٢١.

٨٠