بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٥ ـ وقال الشيخ المفيد قدس الله لطيفه في كتاب المقالات : إن رسل الله تعالى من البشر وأنبياءه والائمة من خلفائه عليهم‌السلام محدثون مصنوعون تلحقهم الآلام وتحدث لهم اللذات وتنمى أجسادهم(١) بالاغذية وتنقص على مرور الزمان ، ويحل بهم الموت ويجوز عليهم الفناء ، وعلى هذا القول إجماع أهل التوحيد ، وقد خالفنا فيه المنتمون إلى التفويض وطبقات الغلاة ، فأما أحوالهم(٢) بعد الوفاة فانهم ينقلون من تحت التراب فيسكنون بأجسامهم وأرواحهم جنة الله تعالى ، فيكونون فيها أحياء يتنعمون إلى يوم الممات(٣) ، يستبشرون بمن يحلق بهم من صالحي اممهم وشيعتهم ويلقونه بالكرامات ، وينتظرون من يرد عليهم من أمثال السابقين في الديانات(٤).

وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة من عترته عليهم‌السلام خاصة لاتخفى عليهم بعد الوفاة أحوال شيعتهم في دار الدنيا باعلام الله تعالى لهم ذلك حالا بعد حال ، ويسمعون كلام المناجي لهم في مشاهدهم المكرمة العظام بلطيفة من لطائف الله تعالى بينهم بها من جمهور العباد(٥) وتبلغهم المناجاة من بعد ، كما جاءت به الرواية.

وهذا مذهب فقهاء الامامية كافة وحملة الآثار منهم. ولست أعرف فيه لمتكلميهم من قبل مقالا ، وبلغني من بني نوبخت رحمهم‌الله تعالى خلاف فيه.

ولقيت جماعة من المقصرين عن المعرفة ممن ينتمي إلى الامامة أيضا يأبونه ، وقد قال الله(٦) تعالى : « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم

__________________

(١) في المصدر : اجسامهم.

(٢) في المصدر : واما احوالهم.

(٣) في المصدر : متنعمون إلى يوم الحساب.

(٤) في المصدر : من ذوى الديانات.

(٥) في المصدر : من جهة العباد.

(٦) في المصدر : وقد قال الله تعالى فيما يدل على جملة.

٣٠١

ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون(١) » وما يتلو هذه من الكلام ، وقال في قصة مؤمن آل فرعون(٢) : « قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين »(٣).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله:من سلم علي عند قبري سمعته ، ومن سلم علي من بعيد بلغته ، سلام الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته ، ثم الاخبار في تفصيل ماذكرناه من الجملة عن أئمة آل محمد عليهم‌السلام بما وصفناه نصا ولفظا كثير ، وليس هذا الكتاب موضع ذكرها. انتهى(٤) كلامه شرف الله مقامه.

٧

باب

*(انهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب ويأتيهم)*

*(أرواح الانبياء عليهم‌السلام وتظهر لهم الاموات)*

*(من أوليائهم وأعدائهم)*

١ ـ ب : معاوية بن حكيم عن الوشاء عن الرضا عليه‌السلام قال : قال لي ابتداء : إن أبي كان عندي البارحة ، قلت : أبوك؟ قال : أبي ، قلت : أبوك؟ قال : أبي ، قلت أبوك ، قال : في المنام إن جعفرا عليه‌السلام كان يجئ إلى أبي فيقول : يابني افعل ، كذا يابني افعل كذا يابني افعل كذا ، قال : فدخلت عليه بعد ذلك فقال لي : ياحسن إن منامنا ويقظتنا واحدة(٥).

__________________

(١) آل عمران : ١٧٠ و ١٧١.

(٢) فيه وهم والصحيح : في قصة مؤمن آل يس.

(٣) يس : ٢٧ و ٢٨.

(٤) اوائل المقالات : ٤٥ و ٤٦.

(٥) قرب الاسناد : ١٥١ و ١٥٢.

٣٠٢

بيان : لعل في ذكر المنام تورية لضعف عقل السائل كما أشار عليه‌السلام إليه آخرا.

٢ ـ ير ، ب : بالاسناد عنه عليه‌السلام قال : قال لي بخراسان : رأيت رسول الله (ص) ههنا والتزمته(١).

٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد وعن محمد ابن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : حدثني عبدالكريم بن حسان عن عبيدة بن عبدالله بن بشر(٢) الخثعمي عن أبيك أنه قال : كنت ردف أبي وهو يريد العريض قال : فلقيه شيخ أبيض الرأس واللحية يمشى ، قال : فنزل إليه فقبل بين عينيه ، فقال إبراهيم : ولا أعلمه إلا أنه قبل يده ، ثم جعل يقول له : جعلت فداك ، والشيخ يوصيه ، فكان في آخر ما قال له : انظر الاربع ركعات فلا تدعها ، قال : وقام أبي حتى توارى الشيخ ثم ركب ، فقلت : يا أبه من هذا الذي صنعت به مالم أراك صنعته بأحد؟ قال : هذا أبي يابني(٣).

٤ ـ ير : محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وأنا احدث نفسي ، فرآني فقال : مالك تحدث نفسك؟ تشتهي أن ترى أبا جعفر؟ قلت : نعم ، قال : قم فادخل البيت ، فدخلت فاذا هو أبو جعفر عليه‌السلام.

وقال : أتي قوم من الشيعة الحسن بن علي عليهما‌السلام بعد قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام فسألوه فقال : تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه؟ قالوا : نعم ، قال : فارفعوا الستر فعرفوه فاذا هم بأمير المؤمنين عليه‌السلام لاينكرونه ، وقال أمير المؤمنين : يموت من مات

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٧٨ قرب الاسناد : ١٥٢.

(٢) في المصدر : بشير.

(٣) بصائر الدرجات : ٧٨.

٣٠٣

منا وليس بميت ، ويبقى من بقي منا حجة عليكم(١).

٥ ـ ير : الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن بشير عن عثمان بن مروان عن سماعة قال : كنت عند أبي الحسن عليه‌السلام فأطلت الجلوس عنده فقال : أتحب أن ترى أبا عبدالله عليه‌السلام؟ فقال : وددت والله ، فقال : قم وادخل ذلك البيت ، فدخلت البيت فاذا أبوعبدالله عليه‌السلام قاعد(٢).

٦ ـ ير : محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكاري عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام أتى أبا بكر فقال له : أما أمرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن تطيعني؟ فقال : لا ، ولو أمرني لفعلت ، قال : فانطلق بنا إلى مسجد قبا فاذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلي.

فلما انصرف قال علي عليه‌السلام : يارسول الله إني قلت لابي بكر : أمرك الله ورسوله أن تطيعني ، فقال : لا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أمرتك فأطعه ، قال : فخرج فلقي عمر وهو ذعر فقال له : مالك؟ فقال : قال لي رسول الله (ص) كذا وكذا فقال : تبا لامة ولوك أمرهم أما تعرف سحر بني هاشم؟!(٣).

٧ ـ ير : علي بن الحسين بن فضال عن أبيه عن علاء بن يحيى المكفوف عن عمر بن أبي زياد عن عطية الابزاري قال : طاف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالكعبة فاذا آدم عليه‌السلام بحذاء الركن اليماني فسلم عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم انتهى إلى الحجر فاذا نوح عليه‌السلام بحذاء رجل طويل فسلم عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٤).

٨ ـ ير : محمد بن عيسى عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عبيد بن عبدالرحمان الخثعمي عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : خرجت مع أبي إلى بعض أمواله ، فلما برزنا إلى الصحراء استقبله شيخ أبيض الرأس واللحية فلسم عليه فنزل إليه أبي جعلت أسمعه يقول له : جعلت فداك ، ثم جلسا فتساء لا طويلا ، ثم قام الشيخ وانصرف وودع أبي وقام ينظر في قفاه حتى توارى عنه ، فقلت لابي : من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول

__________________

(١ ـ ٤) بصائر الدرجات : ٧٨.

٣٠٤

له مالم تقله لاحد؟ قال : هذا أبي(١).

٩ ـ ير : محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عمن أخبره عن عباية الاسدي قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام وعنده رجل رث(٢) الهيئة وأمير المؤمنين عليه‌السلام مقبل عليه يكلمه ، فلما قام الرجل قلت : يا أمير المؤمنين من هذا الذي أشغلك عنا؟ قال : هذا وصي موسى عليه‌السلام(٣).

١٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن أبي الصخر عن الحسن بن علي قال : دخلت أنا ورجل من أصحابي(٤) على علي بن عيسى بن عبدالله أبي طاهر العلوي قال أبوالصخر : فأظنه من ولد عمر بن علي ، قال : وكان أبوطاهر في دار الصبيديين نازلا.

قال : فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسح ، فسلمت عليه فرد علينا السلام ثم ابتدأنا فقال : معكم أحد؟ فقلنا : لا ، ثم التفت يمينا وشمالا هل يرى(٥) أحدا ، ثم قال : أخبرني أبي عن جدي أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي بمنى وهو يرمي الجمرات وإن أبا جعفر رمى الجمرات ، قال : فاستتمها ، ثم بقي في يده بعد خمس حصيات فرمى اثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية.

فقال له جدي : جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ماصنعه أحد قط ، رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك : ثلاثة في ناحية واثنتين في ناحية ، قال : نعم إنه إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين الغاصبين (٦) ، ثم يفرق بينهما ههنا لا

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٨٠ و ٨١.

(٢) رث الثوب : بلى.

(٣) بصائر الدرجات : ٨١.

(٤) في المصدر : من أصحابنا.

(٥) في المصدر : لايرى أحدا.

(٦) هكذا في المصدر وفي نسخة من الكتاب ، وفي اخرى : اخرجا الفاسقان الغاصبان.

٣٠٥

يراهما إلا إمام عدل ، فرميت الاول اثنتين والآخر ثلاثة ، لان الآخر أخبث من الاول(١).

١١ ـ كنز : روي بحذف الاسناد عن جابر بن عبدالله رضي‌الله‌عنه قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو خارج من الكوفة فتبعته من ورائه حتى صار(٢) إلى جبانة اليهود ووقف في وسطها ونادى : يايهود ، فأجابوه من جوف القبور : لبيك لبيك مطاع(٣) ، يعنون بذلك ياسيدنا ، فقال : كيف ترون العذاب؟ فقالوا : بعصياننا لك كهارون ، فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة ، ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن ، فوقعت مغشيا على وجهي من هول مارأيت.

فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل من الجوهر وعليه حلل خضر وصفر ووجهه كدارة القمر فقلت : ياسيدي هذا ملك عظيم قال : نعم ياجابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود وسلطاننا أعظم من سلطانه ثم رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد فجعل يخطو خطوات وهو يقول : لا والله لا فعلت ، لا والله لا كان ذلك أبدا.

فقلت : يامولادي لمن تكلم ولمن تخاطب وليس(٤) أرى أحدا؟ فقال : يا جابر كشف لي عن برهوت فرأيت شيبويه(٥) وحبتر وهما يعذبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني : يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضك ونقر بالولاية لك ، فقلت : لا والله لا فعلت ، لا والله لا كان ذلك أبدا ، ثم قرأ هذه الآية : « ولو ردوا

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٨٢.

(٢) في المصدر : حتى اذا صار.

(٣) في المصدر : في المصدر : مطلابح.

(٤) في نسخة : لست.

(٥) في المصدر : ستونة.

٣٠٦

لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون(١) » ياجابر وما من أحد خالف وصي نبي إلا حشر أعمى(٢) يتكبكب في عرصات القيامة(٣).

بيان : الدارة : الهالة ، ولعله عليه‌السلام كنى عن الاول بشيبويه لشيبه وكبره وفي بعض النسخ : سنبويه بالسين المهملة والنون والباء الموحدة من السنبة وهي سوء الخلق وسرحة الغضب فهو بالثاني أنسب ، وحبتر وهو الثعلب بالاول أنسب ، وبالجملة ظاهر أن المراد بهما الاول والثاني وإن لم يعلم سبب التكنية.

ثم اعلم أنا أوردنا أكثر أخبار هذا الباب في باب البرزخ وباب كفر الثلاثة وباب كفر معاوية وأبواب معجزات أمير المؤمنين وسائر الائمة عليهم‌السلام ، وقد مر أن الظاهر أن رؤيتهم في أجسادهم المثالية أو أرواحهم المجسمة ولايبعد أجسادهم الاصلية أيضا ، والايمان الاجمالي في تلك الامور كاف للمتدين المسلم لما ورد عنهم ورد علم تفاصيلها إليهم صلوات الله عليهم.

١٢ ـ وروي الشيخ الجليل الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب القائم للفضل بن شاذان عن ابن طريف عن ابن نباته في حديث طويل يذكر فيه أن أمير المؤمنين عليه‌السلام خرج من الكوفة ومر حتى أتى الغريين فجازه فلحقناه وهو مستلق على الارض بجسده ليس تحته ثوب ، فقال له قنبر : يا أمير المؤمنين ألا أبسط ثوبي تحتك قال : لا ، هل هي إلا تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه.

قال : الاصبغ : فقلت : يا أمير المؤمنين تربة مؤمن فقد عرفناها كانت أو تكون فما مزاحمته في مجلسه؟ فقال : يابن نباته لو كشف لكم لرأيتم (٤) أرواح المؤمنين في هذا الظهر حلقا يتزاورون ويتحدثون ، إن في هذا الظهر روح كل مؤمن وبوادي (٥)

__________________

(١) الانعام : ٢٨.

(٢) في المصدر : مخالف وصى نبى الا حشره الله أعمى.

(٣) كنز الفوائد : ٨٢.

(٤) في المصدر : لالفيتم.

(٥) في المصدر : وفي بوادي.

٣٠٧

برهوت نسمة كل كافر(١).

١٣ ـ ومن الكتاب المذكور للفضل عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن حماد ابن مروان عن زيد الشحام عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أرواح المؤمنين يرون آل محمد في جبال رضوى فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فاذا قام قائمنا بعثهم الله وأقبلوا معه يلبون زمرا فزمرا ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المنتحلون وينجو المقربون(٢).

٨

باب

*(انهم أمان لاهل الارض من العذاب)*

الايات : الانفال « ٨ » : وما كان الله ليعذبهم بهم وأنت فيهم « ٣٣ ».

تفسير : في الآية دلالة على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمانا لاهل الارض من العذاب.

١ ـ فس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : جعل الله النجوم أمانا لاهل السماء ، وجعل أهل بيتي أمانا لاهل الارض(٣).

٢ ـ ما : أبوعمرو عن ابن عقدة عن الحسن بن علي بن بزيع عن إسماعيل بن صبيح عن حباب بن قسطاس عن موسى بن عبيدة عن أياس بن سلمة (٤) عن أبيه (٥) قال :

__________________

(١) المحتضر : ٤.

(٢) المحتضر : ٥.

(٣) تفسير القمي : ٤٤٤.

(٤) في نسخة من المصدر : ابان بن سلمة.

(٥) في المصدر : عن أبيه يرفعه.

٣٠٨

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي(١).

ك : محمد بن عمر الحافظ عن أحمد بن عبدالعزيز عن عبدالرحمان بن صالح عن عبيد الله بن موسى عن عبيدة مثله(٢).

٣ ـ ما : الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن أخي دعبل عن حفص بن غياث عن أبيه عن جابر وأبي موسى الاشعري وابن عباس قالوا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي ، فاذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض(٣).

٤ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : النجوم أمان لاهل السماء ، وأهل بيتي أمان لامتي(٤).

صح : عنه عليه‌السلام مثله(٥).

٥ ـ ك : أبي عن الحميري عن ابن عيسى عن الاهوازي عن فضالة عن داود عن فضيل الرسان قال : كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي عبدالله عليه‌السلام : أخبرنا مافضلكم أهل البيت؟ فكتب إليه أبوعبدالله عليه‌السلام أن الكواكب جعلت في السماء أمانا لاهل السماء فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : جعل أهل بيتي أمانا لامتي ، فاذا ذهب أهل بيتي جاء امتي ما كانوا يوعدون(٦).

٦ ـ ك : محمد بن عمر عن محمد بن السري بن سهل بن عياش عن الحسين بن عبد

__________________

(١) امالي ابن الشيخ : ١٦٣.

(٢) اكمال الدين : ١١٨.

(٣) امالي ابن الشيخ : ٢٤١.

(٤) عيون اخبار الرضا : ١٩٧.

(٥) صحيفة الرضا : ١١.

(٦) اكمال الدين : ١١٨.

٣٠٩

الملك بن هارون بن عنترة عن جده(١) عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لاهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لاهل الارض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض(٢).

يف : أحمد بن حنبل في مسنده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله. ورواه موفق بن أحمد المالكي باسناده إلى علي عليه‌السلام وابن عباس مثله(٣).

مد : عن مسند عبدالله بن أحمد عن أبيه عن محمد بن علي الحضرمي عن يوسف بن يعيش ، عن عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده مثله(٤).

__________________

(١) في نسخة : عن آبائه.

(٢) اكمال الدين : ١١٨.

(٣) الطرائف : ٣٢.

(٤) العمدة : ١٦١.

٣١٠

٩

باب

*(أنهم شفعاء الخلق وأن اياب الخلق اليهم وحسابهم عليهم)*

*(وانه يسأل عن حبهم وولايتهم في يوم القيامة)*

وقد أوردنا أكثر أخبار هذا الباب في كتاب المعاد وأبواب فضائل أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأبواب فضائل الشيعة.

١ ـ قب : الثعلبي في تفسيره عن مجاهد عن ابن عباس ، وأبوالقاسم القشيري في تفسيره عن الحاكم الحافظ عن أبي برزة ، وابن بطة في إبانته باسناده عن أبي سعيد الخدري كلهم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت(١).

٢ ـ أربعين المكي وولاية الطبري فقال له(٢) : فما آية محبكم من بعدكم(٣) فوضع يده على رأس علي عليه‌السلام وهو إلى جانبه فقال : إن حبي من بعدي حب هذا(٤).

٣ ـ منقبة المطهرين عن أبي نعيم فقال عمر : وما آية حبكم يارسول الله؟ قال : حب هذا ، ووضع يده على كتف علي عليه‌السلام وقال : من أحبه فقد أحبنا ومن أبغضه فقد أبغضنا(٥).

٤ ـ ابن عباس : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق لايقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب عليه‌السلام(٦).

__________________

(١) مناقب آل ابي طالب : ٢ ـ ٤.

(٢) أي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٣) في نسخة : من بعدك.

(٤ ـ ٦) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤.

٣١١

٥ ـ جا : الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن الاشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الله عن يحيى بن أبي العلا عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إنه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار مكث عبد في النار سبعون خريفا والخريف سبعون سنة ، ثم إنه يسأل الله عزوجل ويناديه فيقول : يارب أسألك بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني.

فيوحي الل جل جلاله إلى جبرئيل عليه‌السلام : اهبط(١) إلى عبدي فأخرجه ، فيقول جبرئيل : وكيف لي بالهبوط في النار؟ فيقول الله تبارك وتعالى : إني قد أمرتها أن تكون عليك بردا وسلاما ، قال : فيقول : يارب فما علمني بموضعه؟ فيقول : إنه من جب من سجين ، فيهبط جبرئيل إلى النار فيجده معقولا على وجهه فيخرجه فيقف بين يدي الله عزوجل.

فيقول الله تعالى : ياعبدي كم لبثت في النار تناشدني؟ فيقول : يارب ما احصيه فيقول الله عزوجل له : أما وعزتي وجلالي لولا من سألتني بحقهم عندي لاطلت هوانك في النار ، ولكنه حتم على نفسي أن لايسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرته له ، ما كان بيني وبينه ، وقد غفرت لك اليوم ، ثم يؤمر به إلى الجنة(٢).

٦ ـ كش : محمد بن مسعود قال : سمعت علي بن الحسن بن فضال(٣) يقول : عجلان أبوصالح ثقة قال : قال له أبوعبدالله عليه‌السلام : ياعجلان كأني أنظر إليك إلى جنبي والناس يعرضون علي(٤).

٧ ـ أقول : روي البرسي في المشارق عن شريح باسناده عن نافع عن عمر بن

__________________

(١) في المصدر : ان اهبط.

(٢) امالي المفيد : ١٢٨.

(٣) في المصدر : الحسن بن علي بن فضال.

(٤) رجال الكشي : ٢٥٩.

٣١٢

الخطاب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : يا علي أنت نذير امتي وأنت ربيها(١) وأنت صاحب حوضي وأنت ساقيه ، وأنت يا علي ذو قرنيها ، ولك كلا طرفيها ، ولك الآخرة والاولى ، فأنت يوم القيامة الساقي ، والحسن الذآئد ، والحسين الامير(٢) ، وعلي ابن الحسين الفارط ، ومحمد بن علي الناشر ، وجعفر بن محمد السائق ، وموسى بن جعفر المحصي للمحب والمنافق ، وعلي بن موسى مرتب المؤمنين ، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة منازلهم ، وعلي بن محمد خطيب أهل الجنة والحسن بن علي جامعهم حيث بأذن الله لمن يشاء ويرضى(٣).

٨ ـ وعن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : يا علي أنت صاحب الجنان وقاسم النيران(٤) ، ألا وإن مالكا ورضوان يأتياني غدا عن أمر الرحمان ، فيقولان لي : يا محمد هذه مفاتيح الجنة والنار هبة من الله إليك ، فسلمها إلى علي بن أبي طالب فأدفعها إليك ، فمفاتيح الجنة والنار يومئذ بيدك تفعل بها ماتشاء(٥).

٩ ـ وروي المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إذا كان علي عليه‌السلام يدخل الجنة محبه والنار عدوه فأين مالك ورضوان إذا؟ فقال : يا مفضل أليس الخلائق كلهم يوم القيامة بأمر محمد؟ قلت : بلى ، قال : فعلي عليه‌السلام يوم القيامة قسيم الجنة والنار بأمر محمد ، ومالك ورضوان أمرهما إليه ، خذها يا مفضل فانها من مكنون العلم ومخزونه(٦).

١٠ ـ وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : إذا كان يوم القيامة ولينا أمر شيعتنا

__________________

(١) ربى وربانى : المصلح والسيد والمالك. والرباني أيضا : المتأله العارف بالله ، والذي يربى الناس بعلمه. وفي المصدر : وأنت هاديها.

(٢) في المصدر : والحسين الامر.

(٣) مشارق الانوار : ٤٣ و ٢٤٤.

(٤) في المصدر : وقسيم النيران.

(٥ و ٦) مشارق الانوار : ٢٤٥.

٣١٣

فما كان عليهم لله فهو لنا ، وما كان لنا فهو لهم ، وما كان للناس فهو علينا(١).

١١ ـ وفي رواية ابن جميل : ما كان عليهم لله فهو لنا ، وما كان للناس استوهبناه وما كان لنا فنحن أحق من عفا عن محبيه(٢).

١٢ ـ وفي رواية إن رجلا من المنافقين قال لابي الحسن الثاني عليه‌السلام : إن من شيعتكم قوما يشربون الخمر على الطريق ، فقال : الحمد لله الذي جعلهم على الطريق فلا يزيغون عنه.

واعترضه آخر فقال : إن من شيعتك من يشرب النبيذ فقال عليه‌السلام : قد كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يشربون النبيذ ، فقال الرجل : ما أعني ماء العسل وإنما أعني الخمر.

قال : فعرق وجهه ، ثم قال : الله أكرم من أن يجمع في قلب المؤمن بين رسيس(٣) الخمر وحبنا أهل البيت ، ثم صبر هنيئة وقال : فان فعلها المنكوب منهم فانه يجد ربا رؤوفا ونبيا عطوفا وإماما له على الحوض عروفا وسادة له بالشفاعة وقوفا ، وتجد أنت روحك في برهوت ملوفا(٤).

بيان : رسيس الحب والحمى : ابتداؤهما ، ولعل المراد هنا ابتداء شربها فكيف إدمانها ، وفي بعض النسخ : بالدال ، وهو نت الابط ، فالمراد هنا مطلق النتن ، ويقال : نكبه الدهر ، أي بلغ منه أو أصابه بنكبة. قوله : عروفا ، أي يعرف محبه من مبغضه. وقال الفيروزآبادي : لفت الطعام لوفا : أكلته أو مضغته ، وكلا ملوف : غسله المطر انتهى. أي مأكولا أكلتك النار ، وفي بعض النسخ ملهوفا.

١٣ ـ وقال الكراجكي في كنز الفوآئد في بيان معتقد الامامية : يجب أن يعتقد أن أنبياء الله تعالى وحججه عليهم‌السلام هم في القيامة المتولون للحساب باذن الله تعالى ، وأن حجة أهل كل زمان يتولى أمر رعيته الذين كانوا في وقته.

__________________

(١ و ٢ و ٤) مشارق الانوار : ٢٤٦.

(٣) في المصدر : دسيس الخمر.

٣١٤

وإن سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة الاثني عشرمن بعده عليهم‌السلام هم أصحاب الاعراف الذين لايدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولايدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحاسب أهل وقته وعصره ، وكذلك كل إمام بعده ، وأن المهدي صلوات الله عليه هو المواقف لاهل زمانه ، والمسائل للذين في وقته(١).

١٣ ـ المناقب لمحمد بن أحمد بن شاذان باسناده عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه قال : نظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : هذا خير الاولين والآخرين من أهل السماوات والارضين ، هذا سيد الوصيين(٢) وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنة قد أضاءت القيامة من ضوئها(٣) وعلى رأسه تاج مرصع بالزبرجد والياقوت فتقول الملائكة : هذا ملك مقرب ، ويقول النبيون : هذا نبي مرسل(٤) ، فينادي مناد من بطنان العرش : هذا الصديق الاكبر هذا وصي حبيب الله(٥) ، هذا علي بن أبي طالب ، فيقف على متن(٦) جهنم فيخرج منها من يحب ويدخل فيها من يبغض ، و (٧) يأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه الجنة بغير حساب(٨).

__________________

(١) كنز الفوائد.

(٢) في المصدر : هذا سيد الوصيين وسيد الصديقين.

(٣) في المحتضر : وقد أضاءت القيامة من نور وجهه.

(٤) في المحتضر : فتقول الملائكة : هذا نبى مرسل ويقول النبيون : هذا ملك مقرب.

(٥) في المحتضر : هذا وصى رسول الله.

(٦) في المصدر : على شفير.

(٧) في المحتضر : ثم يأتى.

(٨) ايضاح دفائن النواصب : ٣٦ و ٣٧.

٣١٥

ورواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب السيد حسن بن كبش مثله(١).

١٤ ـ ومنه رفعه إلى جابر عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : إذا كان يوم القيامة وجمع الله الاولين والآخرين لفصل الخطاب دعا(٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودعا(٣) أمير المؤمنين عليه‌السلام فيكسى رسول الله (ص) حلة خضراء تضيئ مابين المشرق والمغرب ، و يكسى علي عليه‌السلام مثلها ويكسى رسول الله (ص) حلة وردية تضيئ مابين المشرق و المغرب ، ويكسى علي عليه‌السلام مثلها ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة وندخل أهل النار النار.

ثم يدعى بالنبيين عليهم‌السلام فيقامون صفين عند عرش الله عزوجل حتى نفرغ من حساب الناس ، فاذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث الله تبارك وتعالى عليا فأنزلهم منازلهم في الجنة وزوجهم فعلي(٤) والله الذي يزوج أهل الجنة في الجنة وما ذلك إلى أحد(٥) غيره كرامة من الله عز ذكره له ، وفضلا فضله به ومن به عليه.

وهو والله يدخل أهل النار النار ، وهو الذي يغلق على أهل الجنة إذا دخلوا فيها أبوابها ، ويغلق على أهل النار إذا دخلوا فيها أبوابها ، لان أبواب الجنة إليه وأبواب النار إليه(٦).

__________________

(١) المحتضر : ١٥١ فيه : ويدخل فيها من يشاء.

(٢) في المصدر : فيدعو.

(٣) في المصدر : ويدعو أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم يكسى رسول الله.

(٤) في المصدر : عليا إلى الجنة فانزلهم منازلهم فيها وزوجهم بالحور فعلى هو والله.

(٥) في المصدر : وما ذلك لاحد.

(٦) المحتضر : ١٥٥.

٣١٦

١٥ ـ ومنه مرفوعا إلى سماعة قال : قال لي أبوالحسن عليه‌السلام : إذاكان لك يا سماعة عند الله حاجة فقل : « اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فان لهما عندك شأنا من الشأن وقدرا من القدر فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد و آل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا » فانه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان إلا وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم(١).

__________________

(١) المحتضر : ١٥٦ و ١٥٧.

٣١٧

أبواب

*(الاحتجاجات والدلائل في الامامة)*

١

باب

*(نوادر الاحتجاج في الامامة منهم ومن أصحابهم عليهم‌السلام)*

١ ـ ن : الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي قال : يحكى للرضا(١) عليه‌السلام خبر مختلف الالفاظ لم تقع لي روايته باسناد أعمل عليه ، وقد اختلف ألفاظ من رواه إلا أني سآتي به وبمعانيه وإن اختلفت ألفاظه ، كان المأمون في باطنه يحب سقطات(٢) الرضا عليه‌السلام وأن يعلوه المحتج وإن أظهر غير ذلك ، فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون فدس إليهم أن ناظروه في الامامة ، فقال لهم الرضا عليه‌السلام : اقتصروا على واحد منكم يلزمكم مالزمه.

فرضوا برجل يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي ولم يكن بخراسان مثله فقال(٣) الرضا عليه‌السلام : يا يحيى سل ماشئت ، فقال : نتكلم في الامامة ، كيف ادعيت لمن لم يؤم وتركت من أم ووقع الرضا به؟ فقال له : يايحيى أخبرني عمن صدق كاذبا على نفسه أو كذب صادقا عن نفسه ، أيكون محقا مصيبا أم مبطلا مخطئا؟ فسكت يحيى.

__________________

(١) في المصدر : عن الرضا عليه‌السلام.

(٢) أى زلاته.

(٣) في المصدر : فقال له الرضا عليه‌السلام.

٣١٨

فقال له المأمون : أجبه ، فقال : يعفيني أمير المؤمنين من جوابه ، فقال المأمون : يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة ، فقال : لابد ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا ، فان زعموا أنهم كذبوا فلا إمامة لكذاب ، وإن زعم أنهم صدقوا فقد قال أولهم : « وليتكم ولست بخيركم » وقال تاليه : كانت بيعة أبي بكر فلتة فمن عاد لمثلها فاقتلوه ، فوالله ما أرضى(١) لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لاتقع إلا بنعوت منها العلم ومنها الجهاد ومنها سائر الفضائل وليست فيه ، ومن كانت بيعته فلتة يجب القتل على من فعل مثلها ، كيف يقبل عهده إلى غيره ، وهذا صورته؟ ثم يقول على المنبر : « إن لي شيطانا يعتريني فاذا مال بي فقوموني وإذا أخطأت فأرشدوني » فليسوا أئمة بقولهم إن كانوا صدقوا وكذبوا(٢) فما عند يحيى في هذا(٣) فعجب المأمون من كلامه عليه‌السلام وقال : يا أبا الحسن مافي الارض من يحسن هذا سواك(٤).

قب : جمع المأمون المتكلمين على رجل من ولد الصادق عليه‌السلام فاختاروا يحيى بن الضحاك المسرقندي وساق الخبر مثل ما مر(٥).

٢ ـ ج : عن عبدالله بن الصامت قال : رأيت أبا ذر آخذا بحلقة باب الكعبة مقبلا بوجهه على الناس وهو يقول : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فسانبئه باسمي ، فأنا جندب بن السكن بن عبدالله ، أنا أبوذر الغفاري ، أنا رابع أربعة ممن أسلم مع رسول الله (ص) سمعت رسول الله (ص) يقول وذكر الحديث بطوله إلى قوله : ـ

ألا أيتها الامة المتحيرة بعد نبيها ، لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر

__________________

(١) في نسخة وفي المصدر : ( مارضى ) وعليه قوله : فوالله الخ من كلام الامام.

(٢) في نسخة : ان صدقوا وان كذبوا.

(٣) في المصدر : فما عند يحيى في هذا جواب.

(٤) عيون اخبار الرضا : ٣٤٥ و ٣٤٦.

(٥) مناقب آل ابي طالب ٣ : ٤٦١ و ٤٦٢.

٣١٩

الله وجعلتم الولاية حيث جعلها الله لما عال ولي الله ، ولما ضاع فرض من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم من أحكام الله ، ألا أن كان علم ذلك عند أهل بيت نبيكم فذوقوا وبال ماكسبتم؟ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون(١).

٣ ـ فر : محمد بن علي بن زكريا الدهقان معنعنا عن عبيد بن وائل قال : رأيت أبا ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه بالموسم وقد أقبل بوجهه على الناس وهو يقول : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب ابن السكن أبوذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول كما قال الله تعالى : « إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم » فمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من نوح ، والآل من إبراهيم ، والصفوة والسلالة من إسماعيل والعترة الهادية من محمد عليهم الصلاة والسلام والتحية والاكرام به شرف شريفهم وبه استوجبوا الفضل على قومهم.

فأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فينا كالسماء المرفوعة والارض المبسوطة والجبال المنصوبة والكعبة المستورة والشمس المشرقة والقمر الساري والنجوم الهادية و الشجرة الزيتونة ، أضاء زيتها ، وبورك في زندها(٢) عليهم‌السلام ، ومنهم(٣) وصي محمد (ص) في علمه ومعدن العلم بتأويله وقائد الغر المحجلين والصديق الاكبر علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ألا أيتها الامة المتحيرة بعد نبيها ، أم والله (٤) لو قدمتم من قدم الله ورسوله وأخرتم من أخر الله ورسوله ما عال ولي الله ، ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا تنازعت هذه الامة في شئ بعد نبيها ، ألا وعلم ذلك عند أهل بيت نبيكم ، فذوقوا وبال ماكسبتم

__________________

(١) احتجاج الطبرسي : ٨٤.

(٢) في نسخة : في زبدها.

(٣) في المصدر : وان منهم.

(٤) في المصدر : اما والله.

٣٢٠