بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وسحقا ، فقيل : يا أمير المؤمنين وما هذه البطيخة فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبت ، فما قبل الميثاق كان عذبا طيبا ومالم يقبل الميثاق كان مالحا زعاقا(١).

٤ ـ حة : رأيت في كتاب عن حسن بن الحسين بن طحال المقدادي قال : روى الخلف عن السلف عن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال لعلي عليه‌السلام : يا علي إن الله عزوجل عرض مودتنا أهل البيت على السماوات والارض فأول من اجاب منها السماء السابعة فزينها بالعرش والكرسي ثم السماء الرابعة فزينها(٢) بالبيت المعمور ثم السماء الدنيا فزينها(٣) بالنجوم ، ثم أرض الحجاز فشرفها بالبيت الحرام ، ثم أرض الشام فزينها ببيت المقدس ، ثم أرض طيبة فشرفها بقبري ، ثم أرض كوفان فشرفها بقبرك يا علي ، فقال له : يارسول الله أقبري بكوفان العراق؟ فقال : نعم يا علي تقبر بظاهرها قتلا بين الغريين والذكوات البيض ، يقتلك شقي هذه الامة عبدالرحمان بن ملجم ، فو الذي بعثني بالحق نبيا ما عاقر ناقة صالح عند الله بأعظم عقابا منه ، يا علي ينصرك من العراق مائة ألف سيف(٤).

٥ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد عن أبيه عن جده عن أبي أحمد بن جعفر البيهقي عن علي بن المديني عن الفضل بن حباب عن مسدد عن أبي معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : كنت أنا وأبوذر وبلال نسير ذات يوم مع علي بن أبي طالب ، فنظر علي إلى بطيخ فحل درهما ودفعه إلى بلال فقال : ايتني بهذا الدرهم من هذا البطيخ ، ومضى علي إلى منزله ، فما شعرنا إلا وبلال قد وافى (٥) بالبطيخ فأخذ علي بطخية فقطعها فاذا هي مرة ، فقال : يابلال ابعد بهذا البطيخ عني ، واقبل

__________________

(١) علل الشرائع : ١٥٩.

(٢ و ٣) في نسخة : فشرفها.

(٤) فرحة الغرى : ١٨.

(٥) في المصدر : قد وافانا.

٢٨١

علي حتى احدثك بحديث حدثني به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويده على منكبي ، إن الله(١) تبارك وتعالى طرح حبي على الحجر والمدر والبحار والجبال والشجر ، فما أجاب إلى حبي عذب(٢) ، ومالم يجب إلى حبي خبث ومر ، وإني لاظن أن هذا البطيخ مما لم يجب إلى حبي(٣).

٦ ـ ختص : عن عمران اليشكري عن أبي حفص المدلجي عن شريف بن ربيعة عن قنبر مولى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : كنت عند أمير المؤمنين عليه‌السلام إذ دخل رجل فقال : يا أمير المؤمنين أنا أشتهي بطيخا ، قال : فأمرني أمير المؤمنين بشرآء فوجهت بدرهم فجاؤونا بثلاث بطيخات ، فقطعت واحدا فاذا هو مر ، فقلت : مر يا أمير المؤمنين ، فقال : ارم به(٤) ، من النار وإلى النار ، قال : وقطعت الثاني فاذا هو حامض فقلت : حامض يا أمير المؤمنين ، فقال : ارم به(٥) ، من النار إلى النار ، قال : فقطعت الثالثة فاذا مدودة فقلت : مدودة(٦) يا أمير المؤمنين ، قال : ارم به ، من النار إلى النار.

قال : ثم وجهت بدرهم آخر فجاؤونا بثلاث بطيخات فوثبت على قدمي فقلت : اعفني يا أمير المؤمنين عن قطعه كأنه تأثم بقطعه(٧) فقال له أمير المؤمنين : اجلس ياقنبر فانها مأمورة ، فجلست فقطعت فاذا هو حلو ، فقلت : حلو (٨) يا أمير المؤمنين فقال : كل وأطعمنا ، فأكلت ضلعا وأطعمته ضلعا وأطعمت الجليس ضلعا.

__________________

(١) في المصدر : قال : ان الله.

(٢) في المصدر : عذب وطاب.

(٣) بشارة المصطفى : ٢٠٥.

(٤) في نسخة : ( واحدة فاذا هي مرة فقلت : مرة ) وفيه : ارم بها.

(٥) في نسخة : ( الثانية فاذا هى حامضة فقلت : حامضة ) وفيه : ارم بها.

(٦) في نسخة : الثالث فاذا مدود فقلت : مدود.

(٧) في المصدر : تأشم بقطعه.

(٨) في نسخة : حلوة.

٢٨٢

فالتفت ألي أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : ياقنبر إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الارض من الجن والانس والثمر وغير ذلك فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب ، ومالم يقبل منه خبث وردي ونتن(١).

بيان : التأثم : الكف عن الاثم ، وكأنه خاف أن يخرج أيضا مرا فينسب الاثم في ذلك إليه ، أو تحرز عن الاسراف ، وإن كان ينافي علو شأنه ، فعلى الاول مأمورة ، أي بكونها حلوة ، أو قابلة لامر الميثاق ، وعلى الثاني المعنى أنها كثيرة كثيرة النتاج ولا إسراف فيه ، وفي الحديث : مهرة مأمورة أي كثيرة النتاج والنسل.

٧ ـ مد : من مناقب ابن المغازلي باسناده عن الاعمش قال : دخلت على المنصور وهو جالس للمظالم فلما بصر بي قال : يابا سليمان حدثني الصادق عن الباقر عن السجاد عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن النبي (ص) قال : أتاني جبرئيل عليه‌السلام فقال : تختموا بالعقيق فانه أول حجر أقر لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولعلي ولولده بالولاية(٢).

بيان : أقول : هذه الاخبار وأمثالها من المتشابهات التي لايعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم ، ولابد في مثلها من التسليم ورد تأويلها إليهم عليهم‌السلام ، ويمكن أن يقال : لعل الله تعالى أعطاها شعورا وكلفها بالولاية ثم سلبه عنها ، ويخطر بالبال أنه يحتمل أن تكون استعارة تمثيلية لبيان حسن بعض الاشياء وشرافتها وقبح بعض الاشياء وردائتها ، فان للاشياء الحسنة والشريفة من جميع الاجناس والانواع مناسبة من جهة حسنها ، وللاشياء القبيحة والرذيلة مناسبة من جهة قبحها ، فكل ماله جهة شرافة وفضيلة وحسن فهي منسوبة إلى أشرف الاشارف : محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم ، فكأنه أخذ ميثاق ولايتهم عنها وقبلتها.

__________________

(١) الاختصاص : ٢٤٩.

(٢) العمدة : ١٩٧ وفيه : ( اتاني جبرئيل آنفا ) وفيه : وعلى بالوصية ولولده. بالامامة ولشيعته بالجنة.

٢٨٣

أو المراد أنها لو كانت لها مدركة لكانت تقبلها ، وكذا كل ماله جهة رذالة وخباثة وقبح فهي بأجمعها منسوبة إلى أخبث الاخابث أعداء أهل البيت عليهم‌السلام ومبائنة لهم عليهم‌السلام ، فكأنه أخذ ميثاقهم عنها فأبت وأخذ ميثاق أعدائهم عنها فقبلت ، أو المعنى أنها لو كانت ذوات شعور وأخذ ميثاقهم عنها لكانت تأبى وأخذ ميثاق أعدائهم عنها لكانت تقبل.

٨ ـ وروي الشيخ حسن بن سليمان من مناقب الخوارزمي عن جابر الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلنا هما ، ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا ، والشقي من شقي بنا ، نحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه(١).

__________________

(١) المحتضر : ٩٧ و ١٠٥ و ١٠٦.

٢٨٤

أبواب

*(مايتعلق بوفاتهم من أحوالهم عليهم‌السلام عند)*

*(ذلك وقبله وبعده ، وأحوال من بعدهم)*

١

باب

*(أنهم يعلمون متى يموتون وأنه لايقع ذلك الا باختيارهم)*

١ ـ خص ، ير : أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود عن بعض أصحابنا قال : قلت للرضا عليه‌السلام : الامام يعلم إذا مات؟ قال : نعم يعلم بالتعليم حتى يتقدم في الامر قلت : علم أبوالحسن عليه‌السلام بالرطب والريحان المسمومين اللذين بعث إليه يحيى بن خالد؟ قال : نعم ، قلت : فأكله وهو يعلم؟ قال : أنساه لينفذ فيه الحكم(١).

٢ ـ خص ، ير : أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود(٢) قال : قلت : الامام يعلم متى يموت؟ قال : نعم ، فقلت : حيث(٣) ما بعث إليه يحيى بن خالد رطب وريحان مسمومين(٤) علم به؟ قال : نعم ، قلت : فأكله وهو يعلم فيكون معينا على نفسه؟

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٦ فيه : ( بعث بهما اليه ) بصائر الدرجات : ١٤٢.

(٢) في المختصر : احمد بن محمد بن عيسى وابراهيم بن هاشم عن ابراهيم بن أبى محمود قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام.

(٣) في المختصر : فابوك حيث.

(٤) في المختصر : بالرطب والريحان المسمومين.

٢٨٥

فقال : لا ، يعلم(١) قبل ذلك ليتقدم فيما يحتاج إليه فاذا جاء الوقت ألقى الله على قلبه النسيان ليقضي فيه الحكم(٢).

٣ ـ ير : عبدالله بن محمد عن علي بن مهزيار عن ابن مسافر قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام في العشية التي اعتل فيها من ليلتها العلة التي توفى فيها : يا عبدالله ما أرسل الله نبيا من أنبيائه إلى أحد حتى يأخذ عليه ثلاث أشياء ، قلت : وأي شئ هو ياسيدي؟ قال : الاقرار لله بالعبودية والوحدانية ، وأن الله يقدم مايشاء ، ونحن قوم أو نحن معشر(٣) إذا لم يرض الله لاحدنا الدنيا نقلنا إليه(٤).

٤ ـ ير : سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبدالله بن محمد بن القاسم بن الحارث البطل عن أبي بصير أو عمن روي عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الامام لو لم يعلم مايصيبه وإلى مايصير فليس ذلك بحجة الله على خلقه(٥).

٥ ـ ير : محمد بن عيسى عن السائي قال : دخلت عليه وهو شديد العلة فيرفع(٦) رأسه من المخدة ثم يضرب بها رأسه ويزبد ، (٧) قال : فقال لي : صاحبكم أبوفلان قال : فقلت : جعلت فداك نخاف أن يكون هؤلاء اغتالوك عند مارأوك من شدة عليك قال : فقال : ليس علي بأس ، فبرأ الحمد لله رب العالمين(٨).

بيان : السائي هو علي بن سويد وهو من أصحاب الكاظم والرضا عليهما‌السلام ، وكأن ضمير عليه راجع إلى الاول ، وأبوفلان كناية عن أبي الحسن يعني الرضا عليه‌السلام. و

__________________

(١) في المختصر : لا ، انه يعلم.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٧ فيه : ( ليمضى فيه الحكم ) بصائر الدرجات : ١٤٢.

(٣) الترديد من الراوى.

(٤ و ٥) بصائر الدرجات : ١٤٢.

(٦) في المصدر : فرفع.

(٧) أزبد البحر أو القدر أو الفم : أخرج الزبد وقذف به.

(٨) بصائر الدرجات : ١٤٢.

٢٨٦

الاغتيال : القتل بالحيلة ، والمراد هنا سقي السم.

٦ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن عمر بن مسلم صاحب الهروي عن سدير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن أبي مرض مرضا شديدا حتى خفنا عليه ، فبكى بعض أهله عند رأسه فنظر إليه فقال : إني لست بميت من وجعي هذا ، إنه أتاني اثنان فأخبراني أني لست بميت من وجعي هذا.

قال : فبرأ ومكث ما شاء الله أن يمكث فبينا هو صحيح ليس به بأس قال : يابني إن اللذين أتيانى من وجعي ذلك أتياني فأخبراني أني ميت يوم كذا وكذا ، قال : فمات في ذلك اليوم(١).

إقول : سيأتي أكثر الاخبار في ذلك أبواب وفاتهم عليهم‌السلام إنشاء الله تعالى.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٤١ و ١٤٢.

٢٨٧

٢

باب

*(ان الامام لايغسله ولايدفنه الا امام ، وبعض)*

*(أحوال وفاتهم عليهم‌السلام)*

أقول:سيأتي في أخبار شهادة موسى بن جعفر عليه‌السلام أن الرضا عليه‌السلام حضر بغداد وغسله وكفنه ودفنه صلى الله عليهما.

وفي خبر أبي الصلت الهروي في باب شهادة الرضا عليه‌السلام أنه حضر الجواد عليه‌السلام لغسله وكفنه والصلاة عليه.

وكذا في خبر هرثمة بن أعين وفيه أنه قال الرضا عليه‌السلام لهرثمة : فانه سيشرف عليك المأمون ويقول لك : يا هرثمة أليس زعمتم أن الامام لايغسله إلا إمام مثله؟ فمن يغسل أبا الحسن علي بن موسى ، وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟ فاذا قال ذلك : فأجبه ، وقل له : إنا نقول : إن الامام يجب أن يغسله الامام ، فان تعدى متعد فغسل الامام لم تبطل إمامة الامام لتعدي غاسله ولا بطلت إمامة الامام الذي بعده بأن غلب على غسل أبيه ، ولو ترك أبا الحسن علي بن موسى بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهرا مكشوفا ولا يغسله الآن أيضا إلا وهو من حيث يخفى.

١ ـ خص : معاوية بن حكيم عن إبراهيم بن أبي سمال (١) قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام : إنا قد روينا عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن الامام لايغسله إلا الامام وقد بغلنا هذا الحديث ، فما تقول فيه؟ فكتب إلي : إن الذي بلغك هو الحق ، قال : فدخلت عليه بعد ذلك فقلت له : أبوك من غسله؟ ومن وليه؟ فقال : لعل الذين حضروه أفضل من الذين تخلفوا عنه ، قلت : ومن هم؟ قال : حضروه الذين حضروا

__________________

(١) في المصدر : سماك. بالكاف.

٢٨٨

يوسف عليه‌السلام ملائكة الله ورحمته(١).

٢ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن يونس بن طلحة(٢) قال : قلت للرضاعليه‌السلام : إن الامام لايغسله إلا الامام ، فقال : أما تدرون من حضر يغسله(٣) قد حضره خير ممن غاب عنه : الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه وأهل بيته(٤).

بيان : لعل الخبرين محمولان على التقية إمامن أهل السنة أو من نواقص العقول من الشيعة ، مع أن كلا منهما صحيح في نفسه إذ الرحمة في الخبر الاول إشارة إلى الامام ، وفي الخبر الثاني لم ينف صريحا حضور الامام ، وحضور الملائكة لاينافي حضوره ، وسيأتي في باب تاريخ موسى عليه‌السلام أخبار كثيرة دالة على حضور الرضا عليه‌السلام عند الغسل.

٣ ـ ير : أحمد بن محمد وأحمد بن إسحاق عن القاسم بن يحيى عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما قبض رسول الله (ص) هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر قال : ففتح لامير المؤمنين بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الارض يغسلون النبي معه ويصلون معه عليه ويحفرون له ، والله ماحفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه ، فتكلم وفتح لامير المؤمنين عليه‌السلام سمعه فسمعه يوصيهم به فبكا وسمعهم يقولون : لانألوه جهدا ، و إنما هو صاحبنا بعدك إلا أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه ، حتى إذا مات أمير المؤمنين عليه‌السلام رأى الحسن والحسين مثل ذلك الذي رأى ورأيا النبي (ص) أيضا

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ١٣.

(٢) في المصدر : عن يونس عن طلحة.

(٣) في نسخة : ( لعله ) وهو الموجود في المصدر.

(٤) اصول الكافي ١ : ٤٨٥.

٢٨٩

يعين الملائكة مثل الذي صنعوا بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك ، ورأى النبي وعليا يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك ، ورأى النبي وعليا والحسن يعينون الملائكة ، حتى إذا مات علي بن الحسين رأى محمد بن علي مثل ذلك ورأى النبي وعليا والحسن والحسين يعينون الملائكة ، حتى إذا مات محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك ورأى النبي وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسين يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر رأى موسى منه مثل ذلك هكذا يجري إلى آخرنا(١).

بيان : لعل آخر الخبر من كلام الراوي أو الامام عليه‌السلام على الالتفات(٢) أو المروي عنه غير الصادق عليه‌السلام فصحف النساخ.

٤ ـ قب : أبوبصير قال الصادق عليه‌السلام : فيما أوصاني به أبي عليه‌السلام أن قال : يابني إذا أنا مت فلا يغسلني أحد غيرك ، فان الامام لايغسله إلا إمام(٣).

٥ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال أو غيره عن الرضا عليه‌السلام قال : قلت له إنهم يحاجونا يقولون : إن الامام لايغسله إلا الامام ، قال : فقال : مايدريهم من غسله؟ فما قلت لهم؟ قال : قلت : جعلت فداك قلت لهم : إن قال : مولاي : إنه غسله تحت عرش ربي فقد صدق ، وإن قال غسله في تخوم الارض فقد صدق ، قال : لا هكذا ، فقلت : فما أقول لهم؟ قال : قل لهم : إني غسلته ، فقلت : أقول لهم : إنك غسلته(٤).

٦ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن أبي معمر قال : سألت

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٦١ و ٦٢.

(٢) وكان الحديث هكذا : ( حتى اذا يموت جعفر يرى موسى منه مثل ذلك ) فصحف.

(٣) مناقب آل أبي طالب.

(٤) اصول الكافي ١ : ٣٨٤ و ٣٨٥ زاد في آخر : فقال : نعم.

٢٩٠

الرضا عليه‌السلام عن الامام يغسله الامام؟ قال : سنة موسى بن عمران عليه‌السلام(١).

بيان : لعله أيضا محمول على المصلحة ، فان الظاهر من الاخبار أن موسى عليه‌السلام غسلته الملائكة ، والمراد أنه كما غسل موسى المعصوم لايغسل الامام إلا معصوم ، مع أنه يحتمل أن يكون حضر يوشع لغسله عليهما‌السلام.

٧ ـ كا : العدة عن ابن عيسى عن البزنطي عن عبدالرحمان بن سالم عن المفضل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : من غسل فاطمة؟ قال : ذاك أمير المؤمنين ، فكأني استعظمت ذلك من قوله ، فقال : كأنك ضقت بما أخبرتك به؟ قال : فقلت : قد كان ذلك جعلت فداك ، قال : فقال : لاتضيقن فانها صديقة ولم يكن يغسلها إلا صديق أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى عليهما‌السلام(٢).

٣

باب

*(ان الامام متى يعلم أنه امام)*

١ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : أخبرني عن الامام متى يعلم أنه إمام ، حين يبلغه أن صاحبه قد مضى أو حين يمضي؟ مثل أبي الحسن عليه‌السلام قبض ببغداد وأنت ههنا ، قال : يعلم ذلك حين يمضي صاحبه ، قلت : بأي شئ يعلم؟ قال : يلهمه الله ذلك(٣).

٢ ـ ير : محمد بن عيسى عن قارن عن رجل كان رضيع (٤) أبي جعفر عليه‌السلام قال : بينا أبوالحسن جالس مع مؤدب له يكنى أبا زكريا ، وأبوجعفر عندنا أنه ببغداد

__________________

(١) اصول الكافي ١ : ٣٨٥.

(٢) اصول الكافي ١ : ٤٥٩.

(٣) بصائر الدرجات : ١٣٨.

(٤) الرضيع : اخوك من الرضاعة؟

٢٩١

وأبوالحسن يقرأ من اللوح(١) على مؤدبه ، إذ بكى بكاء شديدا سأله المؤدب ما بكاؤك ، فلم يجبه ، وقال : ائذن لي بالدخول ، فأذن له فارتفع الصياح والبكاء من منزله ، ثم خرج إلينا فسألناه عن البكاء فقال : إن أبي قد توفي الساعة ، فقلنا : بما علمت؟ قال : قد دخلني من إجلال الله مالم أكن أعرفه قبل ذلك ، فعلمت أنه قد مضى فتعرفنا ذلك الوقت من اليوم والشهر فاذا هو قد مضى في ذلك الوقت ، صلوات الله عليه(٢).

٣ ـ ير : محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن معاوية بن حكيم عن أبي الفضل الشيباني عن هارون بن الفضل قال : رأيت أبا الحسن عليه‌السلام في اليوم الذي توفي فيه أبوجعفر عليه‌السلام فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى أبوجعفر ، فقيل له : وكيف عرفت ذلك ، قال : تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها(٣).

ير : محمد بن عيسى عن أبي الفضل مثله(٤).

٤ ـ ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن أحمد بن عمر قال : سمعته يقول : يعني أبا الحسن الرضا عليه‌السلام إني طلقت ام فروة بنت إسحاق في رجب بعد موت أبي بيوم ، قلت له : جعلت فداك طلقتها وقد علمت بموت أبي الحسن؟ قال : نعم(٥).

٥ ـ ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : إنهم رووا عنك في موت أبي الحسن أن رجلا قال لك(٦) علمت ذلك بقول سعيد ، فقال : جاءني سعيد بما قد كنت علمته قبل مجيئه(٧).

__________________

(١) في نسخة : في اللوح.

(٢ و ٣) بصائر الدرجات : ١٣٨.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣٨ فيه : لانه تداخلنى.

(٥) بصائر الدرجات : ١٣٨.

(٦) في نسخة : ( قال له ) وهو الموجود في المصدر.

(٧) بصائر الدرجات : ١٣٨.

٢٩٢

٦ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء ، قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : إنهم رووا عنك في موت أبي الحسن عليه‌السلام أن رجلا قال لك : علمت ذلك بقول سعيد فقال : جاء سعيد بعد ما علمت به قبل مجيئه قال : وسمعته يقول : طلقت ام فروة بنت إسحاق في رجب بعد موت أبي الحسن عليه‌السلام بيوم ، قلت : طلقتها وقد علمت بموت أبي الحسن عليه‌السلام؟ قال : نعم ، قلت : قبل أن يقدم عليك سعيد؟ قال : نعم(١).

بيان:الظاهر أن ام فروة كانت من نساء الكاظم عليه‌السلام وكان الرضا عليه‌السلام وكيلا في تطليقها ، فطلاقها بعد العلم بالموت إما مبني على أن العلم الذي هو مناط الحكم الشرعي هو العلم الحاصل من الاسباب الظاهرة لاما يحصل بالالهام ونحوه ، أو علم أن هذا من خصائصهم عليهم‌السلام كما طلق أمير المؤمنين عليه‌السلام عائشة لتخرج من عداد امهات المؤمنين ، ولعل قبل الطلاق لم تحل لهن الازواج.

ويحتمل أن يكون المراد بالتطليق المعنى اللغوي ، أو يكون الطلاق ظاهرا للمصلحة لعدم التشنيع في تزويجها بعد انقضاء عدة الوفاة من يوم الفوت بأن يكون عليه‌السلام كان أخبرها بالموت عند وقوعه ، ومن المعاصرين من قرأها : « اطلعت » بالعين المهملة بمعنى أطلعتها ، أي أعلمتها بموته عليه‌السلام ، ولا يخفى مافيه.

__________________

(١) اصول الكافي ١ : ٣٨١

٢٩٣

٤

باب

*(الوقت الذى يعرف الامام الاخير ماعند الاول)*

١ ـ ير : ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن الحكم بن مسكين عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا : سمعنا أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : يعرف الامام الذي بعده علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه(١).

٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي ، عن ابن أسباط عن الحكم بن مسكين عن بعض أصحابه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : متى يعرف الآخر ماعند الاول؟ قال : في آخر دقيقة تبقى من روحه(٢).

٣ ـ ير : ابن يزيد عن ابن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : الامام متى يعرف إمامته وينتهي الامر إليه؟ قال : في آخر دقيقة من حياة الاول(٣).

__________________

(١ ـ ٣) بصائر الدرجات : ١٤١.

٢٩٤

٥

باب

*(مايجب على الناس عند موت الامام)*

١ ـ ع : أبي عن الحميري عن ابن عيسى عن محمد البرقي والحسين بن سعيد جميعا عن النضر عن يحيى الحلبي عن بريد عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أصلحك الله بلغنا شكواك فأشفقنا فلو أعلمتنا أو علمنا من بعدك ، فقال : إن عليا عليه‌السلام كان عالما والعلم يتوارث ولايهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله ، قلت : أفيسع الناس إذا مات العالم أن لايعرفوا الذي بعده؟

فقال : أما أهل هذه البلدة فلا ، يعني المدينة ، وأما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ، إن الله عزوجل يقول : « فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلم يحذرون » قال : قلت : أرأيت من مات في طلب ذلك؟ فقال : بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ، قال : قلت : فاذا قدموا بأي شئ يعرفون صاحبهم؟ قال : يعطى السكينة والوقار والهيبة(١).

٢ ـ ع : أبي عن الحميري عن علي بن إسماعيل وعبدالله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : إذا هلك الامام فبلغ قوما ليسوا بحضرته ، قال : يخرجون في الطلب فانهم لايزالوان في عذر ماداموا في الطلب ، قلت : يخرجون كلهم أو يكفيهم أن يخرج بعضهم؟ قال : إن الله عزوجل يقول : « فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون » قال : هؤلآء المقيمون في السعة حتى يرجع إليهم أصحابهم(٢).

__________________

(١ و ٢) علل الشرائع : ١٩٨ والاية في التوبة : ١٢٢.

٢٩٥

٣ ـ ع : أبي عن الحميري محمد بن عبدالله بن جعفر عن محمد بن عبدالجبار عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن عبدالاعلى قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن بلغنا وفات الامام كيف نصنع؟ قال : عليكم النفير ، قلت : النفير جميعا؟ قال : إن الله يقول : « فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين(١) » الآية ، قلت : نفرنا فمات بعضهم في الطريق ، قال : فقال : إن الله عزوجل يقول : ومن يخرج(٢) من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله(٣).

شى : عن عبدالاعلى مثله وزاد في آخره : قلت : فقدمنا المدينة فوجدنا صاحب هذا الامر مغلقا عليه بابه مرخى عليه ستره قال : إن هذا الامر لايكون إلا بأمر بين هو الذي إذا دخلت المدينة قلت : إلى من أوصى فلان؟ قالوا : إلى فلان(٤).

بيان : قوله تعالى : « فقد وقع أجره على الله » قال البيضاوي : الوقوع والوجوب متقاربان ، والمعنى ثبت أجره عند الله ثبوت الامر الواجب.

٤ ـ فس : « وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم » يعني إذا بلغهم وفات الامام(٥) يجب أن يخرج من كل بلاد فرقة من الناس ولايخرجوا كلهم كافة ، ولم يفرض الله أن يخرج الناس كلهم فيعرفوا خبر الامام ، ولكن يخرج طائفة ويؤدوا ذلك إلى قومهم « لعلهم يحذرون » كي يعرفون اليقين(٦).

__________________

(١) في المصدر : في الدين ولينذروا.

(٢) النساء : ١٠٠.

(٣) علل الشرائع : ١٩٨.

(٤) تفسير العياشي ٢ : ١١٨.

(٥) في المصدر : ( وفات امام ) وفيه : كي يعرفوا.

(٦) تفسير القمي : ٢٨٣ والاية في التوبة : ١٢٢.

٢٩٦

٥ ـ ك : ابن الوليد(١) عن الصفار عن ابن أبي الخطاب واليقطيني معا عن ابن أبي نجران عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن خاله الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : قلت له : إن كان كون ولا أراني الله يومك فبمن أئتم؟ فأومأ إلى موسى عليه‌السلام ، فقلت له : فان مضى فالى من؟ قال : فالى ولده.

قلت : فان مضى ولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال : بولده ، ثم هكذا أبدا ، فقلت : فان أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه فما أصنع؟ قال : تقول : اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الامام الماضي ، فان ذلك يجزيك(٢).

٦ ـ ك : المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن محمد بن عيسى عن الحسن بن سعيد(٣) عن القاسم بن محمد عن أبان عن الحارث بن المغيرة قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام هل يكون الناس في حال لايعرفون الامام؟ فقال : قد كان يقال ذلك ، قلت : فكيف يصنعون؟ قال يتعلقون بالامر الاول حتى يستبين لهم الاخير(٤).

٧ ـ شى : عن أبي الصباح قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ما تقول في رجل دعي إلى هذا الامر فعرفه وهو في أرض منقطعة إذ(٥) جاء موت الامام ، فبينا هو ينتظر إذ(٦) جاءه الموت ، فقال : هو والله بمنزلة من هاجر إلى الله ورسوله فمات فقد وقع أجره على الله(٧).

٨ ـ شى : عن ابن أبي عمير قال : وجه زرارة ابنه عبيدا إلى المدينة يستخبر

__________________

(١) في المصدر : أبى وابن الوليد.

(٢) اكمال الدين : ٢٠٠ فيه : ثم قال هكذا.

(٣) في المصدر : موسى بن عيسى عن الحسين بن سعيد.

(٤) اكمال الدين : ٢٠١ فيه : الاخر.

(٥ و ٦) في نسخة : اذا.

(٧) تفسير العياشي ١ : ٢٧٠.

٢٩٧

له خبر أبي الحسن وعبدالله(١) فمات قبل أن يرجع إليه ابنه ، قال محمد بن أبي عمير : حدثني محمد بن حكيم قال : قلت لابي الحسن الاول عليه‌السلام ، فذكرت له زرارة و توجيه ابنه عبيد إلى المدينة ، فقال أبوالحسن : إني لارجو أن يكون زرارة ممن قال الله : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله(٢).

٩ ـ شى : عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : إذا حدث للامام حدث كيف يصنع الناس؟ قال : كانوا يكونون كما قال الله : « فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا » إلى قوله : « يحذرون » قال : قلت : فما حالهم؟ قال : هم في عذر(٣).

١٠ ـ وعنه أيضا في رواية اخرى : ما تقول في قوم هلك إمامهم كيف يصنعون؟ قال : فقال لي : أما تقرأ كتاب الله : « فلولا نفر من كل فرقة » إلى قوله : « يحذرون » قلت : جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون؟ قال : فقال لي : يرحمك الله ، أما علمت أنه كان بين محمد وعيسى صلى الله عليهما خمسون ومائتا سنة ، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد فآتاهم الله أجرهم مرتين(٤).

بيان : لعل ذكر أهل الفترة على سبيل التنظير ، أو المراد به قوم أدركوا زمان رسالته صلى‌الله‌عليه‌وآله وماتوا قبل الوصول إليه وإتمام الحجة عليهم وإن كان بعيدا.

__________________

(١) أي ابا الحسن موسى عليه‌السلام وعبدالله الافطح.

(٢) تفسير العياشي ١ : ٢٧٠ و ٢٧١ والاية في النساء : ١٠٠.

(٣ و ٤) تفسير العياشي ٢ : ١١٧.

٢٩٨

٦

باب

*(أحوالهم عليهم‌السلام بعد الموت وان لحومهم حرام على)*

*(الارض وانهم يرفعون إلى السماء)*

١ ـ ير : محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما لاصحابه : حياتي خير لكم ومماتي خير لكم قال ، فقالوا : يارسول الله هذا حياتك نعم ، قالوا : فكيف مماتك؟ فقال : إن الله حرم(١) لحومنا على الارض أن يطعم منها شيئا(٢).

٢ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن عبدالرحمان بن حماد عن القاسم بن عروة عن عبدالله بن عمر المسلمي عن رجل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : حياتي خير لكم ومماتي خير لكم.

فأما حياتي فان الله هداكم بي من الضلالة وأنقذكم من شفا حفرة من النار ، و أما مماتي فان أعمالكم تعرض علي فما كان من حسن استزدت الله لكم ، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم. فقال له رجل من المنافقين : وكيف ذاك يارسول الله وقد رممت؟ يعني صرت رميما ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كلا إن الله حرم لحومنا على الارض فلا يطعم منها شيئا(٣).

٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من نبي ولا وصى(٤) يبقى في الارض أكثر من ثلاثة أيام حتى

__________________

(١) فيه اجمال يأتى تفصيله في الحديث الاتى.

(٢ و ٣) بصائر الدرجات : ٣١.

(٤) في نسخة : ولا وصى نبي.

٢٩٩

يرفع بروحه وعظمه ولحمه إلى السماء ، وإنما يؤتى موضع آثارهم ويبلغ بهم(١) من بعيد السلام ويسمعونهم على آثارهم من قريب(٢).

مل : أبي والكليني معا عن محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد مثله(٣).

٤ ـ مل : أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم عن عبدالله بن بكر(٤) قال : حججت مع أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث طويل فقلت : يابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي هل كان يصاب في قبره شئ؟ فقال : يا ابن بكر(٥) ما أعظم مسائلك ، إن الحسين بن علي مع أبيه وامه وأخيه في منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه يرزقون ويجبرون ، وإنه لعن يمين العرش متعلق به يقول : يارب أنجز لي ماوعدتني.

وإنه لينظر إلى زواره فهو أعرف(٦) بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحائلهم من أحدهم بولده ، وإنه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول : أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت ، وإنه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة(٧).

أقول : قد مر بعض القول في ذلك في باب فضلهم عليهم‌السلام على الانبياء و أوردنا فيه بعض الاخبار ، وستأتي الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب المزار وسنتكلم عليها هناك إنشاء الله تعالى.

__________________

(١) في نسخة : ويبلغونهم.

(٢) بصائر الدرجات : ١٣٢.

(٣) كامل الزيارات : ٣٣٠.

(٤) في المصدر : عبدالله بن بكير.

(٥) في المصدر : يا ابن بكير.

(٦) في المصدر : وانه أعرف.

(٧) كامل الزيارات : ١٠٣.

٣٠٠