بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

رأيت من رسول الله (ص) يصنعه بعلي عليه‌السلام وإن الله(١) يسألك عنه ، فقال : على الخبير سقطت ، خرج علينا رسول الله (ص) يوم عرفة وهو آخذ بيد علي عليه‌السلام فقال : يا معشر الخلائق إن الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة ، ثم التفت إلى علي عليه‌السلام ثم قال له : وغفر لك يا علي خاصة.

ثم قال له : يا علي ادن مني ، فدنا منه ، فقال : إن السعيد حق السعيد من أحبك وأطاعك ، وإن الشقي كل الشقي من عاداك وأبغضك ونصب لك ، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، يا علي من حاربك فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله ، يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله وأتعس الله جده(٢) وأدخله نار جهنم(٣).

بيان : فقال : مه؟ كأنه « ما » للاستفهام حذفت ألفها والحقت بها هاء السكت أي ما تريد؟ أو ماتقول؟ قال في النهاية : فيه قلت : فمه؟ فما للاستفهام فأبدل الالف هاء للوقف والسكت ، وفي حديث آخر : ثم مه ، انتهى. والتعس : الهلاك ، وأتعسه : أهلكه. والجد بالفتح : الحظ والبخت.

٧ ـ ما : أبوعمرو عن ابن عقدة عن جعفر بن محمد بن هشام عن الحسين بن نصر عن أبيه عن عصاص ابن الصلت عن الربيع بن المنذر عن أبيه قال : سمعت محمد بن الحنفية يحدث عن أبيه قال : ما خلق الله عزوجل شيئا أشر من الكلب والناصب أشر منه(٤).

٨ ـ جا ، ما : المفيد عن الجعابي عن محمد بن عبيد الله بن أبي أيوب عن جعفر ابن هارون عن خالد بن يزيد عن ابي الصيرفي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول :

__________________

(١) في المصدر : ( والله ) أقول : أي يسألك عن صدقه وكذبه.

(٢) في المصدر : ومن أبغض الله فقد اتعس الله جده.

(٣) امالي ابن الشيخ : ٢٧١.

(٤) امالي الشيخ : ١٧١.

٢٢١

برئ الله ممن يبرأ منا ، لعن الله من لعننا ، أهلك الله من عادنا ، اللهم إنك تعلم أنا سبب الهدى لهم ، وإنما يعادونا لك فكن أنت المتفرد بعذابهم(١).

٩ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « ومنهم من يؤمن به ومنهم من لايؤمن به وربك أعلم بالمفسدين » من لايؤمن به هم أعداء آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والفساد : المعصية لله ولرسوله(٢).

أقول : قد مضى أخبار كثيرة في باب حبهم ، وسيأتي في أبواب النصوص على علي عليه‌السلام وأبواب مناقبه.

١٠ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وعلى من قاتلهم وعلى المعين عليهم وعلى من سبهم ، اولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم(٣).

١١ ـ م : قال جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام : قوله عزوجل : « اهدنا الصراط المستقيم » يقول : أرشدنا للصراط المستقيم ، أي أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمانع أن نتبع(٤) أهواءنا فنعطب ونأخذ(٥) بآرائنا فنهلك ، ثم قال الصادق عليه‌السلام : طوبى للذين هم كما قال رسول الله (ص) : « يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين » : فقال له رجل : يابن رسول الله إني عاجز ببدني عن نصرتكم ، ولست أملك إلا البراءة من أعدائكم واللعن(٦) ، فكيف حالي؟

__________________

(١) امالي ابن الشيخ : ٤٩ ، امالي المفيد : ١٨٣ و ١٨٤.

(٢) تفسير القمي : ٢٨٨ والاية في يونس : ٤٠.

(٣) عيون الاخبار : ٢٠١.

(٤) في المصدر : والمانع من أن نتبع.

(٥) في المصدر : أو نأخذ.

(٦) في المصدر : واللعن عليهم.

٢٢٢

فقال له الصادق عليه‌السلام : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله صلوات الله عليهم أنه قال : من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن(١) في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته جميع الاملاك من الثرى إلى العرش ، فكلما لعن هذا الرجل أعداءنا لعنا ساعدوه ولعنوا من يلعنه ثم ثنوا فقالوا : اللهم صل على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه ، ولو قدر على أكثر منه لفعل ، فاذا النداء من قبل الله عزوجل : قد أجبت دعاءكم وسمعت نداءكم وصليت على روحه في الارواح وجعلته عندي من المصطفين الاخيار(٢).

١٢ ـ قب : الحارث الاعور وأبوأيوب الانصاري وجابر بن يزيد ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام وعيسى ابن سليمان عن أبي عبدالله عليه‌السلام ودخل بعض الخبر في بعض أن عليا عليه‌السلام كان يدور في أسواق الكوفة فلعنته امرأة ثلاث مرات فقال : يا ابنة سلقلقية كم قتلت من أهلك؟ قالت : سبعة عشر أو ثمانية عشر ، فلما انصرفت قالت لامها : ذلك ، فقالت : السلقلقية من ولدت بعد حيض ولا يكون لها نسل فقالت : يا اماه أنت هكذى؟ قالت بلى.

١٣ ـ وفي رواية عن الباقر عليه‌السلام أنها قالت وقد حكم عليها : ماقضيت بالسوية ولاتعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية ، فنظر إليها ثم قال : ياخزية يابذية ياسلفع أو ياسلسع ، فولت تولول وهي تقول : واويلي لقد هتكت يابن أبي طالب سترا كان مستورا.

١٤ ـ وفي خصائص النطنزي : قال علي عليه‌السلام : الله أكبر ، قال رسول الله (ص) : لايبغضك من قريش إلا سفاحي ولا من الانصار إلا يهودي ولا من العرب إلا دعي ولا من سائر الناس إلا شقي ولا من النساء إلا سلقلقية ، فقالت المرأة : يا علي وما السلقلقية؟ قال : التي تحيض من دبرها ، فقالت المرأة : صدق الله وصدق رسوله

__________________

(١) في المصدر : ولعن.

(٢) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليه‌السلام : ١٦ و ١٧.

٢٢٣

أخبرتني بشئ هو في ، يا على لا أعوذإلى بغضك أبدا ، فقال عليه‌السلام : اللهم إن كانت صادقة فحول طمثها حيث تطمث النساء ، فحول الله طمثها.

وقال الحارث الاعور : فتبعها عمرو بن حريث وسألها عن مقاله فيها فصدقته فقال عمرو : أتراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما؟ قالت : بئسما قلت ياعبدالله لكنه من أهل بيت النبوة ، فأقبل ابن حريث إلى أمير المؤمنين فأخبره بمقالهما فقال عليه‌السلام : لقد كانت المرأة أحسن قولا منك(١).

بيان : قال الفيروزآبادي : السلفع الصخابة البذية السيئة الخلق ، انتهى والسلسع والسلقلقية لم يظهر لهما معنى في اللغة ، والمعنى الاول للسلقلقية لا نعرف له معنى ، وسيأتى مضمون الخبر بأسانيد في المجلد التاسع.

١٥ ـ جا : محمد بن المظفر عن جعفر بن محمد الحسنى عن إدريس بن زياد عن حنان بن سدير عن سديف المكي قال : حدثني محمد بن علي عليه‌السلام وما رأيت محمديا قط يعدله ، قال : حدثني جابر بن عبدالله الانصاري قال : نادى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المهاجرين والانصار فحضروا بالسلاح وصعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا معشر المسلمين من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا ، قال جار : فقمت إليه فقلت : يارسول الله وإن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ فقال : وإن شهد أن لا إله إلا الله فانما احتجز من سفك من سفك دمه أو يؤدي الجزية عن يد وهو صاغر.

ثم قال عليه‌السلام : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا ، فان أدرك الدجال كان معه ، وإن هو لم يدركه بعث في قبره فآمن به ، إن ربي عزوجل مثل لي امتي في الطين وعلمني أسماءكم كما علم آدم الاسماء كلها ، فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت الله لعلي وشيعته.

قال حنان بن سدير : فعرضت هذا الحديث على أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام

__________________

(١) مناقب آل ابي طالب ٢ : ١٠٢ و ١٠٣.

٢٢٤

فقال لي : أنت سمعت هذا من سديف؟ فقلت الليلة سبع منذ سمعته منه ، فقال : إن هذا الحديث ماظننته من في أبي إلى أحد(١).

بيان : لعل استبعاده عليه‌السلام آخر الاظهار أنه من الاسرار ولاينبغي إذاعته عند الاشرار.

١٦ ـ كنز : ذكر الشيخ الطوسي في كتاب مصباح الانوار عن محمد بن إسماعيل عن أبي الحسن المثنى عن ابن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حرم الله الجنة على ظالم أهل بيتي وقاتلهم وشانئهم والمعين عليهم ، ثم تلا قوله : « اولئك لا خلاق لهم(٢) في الدنيا والآخرة » الآية(٣).

١٧ ـ فر : معنعنا عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : كل عدو لنا ناصب منسوب إلى هذه الآية : وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية * تسقى من عين آنية (٤).

١٨ ـ أقول : روى ابن شيرويه في الفردوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب ، الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله ، والمتعزز بالجبروت ، ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل من عترتي ماحرم الله(٥).

١٩ ـ وعن أبي هريرة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مابال أقوام يؤذون نسبي وذا رحمي؟ ألا من

__________________

(١) امالي المفيد :

(٢) في المصدر : ( اولئك لا خلاق لهم في الاخرة ) وهو الصحيح كما في المصحف راجع آل عمران : ٧٧.

(٣) كنز الفوائد : ٥٤.

(٤) تفسير فرات : ٢٠٧.

(٥) فردوس الاخبار : مخطوط ليست نسخته عندى.

٢٢٥

آذى نسبي وذا رحمي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عزوجل(١).

٢٠ ـوعن عباس بن عبدالمطلب عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مابال أقوام يتحدثون فاذارأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم ، والله لايدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني(٢).

٢١ ـ وروي البرسي في مشارق الانوار من كتاب الواحدة عن ابن عباس أنه قال : مبغض علي عليه‌السلام يخرج من قبره وفي عنقه طوق من نار ، وعلى رأسه شياطين يلعنونه حتى يرد الموقف(٣).

٢٢ ـ ومن كتاب البصائر عن ابن جبير عن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال : المخالف لعلي بعدي كافر ، والشاك به مشرك مغادر ، والمحب له مؤمن صادق ، والمبغض له منافق ، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق ، والمقتفي لاثره لاحق(٤).

٢٣ ـ وروي ابن بطريق في العمدة عن تفسير الثعلبي في قوله تعالى : « يا أيها الناس علمنا منطق الطير » قال : تقول القبرة في صياحها : اللهم العن باغض آل محمد صلى الله عليهم(٥).

٢٤ ـ وروي أيضا من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني باسناده عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : كان النبي (ص) بعرفات وأنا وعلي عليه‌السلام عنده فأومأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام فقال : يا علي ضع خمسك في خمسي ، يعني كفك في كفي يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة ، يا علي لو أن امتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا وصلوا حتى يكونوا كالاوتار ثم أبغضوك لاكبهم الله على وجوههم في النار.

__________________

(١ و ٢) فردوس الاخبار : مخطوط.

(٣ و ٤) مشارق الانوار : ٧ و ٨.

(٥) مشارق : ٢٧ والاية في النحل : ١٦.

٢٢٦

٢٥ ـ وباسناده إلى الفردوس باسناده عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من كن فيه فليس مني ولا أنا منه : من أبغض عليا ، ونصب لاهل بيتي ، ومن قال : الايمان كلام.

٢٦ ـ وباسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله أدخل نار جهنم ، وله عذاب عظيم.

بيان : قال في النهاية : الحنايا جمع حنية أو حني وهما القوس ، فعيل بمعنى مفعول ، لانها محنية أي معطوفة.

٢٧ ـ قال الكراجكي في كنز الفوائد : حدثني القاضي أبوالحسن أسد بن إبراهيم السلمي عن عمر بن علي العتكي عن محمد بن إبراهيم البغدادي عن الحسن بن عثمان الخلال عن أحمد بن حماد عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله تبارك وتعالى حبس قطر المطر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وإنه حابس قطر المطر عن هذه الامة ببغضهم علي بن أبي طالب(١) عليه‌السلام.

٢٨ ـ قال : وحدثني السلمي عن العتكي عن أحمد بن جعفر الجوهري عن أحمد ابن علي المروزى عن الحسن بن(٢) شبيب عن خلف بن أبي هارون العبدي قال : كنت جالسا عند عبدالله بن عمر فأتى نافع بن الازرق فقال : والله إني لابغض عليا فرفع ابن عمر رأسه فقال : أبغضك الله ، أتبغض ويحك رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا بما فيها؟(٣).

٢٩ ـ وحدثني الشيخ أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان عن محمد بن أحمد الشاشي عن أحمد بن زياد القطان عن يحيى بن أبي طالب عن عمرو بن عبد

__________________

(١) كنز الكراجكي : ٦٢.

(٢) في المصدر : الحسن بن شعيب.

(٣) كنز الكراجكي : ٦٢.

٢٢٧

الغفار عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي (ص) : تدري(١) من هذا؟ قلت : هذا علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال النبي (ص) : هذا البحر الزاخر ، هذا الشمس الطالعة ، أسخى من الفرات كفا ، وأوسع من الدنيا قلبا ، فمن أبغضه فعليه لعنة الله(٢).

٣٠ ـ وحدثنا الفقيه ابن شاذان عن سهل بن أحمد عن عبدالله الديباجي عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : دخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد حبيب الله ، علي بن أبي طالب ولي الله ، فاطمة أمة الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، على مبغضيهم لعنة الله(٣).

٣١ ـ وحدثنا ابن شاذان عن عمر بن إبراهيم الكناني عن عبدالله بن محمد البغوي عن عبيد الله بن عمر عن عبد الملك بن عمير عن سالم البزاز عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : خير هذه الامة من بعدي علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين فمن قال غير هذا فعليه لعنة الل(٤).

٣٢ ـ قال : وحدثني القاضي أسد بن إبراهيم السلمي عن عمر بن علي العتكي عن أحمد بن محمد بن سليمان الجوهري عن أبيه عن محمد بن السري عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن عبدالرحمان بن السائب عن أبيه قال : جمعنا زياد في الرحبة فملا منا الرحبة والقصر وحملنا على شتم علي عليه‌السلام والبراءة عنه والناس في أمر عظيم.

قال أبي : فهومت (٥) برأسي هويمة فاذا شئ أهدب أهدل ذو مشفر (٦) طويل

__________________

(١) في المصدر : أتدرى.

(٢) كنز الكراجكي : ٦٢ و ٦٣.

(٣) كنز الكراجكي : ٦٣ فيه : ( مكتوبا بالذهب ) وفيه صفوتا الله.

(٤) كنز الكراجكي : ٦٣.

(٥) هوم : هز رأسه من النعاس : نام قليلا.

(٦) الاهدب : الذي طال هدب عينيه وكثرت اشفارهما. والاهدل أي المسترخى الشفة ، أو الرجل الكثير الشعر ، أو المتلبد الشعر الذي لايسرح رأسه ولايدهنه. والمشفر الشفة ، واخص استعماله بهذا المعنى للبعير.

٢٢٨

متدلي من السماء إلى الارض ، ففزعت وقلت : من أنت؟ قال : أن النقاد ذو الرقبة أرسلني ربك(١) إلى صاحب هذا القصر ، فانتهبت فحدثت أصحابي فقالوا : أنت مجنون فما برحنا أن خرج الآذن فقال : انصرفوا فان الامير قد شغل ، وإذا الفالج قد ضربه فأنشأ عبدالرحمان يقول :

ما كان منتهيا عما أراد بنا

حتى تناوله النقاد ذو الرقبة

فأسقط الشق منه بضربة ثبت

كما تناول منه صاحب الرحبة(٢)

٣٣ ـ وحدثني السلمي عن العتكي عن محمد بن الحسين الهمداني عن محمود بن متويه الواسطي عن القاسم بن عيسى عن رحمبن مصعب الباهلي عن قرة بن خالدة قال : قال أبوعبدالله رجا العطاردي : لاتسبوا هذا الرجل يعني عليا عليه‌السلام فان رجلا سبه فرماه الله بكوكبين(٣) في عينيه(٤).

٣٤ ـ وحدثني أيضا السلمي عن العتكي عن محمد بن صالح الرازي عن أبي زرعة عن عبدالرحمان بن عبدالملك عن ابن أبي فديك عن عبدالرحمان بن عبدالله عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال : كنت مستندا إلى المقصورة وخالد بن عبدالملك على المنبر يخطب وهو يؤذي عليا عليه‌السلام في خطبته فذهب بي النوم(٥) فرأيت القبر قد انفرج فاطلع منه مطلع فقال : آذيت رسول الله لعنك الله ، آذيت رسول الله لعنك الله ، آذيت رسول الله لعنك الله(٦).

__________________

(١) في المصدر : أرسلني ربي.

(٢) كنز الكراجكي : ٦١ و ٦٢ في نسخة منه : ( بحربة ) وفيه : كما تناول ظلما صاحب الرحبة.

(٣) الكوكب : نقطة بيضاء تحدث في العين.

(٤) كنز الكراجكي : ٦٢.

(٥) في المصدر : فذهب بى النعاس.

(٦) كنز الكراجكي : ٦٢.

٢٢٩

٣٥ ـ وحدثني السلمي عن العتكي عن أحمد بن محمد بن هارون عن أحمد بن حازم عن جعفر بن عون عن عمر بن موسى البربري عن أبيه عطية العوفي عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لايبغض عليا إلا فاسق أو منافق أو صاحب بدائع(١).

٣٦ ـ وأخبرني شيخنا المفيد عن الجعابي عن محمد بن سهل عن أحمد بن عمر عن محمد بن كثير عن إسماعيل بن مسلم عن الاعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام على المنبر وهو يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلي أنه لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق(٢).

٣٧ ـ وأخبرني المفيد عن محمد بن عمر المرزباني عن عبدالله بن محمد البغوي عن عبيد الله بن عمر القواريري عن جعفر بن سليمان عن النضر بن حميد عن أبي الجارود عن الحارث الهمداني قال : رأيت عليا عليه‌السلام جاء متى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال : قضاء(٣) قضاه الله عزوجل على لسان النبي الامي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه لايحبني إلا مؤمن ولايبغضني إلا منافق ، وقد خاب من افترى(٤).

٣٨ ـ وأخبرني محمد بن أحمد بن شاذان عن محمد بن سعيد الدهقان عن ابن عقدة عن محمد بن منصور عن أحمد بن عيسى العلوي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في بغض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي.

فلما دخلت قال لي : ياعلي أما علمت أن بيتي بيتك؟ فما لك تستأذن علي؟ فقلت : يارسول الله أحببت أن أفعل ذلك ، قال : يا علي أحببت ما أحب الله وأخذت بآداب الله ، يا علي أما علمت(٥) أنه أبى خالقي ورازقي أن يكون لي سر دونك ، يا

__________________

(١ و ٢) كنز الكراجكي : ٢٢٥.

(٣) في المصدر : قضى.

(٤) كنز الفوائد : ٢٢٥.

(٥) في المصدر : اما علمت انك أخى؟ أما علمت.

٢٣٠

علي أنت وصيي من بعي د وأنت المظلوم المضطهد بعدي ، يا علي الثابت عليك كالمقيم معي ومفارقك مفارقي ، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، لان الله تعالى حلقني وإياك من نور واحد(١).

بيان : التهويم : أول النوم وهو دون النوم الشديد ذكره الجزري ، وقال : أهدب الاشفار أي طويل شعر الاجفان ، ومنه حديث زياد : طويل العنق أهدب ، وقال : الاهدل : المسترخي الشفة السفلى الغليظها ، ومنه حديث زياد : أهدب أهدل. وفي مناقب ابن شهر آشوب : فاذا أنا بشخص طويل العنق أهدل أهدب(٢).

وفي رواية ابن أبي الحديد : فرأيت شيئا أقبل طويل العنق مثل عنق البعير أهدر أهدل. كما تناوله منه ، كأن الضمير راجع إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وصاحب الرحبة حال أو بدل من الضمير ، ويحتمل أن يكون فاعل تناول فالمراد به الملعون. وفي المناقب :

فأسقط الشق منه ضربة عجبا

كما تناول ظلما صاحب الرحبة

وفي رواية ابن أبي الحديد :

فأثبت الشق منه ضربة عظمت

والمصرع الثاني كما في المناقب ، وكذا في مجالس الشيخ ، وسيأتي الجميع في المجلد التاسع ، وعلى هذه الرواية صاحب الرحبة علي عليه‌السلام.

٣٩ ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن عميرة عن ابن فرقد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ماتقول في قتل الناصب؟ قال : حلال الدم أتقي(٣) عليك فان قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لايشهد به عليك فافعل ، قلت : فما ترى في ماله؟ قال توه(٤) ماقدرت عليه(٥).

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٠٨.

(٢) مناقب آل ابي طالب ٣ : ١٦٩.

(٣) في نسخة من المصدر : ابغى عليك.

(٤) في نسخة : أتوه.

(٥) علل الشرائع : ٢٠٠.

٢٣١

بيان : قوله عليه‌السلام : توه أي أهلكه وأتلفه ، على بناء التفعيل ، وفي بعض النسخ : « أتوه » على بناء الافعال وهو أظهر.

٤٠ ـ مع : ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن النهيكي باسناده يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج عن الاسلام ، فقيل له : هلك إذا كثير من الناس ، فقال : ليس حيث ذهبت إنما عنيت بقولي : « من مثل مثالا » من نصب دينا غير دين الله ودعا الناس إليه ، وبقولي « من اقتنى كلبا » مبغضنا لنا أهل البيت اقتناه فأطعمه وسقاه ، من فعل ذلك فقد خرج من الاسلام(١).

٤١ ـ ع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن علي بن الحكم عن هشام ابن سالم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ماترى في رجل سبابة لعلي؟(٢) قال : هو والله حلال الدم ، لولا يعم(٣) به بريئا ، قلت : أي شئ(٤) يعم به بريئا؟ قال : يقتل مؤمن بكافر(٥).

ثو : أبي عن سعد عن ابى عيسى عن علي بن الحكم مثله(٦).

بيان : أي لولا أن يعم القاتل بسبب هذا القتل بريئا أي يصل ضرره إلى غير مستحق ، يقال عمهم بالعطية أي شملهم ، وفي التهذيب : لولا أن يغمر بريئا والمعنى واحد.

٤٢ ـ ع : ابن الوليد عن محمد العطار عن الاشعري عن إبراهيم بن إسحاق عن

__________________

(١) معاني الاخبار : ١٨١.

(٢) في نسخة : ساب لعلى.

(٣) في نسخة : ولو لا.

(٤) في نسخة : لاى شئ.

(٥) علل الشرائع : ٢٠٠.

(٦) ثواب الاعمال : ٢٠٣.

٢٣٢

عبدالله بن حماد عن عبدالله ابن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لانك لاتجد رجلا يقول : أنا ابغض محمدا وآل محمد ، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا(١).

ثو : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري مثله(٢).

٤٣ ـ مع : ما جيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن ابن فضال عن المعلى ابن خنيس قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ليس الناصب إلى قوله : وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرأون من أعدائنا ، وقال عليه‌السلام : من أشبع عدوا لنا فقد قتل وليا لنا(٣).

٤٤ ـ لى : أبي عن علي عن أبيه عن إبراهيم بن رجا عن أحمد بن يزيد(٤) عن أبان عن ابن عباس ، أو عن أبان عن ابن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ناصب عليا حارب الله ، ومن شك في علي فهو كافر(٥).

٤٥ ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الهيثم(٦) عن إسماعيل الجعفي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لايبغضنا أهل البيت أحد إلا بعثه الله يوم القيامة أجذم(٧).

سن : ابن فضال مثله(٨).

__________________

(١) علل الشرايع : ٢٠٠.

(٢) ثواب الاعمال : ٢٠٠.

(٣) معاني الاخبار : ١٠٤ فيه : لاتجد أحدا.

(٤) في نسخة من الكتاب ومصدره : حماد بن يزيد.

(٥) امالي الصدوق : ٣٩٦.

(٦) في نسخة : الميثمى.

(٧) ثواب الاعمال : ١٩٧.

(٨) المحاسن : ٩١ فيه : المثنى.

٢٣٣

بيان : قوله عليه‌السلام : أجذم ، أي مقطوع اليد ، أو متهافت الاطراف من الجذام أو مقطوع الحجة ، وسيأتي مزيد توضيح له.

٤٦ ـ ثو : ابن المتوكل عن محمد بن جعفر عن موسى بن عمران عن النوفلي عن البطائني عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : مدمن الخمر كعابد الوثن ، والناصب لآل محمد شر منه ، قلت : جعلت فداك ومن شر من عابد الوثن؟ فقال : إن شارب الخمر تدركه الشفاعة يوما ما(١) ، وإن الناصب لو شفع أهل السماوات والارض لم يشفعوا(٢).

٤٧ ـ ثو : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن ابن بكير عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لو أن كل ملك خلقه الله عزوجل وكل نبي بعثه الله وكل صديق وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله عزوجل من النار ما أخرجه الله أبدا ، والله عزوجل يقول في كتابه : ماكثين فيه أبدا(٣).

بيان : هذه الآية في سورة الكهف ، وهي في خلود أهل الجنة فيها حيث قال : « ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا(٤) » فيمكن أن يكون الاستدلال بمفهوم الآية حيث تدل على أن غير المؤمنين الصالحين لايمكثون في الجنة أبدا ، فكيف من لم يكن مؤمنا؟

وفيه أن الآيات الدالة بمنطوقها على ذلك كثيرة ، فلم استدل عليه‌السلام بمفهوم هذه الآية؟

ويمكن أن يكون نقلا بالمعنى للآيات الدالة على خلود المكذبين والجاحدين في النار ، ويحتمل أن يكون عليه‌السلام استدل بقوله سبحانه : « ونادوا يامالك ليقض

__________________

(١) في المصدر : يوم القيامة.

(٢) ثواب الاعمال : ١٩٩ و ٢٠٠ فيه : لو شفع فيه.

(٣) ثواب الاعمال : ٢٠٠.

(٤) الكهف : ٢ و ٣.

٢٣٤

علينا ربك قال إنكم ماكثون(١) » فاشتبه على الراوي لاشتراك لفظ المكث ، أو يكون نقلا بالمعنى لتلك الآية ، ويؤيده أن علي بن إبراهيم روى أن هذه الآية وقبلها وبعدها نزلت في أعداء آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(٢).

٤٨ ـ ثو : ابن الوليدعن محمد العطار عن الاشعري عن الجاموراني عن علي ابن سليمان رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : يحشر المرجئة عميانا وإمامهم أعمى فيقول بعض من يراهم من غير امتنا : مانرى امة محمد إلا عميانا فيقال لهم : ليسوا من امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنهم بدلوا فبدل بهم وغيروا فغير مابهم(٣).

٤٩ ـ ثو : أبي عن سعد عن محمد بن عيسى عن الفضل بن كثير عن سعيد بن أبي سعيد قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : إن الله(٤) عزوجل في كل وقت صلاة يصليها هذا الخلق يلعنهم قال : قلت : جعلت فداك ولم؟ قال : بجحودهم حقنا وتكذيبهم إيانا(٥).

٥٠ ـ ثو : أبي عن محمد العطار عن الاشعري عن محمد بن علي الهمداني عن حنان بن سدير عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن عدو علي عليه‌السلام لا يخرج من الدنيا حتى يجرع جرعة من الحميم ، وقال : سواء على من خالف هذا الامر صلى أو زنا(٦).

٥١ ـ وفي حديث آخر : قال الصادق عليه‌السلام : إن الناصب لنا أهل البيت لا يبالي صام أم صلى ، زنا أو سرق(٧) ، إنه في النار إنه في النار(٨).

__________________

(١) الزخرف : ٧٦.

(٢) تفسير القمي : ٦١٤.

(٣) ثواب الاعمال : ٢٠٠ و ٢٠١.

(٤) في نسخة : ( ان الله ) وفيها : لعنة.

(٥) ثواب الاعمال : ٢٠١.

(٦ و ٨) ثواب الاعمال : ٢٠٣.

(٩) أراد أن حسناته لاتنفعه ولاتنجيه من النار ، لا أن حسناته وسيئاته سواء.

٢٣٥

٥٢ ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكاري عن رجل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أصبح عدونا على شفا حفرة من النار ، وكأن شفا حفرته قد انهارت به في نار جهنم فتعسا لاهل النار مثواهم(١) ، إن الله عزوجل يقول : بئس مثوى المتكبرين وما من أحد يقصر عن حبنا بخير جعله الله عنده(٢).

سن : محمد بن علي عن الحكم بن مسكين مثله(٣).

بيان : مثواهم : أي في مثواهم ، أو بدل اشتمال لاهل النار.

٥٣ ـ ثو : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر عن يحيى الحلبي عن أبي المغرا عن أبي بصير عن علي الصائغ قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن المؤمن ليشفع لحميمه إلا أن يكون ناصبا ، ولو أن ناصبا شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ماشفعوا(٤).

سن : أبي عن النضر مثله(٥).

٥٤ ـ ثو : بهذا الاسناد عن محمد بن خالد عن حمزة بن عبدالله عن هاشم بن أبي سعيد(٦) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن نوحا عليه‌السلام حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل فيها ولد الزنا ، والناصب شر من ولد الزنا(٧).

سن : أبي عن حمزة مثله(٨).

__________________

(١) في المصدر : وبئس مثواهم.

(٢) ثواب الاعمال : ٢٠٣ فيه : يقصر حبنا بخير الاجعل الله عنده.

(٣) المحاسن : ٩٠ و ٩١ فيه : نقص عن حبنا يجعله.

(٤) ثواب الاعمال : ٢٠٣.

(٥) المحاسن : ١٦٨.

(٦) في نسخة : هشام بن سعد.

(٧) ثواب الاعمال : ٢٠٣ و ٢٠٤.

(٨) المحاسن : ١٨٥.

٢٣٦

٥٥ ـ ثو : أبي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن عمر بن أبان عن عبدالحميد قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى أنه ليدع الصلاة فضلا ، فقال : سبحان الله ، وأعظم ذلك ، ثم قال : ألا اخبرك بمن هو شر منه؟ قلت : بلى ، قال : الناصب لنا شر منه(١).

سن : ابن فضال مثله(٢).

بيان : فضلا كأنه من قبيل الاكتفاء ، أي فضلا عن غيرها من العبادات ، أو يعد الترك فضلا ، ويتركها للفضل ، والاول أظهر كقولهم : لايملك درهما فضلا عن دينار. وقيل : انتصابه على المصدر والتقدير : فقد ملك درهم فقدا يفضل عن فقد ملك دينار. وقال العلامة في شرح المفتاح : اعلم أن فضلا يستعمل في موضع يستبعد فيه الادنى ويراد به استحالة مافوقه ، ولهذا يقع بين كلامين متغايري المعنى ، وأكثر استعماله أن يجئ بعد نفي.

وقوله : وأعظم ، كلام الراوي ، أي عد عليه‌السلام ذلك عظيما.

٥٦ ـ سن : بعض أصحابنا محمد بن علي أو غيره رفعه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام أكان حذيفة بن اليمان يعرف المنافقين؟ فقال رجل(٣) كان يعرف اثني عشر رجلا ، وأنت(٤) تعرف اثني عشر ألف رجل ، إن الله تبارك وتعالى يقول : « لتعرفنهم في لحن القول(٥) » فهل تدري مالحن القول؟ قلت : لا والله ، قال : بغض علي بن أبي طالب عليه‌السلام ورب الكعبة(٦).

__________________

(١) ثواب الاعمال : ٢٠٤.

(٢) المحاسن : ١٨٦.

(٣) في المصدر : فقال : أجل.

(٤) لعل المخاطب كان ممن يعرف المنافقين ، أو المراد الجمهور ، والعدد للتكثير أو الصحيح : أنا اعرف.

(٥) في المصدر : ولتعرفنهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول.

(٦) المحاسن : ١٦٨ و ١٦٩.

٢٣٧

بيان : لحن القول : اسلوبه وإمالته إلى جهة تعريض أو تورية ، ومنه قيل للمخطئ اللاحن لانه يعدل الكلام عن الصواب ، أي تعرف كفرهم ونفاقهم بما يترشح من كلامهم من بغض علي عليه‌السلام.

٥٧ ـ وروي في المجمع عن الخدري قال : لحن القول : بغضهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : وكنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ببغضهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وروى مثله عن جابر ، وقال أنس : ماخفي منافق على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد هذه الآية(١).

٥٨ ـ سن : أبي عن النضر عن يحيى بن عمران الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أرأيت الراد على هذا الامر كالراد عليكم؟ فقال : يابا محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٢).

٥٩ ـ سن : أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن أبي المغرا عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : من نصب لعلي عليه‌السلام حربا كان كمن نصب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

فقال : إي والله ، ومن نصب لك أنت لاينصب لك إلا على هذا الدين كما كان نصب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٣).

٦٠ ـ سن : ابن يزيد عن المبارك عن عبدالله بن جبلة عن حميدة عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : التاركون ولاية علي عليه‌السلام المنكرون لفضله المظاهرون أعدآءه خارجون عن الاسلام من مات منهم على ذلك(٤).

٦١ ـ قب : سئل الباقر عليه‌السلام عن هذه الآية(٥) قال : يقفون فيسألون مالكم لا

__________________

(١) مجمع البيان ٩ : ١٠٦.

(٢ و ٣) المحاسن : ١٨٥.

(٤) المحاسن : ١٨٦.

(٥) لم يذكر الاية بلفظها بل ذكر معناها والمراد منها قوله تعالى : وقفوهم انهم مسئولون مالكم لاتناصرون.

٢٣٨

تناصرون في الآخرة كما تعاونتم في الدنيا على علي عليه‌السلام؟ قال : يقول الله : « بل هم اليوم مستسلمون * وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون(١) » إلى قوله : مجرمين(٢).

٦٢ ـ شى : عن عمر الطيالسي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : « ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم » قال : فقال : ياعمر رأيت أحدا يسب الله؟ قال : فقلت : جعلني الله فداك فكيف؟ قال : من سب ولي الله فقد سب الله(٣).

١١

باب

*(عقاب من قتل نبيا او اماما وانه لايقتلهم)*

*(الا ولد زنا)*

١ ـ ل : ابن الوليد عن سعد عن الاصبهاني عن المنقري قال : سمعت غير واحد من أصحابنا يروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : قال النبي (ص) : لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله تبارك وتعالى من رجل قتل نبيا أو إماما أو هدم الكعبة التي جعلها الله عزوجل قبلة لعباده ، أو أفرغ ماءه في امرأة حراما(٤).

٢ ـ ل : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن إسماعيل بن منصور عن رجل عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول فرعون : « ذروني أقتل موسى(٥) »

__________________

(١) في المصحف الشريف : ( يتساءلون ) لعله نقل بالمعنى أو تصحيف من الروات.

(٢) مناقب آل ابي طالب ٢ : ٤ والايات في الصافات : ٢٤ ـ ٣٤.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٧٣.

(٤) الخصال ١ : ٥٩.

(٥) غافر : ٢٦.

٢٣٩

من كان يمنعه(١)؟ قال : منعته رشدته ، ولايقتل الانبياء وأولاد الانبياء إلا أولاد الزنا(٢).

مل : محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن ابن أسباط مثله(٣).

مل : أبي وجماعة مشايخي عن سعد عن ابن أبي الخطاب مثله(٤).

٣ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن عثمان بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لايقتل النبيين ولا أولادهم إلا أولاد الزنا(٥).

٤ ـ ص : بالاسناد عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي ، وإن قاتل علي صلوات الله عليه ابن بغي ، وكانت مراد تقول : ما نعرف له فينا أبا ولا نسبا ، وإن قاتل الحسين بن علي صلوات الله عليه ابن بغي وإنه لم يقتل الانبياء ولا أولاد الانبياء إلا أولاد البغايا(٦).

٥ ـ مل : أبي وابن الوليد عن سعد عن إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لايقتل النبيين وأولاد النبين إلا أولاد(٧) زنا(٨).

٦ ـ مل : أبي عن سعد والحميري عن البرقي عن أبيه عن عبدالعظيم الحسني عن الحسن بن الحسين العمري عن الحسين بن شداد الجعفي عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لايقتل الانبياء وولد الانبياء إلا

__________________

(١) في المصدر فقيل له : من كان يمنعه؟

(٢) لعل الصحيح : العلل : ٣١.

(٣ و ٤) كامل الزيارة : ٧٨.

(٥ و ٦) قصص الانبياء : مخطوط.

(٧) في نسخة : اولاد الزنا.

(٨) كامل الزيارة : ٧٨ و ٧٩.

٢٤٠