بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٦٨ ـ أعلام الدين للديلمي عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا وعنده نفر من أصحابه وفيهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال رسول الله (ص) : من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة ، فقال رجلان من أصحابه : فنحن نقول : لا إله إلا الله ، فقال رسول الله (ص) : إنما تقبل شهادة لا إله إلا الله من هذا وشيعته ، ووضع رسول الله (ص) يده على رأس علي عليه‌السلام وقال لهما : من علامة ذلك أن لاتجلسا مجلسه ولا تكذبا قوله.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا ، ولو أن عبدا عبدالله بين الركن والمقام ألف سنة ثم لقي الله بغير ولايتنا أكبه الله على منخريه في النار ، ومن مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، والله ما ترك الله الارض منذ قبض آدم إلا وفيها إمام يهتدى به حجة على العباد من تركه هلك ومن لزمه نجا.

وقال الله تعالى في بعض كتبه : لاعذبن كل رعية أطاعت إمام جائرا وإن كانت برة تقية ، ولاعفون عن كل رعية أطاعت إماما هاديا وإن كانت ظالمة مسيئة ومن ادعى الامامة وليس بامام فقد افترى على الله وعلى رسوله(١).

٦٩ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن صالح العجلي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام ابن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر الباقر عن آبائه عن علي عليه‌السلام عن رسول الله (ص) عن جبرئيل عن الله عزوجل قال : وعزتى وجلالي لاعذبن كل رعية في الاسلام دانت بولاية إمام جائر ليس من الله عزوجل وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية ، ولاعفون عن كل رعية دانت بولاية إمام عادل من الله تعالى وإن كانت الرعية في أعمالها طالحة(٢) مسيئة(٣).

__________________

(١) اعلام الدين : مخطوط.

(٢) في نسخة من المصدر : ظالمة مسيئة.

(٣) امالي الشيخ : ٤٦ تقدم الحديث باسناد آخر في باب فضل النبى صلى الله عليه وآله. تحت رقم : ٢٣ واشرنا هناك إلى معناه ومغزاه.

٢٠١

٧٠ ـ قال عبدالله بن أبي يعفور : سألت أبا عبدالله الصادق عليه‌السلام : ما العلة أن لا دين لهؤلاء وما عتب لهؤلاء(١) قال : لان سيئات الامام الجائر تغمز حسنات أوليائه وحسنات الامام العادل تغمز سيئات أوليائه(٢).

٧١ ـ ما : باسناده عن زريق عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : أي الاعمال أفضل(٣) بعد المعرفة؟ قال : ما من شئ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ولا بعد المعرفة والصلاة شئ يعدل الزكاة ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الصوم ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الحج ، وفاتحة ذلك كله معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا. الخبر(٤).

٨

باب

*(مايجب من حفظ حرمة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم)*

*(وعقاب من قاتلهم أو ظلمهم أو خذلهم ولم ينصرهم)*

١ ـ ما : المفيد عن عمر بن محمد عن علي بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم وعلى المتعرض عليهم والساب لهم اولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة(٥) ولايزكيهم ولهم عذاب أليم(٦).

__________________

(١) في المصدر : وما عتب على هؤلاء.

(٢) امالي الشيخ : ٤٦.

(٣) في المصدر : هو أفضل.

(٤) امالى الشيخ : ٧٤.

(٥) في المصحف الشريف : ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم. يوم القيامة. راجع آل عمران : ٧١.

(٦) امالي ابن الشيخ : ١٠٢.

٢٠٢

صح : عنه عن آبائه عليهم‌السلام مثله وفيه : وقاتلهم والمعين عليهم ومن سبهم(١).

٢ ـ ما : باسناد أخي دعيل عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله (ص) تلا هذه الآية : « لايستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون » فقال : أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي وأقر بولايته فقيل وأصحاب النار ، قال : من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي(٢).

٣ ـ ما:بهذا الاسناد عن علي عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه تلا هذه الآية : « فاولئك أصحاب النار هم فيها خالدون » فيها : يارسول الله من أصحاب النار؟ قال : من قاتل عليا بعدي فاولئك أصحاب النار مع الكفار فقد كفروا بالحق لما جاءهم ألا وإن عليا بضعة مني فمن حاربه فقد حاربني وأسخط ربي ثم دعا عليا فقال : يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وأنت العلم فيما بيني وبين امتي بعدي(٣).

٤ ـ ما : أبوعمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن أبي غسان عن جعفر ابن حبيب النهدي عن أبي العباس بن شبيب عن الصادق عليه‌السلام قال : احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين وكان أبوهما صالحا(٤).

٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبدالله بن غالب عن جابر عن أبي(٥) جعفر عليه‌السلام قال : لما نزلت هذه الآية يوم ندعو كل اناس بامامهم(٦) قال : فقال المسلمون : يارسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟.

__________________

(١) صحيفة الرضا : ٨.

(٢) امالي ابن الشيخ : ٢٣١ و ٢٣٢ والاية في الحشر : ٢٠.

(٣) امالي ابن الشيخ : ٢٣٢. والاية في البقرة : ١٨. أو ٢٧٥.

(٤) امالي ابن الشيخ :

(٥) في المصدر : عن أبي عبدالله.

(٦) الاسرآء : ٧١.

٢٠٣

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، ألا ومن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني(١) وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه برئ(٢).

٦ ـ ثو : ابن إدريس عن أبيه عن الاشعري عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن أبيه عن أبي الجارود عن عمرو بن قيس المشرقي قال : دخلت على الحسين صلوات الله عليه أنا وابن عم لي وهو في قصر بني مقاتل فسلمنا عليه فقال له ابن عمي : يا باعبدالله هذا الذي أرى خضاب أو شعرك؟ فقال : خضاب والشيب إلينا بني هاشم يعجل.

ثم أقبل علينا فقال : جئتما لنصرتي؟ فقلت : إني رجل كبير السن كثير الدين كثير العيال وفي يدي بضايع للناس ولا أدري مايكون ، وأكره أن اضيع أمانتي وقال له ابن عمي مثل ذلك ، قال لنا : فانطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريالي سوادا فانه من سمع واعيتنا أورأى سوادنا فلم يجبنا ولم يغثنا كان حقا على الله عزوجل أن يكبه على منخريه في النار(٣).

٧ ـ جا : علي بن بلال عن علي بن عبدالله الاصبهاني عن الثقفي عن محمد بن علي عن إبراهيم بن هراشة عن جعفر بن زياد الاحمر عن زيد بن علي بن الحسين قال : قرأ : « وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين » الآية ، ثم قال : حفظهما ربهما لصلاح أبيهما ، فمن أولى بحسن الحفظ منا ، رسول الله جدنا وبنته سيدة نساء الجنة امنا وأول من آمن بالله ووحده وصلى أبونا(٤).

٨ ـ كا : محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا

__________________

(١) في المصدر : فهو منى ومعى.

(٢) بصائر الدرجات : ١٠.

(٣) ثواب الاعمال : ٢٥٠ و ٢٥١.

(٤) امالي المفيد : ٦٧ و ٦٨ والاية في الكهف : ٨٢.

٢٠٤

عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل أعفى نبيكم أن يلقى من امته ما لقيت الانبياء من اممها ، وجعل ذلك علينا(١).

٩ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اشتد غضب الله وغضب رسوله على من أهرق دمي وآذاني في عترتي(٢).

صح : عنه عليه‌السلام مثله(٣).

١٠ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الويل لظالمي أهل بيتي كأني بهم غدا مع المنافقين في الدرك الاسفل من النار(٤).

صح : عنه عن آبائه عليهم‌السلام مثله(٥).

١١ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتلنا مع الدجال(٦).

١٢ ـ ن : الحافظ عن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : حدثني أبي قال : حدثني علي بن موسى قال : حدثني أبي موسى قال : حدثني أخي إسماعيل عن أبيه عن الحسين بن علي عليه‌السلام عن النبي (ص) عن جبرئيل عليه‌السلام عن الله عزوجل قال : من عادى أوليائي فقد بارزني بالمحاربة ، ومن حارب أهل بيتي فقد حل عليه عذابي ، ومن تولى غيرهم فقد حل عليه

__________________

(١) الكافي :

(٢) عيون الاخبار : ١٩٦.

(٣) صحيفة الرضا : ٣١ فيه : من أهرق دم ذريتي.

(٤) عيون الاخبار : ٢١١.

(٥) صحيفة الرضا : ٢٣.

(٦) عيون الاخبار : ٢١١.

٢٠٥

غضبي ، ومن أعز غيرهم فقد آذاني ومن آذاني فله النار(١).

بيان : قوله عليه‌السلام : ومن أعز غيرهم ، أي بما يوجب ذلهم.

١٣ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب الاسدي عن أرطاة بن حبيب عن عبيد بن ذكوان عن عمرو بن خالد قال : حدثني زيد بن علي وهو آخذ بشعره قال : حدثني أبي علي بن الحسين وهو آخذ بشعره قال : سمعت أبي الحسين بن علي وهو آخذ بشعره قال : سمعت أمير المؤمنين وهو آخذ بشعره عن رسول الله(٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بشعره قال : من آذى شعرة مني فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزوجل ، ومن آذى الله عزوجل لعنه ملا السماوات وملا الارض وتلا : « إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا »(٣).

ن ، لى : أحمد بن محمد بن رزمة عن أحمد بن عيسى العلوي عن عباد بن يعقوب عن حبيب بن أرطاة عن محمد بن ذكوان عن عمرو بن خالد إلى قوله : وملا الارض(٤).

١٤ ـ شى : عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا : عزير ابن الله ، واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا : المسيح ابن الله ، واشتد غضب الله على من أراق دمي وآذاني في عترتي(٥).

١٥ ـ فر : عن الحسين بن سعيد باسناده عن زيد بن علي في قوله تعالى : « وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة » قال : فحفظ الغلامان بصلاح أبيهما ، فمن أحق

__________________

(١) عيون الاخبار : ٢٢٦.

(٢) في المصدر : قال : سمعت رسول الله.

(٣) امالي ابن الشيخ : ٢٨٨ والاية في الاحزاب : ٥٧.

(٤) عيون الاخبار : ١٣٨ فيه : ( فعليه لعنة الله ) امالي الصدوق : ١٩٩. ط

(٥) تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٦.

٢٠٦

أن يرجو الحفظ من الله بصلاح من مضى من آبئه منا؟ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جدنا ، ابن عمه المؤمن به المهاجر معه أبونا ، وابنته امنا ، وزوجته أفضل أزواجه جدتنا ، فأي الناس أعظم عليكم حقا في كتابه منا؟ ثم نحن من امته وعلى ملته ندعوكم إلى سنته والكتاب الذي جاء به من ربه أن تحلوا حلاله وتحرموا حرامه وتعملوا بحكمه عند تفرق الناس واختلافهم(١).

١٦ ـ فر : الحسين بن الحكم باسناده عن أبي الجارود قال : قال زيد بن علي عليه‌السلام وقرأ الآية : « وكان أبوهما صالحا » قل : حفظهما الله بصلاح أبيهما وما ذكر منهما صلاح ، فنحن أحق بالمودة ، أبونا رسول الله وجدتنا خديجة وامنا فاطمة الزهرآء وأبونا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام(٢).

٩

باب

*(شدة محنهم وأنهم أعظم الناس مصيبة ، وأنهم عليهم‌السلام)*

*(لايموتون الا بالشهادة)*

١ ـ ما : أبوعمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن عبدالرحمان عن أبيه عن عثمان بن أبي ذرعة عن حمران عن محمد بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه قال : أعظم الناس أجرا في الآخرة أعظمهم مصيبة في الدنيا ، وإن أهل البيت أعظم الناس مصيبة مصيبتنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ، ثم يشركنا فيه الناس(٣).

بيان : ثم يشركنا فيه ، أي في الاجر أو في المصاب مطلقا أو بالرسول. فتدبر.

٢ ـ ما : الحفار عن عيسى بن موسى عن علي بن عبيد عن محمد بن سهل عن أبي عبدالله بن محمد البلوى عن إبراهيم بن عبيد الله بن العلا عن أبيه عن زيد بن علي

__________________

(١ و ٢) تفسير فرات : ٨٧.

(٣) امالي الطوسي : ١٦٩.

٢٠٧

عن أبيه عن جده عن علي عليه‌السلام قال : مازلت مظلوما مذ كنت أنه كان عقيل ليرمد فيقول : لاتذروني حتى تذروا أخي عليا فاضجع فاذرى وما بي رمد(١).

بيان : أقول : لاتخلو الرواية من غرابة بالنظر إلى التفاوت بين مولد أمير المؤمنين عليه‌السلام وعقيل كما سيأتي ، فإن من المستبعد أن يكلف من له اثنتان وعشرون سنة مثلا تقديم من له سنتان من الاضرار ، وأبعد منه قبول الوالدين منه ذلك.

٣ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن القاسم بن زكريا عن حسين بن نصر بن مزاحم عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن منصور بن سابور الترجمي(٢) عن عبدالله بن بريدة عن أبيه بريدة بن حصيب الاسلمي قال : قال رسول الله (ص) : عهد إلي ربي تعالى عهدا فقلت : يارب بينه لي. فقال : يا محمد اسمع ، علي رآية الهدى وإمام أوليائى ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك.

قال : قلت : اللهم اجل قلبه واجعل ربيعة(٣) الايمان في قلبه ، قال : فقد فعلت ، ثم قال : إني مستخصه ببلاء لم يصب أحدا من امتك(٤) ، قال : قلت : أخي وصاحبي قال : ذلك مما قد سبق مني إنه مبتلى ومبتلى به(٥).

بيان : في النهاية فيه : اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ، جعله ربيعا له لان الانسان يرتاح فيه في الربيع من الازمان ويميل إليه.

٤ ـ ع : حمزة العلوي عن الاسدي عن عبيد الله بن حمدون عن الحسين بن نصير عن خالد بن حصين(٦) عن يحيى بن عبدالله بن الحسن عن أبيه عن علي بن الحسين عن

__________________

(١) امالي ابن الشيخ : ٢٢٣.

(٢) في المصدر : البرجمى.

(٣) في نسخة : زينة الايمان.

(٤) في المصدر : لم يصب به أحد من خلقى.

(٥) امالي ابن الشيخ : ٣٢٧.

(٦) في نسخة : عن حصين.

٢٠٨

أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : مازلت أنا ومن كان قبلي من النبيين والمؤمنين مبتلين بمن يؤذينا ، ولو كان المؤمن على رأس جبل لقيض الله عزوجل له من يؤذيه ليأجره على ذلك.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما زلت مظلوما منذ ولدتني امي حتى أن كان عقيل ليصيبه رمد فيقول : لاتذروني حتى تذروا عليا ، فيذروني وما بي من رمد(١).

٥ ـ قب : أبان بن عثمان قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قوله تعالى : « إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها »(٢) الآية ، قال : نحن ذلك.

٦ ـ عبدوس الهمداني وابن فورك الاصفهاني وشيرويه الديلمي عن أبي سعيد الخدري قال : ذكر رسول الله (ص) لعلي عليه‌السلام ما يلقى بعده ، قال : فبكى علي (ع) وقال : أسألك بحق قرابتي وصحبتي إلا دعوت الله أن يقبضني إليه ، قال : يا علي تسألني أن أدعو الله لاجل مؤجل. الخبر.

٧ ـ وذهب كثير من أصحابنا إلى أن الائمة خرجوا من الدنيا على الشهادة ، واستدلوا بقول الصادق عليه‌السلام : والله مامنا إلا مقتول شهيد.

٨ ـ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ التفت إلي فبكى فقلت : مايبكيك يارسول الله؟ قال : أبكي من ضربتك على القرن ولطم فاطمة خدها وطعنة الحسن في فخذه والسم الذي يسقاه وقتل الحسين.

٩ ـ رأى أمير المؤمنين عليه‌السلام في المنام قائلا يقول :

إذا ذكر القلب رهط النبي

وسبي النساء وهتك الستر

وذبح الصبي وقتل الوصي

وقتل شبير وسم الشبر(٣)

ترقرق في العين ماء الفؤاد

ويجري على الخد منه الدرر

__________________

(١) علل الشرائع :

(٢) النساء : ٧٥.

(٣) شبير وشبر كحسين وحسن.

٢٠٩

فيا قلب صبرا على حزنهم

فعند البلايا تكون العبر

١٠ ـ وأجمع الفقهاء أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقسم الخمس من الغنائم في بني هاشم.

١١ ـ وأورد الشافعي عن أبي حنيفة باسناده عن عبدالله بن أبي ليلى أن في عهد عمر اتي بمال كثير من فارس وسوس والاهواز فقال : يابني هاشم لو أقرضتموني حقكم من هذه الغنائم لاعوض عليكم مرة اخرى ، فقال علي عليه‌السلام : يجوز ، فقال العباس : أخاف فوق حقنا ، فكان كما قال ، مات عمر وما رد علينا ، وفات حقنا.

١٢ ـ وسئل علي عليه‌السلام عن الخمس فقال : الخمس لنا فمنعنا فصبرنا. وكان عمر بن عبدالعزيز رده إلى محمد الباقر عليه‌السلام ورده أيضا المأمون ، فمن حرمت عليه الصدقة وفرضت له الكرامة والمحبة يتكففون ضرا ويهلكون فقرا ، يرهن أحدهم سيفه ويبيع آخر ثوبه وينظر إلى فيئه بعين مريضة ويتشدد على دهره بنفس ضعيفة ليس له ذنب إلا أن جده النبي وأباه الوصي(١).

١٣ ـ قب : أبوجعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا » قال : هم الاوصياء من مخافة عدوهم(٢).

١٤ ـ ع ، ل : القطان عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن محمد بن عبدالله عن علي بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الكبائر سبع فينا نزلت(٣) ومنا استحلت : فأولها الشرك بالله العظيم ، وقتل النفس التي حرم الله ، وأكل مال اليتيم ، وعقوق الوالدين ، وقذف المحصنة ، والفرار من الزحف ، و إنكار حقنا :

فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فينا ما قال ،

__________________

(١) مناقب آل ابي طالب ٢ : ٥١ و ٥٢.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤٦ والاية في الفرقان : ٦٣.

(٣) في الخصال : فينا انزلت.

٢١٠

فكذبوا الله وكذبوا رسوله فأشركوا بالله عزوجل.

وأما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن علي عليه‌السلام وأصحابه ، وأما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذى ججعله الله لنا فأعطوه(١) غيرنا.

وأما عقوق الوالدين فقد أنزل الله عزوجل في كتابه(٢) : « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجهم امهاتهم(٣) » فعقوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذريته ، وعقوا امهم خديجة في ذريتها ، وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة عليها‌السلام على منابرهم(٤).

وأما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين عليه‌السلام بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه وخذلوه ، وأما إنكار حقنا فهذا مالا يتنازعون فيه(٥).

١٥ ـ أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي قال أبان بن أبي عياش : قال لي أبوجعفر الباقر عليه‌السلام : مالقينا أهل البيت من ظلم قريش وتظاهرهم علينا وقتلهم إيانا ومالقيت شيعتنا ومحبونا من الناس ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبض وقد قام بحقنا وأمر بطاعتنا وفرض ولايتنا ومودتنا ، وأخبرهم بأنا أولى(٦) بهم من أنفسهم ، وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب فتظاهروا على علي عليه‌السلام واحتج عليهم بما قال رسول الله (ص) فيه وما سمعت العامة ، فقالوا : صدقت قد قال رسول الله (ص) ولكن قد نسخه ، فقال : إنا أهل بيت أكرمنا الله عزوجل واصطفانا ولم يرض لنا بالدنيا ، وإن الله لايجمع لنا النبوة والخلافة ، فشهد له بذلك أربعة نفر : عمر وأبوعبيدة ومعاذ بن جبل وسالم

__________________

(١) في نسخة : وأعطوه.

(٢) في الخصال : فقد انزل الله عزوجل ذلك في كتابه فقال.

(٣) الاحزاب : ٦.

(٤) فيه غرابة شديدة والحديث منفرد به واسناده ضعيف ، ولعل المراد بالقذف معنى آخر غير ماهو المتعارف.

(٥) علل الشرائع : ١٦٢ ، الخصال ٢ : ١٤.

(٦) في المصدر : اولى الناس.

٢١١

مولى أبي حذيفة ، فشبهوا على العامة وصدقوهم وردوهم على أدبارهم وأخرجوها من معدنها حيث جعلها الله ، واحتجوا على الانصار بحقنا(١) فعقدوها لابي بكر ثم ردها أبوبكر على عمر يكافيه بها ، ثم جعلها عمر شورى بين ستة ، ثم جعلها ابن عوف لعثمان على أن يردها عليه ، فغدر به عثمان وأظهر ابن عوف كفره وطعن في(٢) حياته ، وزعم(٣) أن عثمان سمه فمات.

ثم قام طلحة والزبير فبايعا عليا عليه‌السلام طائعين غير مكرهين ثم نكثا وغدرا و ذهبا بعائشة معهما إلى البصرة ، ثم دعا معاوية طغاة أهل الشام إلى الطلب بدم عثمان و نصب لنا الحرب ثم خالفه أهل حرورا على أن الحكم(٤) بكتاب الله وسنة نبيه ، فلو كانا حكما بما اشترط عليهما لحكما أن عليا أمير المؤمنين في كتاب الله وعلى لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي سنته ، فخالفه أهل النهروان وقاتلوه.

ثم بايعوا الحسن بن علي عليه‌السلام بعد أبيه وعاهدوه ثم غدروا به وأسلموه ووثبوا به حتى طعنوه بخنجر في فخذه(٥) وانتهبوا عسكره وعالجوا خلاخيل امهات الاولاد فصالح معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته وشيعته وهم قليل حق قليل حتى لم يجد أعوانا.

ثم بايع الحسين عليه‌السلام من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا ، ثم غدروا به فخرجوا إليه فقاتلوه حتى قتل عليه‌السلام.

ثم لم نزل أهل البيت مذ قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نذل ونقصى ونحرم ونقتل

__________________

(١) في المصدر : بحقنا وحجتنا.

(٢) في المصدر : ( واظهر ابن عوف كفره وجهله وطعن عليه في حياته وفي نسخة ( في جنانه ) وفي اخرى : ( في جنازته ) أقول : طعن عليه بصيغة المجهول أي أصابه الطاعون في حياة عثمان.

(٣) في المصدر : وزعم ولده.

(٤) في المصدر : على أن يحكم.

(٥) في نسخة : في بطنه.

٢١٢

ونطرد ونخاف على دمائنا وكل من يحبنا ، ووجد الكذابوان(١) لكذبهم موضعا يتقربون(٢) إلى أوليائهم وقضاتهم وعمالهم ، في كل بلدة يحدثون عدونا وولاتهم الماضين بالاحاديث الكاذبة الباطلة ، ويحدثون ويروون عنا مالم نقل تهجينا منهم لنا وكذبا منهم علينا وتقربا إلى ولاتهم وقضاتهم بالزور والكذب.

وكان عظم ذلك وكثرته في زمن معاوية بعد موت الحسن عليه‌السلام ، فقتلت الشيعة في كل بلدة وقطعت أيديهم وأرجلهم وصلبو هم على التهمة والظنة من ذكر حبنا والانقطاع إلينا ، ثم لم يزل البلاء الشديد يزداد(٣) من زمن ابن زياد بعد قتل الحسين عليه‌السلام ، ثم جاء الحجاج فقتلهم بكل قتلة وبكل ظنة وبكل تهمة ، حتى أن الرجل ليقال له : زنديق أو مجوسي كان ذلك أحب إليه من أن يشار إليه بأنه من شيعة الحسين عليه‌السلام.

وربما رأيت الرجل يذكر بالخير ولعله أن يكون(٤) ورعا صدوقا يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد مضى من الولاة لم يخلق الله منها شيئا قط وهو يحسب أنها حق لكثرة من سمعها(٥) منه ممن لايعرف بكذب ولا بقلة ورع ، ويروون عن علي عليه‌السلام أشياء قبيحة ، وعن الحسن والحسين عليهما‌السلام ما يعلم الله أنهم رووا في(٦) ذلك الباطل والكذب والزور.

قلت له : أصلحك الله سم لي من ذلك شيئا ، قال : روايتهم : عمر سيد كهول الجنة(٧) وإن عمر محدث ، وإن الملك يلقنه ، وإن السكينة تنطق على لسانه ، و

__________________

(١) في المصدر : الكاذبون.

(٢) في المصدر : يتقربون به.

(٣) في المصدر : البلاء يشتد ويزداد إلى زمن.

(٤) في المصدر : ولعله يكون.

(٥) في المصدر : لكثرة من قد سمعها منه.

(٦) في المصدر : قد رووا.

(٧) في المصدر : رووا أن سيدى كهول الجنة ابوبكر وعمر.

٢١٣

عثمان(١) الملائكة تستحي منه ، واثبت حرى(٢) فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد.

حتى عدد أبوجعفر عليه‌السلام أكثر من مائتي(٣) رواية يحسبون أنها حق ، فقال : هي والله كلها كذب وزور.

قلت : أصلحك الله لم يكن منها شئ؟ قال : منها موضوع ومنها محرف ، فأما المحرف فإنما عنى أن عليك نبي وصديق وشهيد ، يعني عليا عليه‌السلام(٤) ومثله : وكيف لايبارك لك وقد علاك نبي وصديق وشهيد ، يعني عليا(٥) ، اللهم اجعل قولي على قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى قول علي عليه‌السلام ما اختلف فيه امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من بعده إلى أن يبعث الله المهدي عليه‌السلام(٦).

بيان : وطعن ، على بناء المفعول ، أي أصابه الطاعون في حياته ، أي في حياة عثمان ، وفي بعض النسخ في جنانه ، أي في قلبه وجوفه ، وفي بعضها : في جنازته ، وهو كناية عن الموت ، في النهاية : تقول العرب إذا أخبرت عن موت إنسنا : رمي في جنازته.

١٦ ـ ن : تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الانصاري عن الهروي عن الرضا عليه‌السلام قال : ما منا إلا مقتول ، الخبر(٧).

١٧ ـ عد : اعتقادنا في النبي (ص) أنه سم في غزاة خيبر ، فما زالت هذه الاكلة

__________________

(١) في المصدر : وان عثمان.

(٢) في نسخة : حوى.

(٣) في المصدر : مائة.

(٤) في المصدر : يعنى عليا فقبلها.

(٥) زاد في المصدر بعد ذلك : ( وعامها كذب وزور وباطل ) أقول : قوله : اللهم لعله من كلام سليم أو ابان.

(٦) سليم بن قيس : ٨٧ ـ ٩٠ وفيه : اللهم اجعل قولى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقول علي عليه‌السلام.

(٧) عيون الاخبار : ٣٦٣.

٢١٤

تعاوده حتى قطعت أبهره(١) فمات منها ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام قتله عبدالرحمان بن ملجم لعنه الله ، ودفن بالغري ، والحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام سمته امرأته جعدة بنت الاشعث الكندي لعنهما الله فمات من ذلك(٢) ، والحسين بن علي عليهما‌السلام قتل بكربلاء قتله سنان بن أنس النخعي لعنه الله ، وعلي بن الحسين سيد العابدين عليه‌السلام سمه الوليد بن عبدالملك فقتله ، والباقر محمد بن علي عليه‌السلام سمه إبراهيم ابن الوليد فقتله ، والصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام سمه أبوجعفر المنصور فقتله ، وموسى بن جعفر عليه‌السلام سمه هارون الرشيد فقتله ، والرضا علي بن موسى عليه‌السلام قتله المأمون بالسم ، وأبوجعفر محمد بن علي الثاني عليه‌السلام ، قتله المعتصم بالسم ، وعلي بن محمد عليه‌السلام قتله المتوكل بالسم ، والحسن بن علي عليه‌السلام قتله المعتضد(٣) بالسم.

واعتقادنا أن ذلك جرى عليهم على الحقيقة والصحة لا على الحسبان و الحيلولة(٤) ولا على الشك والشبهة ، فمن زعم أنهم شبهوا أو واحد منهم فليس من ديننا على شئ ونحن منه برآء ، وقد أخبر النبي والائمة عليهم‌السلام أنهم مقتولون ، ومن قال : إنهم لم يقتلوا فقد كذبهم ومن كذبهم فقد كذب الله ومن كذب الله فقد كفر به وخرج به عن الاسلام ، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(٥).

بيان : أقول : رأيت في بعض الكتب المعتبرة أنه روي عن الصدوق رحمه‌الله مثله إلا أنه قال : وسم المعتز علي بن محمد الهادي عليه‌السلام ، وسم المعتمد الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام ، وهو أظهر في الاول ، لانه يشهد بعض الروايات بأن المتوكل لعنه الله قتل في زمان الهادي عليه‌السلام إلا أن يقال : إنه فعل ذلك بأمره بعده ، وهو بعيد

__________________

(١) الابهر : وريد العنق.

(٢) في نسخة : فمات منها.

(٣) في المصدر : المعتمد.

(٤) في نسخة : ( لا على الخيار ) وفي المصدر : على الخيلولة.

(٥) اعتقادات الصدوق : ١٠٩ و ١١٠.

٢١٥

وكذا في الثاني ، المعتمد هو المعتمد ، لما سيأتي من قول أكثر العلماء والمورخين أنه عليه‌السلام توفي في زمانه.

وقال ابن طاووس رحمه‌الله في كتاب الاقبال في الصلوات عليهم في كل يوم من شهر رمضان عند ذكره عليه‌السلام « وضاعف العذاب على من شرك في دمه » : وهو المعتمد و المعتضد برواية ابن بابويه القمي انتهى(١).

وقال الشيخ المفيد رحمه‌الله في شرح العقائد : وأما ما ذكره الشيخ أبوجعفر رحمه‌الله من مضي نبينا والائمة عليهم‌السلام بالسم والقتل فمنه ماثبت ومنه مالم يثبت ، و المقطوع به أن أمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم خرجوا من الدنيا بالقتل ولم يمت أحدهم حتف أنفه ، ومن بعدهم(٢) مسموما موسى بن جعفر عليه‌السلام ، و يقوى في النفس أمر الرضا عليه‌السلام ، وإن كان فيه شك ، فلا طريق إلى الحكم فيمن عداهم بأنهم سموا واغتيلوا أو قتلوا صبرا ، فالخبر بذلك يجري مجرى الارجاف ، وليس إلى تيقنه سبيل ، انتهى كلامه رفع الله مقامه(٣).

وأقول : مع ورود الاخبار الكثيرة الدالة عموما على هذا الامر والاخبار المخصوصة الدالة على شهادة أكثرهم وكيفيتها كما سيأتي في أبواب تواريخ وفاتهم عليهم‌السلام ، لا سبيل إلى الحكم برده وكونه من الارجاف ، نعم ليس فيمن سوى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وموسى بن جعفر وعلي بن موسى عليهم‌السلام أخبار متواترة توجب القطع بوقوعه ، بل إنما تورث الظن القوي بذلك ، ولم يقم دليل على نفيه ، وقرآئن أحوالهم وأحوال مخالفيهم شاهدة بذلك ، لا سيما فيمن مات منهم في حبسهم وتحت يدهم ، ولعل مراده رحمه‌الله أيضا نفي التواتر والقطع لا رد الاخبار.

١٨ ـ نص : الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي عن عبدالعزيز بن يحيى الجلودي

__________________

(١) الاقبال : ٩٧.

(٢) في المصدر : وممن مضى بعدهم.

(٣) تصحيح الاعتقاد : ٦٣ و ٦٤.

٢١٦

عن الجوهري عن عتبة بن الضحاك عن هشام بن محمد عن أبيه قال : خطب الحسن بن علي عليهما‌السلام بعد قتل أبيه فقال في خطبته : لقد حدثني حبيبي جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أن الامر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته مامنا إلا مقتول أو مسموم(١).

١٩ ـ نص : محمد بن وهبان عن داود بن هيثم عن جده عن إسحاق بن بهلول عن أبيه عن طلحة بن زيد عن الزبير بن عطا عن عمير بن هاني عن جنادة بن أبي امية قال : قال الحسن بن علي صلوات الله عليهما : والله لقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله أن هذا الامر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة ، مامنا إلا مسموم أو مقتول(٢).

أقول : سيأتي تمام الخبرين في أبواب تاريخه عليه‌السلام إنشاء الله تعالى ، وسيأتي في أبواب وفات كل منهم عليهم‌السلام ما يدل على شهادتهم.

__________________

(١ و ٢) كفاية الاثر :

٢١٧

١٠

باب

*(ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم وثواب)*

*(اللعن على أعدآئهم)*

١ ـ لى : العطار عن سعد عن عبدالصمد بن محمد عن حنان بن سدير عن سديف المكي قال : حدثني محمد بن علي الباقر عليه‌السلام وما رأيت محمديا قط يعدله ، قال : حدثنا جابر بن عبدالله الانصاري قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أيها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا ، قال : قلت : يارسول الله وإن صبام وصلى وزعم أنه مسلم؟ فقال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم(١).

٢ ـ ثولى : ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن المفضل بن صالح عن محمد بن مروان عن الصادق عن آبائه(٢) عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا(٣) ، قيل : يارسول الله وإن شهد الشهادتين؟ قال : نعم فانما احتجز بهاتين الكلمتين عن سفك دمه(٤) أو يؤدي الجزية عن يد وهو صاغر ، ثم قال : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : وكيف(٥) يارسول الله؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به(٦).

٣ ـ لى : ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن زياد

__________________

(١) امالي الصدوق : ٢٠٠ و ٢٠١.

(٢) في الامالي : عن أبيه عن آبائه.

(٣) في نسخة : ( بعثه الله يوم القيامة يهوديا ) وهو الموجود في المصدر.

(٤) في المصدر : انما احتجت بهاتين الكلمتين عند سفك دمه.

(٥) في نسخة : فكيف.

(٦) ثواب الاعمال : ١٩٦ و ١٩٧ ، امالي الصدوق : ٣٤٨ و ٣٤٩.

٢١٨

قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لو أن عدو علي جاء إلى الفرات وهو يزخ زخيخا قد أشرف ماؤه على جنبتيه فتناول منه شربة وقال : بسم الله ، وإذا شربها(١) قال : الحمد لله ، ما كان ذلك إلا ميتة(٢) أو دما مسفوحا أو لحم خنزير.

بيان : يزح زخيخا بالخاء المعجمة ، أي يدفع بعضه بعضا لكثرته أو يبرق ، قال الفيروزآبادي : زخه : دفعه في وهدة ، وزخ الخمر يزخ زخيخا : برق ، وفي بعض النسخ : بالراء المهملة والجيم ، قال الفيروز آبادي : الرج : التحريك والتحرك و الاهتزاز ، والرجرجة : الاضطراب. انتهى.

والغرض بيان أن مثل هذا الماء مع وفوره وكثرته وعدم توهم إسراف وغصب و تضييق على الغير إذا شرب منه مع رعاية الآداب المستحبة كان عليه حراما لكفره ، و إنما ابيح نعم الدنيا للمؤمنين.

٤ ـ ما : المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعيد بن عبدالله بن موسى عن محمد بن عبدالرحمان عن المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قلت للنبي (ص) : أوصني ، قال : عليك بمودة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، والذي بعثني بالحق نبيا لايقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وهو تعالى أعلم فان جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار ، يابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لاشد غضبا على مبغض علي عليه‌السلام منها على من زعم أن لله ولدا. يابن عباس لو أن الملائكة المقربين والانبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار ، قلت : يارسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال : يا ابن عباس نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا.

__________________

(١) في المصدر : فاذا شربها.

(٢) أي كميتة أو دم مسفوح ، هذا أمر الماء وهو لفوره لايعدل بقيمة ولا يحتاج اباحته إلى ذكر اسم الله فكيف بغيره مماله قيمة وما يحتاج اباحته إلى التسمية.

(٣) امالي الصدوق : ٣٩٠.

٢١٩

يابن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحق مابعث نبيا أكرم عليه مني ولا أوصياء أكرم عليه من وصيي علي ، قال ابن عباس : فلم أزل له كما أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصاني بمودته وإنه لاكبر عملي عندي الخبر(١).

٥ ـ ما : أبوالقاسم بن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري عن عمرو بن شمر عن يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين عليه‌السلام قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك يابن رسول الله إني وجدت في كتب أبي أن عليا عليه‌السلام قال لابي ميثم : أحبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا ، وابغض مبغض آل محمد وإن كان صواما قواما ، فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية(٢) » ثم التفت إلي وقال : هم والله أنت وشيعتك يا علي وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين متوجين ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : هكذا هو عيانا في كتاب علي(٣).

٦ ـ ما : الغضائري عن الصدوق عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن القاسم بن الوليد عن شيخ من ثمالة قال : دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة وهي تحدث الناس قلت لها : يرحمك الله حدثيني من بعض فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قالت : احدثك وهذا شيخ كما ترى بين يدي نائم؟ قلت لها : ومن هذا؟ فقالت : أبوالحمراء خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجلست إليه.

فلما سمع(٤) حسي استوى جالسا فقال : مه؟ فقلت : رحمك الله حدثني بما

__________________

(١) امالي الشيخ : ٦٤ و ٦٥.

(٢) البينة : ٧.

(٣) امالي ابن الشيخ : ٢٥٨ فيه : غرا محجلين مكتحلين متوجين.

(٤) في المصدر : فلما سمع حديثي.

٢٢٠