بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وابشرك ياحار ليعرفني والذي فلق الحبة وبرئ النسمة وليي وعدوي في مواطن شتى : عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة ، قال : وما المقاسمة؟ قال : مقاسمة النار اقسمها صحاحا(١) ، أقول : هذا وليي ، وهذا عدوي ، ثم أخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام بيد الحارث وقال : يا حارث أخذت بيدك كما أخذ بيدي رسول الله (ص) فقال لي وقد اشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين : إذا كان يوم القيامة أخذت(٢) بحجزة من ذي العرش تعالى ، وأخذت يا علي بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزكم(٣) ، فماذا يصنع الله بنبيه؟ وماذا يصنع نبيه بوصيه؟ وماذا يصنع وصيه بأهل بيته وشيعتهم؟ خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ، قالها ثلاثا ، فقال الحارث : وقام يجر ردآءه جذلا(٤) ، ما ابالي وربي بعد هذا ألقيت الموت أو لقيني(٥).

بيان : في القاموس : أود كفرح : اعوج ، وأودته فتأود : عطفته فانعطف ، وآده الامر : بلغ منه المجهود وآد : مال ورجع ، وتأود الامر وتأداه : ثقل عليه ، وقال : خبط البعير بيده الارض كتخبطه واختبطه : وطئه شديدا ، وقال : المحجن كمنبر : العصا الموجة ، وقال : الغليل : الحقد والضغن ، وقال : قلاه كرماه ورضيه : أبغضه وكرهه ، وقال : أحجم عنه : كف أو نكص هيبة.

وفي النهاية في حديث علي عليه‌السلام : خير هذه الامة النمط الاوسط ، النمط : الطريقة من الطرائق والضروب ، يقال : ليس هذا من ذلك النمط ، أي من ذلك الضرب. والنمط : الجماعة من الناس أمرهم واحد ، وفي القاموس : أرعني سمعك

__________________

(١) في المصدر : اقسمها قسمة صحاحا.

(٢) في المصدر : أخذت أنت.

(٣) في المصدر : بحجزتكم.

(٤) في المصدر : جذلان.

(٥) كنز جامع الفوائد : ٣٢٥ ، ٣٢٧.

١٦١

وراعني : استمع لمقالي ، قوله : نفلا ، أي زائدا على ماتقدم. وقال الجوهري : الجذل بالتحريك : الفرح.

١٠ ـ مشارق الانوار : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حب أهل بيتي ينفع من أحبهم في سبعة مواطن مهولة : عند الموت وفي القبر وعند القيام من الاجداث وعند تطائر الصحف وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط ، فمن أحب أن يكون آمنا في هذه المواطن فليتوال عليا بعدي وليتمسك بالحبل المتين ، وهو علي بن أبي طالب و عترته من بعده فانهم خلفائي وأوليائي ، علمهم علمي وحلمهم حلمي وأدبهم أدبي و حسبهم حسبي ، سادة الاولياء وقادة الاتقياء وبقية الانبياء حربهم حربي وعدوهم عدوي(١).

١١ ـ أعلام الدين للديلمي من كتاب الحسين بن سعيد باسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا بلغت نفس أحدكم هذه وأومأ إلى حلقه قيل له : أما ما كنت تحذر من هم الدنيا فقد أمنته ، ثم يعطى بشارته.

١٢ ـ وعنه عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله (ص) أنه قال لامير المؤمنين عليه‌السلام : بشر شيعتك ومحبيك بخصال عشر :

أولها طيب مولدهم ، وثانيها : حسن إيمانهم ، وثالثها : حب الله لهم ، و الرابعة : الفسحة في قبورهم ، والخامسة : نورهم يسعى بين أيديهم ، والسادسة : نزع الفقر من بين أعينهم وغنى قلوبهم ، والسابعة : المقت من الله لاعدآئهم ، والثامنة : الامن من البرص والجذام ، والتاسعة : انحطاط الذنوب والسيئات عنهم ، والعاشرة : هم معي في الجنة وأنا معهم ، فطوبى لهم وحسن مآب.

١٣ ـ وروي جابر بن عبدالله قال : بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : يا أبا الحسن هذا جبرئيل عليه‌السلام يقول : إن الله تعالى أعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والانس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة

__________________

(١) مشاوق الانوار : ٦٧.

١٦٢

والامن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل الناس ، يسعى نورهم بين أيديهم.

١٤ ـ وروي جابر أيضا عنه (ص) قال : من أحب الائمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكن أحد أنه في الجنة فإن في حب أهل بيتي عشرين خصلة : عشر في الدنيا ، وعشر في الآخرة ، أما في الدنيا فالزهد والحرص على العمل والورع في الدين والرغبة في العبادة والتوبة قبل الموت والنشاط في قيام الليل واليأس مما في أيدي الناس والحفظ لامر الله عزوجل ونهيه ، والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء.

وأما في الآخرة فلا ينشر له ديوان ، ولا ينصب له ميزان ، ويعطى كتابه بيمينه ويكتب له برآءة من النار ، ويبيض وجهه ، ويكسى من حلل الجنة ، ويشفع في مائة من أهل بيته ، وينظر الله إليه بالرحمة ، ويتوج من تيجان الجنة ، العاشرة دخول الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحب أهل بيتي.

١٥ ـ وعن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : قد استحييت مما اكرر هذا الكلام عليكم : إنما بين أحدكم وبين أن يغتبط أن تبلغ نفسه ههنا وأهوى بيده إلى حنجرته يأتيه رسول الله (ص) وعلي عليه‌السلام فيقولان له : أما ما كنت تخاف فقد آمنك الله منه ، وأما ما كنت ترجو فأمامك ، فابشروا(١) أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات ، كل مؤمنة حورآء عيناء ، كل مؤمن صديق شهيد.

١٦ ـ وقال أبوعبدالله عليه‌السلام لاصحابه ابتداء منه : أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، ووصلتمونا وجفانا الناس ، فجعل الله محياكم محيانا و مماتكم مماتنا.

أما والله ما بين الرجل منكم وبين أن يقر الله عينه إلا أن تبلغ نفسه هذا المكان وأومأ إلى حلقه فمد الجلدة ثم أعاد ذلك فوالله مارضي حتى حلف ، فقال : والله

__________________

(١) الظاهر انه وما بعده من كلام أبي عبدالله عليه‌السلام.

١٦٣

الذي لا له إلا هو ، لحدثني أبي محمد بن علي بذلك ، إن الناس أخذوا ههنا وههنا وإنكم أخذتم حيث أخذ الله ، إن الله اختار من عباده محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واخترتم خيرة الله فاتقوا الله وأدوا الامانات إلى الاسود والابيض وإن كان حروريا وإن كان شاميا.

١٧ ـ وعن عبدالرحيم قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : إنما يغتبط أحدكم حين تبلغ نفسه ههنا ، فينزل عليه ملك فيقول : أما ما كنت ترجو فقد اعطيته ، وأما ما كنت تخافه فقد أمنت منه ، فيفتح له باب إلى منزله من الجنة فيقال له : انظر إلى مسكنك من الجنة وانظر هذا رسول الله وفلان وفلان وفلان هم رفقاؤك ، وهو قوله تعالى : « الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة »(١).

١٨ ـ وعن صفوان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : والله إنكم لعلى دين الله ودين ملائكته ، وإنكم والله لعلى الحق فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم وصلوا في مساجدكم و عودوا مرضاكم ، فاذا تميز الناس فتميزوا ، فإن ثوابكم لعلى الله ، وإن أغبط ما تكونون إذا بلغت نفس أحدكم إلى هذه وأومأ إلى حلقه قرت عينه.

١٩ ـ وعن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للحارث الاعور : لينفعنك حبنا عند ثلاث : عند نزول ملك الموت ، وعند مسائلتك في قبرك ، وعند موقفك بين يدي الله(٢).

٢٠ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان ناقلا من كتاب جمعه السيد حسن بن كبش الحسيني باسناده عن المفيد رفع الحديث إلى ام سلمة قالت : قال رسول الله (ص) لعلي عليه‌السلام : يا علي إخوانك يفرحون في أربعة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا وأنت شاهدهم ، وعند المسائلة في قبورهم ، وعند العرض ، وعند الصراط(٣).

٢١ ـ قال : ومما رواه لي السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبدالحميد الحسيني

__________________

(١) يونس : ٦٣ و ٦٤.

(٢) اعلام الدين : مخطوط.

(٣) المحتضر : ١٥.

١٦٤

باسناده عن أبي عمرو الكشي عن محمد بن مسعود رفعه إلى سعيد بن يسار أنه حضر أحد ابني سابور وكان لهما ورع وإخبات فمرض أحدهما ولا أحسبه إلا زكريا بن سابور ، قال : فحضرته عند موته قال : فبسط يده ثم قال : بسطت يدى ياعلي ، قال : قصصت ذلك على أبي عبدالله عليه‌السلام ثم قمت عنه فاتبعني رسوله فرجعت إليه فقال : أخبرني خبر الرجل الذي حضرته عند موته أي شئ سمعته يقول؟ قلت : بسط يده ثم قال : بسطت يدي يا علي ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : رآه والله ، رآه والله(١).

٢٢ ـ ما : أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن عبدالله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام فسلمنا عليه وجلسنا بين يديه فسألنا من أنتم؟ قلنا : من أهل الكوفة ، فقال : أما إنه ليس من بلد من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ، ثم هذه العصابة خاصة إن الله هداكم لامر جهله الناس ، أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس واتبعتمونا وخالفنا الناس ، فجعل الله محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي أنه كان يقول : مابين أحدكم وبين أن يرى ماتقر به عينه أو يغتبط(٢) إلا أن تبلغ نفسه ههنا ثم أهوى بيده إلى حلقه ثم قال : وقد قال الله في كتابه : « ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية » فنحن ذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٣).

__________________

(١) المحتضر.

(٢) في المصدر : ويغتبط.

(٣) امالي الشيخ : ٦٧.

١٦٥

٧

باب

*(انه لاتقبل الاعمال الا بالولاية)*

الايات : إبراهيم « ١٤ » : مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لايقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد « ٢١ ».

طه : « ٢٠ » وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى « ٨٤ ». وقال تعالى : ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما « ١١٢ ».

تفسير : حكم الله تعالى في الآية الاولى بكون أعمال الكفار باطلة ، والاخبار المستفيضة وردت باطلاق الكافر على المخالفين لانكارهم النصوص على الائمة عليهم‌السلام. وروي علي بن إبراهيم في تفسير تلك الآية أنه قال : من لم يقر بولاية أمير المؤمنين بطل عمله ، مثل الرماد الذي تجئ الريح فتحمله(١).

وفسر الاهتدآء في الاية الثانية في كثير من الاخبار بالاهتدآء إلى الولاية ، وأما الايمان في الآية الثالثة فلا ريب في أن الولاية داخلة فيه ، فشرط الله تعالى الايمان في كون الاعمال الصالحة أسبابا(٢) لعدم خوف الظلم بمنع ثواب يستحقه والهضم أي الكسر منه بنقصان.

وقال ابن عباس : لايخاف أن يزاد على سيئاته ولاينقص من حسناته ، والهضم في اللغة الكسر والنقص ، واعلم أن الامامية أجمعوا على اشتراط صحة الاعمال و قبولها بالايمان الذي من جملته الاقرار بولاية جميع الائمة عليهم‌السلام وإمامتهم ، والاخبار

__________________

(١) تفسير القمي : ٣٤٥.

(٢) في نسخة : سببا.

١٦٦

الدالة عليه متواترة بين الخاصة والعامة.

١ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « فلا يخاف ظلما ولا هضما » أي لاينقص من عمله شيئا ، وأما ظلما يقول : لن يذهب به(١).

٢ ـ لى : ابن ناتانه عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الساباطي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أول مايسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله عن الصلوات المفروضات وعن الزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض وعن الحج المفروض وعن ولايتنا أهل البيت ، فان أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه ، وإن لم يقر بولايتنا بين يدي الله جل جلاله لم يقبل الله عزوجل منه شيئا من أعماله(٢).

٣ ـ لى : علي بن عيسى عن علي بن محمد ماجيلويه عن البرقي عن محمد بن حسان عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبي (ص) فقال : يامحمد السلام يقرئك السلام ويقول : خلقت السماوات السبع ومافيهن والارضين السبع ومن عليهن وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام ، ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي لاكببته في سقر(٣).

٤ ـ لى : العطار عن سعد عن الاصبهاني عن المنقري عن حفص عن الصادق عليه‌السلام قال : إن عليا عليه‌السلام كان يقول : لا خير في الدنيا إلا لاحد رجلين : رجل يزداد كل يوم إحسانا ، ورجل يتدارك(٤) سيئته بالتوبة!

__________________

(١) تفسير القمي : ٤٢٥ فيه : شئ.

(٢) امالي الصدوق : ١٥٤ و ١٥٥.

(٣) امالي الصدوق : ٢٩٠.

(٤) في نسخة : ( منيته ) وهو يوافق مافي المحاسن ، وفي الخصال : ذنبه.

١٦٧

وأنى له بالتوبة؟ والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ماقبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت(١).

ل : أبي وابن الوليد معا عن سعد مثله(٢).

سن : الاصفهاني مثله(٣).

٥ ـ فس : جعفر بن أحمد عن عبدالكريم بن عبدالرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من خالفكم وإن تعبد(٤) واجتهد منسوب إلى هذه الآية : وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية(٥).

٦ ـ فس : محمد بن جعفر(٦) عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها(٧) » قال : هي للمسلمين عامة ، والحسنة الولاية ، فمن عمل من حسنة كتبت(٨) له عشرا فان لم يكن ولاية دفع عنه بما عمل من حسنته في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق(٩).

أقول : قد مر مثله بأسانيد جمة في أبواب تفسير الآيات.

٧ ـ فس : أحمد بن علي عن الحسين بن عبيد الله عن السندي بن محمد عن أبان عن الحارث بن يحيى(١٠) عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : « وإني لغفار لمن تاب

__________________

(١) امالي الصدوق : ٣٩٥ و ٣٩٦.

(٢) الخصال : ١ : ٢٢.

(٣) المحاسن : ٢٢٤ فيه : الا بمعرفة الحق.

(٤) في نسخة : عبد.

(٥) تفسير القمي : ٧٢٣ والايات في الغاشية : ٢ ـ ٤.

(٦) في المصدر : محمد بن سلمة عن محمد بن جعفر.

(٧) الانعام : ١٦٠.

(٨) في نسخة : كتب الله له.

(٩) تفسير القمى : ٤٨٠ و ٤٨١ فيه : فان لم تكن له ولاية رفع عنه.

(١٠) في نسخة : الحارث بن عمر.

١٦٨

وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى » قال : ألا ترى كيف اشترط ولم تنفعه التوبة أو الايمان والعمل الصالح حتى اهتدى ، والله لو جهد أن يعمل(١) ماقبل منه حتى يهتدي قال : قلت : إلى من؟ جعلني الله فداك ، قال : إلينا(٢).

بيان : لعل المراد بالايمان على هذا التفسير الاسلام ، وقد مر مثله بأسانيد.

٨ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره » يقول : إن كان من أهل النار وكان قد عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة أن كان عمله لغير الله « ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره(٣) » يقول : إذا كان من أهل الجنة رآى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له(٤).

أقول : قد مرت الاخبار الدالة على المقصود من هذا الباب في أبواب النصوص على الائمة كقوله في خبر المفضل : « يامحمد لو أن عبدا يعبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما اسكنه جنتي ولا أظللته تحت عرشي ».

وسيأتي في باب النص على أمير المؤمنين عليه‌السلام الاخبار الكثيرة في ذلك ، كقوله في خبر محمد بن يعقوب النهشلي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام : « قال الله تعالى : لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي » وقد مضى كثير منها في أبواب تأويل الآيات من هذا المجلد.

٩ ـ ما : فيما كتب أمير المؤمنين عليه‌السلام مع محمد بن أبي بكر إلى أهل مصر : ياعباد الله إن اتقيتم الله وحفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ماعبد ، و ذكرتموه بأفضل ماذكر ، وشكرتموه بأفضل ماشكر ، وأخذتم بأفضل الصبر والشكر واجتهدتم أفضل الاجتهاد ، وإن كان غيركم أطول منكم صلاة وأكثر منكم صياما فأنتم

__________________

(١) في المصدر : أن يعمل بعمل.

(٢) تفسير القمي : ٤٢٠ والاية في طه : ٨٤.

(٣) الزلزال : ٧ و ٨.

(٤) تفسير القمي : ٧٣٣.

١٦٩

أتقى لله منه وأنصح لاولي الامر(١).

١٠ ـ ما : المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن أبي عوانة موسى بن يوسف عن محمد بن سليمان بن بزيع عن الحسين الاشقر عن قيس عن ليث عن أبي ليلى عن الحسين ابن علي عليهما‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : ألزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لاينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا(٢).

١١ ـ ما : المفيد عن أحمد بن محمد الزراري عن الحميري عن ابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الساباطي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن أبا امية يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت : لايضر مع الايمان عمل ، ولاينفع مع الكفر عمل؟

فقال : إنه لم يسألني أبوامية عن تفسيرها ، إنما عنيت بهذا أنه من عرف الامام من آل محمد ، ويتولاه ثم عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك وضوعف له أضعافا كثيرة فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة ، فهذا ماعنيت بذلك وكذلك لايقبل الله من العباد الاعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الامام الجائر الذي ليس من الله تعالى.

فقال له عبدالله ابن أبي يعفور : أليس الله تعالى قال : « من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون » فكيف لاينفع العمل الصالح ممن تولى أئمة الجور؟ فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : وهل تدري ما الحسنة التي عناها الله تعالى في هذه الآية؟ هي معرفة الامام وطاعته ، وقد قال الله عزوجل (٣) : « ومن جاء بالسيئة فكبت

__________________

(١) امالي ابن الشيخ : ١١٧.

(٢) امالي ابن الشيخ : ٢٦٦ و ٢٦٧.

(٣) في المصدر : هي والله معرفة بالامام وطاعته وقال :

١٧٠

وجوههم في النار هل تجزون إلا ماكنتم تعملون(١) » وإنما أراد بالسيئة إنكار الامام الذي هو من الله تعالى ، ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من الله وجاءه منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه الله تعالى يوم القيامة في النار(٢).

١٢ ـ ما : أبومنصور السكري عن جده علي بن عمر عن العباس بن يوسف السككي عن عبيد الله بن هشام عن محمد بن مصعب عن الهيثم بن حماد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : رجعنا مع رسول الله (ص) قلقين(٣) من تبوك فقال لي في بعض الطريق ألقوا لي الاحلاس والاقتاب ، ففعلوا فصعد رسول الله (ص) فخطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله.

ثم قال : معاشر الناس مالي إذا ذكر آل إبراهيم عليه‌السلام تهللت وجوهكم وإذا ذكر آل محمد كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان؟ فوالذي بعثني بالحق نبيا لوجاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام لاكبه الله عزوجل في النار(٤).

بيان : الفقأ : الشق ، وهو كناية عن شدة احمرار الوجه للغضب.

١٣ ـ ما : أبوعمرو عن ابن عقدة عن عبدالله بن أحمد عن نصر بن مزاحم عن عمرو ابن شمر عن جابر عن تميم وعن أبي الطفيل عن بشر بن غالب وعن سالم بن عبدالله كلهم ذكر عن ابن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يابني عبدالمطلب إني سألت الله عزوجل ثلاثا : أن يثبت قائلكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وسألت الله تعالى أن يجعلكم جودآء نجبآء رحماء ، فلو أن امرء صف بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله عزوجل وهو لاهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله مبغض دخل النار(٥).

__________________

(١) النمل : ٩١ و ٩٢.

(٢) امالي ابن الشيخ : ١٩٣ و ١٩٤.

(٣) في المصدر : قافلين.

(٤) امالي ابن الشيخ : ١٧.

(٥) امالي ابن الشيخ : ١٤.

١٧١

كشف : من كتاب الاربعين للحافظ أبي بكر محمد بن أبي نصر عن ابن عبا س مثله(١).

١٣ ـ ما : المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن عدة من أصحابه عن سهل عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن معاذ بن كثير قال : نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير فدنوت إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت : إن أهل الموقف كثير ، قال : فضرب ببصره فأدراه فيهم ثم قال : ادن مني يابا عبدالله ، فدنوت منه فقال : غثاء يأتي به الموج من كل مكان ، والله ما الحج إلا لكم ، لا والله مايتقبل الله إلا منكم(٢).

بيان : الغثاء بالضم والمد مايجيئ فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره ، ذكره في النهاية.

١٥ ـ ما : المفيد عن علي بن خالد المراغي عن الحسن بن علي الكوفي عن إسماعيل بن محمد المزني عن سلام بن أبي عمرة عن سعد بن سعيد عن يونس بن عبدالجبار عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : مابال أقوام إذا ذكر عندهم آل ابراهيم عليه‌السلام فرحوا واستبشروا ، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم ، والذي نفس محمد بيه لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ماقبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي(٣).

بيان : قال الفيروزآبادي : اشمأز : انقبض واقشعر أو ذعر ، والشئ : كرهه.

١٦ ـ ما : المفيد عن الجعابي عن عبدالله بن أحمد بن مستورد عن عبدالله بن يحيى عن علي بن عاصم عن أبي حمزة الثمالي قال : قال لنا علي بن الحسين زين العابدين عليهما‌السلام : أي البقاع أفضل؟ فقلنا(٤) : الله ورسوله وابن رسوله أعلم : فقال : إن أفضل البقاع

__________________

(١) كشف الغمه.

(٢) امالي الشيخ : ١١٦.

(٣) امالي ابن الشيخ : ٨٧.

(٤) في ثواب الاعمال والمحاسن : قلت.

١٧٢

مابين الركن والمقام ، ولو أن رجلا عمر ماعمر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع(١) ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا(٢).

ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم عن الثمالي مثله(٣).

سن : محمد بن علي عن ابن أبي نجران مثله(٤).

١٧ ـ ما : المفيد عن الحسين بن محمد التمار عن ابن أبي اويس عن أبيه عن حميد ابن قيس عن عطا عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يابني عبدالمطلب إني سألت الله لكم أن يعلم جاهلكم وأن يثبت قائمكم وأن يهدي ضالكم وأن يجعلكم نجداء جوداء رحماء ، ولو أن رجلا صلى وصف قدميه بين الركن والمقام ولقي الله ببغضكم أهل البيت دخل النار(٥).

جا ، ما : المفيد عن الجعابي عن عبدالكريم بن محمد عن سهل بن زنجلة عن ابن أبي اويس مثله(٦).

١٨ ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قيل له : إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له : إذا عرفت الحق فاعمل ماشئت ، فقال : لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت له هكذا ولكني قلت له : إذا عرفت الحق فاعمل ماشئت من خير يقبل منك ، إن الله عز

__________________

(١) في ثواب الاعمال : في ذلك المقام.

(٢) امالي ابن الشيخ : ٧٢.

(٣) ثواب الاعمال : ١٩٧ فيه : لم ينتفع بذلك شيئا.

(٤) المحاسن : ٩١.

(٥) امالي ابن الشيخ : ٧٣.

(٦) امالي ابن الشيخ : ١٣ ، امالي المفيد : ١٤٨ فيهما : ولو ان رجلا صف قدميه بين الركن والمقام مصليا.

١٧٣

وجل يقول : « من عمل صالحا من ذكر أواثنى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب »(١) ويقول تبارك وتعالى(٢) : « من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة »(٣).

١٩ ـ مع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن أبيه عن علي بن النعمان عن فضيل ابن عثمان قال : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام فقيل له : إن هؤلاء الاجانب(٤) يروون عن أبيك يقولون : إن أباك عليه‌السلام قال : إذا عرفت فاعمل ماشئت ، فهم يستحلون من بعد ذلك كل محرم(٥) ، قال : مالهم لعنهم الله؟ إنما قال أبي عليه‌السلام : إذا عرفت الحق فاعمل ماشئت من خير يقبل منك(٦).

٢٠ ـ ج : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في جواب الزنديق المدعي للتناقض في القرآن قال عليه‌السلام : وأما قوله : « فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه »(٧). وقوله : « وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى »(٨) فان ذلك كله لا يغني إلا مع اهتداء ، وليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقا بالنجاة مما هلك به الغواة ، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد وإقرارها بالله ، ونجا سائر المقرين بالوحدانية من إبليس فمن دونه في الكفر ، وقد بين الله ذلك بقوله : « الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون »(٩)

__________________

(١) المؤمن : ٤٣.

(٢) النحل : ٩٩.

(٣) معاني الاخبار : ٣٨٨ و ٣٨٩.

(٤) في نسخة : ( الاخابث ) أقول. يراد بهم الخطابية.

(٥) في نسخة : يستحلون بذلك كل محرم.

(٦) المعانى ص ١٨١ و ١٨٢.

(٧) الانبياء : ٩٤.

(٨) طه : ٨٤.

(٩) الانعام : ٨٢.

١٧٤

وبقوله : « الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم »(١) وللايمان حالات ومنازل يطول شرحها.

ومن ذلك أن الايمان قد يكون على وجهين : إيمان بالقلب ، وإيمان باللسان كما كان إيمان المنافقين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما قهرهم السيف(٢) وشملهم الخوف فانهم آمنوا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم ، فالايمان بالقلب هو التسليم للرب ومن سلم الامور لمالكها لم يستكبر عن أمره كما استكبر إبليس عن السجود لآدم واستكبر أكثر الامم عن طاعة أنبيائهم فلم ينفعهم التوحيد كما لم ينفع إبليس ذلك السجود الطويل ، فإنه سجد سجدة واحدة أربعة آلاف عام لم يرد بها غير زخرف الدنيا والتمكين من النظرة ، فلذلك لاتنفع الصلاة والصدقة إلا مع الاهتداء إلى سبيل النجاة وطريق الحق(٣).

٢١ ـ ع : ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن صباح المدائني(٤) عن المفضل بن عمر أن أبا عبدالله عليه‌السلام كتب إليه كتابا فيه : إن الله عز وجل لم يبعث نبيا قط يدعو إلى معرفة الله ليس معها طاعة في أمر ولا نهي ، وإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها(٥) الله على حدودها مع معرفة من دعا إليه ، ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه(٦) وصلى وصام وحج واعتمر وعظم حرمات الله كلها لم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الاخلاق كلها وتجنب سيئها.

__________________

(١) المائدة : ٤٥.

(٢) في المصدر : بالسيف.

(٣) احتجاج الطبرسي : ١٣٠.

(٤) في نسخة : المزنى.

(٥) في المصدر : فرضها الله.

(٦) في نسخة من الكتاب وفى المصدر : ظاهرة وباطنة.

١٧٥

ومن زعم أنه يحل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يحل لله حلالا ولم يحرم له حراما وإن من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته فلم يفعل شيئا من ذلك لم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحل لله حلالا ، ليس له صلاة وإن ركع وإن سجد ، ولا له زكاة ولا حج ، وإنما ذلك كله يكون بمعرفة رجل من الله عزوجل على خلقه بطاعته وأمر بالاخذ عنه.

فمن عرفه وأخذ عنه أطاع الله ، ومن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ، وإنما قيل : اعرف واعمل ماشئت من الخير فانه لايقبل منك ذلك بغير معرفة ، فاذا عرفت فاعمل لنفسك ماشئت من الطاعة قل أو كثر فانه مقبول منك(١).

٢٢ ـ ير : محمد بن عيسى عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : « وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى » قال : ومن تاب من ظلم وآمن من كفر وعمل صالحا ثم اهتدى إلى ولايتنا ، وأومأ بيده إلى صدره(٢).

٢٣ ـ ثو : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن صفوان عن إسحاق بن غالب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : عبدالله حبر من أحبار بني إسرآئيل حتى صار مثل الخلال فأوحى الله عزوجل إلى نبي زمانه : قل له : وعزتي وجلالي وجبروتي لو أنك عبدتني حتى تذوب كما تذوب الالية في القدر ماقبلت منك حتى تأتيني من الباب الذي أمرتك(٣).

سن : محمد بن علي عن صفوان مثله(٤).

__________________

(١) علل الشرائع : ٩١.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٣.

(٣) ثواب الاعمال : ١٩٦.

(٤) المحاسن : ٩٨.

١٧٦

٢٤ ـ ثو : أبي عن علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن كرام الخثعمي عن أبي الصامت عن المعلى بن خنيس قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا معلى لو أن عبدا عبدالله مائة عام مابين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه هرما ، جلاهلا لحقنا(١) لم يكن له ثواب(٢).

سن : الوشاء مثله(٣).

بيان : التراقي : العظام المتصلة بالحلق من الصدر ، والتقاؤها كناية عن نهاية الذبول والدقة والتجفف.

٢٥ ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة بن خالد عن ميسر(٤) قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام وعنده في الفسطاط نحو من خمسين رجلا فجلس بعد سكوت منا طويل(٥) فقال : مالكم(٦)؟ لعلكم ترون أني نبي الله؟ والله ما أنا كذلك ، ولكن لي قرابة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وولادة.

فمن وصلنا(٧) وصله الله ، ومن أحبنا أحبه الله عزوجل ، ومن حرمنا حرمه الله أفتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد منا ، فكان(٨) هو الراد على نفسه قال : ذلك مكة الحرام التي رضيها الله(٩) لنفسه حرما وجعل بيته فيها.

__________________

(١) في المصدر : بحقنا.

(٢) ثواب الاعمال : ١٩٧.

(٣) المحاسن : ٩٠.

(٤) في المصدر : ميسرة.

(٥) في نسخة من الكتاب وفي المصدر : طويلا.

(٦) في نسخة : ( مالكم لاتنطقون ) وفي المحاسن : مالكم؟ ترون.

(٧) في المحاسن : فمن وصلها. وفيه : ومن أحبها. وفيه : ومن حرمها.

(٨) في المصدر والمحاسن : وكان.

(٩) في التفسير : وضعها.

١٧٧

ثم قال : أتدرون أي البقاع أفضل فيها عند الله حرمة(١)؟ فلم يتكلم أحد منا فكان هو الراد على نفسه فقال : ذلك المسجد الحرام ، ثم قال : أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أفضل(٢) عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا فكان هو الراد على نفسه فقال : ذاك بين الركن والمقام(٣) وباب الكعبة ، وذلك حطيم إسماعيل عليه‌السلام ذاك الذي كان يزود(٤) فيه غنيماته ويصلي فيه ، ووالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام(٥) الليل مصليا حتى يجيئه النهار وصام(٦) النهار حتى يجيئه الليل ولم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا أبدا(٧).

سن : محمد بن علي وعلي بن محمد معا عن ابن فضال مثله(٨).

فر : الحسين بن سعيد باسناده عنه عليه‌السلام مثله وزاد في آخره : ألا إن أبانا إبراهيم خليل الله كان ممن اشترط على ربه قال : « فاجعل أفئدة من الناس تهوي(٩) إليهم » إنه (١٠) لم يعن الناس كلهم فأنتم أولياؤه رحمكم الله ونظراؤكم ، وإنما مثلكم في الناس مثل الشعرة السودآء في الثور الابيض ومثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود ، ينبغي

__________________

(١) في المحاسن والتفسير : اي بقعة في مكة افضل عند الله حرمة؟

(٢) في نسخة من الكتاب وفي التفسير والمحاسن : اعظم.

(٣) في المصادر : ( الركن والحجر الاسود ) وفي المحاسن : وذلك باب الكعبة. وفي التفسير : إلى باب الكعبة.

(٤) في الثواب : يذود غنيماته.

(٥) في المحاسن : ( قائما ) وفي التفسير : قائم.

(٦) في المحاسن : ( وصائم النهار ) وفيه : ثم لم يعرف لنا حقنا.

(٧) ثواب الاعمال : ١٩٧ و ١٩٨.

(٨) المحاسن : ٩١ و ٩٢.

(٩) ابراهيم : ٤.

(١٠) في المصدر : اما انه.

١٧٨

للناس أن يحجوا هذا البيت ويعظمونا(١) لتعظيم الله وأن تلقونا حيث كنا ، نحن الادلاء على الله تعالى(٢).

٢٦ ـ ثو : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن الجاموراني عن البزنطي عن صالح بن سعيد عن أبي سعيد القماط عن ابن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كل ناصب وإن تعبد واجتهد يصير إلى(٣) هذه الآية : عاملة ناصبة تصلى نارا حامية(٤).

٢٧ ـ ثو : أبي عن محمد العطار عن الاشعري عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن ميسر بياع الزطي قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إن لي جارا ليست أنتبه إلا بصوته(٥) إما تاليا كتابه يكرره ويبكي ويتضرع ، وإما داعيا ، فسألت(٦) عنه في السر والعلانية فقيل(٧) لي : إنه مجتنب لجميع المحارم(٨) ، قال : فقال : ياميسر يعرف شيئا مما أنت عليه؟ قال : قلت : الله أعلم.

قال : فحججت من قابل فسألت عن الرجل فوجدته لايعرف شيئا من هذا الامر فدخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فأخبرته بخبر الرجل ، فقال لي مثل ماقال في العام الماضي : يعرف شيئا مما أنت عليه؟ قلت : لا.

قال : ياميسر أي البقاع أعظم حرمة؟ قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم.

__________________

(١) في المصدر : يعظموها لتعظيم الله اياه وان يلقونا.

(٢) تفسير فرات : ٨٠.

(٣) في المصدر : إلى أهل هذه الاية.

(٤) ثواب الاعمال : ٢٠٠ والاية في الغاشية : ٣ و ٤.

(٥) في المصدر : انتبه الاعلى صوته اما تاليا كتابا.

(٦) في نسخة : وسألت عنه.

(٧) في نسخة : فذكر.

(٨) في نسخة : لجميع الكبائر.

١٧٩

قال : ياميسر مابين الركن والمقام روضة من رياض الجنة وما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة ، ولو أن عبدا عمره الله فيما بين الركن والمقام وفيما بين القبر والمنبر يعبده ألف عام ثم ذبح على فراشه مظلوما كما يذبح الكبش الاملح ثم لقي الله عزوجل بغير ولايتنا لكان حقيقا على الله عزوجل أن يكبه على منخريه في نار جهنم(١).

بيان : الاملح : الذي بياضه أكثر من سواده ، وقيل : هو النقي البياض ، ولعل التقييد به لكونه ألطف ، والذبح فيه أسرع ، وقال الفيروزآبادي : كبه : قلبه و صرعه كأكبه.

٢٨ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن ماجيلويه عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن اورمة عن رجل عن عبدالله بن عبدالرحمان البصري عن ابن مسكان عن أبي عبدالله عن آبائه عليهم‌السلام قال : مر موسى بن عمران عليه‌السلام برجل رافع يده إلى السماء يدعو فانطلق موسى في حاجته فغاب عنه سبعة أيام ثم رجع إليه وهو رافع يديه يدعو ويتضرع ويسأل حاجته ، فأوحى الله عزوجل إليه : ياموسى لو دعاني حتى تسقط لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته به(٢).

بيان : أي من طريق ولاية أنبياء الله وأوصيائهم ومتابعتهم.

٢٩ ـ سن : القاسم بن يحيى عن عبيس عن جيفر العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقولو : لو أن عبدا عبدالله ألف عام مابين الركن والمقام ثم ذبح كما يذبح الكبش مظلوما لبعثه الله مع النفر الذين يقتدي بهم ويهتدي بهداهم ويسير بسيرتهم إن جنة فجنة وإن نارا فنار(٣).

__________________

(١) ثواب الاعمال : ٢٠٢ و ٢٠٣.

(٢) قصص الانبياء : المخطوط.

(٣) المحاسن : ٦١.

١٨٠