بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

نفسي من قبل أن أخلق السماوات والارض بألفي عام أن لا اعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار(١).

١٤٥ ـ أقول : روى ابن بطريق رحمه‌الله في العمدة من تفسير الثعلبي باسناده عن عمر بن موسى عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : شكوت إلى رسول الله (ص) حسد الناس لي ، فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟ أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين : وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا ، وذريتنا خلف أزواجنا ، وشيعتنا خلف ذريتنا(٢).

١٤٦ ـ وعن أبي هريرة قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم فقال : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم(٣).

١٤٧ ـ وباسناده أيضا عن العباس بن عبدالمطلب أنه قال : يارسول الله ما بال قريش يلقى بعضها بعضا بوجه يكاد أن يسائل(٤) من الود ، ويلقونا بوجه(٥) قاطبة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أو يفعلون ذلك؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ، فقال : أما والذلي بعثني بالحق لايؤمنون حتى يحبوهم لي(٦).

١٤٨ ـ ومن مناقب ابن المغازلي باسناده عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنم لم يجز عليه إلا من معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام(٧).

__________________

(١) كنز جامع الفوائد : ٢٥٣ و ٢٥٤.

(٢) العمدة : ٢٥ فيه : من خلف ذريتنا.

(٣) العمدة : ٢٥ و ٢٦ وفيه : إلى على وفاطمة والحسن والحسين.

(٤) في نسخة : أن يسال.

(٥) في نسخة : بوجوه. وفيها : حتى يحبوكم لى.

(٦) العمدة : ٢٧ فيه : بوجوه. تكاد أن تسائل من الود.

(٧) العمدة : ١٩٣.

١٤١

١٤٩ ـ وبسند آخر عن الزهري قال : سمعت أني بن مالك يقول : والله الذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله (ص) يقول : عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب عليه‌السلام(١).

١٥٠ ـ وبسند آخر عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : يدخل من امتي الجنة سبعون ألفا لا حساب(٢) عليهم ، ثم التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : هم من شيعتك وأنت إمامهم(٣).

١٥١ ـ وروي عن أحمد بن المظفر العطار عن عبدالله بن أحمد المزني عن عبدالله بن زيد عن علي بن يونس العطار عن محمد بن علي الكندي عن محمد بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام عن رسول الله (ص) قال : ياعلي إن شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على مابهم من العيوب والذنوب و وجوههم كالقمر في ليلة البدر وقد فرضت(٤) عنهم الشدآئد وسهلت لهم الموارد واعطوا الامن والامان وارتفعت عنهم الاحزان ، يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، شراك نعالهم تتلالا نورا ، على نوق بيض لها أجنحة قد ذللت من غير مهانة ، ونجت من غير رياضة ، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله عزوجل(٥).

١٥٢ ـ وبسندين عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي يوم القيامة على الحوض لايدخل الجنة إلا بجواز من جاز من علي بن أبي طالب(٦).

١٥٣ ـ وباسناده إلى سنن أبي داود عن ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه

__________________

(١ و ٣) العمدة : ١٩٣.

(٢) في نسخة : لا يصاب عليهم.

(٤) اى قد قطعت.

(٥) العمدة : ١٩٣.

(٦) العمدة : ١٥٧.

١٤٢

وآله قال : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة ولما هو أهله ، وأحبوني لحب الله تعالى وأحبوا أهل بيتي لحبي(١).

بيان : قوله : أن يسايل ، وفي بعض النسخ : يسال ، لعله من السيلان ، فان لين الوجه كناية عن طلاقته ، وغلظته عن عبوسه ، قوله : نجت بالجيم المشددة عن قولهم : نج : إذا أسرع ، أو المخففة من نجا : إذا أسرع أو خلص ، أي خلصت من العيوب.

١٥٤ ـ أقول : وروى في المستدرك من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني باسناده إلى عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك(٢).

١٥٥ ـ وباسناده عن ام سلمة قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن عليا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة(٣).

أقول : سيأتي الاخبار الكثيرة في فضل حبهم عليهم‌السلام في باب فضائل الشيعة من أبواب الايمان والكفر.

فائدة : قال السيد المرتضى رضي‌الله‌عنه في الغرر : روى أبوعبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : « من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا أو تجفافا » قال أبوعبيد : فقد تأول بعض الناس هذا الخبر على أنه أراد به الفقر في الدنيا ، وليس كذلك لانا نرى فيمن يحبهم مثل مانرى في سائر الناس من الغناء والفقر ولاتميز بينهما ، قال : والصحيح أنه أراد الفقر في يوم القيامة (٤) وإخراج

__________________

(١) العمدة : ٢٠٨.

(٢ و ٣) المستدرك : مخطوط لم تصل إلى نسخته.

(٤) تقدم حديث عن ابي عبدالله عليه‌السلام تحت رقم ٣٣ يؤيد ذلك المعنى راجعه. وأشرنا سابقا إلى معنى آخر وهو أن يكون ذلك اشارة إلى مايرد على الشيعة من مخالفيهم من الضيق والافقار وسد أبواب المنافع واخراجهم من شئون المجتمع ولزوم الاصطبار والثبات في طريق الحق.

١٤٣

الكلام مخرج الموعظة والنصيحة والحث على الطاعات ، فكأنه أراد من أحبنا فليعد لفقره يوم القيامة مايجبره من الثواب والقرب إلى الله تعالى والزلف عنده.

قال أبومحمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة : وجه الحديث خلاف ماقاله أبوعبيدة ولم يرد إلا الفقر في الدنيا ، ومعنى الخبر أن من أحبنا فليصبر على التقلل من الدنيا والتقنع منها وليأخذ نفسه بالكف عن أحوال الدنيا وأعراضها ، وشبه الصبر على الفقر بالتجفاف والجلباب ، لانه يستر الفقر كما يستر الجلباب والتجفاف البدن.

قال : ويشهد بصحة هذا التأويل ماروي عنه عليه‌السلام من أنه رأى قوما على بابه فقال : « ياقنبر من هؤلآء؟ فقال له قنبر : هؤلآء شيعتك ، فقال : مالي لا أرى فيهم سيماء الشيعة؟ قال : وما سيماء الشيعة؟ قال : خمص البطون من الطوى ، يبس الشفاه من الظما ، عمش العيون(١) من البكاء » هذا كله قول ابن قتيبة ، فالوجهان جميعا في الخبر حسنان وإن كان الوجه الذي ذكره ابن قتيبة أحسن وأنصع(٢).

ويمكن أن يكون في الخبر وجه ثالث يشهد بصحته اللغة وهو أن أحد وجوه معنى لفظة الفقر أن يحز أنف البعير حتى يخلص إلى العظم أو قريب منه ، ثم يلوى عليه حبل يذلل به الصعب ، يقال : فقره يفقره فقرا : إذا فعل به ذلك ، وبعير مفقور ، وبه فقرة ، وكل شئ حززته وأثرت فيه فقد فقرته تفقيرا ، ومنه سميت الفاقرة ، وقيل : سيف مفقر ، فيحتمل القول على أنه يكون عليه‌السلام أراد من أحبنا فليزم نفسه وليخطمها وليقدها إلى الطاعات وليصرفها عما تميل طباعها إليه من الشهوات وليذللها على الصبر على ماكره منها ومشقة ما اريد منها كما يفعل ذلك بالبعير الصعب ، وهذا وجه ثالث في الخبر لم يذكر(٣).

__________________

(١) خمص البطن : فرغ وضمر ، والطوى : الجوع ، عمش عينه : ضعف بصرها مع سيلان دمعها في اكثر الاوقات.

(٢) اي أوضح وأبين.

(٣) الغرر ج ١ ص ١٧ ـ ١٨ ط مصر.

١٤٤

٥

باب

*(ان حبهم عليهم‌السلام علامة طيب الولادة وبغضهم)*

*(علامة خبث الولادة)*

١ ـ ج : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لعبن أبي طالب عليه‌السلام : يا علي لايحبك إلا من طابت ولادته ، ولايبغضك إلا من خبثت ولادته ، ولا يواليك إلا مؤمن ولا يعاديك إلا كافر(١).

أقول : سيأتي فيما وعظ به أمير المؤمنين عليه‌السلام نوفا البكالي أنه قال : « يانوف كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يبغضني ويبغض الائمة من ولدي » وسيأتي في أبواب النصوص على علي عليه‌السلام وباب جوامع مناقبه في الاخبار الكثيرة عن ابن عباس وغيره أنه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لايحبك إلا طاهر الولادة. ولايبغضك إلا خبيث الولادة » ومثله بأسانيد كثيرة.

٢ ـ لى : ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن محمد بن زياد عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : علامات ولد الزنا ثلاث : سوء المحضر والحنين إلى الزنا وبغضنا أهل البيت(٢).

بيان : سوء المحضر هو أن يحترز الناس عن حضوره ومجالسته لخبث لسانه وسوء أخلاقه ، والحنين : الاشتياق والميل.

٣ ـ ع مع لى : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن البرقي عن عبدالرحمان الكوفي ويعقوب بن يزيد الانباري معا عن عبدالله بن محمد الغفاري عن الحسين بن زيد عن

__________________

(١) الاحتجاج :

(٢) امالي الصدوق : ٢٠٤.

١٤٥

الصادق عن آبائه(١) عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم ، قيل : وما أول النعم؟ قال : طيب الولادة ، ولا يحبنا إلا من(٢) طابت ولادته(٣).

سن : ابن يزيد وعبدالرحمان معا عن عبدالله مثله(٤).

٤ ـ ع مع لى : ابن البرقي عن أبيه عن جده عن اليقطيني عن أبي محمد الانصاري عن غير واحد عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادئ النعم ، قيل : وما بادئ النعم؟ قال : طيب المولد(٥).

بيان : قوله : برد حبنا ، أي لذته وراحته ، قال الجزري : كل محبوب عندهم بارد.

٥ ـ ع ، مع ، لى : ابن ناتانه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي زياد النهدي عن عبيد الله بن صالح عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من أحبني وأحبك وأحب الائمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده ، فانه لايحبنا إلا من طابت(٦) ولادته ، ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته(٧).

٦ ـ لى : ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن الازدي عن المفضل قال : سمعت

__________________

(١) في المصدر : عن أبيه عن آبائه ، وفي المعاني : الحسين بن يزيد.

(٢) في المصدر : الا مؤمن.

(٣) علل الشرائع ٥٨ : معاني الاخبار : ٥١ ، أمالي الصدوق : ٢٨٤.

(٤) المحاسن : ١٣٨.

(٥) علل الشرائع : ٥٨ : معاني الاخبار : ٥١ ، أمالي الصدوق : ٢٨٤.

(٦) في المصدر : الا مؤمن طابت.

(٧) علل الشرائع : ٥٨ ، معاني الاخبار : ٥١ ، امالي الصدوق : ٢٨٤.

١٤٦

الصادق عليه‌السلام يقول لاصحابه : من وجد بريد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لامه فانها لم تخن أباه(١).

بشا ، ع ، مع : ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل مثله(٢).

٧ ـ فس : « سلام عليكم طبتم » أي طاب مواليدكم(٣) لانه لايدخل الجنة إلا طيب المولد « فادخلوها خالدين » قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن فلانا و فلانا غصبونا حقنا واشتروا به الاماء وتزوجوا به النساء ، ألا وإنا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حل لتطيب مواليدهم(٤).

٨ ـ ل : ابن إدريس عن أبيه عن الاشعري عن أبي نصر البغدادي عن محمد بن جعفر الاحمر عن إسماعيل بن العباس عن داود بن الحسن عن أبي رافع عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يحب عترتي فهو لاحدى ثلاث : إما منافق ، وإما لزنية ، وإما امرء حملت به امه في غير طهر(٥).

٩ ـ ل : أبي عن سعد عن البرقي عن عدة من أصحابنا عن علي بن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما ابتلى الله به شيعتنا فلن يبتليهم(٦) بأربع : بأن يكونوا لغير رشدة ، أو أن يسألوا بأكفهم ، أو أن يؤتوا في أدبارهم ، أو أن يكون فيه أخضر أزرق(٧).

__________________

(١) امالي الصدوق.

(٢) بشارة المصطفى : ١١ علل الشرائع : ٥٨ معاني الاخبار : ٥١.

(٣) في المصدر : طابت موالدكم.

(٤) تفسير القمي : ٥٨٢ فيه لتطيب موالدهم.

(٥) الخصال ١ : ٥٤.

(٦) في المصدر : فلم يبتليهم.

(٧) الخصال ١ : ١٠٧ فيه : أو يكون فيهم.

١٤٧

١٠ ـ ل : ابن الوليد عن محمد العطار عن أحمد بن محمد عن أبي عبدالله الرازي عن ابن أبي عثمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربع خصال لا تكون في مؤمن : لا يكون مجنونا ، ولا يسأل على أبواب الناس ، ولا يولد من الزنا ، ولا ينكح في دبره(١).

١١ ـ ب : محمد بن عيسى عن القداح عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام قال : جاء رجل إلى علي عليه‌السلام فقال : جعلني الله فداك إني لاحبكم أهل البيت ، قال : وكان فيه لين قال : فأثنى عليه عدة ، فقال له : كذبت مايحبنا مخنث ولا ديوث ولا ولد زنا ولا من حملت به امه في حيضها ، قال : فذهب الرجل ، فلما كان يوم صفين قتل مع معاوية(٢).

١٢ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : احمدوا الله على ما اختصكم به من بادئ النعم ، أعني طيب الولادة(٣).

١٣ ـ ن : بالاسناد إلى دارم إلى الرضا عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : كنت جالسا عند الكعبة فاذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدة الكبر وفي يده عكازة وعلى رأسه برنس أحمر وعليه مدرعة من الشعر ، فدنا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والنبي مسند(٤) ظهره على الكعبة فقال : يارسول الله ادع لي بالمغفرة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : خاب سعيك ياشيخ وضل عملك.

فلما(٥) تولى الشيخ قال لي : يا أبا الحسن أتعرفه؟ قلت : (٦) لا ، قال : ذلك

__________________

(١) الخصال ١ : ١٠٩.

(٢) قرب الاسناد :

(٣) الخصال ٢ : ١٦٣.

(٤) في المصدر : وهو مسند.

(٥) في نسخة : فلما ولى.

(٦) في المصدر : قلت : اللهم لا.

١٤٨

اللعين إبليس ، قال علي عليه‌السلام فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الارض وجلست على صدره ووضعت يدي في حلقه لاخنقه فقال لي : لاتفعل يا أبا الحسن فاني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، والله يا علي إني لاحبك جدا وما أبغضك أحد إلا شركت إباه في امه فصار ولد زنا ، فضحكت وخليت سبيله(١).

١٤ ـ سر : في كتاب ابن تغلب عن ابن مهران عن درست عن المبارك عن محمد بن قيس العطار قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إنما يحبنا من العرب والعجم أهل البيوتات وذوو الشرف وكل مولود صحيح ، وإنما يبغضنا من هؤلآء(٢) كل مدنس مطرد(٣).

بيان : قال الفيروزآبادي : دنس ثوبه وعرضه تدنيسا : فعل به مايشينه ، وقال : طردته : نفيته عني.

١٥ ـ سر : السياري عن جماعة من أصحابنا رفعوه قال : إن أفضل فضائل شيعتنا أن العواهر لم يلدنهم(٤) في جاهلية ولا إسلام ، وإنهم أهل البيوتات والشرف والمعادن والحسب الصحيح(٥).

١٦ ـ سر : السياري عن محمد بن جمهور عن بشير الدهان عن السكوني قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لايحبنا من العرب والعجم وغيرهم من الناس إلا أهل البيوتات و الشرف والمعادن والحسب الصحيح ، ولا يبغضنا من هؤلآء إلا كل دنس ملصق(٦).

بيان : الملصق كمعظم بالسين والصاد والزاي الدعي المتهم في نسبه ، أو من

__________________

(١) عيون أخبار الرضا : ٢٢٩.

(٢) في المصدر : من هؤلاء وهؤلاء.

(٣) السرائر : ٤٧١.

(٤) في المصدر : لم تلدهم.

(٥) السرائر : ٤٧٢.

(٦) السرائر : ٤٧٢.

١٤٩

ينتسب إلى قبيلة وليس منهم.

١٧ ـ جا ، ما : المفيد عن الجعابي عن جعفر بن محمد بن الحسين عن أحمد بن عبد المنعم عن عبدالله بن محمد الفزاري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ، قال أحمد بن عبد المنعم : وحدثني عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : ألا ابشرك؟ ألا أمنحك؟ قال : بلى يارسول الله ، قال : فاني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق(١) منها شيعتنا ، فاذا كان يوم القيامة دعي الناس بامهاتهم(٢) إلا شيعتك فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم(٣).

ما : جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن الحسين إلى آخر السندين مثله(٤) :

١٨ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل عن عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي عن محمد بن علي بن حمزة العلوي عن أبيه عن الحسين بن زيد وعبدالله بن إبراهيم الجعفري معا عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه‌السلام قال : قال النبي (ص) : ياباذر من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم ، قال : يارسول الله وما أول النعم؟ قال : طيب الولادة ، إنه لايحبنا أهل البيت إلا من طاب مولده(٥).

١٩ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن الحسين بن سعيد بن علي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر الجعفي عن إبراهيم القرشي قال : كنا عند ام سلمة

__________________

(١) في الامالي : فخلق الله.

(٢) في الامالي : باسماء امهاتهم سوى شيعتك.

(٣) مجالس المفيد : ١٨٣ ، امالي ابن الشيخ : ٤٨ و ٤٩.

(٤) امالي ابن الشيخ : ٢٩١.

(٥) امالي ابن الشيخ : ٢٩١.

١٥٠

رضي‌الله‌عنها فقالت : سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي عليه‌السلام يا علي لايبغضكم إلا ثلاثة ، ولد زنا ومنافق ومن حملت به امه وهي حائض(١).

٢٠ ـ ع : الحسين بن محمد الهاشمي عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن علي بن معتمر(٢) عن أحمد بن علي الرملي عن أحمد بن موسى عن يعقوب بن إسحاق عن عمر بن منصور(٣) عن إسماعيل بن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : كنا بمنى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرع ، فقلنا : يارسول الله ما أحسن صلاته؟ فقال عليه‌السلام : هو الذي أخرج أباكم من الجنة.

فمضى إليه علي عليه‌السلام غير مكترث(٤) فهزه هزة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ، ثم قال : لاقتلنك إن شاء الله ، فقال : لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي ، مالك تريد قتلي؟ فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم امه قبل نطفة أبيه ، ولقد شاركت مبغضيك في الاموال والاولاد ، وهو قول الله عزوجل في محكم كتابه : « وشاركهم في الاموال والاولاد »(٥).

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : صدق يا علي لايبغضك من قريش إلا سفاحي ولا من الانصار إلا يهودي ولا من العرب إلا دعي ولا من سائر الناس إلا شقي ولا من النساء إلا سلقلقية وهي التي تحيض من دبرها ، ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال : معاشر الانصار أعرضوا أولادكم على محبة علي ، قال جابر بن عبدالله : فكنا نعرض حب علي عليه‌السلام على أولادنا فمن أحب عليا علمنا أنه من أولادنا ، ومن أبغض عليا انتفينا منه(٦).

__________________

(١) علل الشرائع ٥٨.

(٢) في المصدر : عن محمد بن علي بن معمر.

(٣) في المصدر : عن عمرو بن منصور.

(٤) لايكثرت لهذا الامر أي لايعبأ به ولا يباليه.

(٥) الاسراء : ٦٦.

(٦) علل الشرائع : ٥٨ و ٥٩.

١٥١

بيان : هزه : حركه.

٢١ ـ مع : ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن الازدي عن سيف بن عميرة عن الصادق عليه‌السلام قال : إن لولد الزنا علامات : أحدها بغضنا أهل البيت وثانيها : أن يحن إلى الحرام الذي خلق منه(١) ، وثالثها : الاستخفاف بالدين ، ورابعها : سوء المحضر للناس ولا يسئ محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت به امه في حيضها(٢).

٢٢ ـ سن : عبدالرحمان بن محمد الحجال(٣) عن أبي عبدالله المدآئني قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا برد(٤) على قلب أحدكم حبنا فليحمد الله على أولى النعم ، قلت : على فطرة الاسلام؟ قال : لا ، ولكن على طيب المولد ، إنه لايحبنا إلا من طابت ولادته ولايبغضنا إلا الملزق الذي تأتي به امه من رجل آخر فتلزمه(٥) زوجها فيطلع على عوراتهم ويرثهم أموالهم فلا يحبنا ذلك أبدا ، ولايحبنا إلا من كان صفوة من أي الجبل كان(٦).

٢٣ ـ سن : أبي عن حمزة بن عبدالله عن إسحاق بن عمار عمن ذكره عن إسحاق قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من وجد منكم برد حبنا على قلبه فليحمد الله على أولى النعم ، قلت : وما أولى النعم؟ قال : طيب الولادة(٧).

٢٤ ـ سن : علي بن الحكم عن أبي القاسم عثمان بن عبدالله مولى شريح القاضي

__________________

(١) في نسخة : الذي علق منه.

(٢) معاني الاخبار : ١١٣.

(٣) في المصدر : عبدالله بن محمد الحجال.

(٤) أي اذا ثبت.

(٥) في نسخة : فتلزقه.

(٦) المحاسن : ١٣٨ و ١٣٩.

(٧) المحاسن : ١٣٩.

١٥٢

الكندي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده نصر القاضي ورجل من بني كعب من أحمس فتحدث بأحاديث ، فلما خرجا قلت : جعلت فداك ماخلفت بالكوفة عربيين ولا عجميين أنصب منهما ، فقال : إن هذين صحيح نسبهما ، ومن صح نسبه لم يدع على مثلي مايريد عيبه(١).

قال : فخرجت إلى الكوفة فلقيتهما فقلت للنصر أولا : سمعت ما كنا فيه من الاحاديث مع جعفر؟ فقال : والله ما كنا إلا في ذكر الله ومواعظ حسنة ، قال : لقيت الآخر(٢) فقلت له : مثل ذلك ، فقال : ما أحفظه ولا أذكر أني سمعت منه شيئا؟ قال : فذكرته حديثا من الاحاديث ، قال لي : ويلك سمعت هذا من جعفر وتعيده؟ والله لو كان رأس عبد من ذهب لكانت رجلاه من خشب ، اذهب قبحك الله(٣).

٢٥ ـ سن : بهذا الاسناد قال : شكوت إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قوما غلبوني على دار لي في أحمس وجيرانها نصاب والرجل ليس منهم ، فقال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : إن هؤلآء الذين ذكرت قوم لهم نسب صحيح فاستعن بهم على استخراج حقك فانهم يفعلون.

قال : فجئت إليهم فقلت لهم : إن جعفرا أمرني أن أستعين بكم ، فقالوا : إي والله لو لم نكن بموالي جعفر لكان الواجب علينا في صحة نسبه أن نقوم في رسالته ، فقاموا معي حتى استخرجوا الدار فباعوها لي وأعطوني الثمن(٤).

٢٦ ـ سن : بعض أصحابنا عن عبدالله بن عون الشيباني عن رجل من أصحابنا قال : اكتريت من جمال شق محمل وقال لي : لاتهتم لزميل فلك زميل ، فلما كنا بالقادسية إذا هو قد جاءني بجار لي من العرب قد كنت أعرفه بخلاف شديد وقال : هذا زميلك

__________________

(١) في نسخة : لم يدع على مثل ماتريد عيبه.

(٢) في المصدر : ثم لقيت الاخر.

(٣) المحاسن : ١٣٩ و ١٤٠.

(٤) المحاسن : ١٤٠.

١٥٣

فأظهر ت أني كنت أتمناه على ربي وأديت(١) له فرحا بمزاملته ووطنت نفسي أن أكون عبدا له وأخدمه ، كل ذلك فرقا منه ، قال : فاذا كل شئ وطنت نفسي عليه من خدمته والعبودية له قد بادرني إليه.

فلما بلغنا المدينة قال : يا هذا إن لي عليك حقا ولي بك حرمة ، فقلت : حقوق وحرم ، قال : قد عرفت أين تنحو فاستأذن لي على صاحبك ، قال فبهت(٢) أن أن أنظر في وجهه ، ولا أدري(٣) بما اجيبه ، قال : فدخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فأخبرته عن الرجل وجواره مني وأنه من أهل الخلاف وقصصت عليه قصته إلى أن سألني الاستيذان عليك فما أجبته إلى شئ ، قال : فأذن له ، قال : فلم اوت شيئا من امور الدنيا كنت به أشد سرورا من إذنه ليعلم مكاني منه.

قال : فجئت بالرجل فأقبل عليه أبو عبدالله عليه‌السلام بالترحيب ثم دعا له بالمائدة وأقبل لايدعه يتناول إلا مما كان يتناوله ، ويقول له : اطعم رحمك الله حتى إذا رفعت المائدة ، قال أبو عبدالله عليه‌السلام : قال رسول الله (ص) فأقبلنا نسمع(٤) منه أحاديث لم أطمع أن أسمع مثلها من أحد يرويها على أبي عبدالله.

ثم قال أبو عبدالله عليه‌السلام في آخر كلامه : « ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية(٥) » فجعل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الازواج والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله ، فنحن عقب رسول الله (ص) وذريته ، أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لاولنا ، قال : ثم قمنا فلم تمر بي ليلة أطول منها(٦).

__________________

(١) في المصدر : فاظهرت له انى قد كنت اتمناه على ربي وأبديت.

(٢) في نسخة : فتهيبت.

(٣) في المصدر : في وجهه لا أدرى.

(٤) في المصدر : فاقبلت استمع.

(٥) الرعد : ٣٨.

(٦) في المصدر : كانت أطول منه.

١٥٤

فلما أصبحت جئت إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت له : ألم اخبرك بخبر الرجل؟ فقال : بلى ، ولكن الرجل له أصل فان يرد الله به خيرا قبل ما سمع منا ، وإن يرد به غير ذلك منعه ماذكرت منه من قدره أن يحكي عنا شيئا من أمرنا ، قال : فلما بلغت العراق ما أرى(١) أن في الدنيا أحدا أنفذ منه في هذا الامر(٢).

بيان : قوله عليه‌السلام : ماذكرت منه ، لعله على صيغة المتكلم ، أي ماذكرت من صحة أصله ونسبه ، وهو المراد بالقدر ، ويحتمل الخطاب بأن يكون الراوي ذكر له مثل هذا.

٢٧ ـ شف : من كتاب إبراهيم بن محمد الثقفي عن عباد بن يعقوب عن الحكم بن زهير عن جابر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قاعدا مع أصحابه فرأى عليا فقال : هذا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين ، فجلس بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين عايشة فقالت : يابن أبي طالب ماوجدت مقعدا غير فخذي ، فضربها رسول الله (ص) بيده من خلفها ثم قال : لاتؤذيني في حبيبي فانه لايبغضه إلا ثلاثة : لزنية أو منافقة أو من حملته امه في بعض حيضها(٣).

٢٨ ـ شا : المظفر بن محمد البلخي عن أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن جعفر بن محمد العلوي عن أحمد بن عبد المنعم عن عبدالله بن محمد الفزاري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي بن أبي طالب : ألا أسرك؟ ألا أمنحك؟ ألا ابشرك؟ فقال : بلى يارسول الله بشرني ، قال : فاني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا ، فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم ، فاذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء امهاتهم سوى شيعتنا(٤).

__________________

(١) في المصدر : أنا لا أرى.

(٢) المحاسن : ١٤٠ و ١٤١.

(٣) اليقين : ٤٢ و ٤٣.

(٤) ارشاد المفيد : ١٩.

١٥٥

٢٩ ـ شا : المظفر بن محمد عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن محمد بن مسلم الكوفي عن عبيد الله بن كثير عن جعفر بن محمد بن الحسن الزهري(١) عن عبيد الله بن موسى عن أبي إسرائيل عن أبي حصين عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال : إذا كان يوم القيامة دعي الناس كلهم بأسماء امهاتهم ماخلا شيعتنا فانهم يدعون بأسماء آبائهم وطيب موالدهم(٢).

٣٠ ـ شا : جعفر بن محمد القمي عن محمد بن همام بن سهل(٣) الاسكافي عن جعفر ابن محمد بن مالك عن محمد بن نعمة السلولي عن عبدالله بن القاسم عن عبدالله بن جبلة عن أبيه قال : سمعت جابر بن عبدالله بن حزام الانصاري يقول : كنا عند رسول الله (ص) ذات يوم جماعة من الانصار فقال لنا : يا معشر الانصار بوروا أولادكم بحب علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فمن أحبه فاعلموا أنه لرشدة ، ومن أبغضه فاعلموا أنه لغية(٤).

بيان : قال الفيروزآبادي : البور : الاختبار ، وباره : جربه ، والناقة عرضها على الفحل لينظر ألاقح أم لا ، وقال : ولدغية ويكسر : زنية.

٣١ ـ كتاب الاستدراك باسناده إلى ابن عقدة باسناده إلى سيف بن عميرة عن منصور بن حازم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من لم يكن لنا شيعة فهو والله عبد قن فمن شاء أم أبى(٥).

__________________

(١) في المصدر : جعفر بن محمد بن الحسين الزهري. وفيه : عن اسرائيل.

(٢) ارشاد المفيد : ١٩ فيه : لطيب مواليدهم.

(٣) في المصدر : ( سهيل ) وهو الصحيح.

(٤) ارشاد المفيد : ١٩.

(٥) الاستدراك : مخطوط.

١٥٦

٦

باب

*(ماينفع حبهم فيه من المواطن وأنهم عليهم‌السلام)*

*(يحضرون عند الموت وغيره وأنه يسئل عن)*

*(ولايتهم في القبر)*

١ ـ ما : المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن أبي عوانة موسى بن يوسف عن علي بن الحكيم الازدي عن عمرو بن ثابت عن فضيل بن غزوان عن الشعبي عن الحارث عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : من أحبني رآني يوم القيامة حيث يحب ، ومن أبغضني رآني يوم القيامة حيث يكره(١).

٢ ـ ما : المفيد عن علي بن خالد المراغي عن محمد بن صالح السبيعي عن صالح ابن أحمد البزاز عن عيسى بن عبدالرحمان الخزاز عن الحسين بن الحسين عن يحيى ابن علي عن أبان بن تغلب عن أبي داود الانصاري عن الحارث الهمداني قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : ماجاء بك؟ فقلت : حبي لك يا أمير المؤمنين ، فقال : ياحارث أتحبني؟ فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين ، قال : أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الابل لرأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا مار على الصراط بلوآء الحمد بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لرأيتني حيث تحب(٢).

توضيح : قال في النهاية : فليذادن رجال عن حوضي ، أي ليطردن ، وقال في غريبة الابل : هذا مثل ، وذلك أن الابل إذا وردت الماء فدخل فيها غريبة من عيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها.

__________________

(١) امالي ابن الشيخ : ١١٢.

(٢) امالي ابن الشيخ : ٣٠ و ٣١.

١٥٧

٣ ـ ل ، لى : الحسن بن عبدالله بن سعيد عن عمر بن أحمد القشيري(١) عن المغيرة ابن محمد بن المهلب عن عبدالغفار بن محمد بن كثير(٢) عن عمرو بن ثابت عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن علي بن الحسين عن أبيه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله : حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة : عند الوفاة وفي القبر وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط(٣).

أقول : رواه في الفردوس عن ابن شيرويه عن علي عليه‌السلام عن النبي (ص) مثله سواء (٤).

٤ ـ سن : محمد بن علي وغيره عن الحسن بن محمد بن الفضل الهاشمي عن أبيه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إحبنا أهل البيت لينتفع به في سبع مواطن : عند الله و عند الموت وعند القبر ويوم الحشر وعند الحوض وعند الميزان وعند الصراط(٥).

بيان : عند الله ، أي في الدنيا بقربه لديه ، أو استجابة دعائه وقبول أعماله ، أو في درجات الجنة ، أو عند الحضور عند الله للحساب ، فيكون أوفق بالخبر السابق.

٥ ـ كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه‌الله بإسناده عن السكوني عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) أثبتكم قدما على الصراط أشدكم حبا لاهل بيتي(٦).

٦ ـ وباسناده عن الثمالي عن أبي جعفر عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : ماثبت الله حبك في قلب امرء مسلم فزلت به قدم على الصراط إلا ثبت له قدم حتى أدخله الله بحبك الجنة(٧).

__________________

(١) في الخصال : محمد بن احمد القشيري.

(٢) في الخصال : عبدالغفار بن محمد بن بكير.

(٣) الخصال ٢ : ١٢ ، الامالي.

(٤) فردوس الاخبار : مخطوط.

(٥) المحاسن : ١٥٢ و ١٥٣.

(٦ و ٧) فضائل الشيعة : ٥.

١٥٨

٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن سهل العطار عن عمر بن عبدالجبار عن أبيه عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال : قال لي رسول الله (ص) : يا علي مابين من يحبك وبين أن يرى ماتقر به عيناه إلا أن يعاين الموت ، ثم تلا : « ربنا أخرجنا نعمل صالحا(١) » في ولاية علي « غير الذي كنا نعمل » في عداوته فيقال لهم في الجواب : « أولم نعمركم مايتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير » وهو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « فذوقوا فما للظالمين » لآل محمد « من نصير »(٢) ينصرهم ولاينجيهم منه ولا يحجبهم عنه(٣).

٨ ـ كنز : جاء في تأويل أهل البيت عليهم‌السلام في حديث أحمد بن إبراهيم(٤) في قوله تعالى : « فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون » إلى وصي محمد أمير المؤمنين عليه‌السلام يبشر وليه بالجنة وعدوه بالنار « ونحن أقرب إليه » أي إلى أمير المؤمنين « منكم ولكن لاتبصرون(٥) » أي لاتعرفون(٦).

٩ ـ كنز : روي عن ابن نباته قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليه‌السلام في نفر من الشيعة وكنت معه فيمن دخل فجعل الحارث يتأود في مشيته و يخبط الارض بمحجنه وكان مريضا ، فأقبل عليه أمير المؤمنين عليه‌السلام وكانت له منه

__________________

(١) في المصدر : « صالحا غير الذي كنا نعمل » يعنى أن أعدآءه اذا دخلوا النار قالوا : « ربنا اخرجنا نعمل صالحا ».

(٢) فاطر : ٣٤ و ٣٥.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٢٥٤.

(٤) في المصدر : احمد بن ابراهيم عنهم عليهم‌السلام قال : « وتجعلون رزقكم » أي شركم النعمة التي رزقكم الله وما من عليكم بمحمد وآل محمد « انكم تكذبون » بوصيه ، فلولا.

(٥) الواقعة : ٨٢ ـ ٨٥.

(٦) كنز جامع الفوائد : ٣٢٢ و ٣٢٣.

١٥٩

منزلة ، وقال : كيف تجدك ياحارث(١)؟ قال : نال الدهر(٢) مني ، وزادني أودا وغليلا(٣) اختصام أصحابك ببابك ، قال : فيم؟ قال : في شأنك والبلية من قبلك ، فمن مفرط غال ومبغض قال ومن تردد مرتاب ، فلا يدري أيقدم أم يحجم.

قال : فحسبك يا أخا همدان ، ألا إن خير شيعتي النمط الاوسط إليهم يرجع الغالي وبهم يحلق التالي ، قال : لو كشفت فداك أبي وامي الريب عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا ، قال : فذكر فانك امرء ملبوس عليك ، إن دين الله لايعرف بالرجل بل بآية الحق ، والآية العلامة ، فاعرف الحق تعرف أهله.

ياحارث(٤) إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحق اخبرك فارعني سمعك ثم خبربه من كانت له خصاصة من أصحابك ، ألا إني عبدالله وأخو رسوله وصديقه الاول صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقه الاول في امتكم حقا فنحن الاولون ونحن الآخرون ، ألا وأنا خاصته يا حار وخالصته وصفوته ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره ، اوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن(٥) والاسباب ، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب(٦) ، يفضي(٧) كل باب إلى ألف ألف عهد ، وايدت أو قال : امددت بليلة القدر نفلا وإن ذلك ليجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ماجرى الليل والنهار حتى يرث الله الارض ومن عليها.

__________________

(١) في المصدر : يا حار.

(٢) في المصدر : منى يا امير المؤمنين.

(٣) في المصدر : أدواء وعللا.

(٤) في المصدر : يا حار.

(٥) في المصدر : ( وعلم القرون ) ولعله الصحيح.

(٦) في المصدر : الف الف باب.

(٧) في المصدر : أفضى به إلى كذا : بلغ وانتهى به اليه اى ينتهى كل باب إلى الف الف عهد.

١٦٠