بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

١٠

باب

*(أن أسماءهم عليهم‌السلام مكتوبة على العرش والكرسي)*

*(واللوح وجباه الملائكة وباب الجنة وغيرها)*

١ ـ ج : روي عن القاسم بن معوية ، قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : هؤلاء يروون حديثا في معراجهم أنه لما اسري برسول الله (ص) رأى على العرش لا إله إلا الله ، محمد رسول الله أبوبكر الصديق ، فقال : سبحان الله ، غيروا كل شئ حتى هذا؟ قلت : نعم ، قال إن الله عزوجل لما خلق العرش كتب على قوائمه لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين ، ولما خلق الله عزوجل الماء كتب في مجراه لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، ولما خلق الله عزوجل الكرسي كتب على قوائمه لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، ولما خلق الله عزوجل اللوح كتب فيه لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، ولما خلق الله عزوجل إسرافيل كتب على جبهته لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، ولما خلق الله عزو جل جبرئيل كتب على جناحه لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، ولما خلق الله عزوجل السماوات كتب في أكنافها لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، ولما خلق الله عزوجل السماوات كتب في أكنافها لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين ، ولما خلق الله عزوجل الجبال كتب في رؤسها لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ولما خلق الله عزوجل الشمس كتب عليها لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ولما خلق الله عزوجل القمر كتب عليه لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين وهو السواد الذي ترونه في القمر ، فاذا قال أحدكم لا إله إلا الله محمد رسول الله فليقل

١

علي أمير المؤمنين ولي الله(١).

٢ ـ ل ، لي : علي بن الفضيل بن العباس عن أبي الحسن علي بن إبراهيم ، عن محمد ابن غالب بن حرب ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن سالم عن مسعر عن عطية عن جابر قال : قال رسول الله (ص) مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله علي أخو رسول الله. قبل أن يخلق الله السموات والارض بألفي عام(٢).

٣ ـ لى : الهمداني عن علي بن إبراهيم عن جعفر بن سلمة عن الثقفي عن الضبي عن عبدالواحد بن أبي عمرو عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة(٣) قال : مكتوب على العرش : أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي ، فأنزل الله عزوجل : « هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين »(٤) فكان النصر عليا(٥) عليه‌السلام ، ودخل مع المؤمنين فدخل في الوجهين جميعا صلى‌الله‌عليه‌وآله(٦).

٤ ـ لى : أبي عن المؤدب عن أحمد بن علي الاصبهاني عن الثقفي عن إبراهيم ابن موسى عن أبي قتادة الحراني عن عبدالرحمان بن أبي العلاء الحضرمي عن سعيد ابن المسيب عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت ليلة الاسرى مكتوبا على قائمة من قوائم العرش : أنا الله لا إله إلا أنا وحدي خلقت جنة عدن بيدي ، محمد صفوتي من خلقي ، أيدته بعلي ونصرته بعلي(٧).

يل ، فض : عن أبي الحمراء مثله(٨).

٥ ـ ل : في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام : ياعلي إنى رأيت

__________________

(١) الاحتجاج : ٨٣.

(٢) الخصال ج ٢ ص ١٧١.

(٣) في المصدر : عن ابي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٤) الانفال : ٦٤.

(٥) في نسخة : علي.

(٦ ، ٧) امالي الصدوق : ١٣٠.

(٨) الروضة : ١٢٩.

٢

اسمك مقرونا باسمي(١) في أربعة مواطن فآنست بالنظر إليه إني لما بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السمآء وجدت على صخرته(٢) : « لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره ونصرته بوزيره » فقلت لجبرئيل : من وزيري؟ فقال : علي بن أبي طالب فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها : « إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي محمد صفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره » فقل لجبرئيل : من وزيري؟ فقال : علي بن أبي طالب. فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله فوجدت مكتوبا على قوائمه : « أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، محمد حبيبي أيدته بوزيره ونصرته بوزيره » فلما رفعت رأسي وجدت على بطنان العرش مكتوبا : أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، محمد عبدي ورسولي ، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره(٣).

٦ ـ ل : الحسن بن علي بن محمد بن العطار عن سليمان بن أيوب المطلبي عن محمد بن محمد المصري عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : ادخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب : لا إله إلا الله ، محمد حبيب الله ، علي ولي الله ، فاطمة أمة الله ، الحسن و الحسين صفوة الله على مبغضيهم لعنة الله(٤).

المناقب لمحمد بن أحمد بن شاذان عنه عليه‌السلام مثله(٥).

٧ ـ مع ، ع : الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي عن فرات بن إبراهيم عن الحسن ابن الحسين بن محمد عن إبراهيم بن الفضل عن الحسن بن علي الزعفراني عن سهل بن بشار عن محمد بن علي الطائفي عن محمد بن عبدالله مولى بني هاشم عن محمد بن إسحاق عن

__________________

(١) في نسخة : إلى اسمى.

(٢) في نسخة : ( علي صخرة ) وفي المصدر : على صخرتها.

(٣) الخصال ١ : ٩٧.

(٤) الخصال ١ : ١٥٧.

(٥) أيضاح دفائن النواصب : ٣٦.

٣

الواقدي عن الهذيل عن مكحول عن طاووس عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : لما خلق الله عز ذكره آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته وزوجه حوا أمته فرفع طرفه نحو العرش ، فاذا هو بخمس سطور(١) مكتوبات :

قال آدم عليه‌السلام : يارب من هؤلاء؟ قال الله عزوجل : هؤلاء الذين إذا تشفعوا(٢) بهم إلي خلقي شفعتهم ، فقال آدم : يارب بقدرهم(٣) عندك ما اسمهم؟ فقال : أما الاول فأنا المحمود وهو محمد ، والثاني فأنا العالي وهذا علي ، والثالث فأنا الفاطر وهذه فاطمة ، والرابع فأنا المحسن وهذا حسن(٤) ، والخامس فأنا ذو الاحسان وهذا الحسين ، كل يحمد الله(٥) عزوجل(٦).

٨ ـ ما : الحفار عن الجعابي عن علي بن موسى الخزاز عن الحسن بن علي الهاشمي عن علي المديني عن وكيع عن سليمان بن مهران عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عرج بي إلى السمآء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي حبيب الله الحسن والحسين صفوة الله فاطمة أمة الله ، على باغضهم لعنة الله(٧).

كشف : من الاحاديث التي جمعها العز المحدث عن ابن عباس مثله(٨).

__________________

(١) في المصدر : بخمسة سطور.

(٢) في نسخة : ( شفع ) وفي اخرى : تشفعوا.

(٣) في المصدر : بقدر هذا عندك.

(٤) في المصدر : الحسن.

(٥) في نسخة : بحمد الله.

(٦) معاني الاخبار : ٢١ ، علل الشرائع : ٥٦.

(٧) أمالي ابن الشيخ : ٢٢٧.

(٨) كشف الغمة : ٢٨.

٤

٩ ـ فس : الحسين بن محمد عن المعلى عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الاسكاف عن الاصبغ أنه سأل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « سبح اسم ربك الاعلى » فقال : مكتوب على قائمة العرش قبل أن يخلق الله السماوات والارضين بألفي عام : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وإن محمدا عبده ورسوله. فاشهدوا بهما ، وإن عليا وصي محمد صلى الله عليهما(١).

١٠ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن إبراهيم بن هارون عن أبي بكر أحمد بن محمد عن محمد بن يزيد القاضي عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد وإسماعيل بن جعفر عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فاذا خمسة أشباح فقال : يارب هل خلقت قبلي من البشر أحدا؟ قال : لا(٢).

قال عليه‌السلام : فمن هؤلاء الذين أرى أسمآءهم؟ فقال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السمآء ولا الارض ولا الملائكة ولا الجن ولا الانس ، هؤلاء خمسة شققت لهم اسما من أسمآئي فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا الاعلى وهذاعلي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا ذو الاحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت على نفسي أنه لايأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبة من خردل من محبة أحدهم إلا أدخلته جنتي ، وآليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ، يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي بهم انجي من انجي وبهم اهلك من اهلك.

__________________

(١) تفسير القمي : ٧٢١ و ٧٢٢ وفيه : والارض.

(٢) هذا يعارض الروايات التى تدل على ان الله خلق قبل ابينا آدم أيضا آدم ، وحمله على اول آدم خلق الله في الارض بعيد ، والحديث كما ترى من مرويات العامة ، ولم يرد من طرق ائمتنا عليهم‌السلام.

٥

١١ ـ وفي رواية اخرى عن أبي الصلت الهروي عن الرضا صلوات الله عليه قال : إن آدم صلوات الله عليه لما أكرمه الله تعالى بإسجاده ملائكته له وبادخاله الجنة ناداه الله : ارفع رأسك يا آدم ، فانظر إلى ساق عرشي ، فنظر فوجد عليه مكتوبا : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » فقال آدم : يارب من هؤلاء! قال عزوجل : هؤلاء ذريتك لولاهم ماخلقتك.

١٢ ـ ص : المرتضى بن الداعي عن جعفر الدورويستي عن أبيه عن الصدوق عن الحسين بن محمد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن الحسن بن الحسين عن إبراهيم بن الفضل عن الحسن بن علي الزعفراني عن سهل بن سنان عن أبي جعفر بن محمد الطائفي عن محمد بن عبدالله عن محمد بن إسحاق عن الواقدي عن الهذيل عن مكحول عن طاووس عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله (ص) : لما أن خلق الله تعالى آدم وقفه بين يديه فعطس فألهمه الله أن حمده. فقال : يا آدم أحمدتني ، فوعزتي وجلالي لولا عبدان اريد أن أخلقهما في آخر الزمان ماخلقتك. قال آدم : يارب بقدرهم عندك ما اسمهم؟ فقال تعالى : يا آدم انظر نحو العرش ، فاذا بسطرين من نور أول السطر : لا إله إلا الله محمد نبي الرحمة وعلي مفتاح الجنة ، السطر الثاني : آليت على نفسي أن أرحم من والاهما ، واعذب من عاداهما(١).

١٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبدالرحمان عن بكير الهجري عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إن أول وصي كان على وجه الارض هبة الله بن آدم ، وما من نبي مضى إلا وله وصي ، كان عدد جميع الانبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي ، خمسة منهم اولو العزم : نوح وإبراهيم وموسى و عيسى ومحمد ، وإن علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد (ص) ، ورث علم الاوصيآء وعلم من كان قبله.

__________________

(١) قصص الانبياء : مخطوط.

٦

أما إن محمدا ورث علم من كان قبله من الانبيآء والمرسلين عليهم‌السلام ، وعلى قائمة العرش مكتوب : حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهدآء ، وفي زوايا العرش مكتوب عن يمين ربنا وكلتا يديه يمين(١) : « علي أمير المؤمنين » فهذه حجتنا على من أنكر حقنا وجحدنا ميراثنا ، وما منعنا من الكلام وأمامنا اليقين ، فأي حجة تكون أبلغ(٢) من هذا(٣).

توضيح : قال في النهاية : في الحديث : الحجر الاسود يمين الله في أرضه ، هذا كلام تمثيل وتخييل ، ومنه الحديث الآخر : وكلتا يديه يمين ، أي أن يديه تبارك و تعالى بصفة الكمال لانقص في واحدة منهما ، لان الشمال ينقص من اليمين انتهى.

أقول : أراد عليه‌السلام أنه مكتوب عن يمين العرش ، وليس شمال العرش أنقص من يمينه ، بل لكل منهما شرافة وفضيلة. قوله : وأمامنا اليقين أي مايمنعنا من الكلام والموت المتيقن أمامنا نصل إليه عن قريب ، ونخرج من أيدي الظالمين ونفوز بثواب الله رب العالمين.

١٤ ـ شف : من كتاب الامامة عن هشام بن سالم عن الحارث بن المغيرة النضري قال : حول العرش كتاب جليل مسطور : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين(٤).

١٥ ـ شف : من كتاب الامامة عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما أخطأ آدم خطيئته توجه بمحمد وأهل بيته ، فأوحى الله إليه : يا آدم ماعلمك بمحمد؟ قال : حين خلقتني رفعت رأسي فرأيت في العرش مكتوبا : محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين(٥).

__________________

(١) في نسخة : وكلتا يدي ربنا عزوجل يمين.

(٢) في نسخة : أبلغ من هذه.

(٣) بصائر الدرجات : ٣٤.

(٤ و ٥) اليقين في امرة المؤمنين : ٥٥ و ٥٦.

٧

١٦ ـ شف : محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان عن محمد بن عبدالله بن عبيد الله عن محمد ابن القاسم عن عبادة بن يعقوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي و العرش ولا دار الفلك ولا قامت السماوات والارض إلا بأن كتب عليها(١) : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، وإن الله تعالى لما عرج بي إلى السماء واختصني اللطيف بندائه قال : يامحمد! قلت : لبيك ربي وسعديك ، قال : أنا المحمود وأنت محمد ، شققت اسمك من اسمي ، وفضلتك على جميع بريتي فانصب أخاك عليا علما لعبادي يهديهم إلى ديني ، يامحمد إني قد جعلت عليا أمير المؤمنين ، فمن تأمر عليه لعنته ومن خالفه عذبته ، ومن أطاعه قربته ، يامحمد إني جعلت عليا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته ، ومن عصاه أشجيته(٢) إن عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وحجتي على الخليفة أجمعين(٣).

بيان : أشجيته من قولهم : أشجاه ، أي قهره وغلبه وأوقعه في حزن ، وفي بعض النسخ : أسجنته ، من السجن ، لكنه لم يأت هذا(٤) البناء ، وكأن فيه تصحيفا وفي بالي : أرديته.

١٧ ـ يل ، فض :من كتاب الفردوس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عرج بي إلى السماء وعرضت علي الجنة وجدت على أوراق الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب ولي الله ، الحسن والحسين صفوة الله(٥).

__________________

(١) في المصدر : كتب الله عليها.

(٢) في نسخة : ( اسجنته ) والصحيح كما في المصدر : سجنته.

(٣) اليقين في امرة امير المؤمنين : ٥٨ فيه : وحجتى على الخلق اجمعين.

(٤) قد عرفت أن صحيحه كما في المصدر : سجنته.

(٥) الروضة : ١٢٥ فيه : (على اوراق شجرة الجنة) وفيه : (صفوة الله عليهم صلوات الله) الفضائل ..

٨

١٨ ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله (ص) : مكتوب على باب الجنة : « محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب أخو رسول الله » قبل أن يخلق الله السماوات والارض بألفي عام(١).

١٩ ـ ومنه عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : أتاني جبرئيل وقد نشر جناحيه فإذا فيها مكتوب : « لا إله إلا الله ، محمد النبي » ومكتوب على الاخر : لا إله إلا الله ، علي الوصي(٢).

٢٠ ـ الكراجكي في كنز الفوائد : حدثني الشريف طاهر بن موسى الحسيني بمصر سنة سبع وأربعمائة عن عبدالوهاب بن أحمد الخلال عن أحمد بن محمد بن زياد عن أبي الحسن الطهراني ، وحدثني محمد بن عبيد عن الحسين بن أبي بكر عن أبي الفضل عن أبي علي بن الحسن التمار كلاهما عن أبي سعيد عن عبدالرزاق عن معمر قال : أشخصني هشام بن عبدالملك عن أرض الحجاز إلى الشام زائرا له ، فسرت فلما أتيت أرض البلقاء رأيت جبلا أسود وعليه مكتوب أحرفا لم أعلم ماهي ، فعجبت من ذلك.

ثم دخلت عمان قصبة البلقاء ، فسألت عن رجل يقرأ ما على القبور والجبال ، فارشدت إلى شيخ كبير فعرفته مارأيت ، فقال : اطلب شيئا أركبه لاخرج معك ، فحملته معي على راحلتي وخرجنا إلى الجبل ومعي محبرة ، وبياض ، فلما قرأه قال لي : ما أعجب ماعليه بالعبرانية ، فنقلته بالعربية فاذا هو : باسمك اللهم جاء الحق من ربك بلسان عربي مبين : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وعلي ولي الله صلى الله عليهما. وكتب موسى بن عمران بيده(٣).

٢١ ـ المناقب لمحمد بن أحمد بن شاذان القمي باسناده عن ابن مسعود قال :

__________________

(١) كشف الغمة : ١٠٠.

(٢) كشف الغمة : ٨٧.

(٣) كنز الفوائد : ١٥٣ و ١٥٤.

٩

سمعت رسول الله (ص) يقول : إن للشمس وجهين(١) ، فوجه يضيئ لاهل السمآء ، و وجه يضيئ لاهل الارض ، وعلى الوجهين منهما كتابة ، ثم قال : أتدرون ماتلك الكتابة؟

قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : الكتابة التي تلي أهل السماء : الله نور السماوات والارض ، وأما الكتابة التي تلي أهل الارض : علي نور الارضين(٢).

٢٢ ـ وباسناده عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :لما خلق آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال : الحمد لله فأوحى الله تعالى إليه : حمدتني عبدي! وعزتي وجلالي لولا عبدان اريد أن أخلقهما في دار الدنيا ماخلقتك ، قال : الهي فيكونان مني؟ قال : نعم يا آدم ارفع رأسك. فانظر ، فرفع رأسه فإذا مكتوب على العرش : لا إله إلا الله ، محمد نبي الرحمة ، وعلي مقيم الحجة ، من عرف حق علي زكى وطاب ، ومن أنكر حقه لعن وخاب ، أقسمت بعزتي أن ادخل الجنة من أطاعه وإن عصاني وأقسمت بعزتي أن ادخل النار من عصاه وإن أطاعني(٣).

أقول : قد أوردنا بعض الاخبار في باب تزويج فاطمة عليه‌السلام ، وفي باب أن الجن تأتيهم.

٢٣ ـ وروى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر مارواه من كتاب المناقب لابن البطريق باسناده عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مكتوب على العرش : « لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي بن أبي طالب » وذلك قوله تعالى في كتابه العزيز : « هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين »(٤) بعلي بن أبي طالب.

__________________

(١) اشارة إلى كروية الشمس.

(٢) ايضاح دفائن النواصب : ٣٢.

(٣) ايضاح دفائن النواصب : ٣٤ و ٣٥.

(٤) الانفال : ٦٤.

١٠

٢٤ ـ ومن كتاب المقنع في الامامة عن جابر الانصاري قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليلة اسري بي إلى السماء امر بعرض الجنة والنار علي ، فرأيتهما جميعا ، رأيت الجنة وألوان نعيمها ، ورأيت النار وألوان عذابها ، وعلى كل باب من أبواب الجنة الثمانية : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله.

٢٥ ـ ومن تفسير محمد بن العباس بن مروان عن جعفر بن محمد بن مالك عن أحمد بن محمد بن عمرو عن عبدالله بن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن عمرو بن فضل البصري عن عباد بن محمد عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام قال : هبط على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ملك له عشرون ألف رأس ، فوثب النبي (ص) ليقبل يده فقال له الملك : مهلا مهلا يامحمد ، فأنت أكرم من أهل السماوات والارض أجمعين ، والملك يقال له : محمود ، فاذا بين منكبيه : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي الصديق الاكبر » فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : منذ كم هذا الكتاب مكتوب بين منكبيك؟ قال : من قبل أن يخلق الله أباك آدم باثني عشر ألف عام(١).

٢٦ ـ ومن كتاب المعراج تأليف الشيخ الصالح أبي محمد الحسن بإسناده عن الصدوق رفعه عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فإذا مثبت على ساق العرش الايمن : إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي غرست جنة عدن بيدي ، أسكنتها(٢) ملائكتي ، محمد صفواتي من خلقي ، أيدته بعلي(٣).

٢٧ ـ ومنه عن الصدوق عن ماجيلويه عن محمد العطار عن الاشعري عن ابن يزيد عن ابن فضال عن مروان ابن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مسطور بخط جليل(٤).

__________________

(١) المحتضر : ١٢٥.

(٢) في المصدر : واسكنتها.

(٣) المحتضر : ١٣٩.

(٤) في المصدر : بخط جلى.

١١

حول العرش : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين.(١)

٢٨ ـ ومنه عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن أحمد ابن النضر عن ابن شمر عن جابر عن جابر الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مابال أقوام يلومونني في محبتي لاخي علي بن أبي طالب؟ فو الذي بعثني بالحق نبيا ما أحببته حتى أمرني رجبي جل جلاله بمحبته ، ثم قال : ما بال أقوام يلومونني في تقديمي لعلي بن أبي طالب؟ فو عزة ربي ماقدمته حتى أمرني عز اسمه بتقديمه وجعله أمير المؤمنين وأمير امتي وإمامها ، أيها الناس إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة وجدت على كل باب سماء مكتوبا : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين » ولما صرت إلى حجب النور رأيت على كل حجاب مكتوبا « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين » ولما صرت إلى العرش وجدت على كل ركن من أركانه مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(٢).

__________________

(١) المختصر : ١٣٩.

(٢) المحتضر : ١٤٦.

١٢

١١

باب

*(ان الجن خدامهم يظهرون لهم ويسألونهم عن معالم دينهم)*

١ ـ ل : أبي عن سعد عن محمد بن عبدالحميد عن محمد بن راشد عن عمر بن سهل عن سهيل بن غزوان البصري قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن امرأة من الجن كان يقال لها : عفراء ، وكانت تنتاب(١) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيسلمون علي يديها.

وإنها فقدها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأل عنها جبرئيل فقال : إنها زارت اختا لها تحبها في الله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى للمتحابين في الله ، إن الله تبارك وتعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عزوجل للمتحابين والمتزاورين(٢) ياعفراء أي شئ رأيت؟ قالت : رأيت عجائب كثيرة ، قال : فأعجب مارأيت؟ قالت : رأيت إبليس في البحر الاخضر على صخرة بيضاء مادا يديه إلى السماء وهو يقول : الهي إذا بررت(٣) قسمك وأدخلتني نار جهنم فأسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا خلصتني منها و حشرتني معهم.

فقلت : ياحارث! ماهذه الاسماء التي تدعو بها؟ قال لي : رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف سنة ، فعلمت أنهم أكرم الخلق على الله عزوجل ، فأنا أسأله بحقهم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والله لو أقسم أهل الارض بهذه الاسماء لاجابهم(٤).

__________________

(١) في نسخة : ( تأتى ) وتنتاب أى تأتى مرة بعد مرة.

(٢) في نسخة : المتحابين في الله ثم قال : ياعفراء.

(٣) في نسخة : اذا ابررت.

(٤) في نسخة : ( لاجابهم الله ). الخصال ٢ : ١٧١.

١٣

٢ ـ فس : « والجان خلقناه من قبل من نار السموم »(١) قال : أبوإبليس ، و قال : الجن من ولد الجان ، منهم مؤمنون وكافرون ويهود(٢) ونصارى ، ويختلف أديانهم ، والشياطين من ولد إبليس ، وليس فيهم مؤمنون إلا واحد إسمه هام بن هيم بن لا قيس بن إبليس ، جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرآه جسيما عظيما وامرءا مهولا ، فقال له : من أنت؟ قال : أنا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام ، أنهى عن الاعتصام وآمر بافساد الطعام ، فقال رسول الله (ص) بئس لعمري الشاب ، المؤمل والكهل المؤمر فقال : دع عنك هذا يامحمد ، فقد جرت توبتي على يد نوح ولقد كنت معه في السفينة فعاتبته(٣) على دعائه على قومه ، ولقد كنت مع إبراهيم حيث القي في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، ولقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون ونجى بني إسرائيل ، ولقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته ، ولقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه ، ولقد قرأت الكتب فكلها(٤) تبشرني بك ، والانبياء يقرئونك السلام ويقولون : أنت أفضل الانبياء وأكرمهم ، فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لامير المؤمنين صلوات الله عليه : علمه ، فقال هام : يامحمد إنا لانطيع إلا نبيا أو وصي نبي ، فمن هذا؟ قال : هذا أخي ووصيي ووزيري ووارثي علي بن أبي طالب ، قال : نعم نجد اسمه في الكتب أليا ، فعلمه أمير المؤمنين ، فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام(٥).

بيان : المؤمل على بناء المفعول ، أي بئس حالك عند شبابك حيث كانوا يأملون منك الخير ، وفي حال كونك كهلا حيث أمروك عليهم ، وفي البصائر : « المتأمل » كما سيأتي ، وهو إما من الاصل أيضا أو بمعنى التثبت في الامر والنظر فيه ، والغلام

__________________

(١) الحجر : ٢٧.

(٢) في المصدر : ويهودي.

(٣) في نسخة : ( فعاينته ) وكذا في المواضع الاتية.

(٤) في نسخة : وكلها.

(٥) تفسير القمي : ٣٥١.

١٤

المقبل(١) ، أي إلى الدنيا ، فان الانسان في أول العمر مقبل إليها ، وفي روايات العامة هكذا : « بئس لعمر والله عمل الشيخ المتوسم والشاب المتلوم » قال الجزري : المتوسم : المتحلي بسمة الشيوخ ، والمتلوم : المتعرض للآئمة في الفعل السيئ(٢) ، ويجوز أن يكون من اللومة وهي الحاجة ، أي المنتظر لقضائها انتهى.

وفي الخرائج : « بئس سيرة الشيخ المتأمل والشاب المؤمل » ولا يخفى توجيهه.

٣ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن عمر ابن يزيد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : بينا رسول الله (ص) جالس(٣) إذا أتاه رجل طويل كأنه نخلة فسلم عليه فرد عليه‌السلام وقال : يشبه(٤) الجن وكلامهم ، فمن أنت يا عبدالله؟ فقال : أنا الهام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس ، فقال له رسول الله (ص) : مابينك وبين إبليس إلا أبوين؟(٥).

فقال : نعم يارسول الله. قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فكم أتى لك؟ قال : أكلت عمر الدنيا إلا أقله ، أنا أيام قتل قابيل هابيل غلام أفهم الكلام وأنهى عن الاعتصام و أطوف(٦) الآجام وآمر بقطيعة الارحام وافسد الطعام ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس سيرة الشيخ المتأمل والغلام المقبل ، فقال : يارسول الله إني تائب ، قال : على يد من جرى(٧) توبتك من الانبيآء؟ قال : على يدي نوح ، وكنت معه في سفينته و عاتبته على دعائه على قومه حتى بكى وأبكاني ، وقال : لا جرم إني على ذلك من النادمين ، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، ثم كنت مع هود في مسجده مع الذين

__________________

(١) هو في رواية البصائر.

(٢) في نسخة : في فعل شئ.

(٣) في المصدر : ذات يوم جالس.

(٤) في نسخة : شبيه الجن.

(٥) في نسخة : ( الا ابوان ) وصححه.

(٦) في نسخة : أطوق.

(٧) في نسخة : جرت.

١٥

آمنوا معه فعاتبته على دعائه على قومه حتى بكى وأبكاني ، وقال : لاجرم إني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، ثم كنت مع إبراهيم حين كاده قومه فألقوه في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، ثم كنت مع يوسف حين حسده إخوته فألقوه في الجب ، فبادرته إلى قعر الجب فوضعته وضعا رفيقا : ثم كنت معه في الجسن اؤنسه فيه حتى أخرجه الله منه ، ثم كنت مع موسى عليه‌السلام وعلمني سفرا من التوراة وقال : إن أدركت عيسى فأقرئه مني السلام ، فلقيته وأقرأته من موسى السلام. وعلمني سفرا من الانجيل وقال : إن أدركت محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقرئه مني السلام ، فعيسى يارسول الله يقرأ عليك السلام.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وعلى عيسى روح الله وكلمته وجميع أنبيآء الله ورسله مادامت السماوات والارض السلام ، وعليك ياهام بما بلغت السلام ، فارفع إلينا حوائجك.

قال : حاجتي أن يبقيك الله لامتك ، ويصلحهم لك ، ويرزقهم الاستقامة لوصيك من بعدك ، فان الامم السالفة إنما هلكت بعصيان الاوصيآء ، وحاجتي يا رسول الله أن تعلمني سورا من القرآن اصلي بها ، فقال رسول الله (ص) لعلي عليه‌السلام : ياعلي علم الهام وارفق به ، فقام هام : يارسول الله من هذا الذي ضممتني إليه فإنا معاشر الجن قد امرنا أن لانكلم إلا نبيا أو وصيي نبي ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياهام من وجدتهم في الكتاب وصي آدم؟ قال : شيث بن آدم ، قال : فمن وجدتم وصي نوح؟ قال : سام بن نوح ، قال : فمن كان وصي هود؟ قال : يوحنا بن حزان(١) ابن عم هود.

قال : فمن كان وصي إبراهيم؟ قال : إسحاق بن إبراهيم ، قال : فمن كان وصى موسى! قال : يوشع بن نون ، قال : فمن كان وصيي عيسى؟ قال : شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم ، قال : فمن وجدتم في الكتاب وصي محمد؟ قال : هو في التوراة أليا.

__________________

(١) في المصدر : يوحنا بن حنان.

١٦

قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا أليا هو علي وصيي ، قال الهام : يارسول الله فله اسم غير هذا؟ قال : نعم؟ هو حيدرة ، فلم تسألني عن ذلك؟ قال : إنا وجدنا في كتاب الانبيآء أنه في الانجيل هيدارا ، قال : هو حيدرة قال : فعلمه علي سورا من القرآن فقال هام : ياعلي ياوصيي محمد أكتفي بما علمتني من القرآن؟ قال : نعم ياهام قليل القرآن كثير ، (١) ثم قام هام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فودعه فلم يعد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى قبض عليه‌السلام(٢).

٤ ـ ير : علي بن حسان عن موسى بن بكر عن رجل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يوم الاحد للجن ، ليس تظهر فيه لاحد غيرنا(٣).

٥ ـ ير : محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال : أوصاني أبوجعفر عليه‌السلام بحوائج له بالمدينة قال : فبينا أنا في فج الروحآء على راحلتي إذا إنسان يولي بثوبه ، قال : فملت إليه وظننت أنه عطشان فناولته الاداوة ، قال : فقال : لا حاجة لي بها ، ثم ناولني كتابا طينه رطب ، قال : فلما نظرت إلى ختمه إذا هو خاتم أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له : متى عهدك بصاحب الكتاب؟ قال : الساعة ، قال : فاذا فيه أشياء يأمرني بها ، ثم قال : التفت فاذا ليس عندي أحد ، قال : فقدم أبوجعفر عليه‌السلام فلقيته ، فقلت له : جعلت فداك رجل أتاني بكتابك(٤) وطينه رطب ، قال : إذا عجل بنا أمر أرسلت(٥) بعضهم ، بعني الجن.

وزاد فيه محمد بن الحسين بهذا الاسناد : ياسدير إن لنا خدما من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم(٦).

__________________

(١) في المصدر : قليل من القرآن كثير.

(٢) بصائر الدرجات ٢٨.

(٣) بصائر الدرجات : ٢٧.

(٤) في المصدر : بكتاب.

(٥) في نسخة : ارسلنا.

(٦) بصائر الدرجات : ٢٧.

١٧

يج : سعد عن محمدبن الحسين مثله(١).

بيان : قوله بالمدينة ، إما متعلق بأوصاني فيكون الراوي خرج قبله عليه‌السلام إلى مكة فأوصاه عليه‌السلام بأشياء يعملها في مكة ، فالمراد بالقدوم القدوم إلى مكة ، أو بالحوائج فالامر بالعكس. والفج : الطريق بين الجبلين ، أو الطريق الواسع. والروحاء : موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة ، على ماذكره الفيروزآبادي وقال : لوى(٢) بثوبه : أشار.

٦ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن الثمالي قال : كنت أستأذن على أبي جعفر عليه‌السلام فقيل : إن عنده قوم ، اثبت قليلا حتى يخرجوا ، فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم(٣) ثم أذن لي ، فدخلت عليه فقلت : جعلت فداك هذا زمان بني امية وسيفهم يقطر دما ، فقال لي : يابا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاؤا يسألوننا عن معالم دينهم(٤).

يج : سعد عن أحمد بن محمد مثله(٥).

٧ ـ ير : محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن الثمالي قال : كنت مع أبي عبدالله عليه‌السلام فيما بين مكة والمدينة إذا التفت عن يساره فاذا كلب أسود ، فقال : مالك قبحك الله؟ ما أشد مسارعتك؟ فاذا هو شبيه بالطائر ، فقلت : ماهو جعلت فداك؟ فقال : هذا عثم بريد الجن ، مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلدة(٦).

__________________

(١) الخرائج والجرائح :

(٢) لعل الصحيح : ألوى بثوبه.

(٣) في نسخة : ولست أعرفهم.

(٤) بصائر الدرجات : ٢٧.

(٥) الخرائج والجرائح.

(٦) بصائر الدرجات : ٢٧.

١٨

يج : سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم مثله(١).

٨ ـ ير : محمد بن علي بن حديد عن ابن حازم عن سعد الاسكاف قال : أتيت باب أبي جعفر عليه‌السلام مع أصحاب لنا لندخل عليه فاذا ثمانية نفر كأنهم من أب وام عليهم ثياب زرابي وأقبية طاق طاق وعمائم صفر دخلوا فما احتبسوا حتى خرجوا ، قال لي : ياسعد رأيتهم؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال : اولئك إخوانكم من الجن أتونا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتونا وتستفتونا في حلالكم وحرامكم(٢).

بيان : الزرابي جمع الزربية وهي الطنفسة ، وقيل : البساط ذو الخمل ، و قوله : طاق طاق ، أي لبسوا قباء مفردا ليس معه شئ آخر من الثياب ، كما ورد في الحديث : « الاقامة طاق طاق » أو أنه لم يكن له بطانة ولا قطن ، وقال في القاموس : الطاق : ضرب من الثياب والطيلسان أو الاخضر انتهى ، وماذكرناه أظهر في المقام لا سيما مع التكرار.

٩ ـ ير : عنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الاسكاف قال : طلبت الاذن عن أبي جعفر عليه‌السلام فبعث إلي : لاتعجل فإن عندي قوما من إخوانكم ، فلم ألبث أن خرج علي اثنا عشر رجلا يشبهون الزط عليهم أقبية طبقين وخفاف فسلموا و مروا ، ودخلت إلى أبي جعفر عليه‌السلام وقلت له : ما أعرف هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا ، فمن هم(٣)؟ قال : هؤلاء قوم من إخوانكم من الجن ، قلت له : ويظهرون لكم؟ قال : نعم(٤).

بيان : لعل المراد بالطبقين أن كل قباء كان من طبقين غير محشو بالقطن ، و يقال بالفارسية : دوتهى.

__________________

(١) الخرائج والجرائح.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٧ فيه : وتستفتوننا.

(٣) في المصدر : قلت : جعلت فداك من هؤلاء الذين خرجوا من عندك؟

(٤) بصائر الدرجات : ٢٧.

١٩

١٠ ـ ير : عبدالله بن محمد عن محمد بن إبراهيم عن بشر عن فضالة عن محمد بن مسلم عن المفضل بن عمر قال : حمل إلى أبي عبدالله عليه‌السلام مال من خراسان مع رجلين من أصحابه لم يزالا يتفقدان المال حتى مرا بالري ، فرفع(١) إليهما رجل من أصحابهما كيسا فيه ألفا درهم ، فجعلا يتفقدان في كل يوم الكيس حتى دنيا من المدينة ، فقال أحدهما لصاحبه : تعالى حتى ننظر ماحال المال؟ فنظرا فاذا المال على حاله ماخلا كيس الرازي ، فقال أحدهما لصاحبه : الله المستعان ، مانقول الساعة لابي عبدالله عليه‌السلام؟ فقال أحدهما : إنه عليه‌السلام كريم ، وأنا أرجو أن يكون علم مانقول عنده.

فلما دخلا المدينة قصدا إليه فسلما إليه المال ، فقال لهما : أين كيس الرازي ، فأخبراه بالقصة ، فقال لهما : إن رأيتما الكيس تعرفانه؟ قالا : نعم ، قال : ياجارية علي بكيس كذا وكذا ، فأخرجت الكيس فرفعه أبوعبدالله عليه‌السلام إليهما ، فقال : أتعرفانه قالا : هو ذاك ، قال : إني احتجت في جوف الليل إلى مال فوجهت رجلا من الجن من شيعتنا فأتاني بهذا الكيس من متاعكما(٢).

١١ ـ ير : الحسن بن علي بن عبدالله عن ابن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الاسكاف قال : أتيت أبا جعفر عليه‌السلام اريد الاذن عليه ، فإذا رواحل على الباب مصفوفة ، وإذا أصوات قد ارتفعت ، فخرج علي قوم معتمون بالعمائم يشبهون الزط.

قال : فدخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك يابن رسول الله أبطأ إذنك اليوم ، وقد رأيت قوما خرجوا علي معتمين بالعمائم فأنكرتهم ، فقال : أو تدري من اولئك ياسعد؟ قال : قلت : لا ، قال : اولئك إخوانك من الجن يأتوننا يسألوننا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم(٣).

بيان : الزط : جنس من السودان. ويقال : أنكره : إذا جهله.

__________________

(١) في نسخة : فدفع.

(٢) بصائر الدرجات : ٣٨.

(٣) بصائر الدرجات : ٢٨.

٢٠