بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فجلست بين يديه والحجام خلفه.

فقال : أمن بني أعين أنت؟ فقلت : نعم أنا زرارة بن أعين ، فقال : إنما عرفتك بالشبه ، أحج حمران؟ قلت : لا ، وهو يقرئك السلام ، فقال : إنه من المؤمنين حقا لا يرجع أبدا ، إذا لقيته فأقرئه مني السلام وقل له : لم حدثت الحكم بن عيينة عني أن الاوصيآء محدثون؟ لا تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث.

فقال زرارة : فحمدت الله تعالى وأثنيت عليه ، فقلت : الحمد لله ، فقال هو : الحمد الله ، فقلت : أحمده وأستعينه ، فقال هو : أحمده وأستعينه فكنت كل ما ذكرت الله في كلام ذكر معي كما أذكره حتى فرغت من كلامي.(١)

٤٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الحسني عن إدريس بن زياد الحناط عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن ابن سوقة عن ابن عيينة قال : قال لي علي بن الحسين عليهما‌السلام : يا حكم هل تدري ما كانت الآية التي كان يعرف بها علي عليه‌السلام صاحب قتله ويعرف بها الامور العظام التي كان يحدث بها الناس؟ قال : قلت : لا والله فأخبرني بها يابن رسول الله ، قال : هي قول الله عزوجل : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » قلت : فكان علي عليه‌السلام محدثا؟ قال : نعم وكل إمام منا أهل البيت محدث.(٢)

٤٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان عن داود بن فرقد عن الحارث النضري قال : قال لي الحكم بن عيينة : إن مولاي علي بن الحسين عليهما‌السلام قال لي : إنما علم علي عليه‌السلام كله في آية واحدة. قال : فخرج حمران بن أعين ليسأله فوجد عليا عليه‌السلام قد قبض فقال لابي جعفر عليه‌السلام : إن الحكم حدث عن علي بن الحسين عليه‌السلام أنه قال : إن علم علي عليه‌السلام كله في آية واحدة ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : وما تدري ما هي؟ قلت : لا. قال : هي قوله تعالى :

__________________

(١) رجال الكشى : ١١٨ و ١١٩.

(٢) كنز الفوائد : ١٧٦.

٨١

« وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ».(١)

٤٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الرسول والنبي والمحدث فقال : الرسول الذي تأتيه الملائكة ويعاينهم تبلغه الرسالة(٢) من الله ، والنبي يرى في المنام فما رأى فهو كما رأى ، والمحدث الذي يسمع كلام الملائكة وحديثهم ولا يرى شيئا بل ينقر في اذنه وينكت في قلبه.(٣)

بيان : استنباط الفرق بين النبي والامام من تلك الاخبار لايخلو من إشكال وكذا الجمع بينها مشكل جدا ، والذي يظهر من أكثرها هو أن الامام لا يرى الحكم الشرعي في المنام والنبي قد يراه فيه ، وأما الفرق بين الامام والنبي وبين الرسول أن الرسول يرى الملك عند إلقاء الحكم ، والنبي غير الرسول والامام لا يريانه في تلك الحال وإن رأياه في سائر الاحوال ، ويمكن أن يخص الملك الذي لا يريانه بجبرئيل عليه‌السلام ويعم الاحوال ، لكن فيه أيضا منافاة لبعض الاخبار.

ومع قطع النظر عن الاخبار لعل الفرق بين الائمة عليهم‌السلام وغير اولي العزم من الانبيآءأن الائمة عليهم‌السلام نواب للرسول (ص) لا يبلغون إلا بالنيابة ، وأما الانبيآء وإن كانوا تابعين لشريعة غيرهم لكنهم مبعوثون بالاصالة وإن كانت تلك النيابة أشرف من تلك الاصالة.

وبالجملة لا بد لنا من الاذعان بعدم كونهم عليهم‌السلام أنبيآء وبأنهم أشرف وأفضل من غير نبينا (ص) من الانبيآء والاوصياء ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية جلالة خاتم الانبيآء ، ولا يصل عقولنا إلى فرق بين بين النبوة والامامة ، وما دلت عليه الاخبار فقد عرفته ، والله تعالى يعلم حقائق أحوالهم صلوات الله عليهم أجمعين.

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٧٦ و ١٧٧.

(٢) في المصدر : وتبلغه الرسالة.

(٣) كنز الفوائد : ١٧٧.

٨٢

٤٦ ـ كا : علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلا قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إنما الوقوف علينا في الحلال والحرام فأما النبوة فلا.(١)

بيان : أي إنما يجب عليكم أن تقوموا عندنا وتعكفوا على أبوابنا والكون معنا لاستعلام الحلال والحرام لا أن تقولوا بنبوتنا ، وإنما لكم أن تقفوا علينا في إثبات علم الحلال والحرام وأنا نواب الرسول (ص) في بيان ذلك لكم ولا تتجاوزوا بنا إلى إثبات النبوة.

تتميم : قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرح عقائد الصدوق رحمه‌الله أصل الوحي هو الكلام الخفي ، ثم قد يطلق على كل شئ قصد به إلى إفهام المخاطب على الستر له عن غيره والتخصيص له به دون من سواه ، وإذا اضيف إلى الله تعالى كان فيما يخص به الرسل صلى الله عليهم خاصة دون من سواهم على عرف الاسلام وشريعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال الله « وأوحينا إلى ام موسى أن أرضعيه » (٢) الآية فاتفق أهل الاسلام على أن الوحي كان رؤيا مناما وكلاما سمعته ام موسى في منامها على الاختصاص ، وقال « وأوحى ربك إلى النحل(٣) » الآية ، يريد به الالهام الخفي إذ كان خالصا لمن أفرده دون ما سواه ، فكان علمه حاصلا للنحل بغير كلام جهر به المتكلم فأسمعه غيره. وساق رحمه‌الله الكلام إلى أن قال : وقد يرى الله في منامه خلقا كثيرا ما يصح تأويله ويثبت حقه ، لكنه لا يطلق بعد استقرار الشريعة عليه اسم الوحي ولا يقال في هذا الوقت لمن اطلعه الله على علم شئ : إنه يوحى إليه ، وعندنا أن الله تعالى يسمع الحجج بعد نبيه (ص) كلاما يلقيه إليهم أي الاوصياء في علم ما يكون لكنه لا يطلق عليه اسم الوحي لما قدمناه من إجماع المسلمين.

على أنه لا وحي لاحد بعد نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنه لا يقال في شئ مما ذكرناه : إنه

__________________

(١) اصول الكافى : ١ : ٢٦٨.

(٢) القصص : ٧.

(٣) النحل : ٦٨.

٨٣

وحي إلى أحد ، ولله تعالى أن يبيح إطلاق الكلام أحيانا ويحظره أحيانا ، ويمنع السمات بشئ حينا ويطلقها حينا ، فأما المعاني فانها لا تتغير عن حقائقها على ما قدمناه.(١)

وقال رحمه‌الله في كتاب المقالات : إن العقل لا يمنع من نزول الوحي إليهم عليهم‌السلام وإن كانوا أئمة غير أنبيآء فقد أوحى الله عزوجل إلى ام موسى « أن أرضعيه » (٢) الآية ، فعرفت صحة ذلك بالوحي وعملت عليه ولم تكن نبيا ولا رسولا ولا إماما ولكنها كانت من عباده الصالحين ، وإنما منعت نزول(٣) الوحي إليهم والايحاء بالاشياء إليهم للاجماع على المنع من ذلك والاتفاق على أنه من زعم أن أحدا بعد نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله يوحى إليه فقد أخطأ وكفر.

ولحصول العلم بذلك من دين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما أن العقل لم يمنع من بعثة نبي بعد نبينا(ص) ونسخ شرعنا كما نسخ ما قبله من شرائع الانبيآء عليهم‌السلام وإنما منع ذلك الاجماع والعلم بأنه خلاف دين النبي (ص) من جهة اليقين وما يقارب الاضطرار ، والامامية جميعا على ما ذكرت ليس بينها فيه على ما وصفت خلاف.

ثم قال رحمه‌الله : القول في سماع الائمة كلام الملائكة الكرام وإن كانوا لا يرون منهم الاشخاص ، وأقول بجواز هذا من جهة العقل وإنه ليس بممتنع في الصديقين من الشيعة المعصومين من الضلال وقد جاءت بصحته وكونه للائمة عليهم‌السلام ومن اسميت من شيعتهم الصالحين الابرار الاخيار واضحة الحجة والبرهان ، وهو مذهب فقهاء الامامية وأصحاب الآثار منهم ، وقد أباه بنو نوبخت وجماعة من الامامية لا معرفة لهم بالاخبار ولا ينعموا(٤) النظر ولاسلكوا طريق الصواب.

__________________

(١) تصحيح الاعتقاد : ٥٦ و ٥٧.

(٢) القصص : ٧.

(٣) اى انما منعت القول بنزول الوحى.

(٤) في نسخة : [ ولم يمعنوا ] أقول : انعم النظر في المسألة : حقق فيها النظر وبالغ. وامعن النظر في الامر : بالغ وأبعد في الاستقصاء.

٨٤

ثم قال رحمه‌الله : وأقول : إن منامات الرسل والانبيآء والائمة عليهم‌السلام صادقة لا تكذب ، وإن الله تعالى عصمهم عن الاحلام ، وبذلك جاءت الاخبار عنهم عليهم‌السلام وعلى هذا القول جماعة فقهاء الامامية وأصحاب النقل منهم ، وأما متكلموهم فلا أعرف منهم نفيا ولا إثباتا ولا مسألة فيه ولا جوابا ، والمعتزلة بأسرها تخالفنا فيه انتهى.(١)

٤٧ ـ وروى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر باسناده عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام في حديث طويل قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في كلام لهم : وإن شئتم أخبرتكم بما هو أعظم من ذلك ، قالوا : فافعل ، قال : كنت ذات ليلة تحت سقيفة مع رسول الله (ص) وإني لاحصي ستا وستين وطئة من الملائكة ، كل وطئة من الملائكة أعرفهم بلغاتهم وصفاتهم وأسمائهم ووطئهم.(٢)

__________________

(١) اوائل المقالات : ٣٩ ـ ٤٢.

(٢) المحتضر : ١٣١.

٨٥

٣

باب

*(نهم عليهم‌السلام يزادون ولولا ذلك لنفد ما عندهم وان)*

*(ارواحهم تعرج إلى السماء في ليلة الجمعة)*

١ ـ ما : علي بن شبل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن ابن بكير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أخبرني أبوبصير أنه سمعك تقول : لولا أنا نزاد لانفدنا ، قال : نعم ، قال : قلت : تزادون شيئا ليس عند رسول الله؟ فقال : لا ، إذا كان ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحيا وإلينا حديثا.(١)

٢ ـ ما : بالاسناد عن إبراهيم عن جماعة عن ابن فضال عن محمد بن الربيع عن عبدالله بن بكير عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لولا أنا نزاد لانفدنا قال : قلت : تزادون شيئا ليس عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : إنه إذا كان ذلك اتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاخبر ثم إلى علي ثم إلى بنيه واحدا بعد واحدا حتى ينتهي إلى صاحب هذا الامر.(٢)

٣ ـ ير : محمد بن عيسى عن زياد القندي عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : كيف يزاد الامام؟ فقال : منا من ينكت في اذنه نكتا ، ومنا من يقذف في قلبه قذفا ، ومنا من يخاطب.(٣)

٤ ـ ير : أحمد بن محمد(٤) عن الاهوازي عن الجوهري عن البطائني عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إنا لنزاد في الليل والنهار ولو لم نزد لنفد ما عندنا ، قال أبوبصير : جعلت فداك من يأتيكم به؟ قال : إن منا من يعاين وإن

__________________

(١) امالى ابن الشيخ : ٢٦١.

(٢) امالى ابن الطوسى : ١٦١.

(٣) بصائر الدرجات : ٦٣.

(٤) في نسخة : [ احمد بن موسى ] والمصدر يوافق المتن.

٨٦

منا لمن ينقر في قلبه كيت وكيت ، ومنا(١) من يسمع باذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست ، فقلت له : من الذي يأتيكم بذلك؟ قال : خلق(٢) أعظم من جبرئيل وميكائيل(٣).

بيان : قوله : من يعاين ، لعل المراد به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو في غير وقت إلقاء الحكم.

٥ ـ ير : الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس بن جريش عن أبي جعغر قال : إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن ، قلت : جعلت فداك أي شأن؟ قال : يؤذن للملائكة والنبيين والاوصيآء الموتى ولارواح الاوصيآء والوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السمآء فيطوفون بعرش ربها اسبوعا(٤) وهم يقولون : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، حتى إذا فرغوا صلوا خلف كل قائمة له ركعتين ثم ينصرفون.

فتنصرف الملائكة بما وضع الله فيها من الاجتهاد شديد(٥) إعظامهم لما رأوا وقد زيد في اجتهادهم وخوفهم مثله.

وينصرف النبيون والاوصيآء وأرواح الاحياء شديدا عجبهم(٦) وقد فرحوا أشد الفرح لانفسهم ويصبح الوصي والاوصياء قد الهموا إلهاما من العلم علما مثل جم(٧) الغفير ليس شئ أشد سرورا منهم ، اكتم فوالله لهذا أعز عند الله من كذا كذا عندك حصنه.

قال : يا محبور والله مايلهم الاقرار بما ترى إلا الصالحون ، قلت : والله ما عندي

__________________

(١) في المصدر : وان منا لمن يسمع.

(٢) في نسخة : خلق الله.

(٣) بصائر الدرجات : ٦٣ و ٦٤.

(٤) في نسخة : بعرش ربهم سبعا.

(٥) في نسخة : شديدا.

(٦) في المصدر : شديد حبهم.

(٧) في نسخة : [ جماء الغفير ] وفى المصدر : علما جما مثل جم الغفير.

٨٧

كثير صلاح ، قال : لا تكذب على الله فإن الله قد سماك صالحا حيث يقول : « اولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين » يعني الذين آمنوا بنا وبأمير المؤمنين وملائكته وأنبيائه وجميع حججه عليه وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين الاخيار الابرار السلام.(١)

بيان : قال في النهاية : فيه(٢) فأقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهرهم وقد تكرر في الحديث والمراد بها أنهم أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد عليهم ، وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا ، ومعناه أن ظهرا منهم قد امه وظهرا خلفه فهو مكفوف من جانبيه ومن جوانبه إذا قيل : بين أظهرهم ، ثم كثر استعماله حتى استعمل في الاقامة بين القوم مطلقا.

وقال : في حديث أبي ذر : قلت : يا رسول الله كم الرسل؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جم الغفير ، هكذا جاءت الرواية ، قالوا : والصواب جما غفيرا يقال : جاء القوم جما غفيرا ، أو الجماء الغفير وجماء غفيرا ، أي مجتمعين كثيرين ، والذي انكر من الرواية صحيح فانه يقال : الجم الغفير ثم حذف الالف واللام وأضاف من باب صلوة الاولى ومسجد الجامع ، وأصل الكلمة من الجموم والجمة وهو الاجتماع والكثرة والغفير من الغفر وهو التغطية والستر انتهى.

فقوله : في بعض الرواية : مثل جم الغفير ، أي مثل الانبياء والرسل الكثيرين ، أو مثل الشئ الكثير أي علما كثيرا. والحصنة كعنبة جمع الحصن ، أي هذه المرتبة عند الله أعز من آلاف حصن مثلا عندك. والحبر بالفتح : السرور و النعمة والكرامة.

٦ ـ ير : أحمد بن موسى عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن يوسف الابزاري عن المفضل قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام ذات يوم ـ وكان لا يكنينى قبل ذلك : ـ يابا عبدالله ، فقلت : لبيك جعلت فداك ، قال : إن لنا في كل ليلة جمعة سرورا

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٦.

(٢) اى في الحديث.

٨٨

قلت : زادك الله وما ذاك؟ قال : إنه إذاكان ليلة الجمعة وافى رسول الله (ص) العرش ووافى الائمة معه ووافينا معهم. فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد ولولا ذلك لنفد ما عندنا.(١)

بيان : يحتمل أن يكون بقاء ما عندهم من العلم مشروطا بتلك الحالة ، ويحتمل أن يكون المستفاد تفصيلا لما علموا مجملا ، ويمكنهم استنباط التفصيل منه ، أو المراد أنه لا يجوز لنا الاظهار بدون ذلك كما يؤمي إليه خبر ليلة القدر ، أو المراد انفدنا من علم مخصوص سوى الحلال والحرام ولم يفض على النبي والائمة المتقدمين صلوات الله عليهم ، وإن افيض في ذلك الوقت كما سيأتي ، وذلك إما من المعارف الالهية أو من الامور البدائية كما مر منا الاشارة إليهما ، ويؤيد الاخير كثير من الاخبار الآتية.

٧ ـ ير : محمد بن أحمد عن علي بن سليمان عن محمد بن جمهور عمن رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال إن لنا في كل ليلة جمعة وفدة إلى ربنا فلا ننزل إلا بعلم مستطرف.(٢)

٨ ـ ير : الحسن بن علي بن معاوية عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن أبي أيوب عن شريك بن مليح ، وحدثني الخضر بن عيسى عن الكاهلي عن عبدالله بن أبي أيوب عن شريك بن مليح عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال : يا أبا يحيى لنا(٣) في ليالي الجمعة لشأن من الشأن.

قال : فقلت له : جعلت فداك وما ذلك الشأن؟ قال : يؤذن لارواح الانبياء الموتى وأرواح الاوصياء الموتى وروح الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتى توافى عرش ربها فتطوف بها اسبوعا وتصلي عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين ثم ترد إلى الابدان التي كانت فيها فتصبح الانبيآء و الاوصيآء قد ملئوا واعطوا سرورا ، ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم فقد زيد في

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٣٦.

(٣) في المصدر : ان لنا.

٨٩

علمه مثل جم الغفير.(١)

٩ ـ ير : سلمة عن عبدالله بن محمد عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن أبي الفضل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من ليلة جمعة إلا ولاولياء الله فيها سرور قلت : كيف ذاك جعلت فداك؟ قال : إذا كانت ليلة الجمعة وافى رسول الله (ص) العرش(٢) ووافيت معه فما أرجع إلا بعلم مستفاد ، ولولا ذلك لنفد ما عندنا.(٣)

١٠ ـ ير : أحمد بن اسحاق عن الحسن بن عباس بن جريش عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : والله إن أرواحنا وأرواح النبيين لتوافي العرش كل ليلة جمعة فما ترد في أبداننا إلا بجم الغفير من العلم.(٤)

١١ ـ ير : محمد بن إسحاق بن سعد عن الحسن بن عباس بن جريش عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إن أرواحنا وأرواح النبيين توافى العرش كل ليلة جمعة فتصبح الاوصيآء وقد زيد في علمهم مثل جم الغفير من العلم.(٥)

١٢ ـ ير : الحسن بن علي بن نعمان عن البزنطي عن صفوان بن يحيى قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : كان جعفر عليه‌السلام يقول : لولا أنا نزاد لانفدنا.(٦)

١٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن عمرو عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ذريح المحاربي قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام مثله.(٧)

ير : محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن محمد بن حكيم قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام مثله.(٨)

ير : أحمد بن محمد عن أبي عبدالله البرقي عن صفوان عن أبي الحسن الرضا عن أبي عبدالله عليهما‌السلام مثله.(٩)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٦. فيه : وقد زيد.

(٢) زاد في المصدر : ووافى الائمة العرش.

(٣ ـ ٥) بصائر الدرجات : ٣٦.

(٦ و ٧) بصائر الدرجات : ١١٦.

(٨ و ٩) بصائر الدرجات : ١١٧.

٩٠

ير : أحمد بن محمد عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن ذريح مثله.(١)

١٤ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد عن عمر بن عبدالعزيز عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن علي بن بن الحسين عليهما‌السلام قال : قلت : جعلت فداك كل ما كان عند رسول الله (ص) فقد أعطاه أمير المؤمنين عليه‌السلام بعده ثم الحسن بعد أمير المؤمنين ثم الحسين عليهما‌السلام ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة؟ قال عليه‌السلام : نعم مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر ، إي والله وفي كل ساعة.(٢)

١٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إنا لنزاد في الليل والنهار ولو لم نزد لنفد ما عندنا.(٣)

١٦ ـ ير : عبدالله بن محمد عن محمد بن إبراهيم بن عمر(٤) عن بشر بن إبراهيم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فقال : ما عندي فيها شئ ، فقال الرجل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، هذا الامام المفترض الطاعة سألته مسألة فزعم أنه ليس عنده فيها شئ.

فأصغى أبوعبدالله عليه‌السلام اذنه إلى الحائط كأن إنسانا يكلمه فقال : أين السائل عن مسألة كذا وكذا؟ وكان الرجل قد جاور اسكفة الباب قال : ها أناذا فقال : القول فيها هكذا ، ثم التفت إلي فقال : لولا نزاد لنفد ما عندنا.(٥)

بيان : الاسكفة بالضم وتشديد الفاء : خشبة الباب التي يوطأ عليها.

١٧ ـ ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لولا أنا نزاد لنفد ما عندنا.(٦)

__________________

(١ و ٣) بصائر الدرجات : ١١٧.

(٢) بصائر الدرجات : ١١٦ و ١١٧ ، الاختصاص : ٣١٤.

(٤) في المصدر : عن عمرو.

(٥) بصائر الدرجات : ١١٧.

(٦) بصائر الدرجات : ١١٧.

٩١

١٨ ـ ختص ، ير : موسى بن جعفر قال : وجدت بخط أبي يعني جعفر بن محمد بن عبدالله يرويه عن محمد بن عيسى الاشعري عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك سمعتك وأنت تقول غير مرة : لولا أنا نزاد لانفدنا ، قال : أما الحلال والحرام فقد والله أنزله الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكماله ، ومايزاد الامام في حلال ولا حرام.

قال : فقلت : فما هذه الزيادة؟ قال : في سائر الاشياء ، سوى الحلال والحرام قال : قلت : فتزادون شيئا يخفى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : لا إنما يخرج الامر من عند الله فيأتي به الملك رسول الله (ص) فيقول : يا محمد ربك يأمرك بكذا وكذا ، فيقول : انطلق به إلى علي عليه‌السلام فيأتي عليا فيقول : انطلق به إلى الحسن فيقول : انطلق به إلى الحسين ، فلم يزل هكذا ينطلق إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا.

قلت : فتزادون شيئا لايعلمه رسول الله؟ فقال : ويحك يجوز أن يعلم الامام شيئا لم يعلمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والامام من قبله؟(١)

١٩ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد عن البزنطي عن ثعلبة عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لولا نزاد لانفدنا ، قال : قلت : تزادون شيئا لا يعلمه رسول الله (ص) قال : إنه إذا كان ذلك عرض على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم على الائمة ثم انتهى إلينا.(٢)

٢٠ ـ ختص ، ير : محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمان عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ليس شئ يخرج من الله حتى يبدأ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم بأمير المؤمنين ثم واحدا(٣) بعد واحد لكيلا يكون آخرنا أعلم من أو لنا.(٤)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١١٦ الاختصاص : ٣١٣.

(٢) بصائرالدرجات : ١٦ ١ ، الاختصاص : ٣١٢.

(٣) في نسخة : ثم بواحد بعد واحد.

(٤) بصائر الدرجات : ١١٦ ، الاختصاص : ٣١٣.

٩٢

٢١ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد عن ابن فضال عن محمد بن الربيع عن عبدالله بن بكير عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لولا أنا نزاد لانفد(١) ، قال : قلت : جعلت فداك تزادون شيئا ليس عند رسول الله (ص)؟ قال : إنه إذا كان ذلك اتي إلى رسول الله (ص) فاخبره ثم اتي إلى علي عليه‌السلام فاخبره(٢) إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب هذا الامر.(٣)

٢٢ ـ ير : عبدالله بن محمد عن الخشاب عن غياث بن مثنى الحلبي عن يزيد بن إسحاق عن معمر قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : يكون عندكم ما لم يجئ عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فقال : يعرض ذلك عليه إذا حدث ثم على من بعده واحد بعد واحد.(٤)

٢٣ ـ ير : محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبدا لله بن القاسم عن سماعة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن لله علمين : علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه ، وعلما استأثر به ، فإذا بدالله في شئ منه أعلمناه ذلك ، وعرض على الائمة الذين كانوا من قبلنا.(٥)

٢٤ ـ ير : محمد بن هارون عن موسى بن الحسين عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام مثله(٦).

ير : عبدالله بن محمد عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٧).

ختص : محمد بن الحسين مثله(٨).

__________________

(١) في المصدر : لانفدنا.

(٢) في نسخة : فاخبر به.

(٣) بصائر الدرجات : ١١٦ ، الاختصاص : ٣١٢ و ٣١٣.

(٤) بصائر الدرجات : ١١٦.

(٥) بصائر الدرجات : ١١٦. فيه : فقد علمناه.

(٦ و ٧) بصائر الدرجات : ١١٦.

(٨) الاختصاص : ٣١٣ فيه اختصار.

٩٣

٢٥ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن أبي عبدالله البرقي رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كان ذلك بدئ برسول الله (ص) ثم الادنى فالادنى حتى ينتهي إلى صاحب الامرالذي في زمانه(١).

٢٦ ـ ير : أحمد بن موسى عن الحسين بن علي بن نعمان عن البزنطي عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لولا أنا نزاد نفدنا ، قال : قلت : فتزادون شيئا لا يعلمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : إذا كان ذلك عرض على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى الائمة ثم انتهى الامر إلينا(٢).

٢٧ ـ ختص ، ير : محمد بن عيسى عن يونس عن هشام بن سالم(٣) قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : كلام سمعته عن أبي الخطاب ، فقال : اعرضه علي ، (٤) قال : فقلت : يقول إنكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس(٥) ، فلما أردت القيام أخذ بيدي فقال : عليه‌السلام : يا محمد(٦) كذا علم القرآن والحلال والحرام يسير(٧) في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار(٨).

٢٨ ـ ير : ابن يزيد عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام إذا مضى الامام يفضى من علمه في الليلة التي يمضي فيها إلى الامام القائم من بعده مثل ما كان يعلم الماضي ، قال : وما شاء الله من ذلك يورث كتبا ولا يوكل إلى نفسه ويزاد في ليله ونهاره(٩).

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ١١٦.

(٣) الصحيح كما في الاختصاص : هشام بن سالم عن محمد بن مسلم.

(٤) في الاختصاص : اعرضه على فقلت.

(٥) زاد في الاختصاص : فسكت.

(٦) يؤيد ذلك ما صححنا قبل ذلك.

(٧) في الاختصاص : يصير.

(٨) بصائر الدرجات : ١١٦ ، الاختصاص : ٤١٤.

(٩) بصائر الدرجات : ١٧٣.

٩٤

ير : محمد بن عبدالحميد عن محمد بن عمر بن يزيد عن الحسن بن عمر عن أبيه عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله.(١)

٢٩ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : الامام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة مثل علمه؟ قال : يورث كتبا ويزاد في كل يوم وليلة ولايوكل إلى نفسه(٢)

٣٠ ـ ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلني الله فداك العالم منكم يمضي في اليوم أو في الليلة أو في الساعة يخلفه العالم من بعده في ذلك اليوم أو في تلك الساعة يعلم مثل علمه؟ قال : يابا محمد يورث كتبا ويزاد في الليل والنهار ولا يكله الله إلى نفسه(٣).

ير : محمد بن الحسين عن منصور مثله.(٤)

٣١ ـ ير : الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن أبي مالك الحضرمي عن أبي الصباح عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : يكون أن يفضى هذا الامر إلى من لم يبلغ ، قال : نعم ، قلت : مايصنع؟ قال : يورث كتبا ولا يكله الله إلى نفسه(٥).

٣٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن يعقوب السراج قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام متى يمضي(٦) الامام حتى يؤدي علمه إلى من يقوم مقامه من بعده؟ قال : فقال : لا يمضي الامام حتى يعلمه إلى من انتجبه الله(٧) ولكن يكون صامتا معه فاذا مضى ولي العلم نطق به من بعده.(٨)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣٧ فيه : او ماشاء الله.

(٢ ـ ٤) بصائر الدرجات : ١٣٧.

(٥) بصائر الدرجات : ١٣٧.

(٦) هكذا في المصدر وفى نسخ من الكتاب ، وفى نسخة لم يذكر ( متى ) ولعله الاصح.

(٧) في المصدر : حتى يفضى علمه إلى من انتجبه الله.

(٨) بصائر الدرجات : ١٣٧.

٩٥

٣٣ ـ ير : أحمد بن محمدعن ابن سنان عن محمد بن نعمان قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام وهو يقول إن الله لا يكلنا إلى أنفسنا ولو وكلنا إلى أنفسنا لكنا كعرض الناس(١) ونحن الذين(٢) قال الله عزوجل : ادعوني استجب لكم.(٣)

بيان : الظاهر أن قوله عليه‌السلام : « ونحن » كلام مستأنف ، ويحتمل أن يكون تعليلا للسابق ، أي إنا ندعوا الله بأن يزيد في علمنا ولا يكلنا إلى أنفسنا ويستجيب الله لنا بمقتضى وعده.

٣٤ ـ ير : أبومحمد عن عمران بن موسى عن أبي عبدالله الرازي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قلت له : إن أبي حدثني عن جدك أنه سأله عن الامام متى يفضي إليه علم صاحبه؟ فقال : في الساعة التي يقبض فيها يصير علم صاحبه ، فقال : هو أو ماشاء الله يورث كتبا ولا يوكل إلى نفسه ويزاد في الليل والنهار ، فقلت له : عندك تلك الكتب وذلك الميراث؟ فقال : إي والله أنظر فيها.(٤)

٣٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن معمر قال : قلت : لو تعلمون الغيب(٥) قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام : يبسط لنا فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم.(٦)

بيان : لو للتمني.

٣٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن بن

__________________

(١) بضم العين اى كعامتهم يقال : هو من عرض الناس اى من العامة.

(٢) اى ما وكلنا إلى انفسنا اذ امرنا أن ندعوه ونطلب منه ماشئنا وما يزيد في علمنا.

(٣) بصائر الدرجات : ١٣٧ و ١٣٨ والاية في.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣٨ فيه : وما شاء الله.

(٥) في المصدر [ او تعلمون الغيب ] أقول : اراد السائل ان الله يطلعكم على غيبه؟ فاجابه عليه‌السلام ان ذلك إلى الله ، ولعل البسط اشارة إلى شرح صدورهم وكشف الغوامض و تبيينها لهم أو اطلاعهم على اللوح المحفوظ.

(٦) بصائر الدرجات : ١٥١.

٩٦

علي بن أحمد العلوي قال : بلغني عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال لداود الرقي : أيكم ينال السمآء؟(١) فوالله إن أرواحنا وأرواح النبيين لتنال(٢) العرش كل ليلة جمعة يا داود قرأ لي(٣) محمد بن علي عليه‌السلام حم السجدة حتى بلغ « فهم لا يسمعون » ثم قال : نزل جبرئيل على رسول الله (ص) بأن الامام بعده علي عليه‌السلام(٤) ثم قرأ عليه‌السلام : « حم تنزيل من الرحمان الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون » حتى بلغ « فأعرض أكثرهم » عن ولاية علي عليه‌السلام « فهم لا يسمعون » (٥).

٣٧ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح عن عبدالله بن طلحة النهدي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول وسأله ذريح فقال له : جعلني الله فداك لي إليك حاجة ، فقال : يا ذريح هات حاجتك فما أحب إلي قضاء حاجتك ، فقال : جعلني الله فداك أخبرني هل تحتاجون إلى شئ مما تسألون عنه ليس يكون عندكم فيه ثبت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى تنظرون إلى ما عندكم من الكتب؟ قال عليه‌السلام : يا ذريح أما والله لولا أنا نزاد لانفدنا.

قال عبدالله بن طلحة : فقلت له : تزادون ما ليس عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : إن داود ورث النبيين وزاده الله ، وإن سليمان ورث داود وزاده الله ، وإن محمدا عليه‌السلام ورث داود وسليمان وزاده الله ، وإنا ورثنا النبي وزادنا الله ، وإنا لسنا نزاد شيئا إلا شئ يعلمه محمد ، أوما سمعت أبي يقول إن أعمال العباد تعرض على رسول الله (ص) وسلم كل خميس فينظر فيها ويعلم ما يكون منها فلسنا نزاد شيئا إلا شيئا يعلمه هو.

__________________

(١) في المصدر : [ انكم لن تناولوا السماء ] ولعله مصحف : انكم لن تنالوا السماء.

(٢) في المصدر : [ لتناول ] ولعله مصحف.

(٣) في المصدر : قرأ ابى.

(٤) في المصدر : بان الامر بعده لعلى عليه‌السلام ثم قرأ عليه.

(٥) كنز الفوائد : ٢٧٨ و ٢٧٩ والايات في فصلت : ١ ـ ٤.

٩٧

٤

باب

*(انهم عليهم‌السلام لايعلمون الغيب ومعناه)*

الايات : آل عمران : « ٣ » وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشآء. « ١٧٥ »

الانعام : « ٦ » قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي. « ٥١ »

وقال وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. « ٦٠ »

الاعراف : « ٧ » ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء « ١٨٩ »

يونس : « ١٠ » فقل إنما الغيب لله. « ٢٠ »

هود : « ١١ » حاكيا عن نوح عليه‌السلام : ولا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب. « ٣٣ »

وقال سبحانه : ولله غيب السموات والارض « ١٢٣ »

النحل : ولله غيب السماوات والارض. « ٧٩ »

النمل : « ٢٧ » قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب إلا لله. « ٦٦ »

لقمان « ٣١ » : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير « ٣٤ ».

سبأ « ٣٤ » : قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب « ٤٨ ».

الجن « ٧٢ » : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ، إلا من ارتضى من رسول

٩٨

فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه(١) رصدا « ٢٦ و ٢٧ ».

تفسير : الاستدراك في الآية الاولى يدل على أن الله تعالى يطلع من يجتبي من رسله على بعض الغيوب ، قال البيضاوي : أي ما كان الله ليؤتي أحدكم علم الغيب فيطلع على ما في القلوب من كفر وإيمان ولكنه يجتبي لرسالته من يشاء فيوحي إليه ويخبره ببعض المغيبات ، أو ينصب له ما يدل عليها.(٢)

وأما الآية الثانية فقال الطبرسي رحمه‌الله : ولا أعلم الغيب الذي يختص الله بعلمه ، وإنما أعلم قدر ما يعلمني الله تعالى من أمر البعث والنشور والجنة والنار وغير ذلك « إن أتبع إلا ما يوحى إلي » يريد ما اخبركم إلا بما أنزله الله إلي ، عن ابن عباس ، وقال الزجاج أي ما أنبأتكم به من غيب فيما مضى وفيما سيكون فهو بوحي من الله عزوجل.(٣)

وقال في قوله تعالى : « وعنده مفاتح الغيب » معناه خزائن الغيب الذي فيه علم العذاب المستعجل وغير ذلك « لا يعلمها » أحد « إلا هو » أو من أعلمه به وعلمه إياه وقيل : معناه وعنده مقدورات الغيب يفتح بها على من يشاء من عباده باعلامه به وتعليمه إياه وتيسيره السبيل إليه ونصبه الادلة له ، ويغلق عمن يشاء ولا ينصب الادلة له.

وقال الزجاج : يريد عنده الوصلة إلى علم الغيب ، وقيل : مفاتح الغيب خمس : إن الله عنده علم الساعة الآية ، وتأويل الآية أن الله عالم بكل شئ من مبتدآت الامور وعواقبها فهو يعجل ما تعجيله أصوب وأصلح ، ويؤخر ما تأخيره أصلح وأصوب وإنه الذي يفتح باب العلم لمن يريد من الانبيآء والاولياء لانه لا يعلم الغيب

__________________

(١) وفى سورة الكهف ١٨ : له غيب السموات والارض ٢٦. وفى المصحف الشريف آيات اخرى لم يذكرها المصنف اختصارا.

(٢) انوار التنزيل.

(٣) مجمع البيان ٢ : ٣٠٤.

٩٩

سواه ، ولا يقدر أن يفتح باب العلم به للعباد إلا الله.(١)

وقال رحمه‌الله في قوله « ولله غيب السموات والارض » معناه ولله علم ما غاب في السموات والارض لا يخفى عليه شئ منه ، ثم قال : وجدت بعض المشايخ ممن يتسم بالعدل والتشيع قد ظلم الشيعة الامامية في هذا الموضع من تفسيره فقال :

هذا يدل على أن الله تعالى يختص بعلم الغيب خلافا لما تقول الرافضة : إن الائمة عليهم‌السلام يعلمون الغيب ، ولا شك أنه عنى بذلك من يقول بامامة الاثني عشر ويدين بأنهم أفضل الانام بعد النبي (ص) فإن هذا دأبه وديدنه فيهم ، يشنع في مواضع كثيرة من كتابه عليهم ، وينسب القبائح والفضائح إليهم ، ولا نعلم أحدا منهم استجاز الوصف بعلم الغيب لاحد من الخلق ، وإنما يستحق الوصف بذلك من يعلم جميع المعلومات لا بعلم مستفاد ، وهذا صفة القديم سبحانه العالم لذاته لا يشركه فيه أحد من المخلوقين ، ومن اعتقد أن غير الله يشركه في هذه الصفة فهو خارج عن ملة الاسلام.

وأما ما نقل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ورواه عنه الخاص والعام من الاخبار بالغائبات في خطب الملاحم وغيرها كإخباره عن صاحب الزنج وعن ولاية مروان بن الحكم وأولاده وما نقل من هذا الفن عن أئمة الهدى عليهم‌السلام فان جميع ذلك متلقى من النبي (ص) مما أطلعه الله عليه ، فلا معنى لنسبة من روى عنهم هذه الاخبار المشهورة إلى أنه يعتقد كونهم عالمين بالغيب ، وهل هذا إلا سب قبيح وتضليل لهم بل تكفير ، ولا يرتضيه من هو بالمذاهب خبير ، والله يحكم بينه وبينهم وإليه المصير.(٢)

وقال رحمه‌الله في قوله : « قل لا يعلم من في السماوات والارض » من الملائكة والانس والجن « الغيب » وهو ما غاب علمه من الخلق ممايكون في المستقبل « إلا الله » وحده أو من أعلمه الله(٣)

وقال في قوله « إن الله عنده علم الساعة » أي استأثر الله سبحانه به ولم

__________________

(١) مجمع البيان ٢ : ٣١١.

(٢) مجمع البيان ٣ : ٢٠٥.

(٣) مجمع البيان ٤ : ٢٣٠.

١٠٠