بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أمير المؤمنين عليه‌السلام فقبلها الملائكة وأباها ملك يقال له : فطرس ، فكسر الله جناحه.

فلما ولد الحسين بن علي عليه‌السلام بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يهنئهم بولادته. فمر بفطرس فقال له فطرس : يا جبرئيل إلى أين تذهب؟ قال : بعثني الله إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اهنئهم(١) بمولود ولد في هذه الليلة.

فقال له فطرس : احملني معك ، وسل محمدا يدعوني ، فقال له جبرئيل : اركب جناحي ، فركب جناحه فأتى محمدا فدخل عليه وهناه فقال له : يا رسول الله إن فطرس بيني وبينه اخوة ، وسألني أن أسألك أن تدعو الله له أن يرد عليه جناحه.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفطرس : أتفعل؟ قال : نعم ، فعرض عليه رسول الله (ص) ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام فقبلها ، فقال رسول الله (ص) : شأنك بالمهد فتمسح به وتمرغ فيه.

قال : فمضى فطرس إلى مهد الحسين بن على عليه‌السلام ورسول الله (ص) يدعو له قال : قال رسول الله (ص) : فنظرت إلى ريشه وإنه ليطلع ويجري منه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الآخر ، وعرج مع جبرئيل إلى السمآء وصار إلى موضعه(٢).

١١ ـ ير : أحمد بن عمر(٣) عن عمر بن عبدالعزيز عن الخيبري عن ابن ظبيان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعنا يقول : ما حاورت(٤) ملائكة الله تبارك وتعالى في دنوها منه إلا بالذي أنتم عليه ، وإن الملائكة ليصفون ما تصفون ويطلبون ما تطلبون وإن من الملائكة ملائكة يقولون : إن قولنا في آل محمد الذي جعلتهم عليه(٥).

بيان : المحاورة : المجاوبة ، أي لا يتكلمون في أسباب قربهم إليه تعالى إلا بالدين الذي أنتم عليه ، قوله : الذي جعلتهم عليه ، لعلهم إنما يقولون كذلك إقرارا

__________________

(١) في نسخة : اهنئه.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٠.

(٣) في نسخة : أحمد بن محمد.

(٤) في المصدر : ما جاوزت.

(٥) بصائر الدرجات : ٢٠ و ٢١ فيه : مثل الذى جعلتهم عليه.

٣٤١

بالعجز عن معرفتهم حق المعرفة.

١٢ ـ ير : أحمد بن محمد السياري(١) عن عبيد الله بن أبي عبدالله الفارسي وغيره رفعوه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الاول جعلهم الله خلف العرش ، لوقسم نور واحد منهم على أهل الارض لكفاهم ، ثم قال : إن موسى عليه‌السلام لما أن سأل ربه ما سأل ، أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكا(٢).

١٣ ـ ك : الهمداني عن علي عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) أنا سيد من خلق الله ، وأنا خير من جبرئيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع الملائكة المقربين(٣) وأنبيآء الله المرسلين.

وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف ، وأنا وعلي أبوا هذه الامة ، من عرفنا فقد عرف الله ، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عزوجل ، ومن علي سبطا امتي و سيدا شباب أهل الجنة : الحسن والحسين ، ومن ولد الحسين أئمة تسعة ، طاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي ، تاسعهم قائمهم ومهديهم(٤).

١٤ ـ شف : من كتاب الامامة عن بندار بن عاصم عمن حدثه عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما خلق الله العرش خلق ملكين فاكتنفاه فقال : اشهدا أن لا إله إلا أنا ، فشهدا ، ثم قال : اشهدا أن محمدا رسول الله ، فشهدا ، ثم قال : اشهدا أن عليا أمير المؤمنين ، فشهدا(٥).

__________________

(١) في المصدر : بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد السيارى قال : وقد سمعت انا

من احمد بن محمد.

(٢) بصائر الدرجات : ٢١.

(٣) في المصدر : وأنا خير من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش وجميع

ملائكة الله المقربين.

(٤) اكمال الدين : ١٥١ و ١٥٢.

(٥) اليقين : ٥٥.

٣٤٢

١٥ ـ م : أما تأييد الله تعالى لعيسى عليه‌السلام بروح القدس ، فإن جبرئيل هو الذي لما حضر رسول الله (ص) وهو قد اشتمل بعبائية القطوانية على نفسه وعلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام وقال : اللهم هؤلاء أهلي أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم محب لمن أحبهم ومبغض لمن أبغضهم ، فكن لمن حاربهم حربا ولمن سالمهم سلما ولمن أحبهم محبا ولمن أبغضهم مبغضا ، فقال الله عزوجل لقد أجبتك إلى ذلك يا محمد.

فرفعت أم سلمة جانب العبآء لتدخل ، فجذبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : لست هناك وإن كنت على(١) خير ، وجاء جبرئيل مدثرا وقال : يا رسول الله اجعلني منكم! قال : أنت منا ، قال : أفأرفع العباء وأدخل معكم؟ قال : بلى.

فدخل في العبآء ، ثم خرج وصعد إلى السماء إلى الملكوت الاعلى وقد تضاعف حسنه وبهاؤه ، فقالت الملائكة : قد رجعت بجمال خلاف ما ذهبت به من عندنا ، قال : فكيف لا أكون كذلك وقد شرفت بأن جعلت من آل محمد (ص) وأهل بيته؟

قالت الاملاك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرش : حق لك هذا الشرف أن تكون كما قلت : وكان علي عليه‌السلام معه جبرئيل عن يمينه في الحروب وميكائيل عن يساره وإسرافيل خلفه وملك الموت أمامه(٢).

بيان : في القاموس : قطوان محركة : موضع بالكوفة منه الاكسية.

١٦ ـ جع : الصدوق عن ابن ادريس عن أبيه عن ابن عيسى عن محمد بن الضحاك عن عزيز بن عبدالحميد عن إسماعيل بن طلحة عن كثير بن عمير عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم‌السلام من نور ، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا ووحدنا فوحدوا ثم خلق الله السماوات والارضين وخلق الملائكة فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف

__________________

(١) في نسخة : وان كنت في خير والى خير

(٢) التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليه‌السلام : ١٥.

٣٤٣

تسبيحا ولا تقديسا ولا تمجيدا فسبحنا وسبحت(١) شيعتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا وقدسنا فقدست شيعتنا فقدست الملائكة لتقديسنا ، ومجدنا فمجدت شيعتنا فمجدت الملائكة لتمجيدنا ووحدنا فوحدت شيعتنا فوحدت الملائكة لتوحيدنا ، وكانت الملائكة لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا من قبل تسبيحنا وتسبيح شيعتنا.

فنحن الموحدون حين لا موحد غيرنا ، وحقيق على الله تعالى كما اختصنا واختص شيعتنا أن ينزلنا أعلى عليين(٢) ، إن الله سبحانه وتعالى اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساما ، فدعانا وأحبنا ، فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر الله(٣).

بيان : أجساما ، أي نحل الابدان العنصرية ، وظاهره تجرد الارواح.

١٧ ـ إرشاد القلوب : عن أبي ذر الغفاري قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : افتخر إسرافيل على جبرئيل فقال : أنا خير منك ، قال : ولم أنت خير مني؟ قال : لانى صاحب الثمانية حملة العرش ، وأنا صاحب النفخة في الصور ، وأنا أقرب الملائكة إلى الله تعالى.

قال جبرئيل : أنا خير منك ، فقال : بما أنت خير مني؟ قال : لاني أمين الله على وحيه ، وأنا رسوله إلى الانبياء والمرسلين ، وأنا صاحب الخسوف والقذوف(٤) وما أهلك الله أمة من الامم إلا على يدي.

فاختصما إلى الله تعالى فأوحى إليهما : اسكتا(٥) ، فوعزتي وجلالي لقد خلقت من هو خير منكما ، قالا : يارب أو تخلق خيرا منا ونحن خلقنا من نور؟(٦) قال الله

__________________

(١) في المصدر : فسبحت.

(٢) في المصدر : في اعلى عليين.

(٣) جامع الاخبار : ٩.

(٤) في نسخة : [ الخسوف والقرون ] وفى المصدر : الكسوف والخسوف.

(٥) في المصدر : ان اسكتا.

(٦) في المصدر : او تخلق من هو خير منا ونحن خلقنا من نور الله.

٣٤٤

تعالى : نعم ، وأوحى إلى حجب القدرة : انكشفي ، فانكشفت فاذا على ساق العرش الايمن مكتوب : « لا إله إلا الله ، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(١) ».

فقال جبرئيل : يارب فإني أسألك بحقهم عليك إلا جعلتني خادمهم ، قال الله تعالى : قد جعلت ، فجبرائيل عليه‌السلام من أهل البيت وإنه لخادمنا(٢).

كنز : عن الصدوق باسناده عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه مثله(٣).

١٨ ـ إرشاد القلوب : بإسناده إلى محمد بن زياد قال : سأل ابن مهران عبدالله بن العباس عن تفسير قوله « إنا لنحن الصافون * وإنالنحن المسبحون(٤) » قال : كنا عند رسول الله (ص) فأقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلما رآه النبي (ص) تبسم في وجهه وقال : مرحبا بمن خلقه الله قبل أبيه آدم بأربعين ألف عام.

فقلت : يا رسول الله أكان الابن قبل الاب؟ فقال : نعم إن الله تعالى خلقني وخلق عليا قبل أن يخلق آدم بهذه المدة ، خلق نورا قسمه نصفين فخلقني من نصفه(٥) وخلق عليا من النصف الآخر قبل الاشياء ، فنورها من نوري ونور علي.

ثم جعلنا عن يمين العرش ثم خلق الملائكة فسبحنا وسبحت الملائكة فهللنا(٦) فهللت الملائكة وكبرنا فكبرت الملائكة ، وكان ذلك من تعليمي وتعليم علي ، وكان ذلك في علم الله السابق أن الملائكة تتعلم منا التسبيح والتهليل ، وكل شئ يسبح لله ويكبره ويهلله بتعليمي ، وتعليم علي ، وكان في علم الله السابق أن لا يدخل النار محب لي ولعلي ، وكذا كان في علمه أن لايدخل الجنة مبغض لي ولعلي.

ألا وإن الله تعالى خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوة من ماء الجنة من

__________________

(١) في المصدر : محمد رسول الله وعلى وفاطمة والحسن والحسين احبآء الله.

(٢) ارشاد القلوب : ٢١٤ فيه : قد فعلت.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٤٨٣ ( النسخة الرضوية ).

(٤) الصافات : ١٦٥ و ١٦٦.

(٥) في المصدر : وخلق نورا فقسمه نصفين خلقنى من نصف.

(٦) في المصدر : وهللنا.

٣٤٥

الفردوس ، فما أحد من شيعة علي إلا وهو طاهر الوالدين تقي نقي أمن مؤمن(١) بالله فاذا أراد بواحدهم(٢) أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق الجنة فقطر(٣) من ذلك الماء في إنائه الذي يشرب به فيشرب هو ذلك الماء وينبت(٤) الايمان في قلبه كما ينبت الزرع ، فهم على بينة من ربهم ومن نبيهم ومن وصيي : علي ، ومن ابنتي فاطمة الزهراء ثم الحسن ثم الحسين والائمة(٥) من ولد الحسين.

قلت : يا رسول الله ومن هم؟ قال : أحد عشر مني ، أبوهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم قال النبي (ص) الحمد لله الذي جعل محبة علي والايمان سببين(٦).

١٩ ـ كنز : روى الصدوق باسناده(٧) عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا عند رسول الله (ص) إذ أقبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل لابليس : « استكبرت أم كنت من العالين » من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين؟ فقال رسول الله (ص) : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عزوجل آدم بألفي عام.

فلما خلق الله عزوجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا(٨) ولم يؤمروا بالسجود

__________________

(١) في المصدر : نقى مؤمن.

(٢) في نسخة : [ فاذا اراد واحدهم ] وفى المصدر : فاذا اراد احدهم.

(٣) في المصدر : فطرح.

(٤) في المصدر : يشرب فيه فيشرب ذلك الماء فينبت.

(٥) في المصدر : ثم الائمة.

(٦) ارشاد القلوب : ٢١٥ و ٢١٦.

(٧) ذكر الاسناد في المصدر وهو هكذا : عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب عن أبى الحسن محمد بن احمد عن ابى الحسين محمد بن عمار عن اسماعيل بن لومة ( كذا ) عن زياد بن عبدالله البكالى عن سليمان الاعمش عن ابى سعيد.

(٨) في المصدر : ان يسجدوا له.

٣٤٦

إلا لاجلنا ، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى له : يا إبليس ما منعك أن يسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين أي من هؤلآء الخمسة المكتوبة أسمآؤهم في سرادق العرش ، فنحن باب الله الذي يؤتى منه وبنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبنا أحبه الله(١) ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبنا إلا من طاب مولده(٢).

٢٠ ـ المستدرك من الفردوس باسناده عن جابر قال : قال رسول الله (ص) : إن الله عزوجل يباهي بعلي بن أبى طالب كل يوم الملائكة المقربين حتى تقول : بخ بخ هنيئا لك يا علي.(٣)

أقول : سيأتي ما يدل على المطلوب من هذا الباب في باب النصوص على أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وأبواب مناقبه وغيرها ، وكذا في باب صفة الملائكة من كتاب السمآء والعالم.

٢١ ـ عد : اعتقادنا في الانبيآء والحجج والرسل عليهم‌السلام أنهم أفضل من الملائكة وقول الملائكة لله عزوجل لما قال لهم : « إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك » هو تمني(٤) فيها لمنزلة آدم ولم يتمنوا إلا منزلة فوق منزلتهم ، والعلم يوجب فضيلة ، قال الله عزوجل : « وعلم آدم الاسمآء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤني بأسمآء هؤلآء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون » (٥).

__________________

(١) زاد في المصدر : وأسكنه جنته.

(٢) كنز جامع الفوائد : ٢٦٦ و ٢٦٧ والاية في سورة ص : ٧٥ و ٧٦.

(٣) المستدرك : مخطوط لم تصل بيدى نسخته.

(٤) في المصدر : قال انى أعلم ما لا تعلمون ، وهو التمنى.

(٥) البقرة : ٢٨ ـ ٣١.

٣٤٧

هذا كله(١) يوجب تفضيل آدم على الملائكة وهو نبي لهم لقول الله عزوجل له : « أنبئهم بأسمآئهم » ومما يثبت تفضيل آدم على الملائكة أمر الله عزوجل لهم بالسجود لآدم ، وقوله عزو جل : « فسجد الملائكة كلهم أجمعون » ولم يأمرهم الله عزوجل بالسجود إلا لمن هو أفضل ، وكان سجودهم لله عزوجل طاعة لآدم وإكراما لما أودع صلبه من أرواح النبي والائمة(٢) صلوات الله عليهم.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين وأنا خيرالبرية وسيد ولد آدم.

وأما قول الله عزوجل : « لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون(٣) » فليس ذلك يوجب تفضيلهم على عيسى ، وإنما قال الله عزوجل ذلك لان الناس منهم من كان يعتقد أن الربوبية لعيسى عليه‌السلام ، ويتعبد له صنف من النصارى ، ومنهم من عبد الملائكة وهم الصائبون وغيرهم.

فقال الله عزوجل : لن يستنكف المعبودون دوني أن يكونوا عبيدا لي ولا الملائكة الروحانيون وهم معصومون لا يعصون ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يأكلون ولا يشربون ولا يألمون ولا يسقمون ولا يشيبون ولا يهرمون ، طعامهم وشرابهم التقديس والتسبيح ، وعيشهم من نسيم العرش وتلذذهم بأنواع العلوم(٤) ، خلقهم الله بقدرته أنوارا وأرواحا حاكما شآء وأراد ، وكل صنف منهم يحفظ نوعا مما خلق الله وقلنا بتفضيل من فضلناه عليهم لان العاقبة التي يصيرون إليها أعظم وأفضل من حال الملائكة(٥).

__________________

(١) في المصدر : فهذاكله.

(٢) في المصدر : الا لمن هو أفضل منهم ، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية طاعة ولادم اكراما لما أودع الله في صلبه من النبى والائمة.

(٣) النساء : ١٧٠.

(٤) في المصدر : وتلذذهم من انواع العلوم.

(٥) اعتقادات الصدوق : ١٠٤ ـ ١٠٦ فيه : لان الحالة التى يصيرون اليها من أنواع ما خلق الله أعظم وأفضل من حال الملائكة.

٣٤٨

٢٢ ـ مناقب محمد بن أحمد بن شاذان باسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) إن الله خلق في السمآء الرابعة مائة ألف ملك ، وفي السمآء الخامسة ثلاثمائة ألف ملك وفي السمآء السابعة ملكا رأسه تحت العرش ورجلاه تحت الثرى ، وملائكة أكثر من ربيعة ومضر ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومحبيه ، والاستغفار لشيعته المذنبين ومواليه.(١)

٢٣ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش باسناده إلى المفيد رفعه إلى محمد بن الحنفية قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : سمعت رسول الله (ص) يقول : قال الله تعالى : لاعذبن كل رعية دانت بطاعة إمام ليس مني وإن كانت الرعية في نفسها برة ، ولارحمن كل رعية دانت بامام عادل مني وإن كانت الرعية غير برة ولا تقية(٢).

ثم قال لي : يا على أنت الامام والخليفة بعدي حربك حربي ، وسلمك سلمي وأنت أبوسبطي وزوج ابنتي ومن ذريتك الائمة المطهرون ، وأنا سيد الانبياء وأنت سيد الاوصيآء ، وأنا وأنت من شجرة واحدة لولانا لم يخلق الله الجنة ولا النار ولا الانبيآء ولا الملائكة.

قال : قلت : يا رسول الله فنحن أفضل أم الملائكة؟ فقال : يا علي نحن أفضل ، خير خليقة الله على بسيط الارض ، وخيرة ملائكة الله المقربين ، وكيف لا نكون خيرا منهم

__________________

(١) ايضاح دفائن النواصب : ٥٢.

(٢) في الخبر بيان متين لاهمية الحكومة وانها الموجب الاصلى لرقى قوم او انحطاطهم وسعادتهم او شقاوتهم ، وان الحكومة الفاسدة تفسد المجتمع الصالح تدريجا ، كما ان الحكومة الصالحة تسعد فاسده تدريجا ، وعذاب الله تعالى ورحمه ههنا اسعاد قوم بحضارة صالحة وحرمانهم عنها ، والماسوف عليه ان المسلمين غفلوا عن تلك المسألة الخطيرة الحياتية ودانوا بطاعة ائمة ليسوا من الله بشئ فاصابو اما اصابوا ، أرجو من الله أن ييقظنا من غفلة المنام ويوفقنا ان نعمل بما فيه الصلاح والصواب وسيأتي الحديث باسناد آخر في باب انه لا تقبل الاعمال الا بالولاية تحت رقم ٦٨ و ٦٩.

٣٤٩

وقد سبقناهم إلى معرفة الله وتوحيده؟ فبنا عرفوا الله ، وبنا عبدوا الله ، وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله.

يا علي أنت مني وأنا منك وأنت أخي ووزيري ، فاذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم ، وسيكون فتنة صيلم صماء يسقط منها كل وليجة(١) وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك يحزن لققده أهل الارض والسمآء فكم من مؤمن متلهف متأسف حيران عند فقده.!(٢)

٢٤ ـ ومنه عن المفضل قال : قلت لمولانا الصادق عليه‌السلام : ما كنتم قبل أن يخلق الله السماوات والارض : قال : كنا أنوارا نسبح الله تعالى ونقدسه حتى خلق الله الملائكة فقال لهم الله عزوجل : سبحوا فقالت : أي ربنا لا علم لنا ، فقال لنا : سبحوا فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ، ألا إنا خلقنا أنوارا وخلقت شيعتنا من شعاع ذلك النور فلذلك سميت شيعة ، فاذا كان يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا ، ثم قرب ما بين أصبعيه.(٣)

__________________

(١) الصيلم : الامر الشديد. الداهية. السيف والصماء : الشديدة والوليجة : بطانة الانسان وخاصته او من يتخذه معتمدا عليه من غير اهله.

(٢ و ٣) المحتضر. :

٣٥٠

٩

باب

*(ان الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم)*

*(صلوات الله عليهم أجمعين)*

١ ـ ما : ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن الفضل بن إبراهيم عن أبيه عن نصر بن قابوس عن جابر عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس قال : قال ابن عباس : ما وطأت الملائكة فرش أحد من الناس غير فرشنا.(١)

ما : أبوعمرو عن ابن عقدة مثله.(٢)

٢ ـ ع : علي بن حاتم عن حميد بن زياد عن عبيدالله بن أحمد عن علي بن الحسن الطاطرى عن محمد بن زياد عن أبي خديجة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : مر بأبي عليه‌السلام رجل وهو يطوف فضرب بيده على منكبه ثم قال : أسألك عن خصال ثلاث لايعرفهن غيرك وغير رجل آخر ، فسكت عنه حتى فرغ من طوافه ، ثم دخل الحجر فصلى ركعتين وأنا معه ، فلما فرغ نادى : أين هذا السائل؟ فجاء وجلس بين يديه فقال له : سل ، فسأله عن مسائل فلما اجيب قال : صدقت ومضى ، فقال أبي عليه‌السلام : هذا جبرئيل أتاكم يعلمكم معالم دينكم(٣).

٣ ـ ير : ابن يزيد عن ابن سنان عن مسمع كردين قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إني اعتللت فكنت إذا أكلت عند الرجل تأذيت به ، وإني أكلت من طعامك ولم أتأذ به ، قال : إنك لتأكل طعام قوم تصافحهم الملائكة على فرشهم ، قال : قلت : و

__________________

(١) امالى ابن الشيخ : ٢١٣ و ٢١٤.

(٢) امالى الشيخ : ١٧٢.

(٣) علل الشرايع : ١٤١ و ١٤٢. اختصره المصنف والمسائل مذكورة في المصدر مع اجوبتها.

٣٥١

يظهرون لكم؟ قال : هم ألطف بصبياننا منا(١).

٤ ـ ير : ابن عيسى عن محمد البرقي عن محمد بن القاسم عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يا حسين بيوتنا مهبط الملائكة ومنزل الوحي ، وضرب بيده إلى مساورفي البيت فقال : يا حسين مساور والله طال ما اتكت عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها.(٢)

بيان : المساور جمع المسور كمنبر وهو متكأ من ادم ، والزغب بالتحريك : صغار الشعر والريش ولينهما وأول ما يبدو منها.

٥ ـ ير : عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسن بن علي عن عبدالله بن سهل الاشعري عن أبيه عن أبي اليسع قال : دخل حمران بن أعين على أبي جعفر عليه‌السلام وقال له : جعلت فداك يبلغنا أن الملائكة تنزل عليكم.

فقال : إن الملائكة والله لتنزل علينا وتطأ فرشنا ، أما تقرأ كتاب الله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.(٣)

بيان : هذا الخبر وغيره يدل على أن هذه الآية إنما نزلت فيهم عليهم‌السلام(٤) وأن المراد بالاستقامة إطاعته تعالى في كل ما أمر ونهى ، وعدم الميل عن سبيل حبه ورضاه إلى التوجه إلى من سواه ، وأن نزول الملائكة عليهم في الدنيا أو فيها وفي الآخرة معا ، وقد مر في باب أن الاستقامة إنما هي على الولاية ، أخبار جمة في أنها نزلت في شيعتهم ، وأن المراد بالاستقامة عدم الخروج عن الولاية ، وأن نزول الملائكة وبشارتهم إنما هي عند الموت وفي القبر وعند البعث ، ولا تنافي بينهما

__________________

(١ و ٢) بصائرالدرجات : ٢٦.

(٣) بصائر الدرجات : ٢٦ والاية في فصلت : ٣٠.

(٤) ويمكن ان يكون استدلاله عليه‌السلام بها لا مكان نزول الملائكة وأنهم ينزلون على شيعتنا فضلا عنا.

٣٥٢

لتعدد البطون بل كل منهما مراد منها.

٦ ـ ير : عبدالله بن عامر عن الربيع بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن سليمان بن خالد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قوله تعالى : « إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون » فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : أما والله وسدناهم الوسائد في منازلنا.(١)

بيان : أي نوسد لهم الوسائد ليتكئوا عليها.

٧ ـ ير : أحمد بن الحسن بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن الساباطي قال : أصبت شيئا على وسائد كانت في منزل أبي عبدالله عليه‌السلام فقال له بعض أصحابنا : ما هذا جعلت فداك؟ وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه خرزة.

فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ، ثم قال : يا عمار إن الملائكة لتأتينا وإنها لتمر بأجنحتها على رؤوس صبياننا ، يا عمار إن الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا. (٢)

بيان : النمرقة مثلثة : الوسادة الصغيرة.

٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية الاحمسي عن الثمالي قال : دخلت على علي بن الحسين عليهما‌السلام فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت عليه البيت وهو يلتقط شيئا ، وأدخل يده في وراء الستر فناوله من كان في البيت.

فقلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شئ؟ فقال : فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا جآؤنا ، ونجعله سخابا لاولادنا ، قال : قلت له : جعلت فداك وإنهم ليأتونكم؟ قال : يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا(٣).

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٢٦ والاية في فصلت : ٣٠.

(٢) بصائرالدرجات : ٢٦.

(٣) بصائر الدرجات : ٢٦.

٣٥٣

بيان : السخاب ككتاب : خيط ينظم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجواري وقيل هو قلادة يتخذ من قرنفل ومحلب وسك(١) ونحوه ، وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شئ ، والتكأة كهمزة : ما يتكأ عليه ، كل ذلك ذكره الجزري.

٩ ـ ير : عبدالله بن عامر عن ابن معروف عن عبدالله بن عبدالرحمان البصري عن أبي المغرا عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : نحن الذين إلينا تختلف الملائكة(٢).

١٠ ـ أحمد بن محمد عن البرقي عن علي بن الحكم عن مالك عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : منا من يسمع الصوت ولا يرى الصورة ، وإن الملائكة لتزاحمنا على تكأتنا ، وإنا لنأخذ من زغبهم فنجعله سخابا لاولادنا(٣).

١١ ـ ير : أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر عن ابن سنان عن مسمع كردين البصري قال : كنت لا أزيد على أكلة في الليل والنهار ، فربما استأذنت على أبي عبدالله عليه‌السلام وأخذت المائدة لعلي لا أراها(٤) بين يديه ، فاذا دخلت دعا بها فأصبت معه من الطعام ولا أتأذى بذلك ، وإذا عقبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقر ولم أنم من النفخة ، فشكوت ذلك إليه وأخبرته بأني إذا أكلت عنده لم أتأذ به

فقال : يا أبا سيار إنك لتأكل طعام قوم صالحين تصافحهم الملائكة على فرشهم قال : قلت : يظهرون لكم؟ قال : فمسح يده على بعض صبيانه فقال : هم ألطف بصبياننا منا بهم(٥).

١٢ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن البرقي عن فضالة بن أيوب عن شعيب عن الحارث النضري قال : رأيت على بعض صبيانهم تعويذا فقلت : جعلني الله فداك أما يكره تعويذ القرآن تعلق على الصبي؟ قال : إن ذا ليس بذا ، إنما ذا من ريش الملائكة

__________________

(١) السك : ضرب من الطيب.

(٢ و ٣) بصائر الدرجات : ٢٦.

(٤) في المصدر : واجد المائدة قد رفعت لعلى لا اراها.

(٥) بصائر الدرجات : ٢٦.

٣٥٤

إن الملائكة تطأ فرشنا وتمسح رؤوس صبياننا(١).

١٣ ـ ير : عبدالله بن عبدالرحمان عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن عبدالحميد الطائي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إنهم ليأتونا ويسلمون ونثني لهم وسائدنا ، يعني الملائكة(٢).

١٤ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن صالح عن جعفر بن بشير عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الملائكة لتزاحمنا(٣) وإنا لنأخذ من زغبهم فنجعله سخابا لاولادنا(٤).

ير : عبدالله بن عامر عن أبي الربيع عن ابن أبي الخطاب عن ابن بشير مثله.(٥)

١٥ ـ ير : إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن المفضل بن عمر قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فبينا أنا جالس عنده إذ أقبل موسى عليه‌السلام ابنه وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ ، فدعوت به فقبلته وضممته إلي.

ثم قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك أي شئ هذ الذي في رقبة موسى؟ فقال : هذا من أجنحة الملائكة ، قال : فقلت : وإنها لتأتينكم؟ قال : نعم إنها لتأتينا وتتعفر(٦) في فرشنا ، وإن هذا الذي في رقبة موسى من أجنحتها(٧).

ير : إبراهيم بن هاشم عن عبدالله بن حماد عن المفضل بن عمر مثله(٨).

١٦ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا

__________________

(١ ـ ٢) بصائر الدرجات : ٢٦.

(٣) في نسخة : لنزاحمنا على تكاتنا.

(٤ و ٥) بصائر الدرجات : ٢٦.

(٦) في نسخة وفى المصدر : تعفر.

(٧) بصائر الدرجات : ٢٦.

(٨) بصائر الدرجات : ٢٧.

٣٥٥

تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون » قال : هم الائمة من آل محمد(١).

١٧ ـ ير : محمد بن الحسين عن البزنطي عن عبدالكريم عن سليمان بن خالد قال : تلا أبوعبدالله عليه‌السلام هذه الآية : « إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون » فقال : أما والله يا سليمان لربما أنكأناهم وسآئدنا في بيوتنا(٢).

بيان : في مصباح اللغة قال السرقسطي : أتكأته : أعطيته ما يتكئ عليه ، وفي القاموس : أوكأه : نصب له متكأ ، وضربه فأتكأه كأخرجه : ألقاه على هيئة المتكأ أو على جانبه الايسر ، وأتكأ : جعل له متكأ.

١٨ ـ ير : أحمد عن الحسين عن الحسن بن برة الاصم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا وتحضر موائدنا ، وتأتينا من كل(٣) نبات في زمانه رطب ويابس وتقلب علينا أجنحتها وتقلب أجنحتها على صبياننا وتمنع الدواب أن تصل إلينا وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا ، وما من يوم يأتي علينا ولا ليل إلا وأخبار أهل الارض عندنا وما يحدث فيها ، وما من ملك يموت في الارض(٤) ويقوم غيره إلا وتأتينا بخبره ، وكيف كان سيرته في الدنيا.

ير : أحمد عن الحسين عن الحسن بن برة الاصم عن ابن بكير عن أبى عبدالله عليه‌السلام مثله.(٥)

يج : سعد عن أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة عن عبدالله بن بكير عنه عليه‌السلام مثله(٦).

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٢٦ و ٢٧.

(٣) في نسخة : [ بكل ] وفى المصدر : [ في كل ] وكانه مصحف.

(٤) في المصدر : في أرض.

(٥) بصائر الدرجات : ٢٧.

(٦) الخرائج والجرائح :

٣٥٦

١٩ ـ ير : إبراهيم بن هاشم وأحمد بن الحسين عن أبيه عن عبدالكريم عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليآؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم » ثم قال : والله إنا لنتكئهم على وسائدنا.(١)

بيان : لا يبعد أن يكون قوله عليه‌السلام : لنتكئهم بالتشديد على الحذف والايصال أي نتكئ معهم ، وقد مر الكلام فيه.

٢٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : « الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا » قال : يا بامحمد هم الائمة من آل محمد ، فقلت له : تتنزل عليهم الملائكة ، قال : عند الموت بالبشرى أن لا تخافوا ولا تحزنوا ، وهي والله تجري فيمن استقام من شيعتنا وسكت لامرنا وكتم حديثنا ولم يذعه عند عدونا(٢).

٢١ ـ ير : محمد بن الحسين بن أسلم(٣) عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ما من ملك يهبطه الله في أمر مما يهبط(٤) له إلا بدأ بالامام فعرض ذلك عليه ، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذ الامر.(٥)

يج : سعد عن محمد بن الحسين مثله.(٦)

٢٢ ـ ير : سندي بن محمد عن أبان عن زرارة عن ميمون القداح قال : كان

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٢٧ والايات في فصلت ٣٠ ـ ٣٢.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٨.

(٣) في البصائر والخرائج : محمد بن الحسين عن محمد بن اسلم.

(٤) في نسخة : [ مما يهبطه ] وفى المصدر : في امر الا بدأ.

(٥) بصائر الدرجات : ٢٧.

(٦) الخرائج والجرائح : ٢٥٣.

٣٥٧

أبوجعفر عليه‌السلام على سريره وعنده عمه عبدالله بن زيد فقال : إن منا من يسمع الصوت ولا يرى الصورة.(١)

٢٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن يزيد بن إسحاق شعر عن ابن حمزة(٢) قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن منا لمن ينكت في اذنه ، وإن منا لمن يؤتى(٣) في منامه ، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة(٤) يقع على الطشت ، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل.(٥)

٢٤ ـ ير : محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن جعفر بن عمر عن أبان عن معبد(٦) قال : كنت مع أبي عبدالله عليه‌السلام فجاء يمشي حتى دخل مسجدا كان يتعبد فيه أبوه وهو يصلي في موضع من المسجد.

فلما انصرف قال : يا معبد أترى هذا الموضع؟ قال : قلت : نعم جعلت فداك قال : بينا أبي قائم يصلي في هذا المكان إذ جاءه شيخ يمشي حسن السمت فجلس ، وبينا هو جالس إذ جاء رجل آدم(٧) حسن الوجه والسيمة فقال للشيخ : ما يجلسك فليس بهذا امرت فقاما يتساران(٨) وانطلقا وتواريا عني ، فلم أر شيئا.

فقال أبي : يابني هل رأيت الشيخ وصاحبه؟ فقلت : نعم فمن الشيخ؟ ومن

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٦٤.

(٢) في المصدر : عن ابن أبى حمزة.

(٣) في نسخة : لمن يرى.

(٤) في المصدر : لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة.

(٥) بصائر الدرجات : ٦٣.

(٦) في نسخة : [ معتب ] اقول لعله الصحيح وهو مولى ابى عبدالله عليه‌السلام ويأتى مثله في الحديث ٢٦.

(٧) أى أسمر.

(٨) في نسخة : يتساوقان.

٣٥٨

صاحبه؟ فقال : الشيخ ملك الموت ، والذي جاء جبرئيل.(١)

بيان : السيمة بالكسر : العلامة ، قوله : يتساران ، أي يتلكمان سرا ، وفي بعض النسخ : يتساوقان ، يقال : تساوقت ، الابل ، أي تتابعت ، والغنم : تزاحمت في السير.

٢٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن فضالة عن أبان عن زرارة(٢) قال عليه‌السلام : بينا أبي في داره مع جارية له إذ أقبل رجل قاطب الوجه فلما رأيته علمت أنه ملك الموت ، قال : فاستقبله رجل آخر طلق الوجه وحسن البشر ، فقال : لست بهذا امرت ، (٣) قال : فبينا أنا احدث الجارية واعجبها مما رأيت إذ قبضت ، (٤) قال : فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : فكسرت البيت الذي رأى أبي فيه ما رأى ، فليت ماهدمت من الدار إني لم أكسره.(٥)

بيان : لعل قوله : لست بهذا امرت ، أشاربه إلى قطوب الوجه وعبوسه ، أي ينبغي أن تأتيها طلق الوجه ، أو أنه أراد قبض روحه عليه‌السلام فصرفه عنه إلى الجارية كما يدل عليه الخبر السابق واللاحق ، ويحتمل تعدد الواقعة ، ولعله عليه‌السلام إنما كسر البيت لمصلحة ، وأظهر الندامة عليه لاخرى لا نعرفهما.

٢٦ ـ ير : أبومحمد عن عمران بن موسي عن الحسين بن معاوية بن وهب عن محمد بن الفضل عن عمرو بن أبان الكلبي عن معتب(٦) قال : توجهت مع أبي عبدالله عليه‌السلام إلى ضيعة له يقال لها : طيبة ، فدخلها فصلى ركعتين فصليت معه فقال : يا معتب إنى صليت إلى ضيعة له مع أبي الفجر ذات يوم ، فجلس أبي يسبح الله فبينا هو يسبح إذ

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٦٤.

(٢) في المصدر : زرارة عن ابى عبدالله عليه‌السلام.

(٣) في المصدر : انك لست بهذا امرت.

(٤) في المصدر : فقبضت.

(٥) بصائر الدرجات : ٦٤.

(٦) في نسخة : معبد.

٣٥٩

أقبل شيخ طويل جميل أبيض الرأس واللحية ، فسلم على أبي , وشاب مقبل في أثره فجاء إلى الشيخ وسلم على أبي ، وأخذ بيد الشيخ وقال : قم فإنك لم تؤمر بهذا.

فلما ذهبا من عند أبي قلت : يا أبه من هذا الشيخ وهذا الشاب؟ فقال : أي بني هذا والله ملك الموت وهذا جبرئيل(١).

بيان : سيأتي في باب غسلهم وأحوال وفاتهم خبر آخر يدل على أنهم يرون الملائكة ، فما ورد من الاخبار أنهم عليهم‌السلام لا يرونهم لعله محمول على أنهم لا يرونهم عند إلقاء حكم من الاحكام عليهم أو لا يرونهم بصورتهم الاصلية ، أو لا يرونهم غالبا وسيأتي بعض القول في ذلك إنشاء الله تعالى.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٦٤.

٣٦٠