بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٤٤ ـ ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن ابن فضال(١) عن أبان عن الحسن بن أبي سارة(٢) عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : السلاح فينا بمنزلة التابوت إذا وضع التابوت على باب رجل من بني إسرائيل علم بنو إسرائيل أنه قد اوتي الملك وكذلك السلاح حيثما دارت دارت الامامة.(٣)

٤٥ ـ ثو : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن يوسف بن السخت عن الحسن بن سهل عن الحسن بن علي بن مهران قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه‌السلام فرأيت في يده حاتما فصه فيروزج نقشه : الله الملك ، قال : فأدمت النظر إليه فقال : ما لك تنظر فيه؟ هذا حجر أهداه جبرئيل لرسول الله (ص) من الجنة فوهبه رسول الله (ص) لعلي عليه‌السلام.(٤)

كا : علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن الحسن بن سهل مثله(٥).

٤٦ ـ ير : محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن شعيب الحداد عن ضريس الكناسي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى ، فقال له أبوبصير : إن هذا لهو العلم ، قال : يا أبا محمد ليس هذا هو العلم إنما هو الاثرة ، إنما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة(٦).

٤٧ ـ إرشاد القلوب بالاسناد إلى المفيد يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا سلمان الويل كل الويل لمن لا يعرف لنا حق

__________________

(١) في المصدر : عن الحسن بن فضالة.

(٢) في المصدر : الحسن بن ابى سنان. وفيه وهم.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٩.

(٤) ثواب الاعمال.

(٥) فروع الكافى.

(٦) بصائر الدرجات : ٩٤.

٢٢١

معرفتنا وأنكر فضلنا ، يا سلمان أيما أفضل محمد (ص) أو سليمان بن داود عليه‌السلام؟ قال سلمان : بل محمد أفضل ، فقال : يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس إلى سبأ في طرفة عين وعنده علم من الكتاب ولا أفعل أنا أضعاف ذلك وعندي ألف كتاب :

أنزل بالله على شيث بن آدم عليه‌السلام خمسين صحيفة ، وعلى إدريس عليه‌السلام ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم الخليل عشرين صحيفة ، والتوراة والانجيل والزبور والفرقان فقلت : صدقت يا سيدي ، قال الامام عليه‌السلام : يا سلمان إن الشاك في امورنا وعلومنا كاللمستهزئ في معرفتنا وحقوقنا وقد فرض الله ولايتنا في كتابه في غير موضع وبين ما أوجب العمل به وهو مكشوف(١).

كنز : عن المفيد مثله.

٤٨ ـ أقول : روى السيد في كتاب سعد السعود من كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام برواية عبدالعزيز بن يحيى الجلودي عن محمد بن جعفر البزاز عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن اورمة عن الحسين بن موسى بن جعفر قال : رأيت في يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهم‌السلام خاتم فضة ناحل فقلت : مثلك يلبس هذا؟ قال : هذا خاتم سليمان بن داود عليهما‌السلام(٢).

بيان : ناحل ، أي رقيق رق من كثرة اللبس ، قال الفيروزآبادي : سيف ناحل : رقيق ، وكأن الاظهر « ناحلا » بالنصب ولعله كان « تأكل » فصحف ، وفي بعض النسخ خاتما فصه بالصاد المهملة.

أقول : سيأتي أخبار هذا الباب في باب أسماء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأدواته ، وقد مر بعضها في باب علامات الامام عليه‌السلام.

__________________

(١) ارشاد القلوب : ٢ : ٢٢٨.

(٢) سعد السعود : ٢٣٦.

٢٢٢

١٧

باب

*(انه اذا قيل في الرجل شئ فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد)*

*(ولده فانه هو الذى قيل فيه)*

١ ـ كا : محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك فإن الله يفعل ما يشاء(١).

٢ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قد يقوم الرجل بعدل أو بجور وينسب إليه ولم يكن قام به فيكون ذلك ابنه او ابن ابنه من بعده فهو هو(٢).

بيان : وينسب عطف على « يقوم » أي وقد ينسب مجازا أو بداء وضمير « إليه » لمصدر يقوم أو لعدل أو جور ، وجملة « ولم يكن » حالية « قام به » أي حقيقة ، فيكون ذلك أي المنسوب إليه أو القائم بأحدهما ، فهو هو ضمير الاول للقائم بأحدهما حقيقة والثاني لما هو المراد باللفظ أو المقدر الواقعي والمكتوب في اللوح المحفوظ أو بالعكس وقيل : الاول للصادر ، والثاني للمنسوب إلى الرجل.

٣ ـ ب ابن عيسى عن البزنطي فيما كتب إليه الرضا عليه‌السلام في الوقف على أبيه عليه‌السلام : أما ابن أبي حمزة فانه رجل تأول تأويلا لم يحسنه ولم يؤت علمه فألقاه إلى الناس فلج فيه وكره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأولها ولم يحسن تأويلها ولم يؤت علمها ، ورأى أنه إذا لم يصدق آبائي(٣) بذلك لم يدر لعله ما خبر

__________________

(١) اصول الكافى ١ : ٥٣٥.

(٢) اصول الكافى ١ : ٥٣٥.

(٣) في نسخة : اياى.

٢٢٣

عنه مثل السفياني وغيره أنه كان(١) لا يكون منه شئ ، وقال لهم : ليس يسقط قول آبائه شئ(٢) ولعمرى ما يسقط قول آبائي شئ(٣) ولكن قصر علمه عن غايات ذلك وحقائقه فصارت فتنة له وشبهة(٤) عليه وفر من أمر فوقع فيه.

وقال أبوجعفر عليه‌السلام : من زعم أنه قد فرغ من الامر فقد كذب ، لان لله عزوجل المشية في خلقه يحدث ما يشاء ويفعل ما يريد ، وقال : « ذرية بعضها من بعض(٥) » فآخرها من أولها وأولها من آخرها ، فإذا خبر(٦) عنها بشئ منها بعينه أنه كائن فكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبروا أليست(٧) في أيديهم أن أبا عبدالله عليه‌السلام قال : إذا قيل في المرء شئ فلم يكن فيه ثم كان في ولده من بعده فقد كان فيه؟(٨)

بيان : لعل المراد أن ابن أبي حمزة روى للناس أحاديث كقول الصادق عليه‌السلام « إن ولدي القائم ، أو من ولدي القائم » ولم يعرف معنى ذلك وتأويله ، إذ كان المراد الولد بواسطة ، أو القائم بأمر الامامة ، فلما لم يعرف معنى الحديث وألقى إلى الناس ما فهمه وظن أن القول بموت الكاظم عليه‌السلام وبامامه من بعده تكذيب لنفسه فيما رواه أو تكذيب للامام عليه‌السلام فلج في باطله ، ولم يعلم أنه مع صحة ما فهمه أيضا كان يحتمل إخبارهم البداء أو التأويل بأن يقال في الرجل شئ يكون في ولده ، مجازا.

ثم بين أن بعض ما أخبروا عليه‌السلام به من أخبار السفياني وغيره يحتمل البداء إن لم يقيدوه بالحتم ، ومع قيد الحتم لا يحتمل البداء ، والحاصل أنه ينبغي أن يحمل بعض الكلام ، على التنزل والمماشاة تقوية للحجة كما لا يخفى على المتأمل.

__________________

(١) في نسخة : كائن.

(٢ و ٣) في نسخة : بشئ.

(٤) في نسخة : وشبه عليه.

(٥) آل عمران : ٣٤.

(٦) في نسخة : فاذا اخبر عنها.

(٧) في نسخة : أليس.

(٨) قرب الاسناد : ١٥٢ و ١٥٤.

٢٢٤

وقوله عليه‌السلام : وفر من أمر ، أي فر من تكذيب الائمة في بعض الاخبارالمأولة فوقع تكذيبهم في النصوص المتواترة الدالة على الائمة الاثنى عشر عليهم‌السلام والنصوص الواردة على الخصوص في الرضا عليه‌السلام وغيرها.

٤ ـ فس : أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن قلنا لكم في الرجل منا قولا فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك إن الله أوحى إلى عمران : أني واهب لك ذكرا يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذني وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، فحدث امرأته حنة بذلك وهي ام مريم فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما ، فلما وضعتها انثى قالت : رب إني وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى الابنة لا تكون رسولا ، يقول الله : « الله أعلم بما وضعت(١) ».

فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر الله به عمران ووعده إياه ، فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك(٢).

٥ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق باسناده عن ابن اورمة عن محمد بن أبي صالح عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة قال : قلت للرضا عليه‌السلام : أيأتي الرسل عن الله بشئ ثم تأتي بخلافه؟ قال : نعم إن شئت حدثتك وإن شئت أتيتك به من كتاب الله تعالى؟ قال الله تعالى جلت عظمته : « ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم » (٣) الآية ، فما دخلوها ودخل أبنآء أبنائهم.

وقال عمران : إن الله وعدني أن يهب لي غلاما نبيا في سنتي هذه وشهرى هذا. ثم غاب وولدت امرأته مريم وكفلها زكريا فقالت طائفة : صدق نبي الله ، وقالت الآخرون : كذب ، فلما ولدت مريم عيسى قالت الطائفة التي أقامت على صدق عمران : هذا الذي وعدنا الله(٤).

__________________

(١) آل عمران : ٢٦.

(٢) تفسير القمى : ٩١.

(٣) المائدة : ٢١.

(٤) قصص الانبياء : مخطوط.

٢٢٥

بيان : حاصل الحديث أنه قد تحمل المصالح العظيمة الانبياء صلوات الله عليهم على أن يتكلموا على وجه التورية والمجاز وبالامور البدائية على ما سطر في كتاب المحو والاثبات ، ثم يظهر للناس خلاف ما فهموه من الكلام الاول ، فيجب أن لا يحملوه على الكذب ويعلموا أنه كان المراد منه غير ما فهموه كمعنى مجازي أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم يذكروه ، ومن تلك الامور زمان قيام القائم عليه‌السلام وتعيينه من بين الائمة عليهم‌السلام لئلا يئس الشيعة وينتظروا الفرج ويصبروا.

فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا ، أي بحسب فهم السائل وظاهر اللفظ ، أو قيل فيه : حقيقة وكان مشروطا بأمر لم يقع فوقع فيه البداء ووقع في ولده ، وعلى هذا ما ذكر في أمر عيسى إنما ذكر على ذكر النظير.

مع أنه يحتمل أن يكون أمر عيسى عليه‌السلام أيضا من البداء ويحتمل المثل ومضربه وجها آخر وهو أن يكون المراد فيهما معنى مجازيا بوجه آخر ، ففي المثل أطلق الذكر على مريم لانه سبب وجود عيسى عليهما‌السلام إطلاقا لاسم المسبب على السبب وكذا في المضرب اطلق القائم على من في صلبه القائم ، إما على هذا الوجه ، أو إطلاقا لاسم الجزء على الكل.

أقول : سيأتي الاخبار في ذلك في باب أحوال الرضا عليه‌السلام ومر بعضها في أبواب تاريخ مريم وعيسى عليهما‌السلام.

٢٢٦

أبواب

*(سائر فضائلهم ومناقبهم وغرائب شؤنهم صلوات الله عليهم)*

١

باب

*(ذكر ثواب فضائلهم وصلتهم وادخال السرور عليهم والنظر اليهم)*

١ ـ لى : ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان ابن تغلب عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد التوسل إلي وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم.(١)

ما : الغضائري عن الصدوق مثله.(٢)

٢ ـ سن : القاسم عن جده عن ابن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والاسقام ووسواس الريب وحبنا رضى الرب تبارك وتعالى.(٣)

بيان : الوعك : أذى الحمى ووجعها ومغثها في البدن ، ووسواس الريب : الوساوس النفسانية أو الشيطانية التي توجب الشك.

٣ ـ سن : محمد بن علي الصائغ عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : النظر إلى آل محمد عبادة.(٤)

__________________

(١) امالى الصدوق : ٢٢٨.

(٢) امالى ابن الطوسى : ٢٧.

(٣) المحاسن : ٦٢.

(٤) المحاسن : ٦٢ فيه : عن الصائغ.

٢٢٧

٤ ـ فس : أبي عن القاسم بن محمد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين فينادي مناد : من كانت له عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يد فليقم ، فيقوم عنق من الناس فيقول : ما كانت أياديكم عند رسول الله (ص)؟ فيقولون : كنا نفضل أهل بيته من بعده فيقال لهم : اذهبوا فطوفوا في الناس فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده فأدخلوه الجنة(١).

٥ ـ سن : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من وصلنا وصل رسول الله (ص) ومن وصل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد وصل الله تبارك وتعالى.(٢)

٦ ـ سن محمد بن علي الصيرفي عن عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة.(٣)

٧ ـ بشا : بالاسناد عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : من وصل أحدا من أهل بيتي في دار الدنيا بقيراط كافيته يوم القيامة بقنطار.(٤)

بيان : في القاموس : القنطار بالكسر : أربعون أوقية من ذهب أو ألف ومائتا دينار أو ألف ومائتا اوقية أو سبعون ألف دينار أو ثمانون ألف درهم أو مائة رطل من ذهب أو فضة أو ألف دينار أو ملا مسك ثور ذهبا أو فضة.

٨ ـ أقول : روى ابن بطريق في العمدة من تفسير الثعلبي باسناده عن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليه وعليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتى وآذاني في عترتي ومن صنع صنيعة إلى أحد من ولد عبدالمطلب ولم يجازه عليها فاني اجازيه غدا

__________________

(١) تفسير القمى :

(٢) المحاسن : ٦٢.

(٣) المحاسن : ٦٣.

(٤) بشارة المصطفى :

٢٢٨

إذا لقيني يوم القيامة.(١)

٩ ـ مناقب محمد بن أحمد بن شاذان عن عائشة قالت : قال النبي (ص) وسلم : ذكر علي بن أبي طالب عبادة.(٢)

١٠ ـ وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إن الله تعالى جعل لاخي علي بن أبي طالب عليه‌السلام فضائل لا تحصى كثرة فمن قرأ فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة يستغفرون له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالسمع ومن نظر إلى كتابة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.

ثم قال : النظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام عبادة ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه.(٣)

١١ ـ وعن عائشة قالت : دخل علي بن أبي طالب على أبي في مرضه الذي قبضه الله فيه ، فجعل ينظر إلى علي بن أبي طالب فما يزيغ بصره عنه ، فما خرج علي عليه‌السلام قلت : يا أبت رأيتك تنظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فما يزيغ بصرك عنه قال : يا بنية إن أفعل هذا فقد سمعت رسول الله (ص) يقول : النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة(٤).

بيان : هذا الخبر رواه الخاص والعام ، وأوله بعض المتعصبين بما لا ينفعه قال في النهاية : قيل : معناه إن عليا كان إذا برز قال الناس : لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتى ، لا إله إلا الله ما أعلم هذا الفتى ، لا إله إلا الله ما أكرم هذا الفتى أي ما اتقى ، لا إله إلا الله ما أشجع هذا الفتى ، فكانت رؤيته تحملهم على كلمة التوحيد.

__________________

(١) العمدة : ٢٦.

(٢ و ٣) ايضاح دفائن النواصب : ٥٠.

(٤) ايضاح دفائن النواصب : ٥٠.

٢٢٩

٢

باب

*(فضل انشاد الشعر في مدحهم ، وفيه بعض النوادر)*

١ ـ كنز الفوائد للكراجكي : حدثني أبوالحسن علي بن أحمد اللغوي قال : دخلت على علي بن السلماسي رحمة الله في مرضته التي توفي فيها فسألته عن حاله فقال : لحقتني غشية اغمى علي فيها فرأيت مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قد أخذ بيدي وأنشأ يقول :

طوفان آل محمد في الارض غرق جهلها

وسفينتهم حمل الذي طلب النجاة وأهلها

فاقبض بكف عن ولاة لاتخش منها فصلها(١)

٢ ـ وحدثني الشريف محمد بن عبيد الله الحسيني عن أبيه عن أبي الحسن أحمد بن محبوب قال : سمعت أبا جعفر الطبري يقول : حدثنا هنادبن السري قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في المنام فقال لي : ياهناد ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : أنشدني قول الكميت :

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان لنا الولاية لو أطيعا

ولكن الرجال تبايعوها

فلم أر مثلها أمرا شنيعا

قال : فأنشدته فقال لي : خذ إليك يا هناد ، فقلت : هات يا سيدي ، فقال عليه‌السلام :

ولم أر مثل اليوم يوما

فلم أر مثله حقا اضيعا(٢)

بيان : غرق على بناء التفعيل ، جهلها ، أي أهل جهلها أو أصل جهلها ، والضمير للارض. والاول أنسب ، وضمير أهلها للنجاة ، وهو إما معطوف على الوصول أو

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٥٤.

(٢) كنز الفوائد : ١٥٤.

٢٣٠

النجاة ، والظاهر أن المراد بالولاة أئمة العدل ، أي فاقبض العلم بكفك آخذا عن الائمة عليهم‌السلام ، وضميرا « منها وفصلها » للولاة أي لا تخف فصلهم فانه لا يخلو زمان من أحد منهم أو لا ينقطعون عنك في الدنيا والآخرة.

ويحتمل أن يراد بها ولاة الجور ، فيحتمل وجهين : أحدهما اقبض كفك عنهم ولا تتمسك بهم ولا تخش فصلهم عنك فانه لا يضرك ، يقال : قبض يده عنه ، أي امتنع من إمساكه ، فالباء زائدة.

وثانيهما : فاقبض بكفك ذيل آل محمد معرضا عن ولاة الجور.

٣ ـ ن : أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتا في الجنة(١).

٤ ـ ن : الوراق عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح القدس(٢).

٥ ـ ن : تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الانصاري عن الحسن بن الجهم قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك مقرب وكل نبي مرسل(٣).

٦ ـ كش : علي بن محمد عن محمد بن عبدالجبار عن أبي طالب القمي قال : كتبت إلى أبي جعفر عليه‌السلام بأبيات شعر وذكرت فيها أباه وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه ، فقطع الشعر وحبسه وكتب في صدر ما بقي من القرطاس : قد أحسنت فجزاك الله خيرا(٤).

٧ ـ كش : قال نصر بن الصباح البلخي : عبدالله بن غالب الشاعر الذي قال

__________________

(١ ـ ٣) عيون أخبار الرضا : ٥.

(٤) رجال الكشى : ٣٥٠.

٢٣١

له أبوعبدالله عليه‌السلام : إن ملكا يلقي عليه الشعر ، وإني لاعرف ذلك الملك(١).

٨ ـ كش : محمد بن مسعود عن حمدان بن أحمد النهدي عن أبي طالب القمي قال : كتبت إلى أبي جعفر ابن الرضا عليه‌السلام : فأذن لي أن أرثي أبا الحسن أعني أباه « قال : » وكتب إلي : اندبني واندب أبي(٢).

٣

باب

*(عقاب من كتم شيئا من فضائلهم أو جلس يعابون فيه أو)*

*(فضل غيرهم عليهم من غير تقية ، وتجويز ذلك عند التقية والضرورة)*

١ ـ م : يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم(٣).

قال الامام عليه‌السلام : قال الله عزوجل : « يا أيها الذين آمنوا » بتوحيد الله ونبوة محمد رسول الله وبامامة علي ولي الله « كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله » على ما رزقكم منها بالمقام على ولاية محمد وعلي ليقيكم الله(٤) بذلك شرور الشياطين المردة على(٥) ربهما عزوجل فانكم كلما جددتم على أنفسكم ولاية محمد وعلي تجدد على مردة الشياطين لعائن الله ، وأعادكم الله من نفخاتهم ونفثاتهم.

فلما قاله رسول الله (ص) قيل : يا رسول الله وما نفخاتهم؟ قال : هي ما ينفخون به عند الغضب في الانسان الذي يحملونه على هلاكه في دينه ودنياه وقد ينفخون في غير

__________________

(١) رجال الكشى : ٢١٧.

(٢) رجال الكشى : ٣٥٠.

(٣) البقرة : ١٦٨ و ١٦٩.

(٤) في نسخة : يكفكم الله.

(٥) في نسخة : المتمردة.

٢٣٢

حال الغضب بما يهلكون به أتدرون ما أشد ما ينفخون به هو ما ينفخون(١) باذنه يوهموه أن أحدا من هذه الامة فاضل علينا أو عدل لنا أهل البيت ، كلا والله ، بل جعل الله تعالى محمدا (ص) ثم آل محمد فوق جميع هذه الامة ، كما جعل الله تعالى السماء فوق الارض وكما زاد نور الشمس والقمر على السهى(٢).

قال رسول الله (ص) : وأما نفثاته فأن يرى أحدكم أن شيئا بعد القرآن أشفى له من ذكرنا أهل البيت ومن الصلوة علينا ، فإن الله عزوجل جعل ذكرنا أهل البيت شفاء للصدور ، وجعل الصلواة علينا ماحية للاوزار والذنوب ومطهرة من العيوب ومضاعفة للحسنات.

قال الامام عليه‌السلام : قال الله « إن كنتم إياه تعبدون » أي إن كنتم إياه تعبدون فاشكروا نعمه بطاعة من يأمركم(٣) بطاعته من محمد وعلي وخلفائهما الطيبين.

ثم قال عزوجل « إنما حرم عليكم الميتة » التي ماتت(٤) حتف أنفها بلا ذباحة من حيث أذن الله فيها « والدم ولحم الخنزير » أن تأكلوه « وما أهل به لغير الله » ما ذكر اسم غير الله عليه من الذبائح وهي التي يتقرب بها الكفار بأسامي أندادهم التي اتخذوها من دون الله.

ثم قال عزوجل : « فمن اضطر » إلى شئ من هذه المحرمات « غير باغ » وهو غير باغ عند الضرورة على إمام هدى « ولا عاد » ولا معتد قوال بالباطل في نبوة من ليس بنبي وإمامة من ليس بامام « فلا إثم عليه » في تناول هذه الاشيآء « إن الله غفور رحيم » ستار لعيوبكم أيها المؤمنون ، رحيم بكم حين أباح لكم في الضرورة ما حرمه في الرخاء.

__________________

(١) في نسخة : بان يوهموه.

(٢) السهى والسها : كوكب خفى من بنات نعش الصغرى.

(٣) في نسخة : من أمركم.

(٤) في نسخة : ان ماتت.

٢٣٣

قال علي بن الحسين عليه‌السلام قال رسول الله (ص) : يا عباد الله اتقوا المحرمات كلها واعلموا أن غيبتكم لاخيكم المؤمن من شيعة ال محمد أعظم في التحريم من الميتة قال الله تعالى « ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه » (١).

وإن الدم أخف في التحريم عليكم أكله من أن يشي(٢) أحدكم بأخيه المؤمن من شيعة آل محمد (ص) إلى سلطان جائر فانه حينئذ قد أهلك نفسه وأخاه المؤمن والسلطان الذي وشى به إليه.

وإن لحم الخنزير أخف تحريما من تعظيمكم من صغره الله ، وتسميتكم بأسمائنا أهل البيت ، تلقبكم بألقابنا من سماه الله بأسماء الفاسقين ولقبه بألقاب الفاجرين.

وإن ما اهل به لغير الله أخف تحريما عليكم من أن تعتقدوا(٣) نكاحا أو صلاة جماعة بأسماء أعدائنا الغاصبين لحقوقنا إذا لم يكن عليكم منهم تقية ، قال الله عزوجل : « فمن اضطر » إلى شئ من هذه المحرمات « غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه » من اضطره اللهو إلى تناول شئ من هذه المحرمات وهو معتقد لطاعة الله تعالى إذا زالت التقية فلا إثم عليه.

فكذلك فمن اضطر إلى الوقيعة في بعض المؤمنين ليدفع عنه أو عن نفسه بذلك الهلاك من الكافرين الناصبين ، ومن وشى به أخوه المومن أو وشى بجماعة المسلمين ليهلكهم فانتصر لنفسه ووشى به وحده بما يعرفه من عيوبه التي لا يكذب فيها ، ومن عظم(٤) مهانا في حكم الله أو أوهم الازراء على عظيم في دين الله بالتقية عليه وعلى نفسه ، ومن سماهم(٥) بالاسماء الشريفة خوفا على نفسه ومن تقبل أحكامهم تقية

__________________

(١) الحجرات : ١٣.

(٢) وشى يشى إلى الملك : فم عليه وسعى به.

(٣) في نسخة : [ تعقدوا ] وهو الصحيح.

(٤) في نسخة : ومن عظمها مهانا.

(٥) في نسخة : ومن سماه.

٢٣٤

فلا إثم عليه في ذلك ، لان الله تعالى وسع لهم في التقية.

ونظر الباقر عليه‌السلام إلى بعض شيعته وقد دخل خلف بعض المنافقين إلى الصلاة وأحس الشيعي بأن الباقر عليه‌السلام قد عرف ذلك منه فقصده وقال : أعتذر إليك يا بن رسول الله من صلاتي خلف فلان فاني أتقيه ، ولولا ذلك لصليت وحدي.

فقال له الباقر عليه‌السلام : يا أخي إنما كنت تحتاج أن تعتذر لو تركت ، يا عبدالله المؤمن ما زالت ملائكة السماوات السبع والارضين السبع تصلي عليك وتلعن إمامك ذاك ، وإن الله تعالى أمر أن تحسب لك صلاتك خلفه للتقية بسبعمائة صلاة لو صليتها وحدك ، فعليك بالتقية ، واعلم أن الله تعالى يمقت المتقى منه فلا ترض لنفسك أن تكون منزلتك عنده كمنزلة أعدائه.(١)

٢ ـ م : قوله : عزوجل : « إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم * اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار * ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وأن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ».(٢)

قال الامام عليه‌السلام : قال الله عزوجل في صفة الكاتمين لفضلنا أهل البيت : « إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب » المشتمل على ذكر فضل محمد (ص) على جميع النبيين وفضل علي عليه‌السلام على جميع الوصيين « ويشترون به » بالكتمان « ثمنا قليلا » يكتمونه ليأخذوا عليه عرضا من الدنيا يسيرا وينالوا به في الدنيا عند جهال عباد الله رياسة.

قال الله تعالى : « اولئك ما يأكلون في بطونهم » يوم القيامة « إلا النار » بدلا من إصابتهم اليسير من الدنيا لكتمانهم الحق « ولا يكلمهم الله يوم القيامة » بكلام

__________________

(١) التفسير المنسوب إلى العسكرى عليه‌السلام : ٢٤٤ و ٢٤٥.

(٢) البقرة : ١٧٠ ـ ١٧٢.

٢٣٥

خير ، بل يكلمهم بأن يلعنهم ويخزيهم ويقول : بئس العباد أنتم غيرتم ترتيبي(١) وأخرتم من قدمته وقدمتم من أخرته وواليتم من عاديته وعاديتم من واليته.

« ولا يزكيهم » من ذنوبهم ، لان الذنوب إنما تذوب وتضمحل إذا قرن بها موالاة محمد وعلي عليهما‌السلام ، فأما ما يقرون(٢) منها بالزوال عن موالاة محمد وآله فتلك ذنوب تتضاعف وأجرام تتزايد وعقوباتها تتعاظم « ولهم عذاب أليم » موجع في النار.

« اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى » أخذوا الضلالة عوضا عن الهدى والردى في دار البوار بدلا من السعادة في دار القرار ومحل الابرار « والعذاب بالمغفرة » اشتروا العذاب الذي استحقوا(٣) بموالاتهم لاعداء الله بدلا من المغفرة التي كانت تكون لهم لو والوا أولياء الله « فما أصبرهم على النار » ما أجرأهم على عمل يوجب عليهم عذاب النار.

« ذلك » بأنهم(٤) يعني ذلك العذاب الذي وجب على هؤلآء بآثامهم وأجرامهم لمخالفتهم لامامهم وزوالهم عن موالاة سيد خلق الله بعد محمد نبيه أخيه وصفيه(٥) « بأن الله نزل الكتاب بالحق » نزل الكتاب الذي توعد فيه من خالف المحقين وجانب الصادقين وشرع في طاعة الفاسقين ، نزل الكتاب بالحق أن ما يوعدون به يصيبهم ولا يخطئهم « وإن الذين اختلفوا في الكتاب » فلم يؤمنوا به وقال بعضهم : إنه سحر وبعضهم : إنه شعر ، وبعضهم : إنه كهانة « لفي شقاق بعيد » مخالفة بعيدة عن الحق كأن الحق في شق وهم في شق غيره يخالفه.

قال علي بن الحسين عليه‌السلام : هذا أحوال من كتم فضائلنا وجحد حقوقنا وتسمى بأسمائنا وتلقب بألقابنا وأعان ظالمنا على غصب حقوقنا ومالا علينا أعداءنا والتقية

__________________

(١) في نسخة بريتى.

(٢) في نسخة : ما يقترن.

(٣) في نسخة : استحقوه.

(٤) قوله : [ بانهم ] لعله زائدة من النساخ.

(٥) في نسخة : سيد خلق الله محمد نبيه وأخيه صفيه.

٢٣٦

عليكم لا تزعجه ، والمخافة على نفسه وماله وإخوانه(١) لا تبعثه ، فاتقوا الله معاشر شيعتنا لا تستعملوا الهوينا ولا تقية عليكم ، ولا تستعملوا المهاجرة(٢) والتقية تمنعكم وساحدثكم في ذلك بما يردعكم ويعظكم.

دخل على أمير المؤمنين عليه‌السلام رجلان من أصحابه فوطئ أحدهما على حية فلدغته(٣) ووقع على الآخر في طريقه من حائط عقرب فلسعته(٤) وسقطا جميعا فكأنهما لما بهما يتضرعان(٥) ويبكيان ، فقيل لامير المؤمنين عليه‌السلام فقال : دعوهما فانه لم يحن حينهما ، ولم تتم محنتهما ، فحملا إلى منزلهما فبقيا عليلين أليمين في عذاب شديد شهرين.

ثم إن أمير المؤمنين عليه‌السلام بعث إليهما فحملا إليه والناس يقولون : سيموتان على أيدي الحاملين لهما ، فقال(٦) : كيف حالكما؟ قالا : نحن بألم عظيم وفي عذاب شديد قال لهما : استغفرا الله من ذنب أداكما(٧) إلى هذا وتعوذا بالله مما يحبط أجركما ويعظم وزركما ، قالا : وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال علي عليه‌السلام : ما اصيب واحد منكما إلا بذنبه.

أما أنت يا فلان ـ وأقبل على أحدهما ـ أتذكر(٨) يوم غمز على سلمان الفارسي فلان وطعن عليه لموالاته(٩) لنا فلم يمنعك من الرد والاستخفاف به خوف على نفسك

__________________

(١) في نسخة : وحاله.

(٢) في نسخة : [ المجاهدة ] وفى اخرى : المجاهرة.

(٣) في نسخة : فلسعته.

(٤) في نسخة : فلدغته.

(٥) في نسخة : يضرعان.

(٦) في نسخة : فقال لهما.

(٧) في نسخة : اتاكما إلى هذا ونعوذ بالله.

(٨) في نسخة : فتذكر.

(٩) في نسخة : بموالاته لنا.

٢٣٧

ولا على أهلك ولا على ولدك ومالك أكثر من أن استحييته ، فلذلك أصابك.

فان أردت أن يزيل الله ما بك فاعتقد أن لا ترى مزرئا على ولي لنا تقدر على نصرته بظهر الغيب إلا نصرته ، إلا أن تخاف على نفسك وأهلك وولدك ومالك. وقال للآخر : فأنت أتدري لما أصابك ما أصابك؟ قال : لا ، قال : أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي وأنت بحضرة فلان العاتي فقمت إجلالا له لاجلالك لي؟ فقال لك : أوتقوم لهذا بحضرتي؟ فقلت له : وما بالي لا أقوم وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه ، فعليها يمشي ، فلما قلت هذاله ، قام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه وتهددني وألزمني الاغضاء على قذى ، فلهذا سقطت عليك هذه الحية.

فإن أردت أن يعافيك الله تعالى من هذا فاعتقد أن لا تفعل بنا ولا بأحد من موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم منه.

أما إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان مع تفضيله لي لم يكن يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته كما كان يفعله ببعض من لا يقيس(١) معشار جزء من مائة ألف جزء من إيجابه لي لانه علم أن ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمه ويغمني ويغم المؤمنين ، وقد كان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه ولا عليهم مثل ما خافه علي لو فعل ذلك بي(٢).

بيان : مالاته على الامر : ساعدته ، وتمالؤوا على الامر : اجتمعوا عليه ، والهوينا تصغير الهونى تأنيث الاهون وهو الرفق واللين في أمر الدين والاغضاء : إدناء الجفون والقذى : ما يقع في العين وهو كناية عن الصبر على الشدائد.

__________________

(١) في نسخه : من لا يعشر.

(٢) التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليه‌السلام : ٢٤٦ و ٢٤٧.

٢٣٨

٤

باب

*(النهى عن اخذ فضائلهم من مخالفيهم)*

١ ـ ن : أبي عن الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله إن عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عنكم ، أفندين بها؟ فقال : يابن أبي محمود لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده عليهم‌السلام أن رسول الله (ص) قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فان كان الناطق عن الله عزوجل فقد عبدالله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس.

ثم قال الرضا عليه‌السلام : يابن أبي محمود إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثة : أحدها الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فاذا فاذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذاسمعوا مثالب أعدائنا بأسمآئهم ثلبونا بأسمآئنا ، وقد قال الله عزوجل : « ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم » (١).

يابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا فانه من لزمنا لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، إن أدنى مايخرج الرجل من الايمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ، ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه ، يابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدينا والآخرة(٢)

بيان : النهي عن الاعتقاد بما تفرد به المخالفون من فضائلهم لا ينافي جواز الاحتجاج عليهم بأخبارهم ، فانه لا يتأنى إلا بذلك ، ولا ذكر ما ورد في طريق أهل البيت عليهم‌السلام من طريق المخالفين أيضا تأييدا وتأكيدا(٣).

__________________

(١) الانعام : ١٠٩. (٢) عيون اخبار الرضا : ١٦٨ و ١٦٩.

(٣) مقتضى التعليل الوارد في كلامه عليه‌السلام مرجوحيه ذكر هذه الروايات في كتبنا سواء كان ذكرها للاستناد أو للتأييد ، واما الاحتجاج عليهم بها فلعله لم يكن به بأس.

٢٣٩

٥

باب

*(جوامع مناقبهم وفضائلهم عليهم‌السلام)*

١ ـ لى : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : يابا بصير نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبي (ص) ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ومن تخلف عنا هلك ، حقا على الله عزوجل(١).

٢ ـ يد ، مع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن لله عزوجل خلقا خلقهم من نوره ورحمته لرحمته ، فهم(٢) عين الله الناظرة ، واذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، وامناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو الله السيئآت وبهم يدفع الضيم. وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ويميت حيا(٣) وبهم يبتلي خلقه وبهم يقضي في خلقه قضية(٤) قلت : جعلت فداك من هؤلآء؟ قال : الاوصيآء(٥).

٣ ـ ما : المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن خالد بن يزيد عن أبي خالد عن حنان بن سدير بن أبي إسحاق عن ربيعة السعدي قال : أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له : حدثني بما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورأيته يعمل به.

فقال : عليك بالقرآن ، فقلت له : قد قرأت القرآن وإنما جئتك لتحدثني بما لم أره ولم أسمعه من رسول الله (ص) ، اللهم إني اشهدك على حذيفة أني أتيته

__________________

(١) امالى الصدوق : ١٨٤.

(٢) في نسخه : انهم.

(٣) في نسخة : وبهم يميت حيا.

(٤) في نسخه : قضاه.

(٥) توحيد الصدوق : ١٥٧ و ١٥٨ ، معانى الاخبار : ١٠.

٢٤٠