بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٦

باب

*(ما عندهم من سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله)*

*(وآثاره وآثار الانبياء صلوات الله عليهم)*

١ ـ شا ، ج : معاوية بن وهب عن سعيد السمان قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له : أفيكم إمام مفترض طاعته؟ قال : فقال لا ، فقالا له : وقد أخبرنا عنك الثقات أنك تقول به(١) سموا قوما وقالوا : هم أصحاب ورع وتشمير وهم ممن لا يكذب(٢).

فغضب أبوعبدالله عليه‌السلام وقال : ما أمرتهم بهذا ، فلما رأيا الغضب بوجهه(٣) خرجا فقال لي : تعرف(٤) هذين؟ قلت : نعم هما من أهل سوقنا وهما من الزيدية وهما يزعمان أن سيف رسول الله (ص) عند عبدالله بن الحسن ، فقال : كذبا لعنهما الله(٥) والله(٦) ما رآه عبدالله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولا رآه أبوه اللهم(٧) إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فإن كانا صادقين فما علامة في مقبضه؟ وما أثر في موضع مضربه؟

وإن عندي لسيف رسول الله (ص) ، وإن عندي لراية رسول الله (ص)

__________________

(١) في نسخة : [ وبه سموا ] وفى اخرى : [ سميا قوما وقالا ] والضمير يرجع إلى الرجلين من الزيدية وفى البصائر : انك تعرفه وتسميهم وهم فلان وفلان وفلان وهم.

(٢) في البصائر : وهم ممن لا يكذبون.

(٣) في نسخة : [ في وجهه ] ويوجد ذلك في البصائر.

(٤) في نسخة : [ أتعرف ] بوجد ذلك في البصائر.

(٥) في نسخة : لعنهم الله.

(٦) في البصائر : ولا والله.

(٧) البصائر خال عن قوله : اللهم.

٢٠١

ودرعه(١) ولامته ومغفره فان كانا صادقين فما علامة في درع رسول الله (ص)؟ وإن عندي لراية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المغلبة ، وإن عندي ألواح موسى وعصاه ، وإن عندي لخاتم سليمان بن داود عليه‌السلام.

وإن عندي الطست الذي كان موسى يقرب بها القربان ، وإن عندي الاسم الذي كان رسول الله (ص) إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة ، وإن عندي لمثل التابوت الذي جاءت به الملائكة(٢) ، ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل في أي بيت(٣) وجد التابوت على أبوابهم اوتوا النبوة ومن سار إليه السلاح منا اوتي الامامة.

ولقد لبس أبي درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخطت على الارض خططا(٤) ولبستها أنا فكانت وكانت وقائمنا من إذا لبسها ملاها إنشاء الله(٥).

ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية عن سعيد مثله(٦).

ير : جعفر عن فضالة عن أيوب وغير واحد عن معاوية بن عمار عن سعيد الاعرج عنه عليه‌السلام مثله.

بيان : مقبض السيف والقوس بفتح الميم وكسر الباء : حيث يقبض بهما بجمع الكف ومضرب السيف : نحو شبر من طرفه ، واللامه مهموزة : الدرع ، وقيل : السلاح ولامة الحرب : أداته وقد تترك الهمزة تخفيفا والمغفر : بالكسر : زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة.

قوله : المغلبة : اسم آلة من الغلبة ، أو اسم فاعل من المزيد أو اسم مفعول من

__________________

(١) في البصائر : وان عندى لسيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودرعه.

(٢) في البصائر : الملائكة تحمله.

(٣) في نسخة : فاى بيت وقف التابوت.

(٤) في نسخة : [ خطيطا ] يوجد ذلك في البصائر.

(٥) الارشاد : ٢٥٧ و ٢٥٨ ، الاحتجاج : ٢٠٢ و ٢٠٣.

(٦) بصائر الدرجات : ٤٧ و ٤٨ فيه : فكانت وقائمنا ممن.

٢٠٢

التغليب ، أي ما يحكم له بالغلبة ، قال الفيروز ابادي : المغلب : المغلوب مرارا ، والمحكوم له بالغلبة ، ضد ، والنشابة بالضم مشددة الشين : السهم.

قوله : فخطت أي كانت زائدة عن قامته عليه‌السلام ، قوله : فكانت وكانت ، أي كانت زائدة وكانت قريبة ، أي لم تكن زائدة كما كانت لابي بل كانت أقرب إلى الاستواء ، و هذه عبارة شائعة يعبر بها عن القرب ، وقيل أي قد كانت تصل ، وقد كانت لا تصل. ويظهر من الاخبار أن عندهم عليهم‌السلام درعين : أحدهما علامة الامامة تستوي علي كل إمام ، والاخرى علامة القائم عليه‌السلام لا تستوي إلا عليه صلوات الله عليه.

٢ ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : أتاني إسحاق فسألني عن السيف الذي أخذه الطوسي هو سيف رسول الله (ص)؟ فقلت له : لا إنما السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل أينما دار السلاح كان الملك فيه.(١)

بيان : المراد بالطوسي المأمون ، ولعله أخذ منه عليه‌السلام سيفا زعما منه أنه سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣ ـ ب : ابن عيسى عن ابن أسباط قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن السكينة ، فقال : ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الانسان ، ورائحة طيبة ، وهي التي انزلت على إبراهيم صلوات الله عليه فأقبلت تدور حول أركان البيت ، وهو يضع الاساطين قلنا : هي من التي قال : « فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة » (٢) قال : تلك السكينة كانت في التابوت وكانت فيها طست يغسل(٣) فيها قلوب الانبياء ، وكانت التابوت يدور في بني إسرائيل مع الانبياء عليهم‌السلام. ثم أقبل علينا فقال : فما تابوتكم؟ قلنا : السلاح ، قال : صدقتم هو تابوتكم.(٤)

__________________

(١) قرب الاسناد : ١٦٠.

(٢) البقرة : ٢٤٨.

(٣) في نسخة : تغسل.

(٤) قرب الاسناد : ١٦٤.

٢٠٣

٤ ـ ير : ابن معروف عن حماد بن عيسى عن ابن مسكان عن سليمان بن هارون قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن العجلية يزعمون أن عبدالله بن الحسن يدعي أن سيف رسول الله (ص) عنده ، فقال : والله لقد كذب ، فوالله ما هو عنده وما رآه بواحدة من عينيه قط ولا رآه أبوه إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين ، وإن صاحبه لمحفوظ محفوظ له ، ولا يذهبن يمينا ولا شمالا فان الامر واضح.

والله لو أن أهل الارض اجتمعوا على أن يحولوا هذا الامر من موضعه الذي وضعه الله ما استطاعوا ، ولو أن خلق الله كلهم جميعا كفروا حتى لا يبقى أحد جاء الله لهذا الامر بأهل يكونون هم أهله.(١)

ير : محمد بن عبدالجبار عن البرقي عن فضالة عن سليمان بن هارون مثله.(٢)

٥ ـ ير : أحمد بن الحسين عن أبيه عن ظريف بن ناصح قال : لما كانت الليلة التي ظهر فيها محمد بن عبدالله بن الحسن دعا أبوعبدالله عليه‌السلام بسفط له ، فلما وضع بين يديه فتحه فمد يديه إلى شئ فتناوله فتعيب منه شئ. فغضب ثم دعا سعيدة فأسمعها فقال له حمزة بن عبدالله بن محمد : أصلحك الله لقد غضبت غضبا ما أراك غضبت مثله ، فقال له : ما تدري ما هذه؟ هذه العقاب راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قال : ثم أخرج صرة فأخذها بيده ، فقال : في هذه الصرة مائتا دينار عزلها علي بن الحسين عليهما‌السلام عن ثمن عمودان اعدت(٣) لهذا الحدث الذي حدث الليلة بالمدينة ، قال : فأخذها فمضى فكانت نفقته بطيبة.(٤)

بيان : فأسمعها(٥) أي شتمها ، وعمودان كأنه اسم ضيعة باعها عليه‌السلام فأعد من ثمنها مائتي دينار لتلك الداهية التي علم أنها تحدث بالمدينة ، وطيبة بالفتح :

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٧.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٨ فيه اختلاف ونقص راجعه.

(٣) في المصدر : أعددت.

(٤) بصائر الدرجات : ٤٨.

(٥) يأتى في حديث آخر أنه عليه‌السلام أغلظ لها. ولعل هذا مصحف منه.

٢٠٤

من أسماء المدينة ، والمراد بها هنا ضيعة مسماة بها كان اشتراها عليه‌السلام ، كما سيأتي في خبر آخر هو مفصل هذا الخبر.

٦ ـ ير : أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال : بينا مع أبي عبدالله عليه‌السلام في ثقيفة(١) إذا استأذن عليه اناس من أهل الكوفة فأذن لهم فدخلوا عليه فقالوا : يا أبا عبدالله إن اناسا يأتوننا يزعمون أن فيكم أهل البيت إمام مفترض الطاعة ، فقال : ما أعرف ذلك في أهل بيتي.

فقالوا : يابا عبدالله يزعمون أنك أنت هو قال : ما قلت لهم ذلك ، قالوا : يابا عبدالله إنهم أصحاب تشمير وأصحاب خلوة وأصحاب ورع وهم يزعمون أنك أنت هو ، قال : هم أعلم وما قالوا ، قال : فلما رأوه أنهم قد أغضبوه قاموا فخرجوا ، فقال : يا سليمان من هؤلاء؟ قال : اناس من العجلية ، قال : عليهم لعنة الله ، قلت : يزعمون أن سيف رسول الله (ص) وقع عند عبدالله بن الحسن ، قال : لا والله ما رآه عبدالله بن الحسن ولا أبوه الذي ولده بواحدة من عينيه إلا أن يكون رآه عند الحسين بن علي(٢) عليه‌السلام فإن كانوا صادقين فاسألوهم عما في ميسرته وعما في ميمنته ، فإن في ميسرة سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي ميمنته علامة.

ثم قال : والله عندنا لسيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودرعه وسلاحه ولامته ، والله إن عندنا الذي كان رسول الله (ص) يضعه بين المشركين والمسلمين فلا يخلص إليهم نشابة والله إن عندنا لمثل التابوت الذي جاءت به الملائكة تحمله.

والله إن عندنا لمثل الطشت الذي كان موسى يقرب فيها القربان ، والله إن عندنا لالواح موسى وعصاه ، وإن قائمنا من لبس درع رسول الله (ص) فملاها ، ولقد لبسها أبوجعفر (ص) فخطت عليه ، فقلت له : أنت ألحم أم أبوجعفر؟ قال : كان أبوجعفر ألحم مني ولقد لبستها أنا فكانت وكانت ، وقال بيده هكذا. وقلبها ثلاثا.(٣)

__________________

(١) هكذا في الكتاب ومصدره ولعله مصحف سقيفه

(٢) في نسخة : على بن الحسين عليه‌السلام

(٣) بصائر الدرجات : ٤٨.

٢٠٥

بيان : إنما نفى عليه‌السلام الامام المفترض(١) الطاعة تقية منهم ، وروى في ذلك أولا بأن أراد بأهل بيته غيره ، فلما صرح به عليه‌السلام قال : ما قلت لهم ذلك ، وكان كذلك لانه عليه‌السلام لم يكن قال ذلك لهم ، بل قال لغيرهم وهم سمعوه منهم ، ويحتمل أن يكون لفظ « المثل » في بعض المواضع زائدا والمراد عينها مع أن وجود الامثال لا ينافي وجود أعيانها أيضا.

ولعل تحريك اليد للاشارة إلى القرب أيضا كما هو الشائع بين الناس ، وكان غرض السائل عن كونه أكثر لحما أو أبوه عليهما‌السلام استعلام استوائه على قامته عليه‌السلام أم لا ظنا منه أن هذا تابع اللحم وطول القامة ، فأجاب عليه‌السلام بما يظهر منه أنه ليس كذلك بأن بين أن مع كون أبي ألحم مني كانت على قامتي أقرب إلى الاستواء منه لاني إلى الكون قائما أقرب ، ولعل بيان ذلك لقوة رجائهم وعدم يأسهم من تعجيل الفرج.

٧ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن البرقي عن فضالة عن يحيى عن أبيه عن عبدالله بن سليمان قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل كان حيث ما دار التابوت فثم الملك ، وحيثما دار السلاح فثم العلم(٢).

ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن عن فضالة عن يحيى عن أبيه عن عبدالله بن سليمان قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام مثله(٣).

٨ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور الملك حيث دار السلاح كما كان يدور حيث دار التابوت(٤).

٩ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان عن أديم بن الحر عن حمران بن أعين عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما قبض رسول الله (ص) ورث

__________________

(١) ولعل المراد الامام المفترض الطاعة القائم بالسيف على ما يرون الزيدية وعليه لا يحتاج إلى توجيه.

(٢ و ٤) بصائر الدرجات : ٤٨.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٠.

٢٠٦

علي عليه‌السلام علمه وسلاحه وما هنالك ، ثم صار إلى الحسن والحسين ، ثم صار إلى علي بن الحسين عليهم‌السلام.(١)

١٠ ـ ير : عنه عن فضالة عن أبان عن يحيى بن أبي العلا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لبس أبي درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي ذات الفضول فجرها على الارض.(٢)

١١ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عما يتحدث الناس أنه دفعت إلى ام سلمة صحيفة مختومة ، قال : إن رسول الله (ص) لما قبض ورث علي عليه‌السلام سلاحه وما هنالك ثم صار إلى الحسن والحسين عليهما‌السلام فلما خشيا أن يفتشا استودعا ام سلمة ، قال : قلت : ثم قبضا بعد ذلك فصار إلى أبيك علي بن الحسين عليه‌السلام ثم انتهى إليك أو صار إليك؟ قال : نعم.(٣)

ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان عنه عليه‌السلام مثله.(٤)

١٢ ـ ير : بالاسناد المتقدم عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ذكرت الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال : ألا يقولون : عند من كان سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما كان في سيفه من علامة كانت في جانبيه إن كانوا يعلمون؟ ثم قال : إن محمد بن علي كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى الشئ مما في الوصية ، فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخه له.(٥)

ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان مثله ، وزاد في آخره. ولكن لا احب أن ازري بابن عم لي.(٦)

بيان : محمد بن علي هو ابن الحنفية ، والكيسانية أصحاب المختار القائلون

__________________

(١ ـ ٣) بصائر الدرجات : ٤٨.

(٤) بصائر الدرجات : ٥١ فيه : [ عن ابى عبدالله عليه‌السلام ] وفيه نقص واجمال.

(٥) بصائر الدرجات : ٤٨.

(٦) بصائر الدرجات : ٥٠.

٢٠٧

بامامته ، وبين عليه‌السلام فساد زعمهم بأنه لم يكن عنده وصية أمير المؤمنين عليه‌السلام أو الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان يحتاج في استعلام ما فيها إلى السجاد عليه‌السلام ، والازراء : العيب والتحقير ، والمراد بابن العم ولد ابن الحنفية ، وفي بعض النسخ : بأمر عم لي ، فالمراد هو نفسه.

١٣ ـ ير : ابن يزيد ومحمد عن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن علي بن سعيد قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فسمعته يقول : إن عندي لخاتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودرعه وسيفه ولواءه.(١)

١٤ ـ ير : محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبدالغفار الجازي قال : ذكر عند أبي عبدالله عليه‌السلام الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال : ألا تسألونهم عند من كان سلاح رسول الله (ص)؟ إن محمد بن علي كان يحتاج في الوصية أو الشئ فيها فيبعث إلى علي بن الحسين عليه‌السلام فينسخها له.(٢)

١٥ ـ ير : أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ذكر سيف رسول الله (ص) فقال : إنه مصفود الحمائل ، وقال : أتاني إسحاق فعظم(٣) بالحق والحرمة ، السيف الذي أخذه هو سيف رسول الله (ص)؟ فقلت له : وكيف يكون هو وقد قال أبوجعفر عليه‌السلام : مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل؟ أينما دار التابوت دار الملك.(٤)

توضيح : قال الجوهري : الحمالة : علاقة السيف والجمع الحمائل ، وقال : صفده يصفده صفدا ، أي شده وأوثقه والصفد أيضا : الوثاق ، والاصفاد : القيود.

أقول : لعل المعنى أن حمائله مشدودة لم تفتح بعد ، كناية عن عدم الاذن في الجهاد ، أو أن حمائله من صفد وحديد ، أو أنه قام قد شدت عليه حمائله.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٨.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٩.

(٣) في نسخة : فعزم.

(٤) بصائر الدرجات : ٤٩.

٢٠٨

قوله عليه‌السلام : فعظم أي عظم اليمين بالحق والحرمة كأن قال : أقسمت عليك بحق فلان وبحرمة فلان لما أخبرتني أن السيف الذي أخذه المأمون منك هو سيف الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أولا ، وفي بعض النسخ « فعزم » بالزاي وهو أظهر ، وقد مر مثله.

١٦ ـ ير : ابن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن العلاء بن سيابة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عما يتحدث الناس إنما هي صحيفة مختومة قال فقال : إن رسول الله (ص) لما أراد الله أن يقبضه أورث عليا علمه وسلاحه وما هناك ثم صار إلى الحسن وإلى الحسين ، ثم حين قتل الحسين عليه‌السلام استودعه(١) أم سلمة ، ثم قبض(٢) بعد ذلك منها ، قال : فقلت : ثم صار إلى علي بن الحسين ثم صار إلى أبيك ثم انتهى إليك؟ قال : نعم(٣).

١٧ ـ أحمد بن محمد عن الاهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان عن سليمان بن خالد قال : قلت : إن العجلية يزعمون أن سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ولد الحسن ، قال : كذبوا والله قد كان لرسول الله (ص) سيفان وفي أحدهما علامة في ميمنته فليخبروا بعلامتهما وأسمائهما إن كانوا صادقين ، ولكن لا ازري ابن عمي ، قال : قلت : وما اسمها؟ قال : أحدهما الرسوم والآخر مخذم(٤).

بيان : لعله إنما سمي الرسوم لعلامات كانت فيه ، أو لسرعة نفوذه وكثرة استعماله قال الفيروز آبادي : الرسوم : الذى يبقى على السير يوما وليلة ، وقد مر أن الاظهر أنه بالباء أي يمضي في الضريبة ويغيب فيها من رسب : إذا ذهب إلى أسفل وإذا ثبت كذا ذكرفي النهاية وقال : الخذم : القطع ، وبه سمي السيف مخذما.

١٨ ـ ير : محمد بن أحمد عن الحسين عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن عبد

__________________

(١) في نسخة : فلما أن حس الحسين عليه‌السلام انه يقتل استودعه.

(٢) في نسخة : ثم قبضه.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٩.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٠.

٢٠٩

الاعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : عندي سلاح(١) رسول الله (ص) لا انازع فيه ، ثم قال : إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله كان أخيرهم.

ثم قال : إن هذا الامر يصير إلى من يلوى له الحنك ، فاذا كانت من الله فيه المشية خرج ، فيقول الناس : ما هذا الذي كان؟ ويضع الله له يده(٢) على رأس رعيته؟(٣)

شا : عن عبدالاعلى مثله(٤).

بيان : قوله : لا انازع فيه ، أي لا يمكنهم إنكار كونه عندنا ، أو لا يمكنهم أخذه منا ولايوفقون لذلك ، قوله عليه‌السلام : مدفوع عنه ، أي لايصيبه فوت ولا ضرر ، أو لا يصيب من هو عنده معصية ولا منقصة ولا ضرا ، أو لا يمكن لاحد الاجبار على أخذه منا.

قوله : من يلوى له الحنك ، الالواء : الامالة ، وهو إما كناية عن انقياد الناس له اضطرارا فان من لا يرضى بأمر ولا يمكنه دفعه يمضغ أسنانه ، وهذا مثل معروف بين الناس ، أو كناية عن عدم قدرتهم على التكلم في أمره عند ظهوره ، أو عن غمزالناس فيه بالاشارة مع عدم قدرتهم على التصريح بنفيه ، وهذا أيضا مثل شائع ، وقيل : إشار إلى تكلم الناس كثيرا في أمره ، وقيل : أي كونهم محنكين.

قوله عليه‌السلام : ما هذا الذي كان؟ هذاتعجب إما من قدرته واستيلائه أو من غرابة : أحكامه وقضاياه. قوله عليه‌السلام : يضع الله له يده : كناية عن لطفه وإشفاقه أو قدرته واستيلائه ويحتمل الحقيقة كما سيأتي في أبواب أحواله عليه‌السلام.(١)

١٩ ـ ير : علي بن الحسن عن أبيه عن إبراهيم بن محمد الاشعري عن عمران الحلبي عن عبدالله بن سليمان قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : السلاح فينا بمنزلة

__________________

(١) في نسخة : درع.

(٢) في نسخة : يداه.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٠.

(٤) ارشاد المفيد :

٢١٠

التابوت في بني إسرائيل حيثما دار دار العلم(١).

٢٠ ـ ير : الحسين بن علي عن محمد بن عبدالله بن المغيرة عن سليمان بن جعفر قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام : عندك سلاح رسول الله (ص)؟ فكتب إلي بخطه الذي أعرفه : هو عندي(٢).

٢١ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ترك رسول الله (ص) من المتاع سيفا ودرعا وعنزة ورحلا وبغلته الشهباء ، فورث ذلك كله علي بن أبي طالب عليه‌السلام(٣).

٢٢ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن فضيل بن عثمان عن الحذاء قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : يا با عبيدة من كان عنده سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودرعه ورايته المغلبة ومصحف فاطمة عليها‌السلام قرت عينه.(٤)

٢٣ ـ عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : جاء جبرئيل إلى النبي (ص) فقال : يا محمد إن باليمن صنما من حجارة مقعد في حديد فابعث إليه حتى يجاء به.

قال : فبعثني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى اليمن فجئت بالحديد فدفعت إلى عمر الصيقل فضرب عنه سيفين ذا الفقار ومخذما ، فتقلد رسول الله (ص) مخذما ، وقلدني ذا الفقار ثم إنه صار إلي بعد المخذم.(٥)

بيان : استعمل الضرب في العمل مجازا ، وفي بعض النسخ بالصاد المهملة بمعنى القطع.

٢٤ ـ ير : إبراهيم بن محمد عن الخشاب عن محسن بن محمد عن أبان بن عثمان

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٥٠.

(٣) بصائرالدرجات : ٥١ فيه : ورحله.

(٤ و ٥) بصائر الدرجات : ٥١.

٢١١

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لبس أبي درع رسول الله (ص) ذات الفضول فخطت ، ولبست أنا فكان وكان.(١)

٢٥ ـ ير : محمد بن عبدالجبارعن أبي القاسم عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد عن إسماعيل ابن محمد العلوي(٢) عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام قال : لما حضرت علي بن الحسين عليهما‌السلام الوفاة قبل ذلك قال : أخرج سفطا أو صندوقا عنده فقال : يا محمد احمل هذا الصندوق ، قال : فحمل بين أربعة.

قال : فلما توفي جاء إخوته يدعون في الصندوق فقالوا : أعطنا نصيبنا من الصندوق. فقال : والله ما لكم فيه شئ ، ولو كان لكم فيه شئ ما دفعه إلي وكان في الصندوق سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتبه.(٣)

ير : محمد بن عبدالجبار عن أبي القاسم الكوفي ومحمد بن إسماعيل القمي عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عيسى بن عبدالله بن عمر عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام مثله.(٤)

٢٦ ـ ير : محمد بن الحسين عن محمد بن عبدالله بن هلال عن عقبة بن خالد عن محمد بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال : صليت وخرجت حتى إذا كنت قريبا من الباب استقبلني مولى لبني الحسن قال : كيف أمسيت يا با عبدالله؟ قال : قلت : من يتق الله فهو بخير ، قال : إني خرجت من عند بني الحسن آنفا فسمعتهم يقولون : إن شيعتك بالكوفة يزعمون أنك نبي ، وإن عندك سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال : قلت : يا با فلان لقد استقبلتني بأمر عظيم ، قال : وفعلت؟ قلت : نعم قال : ذاك أردت ، قلت : هل أنت مبلغ عني كما بلغتني؟ قال : نعم : قلت : والله؟ قال : وحق الثلاثة(٥) يا با عبدالله لقد أحببت أن تؤكد علي ، قلت : أو فعلت؟ قال : نعم ، قلت : ذاك أردت.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٥١.

(٢) في المصدر : اسماعيل بن محمد بن عبدالله بن على بن الحسين.

(٣ ـ ٤) بصائر الدرجات : ٤٩.

(٥) في نسخة : وحق البنية.

٢١٢

قلت : قل لبني الحسن : ما تصنعون بأهل الكوفة؟ فمنهم من يصدق وفيهم من يكذب هذا أنا عندكم أزعم أن عندي سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورأيته ودرعه ، وإن أبي قد لبسها فخطت عليه ، فلتأت بنو الحسن فليقولوا مثل ما أقول.

قال : ثم أقبل علي فقال : إن هذا لهو الحسد ، لا والله ما كانت بنو هاشم يحسنون يحجون ولا يصلون حتى علمهم أبي وبقر لهم العلم(١).

بيان : قوله : قال : وفعلت على صيغة الخطاب ، أي قلت لهم : إن عندك سلاح رسول الله ، قوله : ذاك أردت ، أي كان مرادي أن أعلم أنك قلت ذلك أم لا ويمكن أن يقرأ وفعلت على صيغة المتكلم أي استقبلتك بأمر يعظم عليك ، فقوله : ذاك أردت ، أي كان مرادي أن اواجهك بمثله لانهم أمروني بذلك ، قوله : قلت : والله أقسم عليه بأن يبلغهم ما يسمع منه.

قوله : وحق الثلاثة ، أي بحق محمد وعلي وفاطمة ، أو بحق الله ومحمد وعلي وفي بعض النسخ هكذا قلت : والله؟ قال : والله ، قلت : والله؟ قال : والله فأعددت عليه فقال : والله ، فقلت : وحق الثلاثة.

فالمراد بالثلاثة الايمان الثلاثة ، وفي بعض النسخ : وحق البنية أي الكعبة ولعله أظهر ، قوله : لقد أحببت أن تؤكد ، أي حتى يكون لي غدر في إبلاغ ذلك عندهم ، قوله : أو فعلت ، أي قبلت مؤكدا باليمين أن تبلغ ، ويمكن أن تقرأ على صيغة المتكلم ، أي أفعلت التأكيد ، فلما قال : نعم قال عليه‌السلام : ذاك أردت ، أي مرادي أن تلزم على نفسك إبلاغهم لئلا تخالف أو مرادي أن يكون لك عندهم عذر.

قوله : ما تصنعون بأهل الكوفة ، أي لم تتعرضون لقول أهل الكوفة فيما يقولون في وينسبون إلي؟ فان فيهم من يصدق وفيهم من يكذب ومنهم من يعبدون(٢) وأنا عندكم فتعالوا واسمعوا مني فاني لا اتقيكم ولا أكتمكم شيئا ، ها أنا ذا أدعى كون هذه الاشياء عندي ، فادعوا أنتم شيئا من ذلك حتى اظهر كذبكم ، قوله : قال :

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٩.

(٢) في نسخة : وهم يعبدون منكم.

٢١٣

ثم أقبل ، أي قال محمد بن سالم : ثم أقبل أبوعبدالله. قوله : وبقر لهم العلم أي وسع وشق.

٢٧ ـ ير : الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن العرزمي عن أبي المقدام قال : كنت أنا وأبي : المقدام حاجين قال : فماتت ام أبي : المقدام في طريق المدينة قال : فجئت اريد الاذن على أبي جعفر عليه‌السلام فاذا بغلته مسرجة وخرج ليركب ، فلما رآني قال : كيف أنت يا أبا المقدام؟ قال : قلت : بخير جعلت فداك ثم قال : يا فلانة استأذني على عمتي : قال : ثم قال : لا تعجل حتى آتيك ، قال : فدخلت على عمته فاطمة بنت الحسين وطرحت لي وسادة فجلست عليها ثم قالت : كيف أنت يا أبا المقدام؟ قلت : بخير جعلني الله فداك يا بنت رسول الله.

قال : قلت : يا بنت رسول الله شئ من آثار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فدعت ولدها فجاؤا خمسة فقالت : يا أبا المقدام هؤلآء لحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودمه ، وأرتني جفنة فيها وضر عجين وضبابته حديد فقالت : هذه الجفنة التي اهديت إلى رسول الله (ص) ملا لحم وثريد ، قال : فأخذتها وتمسحت بها(١).

بيان : شئ أي مطلوبي شئ ، أو أعندك شئ؟ والوضر : الدرن والدسم وقال الجوهري وغيره الضبة : حديدة عريضة يضبب بها ، وكون تلك الجفنة عندها ينافي سائرالاخبار إلا أن يكون الامام عليه‌السلام أودعها عندها مع أنها حينئذ كانت في بيته عليه‌السلام كما هو ظاهر الخبر.

٢٨ ـ ع : المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن محمد بن نصير عن ابن عيسى عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن محمد بن إسماعيل السراج عن بشر بن جعفر عن مفضل بن عمر عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : أتدري ما كان قميص يوسف؟ قال : قلت : لا ، قال : إن إبراهيم لما أوقدت له النار أتاه جبرئيل عليه‌السلام بثوب من ثياب الجنة وألبسه إياه فلم يضره معه ريح ولا برد ولا حر ، فلما حضر

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٥٠ و ٥١.

٢١٤

إبراهيم الموت جعله في تميمة(١) وعلقه على إسحاق ، وعلقه إسحاق على يعقوب ، فلما ولد ليعقوب يوسف علقه عليه فكان في عضده : حتى كان من أمره ما كان.

فلما أخرج يوسف القميص من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله تعالى : « إني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون » فهو ذلك القميص الذي انزل به من الجنة قلت : جعلت فداك فإلى من صار هذا القميص؟ قال : إلى أهله ، وكل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد وآله(٢).

ير : محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج عن بشر بن جعفر مثله.(٣)

٢٩ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن عبدالرحمان بن(٤) حماد عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عيسى بن عبدالله عن محمد بن عمر بن علي عن امه ام الحسين بنت عبدالله بن محمد بن علي بن الحسين قالت : بينا أنا جالسة عند عمي جعفر بن محمد إذ دعا سعيدة جارية كانت له وكانت منه بمنزلة فجاءته بسفط فنظر إلى خاتمه عليه ثم فضه ثم نظر في السفط ثم رفع رأسه إليها فأغلظ لها.

قالت : قلت : فديتك كيف ولم أرك أغلظت لاحد قط؟ فكيف بسعيدة قال : أتدرين أي شئ صنعت يا بينة؟ هذه رآية رسول الله (ص) العقاب أغفلتها حتى ائتكلت(٥).

قالت : ثم أخرج خرقة سوداء ثم وضعها على عينيه ثم أعطانيها فوضعتها على عيني ووجهي ثم استخرج صرة فيها دنانير قدر مائتي دينار فقال : هذه دفعها إلي أبي

__________________

(١) التميمة : خرزة أو ما يشبهها كان الاعراب يضعونها على اولادهم للوقاية من العين ودفع الارواح.

(٢) علل الشرائع : ٢٩.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٢.

(٤) في المصدر : عن ابى القاسم عبدالرحمن بن حماد.

(٥) في نسخة : [ انكبت ] وفى المصدر : انكت.

٢١٥

من ثمن العمودان لوقعة تكون بالمدينة ينجو منها من كان منها على ثلاثة أميال ، ولها اشترى الطيبة ، فوالله ما أدركها أبي ، ووالله ما أدري أدركها أم لا.

قال : ثم استخرج صرة اخرى دونها فقال : هذه دفعها أيضا لوقعة تكون بالمدينة ينجو منها من كان على ميل من المدينة ولها اشترى العريض فوالله ما أدركها أبي ، ووالله ما أدرى أدركها أم لا(١).

بيان : يقال غفله وأغفله : إذا سها عنه وتركه ، قوله : حتى ائتكلت أي صارت متأكلة مشرفة على الانخراق وفي بعض النسخ : انكبت أي صارت مقلوبة مكبوبة ويمينه عليه‌السلام على عدم العلم بوقت الواقعة لعله لاحتمال البداء.

٣٠ ـ ير : عمار بن موسى عن الحسن بن ظريف عن أبيه عن الحسن بن زيد قال : لما كان من أمر محمد بن عبدالله بن الحسن ما كان ودعاؤه لنفسه أمر أبوعبدالله عليه‌السلام بسفط فأخرج إليه منه صرة مائة دينار لينفقها بعمودان(٢) فمد يده إلى خرقة ثم قال : (٣) هذه عقاب راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٤).

٣١ ـ ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : السلاح مدفوع عنه لو وضع(٥) عند شر خلق الله كان خيرهم ، لقد حدثنى أبي أنه حيث بنى بالثقيفية(٦) وكان شق(٧) له في الجدار فنجد البيت فلما كان صبيحة عرسه رمى ببصره فرأى حذوه(٨) خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك وقال : تحولي فإني

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٥١.

(٢) في نسخة وفى المصدر : لعمودان.

(٣) في المصدر : إلى خرقة فردها ثم قال.

(٤) بصائر الدرجات : ٤٩.

(٥) في المصدر : موضوع عندنا مدفوع انه لو وضع.

(٦) في المصدر : بالثقفية.

(٧) في نسخة : وكان سوى له.

(٨) في المصدر : فرأى في جدره.

٢١٦

اريد أن أدعو موالي في حاجة ، فكشطه فما منها مسمار إلا وجده مصروفا طرفه عن السيف وما وصل إليه شئ(١).

بيان : بنى الرجل على أهله وبها : أزفها ، أي في ليلة زفاف الامرأة التي نكحها من بني ثقيف ، قوله : وكان شق ، أي كان شق للسيف في الجدار شق وأخفى فيه لئلا يصل إليه ضرر ولا يطلع عليه أحد ، فنجد البيت ، أي زين للعرس ، قوله : فرأى حذوه ، أي محاذي السيف في الجدار خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك خوفا من أن يكون وصل إلى السيف ضرر ، فقال للمرأة : تحولي لئلا تطلع على السيف فكشطه أي كشفه فوجد أطراف المسامير مصروفة عن السيف لم تصل إليه وإنما ذكر عليه‌السلام ذلك لتأييد ما ذكر من أن السلاح مدفوع عنه.

٣٢ ـ ير : محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن أبان عن الحسن بن سارة(٢) عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل إذا وضع التابوت على باب رجل من بني إسرائيل علم بنو إسرائيل أنه قد اوتي الملك فكذلك السلاح حيثما دارت دارت الامامة(٣).

٣٣ ـ ير : بالاسناد عن حماد عن عبدا الاعلى عن أبي عبدالله عليه‌السلام قلت : إن الناس يتكلمون في أبي جعفر عليه‌السلام يقولون : ما بالها تخطت من ولد أبيه من له مثل قرابته ومن هو أكبر منه ، وقصرت عمن هو أصغر منه؟ فقال : يعرف صاحب هذا الامر بثلاث خصال لا تكون في غيره : هو أولى الناس بالذي قبله ، وهو وصيه ، وعنده سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيته ، وذلك عندي لا انازع فيه(٤)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٩.

(٢) في المصدر : [ الحسن بن سنان ] ولعلهما مصحفان عن الحسن بن ابى سارة كما يأتى في الحديث : ٤٤.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٩ و ٥٠.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٠.

٢١٧

بيان : قوله : ما بالها؟ أي الخلافة ، ويقال : تخطى الناس أي جاوزهم ، قوله عليه‌السلام؟ ومن هو أكبر منه ، لعله معطوف على قوله : من ولد أبيه ، أي إن لم تخطت من هو أكبر منه من ولد الحسن عليه‌السلام ، أو على قوله : من له مثل قرابته فيحتمل وجهين : الاول أن يكون المراد بأبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أو يكون المعنى أنها بعد أبي جعفر عليه‌السلام كان ينبغي انتقال الامر إلى ولد أبيه لا إلى الصادق عليه‌السلام قوله عليه‌السلام : هو أولى الناس ، أي في القرابة والنسب أو العلم والاخلاق والادب أو الاعم.

٣٤ ـ ير : أحمد بن محمدعن علي بن الحكم عن إسماعيل بن برة عن عامر بن جذاعة قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : ألا اريك نعل رسول الله (ص)؟ قال : قلت : بلى. قال : فدعا بقمطر ففتحه فأخرج منه نعلين كأنما رفعت الايدى عنهما تلك الساعة ، فقال : هذه نعل رسول الله (ص) وكان يعجبني بهما كأنما رفعت عنهما الايدي تلك الساعة.(١)

بيان : قال الفيروزآبادي : القمطر كسجل : ما يصان فيه الكتب.

٣٥ ـ ير : أحمد بن الحسين عن الحسين بن أسد عن الحسين القمي عن نعمان بن منذر عن عمرو بن(٢) شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام حين قتل عمر ، ناشدهم فقال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد ورث سلاح رسول الله ودوابه(٣) وخاتمه غيرى؟ قالوا : لا.(٤)

٣٦ ـ ير : أبومحمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن ابن أسباط عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ألواح موسى عندنا وعصا موسى عندنا ونحن ورثنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.(٥)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٥٠.

(٢) في المصدر : عمر بن شمر.

(٣) في المصدر : ورآيته.

(٤ ـ ٥) بصائر الدرجات : ٥٠.

٢١٨

٣٧ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان أبوجعفر عليه‌السلام يقول : إنما السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت فثم الامر ، قلت : فيكون السلاح مزايلا للعلم؟ قال : لا.(١)

٣٨ ـ ير : ابن هاشم عن ابن أبي عمير عن محمد بن(٢) سكين عن نوح بن دراج عن ابن أبي يعفور عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيث دار التابوت دار العلم.(٣)

٣٩ ـ ير : محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : الم تسمع قول رسول الله (ص) في علي عليه‌السلام : والله لتؤتين خاتم سليمان ، والله لتؤتين عصا موسى عليه‌السلام؟(٤)

٤٠ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن اللؤلؤي عن أبي الحصين الاسدي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات ليلة على أصحابه بعد عتمة وهم في الرحبة وهو يقول : همهمة في ليلة مظلمة خرج عليكم الامام وعليه قميص آدم وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى.(٥)

ير : محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن أبي الحصين مثله.(٦)

٤١ ـ ير : سلمة بن الخطاب عن عبدالله بن محمد عن منيع بن الحجاج البصري عن مجاشع عن معلى عن محمد بن الفيض عن محمد بن علي (ع) قال : كان عصا موسى عليه‌السلام لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران عليه‌السلام وإنها لعندنا وإن عهدي بها آنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرها ، وإنها لتنطق إذا استنطقت ، اعدت لقائمنا ليصنع بها كما كان موسى عليه‌السلام يصنع بها ، وإنها لتروع وتلقف ما يأفكون وتصنع كما تؤمر وإنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون ، تفتح لها

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٥٠.

(٢) في المصدر : محمد بن مسكين.

(٣ ـ ٥) بصائر الدرجات : ٥٠ و ٥١.

(٦) بصائر الدرجات : ٤٨.

٢١٩

شفتان(١) : إحداهما في الارض والاخرى في السقف ، وبينهما أربعون ذراعا ، وتلقف ما يأفكون بلسانها.(٢)

ختص : أحمد بن محمد العطار عن أبيه عن حمدان بن سليمان عن عبدالله بن محمد اليماني عن منيع مثله.(٣)

٤٢ ـ ير : ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : « إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل نعما يعظكم به » (٤) قال : إيانا عنى أن يؤدي الاول منا إلى الامام الذي يكون بعده السلاح والعلم والكتب.(٥)

٤٣ ـ ير : محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام تنظر في كتب أبيك؟ فقال : نعم ، فقلت : سيف رسول الله (ص) ودرعه؟ فقال : قد كان في موضع كذا وكذا ، فأتى ذلك الموضع مسافر ومحمد بن علي ، ثم سكت.(٦)

بيان : أبوجعفر هو الجواد عليه‌السلام ، وكان إبراهيم من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم‌السلام ويظهر من الخبر أنه لقي الجواد عليه‌السلام أيضا ، ومسافر مولى الرضا عليه‌السلام.

وروي أنه قال : أمرني أبوالحسن عليه‌السلام بخراسان فقال : الحق بأبي جعفر فإنه صاحبك.

والمراد بمحمد بن علي نفسه عليه‌السلام ولم يصرح بالاخذ تقية.

__________________

(١) في نسخة : [ شعبتان ] وفى المصدر : [ شقتان ] وفى الاختصاص : ففتحت لها شفتان.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٠.

(٣) الاختصاص : ٢٦٩ و ٢٧٠ فيه : [ ما كان موسى ] وفيه : وتصنع ما تومر فكان حيث.

(٤) النساء : ٥٨.

(٥) بصائر الدرجات : ٥١ و ٥٢.

(٦) بصائر الدرجات : ٤٩.

٢٢٠