بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قال : قلنا : وما كان مناجاته جعلني الله فداك؟ قال جعل يقول : « يا رب أتراك معذبي بعد طول مقامي لك؟ أتراك معذبي بعد طول صلاتي لك؟ » وجعل يعدد أعماله فأوحى الله إليه : أني لست أعذبك ، قال : فقال : يارب وما يمنعك أن تقول : لا بعد نعم وأنا عبدك وفي قبضتك؟ قال : فأوحى الله إليه : أني إذا قلت : قولا وفيت به(١).

٤ ـ يج : روي أن جماعة استأذنوا على أبي جعفر عليه‌السلام قالوا : فلما صرنا في الدهليز إذا قراءة سريانية بصوت حسن يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضننا وما نفهم ما يقول فظننا أن عنده بعض أهل الكتاب استقرأه ، فلما انقطع الصوت دخلنا عليه فلم نر عنده أحدا ، قلنا لقد سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين قال : ذكرت مناجاة إليا النبي فأبكتني(٢).

٥ ـ شى : عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله : « قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها(٣) » قال : كانوا يكتمون ما شاؤا ويبدون ما شاؤا.

٦ ـ وفي رواية اخرى عنه قال : كان يكتبونه في القراطيس ثم يبدون ما شاؤا ويخفون ما شاؤا ، وقال : كل كتاب أنزل فهو عند أهل العلم(٤).

٧ ـ يد : أبي عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار معا عن الاشعري عن ابن هاشم عن محمد بن حماد عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في خبر طويل قال : جاء بريهة جاثليق(٥) النصارى فقال لابي الحسن عليه‌السلام : جعلت فداك

__________________

(١) الاختصاص : ٢٩٢ فيه : [ ليقرأ عليه فدخلنا فلم نر ] وفيه : [ قيامى لك و عبادتي اياك ومعذبى بعد صلاتى لك ] بصائر الدرجات : ٩٩.

(٢) الخرائج : ١٩٧.

(٣) الانعام : ٩١.

(٤) تفسير العياشى ١ : ٣٦٩.

(٥) الجثليق والجاثليق : منقدم الاساقفة.

١٨١

أنى لكم التوراة والانجيل وكتب الانبياء؟ قال : هي عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها ونقولها كما قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول : لا أدري الخبر(١).

٨ ـ ير : أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبدالحميد عن الثمالي(٢) قال : قال علي عليه‌السلام : لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله ، ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله ولحكمت بين أهل الانجيل بالانجيل حتى يزهر إلى الله ، ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله ، ولولا آية في كتاب الله لانبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة(٣).

٩ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن أبي عبدالله البرقي عن خلف بن حماد عن داود بن فرقد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لو ثنى الناس لي وسادة كما ثنى لابن صوحان لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر ما بين السمآء والارض ، ولحكمت بين أهل الانجيل بالانجيل حتى يزهر ما بين السمآء والارض ، ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر ما بين السمآء والارض ، ولحكمت بين أهل الفرقان بالفرقان حتى يزهر ما بين السمآء والارض(٤).

بيان : ذكر ابن صوحان في الخبر غريب ، ولعله كان ابن أبي سفيان ، وعلى تقديره كأن المراد به لو كان لي بين أصحابي نفاذ أمر وقبول قول كنفاذ أمر صعصعة بن صوحان أو زيد أخيه في قومه.

وفي بعض النسخ : كما سأل ابن صوحان ، أي لو كان سائر أصحابي يسألون ويقبلون كما سأل وقبل ابن صوحان ، وسيأتي سائر الاخبار في ذلك مع شرحها في

__________________

(١) توحيد الصدوق : ٢٨٨ و ٢٨٤.

(٢) في المصدر : عن الثمالى عن ابى عبدالله عليه‌السلام قال : قال.

(٣) بصائر الدرجات : ٣٦.

(٤) بصائر الدرجات : ٣٧.

١٨٢

أبواب علم أمير المؤمنين عليه‌السلام وباب أن جميع العلوم في القرآن.

١٠ ـ ير : ابن هاشم عن جعفر بن محمد عن القداح عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل التوراة بالتوراة حتى تزهر إلى ربها ، ولو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الانجيل بالانجيل حتى يزهر إلى ربه ، ولو وضعت لى وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى ربه ، ولو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى ربه(١)

١١ ـ ير : محمد بن عيسى عن عبدالرحمان عن الفضيل عن أبي بكر الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال : قال علي عليه‌السلام : لو استقامت لي الامة وثنيت لي الوسادة لحكمت في التوراة بما أنزل الله في التوراة ولحكمت في الانجيل بما أنزل الله في الانجيل ولحكمت في الزبور بما أنزل الله في الزبور حتى يزهر إلى الله(٢) اني حكمت في القرآن بما أنزل الله.(٣)

١٢ ـ ير : أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن شعيب الخزاز عن ضريس الكناسي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده أبوبصير فقال أبوعبدالله عليه‌السلام إن داود ورث الانبياء وإن سليمان ورث داود ، وإن محمدا ورث سليمان وما هناك ، وأنا ورثنا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى.

فقال له أبوبصير : إن هذا لهو العلم ، فقال : يا با محمد ليس هذا هو العلم إنما هذا الاثر إنما العلم ما حدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة.(٤)

ير : محمد بن عيسى عن صفوان مثله.(٥)

١٣ ـ ير : ابن هاشم عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في حديث بريهة حين سأل موسى بن جعفر عليه‌السلام بريهة(٦) كيف : علمك بكتاب الله؟

__________________

(١ و ٣ ـ ٥) بصائر الدرجات : ٣٧.

(٢) في المصدر وانى قد حكمت.

(٦) في المصدر : فقال : يا بريهة.

١٨٣

قال أنا به عالم ، قال : فكيف ثقتك بتأويله؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه ، قال : فابتدأ موسى عليه‌السلام في قراءة الانجيل فقال بريهة : والمسيح لقد كان يقرأها هكذا وما قرأ هذه القراءة إلا المسيح ، ثم قال : إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة.

قال هشام : فدخل بريهة والمرأة على أبي عبدالله عليه‌السلام وحكى هشام الكلام الذي جرى بين موسى وبين بريهة ، فقال بريهة ، جعلت فداك أين لكم التوراة والانجيل وكتب الانبياء؟ فقال : هي عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها ونقولها كما قالوها ، والله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول : لا أدري ، فلزم بريهة أباعبدالله عليه‌السلام حتى مات.(١)

١٤ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لي : يا با محمد إن الله لم يعط الانبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا ، وقد أعطى جميع ما أعطى الانبياء ، وعندنا الصحف التي قال الله : « صحف إبراهيم وموسى » (٢) قلت : جعلت فداك وهي الالواح؟ قال : نعم.(٣)

١٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه سأله عن قول الله « ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر » (٤) ما الذكر وما الزبور؟ قال : الذكر عند الله ، والزبور الذي نزل على داود وكل كتاب نزل فهو عند العالم.(٥)

١٦ ـ ير : علي بن خالد عن ابن يزيد عن عباس الوراق عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي أنه حدثه عن سدير بحديث فأتيته فقلت : إن ليث المرادي حدثني عنك بحديث فقال : وما هو؟

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٧.

(٢) الاعلى : ١٩.

(٣) بصائر الدرجات : ٣٧.

(٤) الانبياء : ١٠٥. (٥) بصائر الدرجات : ٣٧.

١٨٤

قلت : جعلت فداك حديث اليماني قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فمر بنا رجل من أهل اليمن فسأله أبوجعفر عليه‌السلام عن اليمن فأقبل يحدث فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : هل تعرف دار كذا وكذا؟ قال : نعم ورأيتها ، قال : فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا؟ قال : نعم ورأيتها ، فقال الرجل : ما رأيت رجلا أعرف بالبلاد منك.

فلما قام الرجل قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : يا با الفضل تلك الصخرة التي غضب موسى عليه‌السلام فألقى الالواح فما ذهب من التوراة التقمته الصخرة ، فلما بعث الله رسوله أدته إليه وهي عندنا.(١)

بيان : قوله إنه حدثه ، أي حدث ليث ابن مسكان بحديث سمعه عن سدير فأتى ابن مسكان سديرا فسأله عن الحديث فرواه له عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وأبوالفضل كنية لسدير ، وقول ابن مسكان لسدير : جعلت فداك ليس مستنكر وإن كان مثله نادرا.

١٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن الحلبي عن عبدالله بن مسكان عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا با محمد عندنا الصحف التي قال الله « صحف إبراهيم وموسى(٢) » قلت : الصحف هي الالواح؟ قال : نعم.(٣)

١٨ ـ ير : محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد عن عبدالله بن إبراهيم الانصاري الهمداني عن أبي خالد القماط عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لنا ولادة من رسول الله (ص) طهر ، وعندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من رسول الله صلى الله عليه وآله.(٤)

١٩ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن فيض بن المختار عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله افضيت إليه

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٧ و ٣٨.

(٢) الاعلى : ١٩.

(٣ ـ ٤) بصائر الدرجات : ٣٨.

١٨٥

صحف إبراهيم وموسى عليهما‌السلام فائتمن عليها رسول الله (ص) عليا وائتمن عليها الحسن وائتمن عليها الحسين حتى انتهيت إلينا.(١)

٢٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبدالله بن مسكان وشعيب الحداد عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : عندنا الصحف الاولى : صحف إبراهيم و موسى ، فقال له ضريس : أليست هي الالواح؟ فقال : نعم.(٢)

٢١ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس عن علي الصائغ قال : لقي أبا عبدالله عليه‌السلام محمد بن عبدالله بن الحسن فدعاه محمد إلى منزله فأبى أن يذهب معه ، وأرسل معه إسماعيل وأومأ إليه : أن كف ، ووضع يده على فيه وأمره بالكف ، فلما انتهى إلى منزله أعاد إليه الرسول يسأله إتيانه ، فأبى أبو عبدالله عليه‌السلام وأتى الرسول محمدا فأخبره بامتناعه فضحك محمد ثم قال : ما منعه من إتياني إلا أنه ينظر في الصحف.

قال : فرجع إسماعيل فحكى لابي عبدالله عليه‌السلام الكلام ، فأرسل أبوعبدالله عليه‌السلام رسولا من قبله(٣) وقال : إن إسماعيل أخبرني بما كان منك ، وقد صدقت إني أنظر في الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى ، فسل نفسك وأباك هل ذلك عندكما؟

قال : فلما أن بلغه الرسول سكت فلم يجب بشئ ، فأخبر الرسول أبا عبدالله عليه‌السلام بسكوته فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا أصاب(٤) وجه الجواب قل الكلام.(٥)

٢٢ ـ ير : إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : عندنا صحف إبراهيم وموسى ، وورثناها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم(٦).

٢٣ ـ ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمروالزيات عن ابن قياما قال : دخلت

__________________

(١ و ٢ و ٥ و ٦) بصائر الدرجات : ٣٨.

(٣) في المصدر : من قبله اليه.

(٤) في نسخة : اذا اصبت.

١٨٦

على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام وقد ولد له أبوجعفر عليه‌السلام فقال : إن الله قد وهب لي ما يرثني ويرث آل داود(١).

٢٤ ـ ير : سلمة بن الخطاب عن عبدالله بن محمد عن عبدالله بن القاسم عن زرعة عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ورث سليمان داود ، وإن محمدا ورث سليمان وإنا ورثنا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن عندنا علم التوراة والانجيل والزبور وتبيان ما في الالواح قال : قلت : إن هذا لهو العلم ، قال : ليس هذا العلم إنما العلم ما يحدث يوما بيوم وساعة بعد ساعة(٢).

٢٥ ـ ير : أبومحمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن في الجفر أن الله تبارك وتعالى لما أنزل ألواح موسى عليه‌السلام أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ وهو كائن إلى أن تقوم الساعة.

فلما انقضت أيام موسى أوحى الله إليه : أن استودع الالواح وهي زبرجدة من الجنة الجبل ، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل فجعل فيه الالواح ملفوفة ، فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه محمدا (ص) فأقبل ركب من اليمن بريدون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما انتهوا إلى الجبل انفرج وخرجت الالواح ملفوفة كما وضعها موسى عليه‌السلام فأخذها القوم.

فلما وقعت في أيديهم ، القي في قلوبهم أن لا ينظروا إليها ، وهابوها ، حتى يأتوا بها رسول الله (ص) ، وأنزل الله جبرئيل على نبيه فأخبره بأمر القوم وبالذي أصابوا.

فلما قدموا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابتدأهم النبي (ص) فسألهم عماوجدوا فقالوا : وما علمك بما وجدنا؟ فقال : أخبرني به ربي وهي الالواح ، قالوا : نشهد أنك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخرجوها فدفعوها إليه.

فنظر إليها وقرأها وكتابها بالعبراني ثم دعا أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : دونك

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٣٨.

١٨٧

هذه ففيها علم الاولين وعلم الآخرين ، وهي ألواح موسى ، وقد أمرني ربي أن أدفعها إليك.

قال : يا رسول الله لست أحسن قراءتها ، قال : إن جبرئيل أمرني أن آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنك تصبح وقد علمت قراءتها ، قال : فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها ، فأمره رسول الله (ص) أن ينسخها فنسخها في جلدة شاة وهو الجفر وفيه علم الاولين والآخرين ، وهو عندنا والالواح وعصى موسى عندنا ، ونحن ورثنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله(١).

شى : مثله ، وزاد في آخره : قال قال أبوجعفر عليه‌السلام : تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا(٢).

٢٦ ـ ير : محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن حبة العرني قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : إن يوشع بن نون كان وصي موسى بن عمران وكانت ألواح موسى من زمرد أخضر فلما غضب موسى عليه‌السلام ألقى الالواح من يده فمنها ما تكسر ومنها ما بقي ومنها ما ارتفع.

فلما ذهب عن موسى الغضب قال يوشع بن نون : أعندك تبيان ما في الالواح؟ قال : نعم ، فلم يزل يتوراثها رهط من بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن ، وبعث الله محمدا (ص) بتهامة وبلغهم الخبر فقالوا : ما يقول هذا النبي؟ قيل : ينهى عن الخمر والزنا ويأمر بمحاسن الاخلاق وكرم الجوار ، فقالوا : هذا أولى بما في أيدينا منا ، فاتفقوا أن يأتوه في شهر كذا وكذا.

فأوحى الله إلى جبرئيل : أن ائت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره فأتاه فقال : إن فلانا وفلانا وفلانا ورثوا ألواح موسى عليه‌السلام وهم يأتونك في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا.

فسهر لهم تلك الليلة فجاء الركب فدقوا عليه الباب وهم يقولون : يا محمد ، قال :

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٨.

(٢) تفسير العياشى ٢ : ٢٨.

١٨٨

نعم يافلان بن فلان ويافلان بن فلان ويافلان بن فلان ويا فلان بن فلان ، أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك محمد رسول الله ، والله ما علم به أحد قط منذ وقع عندنا قبلك.

قال : فأخذه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه إلي ووضعته عند رأسي فأصبحت بالغداة وهو كتاب بالعربية جليل فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات والارض إلى أن تقوم الساعة ، فعلمت ذلك(١).

بيان : لا تنافي بين هذا الخبر وبين ما مضى لاحتمال وقوع الجميع.

٢٧ ـ ير : معاوية بن حكيم عن محمد بن شعيب بن غزوان(٢) عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له : يا خراساني تعرف وادي كذا وكذا؟ قال : نعم ، قال له : تعرف صدعا(٣) في الوادي من صفته كذا وكذا؟ قال : نعم ، قال : من ذلك يخرج الدجال.

قال : ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له : يا يمانى أتعرف شعب كذا وكذا؟ قال : نعم ، قال له : تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا؟ قال : نعم قال له : تعرف صخرة تحت الشجرة؟ قال له : نعم ، قال : فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(٤).

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٩.

(٢) في المصدر : عن شعيب بن غزوان.

(٣) الصدع : الشق في شئ صلب.

(٤) بصائر الدرجات : ٣٩.

١٨٩

١٤

باب

*(انهم عليهم‌السلام يعلمون جميع الالسن واللغات ويتكلمون بها)*

١ ـ ن : الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال : كان الرضا عليه‌السلام يكلم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة ، فقلت له يوما : يابن رسول الله إني لاعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها؟ فقال : يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه ، وما كان ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : اوتينا فصل الخطاب؟ فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات(١).

٢ ـ ب : محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن أبي حمزة قال : كنت عند أبي الحسن عليه‌السلام إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش وقد اشتروهم له ، فكلم غلاما منهم وكان من الحبش جميل فكلمه بكلامه ساعة حتى أتى على جميع(٢) ما يريد وأعطاه درهما ، فقال : أعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما ثم خرجوا.

فقلت : جعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية فماذا أمرته؟ قال : أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا ويعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما ، وذلك أني لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملكهم ، فأوصيته بجميع ما احتاج إليه فقبل وصيتي ومع هذا غلام صدق.

ثم قال : لعلك عجبت من كلامي إياه بالحبشية ، لا تعجب فما خفي عليك من أمر الامام أعجب وأكثر ، وما هذا من الامام في علمه إلا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء ، أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا؟

__________________

(١) عيون الاخبار : ٣٤٣ و ٣٤٤.

(٢) في نسخة : بجميع.

١٩٠

قال : فإن الامام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده وعجائبه أكثر من ذلك ، والطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا ، كذلك العالم لا ينقصه علمه شيئا(١) ولا تنفد عجائبه(٢).

٣ ـ ختص : اليقطيني وإبراهيم بن مهزيار عن علي بن مهزيار قال : أرسلت إلى أبي الحسن الثالث عليه‌السلام غلامي وكان صقلابيا فرجع الغلام إلي متعجبا فقلت له : ما لك يا بني؟ قال : وكيف لا أتعجب ما زال يكلمني بالصقلابية كأنه واحد منا فظننت أنه إنما أراد بهذا اللسان كيلا يسمع بعض الغلمان ما دار بينهم(٣).

بيان : في القاموس : الصقالبة جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بلغر وقسطنطينية وقال : السقلب : جيل من الناس ، وهو سقلبي والجمع سقالبة.

٤ ـ ختص : أحمد بن محمد عن عبدالرحمان بن حماد وعبدالله بن عمران عن محمد بن بشير عن رجل عن عمار الساباطي قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا عمار أبومسلم فطلله وكساوكسيحه بساطورا. قال : فقلت له : ما رأيت نبطيا(٤) أفصح منك بالنبطية فقال : ياعمار وبكل لسان(٥).

بيان : أبومسلم هو المروزي أو غيره ، ذكر عليه‌السلام شيئا من أحواله بالنبطية أو هو أيضا من تلك اللغة.

٥ ـ ختص : ابن عيسى عن الاهوازي والبرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن أخي مليح عن أبي يزيد فرقد قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام وقد بعث غلاما له أعجميا في حاجة فرجع إليه يغير الرسالة فلا يحيرها(٦) حتى ظننت أنه سيغضب

__________________

(١) في نسخة : شئ.

(٢) قرب الاسناد : ١٤٤.

(٣) الاختصاص : ٢٨٩.

(٤) النبط : قوم كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين.

(٥) الاختصاص : ٢٨٩.

(٦) أى لم يمكنه أن يجيب ويفصح عنها.

١٩١

عليه ، فقال : تكلم بأي لسان شئت فإني أفهم عنك(١).

٦ ـ ختص : محمد بن جزك عن ياسر الخادم قال : كان غلمان أبي الحسن عليه‌السلام في البيت سقالبة وروم فكان أبوالحسن عليه‌السلام قريبا منهم فسمعهم بالليل يتراطنون(٢) بالسقلبية والرومية ويقولون : إنا كنا نفتصد في بلادنا في كل سنة ثم لم نفتصد ههنا فلما كان من الغد وجه أبوالحسن عليه‌السلام إلى بعض الاطباء فقال له : افصد فلانا عرق كذا وكذا ، وافصد فلانا عرق كذا وكذا.

ثم قال : يا ياسر لا تفتصد أنت؟ قال : فافتصدت فورمت يدي واخضرت ، فقال : يا ياسر مالك؟ فأخبرته؟ فقال : ألم أنهك عن ذلك ، هلم يدك فمسح يده عليها وتفل فيها ثم أوصاني أن لا أتعشى ، فكنت بعد ذلك بكم شاء الله أتغافل وأتعشى فيضرب علي(٣).

٧ ـ ختص : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال الحسن بن علي عليه‌السلام : إن لله مدينتين : إحداهما بالمشرق ، والاخرى بالمغرب ، عليهما سور من حديد ، وعلى كل مدينة ألف ألف باب مصراعين من ذهب وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبتها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما ، وما عليهما حجة غيري وغير أخي الحسين.(٤)

تبيين : قال الشيخ المفيد في كتاب المسائل : القول في معرفة الائمة عليهم‌السلام بجميع الصنائع وسائر اللغات أقول : إنه ليس بممتنع ذلك منهم عليهم‌السلام ولا واجب من جهة العقل والقياس ، وقد جاءت أخبار عمن يجب تصديقه بأن آل محمد عليهم‌السلام قد كانوا يعلمون ذلك ، فان ثبت وجب القطع به من جهتها على الثبات ، ولي في القطع

__________________

(١) الاختصاص : ٢٨٩ و ٢٩٠.

(٢) الرطانة : الكلام الاعجمية يقال : رطنته رطنا وراطنته : اذا كلمته بها.

(٣) الاختصاص : ٢٩٠ و ٢٩١. قوله : فيضرب على اى يشتد وجعه على.

(٤) الاختصاص : ٢٩١.

١٩٢

به منهانظر والله الموفق للصواب ، وعلى قولي هذا جماعة من الامامية ، وقد خالف فيه بنو نوبخت رحمهم‌الله وأوجبوا ذلك عقلا وقياسا ، ووافقهم فيه المفوضة كافة وسائر الغلاة انتهى.

أقول : أما كونهم عالمين باللغات فالاخبار فيه قريبة من حد التواتر وبانضمام الاخبار العامة لايبقى فيه مجال شك ، وأما علمهم بالصناعات فعمومات الاخبار المستفيضة دالة عليه ، حيث ورد فيها أن الحجة لا يكون جاهلا في شئ يقول : لا أدري ، مع ماورد أن عندهم علم ما كان وما يكون وأن علوم جميع الانبياء وصل إليهم ، مع أن أكثر الصناعات منسوبة إلى الانبياء عليهم‌السلام ، وقد فسر تعليم الاسماء لادم عليه‌السلام بما يشمل جميع الصناعات.

وبالجملة لا ينبغي للمتتبع الشك في ذلك أيضا ، وأما حكم العقل بلزوم الامرين ففيه توقف وإن كان القول به غير مستبعد.

وأقول : سيأتي كثير من أخبار هذا الباب في تضاعيف معجزات الائمة عليهم‌السلام إنشاء الله تعالى.

١٩٣

١٥

باب

*(انهم اعلم من الانبياء عليهم‌السلام)*

١ ـ ير : علي بن محمد بن سعيد عن حمدان بن سليمان(١) عن عبيدالله بن محمد اليماني عن مسلم بن الحجاج عن يونس عن الحسين بن علوان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله خلق(٢) اولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم ، وعلم رسول الله (ص) ما لم يعلموا ، وعلمنا علم الرسول وعلمهم.(٣)

٢ ـ ير : اليقطيني عن محمد بن عمر عن عبدالله بن الوليد السمان قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : يا عبدالله ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى عليهم‌السلام؟ قال : قلت : جعلت فداك ومن أي حالات تسألني؟ قال : أسألك عن العلم ، فأما الفضل فهم سواء ، قال : قلت : جعلت فداك فما عسى أقول فيهم؟ فقال : هو والله أعلم منها.

ثم قال : يا عبدالله أليس يقولون : إن لعلي ما للرسول من العلم؟ قال : قلت بلى ، قال : فخاصمهم فيه ، قال : إن الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه‌السلام : « وكتبنا له في الالواح من كل شئ » فأعلمنا أنه لم يبين له الامر كله ، وقال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ».(٤)

__________________

(١) في نسخة : [ حماد بن سليمان ] وفى المصدر : [ على بن محمد بن سعد عن عمران بن سليمان النيسابورى عن عبدالله بن محمد اليمانى عن منيع بن الحجاج ] والظاهر انه فيه تصحيف وستأتى صورة اخرى من الحديث مع اسناده تحت رقم ١١ راجعه.

(٢) في نسخة من المصدر : [ فضل ] وهو الاظهر.

(٣) بصائر الدرجات : ٦٢.

(٤) بصائر الدرجات : ٦٢. والاية الاولى في الاعراف : ١٤٥ والثانية في النساء : ٤١ والثالثة في النحل : ٨٩.

١٩٤

يج : سعد عن اليقطيني مثله(١).

٣ ـ ير : إسماعيل بن شعيب عن علي بن إسماعيل عن بعض رجاله قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام لرجل : تمصون الثماد وتدعون النهر الاعظم(٢) ، فقال الرجل : ما تعني بهذا يابن رسول الله؟ فقال : علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علم النبيين بأسره ، وأوحى الله إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجعله محمد عند علي عليه‌السلام.

فقال له الرجل : فعلى أعلم أو بعض الانبياء؟ فنظر أبوعبدالله عليه‌السلام إلى بعض أصحابه فقال : إن الله يفتح مسامع من يشاء ، أقول له : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جعل ذلك كله عند علي عليه‌السلام فيقول : علي عليه‌السلام أعلم أو بعض الانبياء(٣).

يج : مرسلا مثله وزاد في آخره : وتلا « قال الذي عنده علم من الكتاب(٤) » ثم فرق بين أصابعه فوضعها على صدره وقال : عندنا والله علم الكتاب كله(٥).

٤ ـ ير : محمد بن الحسين عن أحمد بن بشير(٦) عن كثير عن أبي عمران قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لقد سأل موسى العالم مسألة لم يكن عنده جوابها ولقد سئل العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها ولو كنت بينهما لاحبرت كل واحد منهما بجواب مسئلته ولسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما جوابها(٧).

يج : محمد بن إسماعيل المشهدي عن جعفر الدورويستي عن الشيخ المفيد عن

__________________

(١) الخرائج والجرائح : ٢٤٧٨.

(٢) في نسخة : البئر الاعظم.

(٣) بصائر الدرجات : ٦٢. والحديث تقدم باسناد آخر وبصورة مفصلة.

(٤) النمل : ٤٠.

(٥) الخرائج والجرائح : ٢٤٨.

(٦) في نسخة : [ احمد بن أبي بشير ] والمصدر : [ احمد بن أبي بشير عن كثير بن

أبى حمران قال ] وسيورد المصنف الحديث من المحتضر تحت رقم ١٣ وفيه كثير بن

أبى عمران.

(٧) بصائر الدرجات : ٦٣.

١٩٥

الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين مثله(١)

٥ ـ ير : محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن سدير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما لقي موسى العالم كلمه وساءله نظر إلى خطاف يصفر يرتفع في السماء ويتسفل في البحر فقال العالم لموسى : أتدري ما يقول هذا الخطاف؟ قال : وما يقول؟ قال : يقول : ورب السماء ورب الارض ما علمكما في علم ربكما إلا مثل ما أخذت بمنقاري من هذا البحر ، قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام : أما لو كنت عندهما لسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما فيها علم(٢).

٦ ـ ير : إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن سيف التمار قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام ونحن جماعة في الحجر فقال : ورب هذه البنية ورب هذه الكعبة ـ ثلاث مرات ـ لو كنت بين موسى والخضر لاخبرتهما أني أعلم منهما ولانبأتهما بما ليس في أيديهما(٣).

٧ ـ ير : أحمد بن الحسين عن الحسين بن راشد عن علي بن مهزيار عن الاهوازي قال : وحدثوني(٤) جميعا عن بعض أصحابنا عن عبدالله بن حماد عن سيف التمار قال : كنا مع أبي عبدالله عليه‌السلام في الحجر فقال : علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة وقلنا : ليس علينا عين ، فقال : ورب الكعبة ـ ثلاث مرات ـ أن لو كنت(٥) بين موسى والخضر لاخبرتهما أني أعلم منهما ولانبأتهما بما ليس في أيديهما(٦).

__________________

(١) الخرائج والجرائح : ٢٤٨.

(٢) بصائر الدرجات : ٦٣.

(٣) بصائر الدرجات : ٦٣.

(٤) لم يذكر مرجع ضمير الجمع في الاسناد ولعلهم كانوا معروفين عند الاهوازى ، او ذكرهم ولكن الاهوازى او بعض الروات لم يذكرهم ، ويحتمل ان يكون الصحيح : وحدثنى جمع من اصحابنا.

(٥) في المصدر : انى لو كنت.

(٦) بصائر الدرجات : ٦٣.

١٩٦

٨ ـ ير : عباد بن سليمان عن محمدبن سليمان عن أبيه عن سدير قال : كنت أنا وأبوبصير ويحيى البزاز وداود بن كثير الرقي في مجلس أبي عبدالله عليه‌السلام إذ خرج إلينا وهو مغضب فيما أخذ مجلسه قال : يا عجباه لاقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلا الله ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي.

قال سدير : فلما أن قام عن مجلسه وصار في منزله وأعلمت دخلت أنا وأبوبصير وميسر وقلنا له : جعلنا الله فداك سمعناك أنت تقول كذا وكذا في أمر خادمتك ، ونحن نزعم أنك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب.

قال : فقال لي : يا سدير ألم تقرأ القرآن؟ قال : قلت : بلى ، قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله « قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك » (١)؟ قال : قلت : جعلت فداك قد قرأت ، قال : فهل عرفت الرجل؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال : قلت : فأخبرني أفهم قال : قدر قطرة الثلج في البحر(٢) الاخضر ، فما يكون ذلك من علم الكتاب؟ قال : قلت : جعلت فداك ما أقل هذا؟

قال : فقال لي : يا سدير ما أكثر هذا لمن ينسبه الله(٣) إلى العلم الذي اخبرك به ، يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل : « قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب » (٤) قال : قلت : قد قرأته جعلت فداك ، قال : فمن عنده علم من الكتاب أفهم أم من عنده علم الكتاب؟ قال : لا ، بل من عنده علم الكتاب كله ، قال : فأومأ بيده إلى صدره وقال : علم الكتاب والله كله عندنا ، علم الكتاب والله كله عندنا.(٥)

__________________

(١) النمل : ٤٠.

(٢) في نسخة : قدر قطرة الماء في البحر.

(٣) في نسخة : ان ينسبه الله.

(٤) الرعد : ٤٣.

(٥) بصائر الدرجات : ٦٣.

١٩٧

بيان : قوله عليه‌السلام : فما علمت ، أي علما مستندا إلى الاسباب الظاهرة أو علما غير مستفاد ، ويحتمل أن يكون الله تعالى أخفى عليه ذلك في تلك الحال.

قوله : ولا ننسبك ، الظاهر أنه إخبار ، أي لا ننسبك إلى أنك تعلم الغيب بنفسك من غير استفادة ، ويحتمل أن يكون استفهاما إنكاريا ، والبحر الاخضر هو المحيط سمي بذلك لخضرته وسواده بسبب كثرة مائه. قوله : ما أكثر هذا ، لعل هذا رد لما يفهم من كلام سدير من تحقير العلم الذي اوتي آصف بأنه قليل بالنسبة إلى علم كل الكتاب ، لكنه في نفسه عظيم كثير لانتسابه إلى علم الكتاب الذي اخبرك برفعة شأنه بعد.

ويحتمل أن يكون هذا مجملا يفسره ما بعده ويكون الغرض بيان وفور علم من نسبه الله إلى علم مجموع الكتاب ، ولعل الاول أظهر ، وعلى أي حال يدل على أن الجنس المضاف للعموم ، وقد مر شرح الخبر فيما مضى على وجه آخر.

٩ ـ ير : أحمد بن محمد عن عمر بن عبدالعزيز عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك الائمة يعلمون مايضمر؟ فقال : علمت والله ما علمت الانبياء والرسل ، ثم قال لي : أزيدك؟ قلت : نعم ، قال : ونزاد ما لم تزد الانبيآء(١).

١٠ ـ يج : روى سعد عن محمد بن يحيى عن عميد بن معمر عن عبدالله بن الوليد السمان قال : قال الباقر عليه‌السلام : يا عبدالله ما تقول في علي وموسى وعيسى؟ قلت : ما عسى أن أقول ، قال : هو والله أعلم منهما ، ثم قال : ألستم تقولون : إن لعلي ما لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من العلم؟ قلنا : نعم والناس ينكرون.

قال : فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى : « وكتبنا له في الالواح من كل شئ » (٢) فعلمنا أنه لم يكتب له الشئ كله ، وقال لعيسى : « ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه(٣) » فعلمنا أنه لم يبين له الامر كله ، وقال لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وجئنا بك على

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٦٦.

(٢) الاعراف : ١٤٥.

(٣) الزخرف : ٦٤.

١٩٨

هؤلاء شهيدا(١) ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ » (٢).

وسئل عن قوله : « قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب » (٣) قال : والله إيانا عنى ، وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال : إن العلم الذي نزل مع آدم على حاله ، وليس يمضي منا عالم إلا خلف من يعلم علمه والعلم يتوارث(٤).

١١ ـ يج : جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي والاستاذان أبو القاسم وأبوجعفر ابنا كميح عن الشيخ أبي عبدالله جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن علي بن محمد عن حمدان بن سليمان عن عبدالله(٥) بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن حسين بن علوان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله فضل اولي العزم من الرسل بالعلم على الانبيآء وورثنا علمهم وفضلنا عليهم في فضلهم ، وعلم رسول الله (ص) ما لا يعلمون وعلمنا علم رسول الله (ص) فروينا لشيعتنا فمن قبل منهم فهو أفضلهم وأينما نكون فشيعتنا معنا(٦).

١٢ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان ناقلا من كتاب الاربعين رواية سعد الاربلي عن عمار بن خالد عن إسحاق الازرق عن عبدالملك بن سليمان قال : وجد في ذخيرة أحد حواري المسيح عليه‌السلام رق مكتوب بالقلم السرياني منقولا من التوراة وذلك لما تشاجر موسى والخضر عليهما‌السلام في قضية السفينة والغلام والجدار ورجع موسى إلى قومه سأله أخوه هارون عما استعمله من الخضر عليهما‌السلام في السفينة وشاهده من عجائب البحر قال : بينما أنا والخضر على شاطئ البحر إذ سقط بين أيدينا طائر أخذ في منقاره

__________________

(١) الاعراف : ١٤٥.

(٢) النحل : ٨٩.

(٣) الرعد : ٤٣.

(٤) الخرائج والجرائح : ٢٤٨.

(٥) في نسخة : عبيدالله.

(٦) الخرائج والجرائح : ٢٤٨.

١٩٩

قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق ، ثم أخذ ثانية ورمى بها نحو المغرب ، ثم أخذ ثالثة ورمى بها نحو السمآء ، ثم أخذ رابعة ورمى بها نحو الارض ، ثم أخذ خامسة وألقاها في البحر ، فبهت الخضر وأنا.

قال موسى : فسألت الخضر عن ذلك فلم يجب وإذا نحن بصياد يصطاد فنظر إلينا وقال : ما لي أراكما في فكر وتعجب؟ فقلنا : في أمر الطائر ، فقال : أنا رجل صياد وقد علمت إشارته وأنتما نبيان لا تعلمان؟

قلنا : ما نعلم إلا ما علمنا الله عز وجل ، قال : هذا طائر في البحر يسمى مسلم لانه إذا صاح يقول في صياحه : مسلم ، وأشار بذلك إلى أنه يأتي في آخر الزمان نبي يكون علم أهل المشرق والمغرب وأهل السمآء والارض عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في البحر ، ويرث علمه ابن عمه ووصيه.

فسكن ما كنا فيه من المشاجرة ، واستقل كل واحد منا علمه بعد أن كنا به معجبين ، ومشينا ثم غاب الصياد عنا فعلمنا أنه ملك بعثه الله عز وجل إلينا يعرفنا بنقصنا حيث ادعينا الكمال(١).

١٣ ـ ومن كتاب السيد حسن بن كبش رفعه إلى كثير بن أبي عمران عن الباقر عليه‌السلام قال : لقد سأل موسى العالم مسألة لم يكن عنده جواب ولو كنت شاهدهما لاخبرت كل واحد منهما بجوابه ، ولسألتهما مسألة لم يكن عندهما فيها جواب(٢).

__________________

(١) المحتضر : ١٠٠ و ١٠١.

(٢) المحتضر : ١٥٩.

٢٠٠