بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٧ ـ ير : محمد بن الحسن عن حماد عن إبراهيم(١) بن عبدالحميد عن أبيه عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك النبي(٢) (ص) ورث علم النبيين كلهم؟ قال لي : نعم ، قلت : من لدن آدم إلى أن انتهى إلى نفسه؟ قال : نعم ورثهم النبوة وما كان في آبائهم من النبوة والعلم ، قال : ما بعث الله نبيا إلا وقد كان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أعلم منه.

قال : قلت : إن عيسى بن مريم عليه‌السلام كان يحيى الموتى باذن الله ، قال : صدقت وسليمان(٣) بن داود كان يفهم كلام الطير ، قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل ، فقال : إن سليمان بن داود قال لهدهد حين فقده وشك في أمره : « ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين » وكانت المردة والريح والنمل والانس والجن والشياطين له طائعين وغضب عليه(٤) فقال : « لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين » (٥) وإنما غضب عليه لانه كان يدله على الماء ، فهذا وهو طير قد اعطي ما لم يعط سليمان وإنما أراده ليدله على الماء فهذا لم يعط سليمان وكانت المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكانت الطير تعرفه(٦).

إن الله يقول في كتابه : « ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض

__________________

(١) ذكره الصفار بطريق آخر في البصائر : ٣٢ ، وفيه : محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم.

(٢) في الطريق الاخر : اخبرنى عن النبى.

(٣) في الطريق الاخر : قلت : وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان.

(٤) في الطريق الاخر : ام كان من الغائبين. وغضب عليه فقال : « لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين » وانما غضب عليه لانه كان يدله على الماء فهذا وهو طير فقد اعطى ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين.

(٥) النمل : ٢٠ و ٢١.

(٦) في الطريق الاخر : وكان الطير يعرفه.

١٦١

أوكلم به الموتى » (١) فقد ورثنا نحن هذا القرآن فعندنا ما تسير الجبال وتقطع به البلدان(٢) ويحيى به الموتى باذن الله ، ونحن نعرف ما تحت الهواء ، وإن كان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر من الامور التي أعطاها الله الماضين النبيين والمرسلين إلا وقد جعله الله ذلك كله لنا في ام الكتاب(٣).

إن الله تبارك وتعالى يقول : « وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين » ثم قال عزوجل : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » فنحن الذين اصطفانا الله فقد(٤) ورثنا علم هذا القرآن الذي فيه تبيان كل شئ(٥).

بيان : سيأتي الخبر بأدنى تغيير(٦) في كتاب القرآن ، وبه يمكن تصحيح بعض ما وقع في هذا من الاشتباه ، وجواب « لو » في الآية محذوف ، أي لكان هذا القرآن.

قال البيضاوي : « ولو أن قرآنا » شرط حذف جوابه ، والمراد منه تعظيم شأن القرآن أو المبالغة في عناد الكفرة وتصميمهم ، أى ولو أن قرآنا زعزعت به الجبال عن مقارها لكان هذا القرآن لانه الغاية في الاعجاز والنهاية في التذكير والانذار ، أو لما آمنوا به ، كقوله : « ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة » (٧) الآية.

وقيل : إن قريشا قالوا : يا محمد إن سرك أن نتبعك فسير بقرآنك الجبال عن مكة حتى يتسع لنا فنتخذ فيها بساتين وقطائع ، أو سخر لنا الريح لنركبها ونتجر إلى

__________________

(١) الرعد : ٣١.

(٢) في الطريق الاخر : ففيه مايقطع به الجبال ويقطع المدائن به.

(٣) في الطريق الاخر : ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لايات ما يراد بها إلى أن يأذن الله به مع ما فيه اذن الله فما كتبه للماضين جعله الله في ام الكتاب.

(٤) في الطريق الاخر : فورثنا هذا الذى فيه كل شئ.

(٥) بصائر الدرجات : ١٤ و ١٥. والطريق الثاني في ص ٣٢.

(٦) وهوالذى ذكرنا اختلافاته.

(٧) الانعام : ١١١.

١٦٢

الشام أو ابعث لنا به قصي بن كلاب وغيره من آبائنا ليكلمونا فيك ، فنزلت ، وعلى هذا فتقطيع الارض : قطعها بالسير(١).

٨ ـ ير : محمد بن عبدالحميد وأبوطالب جميعا عن حنان بن سدير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن لله علما عاما وعلما خاصا ، فأما الخاص فالذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وأما علمه العام الذي اطلعت عليه الملائكة المقربون والانبيآء المرسلون فقد دفع(٢) ذلك كله إلينا ، ثم قال : أما تقرأ : « وعنده علم الساعة(٣) وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض(٤) تموت(٥) ».

٩ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير أو عمن رواه عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير ووهيب(٦) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن لله علمين : علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو ، من ذلك يكون البداء ، و علم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه ونحن نعلمه.(٧)

بيان : قوله : من ذلك يكون البداء ، أي إنما يكون البداء فيما لم يطلع الله عليه الانبيآء والرسل حتما لئلا يخبروا فيكذبوا ، أو المعنى أن الامر الاخير الذي يظهر من البداء فيما سبق إنما يظهر من العلم الذي لم يصل إلى الانبيآء والملائكة والاول يؤيده كثير من الاخبار ، والخبر الآتي يؤيد الثاني.

١٠ ـ ير : محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن ضريس عن أبي جعفر عليه‌السلام

__________________

(١) انوار التنزيل ١ : ٦٢٣.

(٢) في نسخة : [ قد وقع ] وفى المصدر : قد رفع.

(٣) الزخرف : ٨٥.

(٤) الروم : ٣٤.

(٥) بصائر الدرجات : ٣١.

(٦) في نسخة وفى المصدر : وهب.

(٧) بصائر الدرجات : ٣١.

١٦٣

قال : سمعته يقول : إن لله علمين : علم مبذول ، وعلم مكفوف ، فأما المبذول فإنه ليس من شئ يعلمه الملائكة والرسل إلا ونحن نعلمه ، وأما المكفوف فهو الذي عنده في ام الكتاب إذا خرج نفذ.(١)

ير : أحمد بن محمد عن محمد البرقي عن الربيع الكاتب عن جعفر بن بشير عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله(٢) ، وفيه : وعلم مكنون.

بيان : قوله : نفذ ، أي يكون جاريا نافذا لا بداء فيه ، بخلاف العلم الاول فإنه يجري فيه البداء.

١١ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن القاسم بن محمد عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى قال لنبيه : « فتول عنهم فما أنت بمعلوم » (٣) أراد أن يعذب أهل الارض.

ثم يدالله فنزلت الرحمة فقال : « ذكر » يا محمد « فإن الذكرى تنفع المؤمنين(٤) » فرجعت من قابل فقلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك إني حدثت أصحابنا فقالوا : يدا لله ما لم يكن في علمه؟ قال : فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله علمين : علم عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، وعلم نبذه إلى ملائكته ورسله فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد انتهى إلينا(٥).

١٢ ـ ير : يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن لله علما لا يعلمه غيره ، وعلما قد أعلمه ملائكته وأنبياءه ورسله فنحن نعلمه ، ثم أشار إلى صدره(٦).

١٣ ـ ير : محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن لله علما لا يعلمه إلا هو ، وعلما تعلمه الملائكة المقربون والانبياء المرسلون فما كان من علم تعلمه الملائكة المقربون وأنبياؤه المرسلون فنحن نعلمه(٧).

١٤ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن عبدالله الحجال عن ثعلبة عن عبدالله بن هلال

__________________

(١ و ٢ و ٥ ـ ٧) بصائر الدرجات : ٣١.

(٣ و ٤) الذاريات : ٥٤ و ٥٥.

١٦٤

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن لله علما لا يعلمه إلا هو ، وله علم يعلمه ملائكته وأنبياؤه ورسله فنحن نعلمه(١).

١٥ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بشير الدهان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن لله علما لا يعلمه أحد غيره ، وعلما قد علمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه(٢).

١٦ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن سويد القلاء عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن لله علمين : علم لا يعلمه إلا هو ، وعلم يعلمه ملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه(٣).

١٧ ـ ير : عبدالله بن محمد عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن لله علما علمه ملائكته وأنبياءه ورسله فنحن نعلمه وعلما لم يطلع عليه أحد من خلق الله.(٤)

١٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن لله علمين : علم علمه ملائكته ورسله ، وعلم عنده لا يعلمه إلا هو فما كانت الملائكة والرسل تعلمه فنحن نعلمه ، أو ماشاء الله من ذلك.(٥)

أقول : قد مضى بعض الاخبار من هذالباب في باب علم الله تعالى وباب البداء وسيأتي في أبواب علومهم عليهم السللام.

١٩ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن البرقي رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن لله علمين : علم تعلمه ملائكته ورسله ، وعلم لا يعلمه غيره ، فما كان مما يعلمه ملائكته ورسوله فنحن نعلمه ، وما خرج من العلم الذي لا يعلم غيره فالينا يخرج(٦).

٢٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن سدير قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : « بديع السماوات والارض » (٧) قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن الله ابتدع الاشياء كلها على غير مثال كان(٨)

__________________

(١ ـ ٦) بصائر الدرجات : ٣١.

(٧) البقرة : ١١٧.

(٨) في المصدر : على غير مثال كان قبل.

١٦٥

وابتدع السماوات والارض ولم يكن قبلهن سماوات ولا أرضون ، أما تسمع لقوله تعالى : « وكان عرشه على الماء » (١).

فقال له حمران بن أعين : أرأيت قوله : « عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا »؟ فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : « إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا » (٢) وكان والله محمد (ص) ممن ارتضاه ، وأما قوله : « عالم الغيب » فإن الله تبارك وتعالى عالم بما غاب عن خلقه بما يقدر(٣) من شئ ويقضيه في علمه فذلك يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ، ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأما العلم الذي يقدره الله ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله (ص) ثم إلينا(٤).

وحدثنا عبدالله بن محمد عن ابن محبوب بهذا الاسناد وزاد فيه : فما يقدر من شئ ويقضيه في علمه أن يخلقه وقبل أن يفضيه إلى ملائكته فذلك يا حمران علم موقوف عنده(٥) غير مقضي لا يعلمه غيره ، إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد إلى آخر الحديث(٦).

بيان : لعل المراد أنه لا بداء فيه غالبا لا مطلقا ، كما يظهر من كثير من الاخبار أو يخص بالعلم المحتوم ، أو بالذي يظهر في ليلة القدر ، أو بما يحدث في الليل والنهار.

٢١ ـ ير : أحمد بن محمد بن علي بن النعمان عن بعض الصادقين يرفعه إلى جعفر عليه‌السلام قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : يمصون الثماد(٧) ويدعون النهر العظيم ، قيل له : وما النهر العظيم؟ قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والعلم الذي آتاه الله ، إن الله جمع

__________________

(١) هود : ٧.

(٢) الجن : ٢٧.

(٣) في المصدر : فما يقدر.

(٤) بصائر الدرجات : ٣١ و ٣٢.

(٥) في المصدر : علم مقدم موقوف عنده.

(٦) بصائر الدرجات : ٣٢.

(٧) في المصدر : يمصون الصماد.

١٦٦

لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سنن النبيين من آدم هلم جرا إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قيل له : وما تلك لسنن؟ قال : علم النبيين بأسره ، إن الله جمع لمحمد (ص) علم النبيين بأسره ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صير ذلك كله عند أمير المؤمنين عليه‌السلام.

فقال له الرجل : يابن رسول الله فأمير المؤمنين عليه‌السلام أعلم أو بعض النبيين؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام : اسمعوا ما يقول إن الله يفتح مسامع من يشاء ، إني حدثت أن الله جمع لمحمد (ص) علم النبيين وإنه جعل ذلك كله عند أمير المؤمنين ، وهو يسألني هو أعلم أم بعض النبيين؟!(١)

بيان : الثمد ويحرك وككتاب : الماء القيليل لا مادة له ، أو ما يبقى في الجلد أو ما يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف ، ذكره الفيروز آبادي ، وقال الزمخشري في الفائق : المسامع جمع مسمع وهو آلة السمع ، أو جمع السمع على غير قياس.

٢٢ ـ ير : يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ربعي عن الفضيل قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن العلم الذي هبط مع آدم لم يرفع وإن العلم يتوارث وما يموت منا عالم حتى يخلفه من أهله من يعلم علمه أو ما شاء الله(٢).

٢٣ ـ ير : ابن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن العلم الذي لم يزل مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث ، وكان علي عليه‌السلام عالم هذه الامة ، وإنه لن يهلك منا عالم إلا خلفه من أهله من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.(٣)

ير : ابن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن فضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله(٤).

توضيح قوله عليه‌السلام : أو ما شاء الله ، أي زائدا على الامام السابق لكن بعد الافاضة على روح السابق كما سيأتي ، أو ناقصا منه فيحمل على ما قبل الامامة ولا يخفى بعده.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٢ و ٣٢ فيه : اسمعوا ما نقول.

(٢) بصائر الدرجات : ٣٢ فيه : ربعى عن عبدالله بن الجارود عن الفضيل.

(٣ و ٤) بصائر الدرجات : ٣٢.

١٦٧

٢٤ ـ ير : يعقوب يزيد عن ابن فضال عن محمد بن القاسم عن أبيه عن فضيل قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن العلم الذي نزل مع آدم على حاله وليس يمضي منا عالم إلا خلفه من يعلم علمه ، كان علي عليه‌السلام عالم هذه الامة(١).

٢٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : العلم الذي نزل مع آدم ما رفع وما مات عالم فذهب علمه(٢).

٢٦ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زائدة عن حمران عنه عليه‌السلام مثله(٣).

ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الاهوازي عن فضالة بن أيوب عن أبان(٤) عن حمران عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٥).

٢٧ ـ ير : بعض أصحابنا عن السندي بن الربيع عن محمد بن القاسم عن أبيه عن الفضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال يافضيل إن العلم الذي هبط مع آدم لم يرفع وإن العلم ليتوارث إنه لن يهلك(٦) من عالم إلا خلفه من أهله من يعلم علمه ، والعلم يتوارث(٧).

٢٨ ـ ير : ابراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن الحارث بن المغيرة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع وما مات عالم إلا وقد ورث علمه إن الارض لا تبقى بغير عالم.(٨)

٢٩ ـ ير : ابن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن العلم الذي هبط مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث ، وإن عليا

__________________

(١ ـ ٣ و ٧ و ٨) بصائر الدرجات : ٣٢.

(٤) في المصدر : [ عمران بن ابان ] والظاهر انه مصحف : عمر بن ابان.

(٥) بصائر الدرجات : ٣٣.

(٦) هكذا في الكتاب ومصدره والظاهر مما مضى من رواية فضيل انه مصحف : لن يهلك منا عالم.

١٦٨

عليه‌السلام عالم هذه الامة وإنه لم يمت منا عالم إلا خلف من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.(١)

سن : أبي عن حماد مثله.(٢)

٣٠ ـ ير : محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أعطى الله محمدا (ص) مثل ما أعطى آدم عليه‌السلام فمن دونه من الاوصياء كلهم ، يا جابر هل تعرفون ذلك؟(٣)

٣١ ـ ير : محمد بن الحسين عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن فضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كانت في علي عليه‌السلام سنة ألف نبي ، وقال : إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع وما مات عالم فذهب علمه ، وإن العلم ليتوارث ، إن الارض لا تبقى بغير عالم.(٤)

٣٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبدالحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن العلم يتوارث ولا يموت عالم إلا ترك من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.(٥)

٣٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن بريد عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن عليا عليه‌السلام كان عالما ، وإن العلم يتوارث ، ولن يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ماشاء الله.(٦)

٣٤ ـ ير : عبدالله بن موسى عن الخشاب عن محمد بن سالم عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام عالم هذه الامة ، والعلم يتوارث ، وليس يهلك هالك منهم حتى يؤتى من أهله من يعلم مثل علمه.(٧)

بيان : حتى يؤتى ، أي يعطى ، والمستتر راجع إلى الهالك أي الميت.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٢.

(٢) محاسن البرقى : ٢٣٥.

(٣ و ٧ ـ ٩) بصائر الدرجات : ٣٣

(٤) بصائر الدرجات : ٣٢.

١٦٩

٣٥ ـ ير : ابن معروف عن حماد بن عيسى عن عمر بن يزيد قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن عليا عليه‌السلام كان عالم هذه الامة والعمل يتوارث ، ولا يهلك أحد منا إلا ترك من أهله من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.(١)

٣٦ ـ ير : ابن يزيد عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنت عنده فذكروا سليمان وما اعطي من العلم وما اوتي من الملك فقال لي : وما اعطي سليمان بن داود؟ إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الاعظم ، وصاحبكم الذي قال الله : « قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب » وكان والله عند علي علم الكتاب ، فقلت : صدقت والله جعلت فداك.(٢)

بيان : يدل على أن الجنس المضاف يفيد العموم.

٣٧ ـ ير : أحمد بن موسى عن الخشاب عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ، قال : ففرج أبوعبدالله عليه‌السلام بين أصابعه فوضعها على صدره ثم قال : عندنا والله علم الكتاب كله.(٣)

٣٨ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سليمان(٤) عن سدير قال : كنت أنا وأبوبصير وميسر ويحيى البزاز وداود الرقي في مجلس أبي عبدالله عليه‌السلام إذ خرج إلينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال : يا عجبا لاقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ، وما يعلم الغيب إلا الله ، لقد هممت بضرب خادمتي فلانة فذهبت عني فما عرفتها في أي البيوت من الدار هي.

فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبوبصير وميسر على أبي ـ

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٣.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٨ والاية في الرعد : ٤٣.

(٣) بصائر الدرجات ٥٨.

(٤) هكذا في الكتاب ومصدره وروى هذا الخبر باسناد آخر الصفار في ص ٦٣ وفيه : محمد بن سليمان عن ابيه عن سدير راجعه ففيه اختلافات.

١٧٠

عبدالله عليه‌السلام فقلنا له : جعلنا فداك سمعناك تقول : كذا وكذا في أمر خادمتك ، ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا لا ينسب(١) إلى علم الغيب ، قال : فقال : يا سدير ما تقرأ القرآن؟ قال : قلت قرأناه جعلت فداك ، قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله : « قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك »؟(٢)

قال : قلت : جعلت فداك قد قرأته ، قال : فهل عرفت الرجل وعلمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال : قلت : فأخبرني حتى أعلم ، قال : قدر قطرة من المطر الجود في البحر الاخضر ما يكون ذلك من علم الكتاب؟

قال : قلت جعلت فداك ما أقل هذا؟ قال : يا سدير ما أكثره لمن لم ينسبه إلى العلم الذي اخبرك به ياسدير ، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله : « قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب » (٣) كله؟ قال : وأومأ بيده إلى صدره فقال : علم الكتاب كله والله عندنا : ثلاثا(٤)

بيان : وهو مغضب : على المجهول أي غضبا ربانيا على جماعة يزعمون أنه الرب أو أنه يعلم جميع الغيوب وفي جميع الاحوال أو على الجارية ، فما عرفتها لعله عليه‌السلام قال ذلك تورية لئلا ينسب إلى الربوبية ، وأراد علما مستندا إلى الاسباب الظاهرة أو علما غير مستفاد ، مع أنه يحتمل أن يكون الله تعالى أخفى عليه ذلك في تلك الحال لنوع من المصلحة ، لا ينسب إلى علم الغيب أي ليس منه ، لان الغيب ما اختص الله بعلمه أو ما حصل بغير استفادة وفي الكافي : « ولا ننسبك ».(٥) قدر قطرة ، إنما لم يخبر عليه‌السلام عن الرجل لعدم الاهتمام به وعدم مدخليته فيما هو بصدد بيانه. والجود بالفتح المطر الغزير : والبحر الاخضر هو المحيط سمي به لخضرته وسواده بسبب كثرة الماء ، ما أكثره : رد لما يفهم من

__________________

(١) في المصدر : [ ولا ننسبك ] وفى الطريق الاخر : ولاننسبنك.

(٢) النحل : ٤٠.

(٣) الرعد : ٤٣.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٨.

(٥) اصول الكافى : ١ : ٢٥٧.

١٧١

كلام سدير من تحقير العلم الذي أوتي آصف بأنه وإن كان قليلا بالنسبة إلى علم الكتاب لكنه عظيم بالنسبة إل من لم ينسبه الله ، أو عند من لم ينسبه الله إلى العلم الذي أخبرك الله به في القرآن من إحضار عرش بلقيس أقل من طرفة عين ، وقد مدحه الله بذلك وعظم فعله.

ويمكن أن يقرأ « أخبرك » على صيغة المتكلم أي أخبرك بعد ذلك في هذا الخبر ، أي علم جميع الكتاب ، وحاصل الجواب بيان أن ما ذكره عليه‌السلام ليس لنقص علمهم ، بل كان للتقية من المخالفين ، أو من ضعفاء العقول من الشيعة لئلا ينسبوهم إلى الربوبية.

ويحتمل أن يكون الغرض بيان عدم المنافاة بين أن يخفي الله عنهم في بعض الاوقات لبعض المصالح الامور الجزئية وبين أن يكونوا متهيئين لعلم كل الكتاب إذا أراد الله تعالى لهم ذلك ، أو يقال : إنهم محتاجون لتحصيل بعض العلوم إلى مراجعة وليس لهم جميع العلوم بالفعل ، والاول أظهر.

٣٩ ـ ير : بعض أصحابنا عن الحسن بن موسى عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب » قال : إيانا عنى ، وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا.(١)

٤٠ ـ ير : محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بريد(٢) قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام وذكر مثله(٣).

٤١ ـ ير : عبدالله بن أحمد عن الحسن بن موسى عن ابن أبي نجران عن مثنى قال : سألته عن قول الله عزوجل : « ومن عنده علم الكتاب » قال : نزلت في علي عليه‌السلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي الائمة بعده(٤).

٤٢ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن أبي يعقوب

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٥٨ والاية في الرعد : ٤٣.

(٢) في المصدر : ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن بريد بن معاوية.

(٣ و ٤) بصائر الدرجات : ٥٨.

١٧٢

الاحول قال : خرجنامع أبي بصير ونحن عدة فدخلنا معه على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : يا أبا محمد إن علم علي بن أبي طالب عليه‌السلام من علم رسول الله (ص) فعلمناه نحن فيما علمناه فالله فاعبد وإياه فارج.(١)

٤٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال : والله لقد قال لي جعفر بن محمد عليه‌السلام : إن الله علم نبيه التنزيل والتأويل ، قال : فعلم رسول الله (ص) عليا ، قال : وعلمنا والله ، ثم قال : ما صنعتم من شئ أو حلفتم عليه من يمين فأنتم منه في سعة(٢).

بيان : أي أي شئ صنعتم وقلتم في بيان وفور علمنا أو حلفتم عليه فلا جناح عليكم لانكم صادقون ، ويحتمل أن يكون فاعل قال ، هو فاعل علمنا ، أي قال علي عليه‌السلام : بعد ما علمنا أي شئ صنعتم موافقا لما علمتم وحلفتم على حقيته فلا جناح عليكم.

٤٤ ـ ختص ، ير : محمد بن عبدالحميد عن منصور بن يونس عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : نزل جبرئيل (ع) على محمد (ص) برمانتين من الجنة فلقيه علي عليه‌السلام فقال له : ما هاتان الرمانتان في يديك؟ قال : أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب ، وأما هذه فالعلم ، ثم فلقها رسول الله (ص) فأعطاه نصفها وأخذ نصفها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال : أنت شريكى فيه ، وأنا شريكك فيه ، قال : فلم يعلم والله رسول الله (ص) حرفا مما علمه الله إلا علمه عليا عليه‌السلام ثم انتهى ذلك العلم إلينا ، ثم وضع يده على صدره(٣).

بيان : لعل المراد أن إحدى الرمانتين بازاء النبوة والاخرى بازاء العلم ، و يحتمل أن يكون لا حداهما مدخل في تقوية النبوة ، والاخرى في تقوية العلم.

٤٥ ـ ك : أبي وابن الوليد معا عن سعد والحميري معا عن اليقطيني عن يونس عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لم يترك الله الارض

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٨٥ ، الاختصاص : ٢٧٩.

(٢) بصائر الدرجات : ٨٥.

(٣) بصائر الدرجات : ٨٥ الاختصاص : ٢٧٩.

١٧٣

بغير عالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إليهم ، يعلم الحلال والحرام ، قلت : جعلت فداك بماذا يعلم؟ قال : بموارثته من رسول الله (ص) ومن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.(١)

٤٦ ـ ك : بهذا الاسناد عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن العلم الذي انزل مع آدم لم يرفع ، وما مات منا عالم إلا ورث علمه إن الارض لا تبقى بغير عالم.(٢)

٤٧ ـ ك : بهذا الاسناد عن اليقطيني عن الوشآء عن عمر بن أبان عن الحسين بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : يا با حمزة إن الارض لا تخلو إلا وفيها عالم منا ، فإن زاد الناس قال : قد زادوا ، وإن نقصوا قال : قد نقصوا ، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه ، أو ما شاء الله.(٣)

أقول : قد أوردنا الاخبار الكثيرة بهذا المضمون في باب الاضطرار إلى الحجة.

٤٨ ـ ير : أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن الحارث عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : أخبرني عن علم عالمكم قال : وراثة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قلت إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبهم وينكت في آذانهم ، قال : ذاك وذاك(٤).

٤٩ ـ بر : إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي كهمش عن الحارث بن المغيرة عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : لن يهلك منا أهل البيت عالم حتى يرى من يخلفه يعلم مثل علمه أو ما شاء الله ، قال : قلت : ما هذا العلم؟ قال : وراثة من رسول الله (ص) ومن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما. يستغني عن الناس ولا يستغني الناس عنه(٥).

__________________

(١) اكمال الدين : ١٢٩ ـ ١٣٠.

(٢) اكمال الدين : ١٣٠.

(٣) اكمال الدين : ١٣٢.

(٤ ـ ٥) بصائر الدرجات : ٩٥.

١٧٤

٥٠ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل قال : سمعته يقول : إن الله لا يترك الارض بغير عالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إليهم يعلم الحلال والحرام ، فقلت : جعلت فداك بماذا يعلم؟ قال : وراثة من رسول الله وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهما(١).

٥١ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن أبي عبدالله البرقي عن فضالة عن عبدالحميد بن النضر عن أبي إسماعيل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال ليس من إمام يمضي إلا واوتي الذي من بعده مثل ما اوتي الاول وزيادة خمسة أجزاء(٢).

٥٢ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن أبي هاشم عن أبي جعفر عن عبدالحميد عن أبي إسماعيل قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ليس من إمام إلا اوتي الذي يكون من بعده مثل ما اوتي الاول ويزيد خمسة أجزاء(٣).

٥٣ ـ ير : عبدالله بن محمد عن الخشاب عن محمد بن علي عن عبدالحميد(٤) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس من إمام يمضي إلا وأوتي مثل الاول ، وزيادة خمسة أجزاء.(٥)

بيان : يحتمل أن يكون خمسة أجزاء إشارة إلى ما ذكر في سورة لقمان : من علم الساعة(٦) ، ونزول الغيث ، وما في الارحام ، وما يكسب الانسان غدا ، وبأي أرض يموت ، فإن الله تعالى لم يفض علمها كلية إلى أحد ويكون فيها البداء ، ويفيض في كل واقعة على من يريد ما هو المحتوم من ذلك ، وهذا أحد معاني ما يحدث بالليل و النهار كما عرفت ، فهذه هي الامور التي يمكن أن يزاد فيها علم الامام اللاحق على

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٩٥.

(٢ و ٣ و ٥) بصائر الدرجات : ١٢٥.

(٤) لعل فيه ارسال بقرينة ما قبله ، ويحتمل على بعد أن سمعه عبدالحميد من ابى اسماعيل تارة ومن ابى عبدالله عليه‌السلام اخرى. والاحاديث الثلاثة تنافى ما تقدم من افضلية على عليه‌السلام من سائر الائمة عليهم‌السلام الا ان يكون المراد غيره عليه‌السلام.

(٦) لقمان : ٣٤.

١٧٥

السابق في وقت إمامته ، وإن افيض علي روحه المقدسة مقارنا للافاضة على إمام الوقت.

ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما مر من الترقي في المعارف الربانية فإنها ترجع إلى ثلاثة تنقسم إلى خمسة لانها صفات ثبوتية راجعة إلى ثلاث : العلم والقدرة والارادة ، أو الحياة بدل الارادة ، وصفات سلبية ترجع إلى وجوب الوجود وصفات فعل كالخالقية والرازقية ، وهذا أحد معاني ما يحدث بالليل والنهار كما عرفت ، و الله يعلم وحججه عليهم‌السلام.

٥٤ ـ ير : محمد بن الحسين عن محمد بن الهيثم أو عمن رواه عنه عن بعض أصحابنا عن عمر بن يزيد قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : إني سألت أباك عن مسألة اريد أن أسألك عنها قال : وعن أي شئ تسأل؟ قال : قلت له : عندك علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتبه وعلم الاوصيآء وكتبهم؟ قال : فقال : نعم وأكثر من ذاك ، سل عما بدا لك.(١)

٥٥ ـ ير : يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضيل الاعور عن أبي عبيدة الحذاء قال : كنا زمان أبي جعفر عليه‌السلام حين مضى عليه‌السلام نتردد كالغنم لا راعي لها ، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال : يا با عبيدة من إمامك؟ قلت : أئمتي آل محمد ، فقال : هلكت وأهلكت ، أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر عليه‌السلام وهو يقول : من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية؟ قلت : بلى لعمري لقد كان ذلك

ثم بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام فرزق الله لنا المعرفة فدخلت عليه فقلت له : لقيت سالما فقال لي : كذا وكذا ، وقلت له : كذى وكذى.

فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا ويل لسالم ، ثلاث مرات ، أما يدري سالم ما منزلة الامام؟ الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، يا باعبيدة إنه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بمثل سيرته ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه ، يا أبا عبيدة إنه لم يمنع الله ما أعطى داود أن اعطى سليمان أفضل مما أعطى

__________________

(١) بصائر الدرجات ١٥٠.

١٧٦

داود ، ثم قال : « هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » قال : قلت : ما أعطاه الله جعلت فداك؟ قال : نعم يا باعبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل الناس بينة.(١)

بيان : قوله عليه‌السلام : ما أعطى داود كلمة ما إما مصدرية ، أي لم يمنع الله تعالى من إعطاء الابن إعطاء الاب ، أو موصولة ، أي لم يمنع الله ما أعطاه داود من إعطاء سليمان أفضل منه ، قوله : قال : نعم يا با عبيدة أجاب بوجه يفهم منه ما سأله وزيادة أي ما أعطاه الله هو العلم بالوقائع وعدم الاحتياج إلى البينة ، وفي الكافي بعد قوله : أن أعطى سليمان : ثم قال يا با عبيدة : فلا تكلف.(٢)

ثم اعلم أن الظاهر من الاخبار أن القائم عليه‌السلام إذا ظهر يحكم بما يعلم في الواقعة لا بالبينة ، وأما من تقدمه من الائمة عليهم‌السلام فقد كانوا يحكمون بالظاهر وقد كانوا يظهرون ما يعلمون من باطن الامر بالحيل كما كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يفعله في كثير من الموارد.(٣)

وقال الشيخ المفيد في كتاب المسائل : للامام عليه‌السلام أن يحكم بعلمه كما يحكم بظاهر الشهادات ، ومتى عرف من المشهود عليه ضد ما تضمنته الشهادة أبطل بذلك شهادة من شهد عليه وحكم فيه بما أعلمه الله تعالى ، وقد يجوز عندي أن تغيب عنه بواطن الامور فيحكم فيها بالظواهر ، وإن كانت على خلاف الحقيقة عند الله تعالى ويجوز أن يدله الله تعالى على الفرق بين الصادقين من الشهود وبين الكاذبين فلا تغيب عنه حقيقة الحال ، والامور في هذا الباب متعلقة بالالطاف والمصالح التي لا يعلمها على كل حال إلا الله عزوجل.

ولاهل الامامة في هذه المقالة ثلاثة أقوال : فمنهم من يزعم أن أحكام الائمة على الظواهر دون ما يعلمونه على كل حال ، ومنهم من يزعم أن أحكامهم إنما هي

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٧٢ و ١٥٠ والاية في ص : ٣٩.

(٢) اصول الكافى ١ : ٣٩٧.

(٣) في نسخة : في كتاب مسائل.

١٧٧

على البواطن دون الظواهر التي يجوز فيها الخلاف ، ومنهم من يذهب إلى ما اخترته أنا من المقال ، ولم أر لبني نوبخت رحمهم‌الله فيه ما أقطع على إضافته إليهم على يقين بغير ارتياب.

٥٦ ـ سن : أبي عن النضر عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما كانت الارض إلا وفيها عالم.(١)

٥٧ ـ سن : الوشا عن أبان الاحمر عن الحسين بن زياد العطار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : هل تكون الارض إلا وفيها عالم؟ قال : لا والله لحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه.(٢)

٥٨ ـ سن الوشاء عن أبان الاحمر عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الارض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس يعلم الحلال والحرام.(٣)

٥٩ ـ سن : بعض أصحابنا عن الاصم عبدالله بن عبدالرحمان عن الثمالي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لن تبقى الارض إلا وفيها عالم يعرف الحق من الباطل.(٤)

٦٠ ـ سن : أبي عن علي بن النعمان عن شعيب الحداد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لن تخلوا الارض من رجل يعرف الحق ، فاذا زاد الناس فيه قال : قد زادوا ، وإذا نقصوا منه قال : قد نقصوا ، وإذا جاؤا به صدقهم ، ولو لم يكن ذلك كذلك لم يعرف الحق من الباطل.(٥)

٦١ ـ ختص : ابن عيسى عن علي بن الحكم عن عبدالله بن بكير الهجري عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن علي بن أبي طالب عليه‌السلام كان هبة الله لمحمد (ص)

__________________

(١ ـ ٤) المحاسن : ٢٣٤.

(٥) المحاسن : ٢٣٥ و ٢٣٦.

١٧٨

ورث علم الاوصياء ، وعلم من كان قبله(١) من الانبياء والمرسلين.(٢)

٦٢ ـ ختص : أحمدوعبدالله ابنا محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا حذو القذة بالقذة(٣).

ير : عبدالله بن محمد عن معمر مثله.(٤)

٦٣ ـ ختص : ابن أبي الخطاب عن عبدالرحمان بن أبي هاشم عن عنبسة بن بجاد عن المغيرة الحوارى مولى عبدالمؤمن الانصاري عن ابن طريف عن ابن نباته قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول على المنبر : سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا وعرفت قائدها وسائقها ، وقد أخبرت بهذا رجلا من أهل بيتى يخبر بها كبيرهم صغيرهم إلى أن تقوم الساعة(٥).

__________________

(١) في نسخة : وعلم من كان قبله اما ان محمدا ورث علم من كان قبله من الانبياء والمرسلين.

(٢ و ٣) الاختصاص : ٢٧٩.

(٤) بصائر الدرجات : ٨٥.

(٥) الاختصاص : ٢٧٩ و ٢٨٠.

١٧٩

١٣

باب

*(آخر في أن عندهم صلوات الله عليهم كتب الانبياء)*

*(عليهم‌السلام يقرؤنها على اختلاف لغاتها)*

١ ـ ختص ، ير : موسى بن عمر عن الميثمي عن سماعة عن شيخ من أصحابنا عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جئنا نريد الدخول عليه فلما صرنا بالدهليز سمعنا قراءة بالسريانية بصوت حسن يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضنا(١).

٢ ـ ختص ، ير : إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن عبدالرحمان عن هشام بن الحكم في حديث بريهة النصراني أنه جاء مع هشام حتى لقي موسى بن جعفر عليهما‌السلام فقال : يا بريهة كيف علمك بكتابك؟ قال : أنا عالم ، قال كيف ثقتك بتأويله؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه؟ قال : فابتدأني موسى بقراءة الانجيل فقال بريهة : والمسيح لقد كان يقرأها هكذا ، وما قرأ هذه القراءة إلا المسيح ، ثم قال بريهة : إياك لقد كنت أطلب منذ خمسين سنة فأسلم على يديه(٢).

٣ ـ ختص ، ير : محمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمى عن أبان بن عثمان عن موسى النميري قال : جئنا(٣) إلى باب أبي جعفر عليه‌السلام نستأذن(٤) عليه فسمعنا صوتا حزينا يقرأ بالعبرانية فبكينا حيث سمعنا الصوت ، وظننا أنه بعث إلى رجل من أهل الكتاب يستقرئه فأذن لنا فدخلنا عليه ، فلم نر عنده أحدا فقلنا : أصلحك الله سمعنا صوتا بالعبرانية فظننا أنك بعثت إلى رجل من أهل الكتاب تستقرئه ، قال : لا ، ولكن ذكرت مناجاة إليا لربه فبكيت من ذلك :

__________________

(١) الاختصاص : ٢٩١ و ٢٩٢. بصائر الدرجات : ٩٩.

(٢) الاختصاص : ٢٩٢ فيه : [ فابتدأ موسى بقراءة الانجيل ] بصائر الدرجات : ٩٩.

(٣) في البصائر : جئت.

(٤) في نسخة وفي البصائر : استأذن.

١٨٠