بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لحزنكم ونمرض لمرضكم وندعو لكم وتدعون فنؤمن ، قال عمرو : قد عرفت ما قلت ، ولكن كيف ندعو فتؤمن؟ فقال : إنا سواء علينا البادي والحاضر ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : صدق عمرو.(١)

١٣ ـ ما : المفيد عن محمد بن محمد بن طاهر عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن أبيه عن ظريف بن ناصح عن محمد بن عبدالله الاصم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعت أبي يقول لجماعة من أصحابه : والله لو أن على أفواههم أوكية لاخبرت كل رجل منهم ما لا يستوحش إلى شئ ولكن فيكم الاذاعة ، والله بالغ أمره.(٢)

أقول : قد روينا كثيرا في كلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : علمت المنايا والبلايا والقضايا وفصل الخطاب.

وسيأتي في باب ما بين عليه‌السلام من مناقبه.

١٤ ـ ما : المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن المفضل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوى النبي (ص) لقد فتحت لي السبل ، وعلمت المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب.

ولقد نظرت في الملكوت باذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي وإن بولايتي أكمل الله لهذه الامة دينهم وأتم عليهم النعم ورضي لهم إسلامهم إذ يقول يوم الولاية لمحمد (ص) : يا محمد أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم النعم ورضيت إسلامهم.(٣) كل ذلك منا من الله علي فله الحمد.(٤)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٧٢.

(٢) امالى ابن الشيخ : ١٢٣.

(٣) اشارة إلى قوله تعالى : [ اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام دينا ] راجع سورة المائدة : ٦

(٤) امالى ابن الشيخ : ١٢٨.

١٤١

بيان : لقد فتحت لي السبل ، أي طرق العلم بالمعارف والغيوب ، أو القرب إلى الله(١) وعلمت المنايا أي آجال الناس ، والبلايا أي ما يمتحن الله به العباد من الامراض والآفات أو الاعم منها ومن الخيرات ، والانساب أي أعلم والد كل شخص فأعرف أولاد الحلال من الحرام.

وفصل الخطاب أي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل ، أو الخطاب المفصول الواضح الدلالة على المقصود ، أو ما كان من خصائصه عليه‌السلام من الحكم المخصوص في كل واقعة والجوابات المسكتة للخصوم في كل مسألة ، وقيل : هو القرآن وفيه بيان الحوادث من ابتداء الخلق إلى يوم القيامة ، فما غاب عني ، لاطلاعه على الالواح السماوية أو علل حدوث الاشياء وأسبابه.

١٥ ـ ما : الغضائري عن هارون بن موسى التلعكبري عن ابن عقدة عن عبدالله بين إبراهيم بن قتيبة عن علي بن الحكم عن سليمان بن جعفر عن خالد الكيال عن عبدالعزيز الصائغ قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : أترى أن الله استرعى راعيا واستخلف خليفة ثم يحجب عنه شيئا من أمورهم.(٢)

١٦ ـ ير : عبدالله بن عامر عن ابن أبي نجران قال : كتب أبوالحسن الرضا عليه‌السلام رسالة وأقرأنيها قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام : إن محمدا (ص) كان أمين الله في أرضه ، فلما قبض محمد (ص) كنا أهل البيت ورثته فنحن امناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام ، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق ، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا.

نحن(٣) النجاة وأفراطنا أفراط الانبياء ونحن أبناء الاوصياء ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بالله ، ونحن أولى الناس بكتاب الله ، ونحن أولى

__________________

(١) أو طرق السماوات والارض كما في حديث.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٢٨٤.

(٣) في نسخة وفى المصدر : نحن النجباء.

١٤٢

الناس بدين الله.(١)

نحن الذين شرع لنا دينه فقال في كتابه : « شرع لكم » يا آل محمد « من الدين ما وصى به نوحا » فقد وصانا بما أوصى به نوحا « والذي أوحينا إليك » يا محمد « وما وصينا به إبراهيم » وإسماعيل « وموسى وعيسى » وإسحاق ويعقوب(٢) فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ، نحن ورثة الانبياء ونحن ورثة أولي العزم من الرسل « أن أقيموا الدين » يا آل محمد « ولا تتفرقوا فيه » وكونوا على جماعة « كبر على المشركين » من أشرك بولاية علي عليه‌السلام « ما تدعوهم إليه » من ولاية علي « إن الله » يا محمد « يهدي إليه من ينيب » (٣) من يجيبك إلى ولاية علي.(٤)

ير : محمد بن هارون عن موسى بن يعلى عن موسى بن القاسم عن علي بن الحسين عليه‌السلام مثله.(٥)

ير : ابن هاشم عن عبدالعزيز ابن المهتدي عن عبدالله بن جندب أنه كتب إليه الرضا عليه‌السلام : أما بعد فإن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أمين الله في أرضه. وذكر مثله.(٦)

بيان : وأنساب العرب ، لعل التخصيص بهم لكونهم في ذلك أهم ، وكان فيهم أولاد حرام غصبوا حقوق الائمة عليهم‌السلام ونصبوا لهم الحرب ، ومولد الاسلام ، أي

__________________

(١) في المصدر : ونحن.

(٢)لم يذكر في المصحف الشريف ولا في المصدر في الطريقين الاتيين قوله : واسماعيل واسحاق ويعقوب.

(٣) في المصحف الشريف : [ الله يجتبى اليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب ] راجع الشورى : ١١ و ١٢.

(٤) بصائر الدرجات : ٣٣.

(٥) بصائر الدرجات : ٣٣ فيه نقيصة راجعه.

(٦) بصائر الدرجات : ٣٣ فيه : [ مدخلنا ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم نحن النجباء ونحن افراط الانبياء ] وفيه [ ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن اولى الناس برسول الله ونحن الذين شرع دينه وقال في كتابه : شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى ] وفيه نقيصة راجعه.

١٤٣

يعلمون كل من يولد هل يموت على الاسلام أو على الكفر أو من يتولد منه الاسلام أو الكفر ، بحقيقة الايمان ، أي الايمان الواقعي وكذا النفاق ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق أي علينا بهدايتهم ورعايتهم وتكميلهم ، وعليهم بالاقرار بولايتنا وطاعتنا ورعاية حقوقنا.

والنجاة جمع ناج كهداة وهاد ، أفراط الانبياء أي أولادهم. أو مقدموهم في الورود على الحوض ودخول الجنة أو هداهم أو الهداة الذين أخبروا بهم ، ونحن المخصوصون أي بالمدح أو بالقرابة أو بالامامة ، أولى الناس بكتاب الله ، أي لفظا ومعنى وموردا ، شرع لكم أي بين وأوضح ، والخطاب مخصوص بآل محمد (ص) أوهم العمدة فيه ، من أشرك بولاية علي فانهم أشركوا بالله حيث أشركوا مع علي من ليس خليفة من الله.

١٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان قال : سمعت أبا بصير يقول : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : من أين أصاب أصحاب علي ما أصابهم مع علمهم بمناياهم وبلاياهم؟ قال : فأجابني شبه المغضب مم ذلك إلا منهم(١) ، قال : قلت : فما يمنعك جعلني الله فداك؟ قال : ذاك باب أغلق إلا أن الحسين بن علي عليه‌السلام فتح منه شيئا.(٢)

ثم قال : يا بامحمد إن أولئك كانت على أفواههم أوكية.(٣)

ير : الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير مثله.(٤)

ير : عبدالله بن عامر عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير مثله.(٥)

بيان : قوله عليه‌السلام : مم ذلك؟ أي لم تصبهم البلايا إلا من أنفسهم حيث أذاعوا الاسرار ، أو كانوا قابلين لتلك المراتب والوصول إلى درجة الشهادة ، وقيل : المراد

__________________

(١) في اسناد الحجال : مم ذاك؟ ما ذاك الا منهم.

(٢) في اسناد الحجال : شيئا يسيرا.

(٣ ـ ٥) بصائر الدرجات : ٧٣.

١٤٤

بما أصابهم العلوم الغريبة والاسرار العجيبة منضما إلى ما علموا من علم المنايا ، و الجواب أن ذلك لم يكن إلا منهم لكونهم قابلين ومستعدين لذلك ، ولا يخفى بعده.

قوله : كانت على أفواههم أوكية ، الاوكية جمع الوكاء وهو ما يشد به رأس القربة والكيس وغيرهما ، أي هؤلآء مع كونهم قادرين على ضبط أنفسهم في الكلام قتلوا أنفسهم فكيف يجوز لنا تعليم ذلك لكم مع عدم الوكاء؟

١٨ ـ ير : محمد بن أحمد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : من لنا أن يحدثنا كما كان علي أمير المؤمنين يحدث أصحابه بأيامهم وتلك المعضلات؟ فقال : أما إن فيكم مثله ، اولئك كان على أفواههم أوكية.(١)

١٩ ـ ير : يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد الازدي عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : ما لنا من يحدثنا بما يكون كما كان علي عليه‌السلام يحدث أصحابه؟ قال : بلى والله وإن ذاك لكم ولكن هات حديثا واحدا حدثتكم به فكتمتم ، فسكت ، فوالله ما حدثني بحديث إلا وقد(٢) حدثته به(٣).

٢٠ ـ ير أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد عن سعد بن طريف عن ابن نباتة قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا وقف الرجل بين يديه قال : يا فلان استعد وأعد لنفسك ما تريد فانك تمرض في يوم كذا وكذا. في ساعة كذا وكذا ، وسبب مرضك كذا وكذا ، وتموت في شهر كذا وكذا ، في يوم كذا كذا ، في ساعة كذا وكذا.

قال سعد : (٤) فقلت : جعلت فداك فكيف لا تقول أنت ولا تخبرنا فنستعد له؟

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٧٣.

(٢) في نسخة وفى المصدر : وقد وجدته حدثت به.

(٣) بصائر الدرجات : ٧٣.

(٤) في المصدر : [ قال سعد : فقلت : هذا الكلام لابى جعفر عليه‌السلام فقال : كان ذاك فقلت ] أقول : المراد بابى جعفر هو الباقر عليه‌السلام.

١٤٥

قال : هذا باب أغلق الجواب فيه علي بن الحسين عليه‌السلام حتى يقوم قائمنا(١).

٢١ ـ ير : محمد بن عبدالله بن عامر عن عبدالرحمان بن أبي نجران قال : كتب أبوالحسن الرضا عليه‌السلام وأقرأنيها الرسالة قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام : عندنا علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب وأنساب العرب ومولد الاسلام(٢).

ير : أحمد بن الحسين عن أبيه عن عمرو بن ميمون عن عمار بن هارون عن أبي ـ جعفر عليه‌السلام مثله(٣).

٢٢ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن عبدالعزيز بن المهتدي عن عبدالله بن جندب أنه كتب إليه أبوالحسن الرضا عليه‌السلام : أما بعد فان محمدا كان أمين الله في خلقه ، فلما قبض كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام(٤).

٢٣ ـ ير : أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن زكريا عن محمد بن نعيم عن يزداد بن إبراهيم عمن حدثه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب(٥).

٢٤ ـ ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سلونى قبل أن تفقدوني ، ألا تسألون من عنده علم المنايا والبلايا والقضايا وفصل الخطاب(٦)؟

ير : بهذا الاسناد عن عبدالحميد بن عبدالاعلى وسفيان الحريري رفعوه إلى علي عليه‌السلام مثله(٧).

٢٥ ـ ير : عبدالله بن محمد عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عبدالكريم عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يا با بصير إنا أهل بيت اوتينا علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب ، وعرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته.(٨)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٧٣.

(٢ ـ ٨) بصائر الدرجات : ٧٥.

١٤٦

ير : محمد بن عيسى عن الاهوازي عن جعفر بن بشير مثله(١).

كتاب المحتضر للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب نوادر الحكمة مرفوعا إلى عبدالكريم مثله(٢).

٢٦ ـ ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عبدالله بن جبلة وإسماعيل بن عمر عن أبي مريم عبدالغفار ابن القاسم عن عمران بن ميثم عن عطاء بن ربعي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه كان يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، ألا تسألون من عنده علم المنايا والبلايا والانساب(٣)؟

ير : محمد بن عيسى عن صفوان عن يعقوب بن شعيب عن عمران عن عباية قال : سمعت عليا عليه‌السلام مثله(٤).

٢٧ ـ ير : محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : إني اعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد : علمت المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب(٥).

٢٨ ـ ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن علي عن العباس بن عبيدالله العبدي عن عبدالرحمان بن الاسود عن علي بن حزور عن ابن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إنا أهل بيت علمنا علم المنايا والبلايا والانساب ، والله لو أن رجلا منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه الامة لحدثهم بأسمائهم وأنسابهم(٦).

٢٩ ـ ير : محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمران بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إنا أهل بيت علمنا المنايا والبلايا والانساب فاعتبروا بنا وبعدونا وبهدانا وبهداهم وبقضائنا وبقضائهم وبحكمنا وبحكمهم وميتتنا وميتتهم ، (٧) يموتون بالقرحة والدبيلة ، ، ونموت بما شاء الله(٨).

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٧٥ فيه : والبلايا والانساب والوصايا.

(٢) المحتضر : ١٢٨.

(٣ ـ ٦) بصائر الدرجات : ٧٥

(٧) في نسخة : وميتنا وميتهم.

(٨) بصائر الدرجات : ٧٥.

١٤٧

بيان : قال الفيروزآبادي : الدبل : الطاعون ، وكجهينة : داء في الجوف وقال الجزري : الدبيلة هي خراج ودمل كبير يظهر في الجوف فيقتل صاحبها غالبا.

٣٠ ـ ير : أبوالفضل العلوي عن سعيد بن عيسى الكزبري البصري عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبدالله عن عبدالاعلى التغلبي عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : عندي علم المنايا والبلايا والوصايا والانساب وفصل الخطاب(١).

٣١ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن سلام عن مفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : اعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد من قبلي : علمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني ، ولم يعزب عني ما غاب عني ، ابشر باذن الله تعالى وأؤدي عنه كل ذلك ، من من الله مكنني فيه بعلمه(٢).

٣٢ ـ ير أحمد بن إبراهيم وأحمد بن زكريا عن أحمد بن نعيم عن يزداد بن إبراهيم عمن حدثه من أصحابه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول عندي علم المنايا والبلايا والوصايا والانساب والاسباب وفصل الخطاب ومولد الاسلام ومولد الكفر ، وأنا صاحب الكرات ودولة الدول فاسألوني عما يكون إلى يوم القيامة.(٣)

بيان : وأنا صاحب الكرات ودولة الدول ، أي الحملات في الحروب والغلبة فيها ، أو صاحب الغلبة على أهل الغلبة فيها ، أو صاحب علم كل كرة ودولة ، أو المعنى أرجع إلى الدنيا مرات شتى ، وكانت غلبة الانبياء على أعاديهم ونجاتهم من المهالك بسبب التوسل بنوري ، أو يكون دولة الدول أيضا إشارة إلى الدولات الكائنة في الكرات والرجعات له عليه‌السلام وسيأتي تفصيلها إنشاء الله تعالى.

٣٣ ـ ير : الحسن بن علي عن الحسين وأنس عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن أبي المفضل(٤) قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن الله بعث محمدا بالنبوة واصطفاه

__________________

(١ ـ ٢) بصائر الدرجات : ٧٥.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٥.

(٤) في نسخة : [ عن المفضل ] وفى المصدر : عن ابى الفضل.

١٤٨

بالرسالة فأنال في الاسلام وأنال ، وعندنا أهل البيت مفاتح العلم وأبواب الحكم وضياء الامر وفصل الخطاب ، فمن يحبنا أهل البيت ينفعه إيمانه ويقبل منه علمه ، ومن لم يحبنا أهل البيت لم ينفعه إيمانه ولم يقبل منه عمله ، وإن أدأب الليل والنهار لم يزل.(١)

٣٤ ـ ير : الحسين بن علي عن العباس بن عامر عن ضريس عن عبدالواحد بن المختار عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لو كان لالسنتكم أوكية لحدث(٢) كل امرئ بما له وعليه(٣).

ير : الفضل بن عامر عن موسى بن القاسم وأحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن أبان بن عثمان عن ضريس مثله(٤).

ير : أحمد بن محمد عن الاهوازى عن فضالة عن أبان بن عثمان عن عبدالواحد مثله(٥).

٣٥ ـ يج : سعد عن ابن أبي الخطاب وأحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول وعنده اناس من أصحابه وهم حوله : إني لاعجب من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قولبهم فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لامرنا ، أترون الله افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عليهم(٦) أخبار السماوات والارض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم.

فقال له حمران : يابن رسول الله أرأيت ما كان من قيام أمير المؤمنين والحسن

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٠٧.

(٢) في نسخة : لحدثت.

(٣ ـ ٥) بصائر الدرجات : ١٢٥. لم يذكر فيه : [ وعليه ] ولعله اسقط عن الطبع.

(٦) في نسخة : ثم يخفى عنهم.

١٤٩

والحسين وخروجهم وقيامهم بدين الله وما اصيبوا به من قبل الطواغيت والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟

فقال أبوجعفر عليه‌السلام : يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ، ثم أجراه عليهم فبتقدم علم إليهم من رسول الله (ص) قال علي والحسن والحسين عليهم‌السلام وبعلم صمت من صمت منا ، ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من ذلك سألوا الله أن يدفع عنهم وألحوا عليه في إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم لزال أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد ، وما كان الذي أصابهم لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا فيها ، (١) ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغهم إياها فلا تذهبن بك المذاهب فيهم.(٢)

بيان : ثم يكسرون حجتهم ، أي على المخالفين ، لان حجته عليهم أن إمامهم كامل في العلم ، وإمام المخالفين ناقص ، فاذا اعترفوا في إمامهم أيضا بالنقص والجهل فقد كسروا وأبطلوا حجتهم عليهم ، ويخصمون أنفسهم ، أي يقولون بشئ إن تمسك به المخالفون غلبوا عليهم فان لهم أن يقولوا : لا فرق بين إمامنا وإمامكم ، يقال : خصمه كضربه : إذا غلب عليه في الخصومة.

ويقال : نقصه حقه : إذا لم يؤده إليه ، ويعيبون ذلك أي أداء حقنا وعرفان أمرنا. وبرهان حق معرفتنا ، أي من الكتاب والسنة فأقروا بغاية علمنا ، ثم يخفى : ثم للتراخي الرتبي ، ومواد العلم : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والاحكام وغيرهما منه مما ينزل عليهم في ليلة القدر وغيره ، والمادة : الزيادة المتصلة ، فيما يرد عليهم أي من القضايا وما يسألون عنه من الاخبار ، وقوام دينهم ، كما يكون في الاحكام كذلك يكون في الاخبار بالحوادث فانه يصير سببا لزيادة يقينهم فيهم.

أرأيت ، أي أخبرني ما كان من تلك الامور لاي سبب كان؟ فان هذه توهم عدم علمهم بما يكون. على سبيل الاختيار ، أي أخبرهم بذلك ورضوا به ولذا لم يفروا

__________________

(١) في نسخة : خالفوا الله فيها.

(٢) الخرائج والجرائح : ٢٥٥.

١٥٠

منه ، كما سيأتي في الاخبار.

وفي بعض النسخ بالباء الموحدة ، والاول أظهر لقوله : بتقدم علم ، وكذا قوله : ولو أنهم ، بيان لكون تلك الامور باختيارهم ، وحيث ظرف مكان استعمل في الزمان. من سلك ، أي من انقطاع سلك. والتبدد : التفرق. والاقتراف : الاكتساب.

والحاصل أنهم ليسوا بداخلين تحت قوله تعالى : « ما أصابكم من مصيبة(١) » الآية ، بل الخطاب فيها إنما توجه إلى أرباب الخطايا من الامة ، وفيهم إنما هي رفع درجاتهم ، فلا تذهبن بك المذاهب ، الباء للتعدية ، والمذاهب : الاهواء المضلة أي لا تتوهمن أن ذلك لصدور معصية منهم أو لنقص قدرهم ، أو لانهم لم يعلموا ما يصيبهم.

٣٦ ـ ير ، ختص : ابن عيسى عن الاهوازي ومحمد البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن الحارث النضري قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : اتقوا الكلام فانا نؤتى به.(٢)

ير : محمد بن عيسى عن يونس عن الحارث مثله(٣).

٣٧ ـ ير ، ختص : اليقطيني عن المؤمن عن الحكم بن أيمن عن النضري والحضرمي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قالا : قال : ما يحدث قبلكم(٤) حدث إلا علمنا به قلت : وكيف ذاك؟ قال : يأتينا به راكب يضرب(٥).

بيان : لعل المراد الراكب من الجن أو ما يشمل الملك(٦) أيضا.

٣٨ ـ ختص : ابن عيسى ومحمد بن إسماعيل بن عيسى عن علي بن الحكم عن

__________________

(١) الشورى : ٢٩.

(٢) بصائر الدرجات : ١١٧. الاختصاص : ٣١٤.

(٣) بصائر الدرجات : ١١٧.

(٤) في نسخة وفى البصائر : فيكم.

(٥) بصائر الدرجات : ١١٧. الاختصاص : ٣١٤.

(٦) أو الاعم منهما فيشمل السحاب والامواج وسائر القوى السماوية.

١٥١

عروة بن موسى الجعفي قال : قال لنا أبوعبدالله عليه‌السلام يوما ونحن نتحدث عنده : اليوم افقئت(١) عين هشام بن عبدالملك في قبره ، قلنا : ومتى مات؟ فقال : اليوم الثالث فحسبنا موته وسألنا عن ذلك فكان كذلك(٢).

٣٩ ـ يج : سعد عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن إسماعيل الانصاري عن صالح بن عقبة الاسدي عن أبيه قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يقولون بأمر ثم يكسرونه ويضعفونه ، يزعمون أن الله احتج على خلقه برجل ثم يحجب عنه علم السماوات والارض ، لا والله لا والله لا والله ، قلت : فما كان من أمر هؤلاء الطواغيت وأمر الحسين بن علي عليهما‌السلام؟ فقال : لو أنهم ألحوا فيه على الله لاجابهم الله وكان يكون أهون من سلك فيه خرز(٣) انقطع فذهب ، ولكن كيف؟ إنا إذا نريد غير ما أراد الله.(٤)

ير : السياري مثله ، وفي آخره هكذا : ولكن كيف يا عقبة بأمر قد أراده وقضاه وقدره ، ولو رددنا عليه وألححنا إنا إذا نريد غير ما أراد الله.(٥)

أقول : قال الراوندي رحمه‌الله بعد إيراد الخبر : يعني أن الله لم يرد ذلك إلجاء واضطرارا ، وإنما أراد أن يكون ذلك اختيارا ، فإن الالجاء ينافي التكليف ، وكذلك نحن نريد مثل ذلك ولا نخالف الله.(٦)

٤٠ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان رواه من كتاب الخطب لعبدالعزيز بن يحيى الجلودي قال : خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : سلوني قبل أن تفقدوني فأنا عيبة

__________________

(١) في المصدر : [ انفقأت ] أقول : فقئت العين : قلعت. وانفقأ : تشققت و انشقت.

(٢) الاختصاص : ٣١٥.

(٣) الخرز : ما ينظم في السلك من الجذع والودع. الحب المثقوب من الزجاج ونحوه. فصوص من حجارة.

(٤ و ٦) الخرائج والجرائح : ٢٥٥.

(٥) بصائر الدرجات : ٣٥.

١٥٢

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سلوني فأنا فقأت عين الفتنة بباطنها وظاهرها ، سلوا من عنده علم البلايا والمنايا والوصايا وفصل الخطاب ، سلوني فأنا يعسوب المؤمنين حقا ، وما من فئة تهدي مائة أو تضل مائة إلا وقد اتيت بقائدها وسائقها.

والذي نفسي بيده ، لو طوي لي الوسادة فأجلس عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم ولاهل الانجيل بانجيلهم ولاهل الزبور بزبورهم ولاهل الفرقان بفرقانهم.

قال : فقام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين وهو يخطب الناس فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن نفسك ، فقال : ويلك أتريد أن أزكي نفسي وقد نهى الله عن ذلك ، مع أني كنت إذا سألت رسول الله (ص) أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني ، وبين الجوانح مني علم جم ، ونحن أهل البيت لا نقاس بأحد.(١)

٤١ ـ ومن الكتاب المذكور للجلودي من جملة خطبه صلوات الله عليه : أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني أنا يعسوب المؤمنين وغاية السابقين ولسان المتقين وخاتم الوصيين وخليفة رب العالمين ، أنا قسيم النار ، أنا صاحب الجنان ، أنا صاحب الاعراف أنا صاحب الحوض ، إنه ليس منا إمام إلا وهو عارف بجميع ولايته ، وأنا الهادي بالولاية.(٢)

٤٢ ـ ومن كتاب القائم للفضل بن شاذان عن صالح بن حمزة عن الحسن بن عبدالله عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام على منبر الكوفة : والله إني لديان الناس يوم الدين : وقسيم الله بين الجنة والنار لايدخلها داخل إلا على أحد قسمي وأنا الفاروق الاكبر وقرن من حديد وباب الايمان وصاحب الميسم وصاحب السنين ، وأنا صاحب النشر الاول والنشر الآخر وصاحب القضاء وصاحب الكرات ودولة الدول وأنا إمام لمن بعدي والمؤدي من كان قبلي ، ما يتقدمني إلا أحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإن جميع

__________________

(١) المحتضر : ٨٧ و ٧٨.

(٢) المحتضر : ٩٨ :

١٥٣

الملائكة والرسل والروح خلفنا ، وإن رسول الله ليدعى فينطق ، وادعى فأنطق على حد منطقه.

ولقد أعطيت السبع التي لم يسبق إليها أحد قبلى : بصرت سبل الكتاب و فتحت لي الاسباب وعلمت الانساب ومجرى الحساب وعلمت المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب ونظرت في الملكوت فلم يعزب عني شئ غاب عني ولم يفتني ما سبقني ولم يشركني أحد فيما أشهدني يوم شهادة الاشهاد ، وأنا الشاهد عليهم وعلى يدي يتم موعد الله وتكمل كلمته وبي يكمل الدين ، وأنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه ، وأنا الاسلام الذي ارتضاه لنفسه ، كل ذلك من من الله.(١)

٤٣ ـ أقول : قال البرسي في مشارق الانوار : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لرميلة وكان قد مرض وأبلى وكان من خواص شيعته : وعكت يا رميلة ثم رأيت خفافا فأتيت إلى الصلاة؟ فقال : نعم يا سيدي وما أدراك؟ فقال : يا رميلة ما من مؤمن ولا مؤمنة يمرض إلا مرضنا لمرضه ، ولا حزن إلا حزنا لحزنه ، ولا دعا إلا آمنا لدعائه ولا سكت إلا دعونا له ، ولا مؤمن ولا مؤمنة في المشارق والمغارب إلا ونحن معه.(٢)

__________________

(١) المحتضر : ٨٩ و ٩٠.

(٢) مشارق الانوار :

١٥٤

١٠

باب

*(في أن عندهم كتبا فيها أسماء الملوك الذين يملكون في الارض)*

١ ـ ير : محمد بن الحسين عن عبدالرحمان بن أبي هاشم وجعفر بن بشير عن عنبسة عن ابن خنيس قال كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ أقبل محمد بن عبدالله بن الحسن فسلم عليه ثم ذهب ، ورق له أبوعبدالله عليه‌السلام ودمعت عينه ، فقلت له : لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع ، قال : رققت له لانه ينسب في أمر ليس له ، لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الامة ولا ملوكها.(١)

٢ ـ ير : ابن يعقوب عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن جماعة سمعوا أبا عبدالله عليه‌السلام يقول وقد سئل عن محمد فقال : إن عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي وكل ملك يملك لا والله ما محمد بن عبدالله في أحدهما.(٢)

٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن القاسم بن محمد عن عبدالصمد بن بشير عن فضيل سكره قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يافضيل أتدري في أي شئ كنت أنظر فيه قبل؟ قال : قلت : لا ، قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها‌السلام فليس ملك يملك إلا وفيه مكتوب اسمه واسم أبيه ، فما وجدت(٣) لولد الحسن فيه شيئا.(٤)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٦.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٦. فيه : والله ما.

(٣) لعل المراد ولده الذين كانوا في زمانه عليه‌السلام ويدعون الخلافة والامامة أو المراد بالملك الملك الحق الذى من عند الله ، أو الراوى وهم ولم يذكر الاستثناء كما ذكره الوليد بن صبيح في الخبر الاتى.

(٤) بصائر الدرجات : ٤٦.

١٥٥

٤ ـ ير : علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم عن ابن خنيس قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما من نبي ولا وصي ولا ملك إلا في كتاب عندي لا والله ما لمحمد بن عبدالله بن الحسن فيه اسم.(١)

٥ ـ ير : يعقوب بن يزيد أو عمن رواه عن يعقوب عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن عندي لصحيفة فيها أسماء الملوك ، ما لولد الحسن فيها شئ.(٢)

٦ ـ ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن صفوان عن العيص بن القاسم(٣) قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : ما من نبي ولا وصي ولا ملك إلا في كتاب عندي ، والله ما لمحمد بن عبدالله فيه اسم.(٤)

٧ ـ ير : محمد بن إسماعيل عن ابن أبي نجران عن ابن سنان عن داود بن سرحان ويحيى بن معمر وعلي بن أبي حمزة عن الوليد بن صبيح قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : ياوليد إني نظرت في مصحف فاطمة عليها‌السلام فلم أجد لبني فلان فيه إلا كغبار النعل.(٥)

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٤٦.

(٣) تقدم الحديث آنفا باسناد العيص عن ابن خنيس ، فالحديث مرسل ، ويمكن ان يقال : ان العيص سمعه تاره بالواسطة واخرى بلا واسطة.

(٤ و ٥) بصائر الدرجات : ٤٦.

١٥٦

١١

باب

*(ان مستقى العلم من بيتهم وآثار الوحي فيها)*

١ ـ ير : إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الحكم ابن عتيبة قال : لقي رجل الحسين بن علي عليهما‌السلام بالثعلبية وهو يريد كربلا فدخل عليه فسلم عليه فقال له الحسين عليه‌السلام : من أي البلدان أنت؟ فقال : من أهل الكوفة ، قال : يا أخا أهل الكوفة أما والله لو لقيتك بالمدينة لاريتك أثر جبرئيل من دارنا ونزوله على جدي بالوحي ، يا أخا أهل الكوفة مستقى العلم من عندنا ، أفعلموا وجهلنا؟ هذا ما لا يكون.(١)

بيان : الثعلبية : موضع بطريق مكة.

٢ ـ ير : الهيثم النهدي الكوفي عن الحسن بن علي عن ابن هراسة الشيباني عن شيخ من أهل الكوفة قال : رأيت علي بن الحسين عليه‌السلام بمنى فقال : ممن الرجل(٢) فقلت : رجل من أهل العراق ، فقال لي : يا أخا أهل العراق أما لو كنت عندنا بالمدينة لاريناك مواطن جبرئيل من دويرنا ، استقانا الناس العلم ، فتراهم علموا وجهلنا؟(٣)

٣ ـ جا : ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أما إنه ليس عند أحد من الناس حق ولا صواب إلا شئ أخذوه منا أهل البيت ، ولا أحد من الناس يقضي بحق وعدل إلا ومفتاح ذلك القضاء وبابه وأوله وسننه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤ و ٥.

(٢) في المصدر : فمن الرحل.

(٣) بصائر الدرجات : ٥.

١٥٧

فاذا اشتبهت عليهم الامور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطأوا ، والصواب من قبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام.(١)

٤ ـ جا : أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن يحيى بن عبدالله بن الحسن قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول وعنده ناس من أهل الكوفة : عجبا للناس يقولون : أخذوا علمهم كله عن رسول الله (ص) فعملوا به واهتدوا ويرون أنا أهل البيت لم نأخذ علمه ولم نهتدبه ونحن أهله وذريته ، في منازلنا انزل الوحي ، ومن عندنا خرج إلى الناس العلم ، أفتراهم علموا واهتدوا وجهلنا وضللنا؟ إن هذا لمحال.(٢)

٥ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان نقلا من كتاب السيد حسن بن كبش باسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال له : يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت فانا رويناه واوتينا شرح الحكمة وفصل الخطاب ، إن الله اصطفانا وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين(٣).

__________________

(١) امالى المفيد : ٥٦ و ٥٧.

(٢) امالى المفيد : ٧١.

(٣) المحتضر :

١٥٨

١٢

باب

*(ان عندهم جميع علوم الملائكة والانبياء وانهم اعطوا ما أعطاه الله)*

*(الانبياء عليهم‌السلام ، وان كل امام يعلم جميع علم الامام الذى)*

*(قبله ولا يبقى الارض بغير عالم)*

١ ـ مع : أحمد بن يحيى المكتب عن أحمد بن محمد الوراق عن علي بن هارون الحميري عن علي بن محمد بن سليمان عن أبيه عن علي بن يقطين عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : والله اوتينا ما اوتي سليمان وما لم يؤت سليمان وما لم يؤت أحد من العالمين قال الله عزوجل في قصة سليمان : « هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » (١) وقال في قصة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (٢)

بيان : أي كما أنه تعالى فوض إلى سليمان العطاء من المال والمنع منه وأمر الخلق بتسليم ذلك له أعطى الرسول (ص) أفضل من ذلك فقال : ما آتاكم الرسول من المال والعلم والحكم والامر فخذوا به وارضوا ، وما نهاكم عنه من جميع ذلك فانتهوا فهذا أعظم من ذلك ، وقد صرح بذلك في كثيرمن الاخبار.

٢ ـ يد : الدقاق عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن زيدالمعدل وعبدالله بن سنان عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن لله لعلما لا يعلمه غيره ، وعلما يعلمه ملائكته المقربون وأنبياؤه المرسلون ونحن نعلمه(٣).

ير : عبدالله بن محمد عن محمد بن الحسين أو غيره عن أحمد بن عمر الحلبي عن زيد المعدل مثله(٤).

__________________

(١) ص ٣٩.

(٢) معانى الاخبار : ٣٥٣ والاية الاخيرة في الحشر : ٧.

(٣) توحيد الصدوق : ١٢٨ و ١٢٩.

(٤) بصائر الدرجات : ٣١ فيه : احمد بن عمر البجلى عن زيد بن معدل النميرى عن عبدالله بن سنان.

١٥٩

٣ ـ يد : ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه‌السلام قال : إن لله علما خاصا وعلما عاما ، فأما العلم الخاص فالعلم(١) الذي لم يطلع(٢) عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين ، وأما علمه العام فانه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين وقد وقع إلينا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٣).

٤ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن حنان الكندي عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله(٤)

٥ ـ ما : المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن لله علما لم يعلمه إلا هو وعلما أعلمه ملائكته ورسله فما أعلمه ملائكته وأنبياءه ورسله فنحن نعلمه(٥).

٦ ـ فس : أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب؟ فقال : ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر ، وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الارض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين(٦).

__________________

(١) في البصائر : [ فاما علمه الخاص فالذى لم يطلع عليه ملائكته المقربون وانبياؤه المرسلون وفيه أيضا : واما علمه العام فهو الذي اطلع ملائكته المقربون وأنبياؤه المرسلون فقد.

(٢) في نسخة : لا يطلع.

(٣) التوحيد : ١٢٨.

(٤) بصائر الدرجات : ٣١.

(٥) امالى ابن الشيخ : ١٣٤ و ١٣٥.

(٦) تفسير القمى : ٣٤٣.

١٦٠