بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية(١) ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوة وعرض الله على محمد (ص) امته في الطين وهم أظلة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم. وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (ص) وعرفهم عليا عليه‌السلام ونحن نعرفهم في لحن القول(٢)

بيان : (٣) إشارة إلى قوله « فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول(٤) » وقال البيضاوي : لحن القول : اسلوبه وإمالته إلى جهة تعريض وتورية ومنه قيل للمخطئ : لاحن ، لانه يعدل بالكلام عن الصواب(٥).

١٠ ـ ير : ابن يزيد عن ابن فضال عن ظريف بن ناصح وغيره عمن رواه عن حبابة الوالبية قالت : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن لي ابن أخ وهو يعرف فضلكم وإني احب أن تعلمني أمن شيعتكم؟ قال : وما اسمه؟ قالت : قلت : فلان بن فلان قالت : فقال : يا فلانة هات الناموس ، فجاءت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها ثم نظر فيها فقال : نعم هو ذا اسمه واسم أبيه ههنا(٦).

١١ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن حكم عن ابن عميرة عن الحضرمي عن رجل من بني حنيفة قال : كنت مع(٧) عمي فدخل على على بن الحسين عليه‌السلام فرأى بين يديه صحائف ينظر فيها ، فقال له : أي شئ هذه الصحف جعلت فداك؟ قال : هذا ديوان شيعتنا ، قال : أفتأذن أطلب اسمي فيه؟ قال : نعم ، فقال : فاني لست أقرأ وابن

__________________

(١) في المصدر : والاقرار له بالربوبية.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٥.

(٣) تقدم معنى عالم الذر ومعنى الاظلة والكلام في خلق الارواح قبل الابدان في أبوابها.

(٤) محمد : ٣٢.

(٥) انوار التنزيل ٢ : ٤٣٩.

(٦) بصائر الدرجات : ٤٦.

(٧) لعله حذيفة بن اسيد الاتى في الرواية الاتية.

١٢١

أخي معي على الباب فنأذن له يدخل حتى يقرأ؟ قال : نعم ، فأدخلني عمي فنظرت في الكتاب فأول شئ هجمت عليه اسمي ، فقلت : اسمي ورب الكعبة ، قال : ويحك فاين أنا؟ فجزت بخمسة أسماء أو ستة ثم وجدت اسم عمي.

فقال علي بن الحسين عليه‌السلام : أخذ الله ميثاقهم معنا على ولايتنا لا يزيدون ولا ينقصون ، إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق شيعتنا من طينتنا أسفل من ذلك وخلق عدونا من سجين ، وخلق أولياءهم منهم من أسفل ذلك(١).

١٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن حسان عن أبي محمد البزاز قال : حدثني حذيفة بن اسيد الغفاري صاحب النبي (ص) قال : دخلت على علي بن الحسين بن علي عليهم‌السلام فرأيته يحمل شيئا قلت : ما هذا؟ قال : هذا ديوان شيعتنا ، قلت : أرني أنظر فيها اسمي ، فقلت : إني لست أقرأ : إن ابن أخي يقرأ فدعا بكتاب فنظر فيه فقال ابن أخي : اسمي ورب الكعبة ، قلت : ويلك أين اسمي؟ فنظر فوجد بعد اسمه بثمانية أسماء(٢).

١٣ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن حبابة الوالبية كان إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هي إلى الحسين عليه‌السلام ، وكانت امرأة شديدة الاجتهاد قد يبس جلدها على بطنها من العبادة ، وإنها خرجت مرة ومعها ابن عم لها غلام ، فدخلت به على الحسين عليه‌السلام فقالت له : جعلت فداك فانظر هل تجد ابن عمي هذا فيما عندكم وهل تجده ناجيا(٣)؟ قال : فقال : نعم نجده عندنا ونجده ناجيا(٤).

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٦ فيه : من اسفل النار.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٦ و ٤٧.

(٣) في المصدر وفى نسخة من الكتاب : وهل تجده ناج؟ قال : فقال : نعم نجده عندنا ونجده , ناج.

(٤) بصائر الدرجات : ٤٧.

١٢٢

١٤ ـ ير : ابن يزيد عن الوشاء عن أبي حمزة قال : خرجت بأبي بصير أقوده إلى باب أبي عبدالله عليه‌السلام قال : فقال لي : لا تتكلم ولا تقل شيئا فانتهيت به إلى الباب فتنحنح فسمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : يا فلانة افتحي لابي محمد الباب ، قال : فدخلنا والسراج بين يديه فاذا سفط(١) بين يديه مفتوح قال : فوقعت على الرعدة فجعلت أرتعد فرفع رأسه إلي فقال : أبزاز أنت؟ فقلت : نعم جعلني الله فداك ، قال : فرمى إلي بملاة قوهية(٢) كانت على المرفقة فقال : اطو هذه ، فطويتها ، ثم قال : أبزاز أنت؟ وهو ينظر في الصحيفة ، قال : فازددت رعدة.

قال : فلما خرجنا قلت : يا با محمد ما رأيت كما مر بي الليلة ، إني وجدت بين يدي أبي عبدالله عليه‌السلام سفطا قد أخرج منه صحيفة فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة ، قال : فضرب أبوبصير يده على جبهته ثم قال : ويحك ألا أخبرتني؟ فتلك والله الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة ، ولو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها.(٣)

١٥ ـ ير : علي بن الحسن عن الحسين بن الحسن السنجاني عن الحسين بن يسار عن داود الرقي قال : قلت لابي الحسن الماضي عليه‌السلام : اسمي عندكم في السفط التي فيها أسماء شيعتكم؟ فقال : إي والله في الناموس.(٤)

١٦ ـ ير : أحمد بن محمد عن البرقي عن المرزبان بن عمران قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن نفسي فقلت : أسألك عن أهم الاشيآء أمن شيعتكم أنا؟ فقال : نعم ، فقلت : جعلت فداك فتعرف اسمي في الاسماء؟ قال : نعم.(٥)

١٧ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن عبدالعزيز بن المهتدي عن عبدالله بن جندب عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه كتب إليه في رسالة : إن شيعتنا مكتوبون بأسمائهم و أسمآء آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم.(٦)

__________________

(١) السفط : وعاء كالقفة او الجوالق.

(٢) الملاة : الريطة. كل ثوب يشبه الملحفة. ولعل المراد منه ما يقال له بالفارسية ملاف والمرفقة : المخدة.

(٣ ـ ٦) بصائر الدرجات : ٤٧.

١٢٣

١٨ ـ ير : عبدالله بن محمد عمن رواه عن محمد بن الحسن عن عمه علي بن السري الكرخي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فدخل عليه شيخ ومعه ابنه فقال له الشيخ جعلت فداك أمن شيعتكم أنا؟ فأخرج أبوعبدالله عليه‌السلام صحيفة مثل فخذ البعير فناوله طرفها ثم قال له : أدرج ، فأدرجه حتى أوقفه على حرف من حروف المعجم فاذا اسم ابنه قبل اسمه فصاح الابن فرحا : اسمي والله ، فرحم(١) الشيخ ثم قال له : ادرج فأدرج ، ثم أوقفه ايضا على اسمه كذلك.(٢)

١٩ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن فضالة عن سليمان عن عمر بن أبي بكران عن رجل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما وادع الحسن بن علي عليه‌السلام معاوية وانصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه وكان بين عينيه حمل بعير لا يفارقه حيث توجه ، فقلت له ذات يوم : جعلت فداك يا بامحمد هذا الحمل لا يفارقك حيث ما توجهت فقال : يا حذيفة أتدري ما هو؟ قلت : لا ، قال : هذا الديوان ، قلت : ديوان ماذا؟ قال : ديوان شيعتنا فيه أسماؤهم.

قلت : جعلت فداك فأرني اسمي ، قال : اغد بالغداة ، قال فغدوت إليه ومعي ابن أخ لي وكان يقرأ ، ولم أكن أقرأ ، قال : ما غدا بك؟ قلت : الحاجة التي وعدتني قال : من ذا الفتى معك؟ قلت : ابن أخ لي وهو يقرأ ولست أقرأ ، قال : فقال لي : اجلس فجلست فقال : علي بالديوان الاوسط.

قال : فأتي به ، قال : فنظر الفتى فاذا الاسماء تلوح ، قال فبينما هو يقرأ إذ قال هو : يا عماه هو ذا اسمي ، قلت : ثكلتك امك انظر أين اسمي؟ قال : فصفح ثم قال : هو ذا اسمك ، فاستبشرنا ، واستشهد الفتى مع الحسين بن علي عليه‌السلام(٣). بيان : صفح في الارض كمنع : نظر كتصفح.

٢٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر بن عبدالصمد بن بشير قال :

__________________

(١) رحمه : رق له وشفق عليه وتعطف وغفر له. رحم وترحم عليه قال : رحمه‌الله.

(٢ و ٣) بصائر الدرجات : ٤٧.

١٢٤

ذكر عند أبي عبدالله عليه‌السلام بدء الاذان وقصة الاذان في إسراء النبي (ص) وسلم حتى انتهى إلى السدرة المنتهى قال : فقالت السدرة(١) المنتهى : ما جازني(٢) مخلوق قبلك قال : « ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى » (٣) قال : فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال.

قال : وأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه ففتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، قال : فقال له : « آمن الرسول بما انزل إليه من ربه » قال : فقال رسول الله (ص) : « والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله » قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا » قال : فقال الله : قد فعلت ، قال : « ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا » إلى آخر السورة(٤) وكل ذلك يقول الله : قد فعلت.

قال : ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه : وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم. قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون » قال : فقال الله : « فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون » (٥) قال : فلما فرغ من مناجاة ربه رد إلى البيت المعمور ثم قص قصة البيت والصلاة فيه ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام.(٦)

٢١ ـ ير : أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : حدثني أبي عمن ذكره قال : خرج علينا رسول الله

__________________

(١) هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعل الصحيح : سدرة المنتهى.

(٢) في المصدر : ما جاوزنى.

(٣) النجم : ٩ ـ ١١.

(٤) البقرة : ٢٨٥ و ٢٨٦.

(٥) الزخرف : ٨٩.

(٦) بصائر الدرجات : ٥٢.

١٢٥

صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي يده اليمنى كتاب وفي يده اليسرى كتاب ، فنشر الكتاب الذي في يده اليمنى فقرأ : بسم الله الرحمان الرحيم ، كتاب لاهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد.

ثم نشر الذي بيده اليسرى فقرأ : كتاب من الله الرحمن الرحيم لاهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد.(١)

٢٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمرو عن الاعمش قال : قال الكلبي : يا أعمش أي شئ أشد ما سمعت من مناقب علي عليه‌السلام؟ قال : فقال : حدثني موسى بن طريف عن عباية قال : سمعت عليا وهو يقول : أنا قسيم النار فمن تبعني فهو مني ومن عصاني فهو من أهل النار.

فقال الكلبي : عندي أعظم مما عندك ، أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام كتابا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار فوضعه عند ام سلمة ، فلما ولى أبوبكر طلبه فقالت : ليس لك ، فلما ولى عمر طلبه فقالت : ليس لك فلما ولى عثمان طلبه فقالت : ليس لك فلما ولى علي عليه‌السلام دفعته إليه.(٢)

٢٣ ـ ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عثمان بن سعيد عن أبي حفص الاعشى عن الاعمش قال : قال الكلبي : ما أشد ما سمعت في مناقب علي بن أبي طالب؟ قال : قلت : حدثني موسى بن طريف عن عباية قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : أنا قسيم النار ، فقال الكلبي : عندي أعظم مما عندك ، أعطى رسول الله (ص) عليا كتابا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار.(٣)

بيان : قال في النهاية في حديث علي عليه‌السلام : أنا قسيم النار ، أراد أن الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق علي فهم على ضلال ، فنصف معي في الجنة ، ونصف علي في النار ، وقسيم فعيل بمعنى فاعل كالجليس والسمير.

٢٤ ـ ير : محمد بن عيسى عن عبدالصمد بن بشير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : انته

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٥٢.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٢ و ٥٣.

١٢٦

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء السابعة وانتهى إلى سدرة المنتهى قال : فقالت السدرة : ما جازني(١) مخلوق قبلك « ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى » (٢) قال : فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب الشمال ، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه ونظر فيه فاذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آباءهم وقبائلهم قال : وفتح كتاب أصحاب الشمال ونظر فيه فاذا فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام.(٢)

٢٥ ـ ير : محمد بن هارون عن أبي الحسن موسى عن موسى بن القاسم يرفعه قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام : إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان و حقيقة النفاق ، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم.(٤)

٢٦ ـ ير : عن أحمد بن الحسين عن الاهوازي عن عمر بن تميم عن عمار بن مروان عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة النفاق.(٥)

٢٧ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن عبدالعزيز بن المهتدي عن عبدالله بن جندب أنه كتب إليه أبوالحسن عليه‌السلام وقال مثله.(٦)

ير : أحمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن عمر بن ميمون عن عمار بن مروان عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.(٧)

ختص : ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عمر بن ميمون عن عمار بن مروان عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.(٨)

__________________

(١) في المصدر : ما جاوزنى.

(٢) النجم : ٩ ـ ١١.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٣.

(٤) بصائر الدرجات : ٨٣.

(٥ ـ ٧) بصائر الدرجات : ٨٣.

(٨) الاختصاص : ٢٧٨.

١٢٧

٢٨ ـ ير : عبدالله بن عباس عن ابن أبي نجران قال : كتب أبوالحسن الرضا عليه‌السلام وقرأت رسالة كتب إلى بعض أصحابه وقال مثله.(١)

٢٩ ـ ير : الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن بكر بن كرب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله أخذ الميثاق ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف خياركم من شراركم.(٢)

٣٠ ـ ير : محمد بن حماد الكوفي عن أخيه عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.(٣)

٣١ ـ ختص ، ير : بهذا الاسناد عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف(٤) بذلك حب المحب وإن أظهر خلاف ذلك بلسانه ، ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبنا أهل البيت.(٥)

٣٢ ـ ير : أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة قال : كنت أنا وعبدالواحد بن المختار وسعد بن لقمان(٦) ومعهما(٧) عمر بن شجرة الكندي عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : من هذا؟ فقالا له : عمر بن شجرة ، وأثنينا عليه وذكرنا من حاله وورعه وحبه لاخوانه وبذله وصنيعه إليهم.

فقال لهما أبوعبدالله عليه‌السلام : ما أرى لكما علما بالناس ، إني لاكتفي من الرجل باللحظة ، إن ذا من أخبث الناس أو من شر الناس ، قال : فكان عمر بعد

__________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٨٣.

(٣) بصائر الدرجات : ٨٣. الظاهر انه الحديث الاتى فتكرار الرمز وهم من الناسخ.

(٤) في نسخة : فنحن نعرف.

(٥) الاختصاص : ٢٧٨. بصائر الدرجات : ٨٣

(٦) في نسخة : وسعد ( صح ل ) وحيدر ( خ ل ) بن لقمان. والمصدر فيه نقص.

(٧) في المصدر : ومعنا.

١٢٨

ما نزع عن محرم(١) الله ركبه.(٢)

٣٣ ـ ير : محمد بن الحسين عن محمد بن عبدالله بن هلال عن عقبة قال : كنت أنا والمعلى بن خنيس عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما جلس مجلسك أحد إلا عرفته.(٣)

٣٤ ـ ختص ، ير : الحسن بن(٤) علي عن أحمد بن هلال عن علي بن الحكم عن ضريس الكناسي قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام مع جماعة من أصحابنا إذ دخل عليه رجل أعرفه فذكر رجلا من أصحابنا ولمزه عند أبي عبدالله عليه‌السلام فلم يجبه(٥) بشئ فظن الرجل أن أبا عبدالله عليه‌السلام لم يسمع فأعاد عليه أيضا فلم يلتفت إليه ، فظن الرجل أنه لم يسمع فأعاد الثالثة.(٦)

فرد أبوعبدالله عليه‌السلام يده إلى لحية الرجل فقبض عليها فهزها ثلاثا حتى ظننت أن لحيته قد صارت في يده وقال له : إن كنت لا أعرف الرجل إلا بما ابلغ عنهم فبئس النسب نسبي(٧) ثم أرسل لحيته من يده ونفخ ما بقي من الشعر في كفه.(٨)

٣٥ ـ ختص ، ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن محمد بن حمزة(٩) عن علي بن حنظلة (١٠) قال : بينا أنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ دخل رجل فغمز اناسا من الشيعة فأعرض عنه أبوعبدالله عليه‌السلام بوجهه قال : ثم أقبل أبوعبدالله عليه‌السلام بوجهه

__________________

(١) في نسخة : [ عن محرم الله ] وفى المصدر : عن محرم الله الا ركبه.

(٢ و ٣) بصائر الدرجات : ٨٣.

(٤) في الاختصاص : الحسن بن على الزيتونى.

(٥) في البصائر : ولم يجبه.

(٦) في الاختصاص : فمد.

(٧) في الاختصاص ونسخة من الكتاب : فبئست الشيبة شيبتى.

(٨) الاختصاص : ٣٠٧ ، بصائر الدرجات : ١٠٦.

(٩) في الاختصاص : عن محمد بن حمزة بن أبيض عن على بن عطية.

(١٠) في نسخة : عطية.

١٢٩

فرأى أن أبا عبدالله عليه‌السلام لم يفهم ، فأعاد الكلام.

فتناول أبوعبدالله عليه‌السلام بيده اليسرى لحيته حتى ظننت أنها ستبقى في يده ثم قال : إن كنت أنا أتولى الرجل وأبرأ منهم على ما يبلغني عنهم لبئست النسبة(١) نسبتي.(٢)

٣٦ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن سنان عن داود بن فرقد أنه سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أنا أهل بيت إذا علمنا من أحد خيرا لم تزل ذلك عنه منا أقاويل الرجال.(٣)

٣٧ ـ ير : ابن يزيد عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنا عنده فتناول رجل من أهل الكناسة رجلا من أصحابنا قال : فصد وجهه(٤) عنه ، قال : ثم غمز الثانية(٥) فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن كنت إنما أتولى الرجل وأبرأ منهم بأقاويل الناس فبئست النسبة(٦) هذه ، ثم أخذ بلحيته فهزها هزا شديدا قال : ثم بقي في راحته شئ فنفخه.(٧)

٣٨ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن أبي عبدالله البرقي عن خلف بن حماد عن سعد الاسكاف عن الاصبغ بن نباته أن أمير المؤمنين عليه‌السلام صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن شيعتنا خلقوا من طينة مخزونة قبل أن يخلق آدم بألفي سنة لا يشذ فيها(٨) شاذ ولا يدخل فيها داخل ، وإني لاعرفهم حين ما أنظر إليهم لان

__________________

(١) في نسخة : [ لبئست الشيبة شيبتى ] أقول : يوجد ذلك في الاختصاص.

(٢) الاختصاص : ٣٠٧. بصائر الدرجات : ١٠٦.

(٣) بصائر الدرجات : ١٠٦.

(٤) اى مال وجهه عنه واعرض.

(٥) في نسخة : ثم قال الثانية.

(٦) في نسخة : الشيبة.

(٧) بصائر الدرجات : ١٠٦.

(٨) في نسخة : [ لا يشذ منها شاذ ] اقول : يوجد ذلك في الاختصاص.

١٣٠

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما تفل في عيني وأنا أرمد قال : « أذهب عنه الحروالقر(١) والبرد وبصره صديقه من عدوه » فلم يصبني رمد بعد ولا حرولا برد ، وإني لاعرف صديقي من عدوي.

فقال رجل من الملا فسلم ثم قال : والله يا أمير المؤمنين إني لادين الله بولايتك وإني لاحبك في السر كما أظهر(٢) في العلانية ، فقال له علي عليه‌السلام : كذبت ، فوالله ما أعرف اسمك في الاسماء ولاوجهك في الوجوه ، وإن طينتك لمن غير تلك الطينة قال : فجلس الرجل قد فضحه الله وأظهر عليه.

ثم قام آخر فقال : يا أمير المؤمنين إني لادين الله بولايتك وإني لاحبك في السر كما احبك في العلانية ، فقال له : صدقت ، طينتك من تلك الطينة ، وعلى ولايتنا اخذ ميثاقك ، وإن روحك من أرواح المؤمنين ، فاتخذ للفقر جلبابا ، فوالذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الفقر إلى محبينا أسرع من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله(٣).

ختص : ابن عيسى وابن هاشم عن البرقي مثله(٤).

٣٩ ـ ختص : محمد بن علي عن ابن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن أبي أحمد الازدي(٥) عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا عبدالله بن الفضل إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور عظمته وصنعنا برحمته وخلق أرواحكم منا فنحن نحن إليكم وأنتم تحنون إلينا ، والله لو جهد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلا أو ينقصوا منهم رجلا ما قدروا على ذلك ، وإنهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم ، يا عبدالله بن

__________________

(١) القر : البرد. ولم يذكره في الاختصاص.

(٢) الاختصاص : كما اظهر لك.

(٣) بصائر الدرجات : ١١٥.

(٤) الاختصاص : ٣١٠ و ٣١١. الاسناد فيه مبدو بالبرقى.

(٥) هو محمد بن ابى عمير.

١٣١

الفضل ولو شئت لاريتك اسمك في صحيفتنا.

قال : ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة ، فقلت : يا بن رسول الله ما أرى فيها أثر الكتابة ، قال : فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة ووجدت في أسفلها اسمي فسجدت الله شكرا(١).

أقول : تمام الخبر في باب أحوال الصادق عليه‌السلام.

٤٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن الله عزوجل أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية فنحن نعرفهم في لحن القول(٢).

٨

باب

*(ان الله تعالى يرفع للامام عمودا ينظر به إلى اعمال العباد)*

١ ـ ير : معاوية بن حكيم عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الامام يسمع الصوت في بطن امه ، فإذا بلغ أربعة أشهر كتب على عضده الايمن : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته » فاذا وضعته سطع له نور ما بين السمآء والارض ، فاذا درج رفع له عمود من نور يرى به ما بين المشرق والمغرب(٣).

ير : بهذا الاسناد عن محمد بن مروان عن الفضيل مثله(٤).

__________________

(١) الاختصاص : ٢١٦ و ٢١٧.

(٢) كنز جامع الفوائد : ٣٣٦ النسخة الرضوية.

(٣) بصائر الدرجات : ١٢٩.

(٤) بصائر الدرجات : ١٢٩ فيه : [ ان الامام منا يسمع الكلام ] وفيه : نور من السماء إلى الارض.

١٣٢

بيان : درج أي مشى.

٢ ـ ير : عبدالله بن عامر عن محمد البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد بن فضيل عن الثمالي قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن الامام منا ليسمع الكلام في بطن امه حتى إذا سقط على الارض أتاه ملك فيكتب على عضده الايمن : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم » حتى إذا شب رفع الله له عمودا من نور يرى فيه الدنيا وما فيها لا يستر عنه منها شئ(١).

٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج قال : روى غير واحد من أصحابنا قال : لا تتكلموا في الامام فان الامام يسمع الكلام وهو جنين في بطن امه ، فاذا وضعته كتب الملك بين عينيه : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته » فاذا قام بالامر رفع له في كل بلد منار ينظر به إلى أعمال العباد.(٢) ير : أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس رواه عن غير واحد من أصحابنا مثله.(٣)

ير : أحمد بن الحسين عن الاهوازي عن علي بن حديد عن منصور بن يونس رواه غير واحد من أصحابنا قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام مثله(٤).

٤ ـ ير : عمران بن موسى عن أيوب بن نوح عن عبدالسلام بن سالم عن الحسين عن يونس بن ظبيان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الامام يسمع في بطن امه فاذا ولد خط على منكبيه خط ثم قال هكذا بيده فذلك قول الله « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته » وجعل له في قرية عمود من نور يرى به ما يعمل أهلها فيها(٥).

ير : عمران بن موسى عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن الحسين مثله(٦).

ير : علي بن خالد عن أيوب بن نوح مثله(٧).

٥ ـ ير : محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد ومحمد بن الفضيل

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٢٩.

(٢ ـ ٧) بصائر الدرجات : ١٢٩ والاية في الانعام : ١١٦.

١٣٣

عن محمد بن مروان عن الفضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الامام ليسمسع الكلام في بطن امه حتى إذا سقط على الارض أتاه ملك فيكتب على عضده الايمن : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم » فاذا شب رفع الله في كل قرية عمودا من نور مقامه في قرية ويعلم ما يعمل في القرية الاخرى(١).

٦ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن محمد بن فضيل عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الامام يسمع الكلام في بطن امه فاذا سقط إلى الارض نصب له عمود في بلاده وهو يرى ما في غيرها(٢).

٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد المسلي عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الامام يسمع في بطن امه فاذا ولد خط بين كتفيه : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته » فاذا صار الامر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل به أهل كل بلدة(٣).

٨ ـ ير : محمد بن عيسى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن محمد بن مروان عن الفضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الامام إذا شب رفع الله له في كل قرية عمودا من نور يعلم ما يعمل في القرية الاخرى(٤).

٩ ـ ير : عبدالله بن محمد بن عيسى عن أحمد بن سليم أو عمن رواه عن أحمد بن سليم عن أبي محمد الهمداني عن أبي إسحاق الجريري قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فسمعته وهو يقول : إن لله عمودا من نور ، حجبه الله عن جميع الخلائق ، طرفة عند الله وطرفه الآخر في اذن الامام فاذا أراد الله شيئا أوحاه في اذن الامام عليه‌السلام(٥).

١٠ ـ ير : الحسن بن علي عن صالح بن سهل عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنت جالسا عنده فقال لي ابتداء منه : يا صالح بن سهل إن الله جعل بينه وبين الرسول رسولا ولم يجعل بينه وبين الامام رسولا ، قال : قلت : وكيف ذاك؟ قال : جعل بينه وبين الامام عمودا من نور ينظر الله به إلى الامام وينظر الامام به إليه فاذا أراد علم شئ نظر

__________________

(١ ـ ٤) بصائر الدرجات : ١٢٩.

(٥) بصائر الدرجات : ١٣٠.

١٣٤

في ذلك النور فعرفه(١).

بيان : نظر الله تعالى إليه كناية عن إفاضاته عليه ، ونظره إليه تعالى كناية عن غاية عرفانه.(٢)

أقول : روى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر نقلا من كتاب منهج التحقيق مثله.(٣)

١١ ـ ير : أحمد بن إسحاق عن الحسن بن العباس بن جريش(٤) عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إنا أنزلناه نور كهيئة العين على رأس النبي والاوصيآء لا يريد أحد منا علم أمر من أمر الارض أو من أمرالسمآء إلى الحجب التي بين الله وبين العرش إلا رفع طرفه إلى ذلك النور فرأى تفسير الذي أراد فيه مكتوبا.(٥)

بيان : لعل المراد بالعين هنا عين الشمس ، ويحتمل الديدبان والجاسوس.

١٢ ـ ير : محمد بن أحمد عن محمد بن موسى عن محمد بن أسد الخزاز عن محمد بن إسماعيل عن عبدالله الخراساني مولى جعفر بن محمد عن بنان الجوزي عن إسحاق القمى قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك ما قدر الامام؟ قال : يسمع في بطن امه ، فإذا وصل إلى الارض كان على منكبه الايمن مكتوبا : « وتمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ».

ثم يبعث أيضا له عمودا من نور من تحت بطنان العرش إلى الارض يرى فيه أعمال الخلائق كلها ثم يتشعب له عمود آخر من عند الله إلى اذن الامام كلما احتاج إلى مزيد افرغ فيه إفراغا.(٦)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣٠.

(٢) أو تعلمه عليه‌السلام عنه تعالى.

(٣) المحتضر : ١٢٨.

(٤) هكذا في الكتاب ومصدره والصحيح : [ حريش ] بالحاء المهملة وزان زبير ، والرجل مذكور في كتب التراجم ولم يوثقه الاصحاب وفيه كلام مذكور في محله.

(٥) بصائر الدرجات : ١٣١.

(٦) بصائر الدرجات : ١٣١ والاية في الانعام : ١١٦.

١٣٥

١٣ ـ ير : أبومحمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبى بكر الحضرمي قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا بابكر مايخفى علي شئ من بلادكم.(١)

١٤ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن علي بن أحمد بن محمد عن أبيه قال : كنت أنا وصفوان عند أبي الحسن عليه‌السلام وذكروا الامام وفضله قال : إنما منزلة الامام في الارض بمنزلة القمر في السمآء وفي موضعه هو مطلع على جميع الاشياء كلها.(٢)

١٥ ـ ير : الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مهران قال : كنت أنا وأحمد بن أبي نصر عند الرضا عليه‌السلام فجرى ذكر الامام فقال الرضا عليه‌السلام : إنما هو مثل القمر يدور في كل مكان أو تراه من كل مكان.(٣)

أقول : قد مر من الاخبار في ذلك مع شرحها في باب ولادتهم عليهم‌السلام.

١٦ ـ وروى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر مما رواه من كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق نقلا من كتاب نوادر الحكمة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن عميرة(٤) عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الامام يسمع الصوت في بطن امه ، فاذا سقط إلى الارض كتب على عضده الايمن : « وتمت كلمة ربك(٥) » الآية ، فاذا ترعرع(٦) نصب له عمود من نور من السمآء إلى الارض يرى به أعمال العباد.

وزاد يونس بن ظبيان فيه : فاذا خرج إلى الارض اوتي الحكمة وزين بالحلم والوقار والبس الهيبة وجعل له مصباح يعرف به الضمير ويرى به أعمال العباد. وزاد الفضل عن أبي جعفر عليه‌السلام : فاذا وقع إلى الارض سطع له نور من السمآء إلى الارض يرى به ما بين المشرق والمغرب.(٧)

__________________

(١ ـ ٣) بصائر الدرجات : ١٣١.

(٤) في نسخة : عن ابن المغيرة.

(٥) الانعام : ١١٦.

(٦) ترعرع الصبى : تحرك ونشأ.

(٧) المحتضر : ١٢٧.

١٣٦

٩

باب

*(انه لا يحجب عنهم شئ من أحوال شيعتهم وما تحتاج اليه الامة من جميع)*

*(العلوم ، وانهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها ولو)*

*(دعوا الله في دفعها لاجيبوا ، وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم)*

*(المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد)*

١ ـ ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر عن إسماعيل الازرق قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله أحكم وأكرم وأجل وأعلم من أن يكون احتج على عباده بحجة ثم يغيب عنه شيئا من أمرهم.(١)

٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن خالد الكيال عن عبدالعزيز الصائغ قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أترى أن الله استرعى راعيا(٢) واستخلف خليفة عليهم يحجب عنه شيئا من أمورهم.(٣)

٣ ـ ير : محمد بن عيسى بن عبيد عن النضر عن أبان بن تغلب قال : دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده رجل من أهل الكوفة يعاتبه في مال له أمره أن يدفعه إليه فجاءه فقال : (٤) ذهبت بمالي ، فقال : والله ما فعلت ، فعضب فاستوى جالسا ثم قال : تقول : والله ما فعلت؟ وأعادها مرارا ، ثم قال : أنت يا أبان وأنت يا زياد أما والله لو كنتما امنآء الله وخليفته في أرضه وحجته على خلقه ، ما خفي عليكما ما صنع بالمال فقال الرجل عند ذلك : جعلت فداك قد فعلت وأخذت المال.(٥)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٤.

(٢) في المصدر : استرعى راعيا على عباده.

(٣ و ٥) بصائر الدرجات : ٣٤.

(٤) في المصدر : فقال له.

١٣٧

٤ ـ ير : محمد بن عيسى عن النضر عن أبي داود عن إسماعيل بن فروة عن محمد بن عيسى عن سعد بن أبي الاصبغ قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام جالسا فدخل عليه الحسن بن السري الكرخي قال : سأله فقال أبوعبدالله عليه‌السلام وجاراه في شئ(١) فقال : ليس هو كذلك ، ثلاثا ، (٢) ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أترى من جعله الله حجة على خلقه يخفى عليه شئ من امورهم؟(٣)

٥ ـ ير : عبدالله بن محمد عن الخشاب عن عبدالله بن جندب عن علي بن إسماعيل الازرق قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام إن الله أحكم وأكرم وأجل وأعظم وأعدل من أن يحتج بحجة ثم يغيب عنه شيئا من أمورهم.(٤)

٦ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن اللؤلؤي عن إسماعيل بن أبي فروة عن سعد بن أبي الاصبغ قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام جالسا إذ دخل عليه الحسن بن السري الكرخي فسأل أبا عبدالله عليه‌السلام عن شئ فأجابه أبوعبدالله عليه‌السلام فقال له : ليس كذلك.

فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : هو كذلك ، وردها عليه مرارا ، كل ذلك يقول أبو ـ عبدالله عليه‌السلام : هو كذلك ، ويقول هو : لا ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : أترى من جعله الله حجة على خلقه يخفى عليه شئ من امورهم.(٥)

٧ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول : كذا وكذا يقولون فيقول لي : قل كذا وكذا ، فقلت : جعلت فداك هذا الحلال والحرام والقرآن ، أعلم أنك صاحبه وأعلم الناس به ، وهذا هو الكلام ، فقال لي : وتشك يا هشام؟ من شك أن الله يحتج على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله.(٦)

__________________

(١) في المصدر : فقال ابوعبدالله عليه‌السلام له شئ فاجابه في شئ.

(٢) في نسخة : ثلاث مرات.

(٣ ـ ٦) بصائر الدرجات : ٣٤.

١٣٨

٨ ـ ير : علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من زعم أن الله يحتج بعبد في بلاده ثم يستر عنه جميع ما يحتاج إليه فقد افترى على الله.(١)

أقول : سيأتي بعض الاخبار في باب علة ابتلائهم عليهم‌السلام.

٩ ـ ير : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن محمد بن علي عن خالد الجواز(٢) قال : دخلت على أبي الحسن عليه‌السلام وهو في عرصة داره وهو يومئذ بالرميلة فلما نظرت إليه قلت : بأبي أنت وامي يا سيدي مظلوم مغصوب مضطهد ، في نفسي(٣) ثم دنوت منه فقبلت بين عينيه وجلست بين يديه فالتفت إلي فقال : يا خالد نحن أعلم بهذا الامر فلا تتصور هذا في نفسك.

قال : قلت : جعلت فداك والله ما أردت بهذا شيئا ، قال : فقال : نحن أعلم بهذا الامر من غيرنا لو أردنا ازف(٤) إلينا وإن لهؤلآء القوم مدة وغاية لا بد من الانتهاء إليها ، قال : فقلت : لا أعوذ واصير(٥) في نفسي شيئا أبدا ، قال : فقال : لا تعد أبدا.(٦)

١٠ ـ ير : محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن يزيد بن إسحاق عن ابن مسلم(٧) عن عمر بن يزيد قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وهو مضطجع ووجهه إلى الحائط فقال لي حين دخلت عليه : يا عمر اغمز رجلي. فقعدت أغمز رجله فقلت

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٤.

(٢) في المصدر : خالد الجوا.

(٣) اى قلت هذا الكلام في نفسى بحيث لا يسمع ابوالحسن عليه‌السلام ذلك.

(٤) أزف : [ اقترب ] وفى نسخة : [ لرد ] وفى المصدر : [ لو اردنا اذن الينا ] وهو الصحيح.

(٥) أى لا أصير.

(٦) بصائر الدرجات : ٣٥.

(٧) في المصدر : عن ابن اسلم.

١٣٩

في نفسي : الساعة أسأله عن عبدالله وموسى أيهما الامام ، قال : فحول وجهه إلي فقال : والله إذن لا اجيبك.(١)

أقول : سيأتي أمثاله في أبواب معجزاتهم عليهم‌السلام.

١١ ـ ير : الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن الشامي عن أبي داود السبيعي عن أبي سعيد الخدري عن رميلة قال : وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين عليه‌السلام فوجدت من نفسي خفة في يوم الجمعة ، وقلت : لا أعرف شيئا أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء واصلي خلف أمير المؤمنين عليه‌السلام ففعلت ، ثم جئت إلى المسجد ، فلما صعد أمير المؤمنين المنبر عاد علي ذلك الوعك.

فلما انصرف أمير المؤمنين عليه‌السلام ودخل القصر دخلت معه فقال : يا رميلة رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض فقلت : نعم ، وقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه ، فقال : يا رميلة ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا بمرضه(٢) ولا يحزن إلا حزنا بحزنه ولا يدعو إلا آمنا لدعائه ولا يسكت إلا دعونا له.

فقلت له : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك هذا لمن معك في القصر أرأيت من كان في أطراف الارض؟ قال : يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الارض ولا في غيرها.(٣)

١٢ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن عبدالكريم بن عمرو عن أبي الربيع الشامي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : بلغني عن عمرو بن الحمق حديث ، فقال : اعرضه ، قال : دخل على أمير المؤمنين عليه‌السلام فرأى صفرة في وجهه فقال : ما هذه الصفرة؟ فذكر وجعا به ، فقال له علي عليه‌السلام : إنا لنفرح لفرحكم ونحزن

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٦٤ فيه : اذن والله.

(٢) لعل هذا كناية عن شدة عنايتهم عليهم‌السلام بشيعتهم ومحبتهم لهم.

(٣) بصائر الدرجات : ٧٢.

١٤٠