بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

له نورا يظهر فيه أعمال العباد ، أو هو كناية عن روح القدس ، كما سيأتي في الخبر ، أو ملك يأتي بالاخبار إليه ، كما دلت رواية عليه ، أو جعله محلا للالهامات الربانية والافاضات السبحانية ، والله يعلم.

١٢ ـ ير : أحمد بن الحسين عن أبيه عن عبدالرحمان بن أبي نجران عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس(١) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعت أبا عبدالله يقول : إن الله أذا أراد خلق إمام أنزل قطرة من تحت عرشه على بقلة من بقل الارض أو ثمرة من ثمارها فأكلها الامام الذي يكون منه الامام ، فكانت النطفة من تلك القطرة ، فإذا مكث في بطن امه أربعين يوما سمع الصوت ، فإذا مضى أربعة أشهر كتب على عضده الايمن : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم فإذا سقط من بطن امه اوتي الحكمة وجعل له مصباح يرى به أعمالهم(٢).

١٣ ـ يرى : أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن خالد الجوان عن أحدهما عليهما‌السلام قال : إن الامام ليسمع الصوت في بطن امه ، فإذا فصل من امه كتب على عضده الايمن « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم » فإذا افضيت إليه الامور رفع له عمود من نور يرى به أعمال الخلائق(٣).

١٤ ـ ير : عمار بن يونس عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد المسلي عن محمد بن مروان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا محمد إن الامام يسمع الصوت في بطن امه ، فإذا ولد خط على منكبيه خط ، ثم قال هكذا بيده : وذلك قول الله « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم(٤) ».

١٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إذا أراد الله أن يحبل بامام اوتي بسبع ورقات من الجنة فأكلهن قبل أن يقع ، فإذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن امه فإذا وضعته رفع له عمود من نور فيما بين السماء والارض ، وكتب على عضده الايمن

____________________

(١) اى يونس بن ظبيان.

(٢ ـ ٤) بصائر الدرجات : ١٢٨ ـ ١٣٠ والاية في الانعام : ١١٥.

٤١

وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم(١).

شى : عن يونس مثله(٢).

بيان : اوتي أي أبوه بقرينة المقام ، أو يكون الاسناد فيه وفي الاكل على المجاز فإنه لما كان مادة له فكأنه أكله ، ويمكن الجمع بينه وبين سائر الاخبار الواردة في مادة نطفة الامام بتحقق جميع تلك الامور وانعقادها منها جميعا ، أو بأنه لابد من تحقق أحدها ، والاول أظهر.

١٦ ـ ير : عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا استقرت نطفة الامام في الرحم أربعين ليلة نصب الله له عمودا من نور في بطن امه ، فإذا تم له أربعة أشهر في بطن امه أتاه ملك يقال له : حيوان فيكتب على عضده الايمن : وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم(٣).

١٧ ـ ير : أحمد بن الحسين عن المختار بن زياد عن أبى جعفر محمد بن سليم(٤) عن أبيه عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبدالله عليه‌السلام في السنة التي ولد فيها ابنه موسى عليه‌السلام ، فلما نزلنا الابواء وضع لنا أبوعبدالله عليه‌السلام الغدء ولاصحابه ، وأكثره وأطابه فبينا نحن نتغدى إذ أتاه رسول حميدة أن الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا.

فقام أبوعبدالله عليه‌السلام فرحا مسروا ، فلم يلبث أن عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنه ، فقلنا : أضحك الله سنك ، وأقر عينك ما صنعت حميدة؟ فقال : وهب الله لي غلاما وهو خير من برأ الله ، ولقد خبرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها ، قلت :

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣٠ والاية في الانعام : ١١٥.

(٢) تفسير العياشى ١ : ٣٧٤.

(٣) بصائر الدرجات : ١٣٠.

(٤) في نسخة : [ سليمان ] وفي المصدر : مسلم.

٤٢

جعلت فداك وما خبرتك عنه حميدة؟ قال : ذكرت أنه لما وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الارض رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمارة الامام من بعده.

فقلت : جعلت فداك وما تلك من علامة الامام؟ فقال : إنه لما كان في الليلة التي علق بجدي فيها أتى آت جد أبي وهو راقد ، فأتاه بكاس فيها شربة أرق من الماء وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد ، وأبرد من الثلج فسقاه إياه وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق فيها بجدي ، ولما كان في الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه كما سقى(١) جد أبي وأمره بالجماع فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بأبي.

ولما كان في الليلة التي علق بي فيها أتي آت أبي فسقاه وأمره كما أمرهم ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بي ، ولما كان في الليلة التي علق فيها بابني هذا أتاني آت كما أتي جد أبى وجدي وأبي فسقاني كما سقاهم ، وأمرني كما أمرهم ، فقمت فرحا مسرورا بعلم الله(٢) بما وهب لي فجامعت فعلق بابني ، وإن نطفة الامام مما أخبرتك.

فإذا استقرت في الرحم أربعين ليلة نصب الله له عمودا من نور في بطن امه ينظر منه مد بصره ، فإذا تمت له في بطن امه أربعة أشهر أتاه ملك يقال له حيوان ، وكتب على عضده الايمن : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ».

فإذا وقع من بطن امه وقع واضعا يده على الارض ، رافعا رأسه إلى السماء فإذا وضع يده إلى الارض فإنه يقبض كل علم أنزله الله من السماء إلى الارض ، وأما رفعه رأسه إلى السماء فإن مناديا ينادي من بطنان العرش من قبل رب العزة

____________________

(١) في المصدر : كما سقاه.

(٢) في نسخة : بعلمى بما وهب.

٤٣

من الافق الاعلى باسمه واسم أبيه ، يقول : يا فلان اثبت ثبتك الله ، فلعظيم ما خلقك(١) أنت صفوتي من خلقي وموضع سري وعيبة علمي ، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي و أسكنت جنتي وأحللت جواري.

ثم وعزتي لاصلين من عاداك أشد عذابي ، وإن أوسعت عليهم من سعة رزقي ، فإذا انقضى صوت المنادي أجابه الوصي : شهد الله أنه لا إلا إله إلا هو والملائكة(٢) » إلى آخرها فإذا قالها أعطاه الله علم الاول وعلم الاخر ، واستوجب زيارة الروح في ليلة القدر ، قلت : جعلت فداك ليس الروح جبرئيل؟ فقال : جبرئيل من الملائكة والروح خلق أعظم من الملائكة ، أليس الله يقول : « تنزل الملائكة والروح(٣).

١٨ ـ ير : الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن سليمان بن سماعة عن عبدالله بن القاسم عن أبي بصير قال : أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الامام يعرف نطفة الامام التي يكون منها إمام بعده(٤).

١٩ ـ ك : ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن محمد بن الحسين بن يزيد عن محمد بن زياد الازدي قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه‌السلام يقول ـ لما ولد الرضا عليه‌السلام ـ : إن ابني هذا ولد مختونا طاهرا مطهرا ، وليس من الائمة أحد يولد إلا مختونا طاهرا مطهرا ، ولكنا سنمر الموسى(٥) لاصابة السنة واتباع الحنيفية.

٢٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن عمر بن عبدالعزيز عن الخيبري عن يونس بن ظبيان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم » ثم قال : هذا حرف في الائمة خاصة ، ثم قال : يايونس إن الامام

____________________

(١) خلقتك خ ل.

(٢) آل عمران : ١٨.

(٣) بصائر الدرجات : ١٣٠ و ١٣١. والاية الاخيرة في القدر : ٤.

(٤) بصائر الدرجات : ١٤١.

(٥) الموسى مقصورا : آلة يحلق بها ، يقال لها بالفارسية : تيغ.

٤٤

يخلقه الله بيده لا يليه أحد غيره ، وهو جعله يسمع ويرى في بطن امه حتى إذا صار إلى الارض خط كتفيه(١) : « وتمت كلمة ربك » الاية(٢).

٢١ ـ ير أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس رواه عن غير واحد من أصحابنا قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لا تكلموا في الامام فإن الامام يسمع الكلام وهو جنين في بطن امه ، فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه : « وتمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته(٣) » فإذا قام بالامر رفع الله له في كل بلد منارا ينظر به إلى أعمال(٤) الخلائق(٥).

ير : أحمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن علي بن حديد مثله(٦).

كا : العدة عن أحمد بن محمد عن ابن حديد عن جميل بن دراج قال : روى غير واحد من أصحابنا أنه قال : لا تتكلموا وذكر مثله(٧).

بيان : قوله عليه‌السلام : لا تتكلموا ، أي في نصب الامام وتعيينه بآرائكم ، أو في توصيفه لان أمره عجيب لا تصل إليه أحلامكم.

٢٢ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن محمد بن عبدالله عن ابن مسعود عن عبدالله بن إبراهيم الجعفري قال : سمعت إسحاق بن جعفر سمعت أبي يقول : الاوصياء إذا حملت بهم امهاتهم أصابها فترة شبة الغشية فأقامت في ذلك يومها ذلك إن

____________________

(١) في المصدر : خط بين كتفيه.

(٢) بصائر الدرجات : ١٣٠.

(٣) في الكافى : وهو السميع العليم.

(٤) اعمال العباد خ ل

(٥) بصائر الدرجات : ١٢٩.فيه : رفع الله له في كل بلد منارا من نور ينظر به إلى اعمال العباد.

(٦) بصائر الدرجات : ١٢٩.

(٧) اصول الكافى ١ : ٣٨٨.فيه : رفع له في كل بلدة منار ينظر منه إلى اعمال العباد.

٤٥

كان نهارا ، أو ليلتها إن كان ليلا ، ثم ترى في منامها رجلا يبشرها بغلام عليم حليم فتفرح لذلك ، ثم تنتبه من نومها فتسمع من جانبها الايمن في جانب البيت صوتا يقول : جملت بخير وتصيرين إلى خير وجئت بخير أبشري بغلام عليم حليم ، وتجد خفة في بدنها لم تجد بعد ذلك امتناعا(١) من جنبيها وبطنها.

فإذا كان لتسع من شهرها(٢) سمعت في البيت حسا شديدا ، فإذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلا أبوه فإذا ولدته ولدته قاعدا وتفتحت له حتى يخرج متربعا ثم يستدير بعد وقوعه إلى الارض فلا يخطئ القبلة.

حتى كانت(٣) بوجهه ثم يعطس ثلاثا يشير بأصبعه بالتحميد ويقع مسرورا مختونا و رباعيتاه من فوق وأسفل وناباه وضاحكاه ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور ، ويقيم يومه وليلته تسيل يداه ذهبا ، وكذلك الانبياء إذا ولدوا ، وإنما الاوصياء أعلاق من الانبياء(٤).

توضيح : قوله : حتى كانت ، كأنه غاية للاستدارة ، أي يستدير حتى تصير القبلة محاذية لوجهه ، وفي بعض النسخ(٥) : « حيث كانت » فقوله : بوجهه ، متعلق بقوله : لا يخطئ أي لا يخطئ القبلة بوجهه حيث كانت القبلة.

قوله عليه‌السلام : ورباعيتاه ، لعل نبات خصوص تلك الاسنان لمزيد مدخليتها في الجمال ، مع أنه يحتمل أن يكون المراد كل الاسنان ، وإنما ذكرت تلك على سبيل المثال ، قوله : مثل سبيكة الذهب ، أي نور أصفر أو أحمر شبيه بها. والمسرور : مقطوع السرة والاعلاق جمع علق بالكسر وهو النفيس من كل شئ ، أي أشرف أولادهم أو من أشرف أجزائهم وطينتهم.

____________________

(١) ثم تجد بعد ذلك اتساعا خ ل

(٢) من شهورها خ ل.

(٣) حيث كانت خ ل.

(٤) اصول الكافى ١ : ٣٨٧ و ٣٨٨.

(٥) وهو الموجود في المصدر المطبوع.

٤٦

أقول : أثبتنا بعض الاخبار المناسبة لهذا الباب في باب صفات الامام ، وباب أنهم كلمات الله وأبوب علمهم وباب ولادة كل منهم عليهم‌السلام.

٣

باب

*(الارواح التى فيهم ، وأنهم مؤيدون بروح القدس ونورانا أنزلناه في)*

*(ليلة القدر ، وبيان نزول السورة فيهم عليهم‌السلام)*

الايات : النحل : ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون « ٢ ».

الاسرى « ١٧ » : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما اوتيتم من العلم إلا قليلا ٨٥.

المؤمن « ٤٠ » : يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده « ١٥ ».

النبأ « ٧٨ » يوم يقوم الروح والملائكة صفا « ٣٨ »

١ ـ فس : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي « حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع الائمة عليهم‌السلام(١).

٢ ـ وفي خبر آخر هو من الملكوت(٢).

٣ ـ فس : « رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده » قال : روح القدس ، وهو خاص لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة صلوات الله عليهم(٣).

٤ ـ فس : « وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان » قال : روح القدس هي التي قال الصادق عليه‌السلام في قوله : « ويسألونك عن

____________________

(١ و ٢) تفسير القمى : ٣٨٨ والاية في الاسراء : ٨٥.

(٣) تفسير القمى : ٥٨٤ والاية في المؤمن : ١٥.

٤٧

الروح قل الروح من أمر ربي قال : هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله (ص) وهو مع الائمة ، ثم كنى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : « ولكن جعلنا نورا نهدي به من نشاء من عبادنا(١) » والد ليل على أن النور أمير المؤمنين عليه‌السلام قوله : « واتبعوا النور الذي انزل معه » الاية(٢).

اقول : سيأتي قي باب جهات علومهم أنه قال الصادق عليه‌السلام : وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل.

٥ ـ فس : « اولئك كتب في قلوبهم الايمان » هم الائمة « وأيدهم بروح منه » قال ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل ، وكان مع رسول الله (ص) وهو مع الا ئمة عليهم‌السلام(٣).

٦ ـ فس : جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « والسماء والطارق » قال : (٤) السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والطارق الذي يطرق الائمة من عند ربهم مما يحدث بالليل والنهار ، وهو الروح الذي مع الائمة يسددهم قلت : والنجم الثاقب « قال : ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٥).

٧ ـ ن : تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الانصاري عن الحسن بن الجهم عن الرضا عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل أيدنا بروح منه مقدسة مطهرة ليست بملك ، لم تكن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهى مع الائمة منا تسددهم وتوفقهم ، وهو عمود من نور بيننا وبين الله عزوجل الخبر(٦).

____________________

(١) الشورى : ٥٢.

(٢) تفسير القمى : ٦٠٥ ـ ٦٠٦ والاية الاخيرة في الاعراف ، ١٥٧.

(٣) تفسير القمى : ٦٧١ والاية في المجادلة : ٢٢.

(٤) في نسخة : قال : قال.

(٥) تفسير القمى : ٨٢٠ والايتان في الطارق ١ و ٣.

(٦) عيون الاخبار : ٣٢٤.

٤٨

٨ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « روح القدس » قال : الروح هو جبرئيل ، والقدس : الطاهر « ليثبت الذين آمنوا » هم آل محمد (ص) « وهدى وبشرى للمسلمين » (١).

٩ ـ ير : علي بن حسان عن علي بن عطية الزيات يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : إن لله نهرا دون عرشه ، ودون النهر الذي دون عرشه نور من نوره ، وإن في حافتي النهر(٢) روحين مخلوقين : روح القدس ، وروح من أمره ، وإن لله عشر طينات : خمسة من الجنة ، وخمسة من الارض ، ففسر الجنان وفسر الارض ، ثم قال : ما من نبي ولا ملك إلا ومن بعد جبله نفخ فيه من إحدى الروحين وجعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من إحدى الطينتين ، فقلت لابي الحسن عليه‌السلام(٣) : ما الجبل؟

قال : الخلق ، غيرنا أهل البيت ، فإن الله خلقنا من العشر الطينات جميعا ، ونفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب(٤) بها طيبا(٥).

١٠ ـ وروى غيره أبي الصامت قال : طين الجنان جنه عدن وجنة المأوى والنعيم والفردوس والخلد ، وطين الارض : مكة والمدينة والكوفة وبيت المقدس(٦) والحير.(٧)

كا : علي بن إبراهيم عن علي بن حسان ، ومحمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب وغيره عن علي بن حسان عن علي بن عطية عن علي بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وذكر مثله(٨).

____________________

(١) تفسير القمى : ٣٦٥ و ٣٦٦ والاية في النحل ١٠٢.

(٢) في المصدر : على حافتى النهر.

(٣) في المصدر : قلت لابى الحسن عليه‌السلام.

(٤) في المصدر : فأطيبها طينتنا.

(٥ و ٧) بصائر الدرجات : ١٣٢.

(٦) في نسخة : [ والحائر ] وهو الموجود في الكافى.

(٨) اصول الكافى ١ : ٣٨٩ و ٣٩٠ فيه : [ ولا ملك من بعده جبله الا نفخ فيه ] وفيه : [ لابى الحسن الاول ] وفيه : وجنة النعيم.

٤٩

بيان : حافتا النهر بتخفيف الفاء : جانباه ، قوله : ففسر الجنان ، أي بما سيأتي في رواية أبي الصامت ، قوله عليه‌السلام : إلا ومن بعد جبله ، في الكافي : « ولا ملك من بعده جبله إلا نفخ » فقوله : من بعده ، أي من بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن الملك بعده في الرتبة ، وإرجاع الضمير إلى الله بعيد. ويقال : جبله الله أي خلقه ، وجبله على الشئ تبعه عليه وجبره.

قوله : وجعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنما لم يذكر الملك هنا لانه ليس للملك جسد مثل جسد الانسان ، قوله : ما الجبل ، هو بسكون الباء ، سؤال عن مصدر الفعل المتقدم على ما في الكافي وقوله : الخلق غيرنا ، الاظهر عندي أن قوله : [ الخلق ] تفسير للجبل وقوله : غيرنا تتمة للكلام السابق على الاستثناء المنقطع ، وإنما اعترض السؤال والجواب بين الكلام قبل تمامه.

وقال الشيخ البهائي قدس الله روحه : يعني مادة بدننا لا تسمى جلبه لانها خلقت من العشر طينات ، وقيل : حاصله أن مصداق الجبل في الكلام المتقدم خلق غيرنا أهل البيت لان الله تعالى خلق طينتنا من عشر طينات ، ولاجل ذلك شيعتنا منتشرة في الارضين والسماوات.

أقول : وهذا أيضا وجه قريب وقوله : فأطيب بها طيبا ، صيغة التعجب ، وفي بعض النسخ [ طينا ] بالنون ، ونصبه على التميز أي ما أطيبها من طينة(١).

وروى غيره : كلام الصفار ، والضمير لعلي ، أو للزيات ، وضمير [ قال ] لامير المؤمنين أو الباقر أو الصادق عليهما‌السلام لان أبا الصامت راويهما والحير : حائر الحسين عليه‌السلام.

١١ ـ ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن منا لمن يعاين معاينة ، إن

____________________

(١) والصحيح ما تقدم ان الموجود في المصدر : فأطيبها طينتنا.

٥٠

منا لمن ينقر في قلبه كيت وكيت ، إن منا لمن يسمع كوقع السلسلة تقع في الطست(١) قال : قلت : فالذين يعاينون ما هم؟ قال : خلق(٢) أعظم من جبرئيل وميكائيل(٣).

١٢ ـ ير : أحمد بن إسحاق عن الحسن بن عباس بن جريش(٤) عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سأل أبا عبدالله عليه‌السلام رجل من أهل بيته عن سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر ، فقال : ويلك سألت عن عظيم ، إياك والسؤال عن مثل هذا ، فقام الرجل قال : فأتيته يوما فأقبلت عليه فسألته فقال : إنا أنزلناه نور عند الانبياء والاوصياء لا يريدون حاجة من السماء ولا من الارض إلا ذكروها لذلك النور فأتاهم بها ، فإن مما ذكر علي بن أبي طالب عليه‌السلام من الحوائج أنه قال لابي بكر يوما : لا تحسبن الذين فتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم ، فاشهد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مات شهيدا ، فإياك أن تقول : إنه ميت ، والله ليأتينك ، فاتق الله إذا جاءك الشيطان غير متمثل به(٥).

فبعث به أبوبكر فقال : إن جاءني والله أطعته وخرجت مما أنا فيه ، قال : وذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام لذلك النور فعرج إلى أرواح النبيين ، فإذا محمد (ص) قد البس وجهه ذلك النور وأتى وهو يقول : يا أبا بكر آمن بعلي عليه‌السلام وبأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة ، تب إلى الله برد ما في يديك إليهم ، فإنه لا حق لك فيه قال : ثم ذهب فلم ير.

فقال أبوبكر : أجمع الناس فأخطبهم بما رأيت وأبرأ إلى الله مما أنا فيه إليك

____________________

(١) في نسخة : [ لمن يسمع كما تقع السلسلة في الطست ] ويوجد ذلك في المصدر مع تصحيف.

(٢) خلق الله خ.

(٣) بصائر الدرجات : ٦٣.

(٤) لعل الصحيح : حريش بالحاء المهملة. وفى الرجل وحديثه هذا كلام للنجاشى راجع فهرسته.

(٥) في نسخة : [ فعبث به ] وفى اخرى : فلعب به.

٥١

يا علي على أن تؤمنني ، قال : ما أنت بفاعل ، ولولا أنك تنسى ما رأيت لفعلت(١) قال : فانطلق أبوبكر إلى عمر ورجع نور إنا أنزلناه إلى علي عليه‌السلام فقال له : قد اجتمع أبوبكر مع عمر ، فقلت : أو علم النور؟ قال : إن له لسانا ناطقا وبصرا نافذا يتجسس الاخبار للاوصياء ويستمع الاسرار(٢) ، ويأتيهم بتفسير كل أمر يكتتم به أعدؤهم.

فلما أخبر أبوبكر الخبر عمر قال : سحرك ، وإنها لفي بني هاشم لقديمة قال : ثم قاما يخبران الناس فما دريا ما يقولان ، قلت : لماذا؟ قال : لانهما قد نسياه ، وجاء النور فأخبر عليا عليه‌السلام خبرهما ، فقال : بعدا لهما كما بعدت ثمود(٣).

بيان : قوله عليه‌السلام : لفعلت ، لعل المعنى لفعلت أشياء اخر من التشنيع ، والنسبة إلى السحر وغيرهما كما يؤمي إليه آخر الخبر ، ويمكن أن يقرأ على صيغة المتكلم لكنه يأبى عنه ما بعده في الجملة.

١٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر عن جابر الجعفي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا جابر إن الله خلق الناس ثلاثة أصناف ، وهو قول الله تعالى : « وكنتم أزوجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون اولئك المقربون ».

فالسابقون هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخاصة الله من خلقه ، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس ، فبه بعثوا أنبياء(٤) ، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا الله وأيدهم بروح القوة فبه قووا على طاعة الله ، وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وكرهوا معصيته ، وجهل فيهم روح المدرج الذي يذهب به الناس ويجيئون

____________________

(١) في هامش النسخة المصححة : أى ان كنت لا تنسى ما رأيت لفعلت الابراء ولرددت الخلافة.

(٢) في نسخة من الكتاب وفى المصدر : ويسمع الاسرار.

(٣) بصائر الدرجات : ٨٠.

(٤) فبه عرفوا الاشياء.خ ل.

٥٢

وجعل في المؤمنين أصحاب الميمنة روح الايمان ، فبه خافوا الله ، وجعل فيهم روح القوة قبه قووا على الطاعة من الله ، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله ، وجعل فيهم روح المدرج الذي يذهب الناس به ويجيئون(١).

تبيين : « أزواجا » أي أصنافا « ما أصحاب الميمنة » الاستفهام للتعجب من علو حالهم ، والجملة الاستفهامية خبر بإقامة الظاهر مقام الضمير ، وسموا بذلك لانهم عند الميثاق كانوا على اليمين ، أو يكونون في الحشر عن يمين العرش ، أو يؤتون صحائفهم بأيمانهم ، أو لانهم أهل اليمن والبركة ، وأصحاب المشأمة على خلاف ذلك « والسابقون السابقون » أي الذين سبقوا إلى الايمان والطاعة ، أو إلى حيازة الفضائل أو الانبياء(٢) والاوصياء ، فإنهم مقدمو أهل الايمان ، هم الذين عرفت حالهم ومآلهم والدين سبقوا إلى الجنة « اولئك المقربون » أي الذين قربت درجاتهم في الجنة واعليت مراتبهم « وخاصة الله » أي سائر الانبياء وجميع الاوصياء الذين اختصهم الله لخلافته.

ثم اعلم أن الروح يطلق على النفس الناطقة ، وعلى النفس الحيوانية لسارية في البدن ، على خلق عظيم إما من جنس الملائكة أو أعظم منهم ، والارواح المذكورة هنا يمكن أن تكون أرواحا مختلفة متباينة بعضها في البدن ، وبعضها خارجة عنه ، أو يكون المراد بالجميع النفس الناطقة باعتبار أعمالها وأحوالها ودرجاتها ومراتبها ، أو اطلقت على تلك الاحوال والدرجات ، كما أنه تطلق عليها النفس الامارة واللوامة والملهمة والمطمئنة بحسب درجاتها ومراتبها في الطاعة ، والعقل الهيولاني وبالملكة وبالفعل والمستفاد بحسب مراتبها في العلم والمعرفة.

ويحتمل أن تكون روح القوة والشهوة والمدرج كلها الروح الحيوانية ، و روح الايمان وروح القدس النفس الناطقة بحسب كمالاتها ، أو تكون الاربعة سوى روح

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣٢. والايات في الواقعة : ٧ ـ ١١.

(٢) في نسخة. وهم الانبياء.

٥٣

القدس مراتب النفس ، وروح القدس الخلق الاعظم ، ويحتمل أن يكون ارتباط روح القدس متفرعا على حصول تلك الحالة القدسية للنفس ، فتطلق روح القدس على النفس في تلك الحالة ، وعلى تلك الحالة ، وعلى الجوهر القدسي الذي يحصل له الارتباط بالنفس في تلك الحالة ، كما تقول الحكماء في ارتباط النفس بالعقل الفعال بزعمهم ، وبه يؤولون أكثر الآيات والاخبار اعتمادا على عقولهم القاصرة وأفكارهم الخاسرة

« فبه قووا على طاعة الله » أقول : روح القوة روح بها يقوون على الاعمال وهي مشتركة بين الفريقين ، لكن لما كان أصحاب اليمين يصرفونها إلى طاعة الله عبر عنها كذلك ، وكذا روح الشهوة هي ما يصير سببا للميل إلى المشتهيات.فأصحاب الشمال يستعملونها في المشتهيات الجسمانية ، وأصحاب اليمين في اللذات الروحانية ، وعدم ذكر أصحاب المشأمة لظهور أحوالهم مما مر ، لانه ليس لهم روح القدس ولا روح الايمان ففيهم الثلاثة الباقية التي هي موجودة في الحيوانات أيضا ، كما قال سبحانه : « إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا(١) وسيأتي تفصيل القول في ذلك في كتاب السماء والعالم أنشاء الله تعالى.

١٤ ـ ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن يحيى بن صالح عن محمد بن خالد الاسدي عن الحسن بن إبراهيم(٢) عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : في الانبياء والاوصياء خمسة أرواح : روح البدن ، وروح القدس ، وروح القوة ، و روح الشهوة ، وروح الايمان ، وفي المؤمنين أربعة أرواح ، أفقدها روح القدس(٣) روح البدن ، وروح القوة وروح الشهوة ، وروح الايمان ، وفي الكفار ثلاثة أرواح روح البدن ، وروح القوة ، وروح الشهوة.

ثم قال : روح الايمان يلازم الجسد ما لم يعمل بكبيرة ، فإذا عمل بكبيرة

____________________

(١) الفرقان : ٤٤.

(٢) في المصدر : عن الحسن بن جهم.

(٣) انما فقدوا روح القدس.خ ل ظ.

٥٤

فارقه الروح ، وروح القدس من سكن فيه ، فإنه لا يعمل بكبيرة أبدا(١).

١٥ ـ ير : بعض أصحابنا عن محمد بن عمر عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن علم العالم ، فقال : ياجابر إن في الانبياء والاصياء خمسة أرواح : روح القدس ، وروح الايمان ، وروح الحياة وروح القوة ، وروح الشهوة ، فبروح القدس يا جابر عرفوا(٢) ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى ، ثم قال : يا جابر إن هذا الارواح يصيبها الحدثان إلا أن روح القدس(٣) لا يلهو ولا يلعب(٤).

وفي الصحاح : حدث أمر أي وقع ، والحدث والحادثة والحدثان كله بمعنى والمراد هنا ما يمنعها عن أعمالها ، كرفع بعض الشهوات عند الشيخوخة وضعف القوى بها و بالامراض ، ومفارقة روح الايمان بارتكاب الكبائر ، وأما من اعطي روح القدس فلا يصيبه ما يمنعه عن العلم والمعرفة ، ولا يلهو أي لا يغفل ولا يسهو عن أمر ، ولا يلعب أي لا يرتكب أمرا لا منفعة فيه.

١٦ ـ ير : ابن معروف عن القاسم بن عروة عن محمد بن حمران عن بعض أصحابه قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك تسألون عن الشئ ، فلا يكون عندكم علمه؟ فقال : ربما كان ذلك ، قال : قلت كيف تصنعون؟ قال : تتلقانا به روح القدس(٥).

١٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن محمد البرقي والاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣٢.

(٢) في المصدر : علمنا.

(٣) الا روح القدس فانها.خ ل.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣٣ و ١٣٤.

(٥) بصاتر الدرجات : ١٣٣ و ١٣٤.

٥٥

عن بشير الدهان عن حمران بن أعين عن جعيد الهمداني قال : سألت علي بن الحسين عليه‌السلام بأي حكم تحكمون؟ قال : نحكم بحكم آل داود ، فإن عيينا شيئا تلقانا به روح القدس(١).

بيان : قوله عليه‌السلام : بحكم آل داود ، أي نحكم بعلمنا ، ولا نسأل بينة ، كما كان داود عليه‌السلام أحيانا يفعله.

١٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الساباطي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : بما تحكمون إذا حكمتم؟ فقال : بحكم الله وحكم داود ، فإذا ورد علينا شئ ليس عندنا تلقانا به روح القدس(٢).

١٩ ـ ير : أحمد بن محمد عن البرقي عن أبي الجهم عن أسباط عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : تسألون عن الشئ ، فلا يكون عندكم علمه؟ قال : ربما كان ذلك ، قلت : كيف تصنعون؟ قال : تلقانا به روح القدس(٣).

٢٠ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أنبياء أنتم؟ قال : لا ، قلت : فقد حدثني من لا أتهم أنك قلت : إنا أنبياء.قال : من هو؟ أبوالخطاب؟ قال : قلت : نعم ، قال : كنت إذا أهجر ، قال : قلت : فبما تحكمون؟ قال : بحكم آل داود ، فإذا ورد علينا شئ ليس عندنا تلقانا به روح القدس(٤).

بيان : قوله عليه‌السلام : كنت أذا أهجر ، أي لم أقل ذلك وكذب علي ، إذ لو قلت ذلك لكان هذيانا ، ولا يصدر مثله عن مثلي.

٢١ ـ خص ، ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار أو غيره قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : فبما تحكمون إذا حكمتم؟ فقال : بحكم الله و حكم داود وحكم محمد (ص) ، فإذا ورد علينا ما ليس في كتاب علي عليه‌السلام تلقانا به روح القدس وألهمنا الله إلهاما(٥).

____________________

(١ ـ ٤) بصائر الدرجات : ١٣٤.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ١ ، بصائر الدرجات : ١٣٤.

٥٦

٢٢ ـ خص ، ير : إبراهيم بن هاشم عن محمد البرقي عن ابن سنان أو غيره عن بشير عن حمران عن جعيد الهمداني وكان جعيد ممن خرج مع الحسين عليه‌السلام بكربلا(١) قال : فقلت للحسين عليه‌السلام : جعلت فداك بأي شئ تحكمون؟ قال : ياجعيد نحكم بحكم آل داود ، فإذا عيينا(٢) عن شئ تلقانا به روح القدس(٣).

٢٣ ـ خص ، ير : عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسن بن علي عن علي بن عبدالعزيز عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك إن الناس يزعمون أن رسول الله (ص) وجه عليا عليه‌السلام إلى اليمن ليقضي بينهم فقال علي عليه‌السلام فما وردت علي قضية إلا حكمت فيها بحكم الله وحكم رسول الله (ص) ، فقال صدقوا ، قلت : وكيف ذاك ولم يكن انزل القرآن كله؟ وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غائبا عنه؟ فقال : تتلقاه به روح القدس(٤).

٢٤ ـ خص ، ير : أبوعلي أحمد بن إسحاق عن الحسن بن العباس بن جريش(٥) عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال : قال أبوجعفر الباقر عليه‌السلام : إن الاوصياء محدثون يحدثهم روح القدس ولا يرونه ، وكان علي عليه‌السلام يعرض على روح القدس ما يسأل عنه فيوجس في نفسه أن قد أصبت(٦) بالجواب فيخبر فيكون كما قال(٧).

٢٥ ـ ير : الحسين بن محمد عن المعلى عن عبدالله بن إدريس عن محمد بن سنان

____________________

(١) في منتخب البصائر : [ فقتل بكربلا ] وكأن ما في كتاب الصفار أصح لان الشيخ في الرجال عده من أصحاب علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم‌السلام ، ولم يعد من الشهداء وقد مر أنه روى هذا الخبر عن علي بن الحسين ، وكأن أحدهما تصحيف الاخروان احتمل روايته عنهما معا.منه مد ظله.

(٢) غيبنا خ ل.

(٣ و ٤) مختصر بصائر الدرجات : ١ ، بصائر الدرجات : ١٣٤.

(٥) لعل الصحيح : حريش بالحاء المهملة.

(٦) اصيب خ ل.

(٧) مختصر بصائر الدرجات : ١ و ٢ ، بصائر الدرجات : ١٣٤.

٥٧

عن المفضل ابن عمر قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام سألته عن علم الامام(١) بما في أقطار الارض وهو في بيته مرخى عليه ستره فقال : يامفضل إن الله تبارك وتعالى جعل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خمسة أرواح : روح الحياة ، فبه دب ودرج ، وروح القوة فبه نهض وجاهد(٢) ، وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال ، وروح الايمان فبه أمر وعدل ، وروح القدس فبه حمل النبوة ، فإذا(٣) قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انتقل روح القدس فصار في الامام.

وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو ، والاربعة الارواح تنام و تلهو وتغفل وتسهو ، وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الارض وغربها وبرها وبحرها ، قلت : جعلت فداك يتناول الامام ما ببغداد بيده؟ قال ، نعم! وما دون العرش(٤).

خص سعد عن إسماعيل بن محمد البصري عن عبدالله بن إدريس مثله.(٥)

٢٦ ـ ير : بعض أصحابنا عن موسى بن عمر عن محمد بن بشار عن عمار بن مروان عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن الله خلق الانبياء والائمه على خمسة أرواح : روح الايمان ، وروح الحياة ، وروح القوة ، وروح الشهوة ، وروح القدس ، فروح القدس من الله ، وسائر هذه الارواح يصيبها الحدثان ، فروح القدس لا يلهو ولا يتغير ولا يلعب ، وبروح القدس علموا يا جابر ما دون العرش إلى ما تحت الثرى(٦). خص : سعد عن موسى بن عمر مثله(٧).

____________________

(١) في مختصر البصائر : سألت ابا عبدالله عليه‌السلام عن علم الامام.

(٢) في مختصر البصائر : وجاهد عدوه.

(٣) في مختصر البصائر : ولما قبض.

(٤) وبصائر الدرجات : ١٣٤.

(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٢ : فيه : وبروح القدس كان يرى ما في شرق الارض.

(٦) بصائر الدرجات : ١٣٤.

(٧) مختصر بصائر الدرجات : ٢.فيه : وبروح القدس ياجابر علمنا ما دون العرش.

٥٨

٢٧ ـ ير : محمد بن عبدالحميد عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى « وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض ألا إلى الله تصير الامور ».

قال : يا با محمد خلق(١) والله أعظم من جبرئيل وميكائيل ، وقد كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخبره ويسدده ، وهو مع الائمة عليهم‌السلام يخبرهم ويسددهم(٢).

٢٨ ـ خص ، ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : « وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان » قال : خلق من خلق الله ، أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله (ص) يخبره ويسدده ، وهو مع الائمة من بعده(٣).

٢٩ ـ ير : العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن أبان بن تغلب قال : الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله (ص) يسد ده ويوفقه وهو مع الائمة من بعده(٤).

٣٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن عيسى عن عبدالله بن طلحة قال : قلت : لابي عبدالله عليه‌السلام : أخبرني يابن رسول الله عن العلم الذي تحدثونا به ، أمن صحف عندكم ، أم من رواية يرويها بعضكم عن بعض ، أو كيف حال العلم عندكم؟ قال : يا عبدالله الامر أعظم من ذلك وأجل ، أما تقرأ كتاب الله؟ قلت : بلى ، قال : أما تقرأ :

____________________

(١) أى الروح.

(٢) بصائر الدرجات : ١٣٥. والايتان في الشورى : ٥٢ و ٥٣.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٢ بصائر الدرجات : ١٣٥. والاية في الشورى : ٥٢.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣٥.

٥٩

« وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان » أفترون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان؟ قال : قلت هكذا نقرؤها ، قال : نعم قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله تلك الروح فعلمه بها العلم والفهم ، وكذلك تجري تلك الروح ، إذا بعثها الله إلى عبد علمه بها العلم والفهم(١).

ير : محمد بن عبدالحميد ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله.(٢)

ير : إبراهيم بن هاشم عن أبي عبدالله البرقي عن ابن سنان أو غيره عن عبدالله بن طلحة مثله(٣).

٣١ ـ ير : محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسدده ويرشده ، وهو مع الاوصياء من بعده(٤).

٣٢ ـ ير : ابن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن أسباط بياع الزطي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال له رجل من أهل هيت : قول الله عزوجل : « وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان » قال : فقال : ملك منذ أنزل الله ذلك الملك لم يصعد إلى السماء ، كان مع رسول الله (ص) ، وهو مع الا ئمة يسددهم.(٥)

٣٣ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال : قلت قول الله : « وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا » قال : هو خلق أعظم من

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣٥ و ١٣٦

(٢) لم نجد الحديث بهذه الالفاظ : نعم يوجد في البصائر ص ١٣٥ حديث بالاسناد يوافق متنه ما تقدهم تحت رقم ٢٩. ولعل هنا وقع تقديم وتأخير.

(٣) بصائر الدرجات : ١٣٦.

(٤ ـ ٥) بصائر الدرجات : ١٣٥.

٦٠