بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خرج إلينا أبوعبدالله عليه‌السلام وهو مغضب فقال : إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي : لبيك جعفر بن محمد لبيك فرجعت عودي على(١) بدئي إلى منزلي خائفا ذعرا مما قال حتى سجدت في مسجدي لربي وعفرت له وجهي وذللت له نفسي وبرئت إليه مما هتف بي.

ولو أن عيسى بن مريم عداما(٢) قال الله فيه إذ الصم صمما لا يسمع بعده أبدا وعمي عمى لا يبصر بعده أبدا ، وخرس خرسا لا يتكلم بعده أبدا ، ثم قال : لعن الله أبا الخطاب وقتله بالحديد ـ (٣)

٩١ ـ كش : أحمد بن علي السلولي عن ابن عيسى عن صفوان عن عنبسة بن مصعب قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : أي شئ سمعت من أبي الخطاب؟ قال : سمعته يقول : إنك وضعت يدك على صدره وقلت له : عه(٤) ولا تنس! وأنك تعلم الغيب(٥) وأنك قلت له : عيبة(٦) علمنا وموضع سرنا أمين على أحيائنا وأمواتنا.

قال : لا والله ما مس شئ من جسدي جسده إلا يده ، واما قوله : إني قلت : أعلم الغيب فوالله الذي لا إله إلا هو ما أعلم(٧) فلا آجرني الله في أمواتي ولا بارك لي في أحيائي إن كنت قلت له.

قال : وقدامه جويرية سوداء تدرج(٨) قال : لقد كان مني إلى ام هذه أو

____________________

(١) رجع عوده على بدئه اى رجع في الطريق الذى جاء منه.

(٢) اى جاوز عما قال الله فيه.

(٣) روضة الكافى : ٢٢٥ و ٢٢٦.

(٤) عه : كلمة زجر للحبس قال الفيروزآبادى : عهعه بالابل : زجرها بعه عه لتحتبس.

(٥) في نسخة : الغيوب.

(٦) العيبة : ما تجعل فيه الثياب كالصندوق.

(٧) في المصدر : ما أعلم الغيب.

(٨) درج الصبى : مشى.درج الرجل : رقى في الدرج.درج القوم : انقرضو او ماتوا.

٣٢١

إلى هذه كخطة(١) القلم فأتتني هذه فلو كنت أعلم الغيب ما كانت تأتيني ، ولقد قاسمت مع عبدالله بن الحسن حائطا بيني وبينه فأصابه السهل والشرب(٢) وأصابني الجبل(٣) وأما قوله : إني قلت : هو عبية علمنا وموضع سرنا أمين على أحيائنا و أمواتنا ، فلا آجرني الله في أمواتي ولا بارك لي في أحيائي(٤) إن كنت قلت له شيئا من هذا قط(٥).

بيان : قوله : لا آجرني الله ، على بناء المجرد من باب نصر ، أو بناء الافعال كما صرح بهما في النهاية والاساس ، أي لا أعطاني في مصبية أمواتي المثوبات التي وعدها أربابها ، فإنه من أعظم الخسران والحرمان ، ولا بارك لي في أحيائي ، أي لم يعطني بركة فيمن هو حي من أتباعي وأولادي وعشيرتي ، وفي بعض النسخ : « في حياتى » والاول أظهر.

قوله عليه‌السلام : كخطة القلم ، أي كان منى إلى ام هذه الجارية مسحة قليلة بقدر خط القلم بارادة المقاربة فأتتني هذه الجارية فحال إتيانها بيني وبين ما اريد ، لو كنت أعلم الغيب لفعلت ذلك في مكان ما كانت تأتيني.

والراوي شك في أنه عليه‌السلام قال : كان مني إلى ام هذه الجارية كخطة القلم فأتتني هذه ، أو قال : إلى هذه الجارية كخطة القلم فأتتني امها ، فلذا ردد في أول الكلام أحال في آخر الكلام أحد الشقين على الظهور واكتفى بذكر أحدهما.

ويحتمل أن يكون المعنى كان بيني وبين ام هذه الجارية المسافة بقدر ما يخط بالقلم ، فلما قربت منها بهذا الحد أتتني وحالت بيني وبينها ، والتقريب كما مر

____________________

(١) في المصدر : لحظة القلم.

(٢) الشرب بالكسر : مورد الشرب.

(٣) زاد في المصدر : [ واصابنى الحبل فلو كنت اعلم الغيب لا صابنى السهل والشرب واصابه ، لحبل ] قلت : الحبل : الرمل المستطيل ، ولعله مصحف.

(٤) في نسخة من الكتاب والمصدر : حياتى.

(٥) رجال الكشى : ١٨٨ و ١٨٩.

٣٢٢

وكون خطة القلم كناية عن المقاربة بعيد ، ويمكن أن يكون المراد كانت بيني وبينها مسافة قليلة بقدر ما يخط بالقلم وكنت أطلبها للتأديب أو غيره فلم أعرف مكانها حتى أتتني بنفسها.

وفي بعض النسخ : لحظ القلم باللام والحاء المهملة والظاء المعجمة ، أي كان مني إليها أمر بأن تلحظ القلم الذي فات مني فأتتني به ، وفي بعضها : « بخط القلم » وفي بعضها : « بخبط القلم » أي الترديد في الكلام بسبب خط النساخ ، فيحتمل أن يكون « فاتتني » في الموضعين ، أي كان مني إليها شئ من الضرب والتهديد للتأديب ففاتتني ولم أطلع على مكانها ، وعلى هذه النسخة أيضا يمكن تأويله بهذا المعنى ، أي فاتتني ثم أتتني بنفسها.

ويؤيده ما رواه في الكافى أنه عليه‌السلام قال : يا عجبا لاقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلا الله لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي.(١)

ولا يخفى أن قوله : هذه ، ثانيا يزيد تكلف بعض التوجيهات.

٩٢ ـ كش : ذكرت الطيارة الغالية في بعض كتبها عن المفضل أنه قال : لقد قتل مع أبي إسماعيل يعني أبا الخطاب سبعون نبيا كلهم رأى وهلك(٢) نبيا فيه.(٣)

وإن المفضل قال : دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام ونحن اثنا عشر رجلا قال : فجعل أبوعبدالله عليه‌السلام يسلم على رجل رجل منا ويسمي كل رجل منا باسم نبي وقال لبعضنا : السلام عليك يانوح ، وقال لبعضنا : السلام عليك يا إبراهيم ، وكان آخر من سلم عليه قال : السلام عليك يا يونس ، ثم قال : لا تخاير بين الانبياء(٤).

____________________

(١) اصول الكافى ١ : ٢٥٧.

(٢) في نسخة : هلل ويشافهه.

(٣) في المصدر : نبينا فيه ..

(٤) رجال الكشى : ٢٠٨.

٣٢٣

تبيين : قولهم : كلهم رأى ، النسخ هنا مختلفة ففي بعضها : قد رأى وهلك نبيا فيه ، أي كلهم رأى الله وهلك مع النبوة في سبيل الله أو في إعانة أبي الخطاب ، وفي بعضها : وهلك ويشافهه ، وهو أظهر ، وفي بعضها : وهلل ويشافهه ، أي قال : لا إله إلا الله وهو يشافه الله ، تعالى عما يقولون علوا كبيرا ، وعلى التقادير يحتمل إرجاع الضمائر إلى الصادق عليه‌السلام بناء على قولهم بالوهيته.

وصحح السيد الداماد هكذا : وهلل بنباوته ، ثم قال : قال علامة الزمخشري في الفائق : النباوة والنبوة : الارتفاع والشرف ، وكلهم كلا إفراديا بالرفع على الابتداء أي كل واحد منهم رأى وهلل على صيغة المعلوم ، أي رأى معبوده بالمنظر الاعلى من الكبرياء والربوبية ، ونفسه في الدرجة الرفيعة من النباوة والنبوة ، وجرى على لسانه كلمة التهليل تدهشا وتحيرا واستعظاما وتعجبا ، أو على صغية المجهول أي إذا رأى قيل : لا إله إلا الله تعجبا من نباوته واستعظاما إذ كل من يرى شيئا عظيما يتعجب منه ويقول : لا إله إلا الله.

قال ابن الاثير في النهاية وفي جامع الاصول : في حديث عمران بن الحصين قال : قال رسول الله (ص) : « النظر إلى وجه علي عبادة » قيل : معناه أن عليا عليه‌السلام كان إذا برز قال الناس : لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتى! لا إله إلا الله ما أكرم هذا الفتى! أي أتقى ، (١) لا إله إلا الله ما أشجع هذا الفتى ، فكان رؤيته تحملهم على كلمة التوحيد.

قوله : لا تخاير ، أي لا تفاضل ، ولعلهم لعنهم الله إنما وضعوا هذه التتمة لئلا يتفضل بعضهم على بعض.

٩٣ ـ كش طاهر بن عيسى عن جعفر بن محمد عن الشجاعي عن الحمادي رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه سئل عن التناسخ قال : فمن نسخ الاول(٢)؟

____________________

(١) في النهاية ٤ : ١٦٤ : ما اتقى.

(٢) رجال الكشى : ١٨.

٣٢٤

بيان : قال السيد الداماد قدس الله روحه : إشارة إلى برهان إبطال التناسخ على القوانين الحكمية والاصول البرهانية ، تقريره أن القول بالتناسخ إنما يستتب ، لو قيل بأزلية النفس المدبرة للاجساد المختلفة المتعاقبة على التناقل والتناسخ وبلا تناهي تلك الاجساد المتناسخة بالعدد من جهة الازل كما هو المشهور من مذهب الذاهبين إليه ، والبراهين الناهضة على استحالة اللانهاية العددية بالفعل مع تحقق الترتب والاجتماع في الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان أعني الدهر ، وإن لم يتصحح الترتب التعاقبي بحسب ظرف السيلان والتدريج والفوت واللحوق ، أعني الزمان.

وقد استبان ذلك في الافق المبين والصراط المستقيم وتقويم الايمان وقبسات حق اليقين وغيرها من كتبنا وصحفنا ، فاذن لا محيص لسلسلة الاجساد المترتبة من مبدأ معين هو الجسد الاول في جهة الازل يستحق باستعداده المزاجي أن يتعلق به نفس مجردة تعلق التدبير والتصرف ، فيكون ذلك مناط حدوث فيضانها عن جود المفيض الفياض الحق جل سلطانه.

وإذا انكشف ذلك فقد انصرح أن كل جسد هيولاني بخصوصية مزاجه الجسماني واستحقاقه الاستعدادي يكون مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه يدبره ويتعلق ويتصرف فيه ويتسلط عليه فليتثبت انتهى ، وقد مر بعض القول فيه في كتاب التوحيد.

٩٤ ـ كش : محمد بن مسعود عن علي بن محمد بن يزيد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نصر عن علي بن عقبة عن أبيه قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فسلمت وجلست فقال لي : وكان في مجلسك هذا أبوالخطاب ومعه سبعون رجلا كله إليهم يتألم منهم شيئا ، فرحمتهم(١) فقلت لهم : ألا اخبركم بفضائل المسلم؟ فلا أحسب أصغرهم إلا قال : بلى جعلت فداك.

قلت : من فضائل المسلم أن يقال له : فلان قارئ لكتاب الله عزوجل ، وفلان

____________________

(١) نسخة : منهم شى رحمتهم.

٣٢٥

ذوحظ من ورع ، وفلان يجتهد في عبادته لربه ، فهذه فضائل المسلم ، ما لكم وللرياسات إنما المسلمون رأس واحد ، إياكم والرجال فان الرجال للرجال مهلكة ، فإني سمعت أبي عليه‌السلام يقول : إن شيطانا يقال له : المذهب يأتي في كل صورة إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصى نبي ولا أحسبه إلا وقد تراءى لصاحبكم فاحذوره.

فبلغني(١) أنهم قتلوا معه(٢) فأبعدهم الله وأسحقهم إنه لا يهلك على الله إلا

____________________

(١) في المصدر : [ فقد بلغنى ] وفيه : واسخطهم.

(٢) ذكر سعد بن عبدالله في كتاب المقالات والفرق ، ٨١ والنوبختى في فرق الشيعة ٦٩ و ٧٠ كيفية قتلهم لعنهم الله وهى هكذا : وكانت الخطابية الرؤساء منهم قتلوا مع أبى الخطاب وكانوا قد لزموا المسجد بالكوفة واظهروا والتعبد ولزم كل رجل منهم اسطوانة وكانوا يدعون الناس إلى امرهم سرا فبلغ خبرهم عيسى بن موسى وكان عاملا لابى جعفر المنصور على الكوفة وبلغه انهم قد اظهروا الاباحات ودعوا الناس إلى نبوة ابى الخطاب وانهم مجتمعون في مسجد الكوفة قد لزموا الاساطين يرون الناس انهم لزموا للعبادة فبعث اليهم رجلا من اصحابه في خيل ورجالة ليأخذهم ويأتيه بهم فامتنعوا عليه وحاربوه وكانوا سبعين رجلا فقنلهم جميعا ولم يفلت منهم احد الا رجل واحد اصابته جراحات فسقط بين القنلى فعد فيهم فلما جن الليل خرج من بينهم فتخلص وهو ابوسلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بابى خديجة. وذكر بعد ذلك انه قد تاب ورجع وكان ممن يروى الحديث وكانت بينهم حرب شديدة بالقصب والحجارة والسكاكين كانت مع بعضهم وجعلوا القصب مكان الرماح وقد كان ابوالخطاب قال لهم : قاتلوهم فان قصبكم يعمل فيهم عمل الرماح وسائر السلاح ورماحهم وسيوفهم وسلاحهم لا يضركم ولا يعمل فيكم ولا يحتك في ابدانكم فجعل يقدمهم عشرة عشرة للمحاربة فلما قتل منهم نحو ثلاثين رجلا صاحوا اليه : ياسيدنا ما ترى ما يحل بنا من هولاء القوم؟ ولا ترى قصبنا لا يعمل فيهم ولا يؤثر وقد يكسر كله؟ وقد عمل فينا وقتل من برئ منا فقال لهم يا قوم قد بليتم وامتحنتم واذن في قتلكم وشهادتكم فقاتلوا على دينكم واحسابكم ولا تعطوا بايديكم فتذلوا ، مع انكم لا تتخلصون من القتل فموتوا كراما اعزاء واصبروا فقد وعد الله الصابرين اجرا عظيما وانتم الصابرو فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم واسر ابوالخطاب فاتى به عيسى بن موسى فامر بقتله فضربت عنقه.

٣٢٦

هالك(١).

بيان : قوله عليه‌السلام : كلهم إليه يتألم كذا في أكثر النسخ على صيغة التفعل من الالم ، وفي بعض النسخ : « ينالهم » والظاهر أن فيه سقطا وتحريفا ، وقال السيد الداماد رحمه‌الله : أي كلهم مسلمون إليه ينالهم منهم شئ ، بالنون من النيل ، أي يصيبهم من تلقاء أنفسهم مصيبة وفي نسخة : « يثالم » بالمثلثة على المفاعلة من الثلمة ومنهم « للتعدية أو بمعنى » فيهم « أو » من « زائدة للدعاء ، والمعنى يثالمهم شئ ويوقع فيهم ثلمة ، قوله : فلا أحسب أصغرهم ، أي لم أظن أحدا أنه أصغرهم إلا أجاب بهذا الجواب ، وفي بعض النسخ : « فلا أحسب إلا أصغرهم ».

قال : قوله عليه‌السلام : إنما المسلمون رأس واحد ، أي جميعهم في حكم رأس واحد فلا ينبغي لهم إلا رئيس واحد ، ويمكن أن يقدر المضاف ، أي ذو رأس واحد ، وفي بعض النسخ : « إنما للمسلمين رأس واحد » أي إنما لهم جميعا رئيس واحد ومطاع واحد.

قوله عليه‌السلام : لا يهلك ، أي لا يرد على الله هالكا إلا من هو هالك بحسب شقاوته وسوء طينته ، وفي الصحيفة : فالهالك منا من هلك عليه. وقد بسطنا القول فيه في الفرائد الطريفة.(٢)

____________________

في دارالرزق على شاطئ الفرات وامر بصلبه وصلب اصحابه فصلبوا ثم امر بعد مدة باحراقهم فاحرقوا وبعث برؤوسهم إلى المنصور فامر بها فصلبت على مدينة بغداد ثلاثة ايام ثم احرقت.

(١) رجال الكشى : ١٨٩

(٢) ذكر الكشى في رجاله روايات كثيرة في ذم الغلاة وكفرهم ذكر بعضها المصنف وترك باقيها.

٣٢٧

فصل في بيان التفويض ومعانيه

١ ـ ن : ماجيلويه عن علي عن أبيه عن ياسر الخادم قال : قلت للرضا عليه‌السلام : ما تقول في التفويض؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر دينه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (١) فأما الخلق والرزق فلا. ثم قال عليه‌السلام : إن الله عزوجل خالق كل شئ وهو يقول عزوجل « الذي(٢) خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون ».(٣)

٢ ـ ن : محمد بن علي بن بشار عن المظفر بن أحمد عن العباس بن محمد بن القاسم عن الحسن بن سهل عن محمد بن حامد عن أبي هاشم الجعفري قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن الغلاة والمفوضة فقال : الغلاة كفار والمفوضة مشركون من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج اليهم(٤) أو أمنهم أو اثتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عزوجل وولاية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وولايتنا أهل البيت.(٥)

٣ ـ ن : تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الانصاري عن يزيد بن عمير بن معاوية الشامي(٦) قال : دخلت على علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بمرو وفقلت له : يا بن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : « لا جبر ولا تفويض

____________________

(١) الحشر : ٧.

(٢) في المصدر : الله الذى.

(٣) عيون اخبار الرضا : ٣٢٦ والاية في الروم : ٤٠.

(٤) في المصدر : او تزوج منهم.

(٥) عيون الاخبار : ٣٢٦.

(٦) في المصدر : [ زيد بن عمير بن معاوية الشامى ] وفى نسخة : يزيد بن عمير عن معاوية الشامى.

٣٢٨

أمر بين أمرين » (١) فما معناه؟

فقال : من زعم أن الله عزوجل يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر ومن زعم أن الله عزوجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم‌السلام فقد قال بالتفويض ، والقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك الخبر.(٢)

٤ ـ ج : أبوالحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال : اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عزوجل فوض إلى الائمة عليهم‌السلام أن يخلقوا ويرزقوا؟ فقال قوم : هذا محال لا يجوز على الله عزوجل ، لان الاجسام لا يقدر على خلقها غير الله عزوجل وقال آخرون : بل الله عزوجل أقدر الائمة على ذلك وفوض إليهم فخلقوا و رزقوا ، وتنازعوا في ذلك تنازعا شديدا.

فقال قائل : ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان فتسألونه عن ذلك ليوضح لكم الحق فيه فانه الطريق إلى صاحب الامر ، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله ، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته : إن الله تعالى هو الذي خلق الاجسام وقسم الارزاق لانه ليس بجسم ولا حال في جسم ، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، فأما الائمة عليهم‌السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسأله فيرزق ، إيجابا لمسئلتهم وإعظاما لحقهم(٣).

٥ ـ ير : الحسن بن علي بن عبدالله عن عبيس بن هشام عن عبدالصمد بن بشير عن عبدالله(٤) بن سليمان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سأله رجل عن الامام(٥) فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان؟ فقال : نعم. وذلك أنه سأله رجل(٦) عن

____________________

(١) في المصدر : بل امر بين الامرين.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٧٠.

(٣) الاحتجاج : ٢٦٤.

(٤) عبدالله بن سليمان مجهول.

(٥) في المصدر : قال : سألته عن الامام.

(٦) في المصدر والكافى : وذلك ان رجلا سأله.

٣٢٩

مسألة فأجاب فيها ، (١) وسأله رجل آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الاول ثم سأله آخر عنها فأجابه(٢) بغير جواب الاولين ، (٣) ثم قال : هذا عطاؤنا فامنن(٤) أو أعط بغير حساب هكذا في(٥) قراءة علي عليه‌السلام.

قال : قلت : أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام(٦)؟ قال : سبحان الله أما تسمع قول الله تعالى في كتابه : « إن في ذلك لايات للمتوسمين » وهم الائمة « وإنها لبسبيل مقيم » (٧) يخرج منها أبدا.

ثم قال : نعم إن الامام إذا نظر إلى رجل عرفه وعرف لونه وإن سمع كلامه من خلف خلف حائط عرفه وعرف ما هو ، لان الله(٨) يقول « ومن آياته خلق السماوات

____________________

(١) في المصدر : [ فاجابه منها ] وفى الكافى : فاجابه فيها.

(٢) في البصائر : [ ثم سأله آخر من تلك المسألة فاجابه ] وفى الكافى : ثم سأله آخر فاجابه.

(٣) المعلوم من مذهب ائمتنا صلوات الله عليهم اجمعين ان كل موضوع لا يكون له الا حكم واحد من الله تعالى ، نعم ربما يعرف الامام ان السائل ليس من مقلديه ومتابعيه فيجيبه بما يوافق مذهبه ولا يجيبه بما حكم الله في نظره ، وفى اخبارنا من هذا الضرب كثيرة يعدها اصحابنا من التقية وفى صحة عدها من التقية نظر وربما يكون لهم مانع من بيان حكم الله الواقعى فيفتون ويجيبون عن مسألة بما يفتى به بعض معاصريه من الفقهاء العامة فهذا الحديث اما من الضرب الاول واما أن موضوع المسائل كان متعددا باطلاق او شرط ، وببالى انى رأيت في حديث ان الامام بين موضوع كل مسألة وعلة اختلاف حكمه.

(٤) في البصائر المطبوع : [ فامسك ] والاية في سورة ص : ٣٩ وهى هكذا : هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب.

(٥) في المصدر والكافى : وهكذا هى.

(٦) لعله ايعاز إلى ما ذكرنا من الوجه الاول في توجيه الحديث.

(٧) الحجر : ٧٥ و ٧٦.

(٨) في المصدرين : ان الله يقول.

٣٣٠

والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين » (١) فهم العلماء وليس يسمع شيئا من الالسن(٢) إلا عرفه : ناج أو هالك ، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به.(٣)

كا : أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس عن عبدالله بن سليمان عنه عليه‌السلام مثله.(٤)

بيان : قوله : وذلك أنه ، كلام الراوي ، وتقديره ذلك السؤال لانه سأله وكونه كلامه عليه‌السلام وإرجاع الضمير إلى سليمان بعيد جدا أو أعط هذه القراءة غير مذكورة في الشواذ ، وكأنه عليها(٥) المن بمعنى القطع أو النقص ، وعرف لونه أي عرف أن لونه أي لون ، ويدل على أي شئ من الصفات والاخلاق.

أو المراد باللون النوع ، وعلى تأويله المراد بقوله : « إن في ذلك لآيات للعالمين » أن في الالسن والالوان المختلفة لايات وعلامات للعلمآء الذين هم العالمون حقيقة وهم الائمة عليهم‌السلام يستدلون بها على إيمان الخلق ونفاقهم وسائر صفاتهم وهذا من غرائب علومهم وشؤنهم صلوات الله عليهم.

٦ ـ ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبدالحميد عن أبي أسامة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله خلق محمدا عبدا فأدبه حتى إذا بلغ أربعين سنة أوحى إليه وفوض إليه لاشيآء فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ».(٦)

____________________

(١) الروم : ٢٢.

(٢) في البصائر : [ وليس يسمع شيئا من الالسن تنطق ] وفى الكافى : فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به.

(٣) بصائرالدرجات ١١٤.

(٤) اصول الكافى ١ : ٤٣٨.

(٥) اى على تلك القراءة.

(٦) بصائر الدرجات : ١١١.

٣٣١

٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر و أبا عبدالله عليهما‌السلام يقولان : إن الله فوض إلى نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الاية : ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.(١)

بيان : قوله كيف طاعتهم ، أي للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أو لله تعالى أو الاعم منهما.

٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وضع رسول الله (ص) دية العين ودية النفس ودية الانف وحرم النبيذ وكل مسكر ، فقال له رجل : فوضع هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن غير أن يكون جاء في شئ؟ قال : نعم ليعلم من يطع الرسول(٢) ويعصيه.(٣)

٩ ـ ير : ابن يزيد عن أحمد بن الحسن بن زياد عن محمد بن الحسن الميثمي عن أبيه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الله أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا.(٤)

ير : محمد بن عبدالجبار عن ابن أبان عن أحمد بن الحسن مثله.(٥)

١٠ ـ ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن علي بن صامت عن أديم بن الحر قال أديم : سأله موسى بن أشيم يعني أبا عبدالله عليه‌السلام عن آية من كتاب الله فخبره بها فلم يبرح دخل رجل فسأله عن تلك الاية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبره ، قال ابن أشيم : فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كنت كاد قلبي يشرح بالسكاكين وقلت : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الحرف الواحد الواو و شبهها وجئت إلى من يخطئ هذا الخطاء كله.

فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك بعينها(٦) فأخبره بخلاف ما

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١١١.

(٢) في نسخة : ممن يعصيه.

(٣) بصائر الدرجات : ١١٢ فيه : ومن يعصيه.

(٤ و ٥) بصائر الدرجات : ١١٣.

(٦) في المصدر : اذ دخل عليه رجل آخر فسأله عن تلك الاية بعينها.

٣٣٢

أخبرني والذي سأله بعدي فتجلى عني وعلمت أن ذلك تعمد منه ، فحدثت نفسي(١) بشئ فالتفت إلي أبوعبدالله عليه‌السلام فقال : يابن أشيم لا تفعل كذا وكذا ، فحدثني عن الامر الذي حدثت به نفسي.

ثم قال : يا ابن أشيم إن الله فوض إلى سليمان بن داود عليه‌السلام فقال : « هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » (٢) وفوض إلى نبيه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » (٣) فما فوض إلى نبيه فقد فوض إلينا.

يا ابن أشيم من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام(٤) ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. أتدري ما الحرج؟ قلت : لا فقال بيده وضم أصابعه الشئ(٥) المصمت الذي لا يخرج منه شئ ولا يدخل فيه شئ.(٦)

ختص : اليقطيني عن النضر مثله.(٧)

ير : ابن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن أبي بكر عن موسى بن أشيم مثله.(٨)

ختص ، ير : أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن المغيرة عن عبدالله بن سنان عن موسى بن أشيم مثله.(٩)

____________________

(١) في نسخة : [ في نفسى ] وفى المصدر : بشئ في نفسى.

(٢) ص : ٣٩.

(٣) الحشر : ٧.

(٤) في المصدر : [ للايمان ] وهو من تصحيف الطابع والاية في الانعام : ١٢٥ و فيه : فمن يرد الله.

(٥) في نسخة : كالشئ

(٦) بصائر الدرجات : ١١٣ و ١١٤.

(٧) الاختصاص : ٣٣٠ و ٣٣١ راجعه ففيه اختلاف لفظى.

(٨) بصائر الدرجات : ١١٣ فيه : [ موسى بن اشيم قال : كنت عند ابى عبدالله عليه‌السلام فسأله رجل ] وفيه اختصار راجعه.

(٩) بصائر الدرجات : ١١٣ ، الاختصاص : ٣٢٩ و ٣٣٠ راجعهما ففيهما اختصار.

٣٣٣

١١ ـ ير : في نوادر محمد بن سنان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى الرسول(١) وإلى الائمة عليهم‌السلام فقال : « إنا أنزلنا إليك الكتاب(٢) لتحكم بين الناس بما أراك الله » وهي جارية في الاوصياء.(٣)

ختص : ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عبدالله بن سنان عنه عليه‌السلام مثله.(٤)

بيان : ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد بقوله تعالى : « بما أراك الله » بما عرفك الله وأوحى به إليك ، ومنهم من زعم أنه يدل على جواز الاجتهاد عليه‌السلام ولا يخفى ضعفه ، وظاهر الخبر أنه عليه‌السلام فسر الاراءة بالالهام وما يلقى الله في قلوبهم من الاحكام لتدل على التفويض ببعض معانيه.كما سيأتي.

١٢ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن بعض أصحابنا عن ابن عميرة عن الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال لان الائمة منا مفوض اليهم ، فما أحلوا فهو حلال وما حرموا فهو حرام.(٥)

ختص : الطيالسي عن ابن عميرة مثله.(٦)

١٣ ـ ير : أحمد بن موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الله أدب نبيه على محبته فقال : « إنك لعلى خلق عظيم » ثم فوض إليه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا » وقال : « من يطع الرسول فقد أطاع الله ». (٧)

____________________

(١) في نسخة : [ رسول الله ] وهو الموجود في البصائر.

(٢) في المصدر : [ الكتاب بالحق ] وهو الصحيح.

(٣) بصائر الدرجات : ١١٤.

(٤) الاختصاص : ٣٣١ فيه : عبدالله بن مسكان.

(٥ و ٦) بصائر الدرجات : ١١٣ ، الا ختصاص : ٣٣٠.

(٧) تقدم الايعاز إلى مواضع الايات.

٣٣٤

قال : ثم قال : وإن نبي الله فوض إلى علي وائتمنه ، فسلمتم وجحد الناس والله لحسبكم أن تقولوا إذا قلنا وتصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبين الله فما جعل الله لاحد من خير في خلاف أمرنا.(١)

ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن ابن أبي نجران وابن فضال عن عاصم عن أبي إسحاق مثله إلى قوله : وائتمنه.(٢)

ختص : ابن عيسى عن ابن أبي نجران عن ابن حميد عن أبي إسحاق النحوي مثله وزاد في آخرة : فان أمرنا أمر الله عزوجل.(٣)

بيان : قوله عليه‌السلام على محبته ، أي على ما أحب وأراد من التأديب ، أو حال عن الفاعل أي حال كونه تعالى ثابتا على محبته ، أو عن المفعول ، أي حال كونه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثابتا على محبته تعالى ، ويحتمل أن يكون « على » تعليلية ، أي لحبه تعالى له أو لحبه له تعالى ، أو علمه بما يوجب حبه لله تعالى أو حبه تعالى له : والاول أظهر الوجوه.

١٤ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زكريا الزجاجي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يذكر أن عليا عليه‌السلام كان فيما ولى بمنزلة سليمان بن داود قال الله تعالى : « فامنن أو أمسك بغير حساب ».(٤)

كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحجال مثله(٥).

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١١٣.

(٢) بصائر الدرجات : ١١٣ فيه : عن ابى اسحاق النحوى قال : سمعت ابا جعفر عليه‌السلام.

(٣) الاختصاص : ٣٣٠ فيه : [ عن ابى اسحاق النحوى قال : سمعت ابا جعفر عليه‌السلام ] وفيه نقص من قوله : والله إلى قوله : صمتنا.

(٤) بصائر الدرجات : ١١٣ والاية في ص : ١٣٩.

(٥) كنز الفوائد : ٢٤٦ وفيه : قال له سبحانه.

٣٣٥

١٥ ـ ختص ير : محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن رفيد مولى ابن هبيرة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا رأيت القائم أعطى رجلا مائة ألف وأعطى آخر درهما فلا يكبر(١) في صدرك فإن الامر مفوض إليه.(٢)

١٦ ـ غط : جعفر الفزاري عن محمد بن جعفر بن عبدالله عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري قال : وجه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد عليه‌السلام قال كامل : فقلت في نفسي : أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي و قال بمقالتي؟

قال : فلما دخلت على سيدي أبي محمد عليه‌السلام نظرت إلى ثياب بياض(٣) ناعمة عليه فقلت في نفسي : ولي الله وحجته يلبس الناعم(٤) من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان وينهانا عن لبس مثله.

فقال متبسما : يا كامل وحسر ذراعيه(٥) فاذا مسح أسود خشن على جلده فقال : هذا لله ، وهذا لكم ، فسلمت وجلست إلى باب عليه ستر مرخى فجاءت الريح فكشفت طرفه فاذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها ، فقال لي : ياكامل بن ابراهيم فاقشعررت من ذلك والهمت أن قلت : لبيك ياسيدي ، فقال : جئت إلى ولي الله وحجته وبابه تسأله : هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟ فقلت : إي والله ، قال : إذن والله يقل داخلها ، والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم : الحقية.

قلت : يا سيدي ومن هم؟ قال : قوم من حبهم لعلي عليه‌السلام يحلفون بحقه و

____________________

(١) في الاختصاص : قد اعطى رجلا مائة الف درهم واعطاك درهما فلا يكبرن.

(٢) بصائر الدرجات : ١١٣ ، الاختصاص : ٣٣١ و ٣٣٢.

(٣) في نسخة : بيض.

(٤) نعم كشرف : لان ملبسه.

(٥) في المصدر : [ عن ذراعيه ] اقول : اى كشفه. والمسح بالكسر : كساء من شعر.

٣٣٦

لا يدرون ما حقه وفضله ، ثم سكت صلوات الله عليه عني ساعة ثم قال : وجئت تسأله عن مقالة المفوضة ، كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله ، فإذا شاء شئنا ، والله يقول : « و ما تشاؤن إلا أن يشاء الله » (١) ثم رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه.

فنظر إلي أبومحمد عليه‌السلام متبسما فقال : يا كامل ما جلوسك؟ قد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي ، فقمت وخرجت ولم اعاينه بعد ذلك ، قال أبونعيم : فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به.(٢)

غط : أحمد بن علي الرازي عن محمد بن علي عن علي بن عبدالله(٣) عن الحسن بن وجنا عن أبي نعيم مثله.(٤)

١٧ ـ شى : عن جابر الجعفى قال : قرأت عند أبي جعفر عليه‌السلام قول الله : « ليس لك من الامر شئ » (٥) قال : بلى والله إن له من الامر شيئا وشيئا وشيئا ، وليس حيث ذهبت ، ولكني اخبرك أن الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يظهر ولاية علي عليه‌السلام فكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم ، وذلك للذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله ، كان أول من آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبمن أرسله ، وكان أنصر الناس لله ولرسوله وأقتلهم لعدوهما وأشدهم بغضا لمن خالفهما ، وفضل علمه الذي لم يساوه أحد ومناقبه التي لا تحصى شرفا.

فلما فكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في عداوة قومه له في هذه الخصال وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك فأخبر الله أنه ليس له من هذا الامر شئ إنما الامر فيه إلى الله أن يصير عليا وصيه وولي الامر بعده ، فهذا عنى الله وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام قوله : ما

____________________

(١) الدهر : ٣٠.

(٢ و ٤) غيبة الطوسى : ١٥٩ و ١٦٠.

(٣) في المصدر : عن على بن عبدالله بن عائذ الرازى.

(٥) آل عمران : ١٢٨.

٣٣٧

آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.(١)

١٨ ـ شى : عن جابر قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : قوله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليس لك من الامر شئ » فسره لي ، قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام : لشئ قاله الله ولشئ أراده الله ، ياجابر إن رسول الله (ص) كان حريصا على أن يكون علي عليه‌السلام من بعده على الناس ، وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال : قلت : فما معنى ذلك؟ قال : نعم عنى بذلك قول الله لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس لك من الامر شئ يامحمد في علي الامر في علي وفي غيره(٢) ، ألم أتل عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك : « الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون » إلى قوله : « وليعلمن » (٣) قال : فوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الامر إليه.(٤)

بيان : قوله عليه‌السلام : لشئ قاله الله ، أي إنما قال : ليس لك من الامر شئ في أمر قاله الله وأراده ليس للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يغيره ، ثم بين أن الاية نزلت في إمامة علي عليه‌السلام حيث أرادها الله تعالى إرادة حتم ، ولما خاف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مخالفة الامة أخر تبليغ ذلك أنزل الله عليه هذه الاية ، ويدل عليه الخبر السابق وإن كان بعيدا عن سياق هذا الخبر ، فإن ظاهره أنه (ص) أراد أن لا يغلب على علي عليه‌السلام بعده أحد ويتمكن من الخلافة ، وكان في علم الله تعالى ومصلحته أن يفتن الامة به ويدعهم إلى اختيارهم ليتميز المؤمن من المنافق ، فأنزل الله تعالى عليه : ليس لك من أمر علي عليه‌السلام شئ فاني أعلم بالمصلحة ، ولا تنافي بينهما.

ويمكن حمل كل خبر ظاهره ، وحاصلهما أن المراد نفي اختيار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما حتم الله وأوحى إليه ، فلا ينافي تفويص الامر إليه في بعض الاشياء.

____________________

(١ و ٤) تفسير العياشى ١ : ١٩٧.

(٢) في المصدر : الامر إلي في على وفى غيره الم اتل (انزل خ).

(٣) العنكبوت : ١ – ٣.

٣٣٨

١٩ ـ شى : عن الجرمي عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قرأ : ليس لك من الامر شئ أن تتوب عليهم أو تعذبهم فانهم ظالمون.(١)

بيان : ظاهره أن الآية هكذا نزلت ، ويحتمل أن يكون الغرض بيان المقصود منها وعلى الوجهين المعنى أنه تعالى أوحى اليه : أن ليس لك في قبول توبتهم وعذابهم اختيار فإنهما منوطان بمشية الله تعالى ومصلحته ، فلا ينافي اختياره في سائر الامور.

٢٠ ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما ، ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا نحن المحلون لحلاله والمحرمون لحرامه.(٢)

٢١ ـ من كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي بالاسناد عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فذكرت اختلاف الشيعة فقال : إن الله لم يزل فردا متفردا في الوحدانية ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة عليهم‌السلام فمكثوا ألف دهر ثم خلق الاشيآء وأشهدهم خلقها وأجرى عليها طاعتهم وجعل فيهم ما شاء ، وفوض أمر الاشياء إليهم في الحكم والتصرف والارشاد والامر والنهي في الخلق ، لانهم الولاة فلهم الامر والولاية والهداية ، فهم أبوابه ونوابه وحجابه يحللون ما شاء و يحرمون ما شاء ولا يفعلون إلا ما شاء عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون.

فهذه الديانة التي من تقدمها غرق في بحر الافراط ومن نقصهم عن هذه المراتب التي رتبهم الله قيها زهق في بر التفريط ، ولم يوف آل محمد حقهم فيما يجب على المؤمن من معرفتهم ، ثم قال : خذها يا محمد فانها من مخزون العلم ومكنونه.(٣)

٢٢ ـ ختص : (٤) الطيالسي وابن أبي الخطاب عن ابن سنان عن عمار بن

____________________

(١) تفسير العياشى ١ : ١٩٧ و ١٩٨.

(٢) كشف الغمة : ٨٥.

(٣) رياض الجنان : مخطوط ليست عندى نسخته.

(٤) في نسخة : [ ختص ير ] ولم نجد الحديث في البصائر.

٣٣٩

مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال : تلوت على أبي جعفر عليه‌السلام هذه الآية من قول الله : « ليس لك من الامر شئ » فقال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرص أن يكون علي ولي الامر من بعده فذلك الذي عنى الله : « ليس لك من الامر شئ ». وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه فقال : ما أحل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو حلال ، وما حرم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو حرام.(١)

٢٣ ـ ير : ابن يزيد عن زياد القندي عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : كيف كان يصنع أمير المؤمنين عليه‌السلام بشارب الخمر؟ قال : كان يحده قلت : فإن عاد؟ قال : كان يحده ، قلت : فان عاد؟ قال : يحده ثلاث مرات ، فإن عاد كان يقتله ، قلت : كيف كان يصنع بشارب المسكر؟ قال : مثل ذلك ، قلت : فمن شرب الخمر كمن شرب المسكر؟ قال : سواء.

فاستعظمت ذلك فقال : لا تستعظم ذلك إن الله لما أدب نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ائتدب ففوض إليه ، وإن الله حرم مكة وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرم المدينة ، فأجار الله له ذلك وإن الله حرم الخمر وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرم المسكر فأجاز الله ذلك كله له وإن الله فرض فرائض من الصلب وان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أطعم الجد فأجاز الله ذلك له ، ثم قال : حرف وما حرف : من يطع الرسول فقد أطاع الله.(٢)

٢٤ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن عبدالله بن إدريس عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليه‌السلام فاجريت اختلاف الشيعة فقال : يامحمد إن الله تبارك و تعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الاشياء فأشهدهم خلقها وأجر ى طاعتهم عليها وفوض امورها إليهم فهم يحلون ما يشاؤن ويحرمون ما يشاؤن ولن يشاؤا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى.

ثم قال : يامحمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ، ومن

____________________

(١) الاختصاص : ٣٢٢.

(٢) بصائر الدرجات : ١١٢ والاية في النساء ٨٠.

٣٤٠